موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: السيدة صفية بن حيى ( أمهات المؤمنين )رضى الله عنهم
مشاركةمرسل: الخميس مارس 24, 2016 3:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6504

السيدة صفية رضى الله عنها



هذه غير العربية من بنى إسرائيل ، وهى صية بنت حيى بن أخطب من بنى النضير من سبط هرون بن عمران أخى موسى عليهما السلام ، قال الجاحظ ولد صفية مائة نبى ومائة ملك ثم صيرها الله أمة لنبيه صلى الله عليه وسلم وكان ابوها سيد بنى النضير قتل مع بنى قريظة ، وكانت صفية زوجة إسلام بن مشكم القرظى ثم فارقها فتزوجها كنانة بن أبى الحققة فقتل عنها يوم خيبر فى المحرم سنة سبع للهجرة فأخذت رضى الله عنها فى السبى ، ثم جاء دحية الكلبى فقال : يارسول الله أعطى جارية فقال : اذهب فخذ جارية فأخذ السيدة صفية ، فقيل له صلى الله عليه وسلم : يارسول الله أخذ دحية صفية بنت حيى سيد قريظة وسيد النضير ، ما تصلح إلا لك لأنها من بيت رياسة وبيت نبوة ، قال ادوه بها ، فجاء بها ، فقال لدحية خذ دارية غيرها ، وذلك لئلا يمتاز أبيها عن سائر الجيش وفى الجيش من هو أفضل منه ، ولئلا تذل عنده وهى من بيت الملك والنبوة ، فأعتقها صلى الله عليه وسلم وتزوجها وجعل عتقها صداقها ، وعنها رضى الله عنها قالت : أعتقنى صلى الله عليه وسلم وجعل عتقى صداقى ، فلما كان بالصهباء على عشرة أميال من خيبر طهرت وانقضت عدتها فدهل بها فى فسطاط له ، ولما اصبح قال من كان عنده شىء فيجىء به وبسط قطعا فجعل الرجل يجىء بالأقط ( الجبن ) وجعل الرجل يجىء بالتمر وجعل الرجل يجىء بالسمن فجلسوا حيساوخلطوا جميع ذلك ، فكانت هذه وليمة صفية ، ومد الحجاب بينهاوبين الناس فهى من أمهات المؤمنين ، ووضع صلى الله عليه وسلم فخذه لها لتركب حين ارتحلوا يقصدون المدينة فاجلته أن تضع رجلها على فخده ، فوضعت ركبتها على فخذه وركبت وسار الركب حتى دخلوا المدينة ن وأنزلت فى بيت لحارثة بن النعمان ، فجاء نساء الأنصار ينظرن غلىجمالها ، وجاءت عائشة رضى الله عنها منتقبة فلما خرجت خرج النبى صلى الله عليه وسلم على أثرها ، فقال كيف رأيت يا عائشة ، قالت رأيت يهودية ، قال : لا تقولى ذلك فانها أسلمت وحسن إسلامها ، وعن صفية رضى الله عنها قالت دخل على النبى صلى الله عليه وسلم وأنا أبكى وقد بلغنى أن عائشة وحفصة قالتا نحت أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ، نحن أزواجه وبنا عمه ، فقال ما يبكيك فذكرت له ذلك ، فقال ألا قلت وكيف تكونان خير منى ؟ وابى هرون وعمى موسى وزوجى محمد عليهم الصلاة والسلام ، وكانت رضى الله عنها عاقلة حليمة فاضلة ، وملا كان صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى توفى فيه اجتمع عنده نساؤه رضى الله عنهن ، فقالت صفية انى والله يانبى الله لوددت أن الذى بك بى ، فتغامزن بها ، فقال صلى الله عليه وسلم والله إنها لصادقة ، وقد روت عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث وروى عنها غيرها وتوفيت فى رمضان سنة خمسين فى زمن معاوية ودفنت بالبقيع وسنها نحو ستين سنة وروى عنها أنها قالت : ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهى على ذلك ولدت قبل الهجرة بعشر سنين أو بعد البعثة بثلاث سنين رضى الله عنها .
فالغرض من ززواجها صيانتها وفكها من الرق والعبودية وقد خيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أهلها فاختارته عليه الصلاة والسلام ، فأكرمها كل الاكرام وهناك غرض آخر وهو ترغيب اليهود فى الاسلام .
فهؤلاء أزواجه الطاهرات اللائى دخل بهن بلا خلاف ، وهن زوجاته فى الدنيا والآخرة ، وقد علمت أنه ما تزوج بواحدة منهن إلا لأسباب دينية ومقاصد أخروية ، وأغراض شريفة سامية ، وهو عليه الصلاة والسلام مرسل للتبليغ وأهم ومعظم ما يبلغه متعلق بالأسرة وأحوالها وأحوال الرجل مع أمراته ، وأحوال المرأة مع الرجل ، وأحوال المرأة الخاصة وهذه الأحوال عليها قوام الأمة ،وهى مقعد نظامها ، واسسا حياتها ، فلذلك تعددت زوجاته الكريمات لينقلن عنه تلكك الآحوال الدقيقة المتعلقة بالمرأة من طهارة وغسل وحيض ونفاس وولادة ورضاع وما إلى ذلك من الأمور التى يأخذها النساء ، بعضهن عن بعد من غير استحياء ولا خجل فيعرفن خكم الدين على وجهه الصحيح ، وقد روى الأحاديث عنه صلى الله عليه وسلم نساءه الطاهرات أمهات المؤمنين والمؤمنات ، والسيدة عائشة رضى الله عنها لها من ذلك النصيل الأوفر بطول عشرتها معه صلى الله عليه وسلم وتربيتها فى كفالته صلى الله عليه وسلم وهى بنت تسع مع ما ولها الله تعالى من ذكاء وفطنة وعلم وفهم رضى الله عنها وهو صلى الله عليه وسلم وليس كسائر الناس : صلى الله عليه وسلم تكون مفارقته سلهة على النفس ، فان سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه كان لا يهنأ له مقام بعيدا عن النبى صلى الله عليه وسلم فكان لا يفارقه إلا فى الأوقات الضرورية ، ومتى كان معه لا يغفل عن النظر اليه ، وكان هو والصحابة رضى الله عنهم لا يعدون من عمرهم الأوقات التى تمضى عليهم فى غير حضرى النبى صلى الله عليه وسلم فما بالك بالنساء اللائى يقول فيهن الله تعالى ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) ، إنهن رضى الله عنهن قد رأين وشاهدن وعلمن عنه صلى الله عليه وسلم ما جعلنهن يفضلن الموت على مفارقته وجعل حفصة رضى الله عنها تبكى بكاء الثكلى حين علمت أنه صلى الله عليه وسلم طلبقها ولم تهدأ حتى راجعها ن وجعل سودة رضى الله عنها تصرح بأنها لا تبغى منه الا التشرف والاتصال به فى الدنيا والآخرة ، وجعلهن جميعا يخسين غضبه ويخفن فراقه وهو صلى الله عليه وسلم الرءوف الرحيم بالمؤمنين والمؤمنات وقد اباح الله له الطلاق فى قوله تعالى ( ترجى من تشاء منهن وتؤوى إليك من تشاء ) ولكنه لم يفعل شفقة منه ورحمة ، فأباح الله له الجمع بين أكثر من اربع لأنه لا يأخذ ويطلق كغيره بل يأخذ ويربى ويهذب ويعلم ويزكى ويطهر قال تعالى ( واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات اللهوالحكمة ) وقد قصره الله تعالى على هؤلاء التسع اللاتى توفى عنهن بقوله ( لا يحل لك النساء من بعد ) فكان غيره من المسلمين يأخذ اربعا وله أن يطلق ويأخذ غيرهن وهكذا متى كان ذلك فى حدود الشرع والعدل ، أما هو صلى الله عليه وسلم فكان له أن يطلق ولكن ليس له أن يأخذ غير من يطلق ، فكأنه مقيد بما لم يتقيد به غيره وذلك أظهر دليل على أنه لا يعمل إلا عن وحى ولا يصدر إلا عن أمر ، ولم يطلق واحدة منهن لأن الله تعالى حرمهن على غيره من بعده صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ) فمع أن الله أحل له الطلاق لم يفعله رافة بمن يطلقها أن تبقى بلا عائل ، فكأنه كان فقيد عن الطلاق والزواج فى حين أن غيره من أتباعه يباح له الطلاق والزواج ، فكيف يقول الجاهلون إنه خص نفسه بما لم يبحه لغيره ، وغيره صلى الله عليه وسلم من النبياء عليهم الصلاة والسلام جمع بين الزوجات فجمع إبراهيم عليه السلام بين اثنتين ويعقوب عليه السلام بين أربع وداود بين مائة وسليمان بين ثمانين ، فلم يأت صلى الله عليه وسلم بما لم يأت به غيره من الأنبياء ولم يفعل ما فعله صلى الله عليه وسلم إلا عن وحى قال تعالى( يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك ) وقال ( ترجى من تشاء منهن وتؤدى إليك من تشاء ) ولما تكامل عنجه التسع رضى الله عنهن قال له ( لا يحل لك النساء من بعد ة) .
أما بعد فقد كان لزواجه صلى الله عليه وسلم بأكثر من أربع وجمعه بينهن أكبر هاد للمسلمين فى دينهم ، ومعاملتهم لأزواجهم وإقامة العدل ، وإكرام العشير ، وتقرير الأحكام ، والنظر إلى الصالح العام . وبهذا الزواج أوثق روابط الصلة بين القبائل من قريش وغيرها ، ويسر السبيل لدخول كثير منهم فى الاسلام ولو كان يريد التعدد ما يريده الملوك والامراء من التمتع واللذة ليس غير لا نتخب الحسا الأبكار ، والكواعب الأتراب ، ولم يتجه صوب هؤلاء الثيبات المتهلات الكبيرات ولكنه النبى المعصوم الذى وهب نفسه وقوته وحياته لرفعة الدين الاسلامى السمه وهداية المسلمين ، ورضا رب العالمين عز وجل ، اللهم اجعلنا به من المهتدين وصلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وجميع النبياء والمرسلين
( عبد الفتاح خليفة )
5 جمادى الثانى سنة 1353 هـ 14 / 9 / 1934 م



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 2 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط