موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: فضل شهر شعبان وليلة النصف من شهر شعبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 14, 2016 12:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

فضل شهر شعبان وليلة النصف منه



الحمدلله الذى جعل فى إهلال الشهور ، وتجدد الأعوام تبصرة لذوى العقول والأفهام ، سبحانه تنزه عن مشابهة الحوادث فلا يتغير ولا يتحول ، يحكم ما يريد ولا يسئل عما يفعل ، أحمده قدر الأرزاق والقوات ، ورفع الناس بعضهم فوق بعض درجات ، واشكره جعل لكل شىء أجلا لا يتعداه ، وكتب لكل مخلوق رزقا لا يتخطاه ، وأتوب إليه واستغفره وأسأله أن يكتب لنا صكوك السعادات ؛ بتوفيقنا لأداء الطاعات ، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من عرف طريق الحق فسلكه ، واستمع القول فاتبع أحسن ما سمعه ؛ وايقن أن كلا ميسر لما خلق له ، واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المبعوث بأوضح السنن وأبينها ، وأعدل المناهج وأحسها ، وأقوم الديانات وآمنها ، صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الذين أحيوا السنن المتبعة ، وأماتوا الأهواء المبتدعة ، وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد – فيقول الله تبارك وتعالى وهو أصدق القائلين : ( وهو الذى جعل الليل والنهار خلفه لمن أراد ان يذكر أو اراد شكورا ) .
أيها المسلمون : ها هو ذا شهر شعبانن قد وافانا ، وكان من أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذا الشهر أن يصومه ، ففى البخارى عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت : لم يكن النبى صلى الله عليه وسلم يصوم شهر أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله وروى أبو داود من حديث أم سلمة : ( أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يصوم من السنة شهرا تاما إلا شعبان يصله برمضان ) وقد بين صلى الله عيه وسلم الحكمة فى صيامه لشعبان كله دون غيره من الشهور فى الحديث الذى أخرجه النسائى وأبو داود وصححه بن خزيمة ، عن اسامة بن زيد قال : قلت : يا رسول الله ، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ! قال : ( ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملى وأنا صائم ) وفيما روى عن عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله ، فقلت : يا رسول الله ، إن شهر شعبان لمن أحب الشهور إليك أن تصومه ، فقال : ( نعم يا عائشة ، إنه ليس من نفس تموت فى السنة إلا كتب أجلها فى شعبان فأحب أن يكب أجلى وأنا فى عبادة ربى والعمل الصالح ) . فالحكمة فى صيام النبى صلى الله عليه وسلم لشعبان كله أنه ميقات لرفع الأعمال ، وكتابة الاجال ، ومن الخير العظيم للعبد أن يرفع عمله ، ويكتب أجله وهو صائم فذلك من أقوى أسسباب رضوان الله عنه ، وقبوله لعلمه ، ومن الحكمة فى صيامه صلى الله عليه وسلم لشعبان أنه واقع بين شهرين عظيمين : الشهر الحرام ، وشهر الصام ، فيشتغل الناس بهما ، ويغفلون عن شعبان ، وفى صيام شعبان تمرين على صيام رمضان ، وتعويد للنفوس على تادية الواجب بيسر وشهولة لا بمشقة وكلفة ، ولذلك يسن فى هذا الشهر ان يقبل المسلمون على الطاعات ، وعلم الصالحات ، من الصيام ، وقراءة القرآن ، والإكثار من الصدقات ، لترتاض نفوسهم ، وتتأهب هممهم للقاء رمضان بقوة ونشاط ولذة واغتباط ، عن أنس رضى الله عنه قال : كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف فقرءوها ، وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان .
ومن فضل شهر شعبان المعظم أن صيانه أفضل من صيام الأشهر الحرم يدل على ذلك ما أخرجه الترمذى من حيث أننس : سئل النبى صلى الله عليه سلم : أى الصيام أفضل بعد رمضان ؟ قال : شعبان تعظيما لرمضان ، وفى الحديث إشارة إلى أن صيام شعبان يلتحق بصيام رمضان لقربه منه ، وتكون منزلة شعبان من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض فيلحق صيامه بصيام الفرض فى الفضل والثواب .
ومما ورد فى فضل شهر شعبان أيضا أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى هلال شعبان يقول : اللهم بارك لنا فى رجب وشعبان وبلغنا رمضان وكان يأمر مناديا يقول : ( شعبان شهرى ، فرحم الله من أعاننى على شهرى ) يعنى بالصوم ووالصلاة والصدقة ، وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رجب شهر الله ، وشعبان شهر ، ورمضان شهر أمتى ) .
وأما صيام يوم النسف من شعبان ، وحده فغير منهى عنه لأنه من جملة الأيام البيض التى ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صيامها من كل شهر ، وقد ورد الأمر بصيامه من شعبان بخصوصه ففى سنن ابن ماجة بإسناد ضعيف عن على بن أبى طالب عن النبى صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها ، وصوموا نهارها ، فإن الله تعالى ينزل فيها الغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول : ألا مستغفر فأغفر له ، ألا مسترزق فأرزقه ن ألا مبتلى فأعافيه ، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر .
وقد ورد فى فضل ليله النصف من شعبان أحاديث متعدده ضعفها أكثر المحدثين ، واستند بعض التابعين من أهل الشام إيها فعظموا الليلة ، وأجتهدوا فيها فى العيادة ، حتى أخذ الناس عنهم فضلها وتعظيمها ، وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز ونسبوه إلى الابتداع ، وقال أبو بكر بن العربى : ليس فى ليلة النصف من شعبان حديث يعول عليه ، لا فى فضلها ، ولا فى نسخ الآجال فيها .
والقائلون بفضلها اختلفوا فى صفة إحيائها ، ففريق يستحبون إجيائها جماعة فى المساجد ، وكان يلبسون فيها أحسن ثيابهم ، ويتبخرون ويكتحلون ، ويقومون ليلتهم فى المسجد ، وفريق يكره الاجتماع فيها فى المساجد للصلاة والوعظ والدعاء ، ولا يكره أن يحييها الإنسان وحده بقراءة القرآن ، أو بالصلاة ، أوبالذكر ، أو بالتسبيح ، أو بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فى جملة ما تيسر له إحياؤها من ليالى هذا الشهر العظيم لأن الرغبة فى فضائل الاعمال ، والإقبال عليها فى ككل الأوقات ، وفى عامة الفرص والماسبات ، شأن المؤمن الراغب فيما عند الله من الثواب ، الحريص على أن يستبدل بسيئاته حسنات ، والرأى الثانى هو الأقرب الذى يميل إليه النفس إن شاء الله تعالى .
فينبغى للمؤمن أن يتفرغ فى تلك الليلة للتوبة فإن الله تعالى يتوب فيها على من تاب ، ويطهر قلبه من الغل والبغى والحسد فلا يضمر لأحد من إخوانه سوءا ، أويقصد له إضرارا ، فإن أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه سلامة صدرة من الشحناء ، وامتلاء قلبه بحب الخير لإخوانه ، وإسداه النصح الخالص لجميع المسلمين ، عن عبد الله بن عمر قال : قيل يا رسول الله أى الناص أفضل ؟ قال : كل مخموم القلب صدوق اللسان ، قالوا : صدوق اللسنان ، نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال : هو التقى النقى الذى لا إثم فيه ، ولا بغى ، ولا غل ، ولا حسد ، وقال بعض السلف : أفضل الأعمال سلامة الصدور ، وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة .
وليكثر الإنسان فى هذه الليلة من ذكر الله الله تعالى ودعائه ، واستغفارة واستعفائه ، والدعاء مرغوب فيه ما دام العبد مستكملا لشروطه المطلوبة ، بأن يكون مبرأ من تبعات الخلق ، خاليا من التلبس بما حرمه الله تعالى ، متوجبها بجميع جوارحه إلى الله ، حاضر القلب عند دعاء مولاه ، فإنه تعالى لا يستجيب الدعاء من قلب غافل لاه .
وحضور القلب _ كما قالوا – مفتاح خزائن الرب ن وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يطيل الرجل السفر أشغث أغبر ، يمد يديه إلى السماء يقول / يارب ، يارب ، ومطعمه حرامم ،ومشربه حران ، وملبسه حرام ، وقد غذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك .
فليزم من يتوجهون إلى الله تعالى بالدعاء أن يلاحظوا هذه الشروط عند دعائهم ، ليكون ذلك أرجى للقبول ، واقرب لبلوغ المأمول .
وليكن الدعاء بالماثور المروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن السلف الصالح رضى الله عنهم ، ولنختر هنا طائفة من هذه الأدعية تكون زادا لمن أراد استجابة أمر الله تعالى فو قوله : ( أدعونى أستجب لكم ) وقوله عز شأنه : ( وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ، فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون )
(1) ربنا آتنا فى الدنيا حسن وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النا
(2) ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
(3) ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ، واعف عنا ، واغفر لنا ،وارحمنا ، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
(4) ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوها
(5) رب هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء
(6) ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئآتنا وتووفنامع الأبرار ، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد
(7) رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى ربنا وتقبل دعاء ، ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
(8) ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما
(9) ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما
(10) ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم
ومن أدعيته صلى الله عليه وسلم : اللهم إنى اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ( رواه مسلم عن ابن مسعود رضى الله عنه ) وروى أيضا عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول : اللهم أصلح لى دينى الذى هو عصمة امرى ، وأصلح لى دنياى التى فيها معاشى ، واصلح لى آخرتى التى إليها معادى ، وأجعل الحياة زيادة لى فى كل خير ، واجعل الموت راحة لى من كل شر .
وفى ( زاد المعاد ) إنه صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة أبنته عليها السلام : ما يمنعك أن تقولى غذا اصبحت ، وإذا أمسيت : ياحى يا قيوم بك أستغيث فاصلح لى شأنى كله ، ولا تكلنى إلى نفسة طرفة عين ، وأنه كان يقول غذا اصبح : اللهم إنى أسألك علما نافعا ، ورزقا طيبا ، وعملا متقبلا ، وأنه كان يعلم أصحابه إذا أصاب أحدهم هم أو حزن أن يقول اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ، وغذا أراد أحدهم أن يستغفر ربه أن يقول : اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، وأبوء لك بنعمتك على ، وابوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .
فاتقوا الله أيها المسلمون ، واجتنبو الذنوب التى تحرم العبد مغفرة مولاه الغفار ، فى مواسم الرحمة والتوبة والاستغفار ، وأكثروا فى هذه الأيام والليالى ، من الصيام والقيام وصالح الأعمال ، وأقبلوا على الذكر والدعاء وتلاوة القرآن ، لتعتادوا ذلك ويسهل عليك فى شهر رمضان ، وفقنا اللهوغياكم للعمل بما يحبه ويرضاه ، ولطف بنا وبكم فيما قدره وقضاه ، وجعلنا ممن استمع للنصح فوعاه ، وقام بحقوق ربه فى جميع ما استرعاه ، وربنا وسعت كل شىء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، ربنا وأدخلهو جنات عدن التى وعدتهم ومن صلخ من آبائهم وأوزوجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم ، وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفورالعظيم .
فى الصحيحين عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت : لم يكن النبى صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان ، فإنه كان يصوم شعبان كله ، وكان يقول : خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فضل شهر شعبان وليلة النصف من شهر شعبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 17, 2022 12:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45691
يرفع

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 24 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط