موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تابع كتاب الإمام الحسين عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 14, 2015 5:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6411

فى مجلس يزيد بن معاوية بدمشق :


بعد أن أشبع الخبيث ابن زياد نهمه من التنكيب بىل البيت والعبث بالرأس الشريف ، أمر بأن يطاف بها فى شوارع الكومة وأزقتها ، مبالغة منه فى التشفى والانتقام ، وتهديد لم يفكر فى الخروج عليه ز
ثم أمر بأن يحمل الرأس الشريف ، مع رؤوس أصحاب الإمام الحسين ، وإلى سيده يزيد بن معاوية فى مقر حكمه بدمشق ، وقد حمل هذه الرؤوس ( زحر بن قيس ) مع اثنين من أعوانه ، ثم أمر بحمل السيدة زينب رضى الله عنها ومن معها على ظهور الإبل – ومعها على بن الحسين مفلولا إلى عنقه – فى موكب حزين يقوده ( شمر بن ذى الجوشن ) ومحضر بن ثعلبة والتقى الموكبان فى الطريق حتى انتهيا إلى دمشق ، فأدخلوا جميعا إلى مجلس يزيد بن معاوية
ويحدثنا الغاز بن ربيعة الجرشى الذى كان حاضرا فى مجلس يزيد ، فيقول والله إنا لعند يزيد بن معاوية بدمشق ، إذا أقبل زحر ابن قيس فدخل على يزدي فقال يزيد ويحك ما وراءك ظ فقال : أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره ، ورد علينا الحسين بن على فى ثمانية عشر من أهل بيته وستين من شيعته ، فسرنا إليهم وغدونا عليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية ، فما كان إلا جزر جزور أو نومة قائل حتى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسادهم مجردة ، وثيابهم مرملة ، وحدودهم معفرة ، تصهرهم الشمس وتسفى عليهم الريح ، زوارهم العقبان والرخم .
ففزع من بالمجلس وهالهم الخبر ، وغشيهم الوجوم ، حتى إن يحيى بن الحكم وهو من الأمويين لم يملك نفسه أن اندفع قائلا :

لهام (1) بجنب الطف (2) أدنى قرابة من ابن زياد العبد ذى الحسب الوغل (3)
سمية (4)أمسى نسلها عدد الحصى وبنت رسول الله ليست بذى نسل


فأمره يزيد بالكف عن الكلام والتزام الصمت .
ثم دخل عليه وفد آل البيت – وفيهم السيدة زينب ونساء سيدنا الحسين وبناته وعلى بن الحسين – فأمر يزيد بفك أغلاله ، ثم خاطبه فى وقاحة وشماتة قائلا ك يا على ، أبوك قطع رحمى ، وجهل حقى ، ونازعنى سلكانى ، فصنع الله بك ما قد رأيت ... !
فأجابه على رضى الله عنه بأن تلا قول الحق تبارك وتعالى : ( ما اصاب من صيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها )
وكان بجانب يزيد أبنه خالد ، الذى كان مقاربا فى السن لعلى ابن الحسين ، فالتفت يزيد إلى ابنه قائلا : أردد عليه ، فلم يستطع خالد أن يجيب ،وإنما أخذ يجول ببصره فى بلاهة وجهل ، فقال يزيد : قل له 0 وما أصببكم من مصيبة فبماكسبت ايديكم ويعفو عن كثير )
---------------------------------------------------------------------------
(1) هام : الرأس . واللام للقسم ، أى والله لهام
(2) الطف ك مكان فى كربلاء
(3) الوغل : الخسيس
(4) سمية كانت امرأة فاجرة زانية . يروى أن أبا سفيان طلب بغيا لجىء بسمية هذه فغشيها ، فأنجبت منه زياد وهو ولد عبيج الله ابن زياد الذى كانت امه مجوسية وهى مرجانة – فجدته زاينة ، وأمه مجوسية ، فجمع الخستين
-----------------------------------------------------------------------------
ثم وقف أحد المنافقين فأخذ يشيد بيزيد ويتزلف غليه ، ويندد بالحسين وابيه رضى الله عنهما ، غير أن أحد المؤمنين الصادقين نهذ من المجلس ناطقا بالحق ، وممجدا للحسين وابيه ، قائلا فى شجاعة غير هياب ولا وجل : والله لا أوال أحب عليا والحسن والحسين وفاطمة بعد أن سمعت ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم ، فلقد رأيتنى ذات يوم وقد جئت النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى بيت أم سلمة ، فجاء الحسين فأجلسه على فخذه الأيمن وقبله ، ثم جاء الحسين فأجلسه على فخده الأيسر فقبله ، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ثم دعا بعلى ثم قال :
( إنما يريد الله ليذهب علنك الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
فغشيت المجلس سحابة من الكآبة والحزن العميق ، لما حل بآل البيت الطاهرين من المحن والنكبات .
ثم تقدم أحد الأنذال من أهل الشام ، وأشار إلى فاطمة بنت على رضى الله عنها وقال ك يا أمير المؤمنين هب لى هذه الجارية – وكانت رضى الله تعالى عنها فتاة وضيئة المحيا مشرقة الطلعة ، فأرعدت وتعلقت بثياب أختها الكبرى زينب عليها السلام مستنجدة بها ، فصاحب السيدة زينب عليها السلام ثائرة غاضرة وقالت كذبت والله ولؤمت .... ما ذالك لك ولا له .
فاستشاط يزيد غضبا ورد عليها قائلا ك كذبت ... والله إن ذلك لى ، ولو شئت أن أفعله لفعلت . فردت عليها السلام عليه متحدية له : كلا والله ما جعل الله ذلك لك ، إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا . فاشتد غيظ يزيد وقال مهددا متوعدا : إياى تستقبلين بهذا !! إنما خرد من الدين أبوك وأخوك .
فاستمرت السيدة زينب عليها السلام فى تأنيبها له على عقوقه وجحوده وإنكاره لفصل البيت النبوى عليه ، قائلة : بدين الله ودين جدى وأبى وأخى أختديت أنت وأبوك وجدك
فتمادى فى وقاحته قائلا : كذبت يا عدوة الله ...! فقالت السيدة زينب عليها السلام : أنت أمير مسلط ، تستم ظالما ن وتقهر لسلطانك ز
فأطرق فى خجل واستخذاء بعد أن أفحمته وألزمته الحجة ، حتى إن الشامى حبن \اعاد طلبه غليه نهره قائلا : أغرب ، وهب الله لك حتفا قاضيا .
ثم أمر يزيد بإحضار رأس الحسين عليه السلام ، فوضعت بين يديه وقال شامتا ومتشفيا وهو يتمثل بشعر ابن الزبعرى :

يا غراب البين أسمعت فقل إنما تذكر شيئا قد فعل
ليت أشياخى ببدر شهدوا جزع الهزرج من وقع الأسل
لا هلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا يا ( يزيد ) لا تشل


وأخذ ينكث فالفم الشريف بقضيب فى يده ، وهو يقول فى صلف وغرور ك إن هذا وإيانا كما قال الحصين بن الحمام المرى :
نفلق هاما من رجال أعزة علينا وهم كانوا اعق وأظلما
ثم التفت إلى من حوله وقال : اتدرون من اين أتى هذا ابن فاطمة ، وما الحامل له على ما فعل ؟ وما الذى اوقعه فيما وقع فيه ؟ يزعم أن أباه خير من أبى ،وأن امه خير من أمى ، وأن جده خير من جدى وأنه خير منى وأحق بهذا الأمر منى ..... أما قوله أبو خير من أبى فقد حاج أبى أباه إلى الله عز وجل وعلم الناس أيهما حكم له ...وأما قوله أمه خير من أمى ، فلعمرى إن فاطمة بنت رسول الله خير من أمى ... وأما قوله جده حير من جدى ، فلعمرى ما أحد يؤمن بالله واليوم الآمر يرى أن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فينا عدلا ولا ندا ... ولكنه لم يقرأ قوله تعالى : ( قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير )
ولا يخفى ما فى استشهاده بالآية الكريمة من مغالطة بينه ، وادعاء كاذب ، وتمثل بحق أريد به باطل ... على أن هذا الاحتجاج ليس بجدية ، فقد سبق أبوه به حينما كان يرد على الإمام على فى الخلافة .
وهنا نهض رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هو ( أبو برزة الأسلمى ) ، غاضبا وناقما وساخطا على يزيد عبثه بالرأس الشريف ، وصاح بصوت تخنقه العبرات : أتنكث بقضيبك فى ثغر الحسين ؟ ! أم والله لقد اخذ قضيبك من ثغره مأخذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرشفه ... أما إنك يا زيد تجىء يوم القيامة وابن زياد شفيعك ، ويجىء هذا يوم القيامة وشفيعه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... وغادر المجلس آسفا حزيا باكيا .
أما السيدة زينب عليها السلام فلم بطق رؤية هذا المنظر الفاجع ، ولم تستطع الصبر عليه ، فقد انفجرت تائرة منددة وناقمة ساخطة ، قائلة ، أظننت يا يزيد وقد أخذ علينا بأطراف الأرض وأكناف السماء فأصبحنا نساق كما يساق الأسارى أن بنا هوانا على الله ، وبك عليه كرامة ، وأن هذا لعظيم خطرك ، فشمخت بأنك ، ونظرت فى عطفيك جذلان فرحا ، حين رأيت الدنيا مستوثقة لك ، والأمور متسقة عليك ؟ ! ونسيت قول الحق تبارك وتعالى : ( ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملى لهم خير لأنفسهم ، إنما نملى لهم ليزدادوا إنما ولهم عذاب مهين ) ...


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 3 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط