موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: بمناسبة الأحتفال الرجبى بمولد سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 09, 2020 1:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112





- من السلالة الطاهرة ( شيخ العرب ) أحمد البدوى الذى ينتسب إلى الإمام جعفر الصادق رضى الله عنه ، ونسبه كما هو وارد فى كتاب ( حياة السيد البدوى ) للسيد احمد طعيمة ما يلى :

- هو السيد احمد بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبى بكر ابن اسماعيل بن عمر بن على بن عثمان بن حسين بن محمد بن موسى بن يحيى بن عيسى بن على بن محمد بن حسن بن جعفر ابن على بن محمد بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر رضى الله تعالى عنهما جميعا

- انتقلت أسرته إلى المغرب منذ عهد الحجاج الذى أكثر من قتل الشرفاء كما يقول الشعرانى ، وانتقل به أبوه من المغرب الى مكة المشرفة أعزها الله تعالى وعممره سبع سنوات وكان ذلك فى سنة ثلاث وستمائة وعلى ذلك فيكون مولده حوال ىسنة ست وتسعين وهمسمائة

- ثم توفى والده سنة سبع وعشرين وستمائه ودفن بباب المعلاة

- حفظ القرآن الكريم صغيرا وتعلم الفروسية وأجادها حتى يحكى أخوه عنه أنه لم يكن فى مكة أشجع منه وأطلقوا عليه لقب العطاب لذلك

- أعترته حالة شغلته وصرفته عن غيره ، فأقبل على العبادة وشغل بتعاليم زعيمين من زعماء الصوفية هما سيد أحمد البدوى قدس الله سره وسيدى عبد القادر الجيلانى قدس الله سره ورضى الله تعالى عنهم ، وكان يقيمان بالعراق فرحل اليهما وكان بصحبته اخوه ، وأقام الأخوان أياما بقرية ( أم عبيدة ) بالعراق مقر سيدى أحمد الرفاعى رضى الله عنه ، ثم عاد معا الى الحجاز فى سنة خمس وثلاثين وستمائة

- وقد اثؤت هذه الرحلة فيه تأثييرا شديدا فقد ازدادت حالة الوله التى كانت تعتريه وعظم ميله الى العبادة والزهد فاتجه تفكيره الى الارتحال الى جهة أخرى ما ختار مصر لأنه ( رأى ان مصر كنانة الله فى أرضه خيرا مستقر له لآنه كان قد مر بها فى صباه واتخذ له فيها رفاقا كان له معهم شأن أى شأن

- وكانت رحلته الى مصر نتيجة رؤيا كان قد رآها فى منامه ثلاث مرات ، وكان يؤمر فى أثنائها بالتوده الى طندتا ( طنطا ) لآنه سيربى هناك رجالا وابطالا

- وكان لهذه الرؤيا قيمة تاريخية لانه على أثرها سافر الى مصر وكانت شهرته قد سبقته الى هناك ، وكان رحيله اليها فى أيام الملك العادل ابن الكامل الأيوبى اذى عزل سنة سبع وثلاثين وستمائة وتولى بهده اخوه الملك الصالح نججم الدين أيوب بن الكامل

- عاش البدوى في مصر ( طنطا ) سنين متوالية وكان الوله قد زاد عليه فلزم السطح وكان يديم النظر الى السماء حتى تحمر عيناه وتصبحا كالجمرتين وكان يلزم الصمت الطويل فى بعض الأحيان وكان يمتنع عن الطعام والشراب أياما طويلة متواصلة

- وذع صيته فى طنطا فقصده كثر من الناس ومن بينهم العلماء الأجلاء والمشايخ كما اكرمه الحكام ومن بينهم الظاهر بيبرس الذى يحكى عنه انه كان يقبل قديمه ويسير الوفود لزيارته

- ولم يعزل البدوى نفسه فى اثناء مقامة بطنطا عن الأحداث الهامى الجارية حوله فىالبلاد فقد اشترك هو واتباعه فى المعارك الدائرة قرب المنصورة بين المصريين والفرنسيين تلك المعارك التى تم فيها أسر قائد الفرنسيين وملكهم لويس التاسع وهزم فيها الصلبييون شر هزيمة وقد مات نجم الدين فى أثناء المعركة وتولت زوجته شجرة الدر قيادة المعركة بنجاح

- ولم يكن البدوى وحده من الصوفية فى المعركة فقد حدث الرواة ان الشاذلى رضى االله عنه وكان معاصرا للبدوى لم يمنعه كف بصره عن الاشتراك فى الجهاد كما اشترك غيره فيه كالعز بن عبد السلام وسيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله عنه

- ويعد سيدى أحمد البدوى شيخا لطريقة كبيرة من الطرق الصوفية لها اتجاهات وسلوكيات رائعة هى الطريقة الأحمدية كما أن له مؤلفات علمية وصوفية يتصل بعضها بالفقه الشافعى
- كما أنه كان عالما عاملا فأصبح من الأقطاب الأربعة

- لم يعقب سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه زاهدا ورعا له اجيالا اهتدت بهديه وسارت على نهجه وكان أبر المريدين له ( سيدى عب العال ) المدفون بجواره وهو الذى تولى أمر طريقته بعده وهو مصرى من قرية ( فيشا المنارة ) المجاورة لطنطا رضى الله عنه

- وقد عاش سيدى احمد البدوى حياته للناس ولمريديه لم يفطر فى نفسه ولذلك اكتسب شعبية نادرة لا يطاد يظفر بها أحد وكان على اتصال وثيق ببارئه غلبت عليه حالة الودود والولة والعبادة حتى حانت وفاته رضى الله عنه فى يوم الثلاثاء الثانى عشر من ربيع الأول سنة خمسة وسبعين وستمائه ودفن فى المكان الذى كان يقيم ويتعبد فيه والذى أصبح مسجدا ومزارا للناس يأتونه له من فجا عميق

- وكان فى وجوده فى طنكا بركة عليها فقد اشتهرت فى الآفاق وعظم شأنها وفى كل عام تغطى عدة مرات بالزائرين لمولد سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه الذى يقام فيها فلا يطاد يوجد موضع لقدم انسان ويعود الناس من هذه الزيارة وقد امتلأت صدورهم رحمة ، وقلوبهم أنسا ونفوسهم ايمانا وأرواحهم لذة رضى الله تعالى عنه


يتبع بعد ذلك لقول النسابة حسن قاسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال الرجبى بمولد سيدى أحمد البدوى رضى الله
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 10, 2020 1:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112



ما ذكره النسابة حسن قاسم


بيان للناس عن حفيفة السيد البدوى لحسن قاسم بيان للناس عن حفيفة السيد البدوى لحسن قاسم

تحت هذا العنوان كتب الشريف النسابة حسن محمد قاسم محرر التاريخ بمجلة هدى الإسلام فى 24-6-1935م




وعالم السنة فى عصرة كما وصفه علماء المغرب الأقصى وصاحب موسوعة أخبار الزينبيات رحمه الله وووسع قبره وجعله الله فى مقعد صدق عند مليك مقتدر ومتعنا الله بأنفاسه الطاهرة وحشرنا وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يا رب العالمين فقد أفاض علينا تحت هذا العنوان بقكره النير الواسع مقالا جليل ذكر فيه مولده وسبب نزوله مصر وكل ما يتعلق به مناحى ومولده وحياته

أولا :

هو أبو الفتيان الملثم الشريف العلوى ابن على بن إبراهيم بن محمد بن أى بكر بن إسماعيل بن عمر إبن على بن عثمان بن حسين بن محمد بن يحيى بن عيسى بن على الهادى بن محمد الجواد بن حسن العسكرى بن جعفر بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم بن الإمام على بن أبى طالب بن عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يلتقى معه صلى الله عليه وسلم فى جده الأقرب عبد المطلب بن هاشم

نسب كأن عليه من شمس الضحـى
نورا ومن فلق الصبـــــاح عمـــــــودا



ثانيا

إن السيد أحمد البدوى قد تساءل الكثير من الناس ، ودأبوا على الوقوف على قبس ممن حقيقة آثاره ، فلم يهتدوا إلى كبير فائدة ،ونحن نقرهم على هذا ، وذلك لأسباب منها :

أن المصادر التى أستعرضت لنا تراث هذا الولى الصالح قد يكون فيه من المغالطة والمغالاة فى كثير من الحقائق مالا يستهان به ، فهى تكاد تكون غير موثوق بها أو شبه ذلك وكنت منذ عهد قريب لا أعرف عنه إلا ما هو مدون فى تلك المصادر وقد كان فى نفسى منها شئ بل اشياء ، فلما دفعنى التشوق إلى كشف تلك الحقيققة المجهولة وفقت إلى تناول مصادر قد يكون بعضها ثابتا وبعضها غير ثابت ، فألقيت فى الثابت منها ما حفزنى لأن أنبذ غيره ، وأحمل للسائلين بعضى ما وصل إليه علمى فى هذه العجالة

فى مكة أم القرى بلد الله الحرام ، وفى حى من أحيائها يدعى زقاق درب الحجر ( كان حى معروف بهذا الإسم ، وقى موضع منه كانت دار أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد وفيه ولدت ابنة سيد الوجود مولاتنا فاطمة الزهراء رضى الله تعالى عنهم جميعا ) فكانت تسكن أسرة عريقة فى النسب ، انحدرت من نسل الإمام أبى عبد الله الحسين عليه السلام من أشراف الحجاز وكانت تعيش فى رفة من العيش ، ثم غالب أفرادها بسمات التقديس والبركة ، ففى عام 596هـ (1199م) زيد لعميد

هذه الأسرة المدعو السيد على بن إبراهيم الشريف طفل فسماه أحمد وأمه من أكابر الناس وأهل الحسب فاطمة بنت محمد بن أحمد بن عبد الله بن مدين بن شعيب أم السيد ، فنشأ فى أحضان أبويهاللذين اعتنيا به عناية كبرى لتفرسهما فيه ضروبا من النجابة والذكاء ، فبعد أن شب أدخله أبويه المكتب لتحفيظ القرآن وتعليمه العربية ، فنال منهما سهما موفورا حتى إذا أهل لما هو أكبر من ذلك اخذه والده وأدخله الحرم المكى ، فكان يرتاد لسماع ما يلقى فيه من الدروس ، وقد شغف بعلم الفقه على مذهب الشافعى فعانى طلبه حتى حصل منه على ثروة مكنته من القيام بأعباء وظيفة العبودية الحقة بمعناها ، وكان يعنى بمذاكرة كتاب ( التنبيه للشيرازى ) ولما بلغ العقد الرابع من عمره نزعت نفسه إلى زيارة علماء العراق وأوليائها ، فخرجمن مكة هو وأخوه السيد حسن فى عام 634هـ فزار كلاهما المواضع المقدسة ، وقد كان لهذه الزيارة أثر كبير فى نفس السيد أحمد ، فتاقت نفسه إلى الانحباس عن الناس والبعد عن الدنيا والزهد فيها والترغيب عنها ، والا كتفاء بالانقطاع إلى عبادة الله تعالى فطلب من أخيه السيد حسن السفر إلى مصر فحاول أن يمنعه عن السفر إلا إلى مكة موطن أبائه فلم يفلح ، فقدماها فى عهد الظاهر بيبرس البندقدارى فى أواخر ذى القعدة ، ونزل بمدرسة محمود ين الترجمان برحبة باب العيد ( جامع مرزوق اليمانى بالجمالية بالقاهرة ) ثم ما لبث أن سافر إلى طندتا ( وهى الآن مدينة طنطا وكانت قبل الإسلام أسقفية ذات مركز سام يحكمها أسقف خارج عن سلطة البطريركية وكانت فى صدر الإسلام كحكمدارية لمدينة الغربية ، بها دار الحاكم العام وعساكره ، وكانت آهلة بالسكان وبها عدة أسواق وجوامع أشهرها جامع البوصة ثم جامع المرزوقى حفيد السيد مرزوق الحسنى دفين كفافة بالحجاز ) وبعد أن سافر إلى طنطا أفضى السيد أحمد إلى أخيه رغبته فى السكنى بتلك القرية فرغبه عنها ولما لم يفلح تركه وقفل راجعا إلى مكة أعزها الله فنزل السيد أحمد فى بادئ أمره بالجامع العمرى ( وكان يعرف فى ذلك العهد بجامع البوصة أنشئ فى صدر الإسلام ثم جدد أيام عبد الملك بن مروان بأمر عامله على مصر ، وهو الآن يعرف بجامع البهى إذ دفن فيه العالم الكبير السيد محمد البهى المرشدى العمرى الشيرازى الآصل فى سنة 1253هـ)

ثم أستنزله شيخ القرية بداره فلم يختر إلا سطحها ن فأقم بها منعزلا معتكفا بعيد عن الناس ، وقد كان لهذا أثر كبير فى نفسه إلى جانب ما يأثرت به من تلك الزيارة ، فتهذبت نفسه تهذيبا سرى من عوالم حسه الى عوالم معناه ، فأخذ فى مجراه حتى أخذ عنها تماما ، وقد صفت روحه وتجلت بكل ضروب الفضائل : بل حتى تلونت حياته بآخرألوانها وأروعها وقد صور مارجموه تلك الحياة بصور شتى ، منها أنه كان يرفع عينيه صوب الشمس حتى تحمر احمرارا قد يفضى بها الى لرمد أحيانا – وكان تارة يطيل صمته ، وتارة يتصل صراخه ، وربما كان يقضى الكثير من أيامه طاويا ، ولما كان قد اعتاد المكث فوق سطح الدار التى بها ، كان كثير ممن شغفوا به يرتادون ذلك السطح ، فيلازمون المكث به ليل ونهار ، فعدوا من اصحابه وسموا بالسطوحية ، ولكثير منهم أضرحة يزار بعضها فى مصر وقراها ، وقد عنى الشعرانى فى طبقاته الوسطى ، وتبعه المناوى فى الطبقات بتراجم الكثير منهم ، وما برح أمره كذلك حتى التحق به كثير من الناس ، وكان من بينهم فتى راسخ النسب من قرية تدعى ( جمجمون ) مركز دسوق ، قد انحدر من أسرة أنصارية يدعى ( عبد العال أو عبد المتعال ) ابن محمد شمس الدين ، فلازمة ملازمة المملوك لمالكه ، وقد شعر بأنه التجأ إلى ملجأ حصين ، وتدرع بدرع قوى متين ، فما برح فى خدمته طيلة حياته ، وبعد أن قضى نحبه واختاره الله للقائه فى 12 ربيع الأول سنة 675 هـ ( 24 أغسطس سنة 1276م ) دفنه فى زاوية كان قد قد اقامها له ( كخلوة ) ونقله من السطح اليها ، وظل على عهدة الأول لمدة ثلاثين عاما أو نحوها – قام فى خلالها بإنشأ طريقة سماها الطريقة الأحمدية نسبة لشيخه ، ونصب نفسه خليفة طيلة حياته ، وبعد وفاته توارث الخلافة بنوه إلى وقتنا هذا ، والف صلوات واحزابا تلقاها فيما يقال عن شيخه تلقيا روحيا ن وقد شرحها غير واحد ( كالسيد عبد الرحمن (العيدروس ) دفين المشهد الزينبى بالقاهرة ، وحسن الشهدى ، ومحمد بن أحمد البهى المرشدى العمرى الشيرازى الأصل دفين جامع البوصة ( بطنديا ) وغيرهم *وبعد هذا العهد تكونت الطريقة الأحمدية ، ورغب فيها من أثرت فيه دعوة القائمين بها حتى راج أمرها وامتد نفوذها وكثرت سعابها وساعدها على ذلك الامتداد والنفوذ مكانة من تنسب اليه عند الناس واحتفاؤهم بموالده الثلاث التى يقيمونها له فى كل عام – وقد كانت هذه الموالد فى بادئ أمرها قاصرة على المولد الكبيرر من عهد عبد العال ، فأضيف اليه ((المولد الرجبى )) من مخترعات الشيخ خليل بن أحمد الرجبى الشاذلى أحد المذكورين على هذه الطريقة ومولد آخر اخترعه الشيخ محمد حسن الشرنبلالى الأحمدى مؤلف ( الدرر الحسان فى نسب أبى الفتيان ) هذه كلمة إجمالية عن السيد أحمد البدوى ذلكم الرجل الصالح والولى المشهور رضى الله عنه ، وقد نتلمس منها حقائق ثابتة عن جياة السيد أحمد البدوى ، أما ما شاع وذاع وملأ البقاع والأصقاع من تلك الأساطير التى أملتها عوالم الخيال على من تأثرت أرواحهم بذلك التأثير الموهوم ، الأمر الذى قد يكون منفذا لأن يقال فيه مالا يليق بمكانته وبروزه فى مناحى متعددة من العلم والمعرفة

أما إنها وايم الحق لأوهام لا طائل تحتها ، لا تقرها الحقائق الثابتة ، ولا تستسيغها العقول بينما قرائن الأحوال قد دحضتها *

وقد بقيت لنا كلمة قد تلقى قبسا من نور الحقيقة الناصعة على حياة ذلكم الولى الكبير – وقد يكون لها من الأهمية مكان تمس الحاجة اليه – وهذا كلمة جامعة عن حقيقة ( السيد أحمد البدوى ) المدفون بطندتا رضى الله تعالى عنه ، وبقى لنا أن نذكر هنا أمورا قد تكون لها من الأهمية مكانة عظمى

أولا :

ما يذكر عنه من أنه ولد بزقاق الحجر بطالعة فاس ،وأن أجداده انتقلوا اليها من مكة فى القرن الأول الهجرى فى أيام الحجاج بن يوسف الثقفى ، واستوطنوها إلى أن خرج آباؤه منها إلى العراق ، ثم إلى مصر ، فإنه لا يصح الإقرار عليه بحال من الأحوال ، ويكفى الباحث الرجوع إلى تواريخ المغرب التى الفت فى كل عصر من عصوره * كجذوة الاقتباس فيمن حل من العلماء والغرباء بفاس ، وسلوه الأنفاس فيمن قبر من العلماء والصلحاء بفاس ، والإشراف على من بفاس من الأشراف وأنساب القادرى والفضيلى ، إلى تواريخ مدينة فاس التى بنيت فى أواخر القرن الثانى الهجرى وبانيها هو المولى ادريس الأزهرالمتوفى بها فى سنة 213هـ ومن الغريب أننا نجد فى الأمة المغربية من العناية بالواريخ والأنساب ما لا نجده فى أية أمة أخرى فقد بلغت عنايتهم بكل ما يتعلق بشئون بلادهم على اختلاف مناحيها مبلغا عظيما ولقد وصل إلى أيدينا عدة تواليف عنى مؤلفوها بحصر جميع بيوتات المغرب على تعدد طوائفها وتشعبها : فالعباسيون السلميون والأنصار والفهريون وغيرهم من البطون القرشية التى دخلت المغرب فى عهد عقبة بن نافع وموسى بن نصير ، والتى استدخلها عمر بن عبد العزيز لتعميم نشر الثقافة الإسلامية فى ربوع المغرب ، وأفردت لها تواليف تجل عن الحصر وقد عنى الفضيل بذكر أشهر تلك البيوت فى آخر الدرر البهية ، كما عنى صديقنا الفاضل السيد عبد الحفيظ الفاسى به كذلك ، ولقد أغنانا عن الرجوع إلى ما ألف فى هذا المعنى فى مؤلفه أشهر مشاهير عائلات المغرب بل قد نجد فى كثير من تواريخ المغرب تحقيقات دقيقة ثابتة يمن دخل المغرب من الأشراف : كالشرفاء العراقيين بنى نفيس والشرفاء العلوية ملوك المغرب والقادرية وغسرهم من تلك البيتوت الرفيعة التى دخل سلفها لحاجة فى نفس يعقوب ، وكان من أمرهم ما كان فاذا تبين ذلك فبأى وجه نطيق ما جاء فى تلك المصارد على ما جاء فيما كتب عن السيد أحمد البدوى فى تلك المؤلفات المتناولة كالجواهر مؤلف الشيخ عبد الصمد ذلك الرجل الذى نجهل حقيقته تماما *

ثانيا :

ينسب على السيد أحمد البدوى مؤلف فى فقه الشافعية وهو عبارة عن شرح لمنن أبى شجاع طبع فى مصر فى جزءين بهذه النسبة بالمطبعة الحجرية ، ويوجد منه نسخة خطية بمكتبة صديقنا الأستاذ الشيخ زكى البنهاوى يقول : إنها مؤرخة فى سنة 639هـ أى فى القرن الذى كان يعيش فيه البدوى فى مدينة طنديا على سطح الدار بالحالة التى شخصناها آنفا * والذى يمكننا أن نقوله فى هذا المؤلف أنه لتقى الدين أبى بكر محمد بن عبد المؤمن بن حريز الحصنى الحسينى الدمشقى المتوفى سنة 829هـ

-ويؤيد مقابلة الأستاذ له بالنسخة الخطية والذى لا نشك فيه إما أن يكون التاريخ خطأ أو يكون مؤلف آخر مسبوق على كفاية الأخبار وتحدثنا المصادر أن مفتى مصر وشيخ شافعيتها فى القرن السابع الهجرى عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمى المقدسى الملقب بسلطان العلماء له مؤلف فى فقه الشافعية سماه غاية الاختصار أو الغاية فى اختصار النهاية 0 اختصر فيه المؤلف الموسوم النهاية لإمام الحرمين الجوينى – وقد يتمكن الباحث من الرجوع إلى هذا المؤلف بمعارضة نسخة دار الكتب المخطوطة بخط مؤلفها المذكور فى خمسة مجلدات ويوجد منها الحزء الأول من نسخة أخرى ، واستخلاصا لا يمكننا بحال من الأحوال أن نقر ما ينسب الى السد أحمد البدوى من التواليف وقد علمنا من المصادر الصحيحة أن الأحزاب والصلوات الحمدية ليست له بل هى من إنشاء خليفته عبد العال وقد لا يستغرب ذلك ، فهذا حجة الإسلام الغزالى قد ضاقت الأرض ذرعا بما نسب اليه من المؤلفات وهذا أبو العباس أحمد بن عمر الأنصارى المرسى قد عد هو وشيخه الشاذلى فى مصاف المؤلفين ، وعندى لهما مخطوطان : الأول فى مناسك الحج والثانى فى التصوف وهل التواريخ الثابتة أو غيرها نقلت لنا صورا صحيحة عن ذلك ، الجواب لا ، كما ينسب مثل ذلك للسيد إبراهيم الدسوقى وللشيخ الأكبر محى الدين وللعز بن عبد السلام ولنظائرهم كثير*

ثالثا :

ما يبلغنا عن بعض شيوخ المؤرخين من أن السيد أحمد البدوى لا حقييقة لوجوده الخ ما يزعمون فتلك مجازفة لا يمكن أن يقام عليها دليل *

ذلك لأن الكثير من علماء الأمة وشيوخ المؤرخين فى كل عصر قد تصدوا لاستقصاء آثار السيد أحمد البدوى قدماء ومحدثين ، كتقى الدين احمد بن عبد القادر المقريزى كبير طبوغرافى مصر وشيخ مؤرخيها فى عصره ترجمة فى تاريخه المقفى ودرر العقود الفريدة والشيخ عبد العزيز بن احمد الديرينى ذكره فى بعض تواليفه والشيخ سراج الدين ابن الملثن فى طبقات الصوفية والمحب الطبرى شيخ الشافعية بمكة أعزها الله فى شكف النقاب والشيخ جمال الدين الموصلى فى الأرشاد والتعليم فى بيان الاعتقاد والتسليم والشيخ زيم العابدين فى طبقات الصوفية والشيخ ابو السعود الواسطى فى جلاء الصدا وسراج الدين موسى بن عبد الله الحنبلى فى فتاويه والشيخ محمد الحنفى فى طبقات الصوفية وابن دقيق العيد فى معجم شيوخه والشعرانى فى طبقاته الكبرى والوسطى والمناوى فى الكواكب الدرية وإرغام أولياء الشيطان بمناقب أولياء الرحمن ومحمد بن حسن الصوفى المدعو بابن العجيمى فى خبايا الزوايا والحافظ السخاوى فى طبقات الصوفية والصيادى فى قلادة النحر وسلاسل القوم والروض البشام والمخزومى * فى صحاح الأخبار وحسن بن حسين القادرى فى منة الوهاب واحمد الشناوى فى الفيوضات الربانية والسيد مرتضى فى العقد المكلل ومشجر بنى الحسين وابن عقيلة المكى فى عقد الجواهر والعدوى فى مشارق ا\لانوار والنفحات الشاذلية وسيد مؤمن فى نور الأبصار ومحمد حسن ظافر فى التحفة العلية وعبد القادر بن على الفاسى فى فهرسته واحمد بن يوسف الفاسى فى أسانيد طرق الصوفية واحمد القشاشى فى سمط المجيد والصلاح خليل بن أبيك الصفدى فى الوافى وشهاب الدين الرملى فى الفتاوى الدمرداشية والحافظ السيوطى فى حسن المحاضرة وصالح الخلواتى فى مناقب أولياء مصر واسماعيل الحميرى اليمنى فى أنسابه ويوسف بن اسماعيل النبهانى فى جامع الكرامات وعلى باشا مبارك فى الخطط وأمين فكرى فى جغرافية مصر *

وأفراده بالترجمة : الحافظ احمد بن حجر العسقلانى واحمد بن محمد المقدسى ونور الدين على الحلبى مؤلف السيرة الحلبية والحافظ جلال الدين السيوطى ومحمد بن الحسن الشرنبلالى ويونس بن عبد الله الصوفى المدعو أزيك ومحمد بن عبدالله بن بطالة الفيشى وعبد الصمد بن عبدالله الأحمدى وحسن رشيد المشهدى الخفاجى والإمام سراج الدين البلقينى واحمد بن عثمان الشرنوبى ومحمد بن حسن العجلونى وعبد القادر الدنوشرى وشهاب الدين احمد العلقمى ومحمد شمس الدين البكرى وعبد الرحمن بن مصطفى العيدروس والمستشرق ك فولرز وغالب هذه المصادر منها المخطوط والكمطبوع محفوظ بالكتبخانة المصرية وبعض مكتبات مصر والمغرب والشام الخصوزصية ومكتبات برلين وجوتا وباريس والمتحف البريطانى وحيث ذكرنا ذلك فلنختم بحثنا هذا بكلمتين

- الأولى عن نسبه والثانية كلمة أوجهها إلى مشايخ طرق هذا العصر الذين كثر عددهم واربى على العد

- أما نسبه فهو ينتسب إلى الإمام أبى عبد الله الحسين عليه السلام وقد يعد نسبه فى مصاف الأنساب التى لاقت نجاحا كبيرا غير إن هناك شيئا بل أشياء يجدر بنا ان نشير إليها

- أما كلمتى إلى مشايخ طرق هذا العصر فها أنذا أقولها بعد أناة وأختبار – كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدون فى العمل الصالح ما استطاعوا ويزهدون فى الدنيا زهدا من لا يتناول منها إلا حلالا طيبا وزهد من لا تلهيه تجارة ولا بيع عن ذكر الله وزهد من يعاف أن تكون يده هى السلفى ويد غيره هى العليا وهم فى هذه السبيل يتسابقون ويتفاضلون وحسبك ما فى سيرهم من عظات وعبر تستضيئ الأمة بنورها هكذا كانت أعمالا مشروعة خالصة واقوالهم أقوالا رشيدة واضحة فسادوا بذلك على العالم علما وسياسة وأدبا فهل نحن الآن على ضوء هديهم
؟
- ليست هذه الغاية بعيدة المنال وما بيننا وبينها إلا أن نحسن العمل ونخلص الضمائر ونحاسب أنفسنا وتقلب أنظارنا فى كل ناحية من مزاحى حياة أسلافنا نبتغى بذلك الإصلاح والتقويم يقوقون فى المثل السائر الطبع سراق فاذا نحن لم ندرأ هذا الخطر المحدق بنا من جراء عدم انتباهنا ، لرأينا الدهر باسطا علينا كلكلة كالحجارة أو أشد قسوة ويعلم كل فرد أن الدين الإسلامى دين ما جاء إلا لينظم شؤون الحياة ويرشد إلى سبيل السعادة وهو الدين الذى عنى بتصفية النفوس وقد رسم للعمل فى هذا السبيل خططا من انحراف عنها أو تجاوز حدها كان على شفا حفرة أو أقرب

- ومن أهم الخطط التى رسمها لنا الإسلام ( التفقه فى الدين الإسلامى ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسللم يقول ( من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين )

- هذا بيان للناس نقل من مقال النسابة حسن قاسم عالم السنة فى عصره ونلاحظ أن هذا المقال القيم يصلح لهذا الزمن نظرا لما رأيتة على ( النت ) من سباب ومن تلفيق وطعن فى وتشويه لصورة السيد أحمد البدوى رضة الله تعالى عنه فلا يسعنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل ما يشوه صورة الأولياء والصالحين وأنظر إلى نسبه الشريف وقل هذا بيان للناس رضى الله تعالى عنه وعن أصحابه وقد قمت يوم أمس بزيارة لمسجده وبعد قرأة الفاتحة وصليت ركعتى تحية المسجد تقابلت مع علمائه وبسؤال الشيخ كمال غازى شيخ المسجد الأحمدى على ما نسب إلى الحجر المذعوم بأنه قدم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأننى قرأت ما قرأت فى كتاب الآثار النبوية لآحمد باشا تيمور وغيرهم من الكتاب الأجلاء الذين أنكروا وجود طبع القدم الشريف قال : إن هذا الحجر قدم من إسطنبول وإنه آثر متداول أتى مع شعرة من زقن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسللم وتداول هذا الآثر حتى يومنا هذا وقد قمت بزيارة الحجرة النبوية وحملت الصنوق الزجاجى وبه شعرة من الذقن الشريفة صلى الله عليه وسلم كما رأيت سبحة وبها تسعمائة وتسعة وستعون حبة طولها عشرة أمتار ومدوع عليها أسماء الله الحسنى والعصا الخاصة به ومشطرين صغيرين من العاج والعمامة مصنوعة من الخوص الأحمر مكساة باللون الأبييض والعبائة الشتوية ووزنها عشرون كيلو جرام وبعدها قمت بزيارة سيدى محمد البهى وقد أديت ركعتى تحية المسجد ثم توجهت إلى مسجد سيدى سالم المغربى ثم الرحلة وكانت الزيارة الخامسة لهذه المدينة العظيمة التى تضم الأولياء والصالحين رحم الله العارف بالله الذى قابل سيدنا أحمد الرفاعى شيخ الأولياء حفيد وعلم إنه عندما ذهب إلى الحجرة النبوية طلب إن يقبل يده الشريفة فمد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبلها الإمام الرفاعى



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال الرجبى بمولد سيدى أحمد البدوى رضى الله
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 11, 2020 1:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

قصة سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه مع فاطمة بنت برى


كما يرويها لنا فضيلة العالم العلامة سيدى الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود قدس الله سره فى كتابه أقطاب التصوف
: إذ يقول :




إن فى حياة كل عظيم من العظماء قصصا كثيرة وحيان العظماء دائما خصبة ، متعددة الزوايا وهذه القصص فى حياة العظماء يلونها قوم بلونها الحق ، ويلونها الخصوم بألوان زائفة

ولنأخذ فى حياة السيد قصة فاطمة بنت برى .

وهى قصة لها أمثالها فى التاريخ

إن التاريخ يحدثنا عن محاولات كثيرة ، من الصالحين ، أومن المصلحين ، لهداية بعض الفاتنات المنحرفات ، إن التاريخ يتحدث عن مريم المجدلية القديسة التى اهتدت على يد سيدنا المسيح عليه السلام

ويحدثنا التاريخ فى أسلوب شيق عن ( تاييس )

أقرأت قصة تاييس ؟

إنها انتهت هى الأخرى إلى الصلاح واستقامت على الهداية ، بيد إن الوده الذى تمثله فاطمة بنت برى يختلف عمن تحدثنا عنهما ، وهو وجه مفهوم من الناحية النفسية ، وإن كان لا يتكرر كثيرا

لم تكن فاطمة بنت برى كراقصة الإسكندرية الأولى ( تاييس ) ولا كغيرها من النساء ذوات الماضى المنحرف ، وإنما كانت عفيفة عفة تشبه أن تكون عصمة من الله لها

ولم تكن فاطمة فقيرة ، وإنما كمانت ذوات ثراء عريض : ثراء كفيل بأن يلبى كل ما تشتهيه النفس من ترف وابهة ، وكانت جميلة ، كانت مثلا رائعا فى الجمال

وكانت تثق بنفسها بحيث لا تخشى ان يفلت منها الزمام ، ولهذه الثقة كانت تقابل الرجال ، وتستضيفهم ، وتكرمهم ، وتتحدث إليهم

وكانت صاحبة كبرياء وأنفة

وكانت كأمثالها شقية بكل ذلك ، لأنها ككل امرأة من نوعها تحب ان تسكن إلى رجل وهى لا تحب ان تسكن إلى رجل تافه فالرجل التافه يكون مثله يجوارها كمثل امرأة ضعيفة ، امرأة أقل منها فى جميع صفاتها

كان فؤادها يهفو غلى أن يجد شخصية قوية ، طاغية ، آمرة ناهية ، شخصية تجعلها تهدأ وتسكن وتتبع ….. وتحب .

وبلغت ربيع عمرها ، واكتملت أنوثتها ، هل سيفوتها الركب ؟

إنها تريد رجلا ... وتستقبل هذا أو ذاك ، ويفتتن بها هذا أو ذاك ويتهافت عليها هذا أو ذاك

وتوقعهم هى فى شباكها ، ولا تقع فى حبائلهم ، وترى فيهم كل يوم وجوها من الضعف والانهيار والذلة ، وفتلفظهم آسفة متحسرة على أن لم تجد فيهم رجلا

ولكن أملها يتجدد مع مشرق النور ، ومع مطلع الشمس

ويأتيها كل يوم بأمل جديد ، وخيبة أمل جديدة أيضا

واصبحت هوايتها أن تجعل من أشباه الرجال عبيدا عند قدميها ، بفتنتها وإغرائها ، ثم تركلهم برجلها دون أن ينالوامنها شروى نقير

إنها تسلب الرجال حالهم ، ما معنى ذلك ؟

لقد كان يمر عليها ، وهى الكريمة المضيافة – بعض من يتسمون بالصلاح والتقوى ، دون أن يكون الصلاح والتقوى قد تمكنا من قلوبهم ، فتلتقى بهم وتتحدث إليهم : فيجدون ذكاء ، ولباقة وجمالا ، وثراء عريضا ، ويجدون إغراء ، ويجدون فتنة ، فيتهافتون عليها ، وإذا بهم يقعون على صخرة منيعة لا ترام ، وإذا بهم يخرجون من عندها فى خزى ومذلة ، وفى نقص من الصلاح والتقوى ، لأن قلوبهم أصبحت مرتعا للهواجس والإغراء والفتنة

وأصبحت هذه المرأة كأن إقليهما به شيطان مارد هوايته الإغراء والإواء

وجاءها الرجل ، جاءها الآمر ، الناهى ، جاءها ( السيد )

جاءها ( السيد ) فملك عليها جميع أقطارها : فخضعت ، ودانت ، وذلت ، وتأهلت لللاستجابة بكل ما تملك من أمل ومن طاقة ، وعرضت عليه الزواج ، وكانت خطة السيد التى وضعها لنفسه خى أن يخلص للدعوة ، إنه لا يحرم الزواج ، ولا ينفر منه ،إنه لا يحرم حلالا ، كما لا يحل حراما ، وهو لا يدعو إلى الرهبانية التى تتمثل اوضح ما تتمثل فى الامتناع عن الزواج ، كلا ، فالزواج شريعة الإسلام ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه وجد أن العالم الإسلامى فى حاجة إلى تفرغ تام ، وأن الدعوة تستغرف عمره ، وأعمارا مع عمره : فحزم أمره على التفرغ الكامل للدعوة ، إنه لم يجد القوة التى كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو عند خيار أصحابه من رجال الدعوة ، والتى مكنتهم من الزواج ، والدعوة معا ، وحب الدعوة وإرادة النهوض بالعالم الاسلامى ، صرف الكثير من رجال الإصلاح عن الزواج طيلة حياتهم ، أوجزءا كبيرا من حياتهم ،والأمثلة كثيرة على مجرى التاريخ

ومن أجل ذلك ، لم يجد عرضها – فيما يتعلق بالزواج – فى نفسه قبولا

ولكنه وقد دانت له وخضعت بتوفيق الله – أخذ عليها العهد والميثاق ألا تتعرض لأحد بالفتنة والإراء ، وأن تنصرف عن هوايتها انصرافا تاما ، وبين لها أنها تجد فى الالتجاء إلى الله ، والاستعانة به إدابة ، لكل ما تطلب ، وأنه سبحانه ، إذا تضرعت إليه ، كفيل أن يهيىء ما ترجوه من رضا وططمأنينه ، وما تأمله من السكن إلى زوج يشاركها الحياة ، ويتحقق بينهما ما عبرت عنه الآية القرآنية الكريمة من مثل أعلى للزوجية ، وهى :

السكن - والمودة – والرحمة

يقول سبحانه وتعالى :

( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ، وجعل بينكم مودة ورحمة ) ثم تركها وانصرف

هذه فى حقيقتها قصة فاطمة بنت برى ، وهذه هى الصورة التى تعطيها النصوف ويؤيدها علم النفس ، وهى صورة كريمة بالنسبة للسيد

فهل يتأتى فى اعراف ذوى النفوس السوية ، أن تتخذ هذه الصورة مدعاة للسخرية والتهكم ؟


وهل يتأتى فى أعراف ذوى القلوب المستبصرة أنتكون هذه القصة على السيد ، لا له ؟ اللهم إن منطق قلب الحقائق ، منطق لا يرضيك !

وعلى هذا النمط تسير القصص الأخرى : هى فى جوهرها لها أمثالها فى التاريخ : يحيلها الكاتبون إلى ألوان لا تنسجم مع الحق



فى كتاب النفحات الحمدية والنفحات الصمدانية ط: 1321 ص 244




دخلنا إلى أم عبيدة فرأينا فتيان ورجال وصدور أبطال وعروس الحضرة نائم والدنيا فى رجله كفرد خلخال فخرج كل من بها الى لقائنا من الرجال والنساء والأطفال وقالوا لنا مرحبا وأهلا وسهلا باسيادنا وساداتنا وأحبابنا وقرة أعيننا ونسمات أحوالنا وندما قلوبنا وحفرة شرابنا وسلوك آدابنا وابنا أقطابنا

قال سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه فقال لهم أخى الشريف حسن ياقوم كفوا الألسن واقالوا الكلام فلا نفرح بشىء يقال فان شكركم لنا مذمة وهذا نقص بين أرباب الاحوال ولا يفرح بالمدح والتفخيم الا ابليس الرجيم ( قال ) فدخلنا ضريح ابن عمنا وزرناه ونمنا عنده واذا به قد جاءنى فى المنام وقال يا أحمد يا بطال مما خكذا فعل الرجال فنحن أهل الاحتمال برسم المحبة

والاستدلال فمنك يقبل حسن المقال ولا يصطلى لك بنار فخل عنك الهزل والمحال فان الذى تقدم مع اخيك من انفاق الرجال لما أتيناك واعلمناك بجميع الاحوال فان جميع الرجال والابطال قد نظروا فى تواريح الرجال فما وجدوا من لا تهيج له روخانيةولا ينظر إلى النساء بشهوة الا أنت يا فحل الرجال فخل عنك الهزل والمحال وسر الى فاطمة بنت برى فى أسرع وقت قلا اخمال فانها صاحبة حال وقد أعجبت بنفسها فى الفعال وبجمالها تسلب الرجال وتقتل الابطال فسر اليها وأدبها وتعال فما وجدنا خصما يقهرها فى حومة المجال الا أنت يا صاحب الفعال ومربى الابطال وكن عفوا عند القتال فانت البطل الشديد التزال ولا تؤاخذنا يا أبا الرجال وصر الى مكة فى أسرع حال ... إلى آخر القصة




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط