أنتقام الله سبحانه وتعالى من قتلة الإمام الحسين عليه السلام
ولقد أنتقم الله سبحانه وتعالى من قتلة الحسين شر انتقام وألبسهم سراويل الذل بعد العز ومثل بهم أسوأ المثلات بما اجترحوا من السيئات مصداق قوله وتعالى ( ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين أمنوا وعملوا الصالحات فى روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ) وقوله تعالى ( ام حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين أمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ) الآية – فكان يؤتى بهم إلى المختار بن أبى عبيد (1) فيوقفون بين يدية فيأمر بقتلهم أنواعا من القتالات بما يناسب ما فعلوا ( ذلك جزاء الظالمين ) فمنهم من أحرقه بالنار ومنهم من قطع أطرافه وتركه حتى مات ومنهم من رمى بالنبال ومنهم من قتل على مرأى من أهله وعشيرته ثم أحرقت رمته حتى عادت رمادا وذر بها فى الهواء ( وقتل ) اللعين الطريد ( شمر بن ذى الجوشن الأبرص ) (2) وألقى شلوه إلى الكلاب واجتز رأس الطاغية ابن مرجانة وأتى به إلى على زين العابدين بعد أن مثل به كما مثل برأس أبيه الحسين فلما رأى الرأس ابن سيد الشهداء بكى واسترجع واهتزت منه شعائر الحنان ( فأنعم ) بك يا ابن رسول الله إنك وابيك وجدك ( لعلى خلق عظيم ) وقد ترى المختار أن ما أجراه الحق على يديه مما نزع إليه من القيام للأخذ بثأر الحسين لايف عشر معشار ما اجترحته تلك الفئة الباغية – فكان يقول والله لو قتلت به ثلاثة أرباعهم ما وفوا بأنملة من أنامل الحسين *
-----------------------------------------------------------------------------
( 1 ) المختار بن أبى عبيد : هو الثقفى ولد فى الطائف فى السنة الأولى من الهجرة وابوه قائد المسلمين بمعركة الجشر وفى البداية والنهاية لأبن كثير ك الجزء اثامن أسلم أبوه فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم ولم يراه وذكره بن الأثير فى الغابة
( 2) شمر بن ذى الجوشن الأبرص : هو من قبييللة بنى كلاب ومن رؤساء هوزان وهو الذى قتل الحسين بن على عليهم السلام