اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6137
|
#أدلة_الصوفية_فى_ المسائل_الخلافية
صاحب الوقت
إذا وجد أكثر من قطب أو نوع من أنواع الأقطاب فمَنْ منهم يكون المقدَّم ؟ كحالة وجود أبى بكر وعمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم أجمعين ، بل قد يوجد أكثر من نبى فى وقت واحد ، فمَنْ منهم يكون هو الأبرز ، مثل سيدنا إبراهيم ومعه لوط ، وإسماعيل وإسحق ، والجواب أن سيدنا إبراهيم كان هو قائدهم وإمامهم ، وعكس هذه الحالة ما آل إليه الحال بين سيدنا يعقوب وابنه سيدنا يوسف , (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) (يوسف 4) وسيدنا يوسف له السماء الثالثة كما فى أحاديث المعراج ، وأقل وضوحاً فى هذه الحالة سيدنا زكريا وسيدنا يحى.
ومما يستدل به على ما نقصده هو ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم "والذى نفسى بيده لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعى " ، أى أنه لو كان موسى موجودا أمام الناس بجسده وفى فترة نبوته لوجب عليه اتباعى .
انظر إلى علم هرقل ، فقد قال الواقدى فى فتوح الشام (1/287) : " حدثنى سهل بن برقان رضي الله عنه عن السائب بن حازم عن الحكم بن مازن قال : لما وقف ضرار والصحابة بين يدى هرقل خاطبهم من غير ترجمان وأراد الملك أن يسمع بطارقته وحجابه بما كان يحدثهم به حين بعث النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وذلك أنه جمعهم إليه لما بلغه أن النبى قد ظهر وقال : هذا هو النبى المبعوث الذى بشر به عيسى ابن مريم وهو " صاحب الوقت " ولا بد لدينه أن يظهر حتى يملأ المشرق والمغرب ".
فصاحب الوقت : هو الذى جاء وقت حكمه الآن ، وكأنه هو الذى سوف يؤذن فى الدنيا بتوحيد الله عز وجل ، (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (الحج 27) .
وقد كان سيدنا إبراهيم رسولاً نبياً غوثاً صاحب الوقت ولياً ..وهكذا ، إطلاق لفظ " صاحب الوقت " له عدة أحوال ، غالبا ما يطلق لفظ " صاحب الوقت " على القطب الذى يخرج فى زمن فتن واشتباه أمور ، حين لا يدرى الناس ماذا يحدث فى الدنيا ، وأكثر ما يكون صاحب الوقت من الملامتية ، وهم قوم تعتبر الرجولة هى طريقهم إلى الله أكثر من التعبدات الأخرى ، وهذا الكتاب ليس معنيا بشرح هذه الجزئيات.
يتبع بمشيئة الله تعالى
|
|