موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: رأس الحسين وقبره عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 12, 2015 9:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6424

صورة


صورة

صورة

صورة

صورة

صورة

صورة


صورة


صورة


صورة

صورة

صورة


صورة

[align=center]
رأس الحسين وقبره

[/align][color=#007F00]
لقد سبق أن سطرنا كتاب ذكرى مصرع الحسين للنسابة حسن قاسم وقمنا بالتعليق عليه ولا يكفينا ما ذكرناه من مدونات عن سيدنا ومولانا أبى عبد الله الحسين عليه السلام فقد عثرت على عدة مقالات اريد ان أسطرها لكم * وهى ما ذكرته سعاد ماهر وما ذكره على باشا مبارك وما ذكره السخاوى وما ذكره المقريزى وما ذكره حسن قاسم *
أولا ما ذكرته الدكتورة سعاد ماهر :
تقول الدكتورة سعاد ماهر فى كتاب مساجد مصر وأولياؤها الصالحين الجزء الأول ص 361:يكاد المؤرخون وكتاب السيرة على أن جسد الحسين رضوان الله عليه دفن مكان مقتله فى كربلاء فى كتاب *( الارشاد 1 )* أنه بعد أن اجتزت الرأس وأخذت إلى ابن زياد بالكوفة ، خرج قوم من بنى أسد كانوا نزولا بالغاضرية غلى الحسين وأصحابه ، فصلوا عليهم ودفنوا الحسين حيث قبره الآن بكربلاء 2، ودفنوا أبنه علي فى موضعه عند رجله وحفروا للشهداء من أهل البيت واصحابه حوله ودفنوا العباس بن على فى موضعه الذى قتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن *
وقال المسعودى فى مروج الذهب فى خلافة المنتصر بالله إن آل طالب كانوا فى محنة عظيمة قبل خلافته ( أى المنتصر ) وخوفا على دمائهم وقد منعوا زيارة قبر الحسين باغرى من أرض الكوفة ، وكذلك منع غيرهم من شيعتهم حضور هذه المشاهد ، وكان الأمر بذلك من المتوكل سنة 236 (3) وفيها أمر المعروف ( بالذيريج ) بالمسير الى قبر الحسين بن على رضى الله تعالى عنهما ، وهدمه ومحو أرضه وإزالة اثره وان يعاقب من وجد به ، فبذل الرغائب لمن تقدم على هذا القبر ، فكل خشى العقوبة فتناول ( الذيريج ) مسحاة وهدم أعالى قبر الحسين ، فحيمئذ اقدم الفعلة فيه وانهم انتهوا الى الحفرة موضع اللحد فلم يروا فيه اثر رمة ولا غيرها ، ويضيف المسعودى ولم تزل الأمور على ما ذكرنا إلى أن استخلف المنتصر فأمن الناس وتقدم بالكف عن آل أبى طالب وترك البحث عن أخبارهم وأن لا يمنع أحد زيارة الحيرة لقبر الحسين رضى الله عنه ولا قبر غيره من آل أبى طالب *
(1) للشيخ المفيد
(2) جاء فى معجم البلدان لياقوت أن الحائر اسم لموضع قبر الحسين بن على وقال الفير وزبادى فى القاموس الحائر هى كربلاء ، اسد الغابة ج 2 لأبن الأثير
(3) وردت هذه الرواية فى المراجع الاتية ( وفيات الاعيان ج1 ص 455 لأبن خلكان ) ، طبقات الشافعية ج11 ص 162 للسبكى ، الأخبار الطوالى للفرمانى حوادث 237 هت أبو بكر الخوارزمى فى كتاب الى جماعة الشيعة بنيسابور ص 38 أبو الفداء ج2 فى حوادث سنة 236 هـ
------------------------------------------------------------------------------------------------------------وقد وصف ابن بطوط الرحالة الذى عاش فى القرن الثامن الهجرىرحلته الى كربلاء فقال سافرنا الى مدينة كربلاء مشهد الحسين بن على عليهما السلام وهى مدينة صغير تحفها حدائق النخل ويسقيها ماء الفرات والروضة المقدسة داخلها وعليها مدرسة عظيمة وزاوية كريمة فيها الطعام للوارد والصادر وعلى باب الروضة الحجاب والقوصة لا يدخل أحد إلا عن إذنهم فيقبل العتبة الشريفة وهى من الفضة وعلى الضريح المقدس قناديل الذهب والفضة وعلى الأبواب أستار الحرير *
أما عم رأس الحسين ، فقد كثرت الأقوال وتضاربت الروايات واختلفت كتب السيرة فى تحديد مكان وجوده لذلك رأيت أن اجمع ما استطعت جمعه منها وأن أضع المتشابه منها فى مجموعات ، لعل استطيع بعد مناقشتها أن أخرج منها بالقول الراجح *
والمراجع عن اختلافها تكاد تتفق على أن عبيد الله بن زياد ، عنى بتجهيز على بن الحسين ومن كان معه من الحرم ، ووجه بهم إلى يزيد بن معاوية مع زحر بن قيس وآخرين رأس الحسين ، ثم أختلفت بعد ذلك الروايات فى موطن الرأس الشريف ، فمنها أن الرأس أعيد إلى الجسد بعد أربعين يوما ودفن معه بكربلاء ومنها أنه دفن بالمدينة ومنها أنه دفن عند باب الفراديس بدمشق ، وفى رواية أن الرأس دفن بمقابر المسلمين فى عهد سليما بن عبد الملك ، ثم نبش القبر بعد ذلك وأخذ منه الرأس ونقلا إلى عسقلان ، ومنها الى القاهرة فى آخر العصر الفاطمى وتقول رواية إنه نقل الى مدينة الرقة وأخرى الى حلب ، وقيل أن ابا مسلم الخراسانى لما استولى على دمشق نقل الرأس غلى مرو ، والأماكن التى ذكرت موطنا للرأس ثمانية فى ثمان مده هى : كربلاء ، المدينة ، دمشق ، القاهرة ، عسقلان ، حلب ، مرو .
1 – كربلاء : تقول طائفة الشيعة الإمامية وبعض أهل السنة أن رأس الحسين مدفون مع الجسد بكربلاء ، قال رضى الدين بن طاوس فى كتاب الملهوف على قتل الطفوف ص 140 ( أما رأس الحسين عليه السلام فروى أنه دفن بكربلاء مع جسده الشريف وكان عمل الطائفة ( الإمامية ) على هذا المعنى المشار إليه ، وورد فيما ذكره سبط أبن الجوزى فى كتاب نذكره خواص الأمة ص 150 فى اقواله المتعددة عن الرأس قوله ( واختلفوا فى الرأس على أقوال أشهرها أنه ( أى الراس ) رد الى المدينة مع السبايا ثم رد الى الجسد بكربلاء فدفن معه ) ، قال هشام وغيره ويقول ابن كثير فى البداية والنهاية ج 8 ص 203 فقج اشتهر عند كثير من المتأخرين أنه فى مشهد على بمكان من ألطف عند نهر كربلاء ، فيقال أن هذا المشهد مبنى على قبره ( والله أعلم ) وقد ذكر ابن جرير وغيره أن موضع قتله عفا أثره حتى لا يطلع أحد على تعينه بخبر ، وقد كان أبو نعيم الفض بن دكين ينكر على من يزعم أنه يعرف قبر الحسين وذكر هشام بن الكلبى أنالماء لما جرى على قبر الحسين ليمحى اثره نضب الماء بعد أربعين يوما فجاء أعرابى من نبى أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمها حتى وقع على قبر الحسين فبكى وقال بابى انت وامى ، ما كان أطيبك وأكيب تربتك ثن انشأ يقول :
ارادوا ليخفوا قبره عن عـــــدوه *** فطيب تراب القبر دل على القبر
ويقول سبط ابن الجوزى وفى الجملة ففى أى مكان رأسه فهو ساكن فى القلوب والضمائر ، قاطن فى الأسرار والخواطر .
2 – المدينة : جاء فى طبقات ابن سعد لما وضع الرأس ( رأس الحسين ) بين يدى يزيد بن معاوية دمعت عيناه وقال ويحكم قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين رحم الله أبا عبد الله ، ثم أمر بالسيدات فادخلن دار نسائه وأمر بتجهيزهن والعناية بهن أحسن عناية وأرسل معهن حرسا من ثلاثين فارسا ، حتى وصلن الى المدينة وبعث معهن بالرأس الشريف غلى عامله بالمدينة عمرو بن سعيد فكفنها وأمر بدفنها بالبقيع عند قبر أمه واخيه ويقول ابن كثير فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير أنه بعث به ابن زياد الى يزيد بن معاوية ومن الناس من أنكر ذلك ويعقب ابن كثير على ذلك فيقول وعندى أن الأول أشهر فالله أعلم ثم اختلفوا بعد ذلك فى المكان الذى دفن فيه الرأس فروى محمد بن سعد أن يزيد بعث برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد نائب المدينة فدفنه عند أمه فى البقيع .
وممن روى أن الرأس دفن بالمدينة الإمام البخارى فقد جاء فى تاريخه ان رأس الحسين حمل الى المدينة ودفن بها فى البقيع عند قبر أمه رضى الله عنها وقال ابن فضل الله العمرى وقد جاء فى أخبار الدولة العباسية أنهم حملوا ا‘ظمالحسين ورأسه الى المدينة النبوية حتى دفنوه بقبر أخيه الحسن وقد ذكر المسعودى عند الكلام على دفن الحسن بن على ببقيع الفرقد مع أمه ما نصه ( وهناك الى هذا الوقت رخامة مكتوب عليها ، الحمد لله مبيد الأمم ومحيى الرمم ، هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين ، والحسن بن على بن أبى طالب وعلى بن الحسين بن على ومحمد بن جعفر بن محمد رضوان الله عليهم أجمعين ) وقد أعقب الاستاذ حسن عبد الوهاب على هذا النص بقوله ( أنه لو كان الإمام الحسين معهم لذكر أسمه بينهم ) .
3 – دمشق : أما طائفة الشيعةالإسماعيلية وكذا كثير من أهل السنة فتقول بدفن الرأس بدمشق وممن ذكر ذلك ياسين بن مصطفى الفرضى قال:
( المزارات المشهورة للصحابة بدمشق ونواحيها ، والمشهور منها بتربة باب الفراديس المساة بمرج أبى الدحداح الآن ، مسجد سمى بمسجد الرأس داخل باب الفراديس فى اصل جدار المجراب لهذا المسجد رأس الشهيد الملك الكامل ، وغربى المحراب المذكور فى الجدار طاقة على الطريق يقال إن رأس الحسين بن على رضى الله عنه دفن بها ولذا يقال له مشهد الحسين .
وروى محمد بن قاسم بن يعقوب قبر الحسين بن على رضى الله عنهما بكربلاء ورأسه بالشام فى مسجد دمشق على رأس أسطوانة .
وقال ابن فضل الله العمرى وكذا ابن الطولونى ما نصه : وله بدمشق مشهد معروف داخل باب الفراديس وفى خارجه مكان الرأس على ما ذكروا.
وروى الذهبى عن ابى كرب قال كنت فى القوم الذين وثبوا على لوليد بن يزيد وكنت فيمن نهب خزائنهم بدمشق فأخذت سفطا وقلت فيه غنائى فركبت فرسا وجعلته بين يدى وخرجت من باب توما ففتحته فإذا بحريرة فيها رأس مكتوب عليه هذا رأس الحسين فحفرت له بسيفى ودفنته .
وجاء فى المقريزى ( مكث الرأس مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام ثم أنزل فى خزائن السلاح حتى ولى سليمان بن عبد الملك فبعث إليه فجىء به وقد محل وبقى عظما أبيض فحمله فى سفط وطيبه وجعل عليه ثوباا ودفنه فى مقابر المسلمين فلما ولى عمر بن عبد العزيز بعث إلى خازن بيت السلاح ، أن وجه إلى رأس الحسين بن على فكتب إليه أن سليمان أخذه وجعله فى سفط وصلى عليه ودفنه فلما دخلت الممسوة ( أى الدولة العباسية ) سألوا عن موضع الرأس الكريم الشريف فنبشوه واخذوه والله أعلم ما صنع به .
وممن ذهب الى دفن الرأس الشريف بدمشق عثمان مدخون إذ جاء فى كتاب العدل الشاهد أن بعض العلماء عمد الى مكان قديم قريب من باب الفراديس وشرع فى هذه ليجعله خزانة لحفظ الكتب فعثر على طاقة فى الجدار محكم السد بحجر كبير مكتوب عليه بالنقش فى الحجر ، ما فهموا منه أن هذا مشهد رأس الإمام الحسين السبط فرفعوا ذلك الى والى الشام يومئذ فى العصر العثمانى فذهب ورأى ذلك بنفسه وأمرهم أن لا يحدثوا فى هذا شيئا ثم رفع الامر الى السلطان المرحوم عبد المجيد خان بن السلطان محمود خان فصدر أمره العالى بكشف هذا المكان بحضور جمهور من العلماء والأمراء ووجوه الناس فأحضروا الى الشام ما أمر به السلطان وكشفوا هذا الحجر الذى عليه الكتابة فوجدوا فجوة خالية عن الدفن وبعد أن رآها الحاصرون أمر بسدها كما كانت ورفع ذلك الى السلطان عبد المجيد خان فصدر مرسومه العالى بأعمال طوق من الفضة حول الحجر وكنت أعلم مقدار زنة الفضة وأظن أنه سبعة آلاف درهم والله أعلم بالحقيقة .* ولما دخل خليل الظاهرى مدينة دمشق سنة 831 هـ قال ( المشهد الحسينى بدمشق ن بصحن المسجد الأموى ) * وذكر أبن أبى الدنيا عن طريق عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن عمر بن صالح ويقول عنهما ابن كثير ( وهما ضعيفان ) أن الرأس لم يزل فى خزانة يزيد بن معاوية حتى توفى ، فأخذ من خزانته فكفن ودفن داخل باب الفراديس من مدينة دمشق ويقول ابن كثيرر ويعرف مكانة بمسجد الرأس اليوم داخل باب الفراديس الثانى * وذكر بن عساكر فى تاريخه فى ترجمة ريا حاضنة يزيد بن معاوية ( أن يزيد حين وضع رأس الحسين بين يديه تمثل بشعر ابن الزيعرى يعنى قوله :
ليت أشياخى ببدر شهدوا *** جزع الخزرج من وقع الأسل
قال ثم نصبه بدمشق ثلاثة أيام ثم وضع فى خزائن السلاح حتى كان زمن سليمان بن عبد الملك جىء به إليه وقد بقى عظما أبيض فكفنه وطيبه وصلى عليه ودفنه فى مقبرة المسلمين فلما جاءت المسودة – نبشوه وأخذوه معهم وذكر بن عساكر أن هذه المرأة بقيت بعد دولة بنى أمية وقد جاوزت المائة سنة والله أعلم
4 – حلب : وهناك أقوال ضعيفة تقول بوجود الرأس الشريييف فى حلب ، فقد جاء فى تاريخ حلب أن الرأس مدفونة بحلب فى وسط جبل جوشن وقد بنى عليه الملك الصالح بن الملك العادل نور الدين ولكنه لم يذكر متى وكيف جىء بالرأس الشريف
5 – مرو : وقال المقدسى عند كلامه عن مرو : وعلى فرسخين من مرو يوجد رباط قالوا ان فيه رأس الحسين بن على رضى الله عنه وقد عقب على هذا القول عمر بن أبى المعالى أسعد بن عمار ( أما قولهم إنه الرأس فى خزائن بنى أمية الى أن ظهرت الخلافة العباسية وأن ابا مسلم نقله الى خراسان فهذا بعيد جدا ، لأن أبا مسلم لما فتح الشام كان بخراسان والذى فتح دمشق هو عبد الله بن على بن عباس فكيف يتصور أن ينقله أو يمكن من ينقله الى مولدهم بخراسان ، ثم يضيف ولو أنه ظفر به فى خززائن بنى أمية لأظهره للناس ليزدادوا لبنى أمية بغضا )
6 – عسقلان : أما عن وجود الرأس بعسقلان ثم نقله منها الى مصر فى عصر الدولة الفاطمية فقد كثرت فيه الأقاويل والروايات ، قال بن الصبان : واختلفوا فى رأس الحسين بعد مسيرة الى الشام الى ابن صار وفى أى موضع استقر فذهبت طائفة الى ان يزيد امر ان يطاف براسه الشريف فى البلاد فطيف به حتى انتهى الى عسقلان فدفنه اميرها بها فلما غلب الأفرنج على عسقلان افتدوا منهم الصالح طلائع وزير الفاطميين بمال جزيل ومشى الى لقائه من عدة مراحل ووضعه فى كيس حرير أخضر على كرسى من خشب الأبنوس وفرش تحته المسك والطيب وبنى عليه مشهده الحسينى المعروف بالقاهرة قريبا من خان الخليلى * وجاء فى طبقات الأولياء للشعرانى عند ذكره الحسين نفس الرواية السابقة إذ يقول ( دفنوا رأسه ببلاد المشرق ثم رشا عليها طلائع بن رزيك بثلاثين ألف دينار ونقلها الى مصر بالمشهد الحسينى وخرج هو وعساكره حفاة الى نحو الصالحية من طريق الشام يتلقون الرأس الشريف ثم وضعه طلائع فى كيس أخضر على كرسى أبنوس وفرشوا تحته المسك والعنبر والطيب قد زنه مرارا )
ونأتى الآن الى القاهرة ونسطر ما ذكره كل المؤرخين فى وجود الرأس الشريف بالقاهرة بين معارض ومؤيد .
القاهرة : قد أيد وجود الرأس الشريف بعسقلان ونقله منها الى مصر جمهور كبير من المؤرخين والرواة ، ومنهم ابن ميسر ( ابن ميسر فى اخبار مصر ص 38 ، صبح الأعشى للقلقشندى ج3 ص 351 ، ابن اياس ج1 ص 67 ،مرآة الزمان لسبط الجوزى ج8 ص 4131 ، الاشارات الى اماكت الزيارة للسايح الهورى ) وقد أورد تفاصيل هذه الرواية المقريزى ج 1 ص 437 بقوله فى شعبان سنة 491 خرج الفضل ابن امير الجيوش بعساكره الى بيت المقدس وبه سكان وابلغارى ابنا أرتق ، فى جماعة من أقاربهما ورجالهما وعساكر كثيرة من الاتراك ، فراسلهما الأفضل يتلمس منهما تسليم القدس اليه يغير حرب فلم يجيباه لذلك فقاتل البلد ونصب عليها المجانيق وهدم منها جانبا فلم يجدوا بدا من الاذعان له وسلماه إليه فخلع عليهما وأطلقهما وعاد فى عساكره وقد ملك القدس فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس فيه رأس الحسين عليه السلام فأخرجه وعطره وحمله وسعى به ماشيا الى ا<ل دار بها وعمر المشهد فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على صدره وسعى به ماشيا الى ان أحله مقره ثم يعود المقريزى فيقول ( وقيل إن المشهد بعسقلان بناه أمير الجيوش بدر الجمالى وكمله الأفضل وكان حمل الرأس الى القاهرة من عسقلان ووصوله إليها فى يوم الأحد ثامن جمادى الآخر سنة 548 هـ وكان الذى وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم وإليها والقاضى المؤتمن ابن مسكين مشارفها ووصل فى القصر يوم الثلاثاء فى جمادى الآخر حمل فى السرداب الى قصر الزمرد ثم دفن عند قبة الديلم بباب دهليز الخدمة فكان كل من يدخل الخدمة يقبل الأرض أمام القبر . وممن ذهب الى دفن الرأس الشريف بمشهد القاهرة عثمان مدخون إذ قال فى العدل الشاهد فى تحقيق المشاهد ص 84 ( أن الرأس الشريف له ثلاثة مشاهد تزار ، مشهد بدمشق دفن به الرأس أولا ثم مشهد معسقلان بلد على البخر الأبيض ونقل إليه الرأس من مشهد دمشق ثم المشهد القاهرى بمصر بين خان الخليلى والجامع الأزهر ) وقد جاء فى كتاب مرشد الزوار الى طريق الأبرار ( ذكر بعض العلماء ممن عاصر الفاطميين أن هذا الرأس الذى وضع بهذا المكان يعنى المشهد الذى بالقاهرة هو رأس الإمام الحسين رضى الله عنه ، كان بعسقلان ، فلما كان فى ايام الظاهر الفاكمى ، كتب عباس الى الظاهر ( ملك مصر ) يقول له ، اما بعد فإن الفرنج أشرفوا على أخذ عسقلان ، وأن بها رأسا يقال أنه رأس الحسين بن على رضى الله عنهما ، فأرسل إليه من تختار ليأخذه ، فبعث إليه مكنون الخادم فى عششارى من عشارى الخدمة فحمل الرأس من عسقلان وأرسى به فى الموضع المعروف بالكافورى من الخليج الحاكمى فحمل وادخل الى القصر وأستقر فيه كما هو الآن وبنى الظاهر مسجد الفاكهانى ليجعله فيه وبنى الصالح طلائع بن رزيك مسجدا بظاهر باب زويلة أيضا ليجعله فيه ثم اجتمع رأيهم على أن يجعلوه بالقصر فى قبة تعرف بقبة الديلم وكانت دهليزا من دهايز الخدمة ) وقد سبق ان ذكر المقريزى وكذا القلقشندى أن الصالح طلائع بنى مسجده لكى يدفن فيه الرأس الشريف فلما انتهى منه لم يمكنة الخليفة من ذلك وقال لا يكون إلا داخل القصور نالزاهرة وبنى المشهد الموجود الآن . وقد جاء فى كتاب تاريخ المساجد الأثرية لحسن عبد الوهاب أنه فى سنة 1945 كشفت بجوار الكهة الشرقية للواجهة البحرية لجامع الصالح بقايا مبان عليها كتابات أثرية منها ( أدخلوها بسلام آمنين * ومثل هذه العبارة تكتب عادة على مداخل المدافن ولذلك فإنه يرجع أن تكون هذه البقايا من المشهد الذى بناه الصالح طلائع مجاورا لمسجده لكى يدفن فيه رأس الحسين ، ويستشهد فى ذلك بما أورده ابن دقماق ( فى الجوهر الثمين مجلد1 ص 48 ) عند كلامه عن الصالح بقوله : وهو الذى بنى جامع الصالح بظاهر باب زويلة وبنى مشهد الحسين رضى الله عنه سنة 553هـ . ولكن ابن كثير فى البداية والنهاية ج 8 ص 204 يشكك فى وجود الرأس بالقاهرة فيقول ( وادعت الطائفة المسمون بالفاطميين الذين ملكوا الديار المصرية قبل سنة 400 الى ا بعد سنة 660 ( حكمت الدولة الفاطمية من سنة 358 هـ الى 567هـ ) أ، رأس الحسين وصل الديار المصرية ودفنوه بها وبنوا عليه المشهد المشهور به بمصر والذى يقال له تاج الحسين بعد سنة 500 ) ويضيف ابن كثير فيقول وقد نص غير واحد من أهل العلم على أنه لا أصل لذلك وإنما أرادوا ان يروجوا بذلك بطلان ما أدعوه من النسب الشريف وهم فى ذلك كذبة خونة ، وقد نص على ذلك القاضى الباقلانى وغير واحد من أئمة العلماء فى دولتهم فى حدود سنة 400 ( فى حدود سمة 400 لم تكن الرأس قد نقلت الى مصر ، هذا وعدم الدقة فى التواريخ التى وردت فى هذه الرواية يقلل كثيرا من قيمتها ) .
وهناك رواية ضعيفة اوردها السخاوى فى تحفة الاحباب ص 18 تفيد ان الرأس جىء به الى مصر منذ البداية فهو يفول ( أختلف المؤرخون فقال بعضهم إن رأس الحسين بالمدينة الشريفة وقال بعضهم كانت الرأس بمشهد عسقلان فلما أخذتها الفرنجة نقلت الى هذا المشهد ( يعنى مشهد القاهرة ) والله أعلم بالصواب ثم يضيف وقيل : لما قتل الحسين بن على رضى الله عنهما بأرض كربلاء طيف برأسه وسير فى البلاد إلا فى أرض مصر فإن أهلها لم يمكنوهم من الدخول على تلك الحالة البشعة بل تلقوهم بمدينة الفرما وهى أول مدائن مصر وحملوها ( أى الرأس ) فى الهوادج ومشروها بالستور وأوسعوا لهم فى الكرامة وأنزلوهم خير الأماكن بمصر وآووهم آمنا وبنوا لموتاهم المشاهد وأتخذوها مزارات ويكفى البيان ضعف هذه الرواية أنها لوصحت من أن رأس الحسين جىء به إلى مصر منذ العصر الأموى فى القرن الأول للهجرة ، ولما كان هناك داع ولا مقتص لما بذل من جهد ومال لإحضار رأس أخرى من عسقلان والأحتفال بمقدمها لدفنها بالقاهرة فى العصر الفاطمى فى القرن السادس الهجرى .
الرقة : وقد جمع المؤرخ سبط الجوزى ( تذكرة خواض الأمة ص 150 ) خمسة أقوال مشهورة عن رأس الحسين :
1 – أنه دفن مع الجسد فى كربلاء
2 – أنه دفن بالمدينة المنورة عند قبر أمه
3 – أنه دفن بدمشق
4 – أنه دفن بمسجد الرقة على الفرات بالمدينة المشهورة وقال لما أحضر الرأس بين يدى يزيد بن معاوية ، قال لأبعثنه الى آل أبى معيط عن رأس عثمان وكانوا بالرقة فبعثه إليهم فدفنوه فى بعض دورهم ، ثم أدخلت تلك الدار فى المسجد الجامع ، وقال وهو إلى جانب سدرة هناك.
5 – أن الخلفاء الفاطميين نقلوه من باب الفراديس الى عسقلان ثم نقلوه إلى القاهرة وهو فيها وله مشهد عظيم يزار .
والجديد فى كلام سبط الجوزى وقد أنفرد به وهو وجود الرأس بالرقة وهذا قول ضعيف ، ذلك أن مدينة الرقة التى فتحها العرب سنة 18 هـ على يد قائدهم عياض بن جهمن وأستمرت منذ ذلك الوقت خاضعة للحكم الإسلامى لم يثبت طول العصر الأموى أن أحدا من خلفاء بنى أمية بنى بها مسجدا جامعا كما ذكر سبط الجوزى وأنه أقيم على الدار التى دفن فيها الرأس ، الثابت أن ما أنشىء فى العصر الأموى هو كما ورد فى المقدسى وياقوت الحموى ( أحسن التقاسيم ص 78 ، معجم البلدان ص 95 ) قصران لهشام بن عبد الملك فى مكان يبعد عن الرقة بفرسخ .
وفى عام 155هـ أسس الخليفة العباسى المنصور مدينة جديدة تقع الى الغرب من المدينة القديمة سماها الرفيقة وفى شمالها بنى المنصور المسجد الجامع ولم يذكر أحد من علماء الآثار ، العرب والمستشرقين أنه اقيم على أنقاض دار قديمة أو أن به تثميما لمدفن ما ، على أن المدينة القديمة سرعان ما أصبحت خرابا وأخذت المدينة الجديدة مكانها كعاصمة للبلاد .

(%%%%%%%%%%%%%%%%%%%)
بعد هذا الاستعراض لمعظم ما قيل عن مواطن الرأس ، نستطيع أن نناقش هذه الأقاويل وتلك الروايات .


- فعن القول بوجود الرأس بالمدينة ، فناك ما ينقصه دليل مادى ذكره المسعودى فيما نقلناه عنه ، وهو أنه كان يوجد حتى القرن الرابع الهجرى رخامة مكتوب عليها العبارة الأتية ( الحمد لله مبيد الأمم ومحيى الرمم ، هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين والحسن بن على بن أبى طالب وعلى بن الحسين بن على ومحمد بن على وجعفر بن محمد رضوان الله عليهم أجمعين ) فلو أن الرأس الشريف كان مدفونا معهم لما أغفل ذكر اسم سيد الشهداء .
- أما قول غالبية الشيعة الإمامية الأثنى عشرية بأن الرأس مدفونة مع الجسد فى كربلاء فقول لا تؤيده مراجعه الحوادث فمن المستبعد عقلا ان يعيد يزيد الرأس الى كربلاء حتى لا يزيد النار اشتعالا وهو يعلم بأنها لا تزال مركزا لشيعة الحسين والمؤيدين لمذهبه هذا بالاضافة الى ما جاء فى أحداث سنة 236هـ كما تقدم القول من أن الخليفة المتوكل أمر ( الذيريج ) بالمسير الى قبر الحسين بن على رضوان الله عليهما وهدمه فتتاول الذيريج سحاة وهدم أعالى قبر الحسين وانتهى هو ومن معه الى الحفرة وموضع اللحد فلم يروا فيه أثرا رمة ولا غيرها وبعيد ان تتصور أن الرأس قد بلى فى ذلك الوقت المبكر إذا لا حظنا أن ارض كربلاء رميلة تحتفظ بالعظام لآلاف السنين .
- ةكذلك القول بوجود الرأس برباط مدية مرو بخراسان منقوض من أساسه ، لأن أبا مسلم الخراسانى الذى قيل أنه نقل الرأس من دمشق لما استولى عليها وبنى عليه الرباط بمرور لم يكن موجوودا بالشام وقت فتحها ، ولأنه من غير المقبول أن يأذن الخليفة عبد الله ابن على بن عباس لمولاه أبا مسلم بنقل الرأس الشريف لكى يدفنه بمرو ولأن الخلييفة نفسه لو ظفر بالرأس لأظهره للناس ليزدادوا – كما قيل بحق – غضبا على بنى أمية
- وأما القول بأن الرأس وضع أول الأمر فى خزائن السلام بمدينة دمشق ففى رايى أنه اقرب الأقوال الى القبول ومسايرة للأحداث للأسباب الآتية :
- 1 – أن مقتل الحسين حدث خطير وله ما بعده \، ولو طيف بالرأس فى البلاد بقصد التشفى ، كما ورد فى بعض المراجع لأدى ذلك من غير شك الى فتنة بل وليس من المستبعد أن يؤدى الى خلع يزيد نفسه ، لأن الناس جميعا ، حتى أولئك المناصرين ليزيد طمعا فى الكسب المادى ، كانوا يحترمون الحسين ويعظمونه فى حياته ويستعظمون ما حدث له ، ويأسفون على تفريطهم فى نصرته بعد وفاته ، يضاف الى ذلك أن يزيد نفسه ندم على قتله ودمعت عيناه لما وضع رأسه بين يدية وقال ويحكم فقد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين ، رحم الله أبا عبد الله فكيف مع ذلك يأمر بأن يطاف بالرأس فى البلاد .
- من مصلحة يزيد أنيحرص على إخماد فتنة قتل الحسين واقتضى حرصه أن يحتفظ برأسه فى مكان أمين وليس هناك مكان أكثر أمنا فى الدولة من خزائن السلام أما رواية دفن الرأس فى دمشق فى عصر يزيد فلم يكن من الحكمة فى شىء لأنه كان فى استطاعة الشيعة أن ينبشوا القبر ليحصلوا على الرأس .
- ومن المعقول ومن المرجع أيضا أن يكون الرأس قد ظل فى خزائن السلاح بدمشق حتى ولى سليمان بن عبد الملك سنة 96 هـ فحمل الرأس كما ورد فى بعض المراجع فى ثوب وعطره ، ثم صلى عليه ودفنه فى مقابر المسلمين . أى بعد أن هدأت الفتنة ومضى عليها أكثر من ثلاثين عاما .
- أما الرواية التى تقول بوجود الرأس بعسقلان ، فيؤخذ عليها أن مرجعها لم يحدد الوقت الذى نقل فيه الرأس إليها ، اللهم إلا تلك الرواية التى تقول بأن الرأس قد طيف به فى البلاد بأمر يزيد ، فلما وصل عسقلان دفن هناك ، وقد بينا فيما تقدم منافاة هذه الرواية لواقع الحال واستبعدنا أن يصدر ذلك عن يزيد مراعاة لمصلحته الخاصة .
وإذا أسقطنا من حسابنا هذه الرواية فكيف جاء الرأس إلى عسقلان ؟
هناك من يقول بأن القبر الذى بناه سلمان بن عبد الملك للرأس نبش بعد ذلك وأخذ مه الرأس ونقل فى وقت ما إلى عسقلان ، ونبش القبر قد يكون صحيحا ، لأنه أمر متوقع ولا يبعد حدوثه ، ولكن ما السبب فى اختيار مدينة عسقلان بالذات لكى تكون مقر الرأس وهى مدينة لم تحدثنا كتب التاريخ بأنها كانت مركزا من مراكز الشيعة ، اللهم إلا إذا أريد أن يكون الرأس فى مكان قريب من بيت المقدس من جهة وقريب من الساحل من جهة أخرى ، وهذا يتوفر فى مواقع عسقلان ، وقد يكون من أغراض ناقلى الرأس الى عسقلان هو إخراجها من المشرق ، حيث لاقى الشيعة التشىء الكثير من اضطهاد الأمويين أولا ثم العباسييم ثانيا ليمكن نقلها فى يسر الى شمال افريقيا وبلاد المغرب حيث اتجه عدد عظيم من الشيعة – ومهما يكن من أمر فقد بات فى حكم المؤكد أنه لم يكن فى القرن الخامس الهجرى وجود للرأس فى دمشق بل كان فى مدينة عسقلان للأسباب الآتية :
- أولا – يؤيد وجود الرأس بعسقلان فى العصر الفاطمى نص تاريخى منقوش على منبر المشهد الذى أعاد بناءه بدر الجمالى وأكمله ابنه الأفضل فى عصر الخليفة المستنصر
- ولما نقل الرأس إلى مصر ، نقل المنبر إلى المشهد الخليلى بالقدس ، والمنبر مازال موجودا حتى الآن هناك ، والمنبر من الخشب الجوز التركى الممتاز وقد زخرفت جوانبه وكذا بابه بحشوات خشبيه عليها زخارف نباتية وكتابية محفورة حفرا غائرا دقيقا غاية فى الإبداع أما أسلوب الخط فهو خط كوفى صلب ذو زوايا وتنتهى حروفه القائمة بزخارف نباتية ولذا فقد أطلق عليهاسم ( خط كوفى مزهر ) وقد كان هذا الاسلوب من الخط سائد فى العصر الفاطمى ، أما النص الكتابى فقد جاء فيه ( الحمد لله وحده لا شريك له محمد رسول الله على ولى الله صلى الله عليهما وعلى ذريتهما الطيبة سبحان من اقام لموالينا الئمة نسبها مجدا رفع راية وأظهر معجزا كل وقت وآية بين ، وكان من معجزاته تعالى إظهاره رأس مولانا الإمام الشهيد أبى عبد الله الحسين بن على بن أبى طالب صلى الله عليه وعلى جده وأبيه وأهل بيتهم بموضع بعسقلان كان الظالمون ستروه فيه ، وإظهاره الآن شرفا لأوليائه الميامين وإنشراح صدور شيعته المؤمنين ، ورزق الله فتى مولانا وسيدنا معد أبى تميم الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين صلى الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطهرين )
- ثانيا – جاء فى المقريزى أن المؤرخ ابن المأمون ذكر فى حوادث سنة 516هـ أن الخليفة الفاطمى الأمر بأحكام الله أمر باهداء قنديل من ذهب وآخر من فضه وآخر من فضة إلى مشهد الحسين بعسقلان واهدى إليه الوزير المأمون قنديلا ذهبيا له سلسلة فضية .
- لو كان الرأس موجودا فى مكان آخر غير عسقلان سواء فى الشام او خارجها لما عز على خلفاء الدولة الفاطمية الوصول إليه ن وهم كما نعلم من الشيعة الإسماعيلية وقوتهم الدينية تعتمد فى أكثر ما تعتمد على نسبهم لفاطمة الزهراء ، أما قوتهم السياسية فقد فاقت الدولة العباسية ، غذ أمتدت الدولة الفاطمية من مصر وبلاد الشام والحجاز واليمن شرقا إلى شمال أفريقيا وبلاد المغرب غربا ، بل أنه حدث فى عهد الخليفة المستنصر أن نادى البساسيرى أحد أعوانهم من الشيعة بسقوط الدولة العباسية فى بغداد والبصرة وواسط وجميع الاعمال وذكر اسم الخليفة المستنصر الفاطمى على منابرها فى خطبة الجمعة وفى هذا اكبر شاهد على تلك القوة .
- ما ذكره عثمان مدوخ فى كتاب العدل الشاهد فى القرن 19 من العثور بالقرب من باب الفراديس على طاقة مسدود بحجر عليه كتابة نفيد أنه مشهد الحسين فلما رفع الحجر وجدت الفجوة خالية من الدفن ، مما يؤيد نقل الرأس منها .
- جاء فى المقريزى ( وبنى السالح طلائع مسجدا لها ( يعنى الرأس ) خارد باب زويلة من جهة الدرب الاحمر وهو المعروف بجامع الصالح طلائع الآن وكشف الحجب عن تلك الذخيرة النبوية فوجد ، دمها لم يجف ووجد لها رائحة أطيب من رائحة المسك ، فغسلها فى المسجد المذكور على أولاح من خشب وجاء فى الببلاوى فى التاريخ الحسينى بأعلى حائط مسجد الصالح ألواح الآن يقال إنها هى التى كان عليها الغسل ، ومهما يكن فى رواية المقريزى من سرد اسطورى ، فمما لا شك فيه أنه قد أحضرت الى القاهرة رأس ، وليس من المستبعد أن تكون قد غسلت فى مسجد الصالح طلائع ، ويؤيد هذه الرواية ما كشفت عنه الحفائر التى أجريت سنة 1945 من وجود مبان بجوار الجهة الشرقية للواجهة البحرية لجامع الصالح طلائع عليها كتابات أثرية منها ( أدخلوها بسلام آمنين ) ومثل هذه العبارة تكتب عادة على مداخل المدافن ، ولذلك فأنه من المراجع أن تكون هذه الكتابات من بقايا المشهد الذى بناه الصالح طلائع مجاورا لمسجده لكى يدفن فيه رأس الحسين كما ذكر ابن دقماق .
- جاء فى كتاب العدل الشاهد فى تحقيق المشاهد أن المرحوم عبد الرحمن كتخدا القزدغلى ، لما اراد توسيع المسجد المجاور للمشهد قيل له أن هذا المشهد لم يثبت فيه دفن ، فأراد تحقيق ذلك فكشف المشهد الشريف بمحضر من الناس ونزل فيه الاستاذ الجوهرى الشافعى والاستاذ الشيخ الملوى المالكى وكانا من كبار العلماء العاملين وشاهدا ما بداخل البرزخ صم ظهرا وأخيرا بما شاهداه ، وهو كرسى من الخشب الساج على طشت من ذهب فوقه ستارة من الحرير الخضر تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيق داخله الرأس الشريف فانبنى على إخبارهم تحقيق هذا المشهد وبنى المسجد والمشهد وأوقف عليه اوقافا يصرف على المسجد من ريعها .
- ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّمما تقدم نستطيع ان نقول بوجود رأس الحسين عليه السلام بمشهد عسقلان ومن المرجح ان يكون هو رأس الحسين عليه السلام ونستطيع ان نؤكد فى ثقة وأطمئنان بأن هذا الرأس الشريف قد نقل إلى المشهد الحسينى بالقاهرة .
- هذا ولا أجد فى هذا المقام خيرا من العبارة الى جاءت بالمقريزى أختم بها موضوع الرأس الشريف ( ولحفظة الآثار وأصحاب الحديث ونقله الأخبار ، ما إذا طولع وقف منه على السطور وعلم منه ما هو غير المشهور ، وإنما هذه البركات مشاهدة مرئية وهى بصحة الدعوى ملية والعمل بالنية ) أو كما قال سبط الجوزى ، ففى أى مكان كان رأس الحسين عليه السلام أو جسده فهو ساكن فى القلوب والضمائر قاطن فى الأسرار والخواطر .
[/color]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رأس الحسين وقبره عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 12, 2015 10:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8033
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 8 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط