موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: العالم الشيخ عبد البر الفيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 17, 2019 2:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112


العالم الشيخ عبد البر الفيومي



هو عبد البر بن عبد القادر بن محمود بن أحمد بن زين الفيومي العوفي الحنفي، أحد أدباء الزمان الموفقين وفضلائه البارعين، كان كثير الفضل، جم الفائدة، شاعرًا مطبوعًا، مقتدرًا على الشعر، قريب المأخذ، سهل اللفظ، حسن الإبداع للمعاني، مخالطًا لكبار العلماء والأدباء، معدودًا من جملتهم، أخذ العلم بمصر عن الشيخ أحمد الوارشي الصديقي، والأدب عن الشيخ محمد الحموي، والقراءات عن الشيخ عبد الرحمن اليمني، وفارق وطنه فحج أولًا وأخذ بمكة عن ابن علان الصديقي، وكتب له إجازة مؤرَّخة بأواخر ذي الحجة سنة اثنين وأربعين وألف، ثم دخل دمشق وحلب في سنة ثمان وأربعين، وأخذ بحلب عن النجم الحلفاوي الأنصاري، ولزمه للقراءة عليه في شرح الدرر في الفقه مع حاشية الواني، وشرح ابن ملك على المنار مع حواشيه الثلاث لعزمي زاده، وقرأ كمال والرضا ابن الحنبلي الحلبي، وشرح الجامي مع حاشيته لعبد الغفور، ومختصر المعاني مع حاشيته للخطائي. ثم خرج إلى الروم فورد مورد العلَّامة أبي السعود الشعراني وقرأ عنده جامع الأصول للربيع اليمني، وهو في تحرير الأحاديث، وشرح الهمزية لابن حجر بتمامه، ونصف سيرة الخميس أو قريبًا منه، وجانبًا من فتاوى قاضي خان، وبعض فرائض السراجية، وكثيرًا من مباحث التفسير، وأجازه، ولزم الشهاب الخفاجي فقرأ عليه بعض شرح المفتاح للتفتازاني، وبعض شرح نفسه على الشفا، وكتب له خطه على هامش الكتابين.
ولما ولي قضاء مصر استصحبه معه إلى صلة رحمه، واستنابه بين بابي الفتح والنصر، وصيَّره معيدًا لدرسه في حاشيته على تفسير البيضاوي وفي شرح صحيح مسلم للنووي، وأخذ بالروم عن المولى يوسف بن أبي الفتح الدمشقي إمام السلطان، وولى من المناصب إفتاء الشافعية بالقدس مع المدرسة الصلاحية، ودخل دمشق وأقام بها في حجرة بجامع المرادية نحو سنتين، ولم يقدر على الدخول إلى القدس خوفًا من الشيخ عمر بن أبي اللطف مفتي الشافعية قِبلهم، ثم لما مات الشيخ عمر ترحل إليها، ومكث بها أيامًا، ولما لم ينل حظه من أهلها ترك الفتوى والتدريس ورأى المصلحة في الرجوع إلى الروم، فانتقل إليها وأقام بها مدة، ثم انتظم في سلك الموالي، فولي بعض مناصب، ومات وهو معزول. وله تآليف كثيرة حسنة الوضع، أشهرها كتاب «منتزه العيون والألباب في بعض المتأخرين من أهل الآداب»، جعله على طريقة الريحانة، إلا أنه رتبه على حروف المعجم، وجمع فيه بين شعراء الريحانة وشعراء المدائح الذي ألفه التقي الفارسكوري، وزاد من عنده بعض متقدمين وبعض عصريين، وهو مجموع لطيف، وفيه يقول الأديب يوسف البديعي:

كتاب ذي الفضل عبد البر منتزه الـ
ـعيون أحسن تأليف ومنتخب
حوى محاسن أقوام كلامهم
في النظم والنثر يلفي زبدة الأدب
رأي البديعي ما فيه فحقق أن
ما مثل رونقه في سائر الكتب



وله حاشية على شرح الهمزية لابن حجر صغيرة الحجم، وكتاب بلوغ الأدب والوسول بالتشرف بذكر نسب الرسول، وكتاب اللطائف المغنية في فضل الحرمين وما حولهما من الأماكن الشريفة، وكتاب حسن الصنيع في علم البديع، وله بديعية على حرف النون وشرحها، ومطلعها:

لما تذكرت سفح الخيف والبان
أهلَّ دمعي وروى روضة البان



وله رسالة في التوشيع سماها إرشاد المطيع، ورسالة سماها مشكاة الاستنارة في معنى حديث الاستخارة، ورسالة في القلم، وأخرى في السيف، وله شعر كثير غالبه مسبوك في قالب الإجادة وعليه رونق الانسجام والبلاغة، فمن ذلك قوله:

تبدَّى مليك الحسن في مجلس البسط
بقدٍّ كغصن البان أو ألف الخط
وأبدى على شرط المحبة حجة
مسلمة أحكامها قط ما تخطى
ومن شرطه في الخد قبلة عاشق
فكان مداد الحسن في ذلك الشرط
ومن لطائف شعره قوله في الغزل:
لي حبيب قد سالماه
عذبًا وطرفاه سالماه
فيا خليلاي عذر صب
جودا وإلا فسالماه
فالطرف هام من التجافي
طول الليالي قد سال ماه
وساكن القلب مذ رآه
يهيم بالوجد سال ما هو



الأول ساء بالهمز مقصور للشعر، ولمى أي للريق فاعل، وإساءته منعه لورَّاده، والثاني ماضٍ والألف للتثنية، والثالث أمر الاثنين، والرابع من الإسالة والماء قُصر للضرورة، والخامس من السؤال سُهِّلت الهمزة ضرورة، وما سؤال على سبيل تجاهل العارف.

وله قصيدة ميمية عارض بها ميمية شيخ الإسلام أبي السعود العمادي التي مطلعها:

أبعد سليمى مطلب مرام
وغير هواها لوعة وغرام
ومطلع قصيدته هو هذا:
أهيل النقى هل بالديار مقام؟
وهل حي سلمى مسكن ومقام؟



وهي طويلة تنيِّف على ثمانين بيتًا، وقد تضمنت حكمًا كثيرة، ولولا طولها لذكرتها كلها، وقد ختم كتابه المنتزه بها، ولم يذكر بعدها إلا تاريخ ابتداء إنشائه لهذا الكتاب، وهو يوم الخميس سادس عشر صفر سنة خمس وخمسين، وتاريخ الفراغ من تبييضه كله وهو يوم الأحد الحادي والعشرين من المحرم سنة ستين وألف، وكانت وفاته سنة إحدى وسبعين وألف بقسطنطينية.

( من أعلام العصر الحاضر - الفيوم )



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 16 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط