اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6413
|
شهداء أهل البيت
لعل من الخير ان نسجل بالفخر والاعتزاز أمساء آل البيت الطاهرين الذين استشهدوا فى معركة الجهاد والشرف بكربلاء أولا : سيدنا أبوعبد الله الحسين بن على عليه السلام ثانيا : إخوته لأبيه العباس بن على ووالدته أم البنين ابنة خزام بن خالد جعفر بن على ووالدته أم البنين ابنة خزام بن خالد عثمان بن على ,, ,, ,, ,, ,, ,, ,, محمد بن على ,, ,, والد أبو بكر بن على ,, ليلى ابنة مسعود بن خالد ثالثا : أبناؤه على بن الحسين ووالدته ليلى ابنة أبى مرة عبد الله بن الحسين ووالدته الرباب ابنة امرؤ القيس رابعا – ابناء إخواته أبو بكر بن الحسن بن على ووالدته أم ولد عبد الله بن الحسن بن على ,, القاسم بن الحسن بن على ,, خامسا – أبناء أخواتـــــــــــة عون الأكبر بن عبد الله ابن جعفر ووالدته السيدة زينب بنت على عليهم السلام محمد بن عبد الله بن جعفر ووالدته الخوصاء بنت حفصة ابن ثقيف سادسا – أبناء عمه جعفر بن عقيل بن أبى طالب ووالدته أم البنين ابنة الشقر ابن الهضاب عبد الرحمن بن عقيل ابن أبى طالب ,, أم ولد عبد الله بن عقيل بن أبى طالب ,, مسلم بن عقيل بن أبى طالب ,, محمد بن أبى سعيد بن عقيل ,, سابعا – ابن اخته لأبيه : عبد الله بم مسلم بن عقيل والدته رقية ابنة على بن أبى طالب إن هؤلاء الشهداء ظلوا هم الأحياء عند الله وعند الناس ، وهم يحتلون فى قلوب الملايين من المسلمين أسمى منزلة ، ويحظون بأصدق آيات الحب والإجلال والتوقير ، أما أعداؤهم فالناس لا يحفلون بهم ، وإن ذكروا فإنما يذكرون بالاحتقار واللعنة والعار
انتقال الرأس الشريفة من أرض المعركة إلى الكوفة : بعد انتهاء المعركة أمر عمر بن سعد اثنين من جنوده هما خولى بن يزيد وحميد بن عمسلم الأزى أن يحملا الرأس الشريف إلى عبيد الله بن زياد بالكوفة فحملها خولى ، ولما وجد قصر الإمارة مغلقا ذهب بها إلى بيته ، فسألته زوجته ، ما وراءك ؟ فقال لها جئتك بغنى الدعر .. هذا رأس الحسين ، ففزعت صارخة : ويلك ! جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! ! لا والله لا يجمع بين رأسى ورأسك بيت أبدا ! ! . وقصت زوجته هذه ، وهى نوار بنت مالك ، تقول : قمت من فراشى ، فخرجت إلى دار ، وجلست أنظر ، فوالله ما زلت أنظر إلى نور يسطع مثل عمود من السماء إلى موضع الرأس ، ورأيت طيورا بيضاء ترفرف حولها .. ! ! فلما أصبح الصباح ، حمل ( خول ) الرأس الشريف إلى عبيد الله بن زياد فى قصره فى قصر الإمارة بالكوفة فى غداة اليوم التالى للمعركة ، جلس الوالى ( عبيد الله بن زياد ) بقصر الإمارة فى جمع من الناس ، بعد أن أحضرت إليهم رؤس الشهداء الأبرار وفيهم رأس سيدنا الحسين ، فوضعه بين يدية وأخذ ينكث بين ثنيتيه بقضيب فى يده والناس من حوله واجمون يعلو ودجوههم الخزى والأسف ويقاومون جزعهم ولا يجرؤون على منعه أو الإنكار عليه لخوفهم عليه لخوفهم من من بطشه وطغيانه . إلا أن أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان حاضرا – وهو _ زيد ابن أرقم ) فلم يطق رؤية هذا المنظر ، وتحركت أشدانه واختلجت مشاعره فوثب مستنكرا وصاح فى ابن زياد قائلا : أعل بهذا القضيل عن خاتين الثنيتين ، فوالله الذى لا إله إلا هو لقد رأيت شفتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هاتين الشفتين يقبلها ... ثم أجهش بالبكاء واشتعلت نفوسهم بالحنق والأسى . إلا أن ابن زياد الملعون أخذته العزة بالأثم ، ورد على صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : أبكى الله عينيك ... فوالله لولا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك ... فخرج زيد بن أرقم من المجلس ساخطا حانقا يذرف بالدمع وهو يهمهم ويقول : مالك عبد عبدا ، فاتخذهم تلدا ، أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم قتلتم ابن فاطمة ، وأمرتم ابن مرجانة ، فهم يقتل خياركم ويستعبد شراراكم فرضيتم بالذل ، فبعدا لمن رضى بالذل . ولما وصل موكب السيدة زينب ونساء سيدنا الحسين وصبيانه واخوته إلى مجلس ابن زياد ، جلست فى ناحية وقد لبست أرداء ثيابها وتنكرت ، وحفت بها إماؤها ، تعلوها الهيبة ويكسوها الجلال والوقار ، فتساءل ابن زياد : من هذه الجالسة ؟ فلم تجبه ، رعم تكرار السؤال ثلاثا .... وقالت إحدى إمائها : زينب بنت فاطمة . فالتفت إليها ابن زياد فى صلف الجاهل ووقاحة المغرور قائلا : الحمدلله الذى فضحكم وقتلكم أكذب أحدوثتكم ! ! ورغم ما كان يبدو على السيدة زينب من شدة الحزن ، أجابته فى رباطة جأش قائلة ، الحمدلله الذى أكرما بمحمد صلى الله عليه وسلم وطهرنا تطهيرا ، لا كما تقول أنت ، إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر . فاشتد غضب ابن زياد وازداد حنقه وقال شامتا ك فكيف رأيت صنع الله بأهل بيتك !؟ فأجبت عليها السلام بإيمان ويقين : كتب الله عليه القتل قبرزوا إلى مضاجعهم ، وسجمع الله بينك وبينهم فتحاجون الله وتتخاصمون عنده . فغضب ابن زياد واتشاط .. وقال له أحد حلسائه : أصلح الله الأمير ، إنما هى امرأة ، وهل تؤاخذ المرآة بشىء من منطقها ؟ إنها لا تؤاخذ بقول ، ولا تلام على خطل . فقال لها ابن زياد ، معبرا عن شماتته ، وهو ينفث الغل والحقد ، قا اشفى الله نفسى من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك ! فلم تتمالك عليها السلام ان بكث تأثرا وحزنا ، ثم قالت : لعمرى لقد قتلت كهلى ، وأبدت أهلى ، وقطعت فرعى ، واجتثثت أصلى فإن يشفك هذا فقد ااشتفيت فقال الطاغية : هذه سجاعة ... لعمرى لقد كان أبوك شاعرا سجاعا . ثم التفت ابن زياد إلى من معها من آل البيت ، فرأى فيهم غلاما هو ( على الأصغر بن الحسين الملقب بزين العابدين ) فسأله ك ما اسمك ؟ فأجاب أنا على بن الحسين ، فقال ابن زياد ألم يقتل الله على بن الحسين ظ ( يقصد أخاه الأكبر عليا ) الذى استشهد مع والده فسكت الغلام ولم يجبه ، فأعاد ابن زياد قائلا : مالك لا تتكلم ؟ فأجاب رضى الله عنه كان لى أخ يقال له أيضا قتله الناس ، فقال ابن زياد إن الهه قتله ! ! فسكت ، فقال له للمرة الثانية : مالك لا تتكلم ؟ فرد عليه الغلام ( الله يتوقى الأنفس حين موتها ) .. ( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله ) فاستشاط غضب الطاغية وصاح هائجا أنت والله منهم .. ! ! ويحك ، أنظروا هذا هل ادرك ؟ ( أى بلغ مبلغ الرجال ) والله إنى لأحتسبه رجلا ! فتقدم أحد الحراس فكشف عنه وقال : نعم أدرك ... فقال ابن زياد : انطلقوا به فأضربوا عنقه ... ولكن الغلام واجه أمره بشجاعة وثبات ، فلم يهتز يقينه بالله ، ولم يبال بما ينتظره من القتل ، رد على ابن زياد قائلا : ومن يوكل بهذه النسوة ؟ إن كان بينك وبينهن قرابة فابعث معهن رجلا تقيا يصحبهن بصحبة الإسلام . وهنا فزعت السيدة زينب عليها السلام وتملكها قوة لا يردها سلطان ولا يرهبها سلاح قوة من هان لديه الموت وهانت عليه الحياة ، ونهضت غلى ابن شقيقها فاحتضنته وتعلقت به وتعلق من اعتزم ألا يفارقه إلا وهو جثة هامدة وصرخت فى وجه الطاغية الملعون قائلة ك يا ابن زياد ، حسك منا ما فعلت بنا ، أما رويت من دمائنا ؟ وهل أبقيت منا أحدا ؟ أسألك بالله – إن كنا مؤمنا – إن قتلته فاقتلنى معه . فسكت الطاغية برهة وقد أفزعته هذه الكلمات ، فتراجع فى خزى وخور وارتد مشدوها والتفت إلى من حوله وقال ك عجبا للرحم ! والله إنى لأظن أنها ودت لو أنى قتلته أن أقتلها معه ... دعوا الغلام ... ثم التفت إليه وقال : أنطلق مع نسائك . وهكذا أنقذ الله زين العابدين رضى الله عنه من القتل ، بفضل شجاعة عمته وبسالتها وتضحيتها . ثم أمر ابن زياد فنودى فى الناس إلى صلاة جماعة ، فاجتمع الناس بالمسجد الأعظم بالكوفة ، ثم صعد المنبر وقال : الحمدلله الذى أظهر الحق وأهله ، ونصر أمير المؤمنين بن معاوية وحزبه وقتل الحسين الذى أراد أن يسلب ملكهم ويفرق كلمتهم ... وأخذ يرمى الحسين وأباه رضى الله عنهما بالكذب ، ويهذى بكلمات بذيئة وافتراءات كاذبة ... ولم يكذ يفرع من مقالته حتى وثب غليه ( علج الله بن عفيف الأزدى ) – وهو من أتباع الإمام على عليه السلام وكان قد حارب معه وفقد عينيه وكان يجلس بالمسجد ولا يكاد يفارقه – فصاح به : يا ابن مرجانة ، إن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك والذى ولاك وأبوه ... يا ابن مرجانة ، أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بكلام الصديقين ؟ ! ! فهاج الطاغية الأثيم وصاح ك على به ... ! ! وأمر بقتل ابن عفيف وصلبه فى المسجد .. ! فصاح عبد الله بن عفيف قائلا : لقد كنت أدعو الله ان يجعل نهايتى على يد أشر خلقه ... فالحمدلله الذى حقق لى أملى ... وانصرف الناس وهم فى جزع وحزن عميق .... !! ثم أمر ابن زياد بأن يطاف برأس سيدنا الحسين فى شوارع الكوفة وأزقتها ، تشفيا وانتقاما ، وإرهابا للناس ، وتخويفا لهم من بطشه وطغيانه . وما كادت مرجانة أم عبيد الله بن زياد تعلم أنأ ابنها قد اقترف هذه الجريمة الشنعاء حتى صرخت فى وجهه قائلة : يا خبيث : قتلت ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا ترى الجنة أبدا .
|
|