اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6442
|
الشيخ محمد دانيال الموصلى الشافعى
إنه فى ما وكنت فى زيارة لمدينة الاسكندرية وفى شارع النبى دانيال وهو القادم من محطة مصر والسلك على اليمين هذا الشارع وأمام سيدى عبد الرازق الوفائى وجد مسجد النبى دانيال كما يشاع فى مدينة الاسكندرية بأن النبى دانيال مدفون فى هذا المقام وبجواره الحكيم لقمان وكما هو مبين بالصور التى ألتقطها من تحت المسجد وقد وجدت بعض الأشخاص تقريبا من البهرة يقومون على نظام وتجميل هذا المقام فهو مصنوع من الرخام الأبيض تحت قباب من الحجر منحوت تحت المسجد ويوجد بجوار الضريح سرداب لا أعلم إلى أين يؤدى هذا السرداب فتنزل له بسلالم من الخشب وسنترك لكم الصور توضح ذلك *
1 - جاء فى كتاب ( الدرر الكامنة ) فى أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلانى : الشيخ محمد دنيال الموصلى أحد شيوخ المذهب الشاقعى قدم إلى الاسكندرية فى نهاية القرن الثامن الهجرى واتخذ ( مسجد الأسكندرية ) كما كان يسمى حيتئذ مكان لتدريس فيه الصول وعلى الفرائض على نهج الشافعية حتى وفاته سنة 810 هـ فدفن فى المسجد وأصبح ضريحه مزارا للناس يطلق عليه مقام ( النبى دانيال ) . 2 - ويقول على باشا مبارك فى الخطط : يقول على باشا مبارك فى الهطط التوفيقية جزء 7 ص 70 ( مسجد مشهور بمسجد النبى دانيال ) كان صغيرا فجدده العزيز محمد على باشا سنة 1238 وله ليلة كل سنة فى شهر رمضان وهو تابع الوقف وبهذا المسجد مدفن مخصوص بالعائلة الخديوية مدفون فيه المرحوم محمد سعيد باشا ونجله طوسون باشا وغيرهما وجـامـع النـبى دانيــال وقد عرف بهذا الاسم خطأ نسبة إلى النبي دانيال أحد أنبياء بني إسرائيل إلا أن الحقيقة أن هذا الجامع ينسب إلى أحد العارفين بالله وهو الشيخ محمد دانيال الموصلي أحد شيوخ المذهب الشافعي وكان قد قدم إلى مدينة الإسكندرية فى نهاية القرن الثامن الهجري واتخذ من مدينة الإسكندرية مكانا لتدريس أصول الدين وعلم الفرائض على نهج الشافعية وظل بمدينة الإسكندرية حتى وفاته سنة 810 هـ فدفن بالمسجد وأصبح ضريحه مزارا للناس ويقع جامع النبي دانيال فى الشارع المعروف باسمه.
وقد ارتبط هذا الجامع بعدة أساطير منها أنه دفن به النبى دانيال كما ارتبط أيضا بفكرة البحث عن قبر الإسكندر الأكبر إلا أن الأبحاث والحفائر التي تمت بهذا الجامع فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين دحضت هذه الأفكار
التخطيط المعماري العام للمسجد
على الرغم من أن علي باشا مبارك ذكر فى كتابه الخطط التوفيقية الجديدة أن محمد علي باشا قد قام بتجديد الجامع وتوسيعه سنة 1238 هـ / 1822 م إلا أن الأستاذ حسن عبد الوهاب لا يوافق على هذا الرأي استنادا إلى أن طراز بنائه لا يتفق وطراز الأبنية التي يرجع تاريخها إلى عصر محمد علي باشا ولذا فقد أرجع الأستاذ حسن عبد الوهاب تاريخ بنائه إلى أبنية القرن الثاني عشر الهجري السابع عشر الميلادى * ويتكون تخطيط الجامع من مساحة مستطيلة يتقدمها صحن مكشوف أو زيادة يوجد بالناحية الشمالية الغربية منها دورة المياه والميضأة ، وللجامع واجهة رئيسية واحدة هي الواجهة الجنوبية الغربية ويقع بها المدخل الرئيسي للجامع حيث يؤدي هذا المدخل إلى بيت الصلاة وينقسم إلى قسمين القسم الأول وهو مصلي للرجال أما القسم الثاني فخصص لصلاة النساء .
يتكون بيت الصلاة أو المصلي إلى مساحة مستطيلة مقسمة إلى ثمانية أروقة من خلال سبعة أعمدة رخامية تحمل عقودا نصف دائرية ويوجد بالناحية الجنوبية الشرقية حنية المحراب ويفتح بالجدار الشمالي الشرقي فتحة باب مستطيلة تؤدي إلى الضريح وهو عبارة عن مساحة مستطيلة يتوسط أرضيتها فتحة مثمنة يحيط بها حاجز من الخشب الخرط يرتكز على رقبة مثمنة مكونة من ثلاثة صفوف من المقرنصات ويتم الهبوط بعمق حوالي خمسة أمتار إلى الضريح الذي يتكون من مساحة مربعة تقوم على أربعة دعائم متعامدة كان يؤدي الذي بالناحية الجنوبية الغربية إلي سرداب مغلق حاليا ويتوسط أرضية الضريح تركيبتين من الخشب أحدهما تحتوي على قبر الشيخ محمد دانيال الموصلي أو كما هو معتقد النبي دانيال والأخرى تضم قبر يعرف باسم قبر لقمان الحكيم وإن كانت المصادر التاريخية لم تتناول صحة أو خطأ هذه التسمية. وتقول الدكتورة سعاد ماهر :
تقول الدكتورة سعاد ماهر أستاذة كرسى الآثار الإسلامية فى الجزء الأول ص 326 من موسوعاتها مساجد مصر وأولياؤها الصالحون * نلاحظ فى مصر عامة الاسكندرية خاصة وجود مساجد اسلامية تنسب إلى أنبياء ورسل سبقوا المسيحية والإسلام وهى ظاهرة تستحق الالتفات والتفسير ولعل ذلك يرجع الى أحد أمرين *(الأول)* هو أن هذه المساجد ربما كانت معابد قديمة حولت الى مساجد أو أنها بنيت فى مكانها * والأمر *( الثانى )* يرجع الى وجود جاليات يهودية كبيرة فى مدينة الاسكندرية فى العصر الرومانى ومن الثابت أنها سكنت مناطق معروفة أطلقت عليها أسماء أنبيائها وظلت هذه الأسماء فى القصص والتراث الشعبى حتى جاء العرب واسسوا مساجد فعرفت بالاسماء الشائعة والمعروفة فى تلك المناطق ومما يؤيد الرأى الأخير أننا إذا استعرضنا أسماء هذه المساجد لوجدناها لأنبياء بنى اسرائيل مث مسجد سليمان عند قنطرة سليمان ومسججد الخضر بالقيسارية وأهمها مسجد النبى دانيال بالشارع المعروف باسمه * أما عن وجود قبر النبى دانيال بمدينة الاسكندرية فقد تضاربت فيه الأقوال فقد اجتمعت الماردع العربية القديمة وخاصة معاجم البلدان على وجود قبر النبى دانيال بمدينة سوس الايرانية فقد جاء فيها عند ذكر فتوح الإسلام لبلاد العجم أن أبا موسى الأشعرى بعد أن فتح السوس وجد خزانة مقفلة ففتحها فوجد فيه حجرا طويلا على مصال الحوض وفيه رجل ميت قد كفن بأكفان منسوجة بالذهب فكتب الى عمر بن الخطاب رضى الله عنه يخبره ويطلب رأيه فأخبره الإمام على بأن قبر النبى دانيال ، فأمر سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه بدفنه *** وهناك مراجع مخطوطة تقول بوجود قبر النبى دانيال بالموصل ، كما أن كتب الرحالة لم تشر إلى وجود مقبرة للنى دانيال بالاسكندرية ، على أننا وجدنا فى كتاب ( زبد كشف الممالك ) لفرج الدين الظاهرى ، نائب سلطنة الاسكندرية فى العصر المملوكى فى القرن التاسع الهجرى ما نصه : وبها ( أى الاسكندرية ) من المزارات والأماكن المباركة ما يطول شرحه منها مشهد النبى دانيال عليه السلام * وجاء فى كتاب الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلانى : الشيح محمد دانيال الموصلى أحد شيوخ المذهب الشافعى قدم الاسكندرية فى نهاية القرن الثامن الهجرى واتخذ مسجد الاسكندرية كما كان يسمى حينئذ مكانا يدرس فيه الأصول وعلى الفرائض على نهج الشافعية حتى وفاته سنة 810 هـ فدفن فى المسجد وأصبح ضريحه مزارا لناس * وهكذا نرى أن المسجد أخذ اسمه من اسم الشيخ محمد دانيال الموصلى ، ولا صحة لما قيل عن وجود قبر النيى دانيال عليه السلام بالمسجد أو أن المسجد بنى مكانه ولكن تشابه الإسمين هو الذى جعل العامة فى العصور اللاحقة تعتقد أن المسجد بنى على قبر النبى دانيال * وعندما بدأت عمليات البحث والتنقيب عن الآثار فى مصر فى القرن التاسع عشر لازمت مسجد النبى دانيال فكره وجود قبر الاسكندر فيه * وقد أبد هذا الرأى ما قاله محمود باشا الفلكى من أن النبى دانيال توفى قببل أنشاء الاسكندرية بأكثر من ثلاثة قرون وعلى أى حال فمما لا شك فيه أن اقتران اسم النبى دانيال بهذا المكان لابد وأن يرتبط بقصص أو تراث شعبى قديم *
|
|