****( ثبت بالمصادر التاريخية )****
وإليك بيان بعض ما حضرنى ذكره من الكتب التاريخية التى روينا عن مؤلفيها هذه الأخبار
( فمن ) كتب الأنساب ، كتاب قريش لمصعب بن عبد الله الزبيرى ، وبحر الأنساب لابن جزى الكلبى والجمهرة لبن حزم ، وبحر الأنساب فيما للسبطين من الأعقاب للشريف الأزورقانى ، والدرر البهية فى الأنساب الحسينية والحسنية للشريف الفضيلى والروض المعطار فى نسب آل جعفر الطيار للسيد مرتضى الزبيدى والمجاجة الزرنبية فى السلالة للحافظ السيوطى وعمدة الطالب فى نسب آل أبى طالب لابن عنبة ، ومحض المآرب لابن الميرد ومطالب السئول فى مناقب آل الرسول لمحمد بن أبى طلحة القرشى وطبقات الأشراف لأبى عبد الله القرشى والفصول المهمة فى فضائل الأئمة لابن الصباغ وطلعة المشترى فى النسب الجعفرى لأحمد بن خالد الناصرى السلاوى مؤلف الاستقصا ومختصر الأنساب للشريف تاج الدين الحسينى والمعرف لابن قتيبة والدر المكنون فى ذكر القبائل والبطون للشريف محمد بن أسعد الجوانى والرسالة الزينبية لشمس الدين أبى الخير السخاوى المصرى – وهو غير مؤلف تحفة الأحباب – وأخبار الزينبيات للشريف العبيدلى النسابة ، ومن كتب التواريخ والسيرر كتاب تاريخ الأمم والملوك للطبرى وتواريخ دول الاسلام للذهبى والكامل لأبن الأثير وتواريخ البدر العينى واليافعى والبخارى وابن عساكر الدمشقى وابن خلكان وابن دقماق وابن ميسر والمقريزى والمسعودى وابن طولون الدمشقى والسيوطى وابن سعد وابن تغردى بردى والسخاوى وابن العماد والشامى والأصبهانى والقلقشندى وابن حجر العسقلانى وابن الأثير والحلبى والواقدى ومن كتب المزارات مصباح الدياجى لابن الناسخ ومرشد الزوار لابن عثمان والمزارات المصرية للأزهرى وهادى الراغبين لابن أبى طلحة والعقود الدرية لأبى يوسف الكندى وتحفة الاحباب للسخاوى والكواكب السيارة لابن الزيات والاشارات الى أماكن الزيارات للهروى وابن الجوزى وابن طولون والنبذة اللطيفة فى مزارات دمشق الشريفة لابن يس ومن كتب الرحلات رحلة النابلسى الموسوعة بالحقيقة والمجاز فى الرحلة الى الشام ومصر والحجاز والرحلة الصغرى الموسومة بالحضرة الانسية له والروض البسام للقاياتى والخطط للمقريزى ومختصرها للبكرى والخطط لعلى باشا مبارك ومن كتب المتأخرين تاريخ تقى الدين الحصنى والتاريخ الجسينى لعلى جلال بك والعدل الشاهد لعثمان مدوخ ونور الأبصار للشبلجى ومشاهد الصفا للقلعاوى الى غير ذلك وانما وقع الالماع بذكرها لمن شاء ان يرجع اليها وغالبها من محفوظات دار الكتب المصرية وبعضها مشهورا متداول . **( زينب الوسطى بنت على بن أبى طالب)**
(أما) السيدة زينب الوسطى دفينة الشام فقد ذكرنا فيما تقدم إن أمها رضى الله عنها وهى السيدة فاطمة الزهراء سمتها زينب وكناها جدها النبى صلى الله عليه وسلم أم كلثوم ثم اطلق عليها الوسطى للتميز بينها وبين أختها لأبيها أم كلثوم الصغرى .
(قال) الناصرى فى طلعة المشترى ، وابن عبد البر فى الاستيعاب والعبيدلى فى تاريخه زينب الوسطى بنت على بن أبى طالب رضى الله عنه الملقبة بأم كلثوم خطبها عمر بن الخطاب وكان مولدها قبل وفاة النبى صلى الله عليه وسلم ولذلك عدها ابن عبد البر فى الصحابيات ، ولما خطبها عمر من على قال له إنها صغيرة فقال عمر زوجها لى يا أبا الحسن قانى أرصده من كرامتها مالا يرصده أحد ، فقال له أنا أبعثها اليك فان رضيتها فقد زوجتكها ، فبعثها اليه ببرد وقال لها قولى له هذا البرد الذى قلت لك عليه ، فقالت ذلك بعمر بن الخطاب فقال لها قولى له قد رضيت رضى الله عنك ، ووضع يده على ساقها فكشفها ! فقالت له مه أتفعل هذا ن لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ، ثم خرجت حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر وقالت بعثتنى الى شيخ سوء ، فقال يا بنيتى إنه زوجك ثم جاء عمر رضى الله عنه الى مجلس المهاجرين بالروضة ، وكان يجلس فيه المهاجرين الأولون فجلس غليهم وقال لهم ( رفئونى ، فقالوا بماذا يا أمير المؤمنين ؟ قال تزوجت أم كلثوم بنت على بن أبى طالب لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبى وصهرى ) فكان لى به عليه السلام النسب والسبب ، فأردت أن أجمع اليهما الصهر فرفئوه وعن زيد بن أسلم رضى الله عنه أنه اصدقها أربعين ألف درهم قال أبن عبد البر : فولدت له زيدا ورقية ، قال مصعبد فأما زيد فكان له ولد فانقرضوا وكان بين بنى أبى الجهم وبين بنى حذيفة العدوى حرب فخرجوا يحجز بينهم فأصيب ولا يعرف كيف قتل ، فمات زيد وماتت أمه أم كلثوم ايضا وكانت مريضة فالتقت عليهما الصائحتان ولم يدر أيهما مات قبل الآخر فلم ييتوارتان ، ولما قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه ازوجت بعده محمد بن جعفر بن أبى طالب فمات عنها فتزوجها عبد الله بن جعفر وكان زواجه بها بعد طلاقه لأختها زينب الكبرى وكذا صوبه الناصرى وهو المشهور فماتت عنده وقال فى المواهب ولم تلد لواحد من الثلاثة سوى محمد فانها ولدت له ابنة ماتت صغيرة فليس لأم كلثوم المذكورة عقب وأما رقية ابنتها من عمر فقال مصعب تزوجها ابراهيم بن نعيم بن عبد الله النحام فولدت له جارية وماتت الجارية وماتت امها ايضا وقال وانقرض ولد ام كلثوم من عمر وقال ابن طولون فى مصنف له والعدوى فى مزاراته إنها هى المدفونة بقرية رواية قرب حجيرة من عوطة دمشق المعروفة بقرية الست وقال الهروى فى الاشارات وابن الجوزى فى المزارات الشامية والعز بن شداد فى الأعلاق الخطيرة والصيادى فى الروضة البهية فى الكلام على مزارات الجهة الشمالية من دمشق ومنها قرية يقال لها الرواية قبلى دمشق فيها قبر السيدة زينب أم كثلوم بنت على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه وأمها فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأصدقها أربعين ألفا وولدت له زيد الملقب بذى الهلالين ولم يبق لعمر منها ولد وتوفيت بغوطة دمشق عقب محنة أخيها الحسين ودفنت فى هذه القرية ثم تسمت القرية المذكورة باسمها وهى الآن المعروفة بقرية الست وعلى قبرها حجر قديم محفور منقوش عليه اسمها وغربى قبر السيدة المذكورة قبر السيد مدرك الفزارى الصحابى قاله الحافظ ابن عشاكر قال وهو أول مسلم دفن بها ( أى بدمشق )
========التعليـــــــــــــــق =========
ستظل مصر على مر التاريخ مقصداً لكل ناكر للجميل وكل حاقد على أرض الكنانة .. حتى أنهم لم يجدوا ما يرمونها به فكانت حملة تجريد مصر من أولياءها الصالحين لضرب السياحة الدينية بمصر التى تمثل نصف الدخل العام من السياحة تقريبا "فكانت حملة شديدة الحمية والوطيس بدأت منذبانكار دفن رأس الحسين و تتجدد كل بضعة سنين وهو ما تصدى له المؤرخون والباحثون بكل عفية وقوة ..
ولكن فى العشر سنوات الأخيرة لم يجد الحاقدون مصر بدا جديدا سوى اختلاق أبحاث تنكر وجود قبر عقيلة بنى هاشم ( أم الشورى ) السيدة زينب بنت على بن أبى طالب رضى الله عنهما.. ولكن مصر دائما فتية بأبنائها الذين يصدون عنها كل كاره وكل منكر لفضل أرض الكنانة على الجميع .. ولأن فضل السيدة زينب رضى الله عنها على مصر كفضل السيد على العبيد .. فهى التى اصطحبت معها إلى مصر ذرية آل البيت وإن لم تفعل فكيف جاءوا ؟ كما أن لها بمصر سند تاريخى متفرد عن جميع الأمكنة التى ادعوا بهتانا أنها دفنت بها ذكرها المؤرخون ألا وهو تاريخ الوفاة والدفن الذى عجز الجميع عن اثباته .. وذلك كما سنتعرف على البحث الذى تم اجازته من الأزهر الشريف منذ أيام قليلة وانفردنا بنشره قبل طرحه فى كتاب تحت اسم (تصحيح مفاهيم خاطئة فى طريق النصرة الواجبة تحقيق واثبات مراقد مشاهير ال البيت فى مصر) للباحثان عادل سعد زغلول والمستشار رجب عبد السميع وأشرف عليه الدكتور السعيد محمد على الإمام السابق لمسجد سيدنا الحسين ووكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة . والذى أجزلوا فيه البحث لتحقيق صحة مراقد آل البيت بمصر بجميع الأسانيد التاريخية والشعبية والجغرافية حيث تفردا فى نشر مجموعة خرائط قديمة لمصر المحروسة توضح اثبات أمكنة المراقد فى مصر قديما .. ولكن نظرا لكبر حجم البحث حجما وقيمة حيث تعدى الـ47 ألف كلمة فإننا نتعرض لمختصر بسيط للبحث نؤكد فيه صحة مرقد السيدة الطاهرة لبيبة وفصيحة بنى هاشم بمصر وهل من المعقول انها لو دفنت في المدينة إلا يصلي عليها زين العابدين صلاة الجنازة ويشيعها إلى قبرها ؟ حيث لم تشر أي من المصادر التي انكرت دخولها مصر ذلك ، بل علي العكس من ذلك ، ذكرت المصادر التي أيدت دخولها مصر من صلوا عليها وشيعوها إلي مثواها الأخير ، فكيف نترك التي تؤكد دخولها مصر وتفاصيل دفنها فيها ونتمسك بمصادر لم تؤرخ هذه الجزئية مطلقاً ولم ترو أي تفاصيل عنها ؟ مما يجعل هذه المصادر فقيرة البيان لهذا الجانب وعديمة الحجة فيه ، ومن المعلوم أن زين العابدين كان في المدينة بعد أن قام بمرافقة ركب العقيلة لمصر حيث عاد إلى المدينة مرة ثانية وكذلك زوجها عبد الله بن جعفر والذي لم يغادر المدينة في هذا الوقت ، ولم يروى احد انهما صلى عليها أو شيعوا جنازتها بالمدينة ، فالمصادر التاريخية تؤكد أن زين العابدين مات بالمدينة سنة 95 هـ ( المفيد في الإرشاد ) وكذلك عبد الله بن جعفر مات سنة 80 هـ بمكة المعروف بعام الجحاف ( عائشة عبد الرحمن تراجم سيدات بيت النبوة ) وأن العقيلة توفت سنة 62 هـ ، ولم تشر المصادر التي انكرت تفاصيل ذلك ، فهل يعقل أن هؤلاء الذين عاشوا بعدها اكثر من عشرين عاماً آلا يروا لنا ذلك ؟ خاصة أن المصادر التي تؤكد دخولها مصر لم تذكر أن زين العابدين صلى عليها ضمن جمله المشيعين لجسمانها الطاهر في أرض مصر الأمر الذي يؤكد دفنها بأرض مصر وليست المدينة كما زعم البعض.
كما ورد فى كتابة مساجد مصر، د. سعاد ماهر، [ج 1، ص 96] ما نصه: أرادت (أم هاشم) أن تقضى بقية عمرها فى جوار جدها رسول الله، ولكن (بنى أمية) أبوا عليها حتى ذلك، فقد كان وجودها فى المدينة كافيا لأن يلهب مشاعر الناس للأخذ بثأر الحسين، فطلب منها والى المدينة ( عمرو بن سعيد ) بعد مشورة يزيد بن معاوية أن تخرج من المدينة فتقيم حيث تشاء، ورحلت تريد مصر فوصلتها فى شعبان سنة 61 هـ كما تقول الكثرة الغالبة من المراجع العربية، فاستقبلها مسلمة بن مخلد الأنصارى والى مصر. كما خرجت لاستقبالها كافة جموع المسلمين على مشارف مصر حتى إذا وصلت إلى الفسطاط، مضى بها مسلمة إلى داره فأقامت بها قرابة عام لم تبرحها حتى قضى نحبها سنة 62 هـ رحمها الله رحمة واسعة.
وفي كتاب ابنة الزهراء بطلة الفداء زينب (رضي الله عنها) لأحمد شلبي ما يؤكد ذلك حيث قال : وقد صحب السيدة الكريمة في مجيئها إلى مصر بعض أهل البيت الكرام ، وكان فيمن صحبها من أهل البيت النبوي الكريم – كما يروى البعض – السيدة فاطمة ابنة مولانا الإمام الحسين ومسجدها معروف بالقاهرة باسم مسجد السيدة فاطمة النبوية، وكذلك السيدة سكينة ابنة مولانا الإمام الحسين ومسجدها معروف بالقاهرة كذلك باسمها ، وبهذا قال محمد بن عبد الله عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن الحسن ابن الحسن (رضي الله عنهم جميعاً) .
وبالإسناد المرفوع إلى على بن محمد بن عبد الله قال: لما دخلت مصر في سنة 145 هجرية ، سمعت عسامة المعافرى يقول ، حدثني عبد الملك بن سعيد الأنصاري ، قال : حدثني وهب بن سعيد الأوسي عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري ، قال : رأيت زينب بنت على بعد قدومها بأيام ، فوالله ما رأيت مثلها وجها كأنه شقة قمر. وبالسند المرفوع إلى رقية بنت عامر الفهرى قالت: كنت فيمن استقبل زينب بنت على لما قدمت مصر بعد المصيبة ، فتقدم إليها مسلمة بن مخلد الأنصاري ، وعبد الله بن الحرث ، وأبو عميرة المزني ، فعزاها مسلمة فبكى ، فبكت وبكى الحاضرون وقالت: ]هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ[ [ يس : 52 ]
وكان مسلمة بن مخلد الأنصاري والى مصر، قد توجه ومعه جماعة من أصحابه ورهط كبير من أعيان مصر وعلمائها ووجهائها وتجارها، ليكونوا في شرف استقبال السيدة زينب (رضي الله تعالى عنها) ، عندما تطأ قدماها الشريفتان أرض الكنانة ، فاستقبلوها جميعا استقبالا حافلاً يليق بمقامها الكريم ، عند قرية على طريق مصر والشام ، شرقي مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية ، وقد عرفت هذه القرية فيما بعد باسم قرية العباسة نسبة للعباسة ابنة أحمد بن طولون .
وقد وافق دخول السيدة الطاهرة مصر، بزوغ هلال شعبان سنة إحدى وستين هجرية ، الموافق 26 إبريل سنة 681 ميلادية ، وكان قد مضى على استشهاد شقيقها الإمام أبى عبد الله الحسين رضي الله تعالى عنه ستة أشهر وأيام .
وقد أنزلها الوالي هي ومن معها في داره بالحمراء القصوى ترويحا لها ، إذ كانت تشكو ضعفا من أثر ما مر بها ، فنزلت بتلك الدار معززة مكرمة ، وبقيت فيها موضع إجلال المصريين وتقديرهم ، حيث كانوا يفدون إلى منزلها الكريم ملتمسين بركتها ودعواتها ، مستمعين إلى ما ترويه من الأحاديث النبوية الشريفة والأدب الديني الرفيع .
وبقيت العقيلة السيدة زينب بتلك الدار أقل من عام بقليل ، فلم تر إلا عابدة متبتلة متهجدة صوامة قوامة تالية لآى الذكر الحكيم ، وقد انتقلت رضوان الله عليها عشية يوم الأحد الرابع عشر من رجب سنة ثنتين وستين من الهجرة ، الموافق 27 مارس سنة 682 ميلادية ، فمهدت لها الأرض الطاهرة مرقدا لينا في مخدعها من دار مسلمة ، حيث اختارت أن تلقى فيها ربها الكريم ليكون مضجعها الأخير ، وصار مقامها حيث ووريت، مزارا مباركا يفد إليه المسلمون من كل حدب وصوب، يتبركون به ويسألون ربهم فيه صالح الدعوات ، وفى هذا المقام الطاهر المعروف بالحرم الزينبي أو المسجد الزينبي أو مسجد السيدة زينب ، حيث أطلق اسمها على الحي كله .
ومما ثبت أن السيدة زينب (رضي الله عنها) اختارت أرض مصر قادمة من المدينة ومعها فاطمة وسكينة وعلى زين العابدين أبناء الحسين (رضي الله عنهم) ، واستقبلها أهل مصر في ( بلبيس ) بكاة معزين ، واحتملها والى مصر ( مسلمة بن مخلد الأنصاري ) إلى داره بالحمراء القصوى عند بساتين الزهري (حي السيدة الآن) وكانت هذه المنطقة تسمى (قنطرة السباع) نسبة إلى القنطرة التي كانت على (الخليج المصري) وقتئذ ، فأقامت بهذه الدار أقل من عام وقد أكد ذلك كل من المؤرخ الثابت الحجة حسن قاسم والرحالة محمد الكوهن الفاسى في رحلته التي عملها في أواخر القرن الرابع الهجري وشهوده لقبرها عند دخوله لمصر في 14 من المحرم سنة 1369 هـ وهذه الرحلة قبل القرن الرابع قبل الفاطميين ، وكذلك الطبري وابن الأثير وابن جبير والإمام السخاوى في كتابه (أوقاف مصر) وكذلك الحافظ ابن عساكر الدمشقي مؤرخ القرن السادس الهجري في تاريخه الكبير والمؤرخ ابن طالون الدمشقي (أكدوا دخولها مصر) ، إذا فالقبر كان معروفاً قبل القرن السادس ، وأكد ذلك كذلك الشريف الازورقانى في كتب الأنساب (بحر الأنساب للشريف الازورقانى) من علماء القرن السابع الهجري وابن عنبه الحسنى من علماء القرن الثامن الهجري , أكد ذلك أيضا العبيدلى في رسالته (أخبار الزينبيات)وهو من علماء القرن الثالث الهجري(المتوفىسنة 277 هـ)إذا فالمشهد معروف من قبل القرن الثاني الهجري .
(و نقل الموافقة له في الدفن الشريف ، ناشر كتاب الزينبيات عن ابن عساكر الدمشقي في تاريخه الكبير، و المؤرخ ابن طولون الدمشقي في الرسالة الزينبية، ووجدنا الموافقة له أيضاً في كتاب لواقح الأنوار للشعراني و في كتاب إسعاف الراغبين للشيخ محمد صبان ، بهامش نور الأبصار، و في كتاب نور الأبصار للشبلنجي ، وفي الإتحاف للشبراوي ، و في مشارق الأنوار للشيخ حسن العدوي ، نقلاً عن الشعراني ، في الأنوار القدسية و المنن، و عن العلاّمة المناوي في طبقاته، و عن جلال الدين السيوطي في رسالته الزينبية، و عن العلامة الاجهوري في رسالته على مسلسل عاشوراء.)
المنكرون فى وجود المقام بالقاهرة .
أفرد المشككون فى وجود مقام السيدة زينب بالقاهرة عشر شبهات حول وجود الضريح حملوا فيهما كل سهام السموم والحقد على وجود المقام بالقاهرة ولكن الله رد كيدهم فى أبحاثهم حيث قالوا:
أستند البعض إلي بعض الشبهات لإنكار وجود دفن السيدة زينب ( رضي الله عنها ) بأرض مصر حاصلها : ـ
أنها ( رضي الله عنها ) لم يكن لها في مصر أي مدفن حتى القرن العاشر الهجري ( 16 ميلادي )
أخر ما سجله قدامي المؤرخين ( الحافظ ابن عساكر ) أنها( رضي الله عنها ) سير بها من الشام إلي المدينة المنورة فدفنت بها وأنه لم يرد عن أي من المؤرخين إن هناك شخصيتين باسم السيدة زينب ( رضي الله عنها )
أنها ( رضي الله عنها ) توفيت سنة [62 هـ / 681م] ولم يكن آنذاك مكان ضريحها الحالي بالقاهرة أرضاً ، بل جزءاً من نهر النيل ، وبعد أن انتقل نهر النيل من هنا ظل مكانه مليئاً بالبرك والمستنقعات لمدة حوالي 300 سنة ، فكان المكان الحالي لمسجدها في عصر الدولة الأموية جزءاً من بركة قارون التي أخذت في التقلص حتى كانت بقيتها موجودة حتى نهاية القرن 19 بأسم بركة البغالة ، كما أن بركة قارون في موسم الفيضان تتصل ببركة الفيل ، حيث كانت تسير فيها المراكب في هذا الموسم ، ولم تستعمل هذه المنطقة للسكن والمقابر إلا في عصور متأخرة نتيجة لتقوية جسور شاطىء نهر النيل، فتوقف غمرها بمياة النيل في موسم الفيضان ، وقد ذكر علي باشا مبارك في الخطط أن خط السيدة زينب ( رضي الله عنها ) يقع في عصره تحت مستوى فيضان نهر النيل بمقدار من متر إلي متر وثلث ، ومن التقاليد المعروفة في مصر أن الناس يتجنبون دفن موتاهم في المناطق الرطبة القربية من شاطىء النيل فكانوا يبتعدون إلي حواف الصحاري الجافة
أن ضريحها ( رضي الله عنها ) لم تذكره المراجع التاريخية المتخصصة أصحاب الخطط والمزارات القاهرية ، ولم يرو عن الرحالة المسلمين الذين زاروا مصر ولا الذين دونوا تاريخ مصر أو نشأوا فيها من المؤرخين
أن بداية معرفة الضريح عندما نشأت مقولة شعبية في عصر دولة المماليك الجراكسة بأن السيدة زينب دفنت بالقاهرة وقام بنشر هذه المقولة طائفة من الأدباتية والمداحين الذين يجوبون المقاهي والموالد للإرتزاق ، إلا أنهم اختلفوا في مكانها فمنهم من قال بأنها مدفونة بقبر قرب قناطر السباع ، ومنهم من قال إنها مدفونة بقبر في جبانة باب النصر ، وأول نص مكتوب يعلن عن نسبة الضريح إلي السيدة زينب ( رضي الله عنها ) جاء في حكاية سجلها الشيخ عبد الوهاب الشعراني المتوفى سنة [973 هـ / 1565 م] في كتاب المنن الكبرى أي بعد حوالي تسعة قرون من وفاه السيدة زينب وذلك بأن حلم أحد الأشخاص وهو علي الخواص بأنها (رضي الله عنها) مدفونة قرب قناطر السباع فأخبر الناس بذلك وكان يداوم علي زيارة هذا القبر البسيط وينظفه ويعتني به مما أدى ازدهار هذا الضريح ببطء بينما أخذ الضريح المنافس الموجود بجبانة باب النصر في الاندثار بعد أن حسم علي الخواص المنافسة بينهما
حدث أدعاء بوجود مخطوط للعبيدلي لا وجود له يؤكد وجود السيدة زينب (رضي الله عنها) في مصر ورحلتها إليها وهذا المخطوط لم يذكر أحد من الباحثين رغم كثرتهم أنه قرأوه أو تحقق منه حتى من المصدر الوحيد لهذا الكلام وهو المؤرخ حسن قاسم ، علماً بأن المخطوطات أصبحت زائعة ومتداولة بالمكتبات العامة ومتاحة لكافة الباحثين ( فرسالة العبيدلي حولهاكلام عند أهل التحقيق سنداً ومتناً )
أن منطقة حي السيدة زينب أبان وفاتها كانت تتناثر حول شاطئها الكنائس القبطية والتي كانت تعرف بكنائس الحمراء (مثل كنيسة الزهري) رغم أن المعروف عن العرب المسلمين أنهم التزموا السكنى في أحياء إسلامية خاصة بهم مثل (الفسطاط ـ العسكر ـ القطائع ـ القاهرة الفاطمية) كما أن الثابت أن دار والي مصر آنذاك مسلم بن مخلد الأنصاري كانت في مدينة الفسطاط عاصمة مصر آنذاك والتي تبعد كثيراً عن المكان الحالي لضريح السيدة زينب، وهذه الدار قيل إنها ( رضي الله عنها ) دفنت بها
إن علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية قال ( ثم أني لم أر في كتب التواريخ أن السيدة زينب ( رضي الله عنها ) جاءت إلي مصر في الحياة أو بعد الممات )
أن الإمام الشافعى كان يتجاهر بالولاء لأهل البيت ، وقد ورد في سيرته أنه كان يزور السيدة نفيسة لكن لم يرد أنه زار السيدة زينب هناك
1الظاهر أن المشهد الزينبي المعروف بالقاهرة هو للسيدة / زينب بنت يحي بن زيد بن علي زيد العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (وبه قال فضيلة المفتي / محمد بخيت المطيعي) ، وهذا المشهد هو الذي رآه الكوهيني الرحالة الذي دخل مصر في 14 محرم 369 هـ فترة المعز العبيدي أثناء استيلاء الدولة العبيدية الرافضة علي مصر حيث زار عدة مشاهد وقال (دخلنا مشهد زينب بنت علي فوجدناه داخل دار كبير وهو في طرفها البحري يشرف علي الخليج ، فنزلنا إليه بدرج وعاينا الضريح فوجدنا عليه دربوزاً ... ومكتوب علي باب الحجرة هذا ما أمر بة عبد الله ووليه أبو تميم أمير المؤمنين الإمام العزيز بالله صلوات الله عليه وعلي آبائه الطاهرين وأبنائه المكرمين بعمارة هذا المشهد علي مقام السيدة الطاهرة بنت الزهراء البتول زينب بنت الإمام علي ابن أبي طالب صلوات الله عليهما وعلي آبائها الطاهرين وأبنائها المكرمين) ، فهذا ليس مشهد للسيدة زينب ، إذ لو كان لها مشهد بمصر فلما اختفى عن باقي المؤرخين خاصة معاصري الكوهيني مثل المؤرخ الكبير ابن زولاق المتوفى388 هـ الذي كان حياً في مصر وقت زيارة الكوهيني بل أنه ينكر دخول أي من ولد لعلي لصلبه في مصر وأن أول من دخلها سكينة بنت علي بن الحسين وعليه فأن ما رآه الكوهيني يثبت بما لا يدع للشك التزوير المتعمد الذي تخطط وتنفذ له الدولة العيبدية الرافضية كي تروج لدى الشعب المصري زيارة الأضرحة ، وهي تعلم يقيناً كذب دعواها، أي أن الكوهيني اطلع علي لوحة كتبها الحاكم نزار بن المعز العبيدي للترويج لحب آل البيت ، كما فعل الوزير طلائع بن زريك بعد ذلك بمائتي سنة في مشهد رأس الحسين والخطأ الذي وقع فيه الكوهيني هو تصديقه لهذه الخدعة، وترويجه لها دون أن يتأملها أو يراجعها مع علماء عصره .
الرد على المنكرون بما يغفلون
وللرد على المنكرون فقد خصص الباحثان قسطا ً وفيرا من الأدلة والبراهين التى تطفئ نيران المشككين وتجعل منها بردا وسلاما ولكن لضيق المساحة فإننا نذكر بعض منها بعض المصادر التاريخية التى أكدت دخول السيدة زينب( رضي الله عنها ) ودفنها بمصر.
أولاً : ما ذكره محمد الصبان
لما دخلت السيدة زينب مصر وتكريمها لها أنزلها مسلمة بن مخلد فى داره المعروف بالحمراء القصوى عندما عرف بقنطرة السباع بالقرب من خليج أمير المؤمنين الذى طمر.
ثانياً : ـ ما ذكره الرحالة محمد الكوهيني الفاسي
دخل القاهرة 14 محرم سنة 369 هـ ( أواخر القرن الرابع الهجري ) وكان الخليفة يومئذ أبو النصر نزار بن المعز لدين الله أبي تميم معز الفاطمي فزار جملة من المشاهد من بينها هذا المشهد وذكر ما عاينه من الصفة التي كان عليها وقتئذ وقال : (الرواية سبق ذكرها) وهذه الرحلة من محفوظات مكتبة عارف بك بالمدينة ونلاحظ أن الضريح معروف قبل القرن الرابع الهجري قبل الفاطميين بل من القرن الثاني كما سيأتي.
ثالثاً : ـ ما ذكره السخاوي
قال السخاوي في كتاب أوقاف مصر [وقرىء يوم الجمعة 28 صفر من سنة 405 هـ سجل بتحبيس (وقف) عدة ضياع علي المشاهد والمساجد بمصر والقاهرة، وهي أطفيح وصول وطوخ وست ضياع أخرى وعدة قياصر وغيرها ... وكان القضاة بمصر أذا بقى لشهر رمضان ثلاثة آيام طافوا يوماً على المشاهد بمصروالقاهرة وكان هذا المشهد (يقصد مشهد السيدة زينب) يخص بنصيب وافر من هذه الأحباس وما برح كذلك إلي أن زالت الدولة الفاطمية وأستقرت دولة بني أيوب ثم دولة من جاء بعدهم فكان هذا المشهد الذي ضم جثمان هذه البضعة الطاهرة موضع عناية الجميع وتعاقب عليه جمله أفاضل أهل العلم والولاية يتناولون خدمته من أجلهم العارف السيد محمد بن أبي المجد القرشي الحسيني المعروف بالعتريس أخي سيدي إبراهيم الدسوقي وهو المدفون بالجهة البحرية منه]
رابعاً : ـ ما ذكره ابن الأثير والطبري وابن عساكر وابن طالون
الطبري وابن الأثير قد ذكروا محنة الإمام الحسين التي شاركته فيها أخته (رضي الله عنهما) ولم يتعرضا لذكر وفاتها والمؤرخون الذين تعرضوا لذكر تلك المحنة بعضهم تضاربت أقوالهم فلم يخرجوا بنتيجة تفيد الباحث وقليل منهم ذكروا أنها دخلت مصر بعد مصرع أخيها بيسير من الزمن وأقامت بها أشهر ودفنت بها
قال العبيدلي (يحيي بن الحسن بن جعفر (الحجة) بن الأمير عبد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المولود سنة 214 هـ بالعقيق بأرض الحجاز بقصر بن العاصم والمتوفى بمكة سنة 277 هـ عن 63 عام في أخباره) ، والحافظ ابن عساكر الدمشقي (في تاريخه الكبير) والمؤرخ ابن طالون الدمشقي (في الرسالة الزينبية) : [ثم أن والي المدينة من قبل يزيد وهو عمرو بن سعيد الأشدق أشتكي من أقامه السيدة زينب بالمدينة فكتب بذلك إلي يزيد وأعلمه بأن وجودها مهيج للخواطر وأنها فصيحة عاقلة لبيبة وقد عزمت هي ومن معها علي القيام للأخذ بثأر الحسين] ، فلما وصل الكتاب إلي يزيد وعلم بذلك أمر بتفريقهم في الأقطار والأمصار فاختارت السيدة زينب الإقامة بمصر طلباً لراحتها واختار بعض أهل البيت بلاد الشام ، فعند ذلك جهزهم ابن الأشدق فخرجت السيدة هي ومن معها من أهل البيت وفيهم سكينة بنت الحسين وأختها فاطمة فلما اتصل ذلك إلي والي مصر آنا ذاك وهو مسلمة بن مخلد الأنصاري توجه هو وجماعة من أصحابه وفي صحبتهم جملة من أعيان مصر والشام شرقي بلبيس (عرفت أخيراً بقرية العباسية نسبة للعباسة بنت أحمد بن طالون) ولم يبق بالمدينة من جماعتهم إلا زين العابدين وأقام الحسن المثنى بخارجها ووافق دخول السيدة إلي مصر أول شعبان سنة 61 من الهجرة 681 م، وكان قد مضى علي الموقعة نحو ستة أشهر وأيام بما يسع مدة أسفارها فأنزلها مسلمة بن مخلد هي ومن معها في دار بالحمراء القصوى ترويحاً لنفسها إذ كانت تشتكي أنحرافاً( ) فأقامت بها 11 شهر ونحو 15 يوم من شعبان سنة 61 إلي رجب سنة 62 وتوفيت (رضي الله عنها) مساء يوم السبت ليلة الأحد لأربعة عشرة يوماً مضت من شهر رجب من السنة المذكورة ، وبعد تجهيزها وشهود جنازتها دفنت بمحل سكنها علي العادة في ذلك ثم بعد وفاتها رجع من كان معها من أقاربها إلي المدينة وفيهم السيدة سكينة وفاطمة علي ما ذكره ابن زولاق في تاريخه ... وبذلك يكون الضريح معروفاً قبل القرن السادس الهجري
خامساً : ما ذكره الشريف الأزورقاني من علماء القرن السابع الهجري
وأما المشهد الذي زارة ابن جبير والذي بقرافة قريش شرقي مقام الشافعي فهو مشهد السيدة زينب بنت يحيى المتوج وليست (بنت ليحيى بن زيد) فقد ذكر الشريف الأزورقاني في كتاب الأنساب وابن عنبة الحسني من علماء القرن الثامن لم يذكروا أن ليحيى بن زيد الشهيد عقباً لقتله لما خرج لقتل أبيه بـ (الجوزجان) علي عهد نصر بن بشار والي خرسان وكان من أمره أن قتل بيد مسلم بن أحون الذي بعثه نصر بن بشار في 3000 رجل فقتلوه في سنة 125 هـ وله من العمر 18 عام ولم ينجب ولم يتزوج (أنظر كتاب الفرق بن الفرق للبغدادي والمعارف لابن قتيبة) 0
سادساً : رسالة العبيدلي
العبيدلي يعتبر أقدم وأتقن النسابة وخاصة في هذا الموضوع ، وكتابة يسمى أخبار الزينبات قال (ره) في الذريعة : أنه طبع عام 1333 هـ، قال الجلالي: وبالرغم من السعي البليغ للوقوف علي تلك النسخة ما أمكن ذلك ولكن من حسن التوفيق أن الأستاذ السيد حسن قاسم المصري كان قد عثر علي نسخة قديمة من الكتاب ونشره في القاهرة عام 1333 هـ ، فجزاه الله خير الجزاء وقال أن الأصل كان بتاريخ 676 هـ من الحرم الشريف النبوي وأنه منقول عن الأصل بتاريخ 483 هـ. وهى مخطوط بخط الحاج محمد البلتاجى الطائفى المجاور بالحرم النبوى الشريف والمنقول عن أصل مؤرخ بتاريخ 483 هـ مخطوط بخط السيد محمد الحسين الواسطى المتوطن حيدر أباد.
ويقول الأستاذ حسن محمد قاسم
الذي قضى علي هذا الخلاف الواقع فيه جمهرة المؤرخين رسالة استنسختها من حلب بواسطة أحد أصدقائي (للعبيدلي) أسماها مؤلفها أخبار الزينبيات وذكر فيها كل من سميت زينب من آل البيت وفي أخر ترجمته لزينب الكبرى ذكر أنه : ـ
لما أمر يزيد بأن يخرج أهل البيت من المدينة إلي الأقطار والأمصار قالت زينب بنت عقيل للسيدة زينب : (يا ابنه عماه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء فطيبي نفساً وقري عيناً وسيجزى الله الظالمين، أتريدين بعد هذا هواناً؟ ارحلي إلي بلد آمن ، ثم اجتمع عليها نساء بني هاشم وتلطفن معها في الكلام وواسينها) ، وبالإسناد المذكور مرفوعاً إلي عبيد الله بن أبي رافع قال : سمعت محمد أبا القاسم ابن علي يقول : لما قدمت زينب بنت علي من الشام إلي المدينة مع النساء والصبيان ثارت فتنة بينها وبين عمرو بن سعيد الأشدق والي المدينة من قبل يزيد ، فكتب إلي يزيد يشير عليه بنقلها من المدينة فكتب له بذلك ، فجهزها هي ومن أراد السفر معها من النساء بني هاشم إلي مصر فقدمتها لأيام بقيت من رجب.
(حدثني) أبي عن أبيه عن جدي عن محمد بن عبد الله بن جعفر بن مجمد الصادق عن أبيه الحسن بن الحسن قال : لما خرجت عمتي زينب من المدينة خرج معها نساء بني هاشم فاطمة ابنة عمي الحسين وأختها سكينة .
(وحدثني) أبي فقال : روينا بالإسناد المرفوع إلي علي بن محمد بن عبد الله قال : لما دخلت مصر في سنة 145 هـ سمعت عسامة المعافري يقول: حدثني عبد الملك بن سعيد الأنصاري قال: حدثني وهب بن سعيد الاوسي عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال : رأيت زينب بنت علي بمصر بعد قدومها فوالله ما رأيت مثلها ووجهها كأنه شقة قمر، (وبالسند المرفوع إلي رقية بنت عقبة بن نافع الفهري) قالت : كنت فيمن استقبل زينب بنت علي لما قدمت مصر بعد المصيبة فتقدم إليها مسلمة بن مخلد وعبد الله بن الحارث وأبو عميره المزني فعزاها مسلمة وبكى فبكت وبكى الحاضرون وقالت : هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ثم احتملها إلي داره بالحمراء فأقامت به أحد عشر شهر وخمسة عشر يوماً ، وتوفيت وشهدت جنازتها وصلى عليها مسلمة بن مخلد في جمع بالجامع ورجعوا بها فدفنوها بالحمراء بمخدعها من الدار بوصيتها.
(حدثني) إسماعيل بن محمد البصري عائد مصر ونزليها قال: حدثني حمزة المكفوف قال : أخبرني الشريف أبو عبد الله القرشي قال: سمعت هند بنت أبي رافع بن عبيد الله بن رقية بنت عقبة بن نافع الفهري تقول: توفيت زينب بنت علي عشية يوم الأحد لخمسة عشرة يوماً مضت من رجب سنة 62 هـ وشهدت جنازتها ودفنت بمخدعها بدار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري .
*(وهناك شارع باسم شارع جنان الزهرى أمام مجلة المصور الآن بمنطقة السيدة)
ما يدل علي أن المشهد معروف قبل القرن الثاني
أما من تدخلوا بدون تحقيق في علم التاريخ والجغرافيا وقالوا أن مكان مسجد السيدة كان جزء من نهر النيل فأليهم هذا التوضيح .
المنطقة الزينبية
هي أحدى الحمروات الثلاثة التي عرفت في صدر الإسلام كما تبين لنا ذلك من الخطط المصرية ( وروينا ) عن العبيدلي النسابة في تاريخه أن السيدة لما قدمت مصر وتوفيت بها دفنت بالحمراء القصوى أحد هذه الحمروات ثم ما برحت هذه المنطقة تعرف كذلك إلي أن أفتتح المسلمون أرض مصر وابنتي فيها عمرو بن العاص فسطاطه وبعد مضي سبعة أعوام علي وفاة السيدة أعني في سنة 69 هـ بنى عبد العزيز ابن مروان بطرف من هذه المنطقة قنطرته التي أزيلت وعوض عنها بقنطرة السد وبها عرفت المنطقة ثم عرفت بخط قناطر السباع وتفصيل ذلك وإجماله يتبين فيما سنلخصه: ـ
الحمروات الثلاثة كما قال المقريزي في الخطط نقلاً عن الكندي :
وكانت الحمراء علي ثلاث : ـ بنو نبه ، وقضاعة ، وروبيل ، والأزرق ، وكانوا ممن سار مع عمرو بن العاص من الشام إلي مصر ممن كان رغب في الإسلام من قبل اليرموك ومن أهل قيسارية وغيرهم ، فأولى تلك الحمروات : الحمراء الدنيا خطة علي بن عمر بن الحاف بن قضاعة و الحمراء الوسطى خطة بني نبه وهم قوم من الروم حضر الفتح معهم مائه رجل والحمراء القصوى وهي خطة بني الأزرق وبني روبيل وهم من الروم فأما الأولى فتجمع جابر الأوز وعقبه العداسين وسوق وردان وخطة الزبير إلي نقاشى البلاط طولاً وعرضاً ، وأما الوسطى فمن درب نقاشى البلاط إلي درب معاني طولاً وعرضاً علي قدره ، وأما القصوى فمن درب معاني إلي القناطر الظاهرية يعني قناطر السباع وهي حد ولاية مصر من القاهرة وكانت هذه الحمروات جل عمارة مصر في زمن الروم .
الضريح لم يكن بركة للنيل كما يدعون
ومن خلال نظرة متأنية لخريطة النيل وتطور شاطئ النهر وأرض طرح النيل منذ فتح العرب لمصر حتى العصر الأيوبى يتضح لنا الآتى :
أن موقع قناطر السباع على الخليج الكبير كان بعيداً تماماً عن مجرى نهر النيل الرئيسى عندما فتح العرب مصر 21 هـ ، وكذلك أرض طرح النهر عام 69 هـ فى العصر الأموى كانت بعيدة هى الأخرى عن قناطر السباع ، ومعنى هذا أن المنطقة لم تكن أراضى برك أو مستنقعات بل كانت أرض جافة بدليل بناء دار الوالى مسلمة بن مخلد عليها.
مقام السيدة زينب بدمشق للصغرى وليس للكبرى
وقد أرد الباحثان عادل سعد زغلول والمستشار جب عبد السميع مساحة كبيرة لاثبات مرقد السيدة زينب بدمشق حيث تبين لهما بالباهين المؤكدة أن القبر المعروف باسم " زينب بنت على " في قرية رواية بدمشق فهو قبر زينب الصغرى أخت الوسطى والكبرى (سيدتنا زينب المدفونة بالقاهرة) وإليه أشار ابن الحورانى في كتابه عن أماكن الزيارات والموصلي في المعارف .. وبهذا يزول اللبس كله إن شاء الله تعالى ، وفى (أخبار الزينبيات) للعبيدلى : أمها أم ولد ، تزوجت ابن عمها محمد بن عقيل ، فولدت له : القاسم وعبد الله وعبد الرحمن أعقب منهم عبد الله .[ونحن نرجح هذا الرأى السابق]
إلا أنه هناك رأي أخر آثرنا نقله من أجل أمانة العرض فقد ورد بكتاب ابنة الزهراء بطلة الفداء زينب (رضي الله عنها) لأحمد شلبي : [ أما ما أثير عن وجود ضريح للسيدة زينب (رضي الله عنها) بدمشق بسوريا فقد كانت عادة أهل البيت النبوي الكريم أن يكرروا أسماء أبناء وبنات جدهم رسول الله ، في أبناء وبنات البيت الواحد ، ولذلك عرفت السيدة العقيلة زينب ابنة الزهراء بزينب الكبرى ، وعرفت شقيقتها أم كلثوم بزينب الوسطى وهذه رضوان الله عليها ، هي التي تزوجها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في خلافته ، وأعقب منها ابنه زيد ، وقد دفنت بعد انتقالها إلى الدار الآخرة بقرية راوية قرب حجيرة من غوطة دمشق المعروفة بقرية الست ، ولها مشهد عظيم هناك ، كما عرفت أختها لأبيها رقية بزينب الصغرى ، وقد دفنت رضوان الله عليها بعد انتقالها في المدينة المنورة ] .
ويؤيد هذا الرآى الاخير د. أسامة زقزوق :فيقول في زينب الصغرى أمها أم ولد تزوجت بابن عمها محمد بن عقيل بن أبى طالب فولدت له القاسم وعبد الله وعبد الرحمن، قال العبيدلى فى تاريخه وعبد الله المذكور هذا كان فقيها تروى عنه الأخبار وكان أحول (ترجمة الحافظ الذهبى) قال بن حجر العسقلانى فى تهذيب التهذيب عبد الله بن محمد بن عقيل أبو محمد المدنى أمه زينب الصغرى بنت على ابن أبى طالب، روى عن أبيه وخاله محمد بن الحنفية وآخرين وذكره ابن سعد فى الطبقة الرابعة من أهل المدينة قال: وكان خيرا فاضلا موصوفا بالعبادة من أهل الصدق ومات بعد سنة 140 هـ قبل خروج محمد بن عبد الله بن الحسن بالمدينة وماتت أمه بالمدينة ودفنت ببقيعها ومن عبد الله المذكور امتد عقب عقيل بن أبى طالب وكان سائر بنات الإمام على بن أبى طالب عند أخويه عقيل وجعفر واولادهما وامتد عقب عبد الله الأحول من ثلاثة من أولاده وهم محمد الأكبر ومحمد الأصغر ومسلم وباقى أولاده ما بين دارج ومنقرض قاله بن عنبه فى تحفة الطالب.
و يتضح أن الاختلاف بين العبيدلى النسابة والحورانى والموصلى يتمثل فى مرقد السيدة زينب الصغرى (رضى الله عنها) وزينب الوسطى حيث ذكر العبيدلى النسابة أن السيدة زينب الوسطى زوج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب دفنت فى قرية راوية بدمشق وأيده فى ذلك الهروى فى الإشارات وابن الجوزى فى المزارات الشامية والعز بن شداد فى الاعلاق الخطيرة والصيادى فى الروضة البهية وأن السيدة زينب الصغرى زوجة محمد بن عقيل أنها دفنت بالمدينة المنورة وأيد ذلك ابن عنبه فى تحفة الطالب بينما ذكر الحورانى فى كتابه عن أماكن الزيارات والموصلى فى كتابه المعارف أن السيدة زينب الصغرى هى الموجودة فى قبرها الشهير بزينب بنت على بقرية راوية بدمشق كما ذكر ذلك كتاب السيدة الطاهرة خامسة النساء الكاملات لمحمود عبد الحليم.
وبذلك نرى أن الاختلاف بين المحدثين إنما هو فى وجود السيدة زينب الصغرى والسيدة زينب الوسطى هل هو في دمشق أم المدينة فالاختلاف الواقع إذاً على مرقد السيدة زينب الوسطى والصغرى ولكن الجميع اتفق على وجود مرقد السيدة زينب الكبرى فى مصر مما لايدع أدنى شك فى ثبوت وجود مرقد السيدة زينب الكبرى شهيدة كربلاء فى مصر المحروسة.
بمصر ثبات الوجود فى مقام السيدة زينب بالقاهرين ذهبت عقيلة بنى هاشم؟ كان هذا هو السؤال المحورى والغاية الكبرى للبحث الجديد حيث كانت الملاحظة الكبرى أن كل المتشدقين بكذب ضريح مصر ورغم كل ما ذكروا من اثباتات النفى فقد عجزوا جميعا عن اثبات اليقين فى مكان الدفن والوفاة ووقفوا عاجزين عن اثبات ما يدعون . فكان من المؤكد أن هناك أسبابا وراء ذلك وهى النقطة المحورية التى أجاب عنها الباحثون فى كتابهم حيث قالوا :مما لاشك فيه أن هناك أسباب سياسية حالت ومنعت هؤلاء المؤرخين من بيان ذلك ,وأذا كان البعض منهم قد ذكر أنها دفنت في المدينة فأين قبرها ؟ وهل قبر العقيلة وهي من هي مما يخفى على العامة ؟ أو حتى على ال البيت ذاتهم ـ خاصة زين العابدين وفاطمة وسكينة والذين شهدوا معها كل المشاهد بكربلاء ودمشق ـ فلم يروا عنهم أنهم زاروا قبرها بالمدينة أو اعلنوا أن قبرها هناك ، فهل يغيب عنهم قبر عمتهم زينب بعد ذلك ؟
زينب الصغرى بنت الإمام على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه )
أمها أم ولد تزوجت بان عمها محمد بن عقيل بن أبى طالب فولدت له القاسم وعبد الله وعبد الرحمن ، قاله العبيدلى فى تاريخه ( وعبد الله ) المذمور هذا كان فقيها تروى عنه الأخبار وكان أحوال ( ترجمته ) الحافظ الذهبى ، قال ابن حجر العسقلانى فى تهذيب التهذيب ( عبد الله ) بن محمد بن عقيل أبو محمد المدنى أمه زينب الصغرى بنت على بن أبى طالب روى عن أبيه وخاله محمد ابن الحنفية وآخرين ، وذكره ابن سعد فى الطبقة الرابعة من أهل المدينة قال : وكان خيرا فاضلا موصوفا بالعبادة من أهل الصدق ومات بعد سنة 140 قبل خروج محمد بن عبد الله ابن الحسن بالمدينة ، وماتت أمه بالمدينة ودفنت ببقيعها ومن عبد الله المذكور امتد عقب عقيل بن أبى طالب ، وكان سائر بنات الامام على بن أبى طالب عند أخويه عقيل وجعفر وأولادهما وامتد عقب عبد الله الأحول من ثلاثة من أولاده وهم محمد الاكبر ومحمد الأصغر ومسلم وباقى أولاده ما بين دارج ومنقرض ، قاله ابن عنبة فى تحفة الطالب *
*******************************************
المنطقة الزينبية
***************
هى إحدى الحمروات الثلاثة التى عرفت فى صدر الإسلام كما تبين لنا ذلك من الخطط المصـــرية ( وروينا عن ) العبيدلى النسابة فى تاريخه أن السيدة لما قدمت مصر مصر وتوفيت بها دفنت بالحمراء القصوى إحدى هذه الحمروات ( ثم ) ما برحت هذه المنطقة تعرف كذلك إلى أن افتتح المسلمون أرض مصر وأبتنى بها عمرو بن العاص فسطاطه وبعد مضى سبعة أعوام على وفاة السيدة أعنى فى سنة 69هـ بنى عبد العزيز ابن مروان بطرف من هذه المنطقة قتطرته التى أزيلت وعوض عنها بقنطرو السد وبها عرفت المنطقة ثم عرفت بخط قناطر السباع وتفصيل ذلك وإجماله يتبين فيما سنخلصه
*( الحمروات الثلاثة )*
********************
( قال ) المقريزى فى الخطط نقلا عن الكندى : وكانت الحمراء على ثلاثة بنو به وقضاعه وروبيل والأزرق وكانوا ممن سار مع عمرو بن العاص من الشام الى مصر ممن كان رغب فى الاسلام من قبل اليرموك ومن أهل قيسارية وغيرهم
( فأول ) ذلك الحمراء الدنيا خطة بنى عمر بن الحاف بن قضاعة (والحمراء ) الوسطى خطة بمى بمه وهم قوم كم الروم حضر الفتح منهم مائة رجل ( والحراء ) القصوى وهى خطة بنى الأزرق وبنى روبيل وهم من الروم ( فأما ) الأولى فتجمع جابر الأوز وعقبة العداسين وسوق وردان وخطة الزبير الى نقاشى البلاط طولا وعرضا ( وأما ) الوسطى ممن درب نقاشى البلاط الى درب معانى طولا وعرضا على قدره ( وأما ) القصوى فمن درب معانى الى القناطر الظاهرية يعنى قناطر السباع وهى حد ولاية مصر من القاهرة وكانت هذه الحمروات جل عمارة مصر فى زمن الروم .
*( حكر الزهرى )*
*****************
( فى ) المقريزى هذا الحكر يدخل فيه قبر ابن التبان وما بجانبه الى قناطر السباع وكان قديما يعرف بجنان الزهرى ثم عرف ببستان الزهرى ( قال ) ابن يونس فى تاريخ الغرباء : عبد الوهاب بن موسى بن عبد العزيز ابن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى يكنى أبا العباس وأمه أم عثمان بنت العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان مدنى قدم مصر وولى الشرطة بفسطاط مصر يروى عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وروى عنه من أهل مصر أصبغ بن الفرج وسعيد بن أبى مريم وعثمان بن صالح وسعيد بن عقير وغيرهم وهوصاحب الجنان التى بالقنطرة قنطرة عبد العزيز بن مروان تعرف بجنان الزهرى وهو حبس على ولده الى اليوم ( توفى 9 هبد الوهاب المذكور بمصر فى سنة 210 هـ
*( قنطرة عبد العزيز بن مروان )*
*****************************
( قال المقريزى ) نقلا عن القضاعى القتطرتان اللتان على هذا الخليج يعنى خليج مصر الكبير ، أما التى فى طرف الفسطاط بالحمراء القصوى فان عبد العزيز بن مروان بن الحكم بناها فى سنة 69 وابتنى قناطر غيرها ثم زاد فيها تكين أمير مصر سنة 328 ثك زاد عليها الأخشيد فى سنة 360 ثم عمرت فى ايام العزيز بالله ( قال ) ابن عبد الظاهر وهذه القنطرة ليس لها اثر فى هذا الزمان ( قال ) المقريزى موضعها الآن خلف خط السبع ساقيات وهذه القنطرة هى التى كانت تفتح عند وفاء النيل فى زمن الخلفاء فلما انحسر النيل عن ساحل مصر أهملت هذه القنطرة وعملت قنطرة السد عند فم بحر النيل
**( قنطرة السد )**
****************
أنشأها الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن الكامل أبى بكر بن أيوب فى بضع أعوام 640 ( قال ) المقريزى وعرفت بقنطرة السد من اجل أن النيل لما انحصر عن الجانب الشرقى صار ماؤه إذا بدت زيادته يجعل عند هذه القنطرة سدا من التراب حتى يسند الماء اليه الى أن ينتهى الزيادة الى 16 زرعا فيفتح السد حيتئذ ويمر الماء فى الخليج الكبير
**(( قناطر السباع ))**
*****************
( وقال ) المقريزى هذه القناطر بجانبها الذى يلى خط السبع سقايات من جهة الحمراء القصوى وجانبها الآخر من جهة جنان الزهرى وأول من أنشأها الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى ونصب عليها سباعا من الحجارة فقيل لها قناطر السباع من أجل ذلك وكانت علاية مرتفعة هذا أنشأها الملك الناصر محمد بن قلاوون الميدان السلطانى أمر بازالة هذه القناطر لسبب ذكره المقريزى فأزيلت واعيدت عمارتها باوسع مما كانت عليه وكانت باقية إلى عصر المقريزى وبها بعض تشويه من رجل يعرف بالشيخ الصائم
*( خط قناطر السباع )*
*****************
قال المقريزى كان هذا الخط فى أول الاسلام يعرف بالحمراء نزل فيه طائفة تعرف ببنى الأزرق وبنى روبيل ثم دثرت هذه الخطة وبقيت صحراء فيها ديارات وكنائس للنصارى تعرف بكنائس الحمراء فلما زالت دولة بنى أمية ودخل اصحاب بنى العباس الى مصر سنة 132 نزلوا فى هذه الخطة وعمروا بها فصارت تتصل بالعسكر فلما خرب العسكر صار هذا المكان بساتين وغيرها واتصلت العمائر من خط السبع سقايات وخط قناطر السباع حتى اتصلت بالقاهرة ومصر والقرافة
*****************التعليــــــــــــــق *************
جاء فى المقريزى فى الجزء الثالث ص 113
إن هذا الخليخ حفر قبل الاسلام بدهر وان عمرو بن العاص رضى الله عنه جدد حفره فى عام الرمادة باشارة من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه حتى صب النيل فى بحر القزم وجرت فيه السفن بالغلال وغيررها حتى عبرت سنة الى البحر الملح وانه ما برح عل ذلك الى سنة همسين ومائة فطم ولم يبقى منه الا ما هو موجود الآن إلا أن فم هذا الخليج الذى يصيب فيه الماء من بحر النيل لم يكن هند حفره هذا الفم الموجود الآن ولست أدرى ابن كان فيه عند ابتداء حفره فى الجاهلية فان مصر فتحت وماء النيل عند الموضع الذى فيه الآن جامع عمروبن العاص بمصر وجميع ما بين الجامع وساحل النيل الآن انحسر عنه الماء بعد الفتح وآخرما كان ساحل مصر من عند سوق المعاريج الذى هو الآن بمصر الى تجاه الكيش من غربية وجميع ماهو الآن موجود من الارض التى فيما بين خط السبع سقايات الى سوق المعاريج انحسر عنه الماء شيئا فشيئا وغرس بساتين فهمل عبد العزيز بن مروان امير مصر قنطرة على فم هذا الخليج فى سنة تسع وستين من الهجرة بأوله عند ساحل الحمراء ليتوصل من فوق هذه القنطرة الى جنان الزهرى وموضع هذه القنطرة بداخل خكر أقبفا المجاور خط السبع سقايات وما برحت هذه القنطرة عندها السد الذى يفتح عند الوفاء الى ما بعد الخمسمائة من الهجرة فانحسر ماء النيل عن الارض وغرست بساتين فعمل الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل محمد بن العادل أبى بكر بن ايوب بن شادى هذه القنطرة التى تعرف اليوم بقنطرة السد خارج مصر ليتوصل من فوقها الى بستان الخشاب وزيد فى طول الخليج ما بين قنطرة السباع الآن وبين قنطرة السد المذكور وصار ما فى شرقيه مما انحسر عنه الماء بستانا عرف ببستان الحارة وما فى غربيه يعرف ببستان المحلى وكان بطرف السبع ساقيات كنيسة الحمراء وعدة كنائس أخر بعضها الآن بحكر أقبغا تعرف بزاوية الشيخ يوسف العجمى لسكناه بها *
حكر الزهرى :هذا الحكر يدخل فيه جيمع بر ابن التيان وشق التعبان وبطن بقرة وسويقة القيمرى وسويقة صفية وبركة السباعين وقنطرة الخرق *
ابن التيان وهو رئيس المراكب فى الدولة المصرية وقد كان له قدر وبهاء *
باب الخرق وهو المسى الآن بباب الخلق
ومن الممكن ان يراجع الخطط المقريزية الجزء الثالث ص 114 ن صفحة 146( انتهى )
حدود مدينة مصر
قال المقريزى : مدينة مصر محدودة الآن بحدود أربعة ( فحدها الشرقى ) من قلعة الجبل(1) الى باب القرافة ( وحدها الغربى ) من قناطر السباع خارج القاهرة الى موردة الخلفاء ( وحدها القبلى ) من شاطىء النيل بدير الطين حيث ينتهى الحد الغربى الى بركة الحبش ( وحدها البحرى ) من قناطر السباع وآخره بركة الحبش ( واول ) عرضها فى الغرب بحر النيل وآخره فى الشرق اول القرافة .
وجد (1) الحمراء القصوى فى وقتنا هذا(الشرقى) يمتد الى جامع ابن طولون فيكون فيه خط الجامع والكبش(2) ( والقبلى ) التلول الممتده من الكبش الى مشهد زيد العابدين بن على المعروق بزين العابديــن
( والشرقى البحرى ) الشارع ( والغربى ) الخليج المصرى من قنطرة السباع الى قنطرة السد
(1) قلعة الجبل : وهذه القلعة مشرفة على القاهرة ومصر والنيل والقرافة وكان موضها مثما يقول المقريزة فى الخطط ج3 ص 201 كانت تعرف موضعها بقبة الهواء ثم صار من تحته ميدان احمد بن طولون ثم صار موضعها مقبرة فيها عدة مساجد الى أن أنشأها صلاح الدين الأيوبى وكان أول الملوك بديار مصر فى سنة 572
(2) الكبش : وهو الجبل الذى أنشأ عليه جامع أحمد بن طولون وكما ذكره المقريزى أيضا أن سيدنا موسى كلم الله عز وجل من عليه
شارع السيدة زينب
****************
قال على باشا مبارك فى الخطط التوفيقة ( أوله من قنطرة السيدة وآخره بوابة الخلاء بجوار جامع الحبيبى وقنطرة السيدة هذه هى التى سماها المقريزى بقناطر السباع حيث قال هذه القناطر جانبها الذى يلى خط السبع سقايات ثم ذكر ما أوردنا ملخصه ثم قال بر ابن التبان المتقدم ذكره فى عبارة المقريزى محله الآن المبانى التى على بر الخليج الغربى قبالة قنطرة باب الخرق (1) وأما شق التعبان فمحله الآن بالحارة المعروفة بحارة شق التعبان التى بشارع الخلوتى (2) وكذا سويقة القميرى هى الحارة المعروفة الآن بحارة القميرى بشارع الخلوتى أيضا ( قال ) وعرف هذا الشارع بشارع السيدة زينب من أجل ضريح سيدة الطاهرات السيدة زينب بنت الإمام على كرم الله وجهه عليه مقصورة من النحاس الأصفر وستر من الحرير المزركش بالمخيش ويعلوه قبة شامخة وهذا الضريح داخل الجامع الشهير بالزينبى تجاه قناطر السباع
(1) باب الخرق وهو المسى الان بباب الخلق
(2) حارة شق التعبان وهى الحارة على يسار القادم من باب الخلق الى ميدان السيدة زينب وهذه الحارة الا، على ناصيتها مستشفى الطاهرة أما مدرسة الخديو إسماعيل سابقا والتى هدمت وبقى محلها مصنع للحلويات يسمى بالرشيدى
خطط التوفيقية ( لعلى باشا مبارك ) ج 1 ص 81 فى وصف النيل
وأما جزء المدينة المنحصر بين شاطئ الخليج الشرقي والجبل من ابتداء العيون فينقسم إلى
قصبة رضوان والخيامية إلى قصر قوصون إلى السيوفية إلى الصليبة إلى قلعة الكبش إلى السيدة زينب إلى الخليج كل ذلك مرتفع وجميعه فوق مستوى أعلى فيضان النيل عدا خط السيدة زينب رضي الله عنها المحصور بين قلعة الكبش وتلال بكه البغالة والشارع الموصل من السيدة زينب والخليج فإنه منحط بمقدار يختلف من متر إلى متر وثلث وارتفاع قلعة الكبش وجبل يشكر فوق أعلى فيضان النيل ستة عشر متر ونصف 0
وفى صفحة 83 تحت عنوان تنظيم شوارع القاهرة :
كان الخديوي إسماعيل يود تنظيم ما بقى من القاهرة على أسلوب تنظيم الإسماعيلية وصدرت أوامر لديوان الأشغال بذلك وعملت الرسومات على رغبته فكان من أغراضه جعل سراي عابدين مركزا يتفرع منه عدة شوارع منها ما تم وامتداد إلى الإسماعيلية وإلى الأزبكية ومنا ما لم يتم كشارع يمتد من عابدين تجاه جامع الشيخ صالح ويمتد مستقيما إلى ميدان السيدة زينب رضي الله عنها 0
وفى صفحة 84 فى تقسيم القاهرة :
ذكر أسم السيدة زينب فى التقسم لما ذكره الجبرتي
وفى ص 90 ، 92 ،95 ،97،99 ج 1 فى ذكر الموالد :
- مولد سيدي على زين العابدين خارج بوابة السيدة زينب ومولد السيدة زينب رضي الله عنها فى 17 رجب ولها حضرتان الأولى يوم الأحد والثانية ليلة الأربعاء 0
- أن بعض هذه الموالد يلزم زمنه وشهره العربي الذي يعمل فيه ولا يتحول عنه شتاء ولا صيفا فتارة تراه فى الصيف وتارة فى الشتاء على حسب دوران الزمان كمولد النبي صلى الله عليه وسلم ومولد سيدنا الحسين عليه السلام والإمام الشافعي رضي الله عنه والسيدة زينب بنت على عليهم السلام والسيدات الطاهرات أهل البيت رضي الله عنهم جميعا 0
- وجد جدول يشمل على بيان القهاوى والخمارات والبوز ودكاكين العطارة والعلافين ومحلات القزازين والقماشين والزياتين بالسيدة زينب فوجد أن بها 71 قهوة ، 31 خمارة ، 2 بوز ، 58 عطارة ، 28 قزاز ... الخ 0
- فى مطلب الأسيلة بالقاهرة ذكر أن بالسيدة زينب ثلاثة اسبلة 0
- فى مطلب مدافن الموتى : قال : ودفن الموتى الآن فى خمسة محلات خارج البلد وهى قرافة السيدة نفيسة ، والإمام الشافعي ، وبها مدفن الفامليا وقرافة باب الوزير وقرافة المجاورين وقايتباي وقرافة باب النصر وامتنع الدفن داخل البلد وبطلت عدة مقابر وبني فى أرضها أماكن وأكثر ذلك حصل فى مدة الخديوي إسماعيل والمقابر التى بطلت هى مقبرة القاصد ومقبرة الأزبكية ومقبرة الرويعى ومقبرة السيدة زينب ومقبرة زين العابدين 0
وفى الجزء الثاني ص 115 تحت عنوان ( شارع الزيادة ) :
يقول على باشا مبارك ان الشارع الطوالى المار من جهة المنشية إلى آخر شارع اللبودية بقرب مسجد السيدة زينب طوله ألف متر وثلاثمائة وستة وعشرون متر0
وفى ص 119 من نفس الجزء السيدة زينب :
وفى سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف فى مدة نظارتي على الأوقاف عمل تصميم على إزالة جميع التلول الموجودة بطول الشارع من بوابة السيدة زينب إلى مصر العتيقة 0
وفى الجزء الثالث ص 116 ( شارع السيدة زينب :
عرف هذا الشارع بشارع السيدة زينب من اجل أن به ضريح سيدة الطاهرات السيدة زينب بنت الإمام على كرم الله وجهه – عليه مقصورة من النحاس الأصفر وستر من الحرير المزركش وهذا الضريح داخل الجامع الشهير بالزينبي تجاه قناطر السباع جدده الأمير على باشا الوزير المتولي سنة 955 ثم سنة 1173 جدده عبد الرحمن كتخدا ( والحمراء القصوى الذى ذكرها المقريزي فى خططه وبستان الزهري هى الآن محلها خط السيدة زينب رضي الله تعالى عنه )
وفى الجزء الخامس أبتداء من ص 6 قال :
وهذا الجامع بخط قناطر السباع من درب الجماميز وهو مسجد شهير وجامع وحرم آمن واسع ولم أقف على أول من أنشأه ، وإنما فى نزهة الناظرين ان الأمير على باشا الوزير المتولي سنة ست وخمسين وتسعمائة أجرى مدة ولايته عدة عمائر من ضمنها أنه عمر مقام السيدة زينب رضى الله عنها بقناطر السباع عمارة عظيمة ، وفى رسالة الصبان فى أهل البيت ان الأمير عبد الرحمن كتخدا فى سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف جدد رحاب السيدة زينب رضى الله عنها ووسعه وبني بجوارها رحاب سيدي محمد العتر يس أخي سيدى إبراهيم الدسوقي وأنشأتها الساقية والحوض ، وفى تاريخ الجبرتي إن مشهد السيدة زينب رضى الله عنها عمره الأمير عبد الرحمن كتخدا القازدغلى فى جملة عمائر وذلك سنة أربع وسبعين ومائة وألف 0
هذا ما أستنتجناه من الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك
( وبهذا ) الشارع من جهة اليمين حارة واحدة وأربعة دروب وهى على هذا التىتيب حارة السيدة بداخلها جملة فروع جامع قديم بعرف بجامع تميم الرصافى وتجاهه سبيل يعرف بسبيل الست فطومة (1) وبضريح الشيخ الماوردى 2 ( ثم ) درب السناجرة ودرب شنيكة 3 ودرب القمح ودرب المذبح ( وأما ) جهة الدرب كان يعرف أولا بدرب البهلوان يسلك منه لبركة البغالة 4 وبهذا الشارع جامع قديم يعرف بجامع الزعفرانى من إنشاء الأمير يونس الطاهرى وجدده الأمير مصطفى أغا المعروف بوكيل القزلار فى سنة 1096 وانشأ بجواره صهريجا وحوضا وكتبا وشعائره مقامة وزاوية الحبيببى (5) جددها الشيخ الحبيبى شيخ الطريقة الحبيبة فى سنة 1224 ( قال) والعامة تزعم أنها زاوية عز الدين الدمياطى التى ذكرها المقريزى فى خططه ( قلت 9 هذا مخالف لما ذكره فى ترجمة زاوية الحبيبى حيث قال هى زاوية عز الدين الدمياطى التى ذكرها المقزيزى فى الخطط وغالب ظنى أنها كذلك ( قال ) وبهذا الشارع سبيل السلطان مصطفى أنشأه سنة 1172 وبه سبيل من وقف الحرمين .
والحبيبى دفين الزاوية المذكورة هو أحد الأولياء المشهورين بهذا الناحية يرفع نسبه الى السيد عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط من طريق جده السيد حبيب المنسوب اليه توفى سنة 1240 هـ ودفن بهذا الزاوية على أبيه السيد محمد مرشد وقد جددها فى سنة 1344هـ شيخ طائفتهم الشيخ أحمدد المهدى وعلى هذه المناسبة نذكر نبذة من ترجمة الشيخ بن عبد الله الكردى الشاذلى صاحب الضريح الموجود بشارع الكردى فنقول أنوالمذكور له تراجم فى كثير من طبقات الرجال كالكواكب (6) الدرية للمناوى وغيرهها وذكره الشهاب العجمى فى معجم شيوخه فى مشيخة شيخه نور الدين على بن عبد الرحمن(7) الأجهورى المالكى المتوفى سنة 1066هـ - وملخص ما عرفناه عنه أنه كان أحد المذكورين على الطريقة وعالما من العلماء المبرزين أخذ عن أبى الحسن سيدى على بن ميمون بن أبى (8) بكر الأدريسى الغمارى دفين قرية مجدل معوش (9) من بيروت وهى الآن من ولاية لبنان وكان قد هاجر إليها وبها توفى فى 16 جماد الثانية سنة 917هـ وقبره بها معروف إلى التاريخ وشيخه فى الطريق أحمد الشباسى (10) التونسى وهو من أصحاب احمد بن خلف الشابى القيروانى احد أصحاب الشيخ زروق رضى الله عنه جميعهم وكان سيدى يوسف المذكور من أكابر اصحاب سيدى على ميمون وكانت له مجالس وعظ بزاويته هذه .وقد أنشأها فى حياته وبها دفن بعد وفاته وله أصحاب أخذوا عنه وانتفعوا به من اجلهم سيدى محمد بن الترجمان الشركسى إمام وخطيب زاوية اسكندر باشا التى كانت بميدان باب الخلق سابقا وكان خليفته من بعده وتوفى سنة 1006هـ ودفن بتربة قايتباى بالصحراء وهو شيخ الأجهورى الذى ترجم له العجمى فى معجم شيوخه ومن غريب ما يحكى عن صاحب الترجمة أنه كان يقول فى حياته لبعض أصحابه : نحن نموت ونحى ، سنموت موتتين أو ثلاثا هذا معناه فلم يقطن أحد منهم الى هذه الاشارة وتأمل كيف تحققت بعد مضى أكثر من 400 سنة تقريبا فانه لما نقل ورأى ناقلوه أن الأرض لم تعد عليه ووجد جثمانه كما هو كشبه يوم مات أكبروا هذا واحتفلوا به احتفالا رسميا فى مشهد مهيب فسبحان المنعم عليهم بما يشاء ( وقد ) آثرا ذكره هنا لهذه المناسبة خاصة لتشوف أكثر أهل العلم إلى التعريف عنه وتراجع المصادر المذكورة لمناقب سيدى على بن ميمون تأليف احد اصحابه الشاميين وهو على بن عطية بن الحسن الملقل بعلوان الهيثمى الحموى الشافعى منه مخطوط بدار الكتب المصرية مجاميع 147 وانظروا ترجمته فى كبرى المناوى بدار الكتب أيضا ومعجم شيوخ العجمى بالمكتبة الكتانية بفاس وبمكتة السيد احمد الصديق نزيل القاهرة جالا