ما أسرع مرور الزمن – مرت الأيام سراعا وعادت إلينا تحمل ذكرى مولد الإمام الشهيد الحسين بن على بن الزهراء سبط سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وفى هذه الذكرى عظة وعبرة يجب على كل عاقل أن يترسمها وأن ينظر إلى هذا الأدب الربانى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) كما أحاطهم هذا الأدب الرفيع بفيض من الرحمات الإلهية (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) وذكرى مولد الإمام الحسين عليه السلام تحرك فى النفس عوامل كثيرة فمنها الجود والكرم ؛ والنبل والمروءة ، والشجاعة والإقدام إلىغيرر ذلك من صفات كثيرة درج عليها هذا الإمام الشهيد الغريب كما كان عليه السلام مضرب المثل فى العلم والورع والزهد والقنوت نعم نشأ الإمام الحسين عليه السلام نشأة صادقة كريمة من الخلق الكريم وله حكم جليلة ومن كلامه عليه السلام – ( حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتعود نقما ) الحلم زينة ، والوفاء مروءة ، والصلة نعمة ، والإستكثار خلف ، والعجلة سفه ، والسفه ضعف ، والغلو ورطة ، ومجلسة أهل الدناءة شر ، ومجالسة أهل الفسق ريبة .
نعم كان رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يحب سيدنا الحسن والحسين ويقربهما إليه ويتعهدهما بالتربية الحكيمة ويقول ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) وفى البخارى عن أبى بكر رضى الله تعالى عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم علىالمنبر ومعه الحسين والحسين وهو يقول للناس ( هما ريحانتاى من الدنيا ) .
وجاء فى البخارى أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كان يخطب الجمعة وهما يمشيان ويتعثران فلم يصبر حتى قطع حديثه ورفعهما على يديه الكريمتين وهو يقول ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) ( رأيت ولدى فلم أطق صبرا على فراقهما ) كما كان صلوات الله وسلامة عليه يقول لأمهما عليها السلام ( ادعى ابنى فيشمهما ويضمهما إليه ) .
وبعد : فهذه كلمى موجزة عن هذا الإمام المجاهد الكريم وإن العاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين والله لا يضيع أجر العاملين – والله وحده نسأل أن يجعل هذه الذكرى الكريمة فاتحة عهد جديد لخير الأمة العربية والإسلامية ولمصرنا المحروسة التى حرسها الله من كل شر حتى تنجلى عنا وعن الأمم العربية والإسلامية الغمة ويحل محلها الفوز والحرية إنه ولى التوفيق آمين ** آمين ** آمين بحق جاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم