| موقع د. محمود صبيح https://www.msobieh.com:443/akhtaa/ |
|
| تابع كتاب الإمام الحسين عليه السلام https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=17&t=24521 |
صفحة 1 من 1 |
| الكاتب: | حسن قاسم [ الأحد نوفمبر 15, 2015 2:00 pm ] |
| عنوان المشاركة: | تابع كتاب الإمام الحسين عليه السلام |
رحيل آل البيت إلى المدينة المنورة بعض مضى أيام قلائل قضاها آل البيت فى دار الحكم بدمشق ، وقلوبهم مليئة بالفجيعة والحزن ، ونفوسهم منفطرة لوعة وخسة ، اراد يزيد أن يوارى ما اقترفه وأتباعه من بغى وبطش وعدوان ، فأخذ يتظاهر باللين والرفق ، ولعل هذا كان بتأثير من بعض أهله – ثم أمر النعمان بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم ، وأن يسيرهم إلى المدينة المنورة فى حراسة بعض الرجال ، ويقال غن يزيد حين ودع موكب آل البيت قال للإمام على زين العابدين مجاملا ومتظاهرا بالندم والأسف : لعن الله ابن مرجانه ( يقصد عبيد الله بن زياد ) أما والله لو أنى صاحب أبيك ما سالنى خصلة أبدا إلا أعطيته إياها ، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدى ، ولكن الله قضى ما رأيت .. كاتبنى من المدينة وأنه إلى كل حاجة تكون لك ... ثم تحرك الموكب الحزين متجها إلى المدينة المنورة ،وعلى رأسه السيدة زينب عليها السلام وسيدى على زين العابدين ومن بقى من آل البيت وقد ظهر أن الحراس الذين رافقوا القافلة كانوا من أشد الناس حبا لآل البيت ووفاء لهم وتفانيا فى خدمتهم فى أدب وإخلاص ، حتى إن السيدة زينب عليها السلام أرادت أن تكافىء رئيسهم ببعض ما معها وما مع أختها ( فاطمة بنت على ) من حلى ، فأبى أن يأخذ منها شيئا وقال : لو كان الذى صنعت إنما هو للدنيا لكان فى حليكم ما يرضينى ودونه ، ولكن والله ما فعلته إلا لله ولقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهكذا يتجلى الإخلاص لله ، والوفاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الكرام وقبل أن تصل القافلة التى تقل أهل البيت إلى المدينة المنورة أرسل سيدى على زين العابدين مندوبا عنه يخبر أهلا وينادى فى الأسواق قائلا ك إن زين العابدين بن الحسين وعماته وبنى عمومته قد قدمو اليكم . وما إن أشرفت القافلة على المدين حتى خرج اهلها فى سواد الحداد لاستقبال آل البيت بالبكاء والنحيب وقد تفطرت القلوب حزنا وجزعا من هول ما حدث ، إذ أن الفاجعة كانت أكبر من أن يتحملها أهل المدينة . ورأى نساء آل البيت هذه المظاهرة الحزينة فصرخت السيدة زينب عليها السلام والسيدة أم كلثوم وباقى النساء وارتفع العويل والصياح واجهش الجميع بالبكاء وهم يرددون واحسيناه .... وحسسيناه .... واحبيباه ..... واحبيباه وهاجت الشجون فخرجت من بين الجموع الحزينة السيدة زينب بنت عقيل بن أبى طالب ضمن بعض النسوة ، ناشرة شعرها وهن يندبن ويولولن ، ثم أخذت تنشد : ماذا تقولون إن قال النبى لكم ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم وانطلق الموكب حتى أناخ بباب مسجد رسول الله صلى الله عليه وىله وسلم ، حيث وقفت السيدة أم كلثوم أمام مقام جدها النبى صلى الله عليه وآله وسلم تبكى وتقول : السلام عليك يا جداه ، إنى ناعية إليك ابنك الحسين . ثم ساد المدينة كلها جو غائم بالأسى والحزن وارتفعت فى كل نواحيها صيحات السخط والاستنكار ، حتى إن أحد الشعراء ثام يندد ببشاعة ما اقترفه المجرمون ويرثى سيدنا الإمام الحسين عليه السلام قائلا : جاءوا برأسك يا ابن بنت محمد متزملا بدمائه تزميــــــــــــــــــــلا ويروى أن السيدة أمسلمة زوج النبى صلى الله عليه وآله وسلم حين أتاها نبأ استشهاد سيدنا الحسين عليه السلام ، بكت وعلا نحيبها ، ودعت على القتلة الفجار قائلة : قد فعلوها ... ! ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا ... ثم وقعت مغشيا عليها . كما يروى أن أحد رجال أهل المدينة سمع الجن فى صبيحة استشهاد سيدنا الحسين عليه السلام ، تعزى فى وفاته وتهتف وتقول : أيها القاتلون جها حسينا أبشروا بالعذاب والتنكيل وظل أهل المدينة ومن حولها يفدون على بيوت آل النبى ، مواسين ومعزين ، ويستمعون إلى ما تقصه عليهم السيدة زينب عليها السلام من حديث المأساة وأنباء الفجيعة ، التى حلت بآل البيت فأوردت بحياة سيد شباب أهل الجنة ، وثمانية عشر من آل البيت النبوى وستين من اصحاب الإمام الحسين ، الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل نصرته والوقوف بجانبه حتى اختارهم الله إلى جواره مع الصديقين والشهداء والأبرار ، وحسن أولئك رفيقا . |
|
| صفحة 1 من 1 | جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين |
| Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group http://www.phpbb.com/ |
|