موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 88 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 19, 2022 11:42 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


- بهاء الدين نقشبد البخارى
792 هـ - 1389 م



المولى محمد بن محمد البخارى ا ءالدين نقشبند ، شيخ صوفى اليه تنسب الطريقة الصوفية النقشبندية أخذ التصوف عن السيد امير كلال خليفة خواجا محمد بابا السماسى وتربى فى وصاية خواجا عبد الخالق الفجدوانى ، مات ليلة الأثنين الثالث من ربيع الأول سنة 792 هـ - 1389 م ترجم له عبد الرحمن الجامى فى نفحات الأندلس ، ومن اشهر تلامذته – علاء الدين محمد بن محمد البخارى العطار الصوفى المتوفى فى 20 من رجب سنة 802 هـ وهو شيخ السيد الشريف على بن محمد الجرجانى المتوفى فى ربيع الاول سنة 816 هـ وقد اشتهرت الطريقة النقشبندية فى الشرق بمولانا خالد الشهرزودى المتوفى سنة 1241هـ وأدركنا من شيوخها بالقاهرة المرحوم محمد امين الاربلى بن زاده فتح الله المتوفى فى ربيع الأول سنة 1332 هـ والشيخ محمد بن حسن بن عمر الكردى ، قدم مصر سنة 1335هـ ومات بها سنة 1940 م وهما آخر شيوخ هذه الطريقة فى القاهرة – وضريح الشيخ بها الدين فى بخارى معروف مزار وهو من شعب تاجيك ( تاجيكستان )


أبوالمعاطى فاتح التكرورى
695هـ - 1296 م



أبو المعاطى فاتح بن عثمان الأسمر التكرورى ، شيخ صوفى من مراكش نشأ بها ولقى بها شيوخا أجلة فأخذ عنهم ثم غرب الى مصر فاستقر بدمياط واجتمع بالشيخ ابراهيم الدسوفى وهو الذى خلع عليه بلقب أبى المعاطى ، واتخذ منالجامع العمرى مستقرا له لزمه حتى موته فى ربيع الآخر سنة 695هـ - 11296 م ودفن به ويعرف المسجد به الى يومنا وهو من المساجد التى تحتفظ بها كأثر من آثار هذه المدينة .


على بن عبد الله الروبى
793هـ



على بن عبد الله الروبى شيخ الملك الظاهر برقوق ومعتقده ، تفرس له بولايته الحكم وهو أمير فجدد له مسجد السلاوى المقيم به ،وهو منسوب الى الروبيات موضع بالفيوم – مات فى السادس عشرى من ذى الحجة سنة 793هـ ودفن بمسجد السلاوى المتقدمة ترجمته ، وقد ذكر ابن اياس حادثته مع الملك الظاهر برقوق ووصفه بالولاية وارخ وفاته خطأ ، وهو مرود بما ورد فى النص التاريخى الموجود بالضريح فى ثلاثة اسطر تنتهى بما هو ( انتقل الى رحمة الله فى سادس عشرمن ذى الحجة سنة ثلاثة وتسعين وسبعمائة )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 22, 2022 11:15 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

الحسين بن منصور الحلاج
309 هـ



ترجم له فى الأصل وذكر مأساته والذى يلتفت النظر فى مأساة الحلاج ولم ينتبه اليها من كتب عنه الى وقتنا أن الخلافة العباسية لما آلت الى المقتدر جعفر بن أحمدالذى مات قتلا سنة 323هـ عورض فى خلافته لصغر سنة من جهة ولكونه مطعونا فى نسبه إلى أبيه المعتضد من جهة أخرى وثارت بذلك ثائرة الطعن فى نسب العباسيين وأنهم لا ييمتون الى النسب العباسى لموت محمد بن على بن عبد الله بن العباس الذى ينتسبون اليه عن غير عقب وأنهم من سلالة أكاسرة الفرس ، كما حكى ذلك تاج الدين بن زهرة فى الإختصار ص 59 عن الشريف الرضى فان القادر العباسى حين أراد أن يكتب محضرا بالطعن فى نسب الفاطميين وأن يوقع عليه كل من الشخصيات البارزة فى بغداد قال له الشريف الرضى يا أمير المؤمنين أنت فى ملك مطاع ويمكنك أن تكتب محضرا بالعطن فى نسبهم ويشهد بذلك فيه كل من تحت يدك وهم أيضا خلفاء مطاعون فى بلادهم فما الذى يؤمنك أن يكتبوا محضرا بأن محمدا بن على بن عبد الله بن العباس لم يغضب فتصير شبهة فلما سمع القادر كلام الشريف الرضى كف عن كتابه المحضر وكان هذا سبب امتناع الشريف الرضى عن التوقيع فهذا الذى وقع فى عهد القادر امتداد لما وقع قبله ، بل كان ما دفع منه فى عهد المقتدر أشد وقوعا من عهد القادر ، فلما أثيرت هذه الشبهة وصارت حديث الناس كتموا أنفاسهم عن اذاعنها خوفا من بطش الخليفة وأعوانه لهم ، ولكن الحلاج لم يخافه ارهاب الخليفة وأعوانه فكان اذا سئل عن ذلك أقر هذه الواقعة ولم ينفها فتناقلت الألسن بها عنه فنتج عن ذلك اهتزاز العرش العباسى وتصدعه وانهيار ولاية المقتدر اكثر من مرة حتى اذا استقر فى المرة الأخيرة ستر للموقف كلف قاضيه يوسف بن يعقوب أن يلفق للحلاج قضية يكون فيها حتقه فدس عليه بعض كتبه مايشم منه رائحة الخروج عن ظاهر الشرع واستقدمه القاضى وحاكمه ولم يستطع ان يوقع عليه عقوبة لانعدام الدليل فاكتفى بأن عزمه وقال له فى معرض تقريره انك مراق الدم أن ممن يستحق أنيراق دمه ثم أطلق سبيله وبلغ ذلك الخليفة فكلف وزيره جعفر بن النعمان الذى مات قتلا فى ربيع الثانى سنة 312هـ أن يستدعى القا ضى ، فلما جاءه قال له لم لم توقع العقوبة على الحلاج ؟ فقال القاضى لم أجد ما يستحق عليه العقوبة ، فرفع الوزير الأمر الى الخليفة فطلب أن يستكتب القاضى مشايخ الوقت اقرارا بكفره كما يستكتب الحلاج نفسه هذا الأقرار ، وتحت الأكراه كتب المشايخ اقرار بخروجه عن ظاهر الشرع خوفا وكتب الحلاج فاقد الاختيار ، وعوض هذا الاقارا على القضاء فانتهى الى الحكم باراقة دمه باعترافه نفسه واعتراف المضغوط عليهم ،وهكذا قتل الحلاج ، فمأساة الحلاج وقتله والتمثيلل به كانت مسألة ساسية أكثر منها دينية لاعتبار أن الحلاج حجة فى كل ما يصدر عنه فاذا قال بعدم انتسابهم الى العباس وانهم دخلاء على هذا النسب كان قوله حقيقة تخضع لها النفوس وهذا ما حصل بالعقل والخلافة يومئذ لا تشترىالا بالنسب ، فباع الحلاج دمه فى سبيل الحق فهذه محنته واذا ذكرنا هذا اولنا إن عصر المقتدر هذا كان مليئا بالمآسى فمن القوم بخلق القرآن والتفرقة الدينية بين اهل السنة والامامية والقول بخلق الأفعال والخوض فى مسائل الجبر والقدر وامتهان العلما ءوالأئمة بالحجر والتعذيب والتشريد ولم يسلم من ذلك امام ولا عالم فالكل لقى حتفه فى هذه الأجواء الصاخبة كالامام مالك وجعفر الصادق والاماماحمد بن حنبل ومانزل بالعلويين الى غير ذلك ممن مأسى يندى لها الجبين فى حياة هؤلاء الخلفاء حتى كان مصيرهم المحتوم – ولا ننسى أن العباسيين لكى بدرءوا عنهم نسبهم الكروى تقولوا مثله عن طريق مقابلة المثل بالمثل فقالوا ان أم الامام على زين العابدين عليه السلام احدى بنات كسرى انوشروان ، الأمر الذى أظهرنا زيفه وكذبه فى كتابنا دراسة تاريخ الفاطمية ، وهكذا لم يثبت على الحلاج ما يوجب القتل والتمثيل به هذا التمثيل الشنيع والمثلة منهى عنها شرعا
وأنت اذا درست شخصية هذا الامام الصوفى ووعيت كلامه فى التصوف والاخلاق لا تجد منه غلا أنفاسا عالية وتوحيدا خالصا مبرأ من كل ما يشينه ولكنها السياسة الغاشمة تقتل الأبرياء الأطهار فى سبيلها ولا تبالى وعند الله تجتمع الخصوم وكانت شهادة الحلاج فى ذى القعدة سنة 309 هـ - ولم يسلم قتلته من القتل واحدا بعد الآخر غيرة فى الله سبحانه وتعالى – وما أصعدوه المقصلة قال أبياتا :

اقتلونى يا تفانى ان فى قتلى حياتى
وحياتى فى مماتى ومماتى فى حياتى



ويشير بذلك الى معنين الأول منها التعبير عن الموت بانه انتقال من حياة الجنيا الى حياة الآخرة وأنها حياة الخلود والبقاء والنعيم ن والمعنى الثانى يسير به الى فسادالوقت الذى هو فيه وكثرة مآسية وخازيه مما تبقىمع الحياة مرة تدفع لتمنىالمت خوفا الفتنة – وقد عبر هو عن هذا المعنى فيما قاله للامام محيى الدين بن عربى الشيخ الأكبر قدس الله تعالى سره فى مقام المشاهدة الروحية ، فسأله الشيخ الأكبر لم تركت بيتك يخرب ظ فتبسم وقال لما استطالت عليهأيدى الأكوان حتى خلته فافنيت وأخلفت هارون فى قدمى فاستضعفوه فأجمعوا على تخريبه فلما هدوا من قواعده ما هدوا ورددت اليهم بعد الفناء فأشرفت عليه وقد حلت به المثلات فأنفت نفسى أن أعمر بيتا تحكمت فيه أيدى الأكوان فقبضت عنه فقيل مات الحلاج والحلاج ما مات لكن البيت خرب واساكنها ارتحل والسلام – فهذا تعبير عما لحق زمانه من فساد فىالحكم وفساد فى الأخلاق وتهاون بالشريعة وادراء العلماء فلم يبق لمؤمن انساع لحياة شابها التلويث وشابها الفساد حتىعم وطم فخرج من دنيا مظلمة وجو صاخب طاهر مطهرا الىحياة النور والضياء التام وكتب بدمه للأجبيار سطورا لا يمحوها التاريخ فى الصمود على الحق والجهاد النفسى والرضا والتسليم لما يجرى به قضاء الله سبحانه وقدره



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 23, 2022 12:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


يوسف بن يحيى التادلى
627 هـ



يوسف بن يحيى بن عيسى بن عبدالرحمن التادلى من رجال التصوف فى المغرب صحب الشيخ أبا العباس السبتى وعنى بالأدب عنايته بالتصوف فألف فيه وشرح مقامات الحريريى وألف كتابه التشوف الى رجال التصوف ترجم فيه لصوفية المغرب وصلحائه – مات وهو على قضاء دقداق سنة 627هـ - وكتابه التشوف منه نسخة خطية بدار الكتب بالقاهرة .


فخر الدين الفارسى
622هـ


فخر الدين محمد بن ابراهيم بن احمد بن طاهر بن محمد بن طاهر الخبرى الفارسى منسوب الى خبرا بليدة من اعمال شيراز بفارس ( ايران ) شيخ صوفى وعالم كبير ، اشتهر بالعلم والولاية وكان له قدم كبير فى التصوف ، مات فى السادس عشر من ذى الحجة سنة 622هـ ودفن بالديملمية بالقرافة الصغرى وقبره بها ظاهر مزور الى اليوم وقد قمت بزيارة قبرة وهذه صورة منه


وهو بقايا من مسجد كان قد أقامه بهذه المنطقة وألحق به مدفنا له

سمع من السلفى وابن عساكر وغيرهما وتلمذ له الملك الكامل بن العادل الأيوبى المتوفىسنة 634 هـ

ترجم له غير واحد من المؤرخين وشيخ الزيارات وترجم له فى كتاب الآثار الإسلامية والمزارات المصرية لحسن قاسم وافرد له بالترجمة المرحوم يوسف احمد فى مصنفه ( تربة الفخر الفارسى ط وهذاالكتاب موجود طرفنا وقد ترجمنا له فى القسم الخاص بمزارات من عين الصيرة الى الشاطبى .

على قبره عامود منقوش على نصفه الرأسىالغربى تسعة عشر سطرا بالخط النسخ الايوبى المتقن هذا نصها

بسلمة * الا ان أولياء الله لا خوف * عليهم ولا هم يحزنون * هذا قبر الصدر الامام الحبر * الهمام شيخ مشايخ الاسلام * سيد فضلاء الانام امام الموحدين * سند المحبين ثدوة المحققين * والعارفين قطب الوقت سر الله * فى ارضه فخر الحق والدين حجة الاسلام * والمسلمين * قامع المبتدعين شيخ * الورى حجة الحق على الخلق الغريب * ابى عبد الله محمد بن ابراهيم بن * احمد بن طاهر بن محمد بن طاهر بن أبى الفوارس الخبرى ( نسبة الى خبرة وهى علم لبليدة قرب شيراز ارض فارس ) الفارسى سقى الله ...... صوب غفرانه * وكساه ثوب * رضوانه توفى
يوم الخميس السادس * عشر من ذى الحجة من سنة اثنين * وعشرين وستمائه رحمه الله * عليه

وعلى النصف الآخر الشرقى منقوش كتابة بالخط الكوفى هذا نصها :

كانوا قليلا من الليل ما يهجعون

وباسفل هذا السطر جزء مزخرف زخرفة بارزة آية فى البهاء ، وتحته مفوش كتابة بالخط النسخ المذكور عشرة اسطر نصها

بسملة * يبشرهم ربهم برحمة * منه ورضوان وجنات * لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها ابدا ان * الله عنده أجر عظيم * والحمد لله رب العالمين وصلى * الله على سيدنا محمد خاتم * النبيين وعلى آله وصحبه أجميعن

قال الشيخ موفق الدين بن عثمان فى تاريخه : كان السبب فى بناء المسجد ما حكاه الشيخ فخر الدين الفارسى وذلك انه رأى فى المنام انه واقف على قبر الشيخ ابى الخير التينائى رحمه الله وهو ينظر الى الصحراء مملوءة بالرجال وعليهم ثياب بيض وفيهم النبى صلى الله عليه وسلم فقل يده ، فقال له : لم لا تبنى هذا المسجد ؟ فقال : يارسول الله ما بيدى شىء ، فقال : قل للمسلمين يبنونه

ثم مشى الى أن اتى الى قبر ذى النون فوقف على شفير القبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : السلام عليك يا ذا النون ، فكأن القبر شق وقام منه رجل فقال وعليك السلام يا رسول الله ورحمته وبركاته – ثم عدنا الى قبر ابى الخير التيناتى فقال : يا فخر . ابن هذا مسجدا فإنه من توضأ ثم صلى فيه ركعيتن يقرأ فى الاولى فاتحة الكتاب وسورة تبارك وفى الثانية فاتحة الكتاب وهل اتى على الانسان ، ويخرج من المسجد ووجهه الى القبلة الى أن ياتى الى قبر ابى الخير لم يسأل الله تعالى حاجة إلا أعطاه اياها – قال فانتهبت فذكرت هذا المنام فسمعه رجل وكان يملك دارا فباعها وبنى هذا المسجد ، والتربة مباركة معوفة باجابة الدعاء – واشتهر الشيخ بكثرة الصيام واطعام الطعام وله حكايات مشهورة ، جليل فى المكاشفات وله زاوية بها تلامذته واصحابه وبجانبها معبد يقال انه معبد ذى النون المصرى



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 26, 2022 11:06 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

الفقيه المحدث الامام فخر الدين ابى عبد الله



الشيخ الفقيه الامام المحدث فخر الدين ابى عبد الله محمد بن ابراهيم بن احمد بن طاخر ابن محمد بن طاهر بن أبى الفوارس الخدرى الفارسى رضى الله عنه ، يعد من طبقات ثلاث من المحدثين والصوفية والعباد ن وله مناقب مشهورة وروة احاديث كثيرة وصحب جماعة من القوم منهم ( نوربهار ) العجمى الكازرونى (1)الفارسى

فمما رواه بأسناده الى النبى صلى الله عليه وسلم انه قال : من تكلم وكذب ليضحك الناس ويل(2) له ويل له ويل له - وقد ذكره ابن ابى المنصور فى رسالته وحكى عنه قال : كنت عنده يوما فدخل عليه قوم يدعونه ليحضر عندهم فى زاوية تعرب بزاوية مسعود الغرابلى ، وكان السبب فى ذلك أن رجلا من الصالحين مات وكان مقيما بالقرافة ، فاجتمع اصحابه وعملوا له وقتا واستدعوا له قوالا (3) يقال له الفصيح وكان قد انفرد بالغناء فى زمانه ، فلما اجتمعوا واجتمع الناس وقلوبهم مجتمعه على سماع الفصيح ، حضر الشيخ وكان رضى الله عنه له حرمة عظيمة واصحابه بين يديه وفى خدمته وكان الفصيح شابا حسن الصورة ن فاحدق الناس بالشيخ فخر الدين الفارسى يتأملون ما يصدر منه ، فاشار بابطال الفصيح ، وانكر صورة الاجتماع من اجله فسمع الفصيح ذلك فهرب خوفا من الشيخ ، فكادت تزهق انفس الناس لقوات الامر الذى اجتمعوا له ، فعلم الشيخ منهم ذلك فتكلم كلاما كثيرا ، ثم قال لفقير(4) مزمزم يقال له على بن زرزور (5) قم فطيب القوم ، فقام وجلس وسط القوم وكانوا جمعا كثيرا ثم انشد يقول :

ما زات اقيم مذهب العشق زمان حتى ظهرت ادلة الحق وبان
ما زلت اوحد الذى اعبده حتى رحل الشرك عن القلب وبان (6)



قال فقام الشيخ فخر الدين ووضع عمامته على الأرض وحلج بهيبته وحرمته ، واستغرف فى وجده ، فلم يبق فى المجلس احد من الناس الا وكشف راسه وصرخ ، فطابت نفوسهم وحصل لهم احوال عجيبة لم يعهدوها قبل ذلك . ثم صحا الشيخ وغطى رأسه ، فصحوا وغطوا رؤسهم متعجبين من صنع الله لهم وكيف عوضهم الله افضل مما فاتهم من الفصيح وسماعه

----------------------------------------------------------------------------
(1) الكازرونى نسبة الى كازرون وهى مدينة بفارس بين البحر وشيراز
(2) ورد هذا الحديث فى كتاب احياء العلوم للغزالى فى باب آفات اللسان
(3) القوم هو المنشد فى العرف المصرى
(4) الزمزمة الصوت البعيد تسمع له دويا وفرس مزمزم فى صوته اذا كان يطرب فيه
(5) قد ذكرتنى لفظة زرزور بما هو منقوش على المنارة القديمة اعلى الباب الاخضر بالمشهد الحسينى ونصه
بسملة – الذى افضى بانشاء هذه المأذنة المباركة على باب مشهد السيد الحسين تقربا الى الله ورفها لمنار الاسلام الحاج الى بيت الله ابو القاسم بن يحيى بن ناصر السكرى المعروف بالزرزور تقبل الله منه وكان المباشر لعمارتها ولده لصلبه الاصغر الذى انفق عليها من ماله بقية عمارتها خارجا عما اوصى به والده المذكور وكان فراغها فى شهر شوال سنة 634 هـ - وتوجد بالمأذنة كتابة أخرى مؤرخة سنة 633 ولا يبعد ان يكون على بن زرزور هذا من اسرة أبى القاسم
(6) ورد هذا البيتين فى تحفة الاحباب
-----------------------------------------------------------------------------


سيدى عبد العزيز الديرينى
698 هـ



عبد العزيز بن احمد بن سعيد الدميرى المعروف بالديرينى الشافعى ، عالم صوفى ولد بدميرة سنة 612 هـ وهاجر منها بعد تحصيله مبادى العلوم الى ديرين ولبث بها حتى صار أوحد علمائها والتفى فيها بالشيخ عبد اعلزيز بن صالح بن ينصارن الماجرى أحد شيوخ التصوف المغاربة فلزمه وأخذ عنه علوم التصوف واستمر ملازما له فى مسجده بديرين حتى وفاته فى صفر سنة 664 هـ وهو صاحب الضريح المعروف باسم الشيخ عبد العزيز الديرينى القائم غلىاليوم ويظن من لا علم عنده أنه عبد العزيز الديرينى المترجم له هنا – مات الشيخ الديرينى سنة 698 هـ ودفن بمدرسة ابن الأرسوفى شمال الروضة وله عرفت المدرسة بعد دفنه بها وخى اليوم مسجد الديرينى فى بناء المرحوم اسماعيل باشا عاصم فى سنة 1268 – 1269 هـ

اشتهر من مؤلفاته فى التصوف كتابه طهارة القلوب فى معاملى علام الغيوب ونظم التنبيه والوجيز فى الفقه الشافعى وغريب القرآن وتفسير منظوم ، ترجمله السبكى وابن شهية فى الطبقات وأفرد بالترجمة له حسن قاسم فى كتاب المزارات المصرية والمطبوع الآن بمكتبة الأسكندرية فى ثمانية أجزاء ويوجد لدينا نسخة منه والنسخة الخطية طرف الدكتور على جمعة المفتى السابق


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 28, 2022 10:03 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


مسلمى المسلمى البرقى



مسلم المسلمى البرقى شيخ صوفى أسس الطريقة المسلمية ، وهو عربى من عرب برقة ابن سليم العايذى والعيانيدة بطن من جذام ،وهو ينتسب الىالسيد منصور البرقى من مشايخ الشرقية استقر فى بلبيس ولما بنى الخليفة الفاطمى العزيز بالله مسجد بها عينه لخطابته وما برح حتى مات – وقد اشتهر الشيخ المسلمى هذا بالولاية الكبرى وكان معتقد الملك الظاهر باى برسا وبنى له وزيره الصاحب بهاء الدين بن علم بن سليم بن منه الحجازى المتوفى سنة 677هـ رباطا بالقرافة الصغري بالديليمة وألحق به مدفنا للشيخ ، وما برح مقيما به حتى توفى 696 هـ ودفن به وتخلف من هذا الرباط ضريح الشيخ مسلم – ونسب للشيخ المسلمى هذا من أحفاده ونواده الشيخ مسلم البرقى المعروف بالصغير توفى سنة 633 هـ والشيخ حسن شيخ المسلمية مات سنة 764هـ والشيخ صون شرقية وصاحب المقام المعروب بها والشيخ محمد بن حسن بن مسلم المسلمى مات سنة 806 هـ والشيخ سليم المسلمى من القرن العاشر الهجرى وهو آخر أعلام هذه الشجرة ذكره الشعرانى فى الطبقات الصغرى فى ترجمة الشيخ احمد السطيحى من مجاذيب القرن العاشر مات سنة 942 هـ

ولشيوخ هذه الطريقة المسلمية مصنفات عن الشيخ مسلم هذا وأفرد واسرته وقفت منها على مصنف لا يعلم مؤلفه عن صاحبنا الشيخ محمد عبد الله عبد النعيم العباسى من أهالى الغردقة ، وفيه رفع نسب الشيخ مسلم هذا الى جعفر الصادق ، وهذا مردود بما ذكره السيوطىفى ترجمة الشيخ مسلم هذا (1 – 240 – 242 ) وحفيده الاخر ، ووضع بعض شيوخه رسالة رفع نسب الشيخ مسلم فيها وافرد أسرته الى الأمام موسى الكاظم وأقم فى عامود النسب الشيخ الصوفى يوسف بن أيوب بن يوسف بن الحسن الهنذانى المكنى بأبى يعقوب صاحب الضريخ بمروبخراسان المتوفى سنة 535 هـ والمترجم فى طبقات المناوى وطبقات الشعرانى وهو خراسانى المولد ولد بها سنة 440 هـ ولا يعرف له نسب الى الامام موسى الكاظم ونسب هذه الرسالة الى السيد محمد مرتضى الزبيدى ،كما نسب بعضهم ضريح الفقيه نصر بأول الفسطاط الى الشيخ ملسم المسلمى وجعل من ضريح قديما للشيخ مسلم هذا وهذا مردود بما ذكره ابن دقماق – وبعضهم اذا ذكر الهمذانى هذا بضبطه بالدال فيكون يمينا وهذا مردود بأن الهمذانى هذا من همذان فارس كما أكد السمهانى من النساب وكما هو معروف عنه فى تراجم شيوخ ايران ووصوفيتها
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

صالح بن ينصارن الماجرى
632 هـ


صالح بن ينصارن الماجرى المغربى ، عالم صوفى وولى كبير من صحلاء المغرب وهو قرشى من بنى ماجر ثم من بنىحى يرتقى نسبه الى عمرو بن مخزوم بن يفطة بن مرة بن كعب بن لؤى من الأجداد النوية عليهم الصلاة والسلام ، ولد برباط آسفى بالمغرب فى سنة 550 هـ

مات فى الخامس والعشرين من ذى الحجة سنة 632هـ ودفن به وهو من اكابر العارفين هناك أفرده بالترجمة حفيده فى المنهاج الواضح ، وذكر من ابنائه أبا العباس أحمد المولود سنة 601هـ ومات فى 14 جمادى الأولى سنة 653هـ ودفن مع ابيه بالرباط وهو جد احمد بن ابراهيم مؤلف المنهاج الواضح فى كرامات أبى محمد صالح ومنهم الشيخ عبد العزيز المعروف بالديرينى لاقامته بها المتوفى سنة 664هـ وهو صاحب المقام المعروف به مسجد الديرية القائم بهذه البلدة الىاليوم وهو شيخ الشيخ عبد العزيز الدميرى العالم الصوفى



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 29, 2022 10:55 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114



96- العالم العلامة الشيخ الزيلعى





*( هذا قبر العالم العلامة الشيخ عثمان الزيلعى شارح كنوز الصوفية قدم إلى القاهرة الفارسية سنة 705 هـ وكان مشهور بالفقه والعلوم توفى فى رمضان سنة 743هـ )


إنه فى يوم الأثنين الموافق الثانى من شهر ربيع الأول شهر مولد خير خلق الله صلى الله عليه وسلم الموافق الرابع عشر من شهر يناير لعام 2013 م وفى زيارة لمسجد سيدى عقبة بن عامر الجهنى رضى الله عنه وجد مقام صغير متهدم وعليه لافتة من الحجر مثلما نرى فى الصور مكتوب عليه الأتى :

وبالبحث وجد أنه العالم الإمام فخر الدين أبو محمد عثمان بن على صاحب كتاب تبيين الحقائق فى شرح كنز الدقائق قد إلى القاهرة فى عام 705 وأفتى ودرس وصنف ونشر الفقة فى مصر وبلدان العالم مات سنة 743 هـ


يقول على باشا فى جزء 5 ص 57 :

يوجد قبر الزيلعى شارح الكنز وهو فخر الدين عثمان بن على البارعى قد القاهرة سنة خمس وسبعمائة ودرس وأفتى ونشر لفقه على مذهب أبى حنيفة وانتفع به الناس مات رضى الله عنه
فى رمضان سنة ثلاث واربعين وسبعائة ودفن بالقرافة وذكر فى حسن المحاضرة

( مدينة زيلع ) مدينة صوماليه تقع شمال غرب الصومال على الساحل المقابل لجيبوتى وقد مر على هذه المدينى الرحالة بن بطوطة والمقريزى وغيرهم وتشتهر بأول مسجد بنى فى العهد النبوى وأطلق عليه ذى القبلتين نظرة لوجود قبلة متجة إلى المسجد الأقصى وقبلة إلى المسجد الحرام

فى فتوى للعالم عثمان الزيلعى قال فى إسعاف الكرام بحكم الدعاء أثناء القيام

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين، وأشهد أن لا إله إلا الله الرب الكريم، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله الأمين.. أما بعد:

فقد سأل بعض الإخوان عن حكم الدعاء والثناء في الصلاة أثناء القيام، كأن يسأل الله الجنة عند ذكرها، ويستعيذ من النار عند ذكرها، وأن يقول عند قوله تعالى:[أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ المَوْتَى"> {القيامة:40}بلى إنه على كل شيء قدير، ونحو ذلك، هل يجوز هذا أم لا؟

فقال الفقيه العلامة عثمان الزيلعى فى مبحثه

ذهب الحنفية إلى كراهة الدعاء أو الثناء في جميع أوقات القراءة في الفرض وكذا التراويح، وحملوا الأحاديث الدالة على سنية ذلك على النفل.

قال العلامة عثمان الزيلعي في تبيين الحقائق: قَالَ رحمه الله ( وَيُنْصِتُ وَإِنْ قَرَأَ آيَةَ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ أَوْ خَطَبَ أَوْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم) ; لِأَنَّ الِاسْتِمَاعَ وَالْإِنْصَاتَ فَرْضٌ بِالنَّصِّ وَهُوَ عَامٌّ فِي جَمِيعِ أَوْقَاتِ الْقِرَاءَةِ , وَكَذَا الْإِمَامُ نَفْسُهُ لَا يَشْتَغِلُ بِالدُّعَاءِ حَالَةَ الْقِرَاءَةِ وَمَا رُوِيَ » أَنَّهُ عليه الصلاة والسلام مَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إلَّا سَأَلَهَا وَآيَةِ عَذَابٍ إلَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ« مَحْمُولٌ عَلَى النَّوَافِلِ مُنْفَرِدًا، لِأَنَّ فِيهِ تَطْوِيلًا عَلَى الْقَوْمِ وَقَدْ نَهَى عَنْ ذَلِكَ وَلِهَذَا لَا يَفْعَلُهُ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ, وَكَذَا فِي الْخُطْبَةِ يُنْصِتُ وَيَسْتَمِعُ وَإِنْ صَلَّى الْخَطِيبُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لِأَنَّ الِاسْتِمَاعَ فَرْضٌ عَلَيْهِ بِالنَّصِّ إلَّا أَنْ يَقْرَأَ الْخَطِيبُ قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"> {الأحزاب:56} ، فَيُصَلِّي السَّامِعُ فِي نَفْسِهِ, وَكَذَا لَا يُشَمِّتُ الْعَاطِسَ وَلَا يَرُدُّ السَّلَامَ.

ويقول على مبارك باشا فى الخطط ج 2 ( شارع باب الوزير )

وبشارع باب الوزير يوجد العطفة النظيفة يتوصل بها لحارة الكومى وعطفة القبانى وعطفة الزيلعى وبها ضريح الشيخ الزيلعى المدفون بها

ويقول السخاوى فى تحفة الأحباب :

بتربة ذى النون المصرى يوجد قبر الشيخ عثمان الزيلعى شارح الكنز الصوفى وكان مشهورا بالفقه وسائر العلوم - وزيلع : قرية بالحبشة
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------

97- أبو السعود الجارحى
933 هـ



أبو السعود محمدغنيم بن عمران بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن القرشى المدنى الشافعى – شيخ كبير ظهر فى أواسط القرن العاشر الهدرى بالولاية وله حوادث مع امراء الوقت تكفل بذكها ابن اياس فى تاريخ مصر ، اصل اسلافه من المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، أننشا المسجد التاوى بكومالجارح شمال مدينة العسكر فى سنة 924 وتصدر به للذكر والتذكير والتصوف وما لبث حتىمات فى سنة 933 هت ودفن به وله ذرية تداولوا مشيخة المسجد حتى انقراضهم كما له موقوفات صدرت عنه وعن اسلافه – ترجم له الشعرانى فى الطبقات وترجمت له فى كتاب المزارات الاسلامية لحسن قاسم وضريحه بالمسجد سالف الذكر بخرطة ابى السعود من الفسطاط مزار مقصود بالزيارة ) وقد ذكرناه فى كتابنا مقامات آل البيت وأولياء الله الصالحين جزء منطقة المنيل ومصر القديمة )
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

98- الشيخ عبد الرزاق الجزولى
592 هـ



الشيخ عبد الرزاق بن عبد الله بن شعيب بن الحسين بن عبد الرزاق بن أبى بكر بن عبد الجليل الأموى اليحياوى المصمودى الجزولى يكنى بأبى محمدانحدر من سلالة أموية نزلت بالأندلس فى مدة حكم بنى أمية وانحاز بعضهم إلى بلاد المصامدة الواقعة فى غربى جبل درن ( الأطلس ) وشرقى بلاد تينملل فنسبوا إليها وقد مكث بها آباؤه إلى أن انتقل أبوه إلى بلاد السوس الأقصر فسكن جزولة القبيلة المشهورة احدى قبائل البربر فمابرح بها حتىاستولد بها ولده عبد الرزاق فهاجر به إلى شاطبة فسكنها حتى مات فنشأ بها وعانى طلب العلم حتى حصر منه على نصيب وافر ثم بدا له أن يتصوف فطلب شيخا فقيل له عن أبىمدين فبعد رحلات طويلة قصده فى بجاية فى سنة 570 هـ ومن ثم التقى به ولزمه وسلك طريقه وصار من خواص اصحابه وألص الناس به فأحبه أبو مدين وقربه اليه ، وزوجه جاريتة حبشية كان لشيخه أبى يعزى آل النور بن ميمون الهزميرى المدفون بتاغيا من ابرزجان المتوفى سنة 572 هـ فأهداها له وقال له انها سوف تربى لك ابنك محمد أو قال انط سترزق منها بمحمد أو ما يقرب من ذهذا لكنه رغم ذلك لم يبن بها لسوء خلقها فبلغ ذلك الشيخ عبد الرزاق فطلبها منه فأبى عليه لذلك السبب ولكنه عاد فاعطاها له تحقيقا لرغبته فتزوجها الشيخ عبد الرزاق على كره منه ومن شيخه كذلك اذ كان يعلم أن المصامدة تتباين اخلاقهم وعوائدهممع الاحباش لكن الشيخ عبد الرزاق تغلب على ارادة شيخه وتكفل له بتقويم معوجها وقد قصد بذلك تحقيق نبوءة الشيخ أبى يعزى فى تربتها إلى الشيخ أبى مدين إذ كانت أمه قد ماتت وتركته ربيبا فما أن تزوجها حتى اختضنته وقامت بتربيته حتى مات غير متجاوز العقد الاول من عمره فى سنة 575 فلما توجه الشيخ الى مصر اصطحبها معه فكانت تريه ألوانا من العذاب وهو صابر على غضص لكنه كان يضيق ذرعا فى غالب الاحيان فرآه الشيخ موسى الهروى يوما وكان اذ ذك باخميم فقال له أنت يا عبد الرزاق وضع الله لك التعظيم فى قلوب أهل المشرق والمغرب وسخرهم لك الاعجوزا واحدا لم تقدر على الصبر على خلفها وقد كانت هذه الكلمة لها اثرها فى نفس الشيخ عبد الرزاق فتحمل ما كان يصدر منها بعدئذ بصدر رحيب حتى استقام معوجها وحسن خلقها وصارت مضرب المثل وقد رزق منها بولده محمد الذى كان به يكنى وحينما هاجر الشيخ من المغرب الى المشرق وقدم مصر ، وسافر منها إلى أخميم وقد استقر به النوى هناك حقبة من الزمن كان يسكن فيها برباط ذى النون المصرى وقد زار فى هذه المدة قنا وتديج فيها مع الشيخ عبد الرحيم بن أحمد بن حجون الترغى الغمارى الحسينى المعروف بالقنائى المتوفى سنة 592 كما تعرف إلى غيره من مشايخ الصعيد ثم استقر بالأسكندرية نزيلا بالمدرسة العوفية وهى التى كانت لأبى الطاهر اسماعيل بن عوف احد كبار علماء الأسكندرية وشيخ مالكيتها فى القرن السادس الهدرى المتوفى سنة 581 فما برح نزيلها حتى توفى أبو الطاهر المذكور فانتقل منها إلى زاوية بنيت له : عرفت برباط عبد الرزاق فما زال مقيما بها ذاكر مذكرا عالما مدرسا حتى توفى فى سنة 592 فى حياة شيخه أبى مدين ولما بلغه نعيه وجد عليه وجدا كثيرا فدفنوه أصحابه بزاويته المذكورة ، وقد كان من كبار المشايخ – كما يقول التادلى فى التشوف وقد أوسع فى ذكر كراماته باعا وحكى منها أنواعا ،وكانت له مجاهدات كبيرة ولقى مدة إقامته بالقطر المصرى إقبالا عظيما من العلماء والأعيان وكانت طريقته على قدم التجريد يرى الجمع بين الحقيقة والشريعة وكان يتمثل فيها التصوف الأسلامى الحقيقة بمظهره الصحيح ولذلك حسنت طريقته وحمدت سيرته

وقد ذكر فى فى كتاب التشوف الى رجال التصوف فقال

تلميذ ابى مدين ، استقر أخيرا بالاسكندرية وبها مات وكان من كبار المشايخ حدثنى الثقة عن الشيخ الصالح أبى محمد صالح بن ينصارن بن غفيان الماجرى عن أبى محمد عبد الرزاق انه كان يواصل سبعة ايام ، فقيل ذلك لأبى مدين ، فقال : دعوه ، فإن كان كاذبا فى وصاله كان ذلك عقوبة له وإن كان صادقا فسينتفع بذلك

كان ابو مدين يحدث أصحابه أن الشيخ أبا يعزى بشره أنه تهدى له جارية حبشية يرزق منها ولدا فإن عاش فسيكون له شأن ، فأخدى له تاجر ( بيجابية ) جارية يرزق حبشية فرزق منها ولدا سماه محمدا ،ثم اعتزلها ابو مدين وكان يظهر عليه أثر الكآبة ، فقيل له فى ذلك فقال : لم يكن لى فى هذه الجارية أرب ولولا بشرى الشيخ أبى يعزى بأنه سيكون لى منا ولد ما قربتها ؛ ولم يبق لى الآن فيها أرب ، فإن تركتها ( أثمت ) وإن زوجتها تحيرت من أمر ولدى منها ، فقال لى عبد الرزاق : أنا أتزوجها وأكلف ابنك ، فقال أبومدين : أوتفعل ذلك ونكاح الجبشية عند المصامدة عار . فقال له عبد الرزاق : وانما أفعل ذلك من أجلك ، فتزوجها وكان يربى ولد أبىمدين فحفظ القرآن فى أمد يسير وظهرت منه فراسات ثم اخترم صغرا فانتقل عبد الرزاق الى المشرق

أسكان نعمان الأراك تيفنوا
بأنكم فى ربع قلبى سكان
ودوموا على حفظ الوداد فإننا
بلينا بأقوام إذا استحفظوا خانوا
سلوا الليل عنى مذ نتاءت دياركم
هل أكتحلت باغمض لى فيه أجفان



كما ذكر فى المنهاج الواضح المؤلف فى كرامات أبى محمد صالح العالم المشهور دفين رباط آسفى المتوفى سنة 634 وهو من أخص أصحابه فى المغرب وأجمعهم لتراثه وقد هاجر اليه خصيصا من المغرب إلى الأسكندرية فأخذ عنه وبه تربى وتأدب وتكمل وتهذب ومن اشهر أصحابه فى المشرق الشيخ أبى الحجاج يوسف بن عبد الرحيم بن غزى الأقصرى المتوفى سنة 642 – الذى كان رئيسا لأحد دواودين الحكومة الفرعية فى الأقصر هو وابن عمه جبريل بن مدين بن غزى فى عهد الملك الكامل أحد ملوك الدولة الأيوبية وقد أخذ عنه فى سن مبكرة لكنه حافظ على طريقته وسلك بها حتى آخر أيام حياته .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 30, 2022 11:05 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


99 - عبد الغنى النابلسى
(1050 – 1143 هـ ) ( 1641 م – 1731 م )



عبد الغنى بن اسماعيل بن عبد الغنى النابلسى شاعر ، عالم بالدين والأدب ، كثر من التصنيف ، متصوف ، ولد ونشأ فى دمشق فى خامس ذى الحجة سنة 1050 هـ ونشأ بها عالما جليلا فحافظا محدثا ثم اتجه الى التصوف فعكف على دراسة ما ألف فيه من كتب الرعيل الول وانتفع بكتب الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى قدس الله تعالى سره و حل ما تعثرت فيه الأفهام ، ثم عنى بالتأليف فألف فى كل فن واكثر من التآليف الصوفية فألفك كتابه ايضاح الممدود فى معنى وحدة الوجود والفتوحات المدنية فى الحضرات وأزاح الغمى عن فريق من الذين كانوا يحرمون سماع الغناء ويحرقون سامعيه من بوئقة الاسلام فى كتابه ايضاح الدلالات فى سماع الآلات (ط بيروت سنة 1302 هـ ) فأرود فيه من الآدلة النقلية ما يكم أفواه هذه القئة من المنفهة ، على أننا لو حكمنا العقل فى هذه المسألة التى كثر فيها اللغو لوجدنا أن الانسان نشأ منذ تكوينه محبا للغناء باعتبار أنه من صفات الجمال التى لازمته منذ وجوده فى الصورة العينية ، ومن أجل هذا فلا نجد أنه من الأمم كبارها وصغارها نساءها ورجالها إلا وهى تعشق السماع وتلج بالغناء بل غن الغناء وسماعه ملتصق بها لا يكاد يفارقها ولا هى فى غنية عنها والأمة التى لا تجد فيها هذا الغنائى الموهوب لها طبعا وتطبعا فهى أمة لم تذق للحياة طعما ، والغناء ككل فن فيه الحسن والقبيخ فالمذموم منه سماع الأغنية والتى لا تهدف الى الجمال والحب الشريف المقدس ، وقد نبهنا الأذهاب على هذا فى كتابنا الجندية الاسلامية وأوردنا الدلة العلمية من النقل والعقل التى تبيح اسماعوالغناء بل وكل فن يلتصق بالانسان منذ تكوينة

مات الشيخ النابلسى فى شعبان سنة 1143هـ ودفن فى مدفنه الذى ابتناه فى حياته وهو الآن مطاف الزائرين بعاصمة البلاد السورية ، ترجم له فى الاعلام والمؤرخ الاديب الاوحد ابى الفضل السيد محمد خليل المرادى المفتى بدمشق فى سلك الدرر

إذ يقول : عبد النبى النابلسى الاديب الشاعر البليغ احد الاذكياء كان له معرفة تامة فى التاريخ والادب وحفظ زائد فى انساب العرب وله ديوان فى الشعر الفائق والنثر الرائث وكان ممن تقمص بجلبات الآدب وخاط من المعانى برودا ضافية واجتنى زهرات المعارف من رياض الكمالات ومن شعره قوله يمدح صالح باشا النابلسى ابن طوقان حاكم بعلبك ويذك واقعته فيا ومطالعها

لسعدك اقبا له العز يخدم لذا بعلبك لم تزل تتبسم
بدا منك خلم مثل حلم ابن مريم فمن كانذا فقر علاه التنعم
عدلت فكل المترفين تظاهروا على من بغى بالجور والشرا برموا
نووا فتنة خابو بقلة عقلهم وقد اظهروا العصيان والثار اضرموا
ومذ جاءهم عكس وظنوا بجهلهم كظن الزرازير الذين توهموا
ارادوا فسادا للعباد بظنهم فاوقعهم فى العكس كى يتصرموا
وقد مكروا مكرا فحاق بجمعهم ومزقهم ربى وما شاء بحكم


--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


100 - العارف الصوفى محمد أبو خليل القصابى
1338 هـ - 1920 م



الشيخ محمد أبو خليل القصابى ، عارف كبير وولى شهير الذكر ، ولد بالقصابة من أعمال الغربية ونشأ تاجرا ثم اتجه الى التصوف فأخذ الطريقة البيومية عن الشيخ شناوى يوسف بعد انتقاله الى كفر النحال بالزقازيق ثم انقطع الى العبادة والنسك فظهرت عليه امارات الولاية الكبرى وقصد بالزيارات وصار معتقد العامة والخاصة وأسس الطريقة الخليلية وهى شبيه من البيومية الخلوتية أفرده بالترجمة عبد السلام الحلوانى فى السيرة الخليلية ( ط م 1339هـ ) وذكر فيها الوانا من أحواله وكراماته ومناقبه وله رضى الله تعالى عنه مقامات فى التصوف والولاية وأنفاس طويلة فى كلام القوم ما جعله قبلة الوافدين ومحك الزائرين ، مات رحمه الله تعالى يوم الأثنين 11 من شوال سنة 1338 هـ - 29 من يونية سنة 1920 م ودفن بمسجده بكفر النحال بالزقازيق - وظهر من أولاده اولاد بررة حذوا حذو والدهم فى الولاية والتقدم منهم ولده خليل صاحب الضريح المواجه لضريح والده ،وخليفته من بعده المرحوم الشيخ ابراهيم أبو خليل وقد توفى فى يوم الأحد 25 من ربيع الثانى سنة 1376 هـ - 18/11/1956 م ودفن بالمسجد وتوفيت زوجته فى يوم السبت 4 من رجب سنة 1390 هـ - 5/9/1970 م وهى والدة الشيخ محمود أبو خليل شيخ الطريقة الخليلية وأخوته
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

101 - احمد اليسوى الصوفى
562 هـ - 1165 م



المولى أحمداليسوى الصوفى ، شيخ كبير وعالم صوفى شهير الذكر من اتواك خوارزم منسوب الى مدينة ياسى وهى تركستان الحالية باسيا الوسطى ، ولد باحدى مقاطعاتها المسماة صايرام الوقاعة شرقى جيمكانت بغرب تركستان وتعرف باسم آسينيجاب أو ىق شهر وهو معروف عند الرتكستان بآنا يسوى أى بالأب يسوى ، ويقول من ترجم له إنه كان ذا أثر كبير فى نشر التعاليم الاسلامية وقواعد التصوف بين التركستان حتى قوم الكثير منهم ، وكان يخاطب الشعب بأشعاره ومنظوماته المنعمة بالروم الصوفية والتى لا يزال أثرها باقيا فيهم الى الآن ويعتبر اليسوى هو المءسس الوحيد لقواعد التصوف فى آسيا الوسطى فكان مرحولا اليه تشد اليه الرحال وتأتيه الرجال زمرا زمرا للدرس والتعليم والذكر والمذاكرة ومقامه فى التصوف يبدو من مقطعاته الصوفية – رحل اليه من مرو فلقى بها العالم الصوفى يوسف الهمذانى وتتلمذ له والشيخ حسن بن حسين نداقى والمولى لقمان الصوفى ، وبرز من خلفائه فى حوض نهر سيمون سليمان الفرغانى المدقو باقر غالى حكيم آتا أى حكيم الأب وهو الذى جمع كلامه فى التصوف وحوله من النظم الى النثر وزاول نشره فى خوازم وترجم له ترجمة حافلة – ولا تزال سيرة اليسوى عالقة بالاذهان وذكراه رطبة على كل لسان – مات رحمه الله تعالى عن سن عالية فى سنة 562هـ - 1165 م ودفن برباة بشهر سبز خارج سمرقند واعتبر ضريحه فى هذا الرباط مطاف الزائرين من كل حدث وصوب وبقى حازا مقام التقديس حتى قام تيمور لنك فى سنة 802هـ - 1399 م بتشييده وبناء قبة فخمة على ضريحه وألحق بضريحه زاوية وخانقاه للدراويش اليسوية وتعرف الآن بخانقاه مافريناه ، وحبس على هذه المؤسسة أعيانا تشتغل لصالحها وتحتفظز بعض المكتبات فى التركستان بوثيقة تيمور لنك الوقفية على هذه المؤسسة وهى بالفارسية
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

102 - ابو يعقوب يوسف الهمذانى
535هـ - 1140 م


أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن يوسف بن الحسين الهمذانى من كبار صوفية مرو ، انتقل اليها من همذان واستقر بها عالما صوفيا وأنشأ بها رباطا تصدر فيه للعلم والتذكير ، ترجم له السمعانى فى كتاب الأنساب والشعرانى فى الطبقات الكبرى والمناوى فى الكواكب الدرية وهو من أسلاف المولى أحمد اليسوى قرين الأنذاقى المتوفى سنة 555هـ - 1157 م ، توفى فى سنة 535هـ - 1140 وضريحه بمرو مزور وقد وضع له عرب المسلمية نسبا أتمموافيه نسب الشيخ مسلم البرقى وقد نبهنا على هذا الخط فيها ذكرناه فى ترجمة الشيخ مسلم



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 03, 2022 5:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

103 - أبو يزيد البسطامى
( 188 هـ - 234 هـ )



أبو يزيد طيفور بن عيسى بن سروشان ( وكان سروشان مجوسيا فأسلم ) ولطيفور أخوان هما ( آدم وعلى ن والثلاثة كانوا زهادا وعبادا واصحاب أحوال وهو من أهل بسام – بلد على الطريق إلى نيسابور – مات سنة إحدى وستين ومائتين وقيل سنة أربع وثلاثين ومائتين
قال الشرباصى فى كتاب الصوفية : واسند الحديث : عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن من ضعف اليقين أنترضى الناس بسخك الله ، وأن تحمدهم على رزق الله ، وأن تذمهم على مالم يؤتك الله ... إن روف الله لا يجره حرص حريص ، ولا يرده كره كاره ، إن الله بحكمته وجلاله جعل الروح والفرح فى اليقين والرضا ، وجعل الهم والحزن فى الشك والسخط )
ومن كلامه رضى الله عنه :
- قعدت ليلة فى محرابى ، فمددت رجلى ، فهتف برى هاتف : من يجالس الملوك ينبغة أن يجالسهم بحسن الأدب
- وسئل عن درجة العارف . فقال / ليس هناك درجة ، بل أعلى فائدة العارف وجود معروفه
- العابد يعبده بالحال ، والعارف الواصل يعبده فى الحال
- وسئل : بماذا يستعان على العبادة ؟ فقال : بالله إن كنت تعرفه
- أدنى ما يجب على العارف أن يهب له ما قد ملكه
- واذن أبو يزيد مرة ، ثم أراد أنيقيم فرأى فى الصف رجلا عليه أثر السفر ، فتقدم إليه وكلمه بشىء ، فخرج الرجل من المسجد ورجع ... فسألوه عن سر ذلك ، فقال الرجل : كنت فىالسفر فلم أجد الماء ، فتيممت ونسيت ودخلت المسجد ، فقال لى أبو يزيد ك لا يجوز التيمم فى الحضر ، فذكرت ذلك وخرجت .
- عملت فىى المجاهدة ثلاثين سنة ، فما وجدت شيئا أشد على من العلم ومتابعته ، ولولا اختلاف العلماء لبقيت ... واختلاف العلماء رحمة إلا فى تجريد التوحيد
- لا يعرف نفسه من صحبته شهوته
- الجنة لا خطر لها عند اهل المحبة ، وأهل المحبة محجوبون بمحبتهم
- من سمع الكلام ليتكلم مع الناس رزقه الله فهما يكلم به الناس ، ومن سمعه ليعامل الله به فى فعله رزقه الله فهما يناجى به ربه عز وجل
- طوبى لمن كان همه هما واحدا ، ولم يشغل قلبه بما رأت عيناه وسمعت أذناه
- من عرف الله فإنه يزهد فى كل شىء يشغله عنه
- وسئل عن السنة والفريضة فقال : السنة ترك الدنيا ، والفريضة الصحبة مع المولى ... لأن السنة كلها تدل على ترك الدنيا والكتاب كله يدل علىصحبة المولى ، فمن تعلم السنة والفريضة فقد كمل – والنعمة أزلية يجب أن يكون لها شكر أزلى

======================================================

- سيدى عمر بن الفارض (576-632 )



يقول حسن قاسم فى كرامات الأولياء
العارف بالله تعالى سلطان العاشقين ، وملاذ أهل التمكين ، ومربى الفقراء والمريدين ، وموصلهم إلى مقامات الإنزال والتمكين ، الأستاذ شرف الدين أبو حفص عمر السعدى المحمدى الهاشمى المعروف بابن الفارض قدس الله سره وأفاض علينا بره .
كان رضى الله عنه ونفع به معتدل القامة ن وجهه جميل حسن ، مشرب بحمرة ظاهرة ، وإذا استمع وتواجد وغلب عليه الحال يزداد وجهه وجمالا ونورا ، وينحدر العرق من سائر جسده ، حتى يسيل تحت قدميه على الأرض .
وكان عليه نور حياء وبهجة وجلالة وهيبة .
وكان إذا مشى فى المدينة تزدحم الناس عليه ، ويلتمسون منه البركة والدعاء ، ويقصدون تقبيل يده ، فلا يمكن احدا من ذلك ، بل يصافحه ، وكانت ثيابه حسنة ، ورائحته طيبة . وكان إذا حضر مجلس يظهر على ذلك المجلس سكون وهيبة ، وسكينة ووقار ، وكان يحضر مجلسته مشايخ الفقهاء والفقراء ، وأكابر الدولة من الأمراء والوزراء والقضاة ورؤساء الناس ، وهم فى غاية ما يكون من الأدب معه ، والاتصاع له ، وإذا خاطبوه فكأنهم يخاطبون ملكا عظيما . وكان ينفق على من يزوره نفقة متسعة ، ويعطى من يده عطاء جزيلا ، ولم يكن يتسبب فى تحصيل شىء من الدنيا ، ولا يقبل من أحد شيئا .
قال ولده سيدى جمال الدين محمد رحمه الله : سمعت والدي يقول : كنت فى أول تجريدى استأذن أبى ، وأطلع غلى وادى المستضعفين بالجبل الثانى من المقطم ، وآاوى فيه ، وأقيم فى هذه الساحة ليلا ونهارا ، ثم اعود إلى والدى لأجل بره ، ومراعاة قلبه ، وكان والدى يومئذ خليفة الحكم للعزيز بالقاهرة ومصر المحروستين ، وكان من أكابر أهل العلم والعمل ، فيجد سرورا برجوعى إليه ، ويلزمنى بالجلوس معه فى مجالس الحكم ومدارس العلم ، ثم أشتاق إلى التجريد ، فأستأذنه ن وأعود الى السياحة ، وما برحت أفعل ذلك مرة بعد مرة ، غلى أن توفى والدى ، وكان قبل وفاته قد اعتزل الناس ، وانقطع للعبادة إلى الله تعالى بقاعة الخطابة فى الجامع الأزعر زمانا ، وبعد وفاته عاوت التجريد والسياحة ، وسلوك طريق الحقيققة فلم يفتح على بشىء ، فحضرت يوما من السياحة غلى القاهرة ودخلت المدرسة السيوفية ، ووجدت رجلا شيخا بقالا على باب المدرسة يتوضأ وضوءا غيرر مرتب ، غسل يديه ، ثم غسل رجليه ، ثم مسح برأسه ، ثم عشل بوجهه ، فقلت له : يا شييخ ، أنت فى هذا السن على باب المدرسة بين فقهاء المسلمين ، وتتوضأ وضوءا خارجا عن الترتيب الشرعى ! فمظر إلى وقال : يا عمر ، أنت ما يفتح عليك فى مصر ، وغنما يفتح عليك بالحجاز بأرض مكة شرفها الله تعالى ، فاقصدها ، فقد آن لك وقت الفتح ، فعلمت أن الرجل من أولياء الله تعالى ، وأنه يتستر بالمعيشة ، وإظهار الجهل بعدم ترتيب الوضوء ، فجلست بين يديه ، وقلت له : سيدى ، واين أنا وأين مكة ؟ ولم أجد ركبا ولارفقة فى غير أشهر الحج ، فنظر إلى واشار بيده وقال : هذه مكى أمامك ، فنظرت معه فرأيت مكة شرفها الله تعالى ، فتركته ، وطلبتها فلم تبرح أمامى حتى دخلت فى ذلك الوقت ، وداءنى الفتح حين دخلتها ، وإلى هذا الفتح أشار رحمه الله فى قصيدته الدالية بقوله :
يا سميرى روح بمكة روحى شاديا إن رغبت فى إسعادى
كان فيها أنسى ومعراج قدسى ومقامى المقام والفتح بادى

======================================================


105- سيدى أحمد الرفاعى
(... – 570هـ )



يقول حسن قاسم
صاحب الكرامات الظاهرة والأسرار الباطنة ، والبوارق الناشرة ، من جعله الله أول الأربعة ، فنزل إلى الدنيا قبل الأربعة ، ووهبه سرا لم يهبه لغيره من الأولياء ، وانتهت إليه الرياسة فى علوم الطريق ، وشرح أحوال القوم ، وله كلام عال على لسان أهل الحقائق ، وهو احد من قهر أخواله ، وملك أسراراه ، وكشف مشكلات القوم وتتلمذ له خلائق لا يحصون ، حتى أنه رضى الله عنه كان مسكنه بالمشرق وله أتباع بالمغرب . وعرفته أهل العراق بأنه الرفاعى وهو ابن عام ، وملأ الأرض وهو ابن أربع سنوات ، وفاض سره على الخلق وهو ابن سبع سنوات ، وأتقن علوم القرآن وأسراراه .
وله كرامات ظاهرة ، وشهرته تغنى عن التعريف ، ولكن نذكر جملة منها تبركا فنقول من كراماته قدس الله سره العالى أنه كان يمشى إلى المجذوبين والزمنى ( مرضى ) يغسل ثيابهم ، ويحمل إليهم الطعام ، ويأكل معهم ن ويجالسهم ويسألهم الدعاء ويقول قدس الله سره : الزيارة لمثل هؤلاء واجبة لا مستحبة .
ومنها : أنه دقس الله سره وجد كلبا أجرب ، أخرجه أهل أم عبيدة إلى محل بعيد ، فتبعه إلى البرية ، وضرب عليه مظلة ، وصار يطليه بالدهن ، ويحك منه الجرب بخرقة ويطعمه ويسقيه ، حتى عوفى ، ولما برى صار يحمل له الماء الساخن ، ويغسله .
ومنها : قدس الله سره أنه كان إذا طلب منه أحد أن يكتب له دعوة ( رقية ) ، ولم يكن عنده مداد ، يأخذ الورقة ، ثم غاب مدة ، وجاء بها ، ودفعها إليه ليكتب له فيها ممتحنا له ، فلما نظر إليها ، قال : أى ولدى ، هذه مكتوب . وردها إليه من غير ضجر وكراماته قدس الله سره مشهورة .
توفى يوم الخميس وقت الظهر تانى عشر جمادى الأولى سنة سبعين وخمس مئة ، وكان يوما مشهودا لم ير مثله قط فى سائر العالم ، ودفن رضى عنه فى قبر الشيخ يحيى البخارى ، بأم عبيدة بأرض البطائح .
بلغ قدس الله سره أنه ما تصدر قط فى مجلس ، ولا جلس على سجادة ، وكان قدس الله سره يقول : أتيت الأبواب كلها فوجدتها مزدحمة بالعباد ما عدا باب التواضع ، فإنى وجدته خاليا ، فسلكته لوحدى .
وفضائله قدس الله سره كثيرة ، اللهم أمدنا بمدده ، وأنفعنا بأسراراه . آمين .
نسبـة :
أجمع الرواه والمؤرخون على أنه ينتهى نسبه من جهة أبية الى مولانا الامام الحسين ومن جهة أمه بسيدنا الحسن رضى الله عنهما – فهو احمد الرفاعى ابن صالح بن احمد بن العباسى – ونسبه الى جده السابع الذى هاجر الى المغرب هربا من اضهاد العباسيين .
أبى العلمين :
أشاره الى علمى الشريعة والحقيقة – فهو حامل لواء الظاهر والباطن وامام العلم الشرعى والحقيقى وكنيته بذلك لااتصال نسبه من جهه ابيه وأمه بالامامين الحسن والحسين رضى الله عنهما .
الرفاعــى :
روى الشيخ ابو بكر العيدروس أن الشيخ عماد الزنجى سأل السيد احمد فقال : أى سيدى ما سبب اشتهاركم بالرفاعيه ؟ فقال السيد الكبير : ( يازنجى هو انى كنت يوما جالسا فى عرفات – فاذا جماعة من الاولياء وأهل الطريق الابدال فى ذلك المجلس ، فالتفت فى جانبى فرأيت سيد المرسلين – فقال : يارفاعى : ققد أرتفعت درجتك فى الدنيا والاخره – بشارة لك فصار اسمى
فى ذلك اليوم مشهور بالرفاعى بين اهل الحضرة لانهم سمعوه من نفس النبى صلى الله عليه وسلم ) ذلك أمر التسميه الباطنيه ـ وأما تسميته الظاهرية بالرفاعى فنسبه الى جده رفاعة الحسن أبى المكارم المكى .
مولــده :
بشر مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمولد القطب الرفاعى قبل ولادته – فقد روى أن العارف الربانى سيدى منصور البطائحى رضى الله عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام وهو يقول له ( يامنصور : أبشرك أن الله يعطى الى اختك بعد اربعين يوما ولد ويكون اسمه احمد الرفاعى – ومثل ما أنا رأس الانبياء كذلك هو رأس الاولياء – وحين يكبر فخذه واذهب به الى الشيخ على القارى الواسطى واعطه له كى يربيه ... لان ذلك الرجل عزيز عند الله ولا تغفل عنه .
وقد ولد فى بيت خاله القطب البطائحى بقرية ( أم عبيده ) قرب واصل بالعراق يوم الخميس فى النصف الاول من شهر رجب سنة 512 هـ وتوفى فى عام 572 هـ ودفن فى القرية .

كراماتـــــه :

انه كان لسيدى احمد مرضعه صالحه عفيفة النفس فأعطته يوما ثديها فما قبله وأعرض عنه - فنظروا فى الامر وفحصوا فوجدوا هذه المرضعه بلا وضوء – فلما توضأت شرب من لبنها .
- روى أن سيدى احمد كان يشرب اللبن كل يوم من حين ولدته امه الى رمضان فتقيد بعدم شرب اللبن فيه الى حين جاء العيد فشربه فى اول يوم وأفطر مع الناس فيه .
-===========================================================


106 - عبد الله بن المبارك
118 – 181 هـ



اسمه عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي. عن العباس بن مصعب قال: كانت أم عبد الله بن المبارك خوارزمية وأبوه تركي، وكان يعمل لدى رجل من التجار من همذان من بني حنظلة. عن الحسن قال: كانت أم ابن المبارك تركية، وكان الشبه لهم بيناً فيه وكان ربما خلع قميصه فلا أرى على صدره أو جسده كثيراً من الشعر.
مولده قال أحمد بن حنبل: ولد ابن المبارك سنة ثمان عشرة ومائة هجرية. وقال خليفة: وفيها -يعني ثمان عشرة ومائة- ولد عبد الله بن المبارك. وقال بشر بن أبي الأزهر: قال ابن المبارك ذاكرني عبد الله بن إدريس السن فقال: ابن كم أنت فقال: إن العجم لا يكادون يحفظون ذلك ولكني أذكر أني لبست السواد وأنا صغير عندما خرج أبو مسلم قال: فقال لي: قد ابتليت بلبس السواد. قلت: إني كنت أصغر من ذلك، وكان أبو مسلم أخذ الناس كلهم بلبس السواد الصغار والكبار. وكان أبو مسلم في بداية الدولة العباسية قد ألزم الرعية كباراً وصغاراً بلبس السواد، وكان ذلك شعارهم إلى آخر أيامهم.
يقول الإمام عبد الوهاب الشعرانى فى طبقاته : ولد رضى الله تعالى عنه سنة ثمان عشرة ومائة وكانوا يقدمونه فى الادب على سفيان الثورى رضى الله عنه وكان سفيان الثورى رضى الله عنه يقولجهدت جهدى على أن أدوم ثلاثة أيام فى السنة على ما عليه ابن المبارك فلم أقدر وكان يقدم النظر فى سير الصحابة والتابعين على مجالسة علماء عصره وكان يقول اذا كانت سنة مائتين ففروا من الناس الا لحضور واجب وكان يقول اذا تعلم أحدكم من القرآن ما يقيم به صلاته فيشتغل بالعلم فان به تعرف معانى القرآن وكان رضى الله عنه يقول ما بقى فى زمانة أحد أعرف أنه يأخذ النصيحة بانشراح قلب وكان يقول من شرط العالم ان لا تخضر محبة الدنيا على باله ، وقيل له من سفلة الناس قال : الذين يتعيشون بدينهم ومان يقول كيف يدعى رجل انه أكثر علما وهو أقل من ختم نهاره يذكر كتب نهارة ذا كرا وكان يتحرى هذا العمل وكان يقول رب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل كبير تصغره النية وكان رضى الله عنه يتمثل بهذين البيتين من كلامه
وهل بدل الدين الا الملوك * وأخبار سؤ ورهبانها * لقد رتع القوم فى جيفة * يبين لذى العلم انتانها
وكان رضى الله عنه يقول مسكين ابن آدم قد وكل به خمسة أملاك ملكان بالليل وملكان بالنهار يجيئان ويذهبان والخامس لا يفارفه ليلا ولا نهارا – وكان اذا اشتهى شيأ يأكله الا مع ضيف ويقول بلغنا أن طعام الصنف لا حساب عليه ، قالوا وكانت سفرة ابن المبارك تحمل على عجلة أو عجلتين وقال أبو اسحق الطالقانى رأيت بعيرين مملؤين دجاجا مشويا لسفرة ابن المبارك وكان رضى الله عنه يطعم أصحابه ويظل هو نهاره صائما وما دخل رضى الله عنه الحمام قط وقيل له مرة قد قل المال فقل من صلة الناس فقال ان كان المال قد قد فان العمر قد نقد – وكان يقول أربع كلمات
1 – لا تثقن بامرأة 2- ولا تغترن بمال 3 – ولا تحمل معدتك ما لا تطيق
4 – وتعلم من العلم ما يننفعك فقط
وقد صنف فى مناقبة ، وعد بعضهم ما جمع من خصال الخير فوجدها خمسا وعشرين فضيلة وكان يحج عاما ويغزو عاما ، فإذا حج قبض نفقة إخوانه ، وكتب على كل نفقة اسم صاحبها ، وينفق عليهم ذهابا وإيابا من أنفس النفقة ويشترى لهم الهدايا من مكة والمدينة ، فإذا رجعوا اتخذ سماطا عليه من جفان الفالوذج نحو خمس وعشرين فضلا من غيره ، فيطعم إخوانه، ومن شاء الله ، ثم يكسوهم جديدا ، ويرد إلى كل منهم نفقته ، وذلك أنه كانت له تجارة واسعة
وقال فى العبر كان أستاذه تاجرا ، فتعلم منه ، وكان أبوه تركيا ، وأمه خوارزمية – وكان راسا فى العلم فى الذكاء ، رأسا فى الشجاعة والجهاد ، رأسا فى الكرم وقبره بهيت ظاهر يزار
ذكر فى الأعلان وفى صفوة الصفوة وفى شذات الذهب وفى الطبقات الكبرى
قدس الله سره ونفعنا بعلومه مات فى مدينة هيت بمحافظ الانبار بغرب العراق سنة 181 ومن كتبه الزهر والرقائق كتاب الجهاد وله مؤلفات لم تطبع




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 04, 2022 5:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

107 - ذى النون المصرى
( ..... – 245 هـ )



ذو النون المصرى الزاهد العابد شيخ الديار المصرية – ثوبان بن إبراهيم وقيل فيض بن أحمد وقيل فيض بن إبراهيم النوبى الإخميمى يكنى أبا الفيض ، ويقال : أبا الفياض
ولد بأخميم ومات فى ذى القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين
ويقول السيوطى فى حسن المحاضرة : ثوبان بن إبراهيم أبو الفيض ، أحد مشايخ الطريق ، ولد بأخميم وكان أوحد وقته علما وورعا وأدبا وهو أول من عبر عن علومالمنازلات ( علم المناظرة ) فأنكر عليه أهل مصر وقالوا ( أحدث علما لم تتكلم فيه الصحابة ) وسعوا به إلى الخليفة المتوكل ، ورموه بالزندقة ، وأحضره المتوكل إلى ( سامرا ) فوعظه ذى النون ، فبكى ورده مكرما ، مات سنة ست واربعين ومائتين وقد قارب السبعين
يقول المقريزى فى المواعظ والأعتبار فى الخطط المقريزية جزء 4 ص 460
فى ذكر السبعة التى تزار بالقرافة أبو الفيض ثوبان بن إبراهيم المصرى المتوفى سنة خمس وأربعين ومائتين وكانوا أولا يزورون بعد صلاة الصبح وهم مشاة على أقدامهم إلى أن كانت أيام شيخ الزوار محمد العجمى السعودى فزار راكبا فى يوم السبت بعد طلوع الشمس لآن رجليه كانتا معوجتين لا يستطيع المشى عليهما وذلك فى أواخر سنة ثمانمائة وتوفى فى عاشر شهر رمضان سنة تسع وثمانمائة فجاء بعده الزائر شمس الدين محمد بن عيسى المرجوشى السعودى ومحى الدين عبد القادر بن علاء الدين محمد بن علم الدين بن عبد الرحمن الشهير بأ بن عثمان ففعل ذلك ومات ابن عثمان فى سابع شهر ربيع الآخر سنة خمس عشر وثمانمائة فأستمرت الزيارة على ذلك وهذا من السبع الذى ذكرهم المقريزى فى خططه *

ويقول الشعرانى فى الطبقات الكبرى : ورأى الناس طيور خضر ترفرف على جنازته حتى وصلت إلى قبره رضى الله عنه فلما دفن غابت عنه .
كان يقول ذي النون المصري : إياك أن تكون للمعرفة مدعيا أو بالزهد محترفا أو بالعبادة متعلقا وفر من كل شيء إلى ربك
وسئل رضى الله عنه عن السفلة من الخلق فقال: من لا يعرف الطريق إلى الله تعالى لا يتعرفه
وكان يقول : سيأتي على الناس زمان تكون الدولة فيه للحمقى على الأكياس - والأحمق من اتبع نفسه هواها وتمنى
ويقول على باشا مبارك فى ترجمته ج5ص 57 : سيدى ذى النون المصرى هو ابو الفيض ثوبان بن ابراهيم كان أبوه نوبيا توفى سنة 245هـ وكان نحيفا تعلوه حمرة وليس بأبيض اللحية ومن كلامه رضى اله عنه إياك أن تكون للمعرفة مدعيا أو بالزهد محترفا أو بالعباد متعلقا وفر من كل شىء إلى ربك ، وسئل ذى النون المصرى عن السفلة من الخلق من هم ؟ فقال : من لا يعرف الطريق إلى الله ويقول سيأتى على الناس زمان تكون الدولة فيه للحمقى على الاكياس والأحمق من أتبع هواها وتمنى على الله الأمانى والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت . وكان ييقول للعلماء ادركنا الناس واحدهم كلما ازداد علما ازداد فى الدنيا زهدا وبغضا وانتم اليوم كلما ازداد أحدكم علما ازداد فى الدنيا حبا وطلبا ومزاحمة وادركنا هم وهم ينفقون الاموال فى تحصيل العلم وانتم اليوم تنفقون العلم فى تحصيل الاموال وسئل عن السفلة من الخلق من هم فقال من لا يعرف الطريق الى الله ولا يتعرفه وكان يقول سيأتى على الناس زمان تكون الدولة فيه للحمقى على الاكياس والاحمق من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الامانى والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت وقال رضى الله عنه اذا تكامل حزن المحزون لم تجد له دمعة وذلك لان القلب اذا رق سلا واذا جمدو غلظ سخا وكان يقول ان الله تعالى أنطق اللسان بالبيان وافتتحه بالكلام وجعل القلوب أوعية للعلم ولولا ذلك كان الانسان بمنزلة البهيمة يومى بالرأس ويشير باليد وكان يقول كنا اذا سمعنا شابا يتكلم فى المجلس أيسنا من خيره وقال له رجل ان أمراتى تقرأ عليك السلام فقال لا تقرئنا من النساء السلام *
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


108 - الشيخ أبى الخيرالتيناتى
.... - 343 للهجرة



فى مقابل تربة فخر الدين الفارسى يوجد قبر الشيخ الصالح أبى الخير التيناتى الأقطع رضى الله تعالى عنه وقد أندثرت هذه التربة وعادت لا تعرف ولكنها تجدت وعرفت حاليا بصحراء الفارسى
وأصله من المغرب سكن التينات وهى مذكورة فى معجم البلدان
تينات: كأنه جمع تِينةَ من الفواكه. فرضة على بحر الشام قرب المصيصة تجهز منها المراكب بالخشب إلى الديار المصرية. وقد سماها أبو الوليد بن الفرضي مدينة فقال في تاريخ إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد الديلمي الصوفي الخراساني قال لي أبو القاسم سهل بن إبراهيم سألت أبا إِسحاق الخراساني عمن خلفه بالمشرق فمن لقيه ورآه فذكر جماعة ثم قال وبمدينة التينات أبو الخير الأقطع واسمه عباد بن عبد الله كان من أعيان الصالحين له كرامات سكن جبل ُلبنان وكان ينسج الخوص بيده الواحدة ولا يدرى كيف ينسجه وكان تأوي إليه السباع وتأنس به ويذكر أن ثغور الشام كانت في أيامه محروسة حتى مضى لسبيله حكى عنه أبو بكر الزابي، وكان ابنه عيسى بن أبي الخير التيناتي أيضاً من الصالحين حكى عن أبيه وحكى عنه أبو ذر عبد بن أحمد الهروي وأبو بكر أحمد بن موسى بن عمار الُقرشي الأنطاكي القاضي وقيل كان أصل أبي الخير من المغرب.
تينان: تثنية التين من الفواكه. قال السكوني. تخرج من الوشل إلى صحراء بها جبلان يقال لهما التينان
لبني نعامةَ من بني أسد وفيهما. قيل:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً بأسفل ذات الطلح ممنونة رهبا
وهل قابل هاذاكم التين قد بدا كأن ذُرى أعلامه عممت عصبا
ولا شارب من ماء زلَفة شربة على العلّ منْي أو مجير بها ركبا
قال والتينان يسرةَ الجبل ويمنةَ الطريق. وأنشد أيضاً:
أحب مغارب التينين إني رأيت الغوث يأَلفُها الغريب
كأن الجار في شمجى بن جرم له نعماء أوَنسب قريب
الغوث - أبو قبائل طيء. وقال الزمخشري: التينان جبلان لبني فَقْعس بينهما واد يقال له خو وأنشد غيره.
يقول:
أرقني الليلة برق لامع من دونه التينان والربائع
وقال العوام بن عبد الرحمن:
أحقا ذرى التينين أن لستُ رائيَا فلا لكما إلا لعيَني ساكب
وفى الكواكب الدرية فى تراجم الصوفية ح 2 ص 44 : أبو الخير الأقطع التيناتى : نسبه إلى تينات قرية ببلاد المشرق ، صاحب الكرامات الغريبة والأخوال العجيبة وكان وأفر الخنو والتعطف ، ملجأ للفقراء أهل التصوف ، ذا وقار وسكون ، وأياد تغار منها الأنهار والعيون ، يسرح فى رياض الرياضة ويطوف بحرم التعبد ويخصه بالإفاضة . واصله من المغرب ، قدم المشرق فصحب ابن الجلاء وغيره وكان أوحد وقته فى التوكل ، تأتيه الهوام والسباع فتأنس به ، وتأوى إليه ، فسئل عن ذلك ، فقال : الكلاب يأنس بعضها ببعض .
ومن كلامه : لا يحوز التصدر للمشيخه إلا لمن فرغ من تهذيب نفسه ، ومن بقى عليه بقية فهو مريد ، والمريد لا يكون له مريد ، وقال : لا تسألوا الله أن يصبركم ، وسلوه اللطف بكم ، لأن تجرع مرارة الصبر شديد لمثلنا ، فإن زكريا لما بلغ المنشار لرأسه أن لشدة الوجع ، فأوحى الله إليه : وعزتى وجلال
لو صعدت منك أنة ثانية لا محون اسمك من ديوان النبوة ، وقال : الذاكر لله لا يقوم له فى ذكره عوض ، فإذا قام له عوض خرج من ذكره * وقال : ما بلغ أحد حالة شريفة إلا بلزوم الموافقة ، ومعانقة الأدب وصحبة الصلحاء وخجمة الفقراء الصادقين * وقال لا يصفو قلبك إلا بتصحيح النية لله ، ولا بدنك إلا بخدمة أوليائه ، الآخر *
وسبب قطع يده أنه عقد مع الله ألا يمد يده لشىء من نبات الأرض لشهوة فنسى وتناول عنقودا من شجر البطم فلاكه ، ثم تذكر ، فرماه ، فخرج
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------


109 - ابوالعباس البصير
(.... – 623 هـ )



أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الخزرجى الأنصارى الندلسى ، كان أبوه من ملوك المغرب ، فولد له الشيخ أطمس العينين ، فخافت أمه سطوة أبيه ، فأمرت فألقى فى البرية ، فأرضعته الغزلان ، ثم إن والده خرج إلىالصيد فلقيه ، وهو لا يشعر أنه ابنه ، وقال لزوجته : ربيه لعل الله أن يجعل لنا فيه خيرا ، فلما كبر قرأ القرآن الكريم ، واشتغل بالعلوم الشرعية إلى أن برع فيها ، ثم سافر ، فدخل الصعيد ، ثم أقام بالقاهرة يقرىء الناس وينفعهم وكان حافظا بارعا فى علم الحديث ، حافظا لمتونه عارفا بعلله ورجاله ، وكانت له الأخوال الغريبة والأساليب العجيبة وقد وقفت على قبره ودعوت الله أن يجعل لنا فيه منفعة – توفى سنة ثلاث وعشرين وستمائة ودفن تحت سفح المقطم رضى الله تعالى عنه وقدس الله سره
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

110 - أبو السعود بن أبى العشائر
... – 644



هو ابن شعبان بن الطيب الباذينى بلدة بقرب جزائر واسط بالعراق رضى الله عنه وهو من أجلاء مشايخ مصر المحروسة وكان السلطان ينزل الى زيارته وتخرج بصحبته سيدى داود المغربى وسيدى شرف الدين وسيدى خضر الكردى ومشايخ لا يحصون وكان يسمع عند خلع نعليه أنين كانين المريص فسئل رضى الله عنه عن ذلك فقال : هى النفس نخلعها عند النعال اذ اجتمعنا بالناس خشية التكبر وصام فى المهد رضى الله عنه مات بالقاهرة فى يوم الأحد تاسع شوال سنة أربع وأربعين وستمائة ودفن من يومه بسفح المقطم وقبره يزار حتى الأن ومن كلامه ينبغى للسالك الصادق فى سلوكه ان يجعل كتابه قلبه ، ومن كان الطلب شغله يوشك أن لايضل عن طريق الله تعالى ومن كان المطلوب شغله يوشك ان لا يقف فالطلب شغل الظاهر والمطلوب شغل الباطن ولا يتسقيم ظاهر الا بباطن ولا يسلم ظاهر الا بباطن و\، وكان رضى الله عنه يقول لا ينصحك من لا ينصح نفسه ولا تأمن من الغش ممن غش نفسه ، ومن رأيته يميل إليك لاجل نفعه منك فاتهمه ، وكان يقول من ذكرك بالدنيا ومدحها عندك ففر منه ومن كان سببا لغفلتك عن مولاك فاعرض عنه وعليك بحسم مادة الخواطر المشغلة التى يتولد منها محبة الدنيا واذا صدر منها خاطر فاعرض عنه واشتغل بذكره عز وجل عن ذلك الخاطر وكان يقول أحذر أن تساكن الخاطر فيتولد من الخاطر هم وربما غفلت عن الهم فيتولد منه أرادة وربما قويت الارادة فصارت هوى غالبا فاذا صارت هوى غالبا ضعف القلب وذهب نوره ورما تلف بالكلية وانعزل عنه العقل وصار كان عليه غطاء وكان رضى الله عنه يقول عليك بالاستغفال بالله فان عجزت عن الاستغفال به فعليك بالاشتغال بالله تعالى فان عجزت عن الاشتغال به فعليك بالاشتغال بطاعة الله تعالى ولا أدرى لك عذرا فى عدم الاشتغال بطاعته لانها أول درجات الترقى وكان يقول صلاح القلب فى التوحيد والصدق وفساده فى الشرك والرياء وعلامة صدق التوحيد شهود واحد لبس معه ثان مع عدم الخوف والرجاء الامن الله تعالى وأما الصدق فهو التجرد عن الكل ومحو كل ذات ظهرت وفقد كل صفة بطنت فاذا رأيت ميل قلبك الى الخلق فانف عن قلبك الشرك واذا رايت ميل قلبك الى الدنيا فانف قلبك الشك وكان رضى الله عنه يقول عليك بالاحسان الى رعيتك والرعية خصوص وهموم فالعموم العبد والامة والولد والخصوص ما وراء ذلك فعليك بروحك ثم بسرك ثم بقلبك ثم بعقلك ثم بجسدك ثم بنفسك فالروح تطالب بالشوق وسرعة السير اليه من غير قتور والسرك يطالبك بأن تخفى سرك والقلب يطالبك بالذكر له والمراقبة وان تنسى نفسك وسواه فى ذكرك والعقل يطالبك بالتسليم اليه والموافقة له وان تكون مع مولاك على نفسك وسواك والجسد يطالبك بالخدمة له وخلوص الطاعة والنفس تطالبك بكفها وحجرها عن كل ما مالت اليه وحبسها وتقييدها وان لا تصحبها ولا تستصحبها وكان يقول اياك ان تغفل عن مولاك وعما تعبدك به مولاك وتشتغل بما تعبك به عمن تعبدك بالعبادة وكان رضى الله عنه يقول اذا لم تعن بنفسك فغيرك أحرى ان يضيع نفسك وكان يقول استغفر الله من تقصيرى فى كل عبادة عدد أنفاسى وكان يقول لو استغفرت الله عز وجل بصدف واخلاص منذ أبتداء الخلق الى انتهاء الخلق من غير فتور نفس واحد من أنفاسى ما وفى استغفارى بنفس واحد غفلت فيه عن الله عز وجل فكيف وأنفاسى كثيرة واستغفارى خال عن الصد والاخلاص فقد بان نقصى وتقصيرى واذا كانت أنفاسى ذنوبا واستغفارى يحتاج الى استغفار الى ما لا نهاية له فكيف حالى نسأل الله المغفرة وكان رضى الله عنه يقول الاخلاق الشريفة كلها تنشأ من القلوب والاخلاق الذميمة كلها تنس\شأ من النفس فالصادق فى الطلب يشرع فى رياضة نفسه وطهرة قلبه حتى تتبدك اخلاقه فيبدل الشك بالتصديق والشرك بالتوحيد والمنازعة بالتسليم ا\والسخط والاعتراض بالرضا والتفويض والغفلة بالمراقبة والتفرقة بالجميعة والغلظة باللين واللطف ورؤية عيوب الناس بالغض عنها ورؤية المحاسن والقسوة بالرحمة والغل والحقد بالنصيحة والادلال بالخوف وخوف التحويل ويرى انه ما وفى حق الله تعالى فى ساعة من الساعات ولا قام بشكر ما أعطاه من فعل الخيرات وحينئذ تتحقق عبوديته ويصفو توحيده ويطيب عيشه ويعيش مع الله تعالى عيش أهل الجنان فى الجنان وهذه أخلاق الانبياء والصديقين والاوليا والصالحين والعلماء العاملين وكان رى الله عنه يقول لم تصل أولياء الله تعالى الى ما وصلوا بكثرة الاعمل وانما وصلوا اليه بالادب *




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 06, 2022 4:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


111 - أبوالحسن بن قفل
576 – 647 هـ



على بن أبى القاسم بن غزى بن عبد الله أبو الحسن الدمياطى المعروف بابن قفل ، ذكره المنذرى فى معجم شيوخه ، وقال : شيخ جليل صالح ، سمعته يقول : كان لبعض بن خيار بقرة ، فذبحوها وباعوها ، بدمياط ، يعنى فى الحصار ، فجاءت بثمانمائة دينار وسألته - وسألته عن سنه : فى ذى القعدة سنة ست وعشرين وستمائه ، فقال : أنا فى الخمسين تقديرا – توفى برباطه بقرافةمصر فى يوم الأربعاء رابع عشر ذى الحجة سنة سبع واربعين وستمائة – وقال السيوطى فى حسن المحاضرة : من صوفية مصر ، ومن كلامه : إن شئت أن تصير من الأبدال ، فحول خلقك إلى بعض خلق الأطفال ، ففيهم خمس خصال لو كانت فى الكبار لكانوا أبدالا ، لا يهتمون للرزق ، ولا يشكون من خالقهم إذا مرضوا ، ويأكلون الطعام مجتمعين ، وإذا تخاصموا لم يتحاقدوا وتسارعوا إلى الصلح ، وإذا خافوا جرت عيونهم بالدموع
=========================================================

112 - سيدى أبو العباس المرسى
( ... – 686 )



إمام دائرة المحققين ن قطب الأصفياء ، وسكردان (1) الأولياء ، أحد صدور المقربين ، صاحب الكرامات الظاهرة ، والمآثر العالية الزاهرة ، القدوة المحققي سيدى أبو العباس أحمد المرسى الأنصارى الشاذلى رضى الله عنه ، ونفعنا بعلومه آمين . كان رضى الله عنه من أكابر العارفين ، لم يرث علم الشاذلى رضى الله عنه غيره ، وهو أجل من أخذ عنه الطريق ،
-----------------------------------------------------------
(1) السكردان : شبه خزانة يحفظ فيها المشروب والمأكول
----------------------------------------------------------
ولم يضع رضى الله عنه كتبا ، وكان يقول : علوم هذه الطائفة علوم تحقيق ، وعلوم التحقيق لا تسعها عقول عموم الخلق ، وكذلك شيخه أبو الحسن الشاذلى قدس سره ، كان يقول : كتبى أصحابى .
وقال فى حقه : ووراث علم الشاذلى حقيقة وذلك قطب فاعلموه وأوحد
- وكان رضى الله عنه يوصى الأستاذ زكى الدين الأسوانى ، ويقول له : يا زكى الدين ، عليك بأبى العباس ، فوالله ما ولى إلا وقد أظهره الله عليه ، يا زكى ، أبو العباس هو الرجل الكامل .
- وكان الأستاذ أبو العباس يقول عن نفسه : والله ، ما سار الأولياء والأبدال من قاف (1) إلى قاف حتى يلقوا واحدا مثلنا ، فإذا لقوه كان يغنيهم .
- وكان رضى الله عنه يتحدث فى سائر العلوم ، ويقول : شاركنا الفقهاء فيما هم فيه ، ولم يشاركونا فيما نحن فيه .
- وكان فى المعارف والأسرار قطب رحاها ، وشمس ضحاها، تقول إذا سمعت كلامه : هذا كلام من ليس وطنه إلا غيب الله ، هو بأخبار أهل السماء أعلم منه بأخبار أهل الأرض .
- وكان لا يتحدث إلا فى العقل الأكبر ، والاسم الأعظم ، وشعبه الأربع ، والأسماء ، والحروف ، ودوائر الأولياء ، ومقامات الموقنين والأملاك والمقربين من العرش ، وعلوم الأسرار ، وإمداد الأذكار ، ويوم المقادير ،وشأن التدابير ، وعلم البدء ، وعلم المشيئة ، وشأن القبضة ، ورجال القبضة
(1) قاف : مذكور فى القرآن ذهب المفسرون إلى أنه الجبل المحيط بالأرض ، قالوا: وهو من زبرجدة خضراء وإن خضرة السماء من خضرته ، قالوا : وأصله من الخضرة التى فوقه وإن جبل قاف عرق منها ، قالوا : وأصول الجبال كلها من عرق جبل قاف ، ذكر بعضهم أن بينه وبين السماء مقدار قامة رجل ، وقيل : بل السماء مطبقة عليه ، وزعم بعضهم أن وراءه عوالم وخلائق لا يعلمها إلا الله تعالى ، ومنهم من زعم أن ما وراء معدود من الآخرة ومن حكمها ، وإن الشمس تغرب فيه وتطلع منه وهو الستار لها عن الأرض ، وتسميه القدماءالبرز ( معجم البلدان 4/298 )

========================================================

113 – الشيخ محمد بن خليل
1224 - 1344



الشيخ العارف بالله شيخ الطريقة الشاذلية ، محمد بن خليل بن ابراهيم بن محمد بن على – أبو المحاسب القاروجى الحنفى الشاذلى الصوفى ، ولد بطرابلس الشام ليلة الأثنين ثانى عشر ربيع الأول سنة 1224 – وجاء الى مصر فى سنة 1239 والتحق بالأزهر فى سنة 1244 حضر فيه على القويسنى والأشمونى والعطار والأمير الصغير والباجورى والتميمى وأخذ الطريقة الخلوتية عن الشيخ محمد بن صالح السباعى ، والشاذلية عن الشيخ محمد البهى المرشدى ، والدرقوية عن ابى محمد عبد القادر بن أحمد الكوهن الفاسى قريب والد مؤلف الكتاب هذا حين حلوله بمصر فى سنة 1253 والنقشبندية والبيومية والسنوسية عن الميرغنى وابن أخيه السيد محمد عثمان وعلى بن سلطان البيومى وعبد الله بن محمد بن حسين الدرعى الناصرى والسيد محمد بن على السنوسى وأكثر من الأخذ عن الشيوخ حتى أربت شيوخع على المائة ( أفرده بالترجمة المرحوم الشيخ عبد القادر الأدهى الطرابلسى المتوفى فى سنة 1320 ) ونسبه كعادة الأخوان الى على المعروف بأبى قورة بن محمد الشهير بالقصيبانى ومنه الى الشيخ عبد السلام بن مشيش ، وهذا النسب لا يعرف فى ذرية الشيخ مشيش كما بينه صاحب الدرر البيهة فيما تقدم من هذا الكتاب والشيخ القاوؤجى فى هذه الجفنة كان العالم المنقطع النظير لصلاحه وتقواه وعلمه ملأ الدنيا علما وألف وصنف فى علوم شتى فى تفسير الى حديث الى فقه الى أدب الى لغة الى فلك الى طبيعة الى حساب الى رياضة الى غير ذلك ، وهو العالم الذى جمع بين العلوم بشقيها وأوغل فى التصوف حتى بلغ به أرقى مقام وكان مطاف رواد العلم من كل حدب وصوب وتصدر للذكر والتذكير وانتفع الناس بعلمه وكتبه وملئت به الاسماع والأبصار وكانمع تفوفه فى العلم على قدم كبير من المعرفة والكرامة الصادقة ،ولما كان الشيخ القاوؤجى بمصر وكان على أهبة السفر الى الحجاز فى السنة التى توفى فيها سئل فى رجب من هذه السنة ثلاث مسائل
( الأولى ) هل يرجع الخديو اسماعيل باشا الى مصر وذلك على أثر مغادرته القطر المصر وتلهف الشعب المصر على عودته فقال يرجع ولكن لا تستفيدون منه ، اشارة الى أنه يرجع ميتا وقد تحققت هذه النبوءة الصادفى فى 1312
( الثانية ) كانت سؤالا عن حال السلطان عبد الحميد وما انتابه وحاق به على أثر ما حدث من ارتباك الأحوال وما اتبعه من الخطة السياسية التى اسقطة فى أيدى الاعداء والمناورين له فقال عبد الحميد فى الآخرين كعرم بن الخطاب فى الأولين ، وقد حققت الحوادث صحة ما قال ،وصدق على عبد الحميد أن يقال فيه ما قاله عن نفسه أبو فراس الحمدانى المتوفى قتلا فى سنة 357 فى قصيدته المشهورة
سيذكر فى قوى أذا جد جدهم – وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر
( والسؤال الثالث ) عن خروج الانجليز من مصر وقد كانوا احتلوها سنة 1299 وأعلنو أنهم سيخرجون منها بعد توطيد الأمن وحفظ العرش ، فامتنع عن الأجابة أولا ، فأعادو عليه المسألة اكثر من مرة فأجابهم بقوله تعالى ( وكان أمر الله قدرا مقدورا ) وكانت علاثم الأسف والحزن تبدو على وجهه وظهر كأنه قاكع الأمل من خروجهم والانجليز الى يومنا راسخة القدم فى أرض مصر ، ثم سافر الشيخ بعد ذلك الى مكة شرفها الله تعالى ومات بعد منصرفة من الحج ودفن بالمعلا فى جوار قبر أم المؤمنين السيدة خديجة عليها صلوات الله تعالى وسلامه ( وخلفه ) ولده الصالح محمد ابو الفتح وعمر نيف وثمانين سنة ومات سنة 1346 بالقاهرة ودفن بزاويتهم خارج باب البرقية بصحرا راشى تجاه جامع الشرقاوى ، وهو بكر أولاده 0 وكان له ولده الآخر الشيخ كمال الدين رام السير على الطريق التى كان عليها والده فعاجلته المنية وهو ابن سبع وخمسين ولم يستكمل السير الذى قصد اليه ( ومات سنة 1344 ودفن بالزاوية المذكورة وخلفهما ولده الثالث الشيخ جمال الدين القاوؤجى ( وللشيخ ) أبى المحاسن ذرية بنون وحفدة ونواده فى مصر وطرابلس والشام ولكن ليسوا مثله ولا على شاكلة بحكم الدورة الزمنية ، والله تعالى يبارك فى خلفه ويلحقه بسلفه وقد اتصل سندنا بسند الشيخ القاوؤجى من طرق منها عن أخص أخصحابه المرحوم الشيخ مصطفى نسيم الشاذلى بك وهو ممن لازمه ملازمة كلية بالأزهر

=======================================================

114 - الشيخ عبد الهادى نجا الأبيارى



الشيخ عبد الهادى نجا بن رضوان الأبيارى الشافعى ، عالم جليل انحدر من اسرة عريقة فى النسب والعلم ، ، ولد فى أبيار سنة 1236 – 1821 وحضر بالأزهر على الشيخ الباجورى والدمنهورى والمبلط وغيرهم وتصدر للتدريس والاقرار بالأزهر وفى بيته ، وولمثانته فى العلم وحسن أحلاقه طاف الناس حوله وكثر الأخذ عليه وعلا ذكره ، وعينه الخديو عباس باشا معلما لولده المرحوم ابراهيم الهامى باشا وجدد له فى سنة 1266 ، مسجد الشيخ بن الست امالفضل بنت الشيخ احمد بن على الشعرانى ( ابن أخت العارف الاستاذ الامام سيدى عبد الوهاب الشعرانى رضى الله تعالى عنهما ) وهو الكائن بحارة غلمان الصاحية داخل حارة الجعيدية بالقرب من البيدرية ورحبة الأيدوى ( شارع العلوة بكفر الزغارى بالقاهرة ) وعهد الخديو توفيق الى المترجم تعليم انجاله ن ومن أشهر الأخذين عليه الشيخ حسن الطويل الشافعى والشيخ محمد البسيونى وغيرهما خلق كثير ، وامتاز المترجم من بين علماء العصر بمشاركته لكل علم وجمعه بين العلوم الشرعية والكونية وكان معتقد الخديو بين الثلاثة عباس باشا واسماعيل باشا والمرحوم توفيق باشا ومعلما لأولادهم ، واتجه ناحية التأليف فألف فى فنون شتى فى اللغة والأدب والحديث والتصوف وأربت مؤلفاته على الربعين وبعضها ظهر بالمطبعة المصرية ، توفى رحمه الله تعالى فى هذه السنة ودفن بالمسجد المذكور تجاه ضريح الشيخ اسماعيل الشعران المذكور وله وقف خيرى على هذا المسجد تنظر عليه الأوقاف وقرأت على قبره أبياتا من نظم الشيخ الكتانى



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 07, 2022 2:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

115 - سيدى عبد القادر الجيلانى
470 – 561



أبو صالح سيدى عبد القادر الجيلانى ابن السيد موسى ابن السيد عبد الله بن السيد يحيى الزاهذ الحسينى قدس الله سره العالى
ولد رضى الله عنه سنة سبعين وأربع مئة بجيلان ، وتوفى ببغداد سنة واحد وستين وخمس مئة
وقد أفرده الناس بالتىليف ، ونحن نذكر جملة مما ذكروه تبركا ، فنقول:
كان قدس الله سره فى طفولته يمتنع عن الرضاعة فى رمضان ، عناية به من الملك المنان ، فلما ترعرع سار إلى طلب العلم النافع فى الدارين ، فتفقه على جملة فضلاء كاملين ، واقتبس منهم العلوم والفنون حتى صار من الواصلين ، وأخذ علم الطريقة عن العارف بالله أبى الخير سيدى حماد الدباس قدس الله سره ، ولبس الخرقة المباركة من أبى سعد ، وتأدب بآدابه الزكية ، حتى لاحت عليه أنواره السنية ، ولم يزل ملحوظا بالعناية الربانية ،عارجا فى معارج الكمال بهمته الأبية ، آخذا نفسه بالجد والاجتهاد حتى مكث خمسا وعشرين سنة سائرا فى صحراء العراف ، وفى خراباته حتى وصل إلى العزيز الغفار .
وكان لباسة جبة صوف ،وعلى رأسه خريقة ، يمشى حافيا فى الشوك ، ويقتات ثمر الأشجار ، وقمامة البلق التى ترمى من ورق الخس من شاطىء الأنهار ، وفى ايام لم يشرب الماء ، ولم يأكل الكعام ، ومكث على ذلك السنين الطوال ، حتى فتح الله له الأبواب ، وطرقته من الله الحال ، وآن أوان الوصال وبدت على وجهه أنوار الجمال ، فظهر للناس ، واشتهر أمره فى ذلك الحين ، وانتهت اليه الرياسة فى وقته ، ودانت له ملوك الأرض بأسرها ، وعرفته أهل الأرض والسماء ، وناظر العلماء ، وأرشد الصلحاء ، واضطربت من هيبته الألباب ، ونزلت بساحتهالأقطاب والأنجاب ، وكان قدس الله سره يفتى على المذهبين ، ويتكلم على أسرار الفريقين . وفضائله قدس الله سره شهيرة ، وأحواله أنور من شمس الظهيرة ، نفع الله به المسلمين - توفى قدس الله سره ببغداد ودفن بها ومقامه عليه من الله الرضوان ، تقصده أمة الإسلام من سائر البلدان ، ويتوسلون به إلى الله ، ويسألونه الغفران . اللهم أمدنا بمدده . آمين
========================================================

116 - سيدى إبراهيم الدسوقى
( ..... – 676 )



القرشى الحسينى الهاشمى الشاذلى ابن سيدى أبى المجد ، ألفت فى مناقبه مؤلفات بلغت حد التواتر ، ذكرت من فضائله ما لا تحصوه العقول ، والحق أن ما ذكر فهو نقطة فى بحر زاخر تلاطمت أمواجه ، وتكفينا شهرته فى العالم الإسلامى بأسره .
كان قدس الله سره من صدور المقربين ، وكان صاحب كرامات ظاهرة ، ومقامات فاخرة ، ومآثر ظاهرة ، وبصائر باهرة ، وأحوال خارقة ،وأنفاس صادقة ، وهمم عليه ، ورتب سنية ، وإشارات سنية ، ونفحات أقدسية ، ومحاضرات قدسية ،ونفحات روحانية ،وأسرار ملكوتية – له المقام العالى ، والقدم الراسخ ، والمعراج الأعلى ،والمنهاج الأسنى ، والطود الأرفع ، واليد البيضاء ،والباع الطويل ، والكشف الخارق .
وهو أحد من أظهره الله عز وجل إلى الوجود ، وابرزه رحمة للخلق ،وأوقع له القبول التام عند الخاص والعام ، وصرفه فى العالم ، ومكنه فى احكام الويلاة ، وقلب له الأعيان ، وخرق له العادات ، وأنظفه بالمغيبات ، وأظهر على يديه العجائب ، وصومه فى المهد ، قدس الله سره العالى
ومن كلامه قدس الله سره : أنا موسى فىمناجاته ، أنا على فى حملاته ، أنا كل ولى فى الأراضى ، جميعهم بيدى ، أنا بيدى ابواب النار غلقتها ، أنابيدى جنة الفردوس فتحتها ،أنا تجلى على ربى ليلة ولادتى ، وقال : غدا أول الشهر صم يا إبراهيم ، فصمت وأنا ابن ليلة واحدة ، أنا فككت طلاسم سورة الأنعام التى لم يقدر على فكها الشاذلى خالى – وكلامه رضى الله عنه كله من هذا القبيل على لسان الحال نفعنا الله به
ومناقبه كثيرة ذكرنا منها جملة بقصد التبرك ، كان قدس سره لم يغفل قط عن المجاهدة ن وكان إذا مر فى الأسواق له هيبة عظيمة لكل من رآه ، وكانت الناس تهاب أباه سيدى أبا المجد القرشى وذلك لما فى ظهره ، وبشرته الأولياء قبل مولده ، وقيل له : سيولد لك ولد يكون له شأن عظيم
توفى رحمه الله تعالى سنة ست وسبعين وست مئة ، وله الشهرة التامة عند أهل مصر من مشرقها لمغربها ، وتظهر كرامات كثيرة لزائريه ، ومن اراد الوقوف على حقيقته فعليه بالجوهرة المصونة له ، فقد تكلم فيها قدس سره بأسارا لم تخطر على بال ، واباح فيها مشاهداته فى حضرة الدلال وحضرة الكمال ما يبهر عقول الرجال ، أمدنا الله بمدده ، وأماتنا على حبه ، ومتعنا بأنواره ،والنزول بأعتابه . آمين
========================================================

117 - أبو عبد الله محمد بن سعدون
( ... – 485 )



أبو عبد الله محمد بن سعدون بن على بن بلال القيروانى ، أصله من القيروان ولقى بمكة أبا بكر المطوعى ، فحمل عنه تواليفه فى التصوف وغيرها واستقر اخيرا بأغمات (1) وريكة وبها مات سنة خمس وثمانين واربعمائة ، وأهل أعمات إلى الآن يستشقون بتراب قبره وكان من أهل العلم والفضل - حدثنى على بن عيسى عن شيوخه أن فقيها من فقهاء أغمات وقف عند قبر ابن سعدون فسمعه يعض الصالحين يتكلم معه فقال له ذلك الصالح : سمعتك تتكلم عند قبر ابن سعدون ، فقال له ذلك الفقيه : أنت رجل صالح ، ولولا ذلك ما حدثتك ، فاكتم على ؛ أشكلت عن مسالة ، فبحثت عنها ، فلم أجدها فأتيت قبر ابن سعدون ، فذكرت له المسالة ، فقال لى من قبره : اطلبها فى الديوان الفلانى

عجائب صنع الله فى الخلق حكمة تدل على توحيده بشواهد
فلا ينكر الزنديق لله قدرة فغير نكير منه خرق العوائد


======================================================

118 - أبو عمران موسى
(... – 430 )


أبوعمران موسى بن عيسى ابن ابى حاج الفاسى – أصله من مدينة فاس ونزل القروان فأخذ عن أبى الحسن القابسى ثم رحل إلى بغداد فحضر مجلس القاضى ابى
-----------------------------------------------------------------
(1) اغمات وريكة على بعد حوالى ثلاثين ميلا شرقى مدينةمراكش عند قدم جبال الأطلس
بكر بن الطيب ، ثم عاد إلى القيروان وبها مات لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة ثلاثين واربعمائة ، وكان مقدما فى الفضل والإمامة ، نقل أبو عبد الله محمد بن عمار الميورقى عن أبى القاسم عبد الجليل بن أبى بكر الديباجى قال : جرت عندنا بالقيروان مسألة فى الكفار هل يعرفون الله تعالى أم لا ، فوقع فيها اختلاف كثير وتنازع بين العلماء وتجاوز ذلك إلى العامة وكان أكثرما يلهج بها رجل من المؤدين يركب حماره ثم يذهب من واحد إلى آخر لا يترك متكلما ولا فقيها إلا ويناظره فى هذه المسألة ، فذكرت الحكاية لرجل من تجار العامة ركبت معه البحر فقال لى : على الخبير بها سقطت ! هذه المسألة كما أخبرك الشيخ أبوالقاسم عبد الجليل يجريانها حتى تمارى الناس فيها عندنا بالأسواق وقال بعضهم لبعض وخرجوا عن حد الاعتدال ( من الجدال ) إلى القتال ، فقال قائل منا : لو ذهبنا إلى الشيخ أبى عمران لشفانا من هذه المسألة . قال ك فقمنا إليه جماعة أهل السوق ، فأتينا باب داره واستأذنا عليه ، فأذن لنا فدخلنا عليه فقال : ما لكم ؟ فقلنا له : اصلح الله الشيخ ، انتعلم أن العامى إذا حدثت بها حادثة انما يفزعون إلىعلمائهم وهذه المسألة قد جرى فيها ما بلغك وما لنا شغل فى الاسواق إلا الكلام فيها والخضو فيها حتى يقوم بعضنا لبعض ، فقال لهم الشيخ إن أنتم أنصتم وأحسنتم الاستماع أجبتكم بما عندى ، فقلنا : ما نحب منك إلا جوابا على مقدار أفهامنا فقال لهم : بالله التوفيق ! فأطرق ساعة ثم رفع رأسه إلينا وقال : لا يكلمنى منكم إلا واحد ويسمع الباقون ، قنلا له : نعم . فقصد واحدا منا وقال له : أرأيت ، لو أنك لقيت رجلا فقلت له : أتعرف الشيخ أبا عمران الفاسى ؟ فقال لك : أعرفه ، فقلت له : صفه لى . فقال : نعم ، هو رجل يبيع البق والحنطة والزبيب فى سوق ابن هشام ويسكن بصرة ، أكان يعرفنى ؟ قال : له ، لا ، قال : فلو لقيت آخر ، فقلت له : أتعرف الشيخ أبا عمران ؟ فقال لك : أعرفه ، فقلت له : صفه لى ، فقال لك : نعم ، هو رجل يدرس العلم ويدرس ويفتى الناس ويسكن بقرب السماط. أكان يعرفنى ؟ قال له : نعم ، قال ه : والأول ما كان يعرفنى ، قال : لا ، قال لهم الشيخ فكذلك الكافر ، إذا قال إن لمعبوده صاحبة وولدا وانه جسم من الأجسام وقصد بعبادته من هذه صفته فلم يعرف الله ولا وصفه بصفته وهو بخلاف المؤمن الذى يقول إن معبوده الله الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) فهذا قد عرف الله ووصفه بصفته وقصد بعبادته من يستحق الربوبية سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ، قال : فقامت الجماهة غليه وقالوا له : جزال الله من عالم خيرا ! لقد شفيت ما فى نفوسنا ، ودعوا له كثرا وانصرفواعنه ،ولم تجر هذه المسألة بالقيروان بعد ذلك المجلس واكتفوا فيها بقول الشيخ وبيانه رحمه الله تعالى
========================================================

119 - أبومحمد عبد العزيز التونسى
( ... – 486 )



أصله من تونس وأخذ الفقه عن أبى عمران الفاسى وأبى اسحاق التونسى(1) واستقر أخيرا بأغمات وبها مات سنة ست وثمانين وأربعمائة وقبره بقرية قرب اغمات ويعرف هنالك بسيدى التونسى وقف عليه ابن مليح وذكره فى أنس السارى والسارب أنه أبو عبد الله بن محمد - ودرس الناس الفقه ثم تركه لما رآهم نالوا به الخطط والعمالات وقال : صرنا بتعليمنا لهم كبائع السلام من اللصوص وكان ورعا متقللا من الدنيا ، هاربامن أهلها ، حدثنى بذكل كله أبو القاسم أحمد بن يزيد عن أبىالقاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود الأنصارى عن ابىى الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبى (2)

---------------------------------------------------------------------
(1) هو الفقيه الجليل إبراهيم بن حسن بن إسحاق ، كان مدرسا بالقيروان وامتحن فيها مع الفقهاء سنة 437هـ ومات سنة 443هـ ذكر فى ترتيب المدارك طبعة بيروت والديباج وفى وفيات ابن قنفذ
(2) هو علم سبتة والمغرب فى العلم والورع ولد بسبتة سنة 476 وتوفى بمراكش سنة 544هـ
إن لله عبادا فطنـــــــــا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
فكروا فيها فلما علموا أنها ليست لحى وطنا
جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا

حدثنا يحيى بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن الأخنس عن شيوخه أنهم سألو عبد السلام التونسى عن عمه عبدالعزيز وعن أحواله فقال : لا أطيق أحواله ولا أقدر عليها ؛ فمنها انى كنت أسيح معه على ساحل بحر المرب فأقمنا أياما لم نجد شيئا نأكله إلى أن أضربنا الجوع ، فبينما نحن نسير يوما على ساحل البحر إذ قال لى : يا عبدالسلام ، هذا القوت ! فنظرت ، فإذا سمكة قد لفظها البحر ح فقطعت منها بالسكين فقلت له : أحمل هذا إلى أن اجد الملح والنار فاصنع منه ما نأكله فقال لى : يا عبد السلام أفى كل مكان يوجد الملح والنار ؟ فأخذ القطعة من السمك ونهش نهئة بأسنانه وابتلع وقال لى : اما أنا فقداكتفيت ، وأما أنا فلم أقدر أن أفعل كما فعل
وحدثوا عن عبدالعزيز أن المصامدة أخذوا عنه الفقه ثم عادوا إلى بلادهم فسادوا فى أقوامهم بما تعلموه من الفقه وصاروا قضاة وشهودا وخطباء وغير ذلك من المراتب فذهب عبدالعزيز فى بعض سياحته إلى أقصى أرض المغرب فكلما مربقوم تلقوه ، فوجد تلامذته قد نالوا الخطط والمراتب بما تعلموه مه ، فقطع تدريس الفقه وأمر تلامذته بالنظر فى رعايةالمحاسبى ونحوها من علوم التصوف إلى أن عثر على بعض تلامذته وقد وقعوا من اجهل الفقه فى الربا فقال: سبحان الله كرهت تدريس الفقه خوفا من أن تنال به الدنيا ،فضيعتم معرفة الحلال والحرام ! فعاد إلى تدريس الفقه وكان عبد العزيز زاهدا فى الدنيا متفشفا وكان يقتات مدا من الشعير فى اثنى عشر يوما وهو مع ذلك ، قادر على تدريسه وأوراده فإذا اقتاد مدا فى عشرين يوما لم يضعف إلا عن التدريس خاصة
===================================================

120 - أبو على الروذبارى


أبو على أحمد بن محمد بن القاسم بن منصور بن شهريار بن مهرذاذار بن فرغدد بن كسرى – كذا ذكره الشرباصى فى رجال التصوف وقال كذا ذكره لى عبد الله بن على قال سمعا أبا عبد الله أحمد بنعطاء الروذبارى يقول ذلك وهو من أهل بغداد سكن مصر وصار شيخها ومات بها
وفى كتابنا المقامات فى الجزء الثانى

( شيخ الصوفية ) أبو على الروذبارى

( ..... – 322هـ )

بجوار تربة ذى النون المصرى وبين مشهد رابعة العدوية والمحراب يوجد تربة
شيخ الصوفية أبو على الروذبارى وقد أندثر قبره من قبل الأهالى وبسؤالى عنه
أخبرتنى أحد سكان المنطقة بأنه كان يوجد عمود به كتابة قديمة عليها أسمه ولكن
هذا العمود قد أختفى من هذا المكان .
فى سير أعلام النبلاء الطبقة الثامنة عشر ص 2654
أبو علي الروذباري شيخ الصوفية.
قيل: اسمه: أحمد بن محمد بن القاسم بن منصور وقيل: اسمه حسن بن هارون.سكن مصر صحب الجنيد وأبا الحسين النوري وأبا حمزة البغدادي وابن الجلاء. وحدث عن: مسعود الرملي وغيره وقال: أستاذي في الفقه ابن سريج وفي الأدب ثعلب وفي الحديث إبراهيم الحربي. وعن الجعابي قال: رحلت إلى عبدان فأتيت مسجده فوجدت شيخا فكلمته فذاكرني بأكثر من مئتي حديث في الأبواب وكنت قد سلبت في الطريق فأعطاني ما عليه فلما دخل عبدان المسجد اعتنقه وبش به فقلت لهم: من هذا؟ قالوا: هذا أبو علي الروذباري. قيل: سئل أبو علي عمن يسمع الملاهي ويقول: هي حلال لي لأني قد وصلت إلى رتبة لا يؤثر فيه اختلاف الأحوال فقال: نعم قد وصل ولكن إلى سقر.وقال: أنفع اليقين ما عظم الحق في عينك وصغر ما دونه عندك وثبت الرجاء والخوف في قلبك. قال أبو علي الكاتب: ما رأيت أحدا أجمع لعلم الشريعة والحقيقة من أبي علي.
قال أحمد بن عطاء الروذباري: كان خالي أبو علي يفتي بالحديث.
قلت: توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمئة. أخذ عنه: ابن أخته ومحمد بن عبد الله الرازي وأحمد بن علي الوجيهي ومعروف الزنجاني وآخرون
وفى شذرات الذهب ج4 ص 118
أبو على محمد بن أحمد بن القاسم الروذبارى البغدادى الزاهد المشهور الشافعى قال الإسنوى : وهو براء مضمومة وواو ساكنة ثم ذال معجمة مفتوحة ثم باء موحدة وبعد الألف راء مهملة وياء النسب . كان فقيها نحويا حافظا للأحاديث ، عارفا بالطريقة ، له تصانيف كثيرة وأصله من بغداد ، من أبناء الوزراء والكبار يتصل نسبه بكسرى فصحب الجنيد حتى صار أحد أئمة الوقت وشيخ الصوفية وكان يقول أستاذى فى التصوف الجنيد وفى ا لحديث إبراهيم الحربى وفى الفقه ابن سريج وفى النحو ثعلب * سكن مصر وتوفى بها وقد اختلف فى اسمه فقال الخطيب وابن السمعانى إنه محمد وقال ابن الصلاح فى الطبقات أنه أحمد وقيل الحسن
وفى الرسالة القيشرية ج 1 ص 119
أبو على أحمد بن محمد الروذبارى ** بغدادى ** أقام بمصر ومات بها سنة 322 ** صحب الجنيد والنورى وابن الجلاد والطبقة ** أطرف المشايخ وأعلمهم بالطريقة ** سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى رحمه الله يقول : سمعت أبا القاسم الدمشقى يقول : سئل أبو على الروذبارى عمن يسمع الملاهى ويقول : هى لى حلال ، لأنى وصلت الى درجة لا تؤثر فى اختلاف الأحوال ** فقال : نعم ، وقد وصل ، ولكن غلى سقر** وسئل عن التصوف ، فقال : هذا مذهب كله جد ، فلا يخلطوه بشىء من الهزل * سمعت محمد بن الحسين يقول : سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا على الروذبارى يقول : من علامة الاغترار أن تسىء فيحسن الله إليك ، فتترك الإنابة والتوبة ، وتوهما أنك تسامح فى الهفوات ، وترى أن ذلك من بسط الحق لك
وقال : كان أستاذى فى التصوف : الجنيد ، وفى الفقة : أبو العباس بن شريح ، وفى الأدب : ثعلب ، وفى الحديث : إبراهيم الحربى *



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 08, 2022 2:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

121- سيدى ياقوت العرشى
( 627 – 707 )


يقول حسن قاسم

أبو الدر بن عبد الله الحبشى كان شيخا صالحا ، ذا هيبة ووقار ، إماما فى المعارف عابدا زاهدا ، وهو من أجل من أخذ عن الشيخ أبى العباس المرسى رضى الله عنه .
واخبر به سيد أبو العباس رضى الله عنه يوم ولد ببلاد الحبشة وصنع له عصيدة أيام الصيف فى الاسكندرية ، فقيل : إن العصيدة لا تكون إلا فى أيام الشتاء . فقال : هذه عصيدة أخيكم ياقوت ، ولد ببلاد الحبشة ، سوف يأتيكم ، فكان الأمر كما قال .وهو الذى شفع فى الشيخ شمس الدين بن اللبان ، لما أنكر على سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه وسلب علمه وحاله ، بعد أن توسل بجميع الأولياء .
وسمى بالعرشى لأن قلبه كان لم يزل تحت العرش ، وما فى الأرض إلا حسده ، وقيل لأنه كان يسمح أذان حملة العرش .
وكان رضى الله عنه يشفع حتى فى الحيوانات ، وجاءته مرة يمامة فجلست على كتفه ، وهو جالس فى حلقة الفقراء ، وأسرت إليه شيئا فى أذنه ، فقال بسم الله ، ونرسل معك أحدا من الفقراء ، فقالت : ما يكفينى إلا أنت ، فركب بغلة من الاسكندرية وسافر إلى مصر العتيقة ، ودخل إلى جامع عمرو بن العاص فقال : أجمعونى على فلان المؤذن ، فأرسلوا وراءه ، فججاء فقال : هذه اليمامة أخبرتنى بالاسكندرية أنك تذبح فراخها كلما تفرخ فى المنارة ، فقال : صدقت ، قد ذبحتهم مرارا ، فقال : لا تعد ، فقال : تبت إلى الله تعالى ، ورجع الأستاذ إلى الاسكندرية ، رضى الله تعالى عنه .

ومناقبه رضى الله تعالى عنه كثيرة مشهورة بين الطائفة الشاذلية بمصر وغيرها .
توفى رضى الله عنه بالاسكندرية ثامن عشر جمادى الآخر سنة سبع مئة وسبع عن ثمانين عاما ، ومقامه بالاسكندرية رحمه الله كعبة الزوار ، تقصده الناس كبيرهم وصغيرهم للزيارة والتبرك ، نفعنا الله به .

وفى الطبقات الدرية للمناوى ج3 ص 71 :

( 682 ) ياقوت الهرشى الحشى ، أجل تلامذة العارف المرسى ، كان اذا شهدت شهدت له بالولاية واذا شهدك أشهدك الهداية * اخبر به المرسى يوم ولد بالحبشة وصنع له عصيدة أيام الصييف باسكندرية ، فقيل : هى لا تكون إلا فى الشتاء ! فقال : هذه عصيدة ولدنا ياقوت ببلاد الحبشة ، وسيأتيكم ! اوهو الذى شفع فى الشمس بن اللبان حين سلبه البدوى عمله وحاله بعد أن توسل بجميع أولياء عصره ن فلم يقبل البدوى شفاعتهم فسافر من اسكندرية إلى قبر البدوى ، فسأله ، فأجابه ، ورد عليه حاله وعمله .
وسبب مجيئة للمرسى ، أن تاجرا اشتراه مع عبيد ، فلما قرب من اسكندرية هاج البحر ، وأشرقت المركب على الغرق ، فنذر سيده إن نجا ، وهب ياقوت للمرسى ، فلما دخل الأسكندرية وجد بياقوت حكة ، فأتى للشيخ بغيرة فرده وقال : العبد الذى عينته للفقراء غير هذا ! فأحضره له وقال : ما تركت إحضاره إلا لما ترى ! قال هذا الذى وعدتنا به القدرة ! فرباه وسلكه وأذن له فى التربية وسماه ياقوت العرشى ، لأن قلبه كان دائما ينظر إلى العرش ، وليس بالأرض إلا بدنه ، أو لأنه كان يسمع أذان حملة العرش .
دخل عليه شريف عليه ثياب رثة ن فوجده بثياب عالية غالية ، قال أنت يا مقلب الشفاتر ، يا مشقق الحفائر بهذا الحال ، وأنا بهذا الحال ، وأنا بهذا الحال ؟ قال لعلك نهجت منهج آبائى ، فحسبوك منهم ، فأنزلوك منزلتهم ، ونهجت أنا منهج آبائك ، فحسبونى منهم ، فأنزلونى منزلتهم ! فبكان ، واعتذر .
ووقع له أيضا أنه دخل عليه شريف ، فرأى الناس يقبلون رجله ولا يلتفتون إليه هو فأخذ فى نفسه من ذلك فقال له ياقوت : إن كوارعى لو قطعت لا تساوى درهمين فى السوق ولكنى لما تبعت سلفك الطاهر اكتسبت الشرف وأنت خالفت سلفك فى اخلاقهم بالرذائل ، أهنت ، فأسكت الشريف ، فلم يجد جوابا
وقدم السلطان حسن من مصر عليه لزيارته ، فلما أبصره ، خطر عنده عبد أسود أعطى هذا ، فلما دنا منه ، ضربه الشيخ على رأسه بمدية سبع ضربات ، وقال يا حسن ! إن هو إلا عبد أنعمنا عليه ! فعاش السلطان سبعة أشهر .
ومن كلامه : على الفقير أن يعظم الناس بحسب دينهم ، ولا بحسب ثيابهم
وكان يشفع فى الحيوان والطير ، فعدت على كتفه يمامة وهو بالاسكندرية فهمهمت ، فقال له : على الرأس ! فركب حالا حتى أتى جامع عمرو بن العاص ، فقال لمؤذنه : ذكرت هذه اليمامة أنك تذبح فراخبها ، فمن الآن أرجع ! فامتثل .
وكان يقول دائما يا دهشة ! يا حيرة ! يا حرف لا يقرأ ! وأخذ عنه التاج بن عطاء الله وغيره
قال ابن حجر ونقل عنه النعمانى قاضى صفد أنه قال : أنا أعلم الخلق بلا اله إلا الله ( أى بالتوحيد )
ومر عليه جماعة من المساكين يسألون الناس ، فبادر إلى الرقة عليهم ، فسمع هاتفا يقول : الله أرحم بهم منك ، ولو شاء لأشبعهم ، فتب وتأدب .
وتزوج ابنة شيخه المرسى بسؤاله ، فمكثت عنده ثمانية عشر عاما لا يقربها حياء من أبيها ، وفارقها بالموت وهى بكر .
وكان إذا دخل عليه أحد من الأكابر وهو يكلمها لا يقطع حديثها ويقول بنت شيخى اعذرونى !
مات بالأسكندرية سنة سبع وسبعمائة كذا ذكره بعضهم ،
وقال بن حجر : فى أعيان المائة الثامنة فى سنة اثنين وثلاثين وسبعمائة .

========================================================

122 - ( مكين الدين الأسمر )



1 - يقول حسن قاسم سيدى مكين الأسمر ( 610 – 692 )

القطب الربانى صاحب المكاشفات والمجاهدات الحائز لأسرارا أهل الحقائق والتمكين شيخ المشايخ الراسخين ، الفقيه المحدث سيدى ومولاى عبد الله بن منصور الإسكندرانى الشاذلى المقرىءالشهير بمكين الدين الأسمر قدس سره العزيز وكان رضى الله عنه من ارباب المجاهدات ، وله مكاشفات فجيبة ، وأحوال غريبة .
مولدة بالإسكندرية ، وبها نشأ ، وحفظ القرآن ، وبرع فيه وفى علومه حتى صار اوحد اهل زمانه ، وأسندت إليه المشيخة فى الفن ، فكان شيخ القراءات فى عموم الشرق ، وشدت إليه الرحال ، ووفدت عليه أكابر الرجال
.
أخذ عن أبى القاسم الصفراوى رحمه الله علم القراءات فأقرأ الناس مدة ، وكان فى بدايته قدس الله صره يخيط الملابس ، ويتقوت من ذلك ، وهو مع ذلك يطلب العلم ، ووصل فى المجاهدة أنه كان يعد كلامه الذى صدر منه بالنهار ، فإذا جاء المساء حاسب نفسه ، فما وجد من خير حمد الله واثنى عليه ، وما وجد من غير ذلك تاب إلى الله وأناب ، وبذلك صار من الأبدال .
قال فيه سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه : الشيخ مكين الدين الأسمر أحد السبع الأبدال .

وله كرامات ومكاشفات ، قال ابن عطاء فى لطائف المنن : جاء الفقيه مكين الدين السمر إلى سيدى أبى العباس وقال له ك يا سيدى ، رأيت ليلة القدر ، ولكن ليست كما اراها كل سنة ، رايتها هذه السنة ولا نور لها . فقال له الشيخ : نورك طمس نورها يا مكين الدين .

ولقد كنت مع الشيخ مكين هذا بالجامع الغربى من إسكندرية فى العشر الأخير من شهر رمضان ليلة السادس والعشرين ، فقال لى الأستاذ مكين الدين : أنا الساعة أرى الملائكة صاعدة هابطة فى تهيئة وتعبئة ، أرأيت تاهب أهل العرس له قبل ليلة ، كذلك رايتهم . فلما كانت الليلة الثالثة وهى ليلة الثامن والعشرين قال لى ك رأيت هذه الليلة كالمتغيظة ، وهى تقول : هب أن لليلة القدر حقا يرعى ، اما لى حق يرعى ؟ وكان الأستاذ مكين الدين من أرباب البصائر ، ومن النافذين إلى الله وكان الأستاذ أبو الحسن يقول عنه : بينكم رجل يقال له عبد الله بن منصور أسمر اللون ، أبيض القلب ، والله إنه ليكاشفنى ، وانا مع أهلى وعلى فراشى .

ومرة اخرى قال فيه : ما سلكت غيبا من غيوب الله إلا وعمامته تحت قدمى .

ولقد أخبرنى الأستاذ مكين الدين هذا قال : دخلت مسجد النبى دانيال بالإسكندرية بالديماس ، فوجدت النبى المدفون هناك قائمنا يصلى وعليه عباءة مخططة ، فقال لى ك تقدم ، فصل ، فإنكم من أمة نبى لا ينبغى التقدم عليه . فقلت له : بحق هذا النبى إلا ما تقدمت أنت ، فصليت . قال : فأنا أقول بحق هذا النبى إلا وقد وضع فمه على فمى إجلالا للفظ النبى ، كى لا تبرز فى الهواء ، قال : فتقدمت فصليت .

واخبرنى الأستاذ مكين قال : بت ليلة بالقرافة ، وكانت ليلة الجمعة ، فلما قام الزوار وقمت معهم ، وهم يتلون إلى أن انتهوا فى التلاوة فى سورة يوسف غلى قوله تعالى : ( وجاء إخوة يوسف ) } يوسف :58 { وانتهوا فى الزيارة غلى قبور إخوة يوسف ، فرأيت القبر قد انشق ، وطلع منه نسان طويل ، صغير الرأس ، آدم اللون ، وهو يقول : من أخبركم بقصتنا ؟ هكذا كانت قصتنا .
ولقد كنت يوما مضطجعا وأنا ساكن مطمئن ، فوجدت فى فى قلبى انزعاجا على بغتة ، وباعثا يبغثنى على الاجتماع بالستاذ مكيين الدين رضى الله تعالى عنه ، فقمت مسرعا ، فدققت عليه الباب ، فخرج ، فلما وقع نظره على قال لى : أنت ما تجىء حتى يسيير الناس خلفك ، وتبسم فى وجهى ، فقلت له سيدى قد جئت . فدخل ، وأخرج لى وعاء ، وقال لى : هذا الوعاء اذهب به إلى الأستاذ أبى العباس ، وقل له : قد كتبت آيات من القرآن ، ومحوتها بماء زمزم ، وشىء من العسل . فذهب بذلك إلى الستاذ ، فقال لى : ما هذا ؟ قلت : أرسله غليكم الفقيه المكين الأسمر ، فأدلى فيه إصبعا واحدا ، وقال : هذا بحسب البركة ، وفرغ الوعاء ، وملأه عسلا ، وقال لى : اذهب به غليه . فذهبت بذلك ثم عدت غليه بعد ذلك فقال لى : رايت البارحة ملائكة أتونى بأوعية من زجاج مملوءة شرابا ، وهم يقولون : خذ هذا عوض ما أهديت الستاذ أبى العباس . انتهى كلام ابن عطاء الله رضى الله عنه فى ( لطائف المنن )
وكرامات سيدى مكين الدين لا تحصر ، كان رضى الله عنه فى زمنه شيخ القراء ، قرأ عليه ناس كثيرون وجماعة آخرون .
توفى نفعنا الله به بإسكندرية سنة 692 ومولده بها سمة 610 ، ودفن إلى جانب سيدى أبى العباس المرسى رضى الله عنه فى ضريح أعد له ، ومقامه ثم ظاهر يزار ويتبرك به ، نفع الله به المسلمين
=========================================================

123 - سيدى أبو الفتح الواسطى




يقول حسن قاسم فى كتاب أعلام التاريخ المصرى القرن 13 ( 2-3 )

أنتقل الشيخ أبو الفتح الواسطى إلى الأسكدنرية وأقام بها حتى مات فى ردب سنة 642 ودفن بزاويته وكان سيدى الشيخ أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه لما دخل العراق فى سنة 618 – اجتمع به – قال أعاد الله تعالى علينا من بركاته – لما دخلت العراق اجتمعت بالشيخ الصالح أبى الفتح الواسطى فما رآيت بالعراق مثله ( ولما قدم ) الشيخ الشاذلى الاسكندرية فى سنة 642 مات الشيخ أبو الفتح الواسطى قبل أن يدخلها ( وضريح ) الشيخ أبو الفتح الواسطى بالثغر ظاهر يزار ومعه فى ضريح أبنته السيدة رقية المذكورة رضى الله تعالى عنها – وقد أوقفت عليه وعلى ضريح ابنته – المرحومة الست انجا هانم حرم الخديوى سعيد باشا وعلىأضرحة أخرى بالاسكندرية اربعين فدانا فى ابعادية دمنهور فى 18 رحب سنة 1283 .

( والأشراف الدوسوقية ) خلف السيد أبو المجد عبد العزيز من زوجته السيدة رقية المذكورة ثلاث ابناء سيدى ابراهيم الدسوقى فى سلخ شعبان سنة 653 وتوفى سنة 696 ولم يعقب ( والسيد موسى ) كان يتلقىالعلم فى الأزهر الشريف وتصدر للتدريس فيه ثم انتقل الى الأسكندرية وتوفى بها سنة 703 خلف محمد ( وهو الملقب بتاج الدين القرشى أخد الشيوخ الراسخين ) وموسى عبد الله ومن موسى خلف موسى بن موسى وحق له عيسى وحسن وابراهيم ومن عبد الله بن محمد بن موسى عثمان ( سوف نذكر النسب كامل فى محفظة واحدة )

سيدي ابو الفتح الواسطي - السيدة رقية"الشهيرة بفاطمة" بنت الواسطي و ام ابراهيم الدسوقي - سيدي علي بركات ضريح السيدة مندرة القرشية بنت أبي المجد القرشي و هي عمة إبراهيم الدسوقي وأبو الفتح الواسطي، إمام صوفي سني، ولد في العراق. يعتبر خليفة أحمد الرفاعي في مصر، حيث أرسله الرفاعي إلى الإسكندرية لنشر الطريقة الرفاعية بها عام 630 هـ/1632 م، وكان يُلقي دروسه بمسجد العطارين. كما أنه من شيوخ أبو الحسن الشاذلي،كما كانت له سابقة نشر أول دعوة صوفية في مصر. وكان جد إبراهيم الدسوقي لأمه الذي يُعد القطب الرابع والأخير لدى المتصوفة. توفي بالإسكندرية عام 632 هـ/1234 م، وضريحه مازال موجوداً بالقرب من ضريح الصحابي أبي الدرداء. ـ وبجواره مقام ( فاطمة ) وهى أم سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله عنهم و أبو الفتح الواسطي النحوي، كان نحوياً فاضلاً جالس ابن كردان وسمع منه. وجالس أبا الحسين بن دينار وغيره. وكان حسن الإيراد جيد المحفوظ متيقظاً ولم يتصدر لإقراء النحو، بلغ تسعين سنة ومات سنة أربع وسبعين وخمسمائة *فهو شيخ مشايخ بلاد الغربية بأرض مصر المحروسة وكان من أصحاب سيدى أحمد الرفاعى فأشار عليه بالسفر إلى مدينة الاسكندرية وأخذ عنه خلائق لا يحصون منهم الشيخ عبد السلام القليبى والشيخ عبد الله البلتاجر والشيخ على المليجى والشيخ عبد العزيز الدرينى والشيخ عبد العزيز أبو المجد والد سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله تعالى عنهم جميعا *

ولقد أثر الواسطي في ظهور وانتشار الطرق الصوفية بمصر أثرًا كبيرًا للغاية، فقبل أن يفد الشاذلي إلى مصر أو البدوي، قدم هو إلى الإسكندرية ونشر بها الطريقة الرفاعية، ومهد لها الطريق في مصر، (وأخذ عنه خلائق لا يحصون، منهم الشيخ عبد السلام القليبي، والشيخ عبد اللَّه البلتاجي، والشيخ بهرام الدميري، والشيخ جامع الفضلين الدنوشري، الوهاب، والشيخ عبد العزيز الدريني، والشيخ علي المليجي)

وقد توفي الواسطي بالإسكندرية حوالي عام 632هـ، وحسبنا (أن نعلم أنَّه لما وصل خبر وفاته إلى خلفاء الرفاعي بالعراق، مركز الدعوة والطريقة الرفاعية؛ وقع اختيارهم على السيد أحمد البدوي؛ ليخلفه في زعامة الإخوان وأتباع الرفاعي بمصر، فوصل السيد البدوي مبعوثًا من المدرسة الرفاعية إلى الإسكندرية سنة 635هـ، وفي هذا تقدير كبير لمركز الواسطي ومكانته).

وجدير بالذكر، أنَّ السيدة فاطمة أم سيدي إبراهيم الدسوقي هي ابنة أبي الفتح الواسطي، الذي لعب دورًا كبيرًا في نشر الطرق الصوفية بمصر، وأسس بها طريقته الخاصة به.
من ذلك كله، ومن خلال عرضنا السريع لهذه الشخصيات الصوفية الكبيرة، نستطيع أن نقول إنَّ البصمات المغربية والعراقية واضحة في نشأة الطرق الصوفية في مصر، ومن هنا أيضًا فإنَّنا نلاحظ أنَّ أصحاب الطرق الصوفية في مصر جلهم إن لم يكن كلهم من أصل مغربي أو عراقي، فلم يكن هناك طرق صوفية محلية خالصة، فحتَّى سيدي إبراهيم الدسوقي الذي ولد وعاش في دسوق مصر، حفيد أبي الفتح الواسطي تلميذ الرفاعي العراقي.

ومن العجيب، أن والد الرفاعي قبل أن يطأ العراق مهاجرًا، عاش وعاشت أجداده من قبل في المغرب.
والذي لا شك فيه، عندنا أنَّ أبا الفتح الواسطي، وأبا مدين التلمساني، وعبد السلام بن مشيش، كانوا لهم الأثر في بذر حركة الطرق الصوفية، ونموها وازدهارها في مصر، وانطلاقها فيها في القرن السابع الهجري

قال سيدي أبو الحسن الشاذلي (لما دخلت العراق اجتمعت بالشيخ أبي الفتح الواسطي فما رأيت بالعراق مثله، وكان بالعراق شيوخ كثر وكنت أطب القطب فقال لي الشيخ أبو الفتح تطلب القطب بالعراق وهو في بلادك، ارجع إلى بلادك تجده فرجعت إلى بلاد المغرب إلى أن اجتمعت بأستاذي الشيخ الولي العارف الصدّيق القطب الغوث أبي محمد عبد السلام بن مشيش الشريف الحسني) وقد وفد إلى مصر الشيخ أبو الفتح الواسطى من العراق ، وأقام بالإسكندريـة ، ودعا إلى الطـريقة الرفاعية * وجاء من المغرب السيد أحمد البدوى سنة 634هـ ، وأقام بطنطا ، وأسس الطريقة الأحمدية ، وتوفى 675هـ ، وكانت له مسالك مثيرة جعلت الباحثين ينظرون إليه نظرات متباينة : بين الادعـاء والخرافة والجاسوسية أو العلم والولاية .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 11, 2022 1:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


الإمام الشاطبى
بالأسكندرية



فى يوم الخميس الموافق 18 من مايو سنة 2017 الموافق 21 من شعبان سنة 1438 من هجرية سيدنا حضرة النبى صلى الله عليه وسلم قد قمت بزيارة إلى مكتبة الأسكندرية بناء على طلب حضرات السادة الأفاضل القائمين على المكتبة وكانوا فى استقبالى وسعدت بحفاوة الأستقبال وشرف التعرف عليهم وقد قاموا بإطلاعى على مكتبات جدى النسابة حسن محمد قاسم والجهدل المشكور فى الأعمال التى يقومون بها ولذا أتقدم بخالص شكرى وتقديرى لهم وبعد ذلك قمت بزيارة سيدى الإمام الشاطبى رضى الله تعالى عنه وقد قام بأستقبالى أحد رواد المسجد المبارك .

- هو أبو عبد الله محمد بن سليمان بن محمدد بن سليمان بن عبد الملك بن على المعافرى الشاطبى – المقرىء ، الزاهد – نزيل الأسكندرية سنة 585هـ
- ولد بشاطبة وهى مدينة صغيرة شرق الأندلس بالمغرب
- قرأ بالسبع فى الأندلس وبرع فى القراءات والتفسير وله تفسير وكان أحد المشهورين بالعبادة
- وفى حياته كان ييقصد بالزيارة ويتبرك بلقاءه
- قال بن الجزى فى ترجمته ج2 ص 149 وقبره بها ظاهرا يزار وذريته باقون إلى اليوم
- كانت زاويته فى تلك المدة عامرة مقامة الشعائر
- قال المناوى فى ترجمته فى الكواكب الدرية : كان الامام الشاطبى بالأسكندرية مجاورا لبحرها واستمر حتى لقى الله مجاهدا مرابطا على ثغرها
- قرا على بن سعادة وغيره ثم رحل الى بلاد الشرق فسمع الحديث على الواسطى بدمشق وعلى أبو يوسف بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم
- صحب الشيخ أبا الحسن الصباغ بقنا ونزل برباطه وتعين إماما له حفنة من الزمن
================================================

- الشريف محمد الحسينى الشافعى الكرارجى
لنا فيه نسب



( مات ) فى هذه السنة 1280 – 1863 السيد الشريف محمد الحسينى القرشى الشافعى الأحمدى الفاطمى الشهير بالكرارجى ، ولد بجرجا المدينة الشهيرة بالصعيد فى 12 ربيع الأول سنة 1214 وتوفى فى 20 جمادى الأولى من هذه السنة ودفن بمسجد سيدى جلال الدين ( وينتهى ) نسب المترجم الى الشريف أبى الفضل عيسى المعروف بالكرارجى الملقب بالزاهد بن منصور بن عبد الرحمن بن سليمان بن منصور بن ابراهيم بن رضوان بن ابراهيم بن أحمد بن أبى المواهب عيسى بن نجم البرلسى المدفون بضريحه بالبرلس بن على الشهير بقريش بن أبى الرضا محمد بن أبىالنجا محمد بن زين العابدين بن على بن تقى الدين عبد الخالق الحسينى المدفون فى مسجده ببلقاس ( وسيدى نجم ) المذكور هوالذى ترجمه الشعرانى فى الطبقات ص 116-2 وهو ابن والد أبى القطب سيدى ابراهيم بن أبى المجد الدسوقى اعاد الله تعالى علينا من بركاته وقد قدمنا ذكر نسبه الشريف إلى حضرة ( النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ) فى الجزء الأول فى وفيات 1263 ولنا فيه نسب من جهة الجد

( وأما ) سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله تعالى عنه هى ( السيدة فاطمة ) رقية بنت الشيخ أبى الفتح محمد الواسطى الرفاعى بن أبى الغنائم محمد بن على بن فارس بن على بن عبد الله بن الحسينى بن القاسم الحسينى الواسطى الهرنى – كان أبوه المذكور من صحابة سيدى أحمد الرفاعى الكبير رضى الله تعالى عنه ، ولد سنة 501 بالهرنى ضم الهاء قرية من اعما لنره بواسط وما بأم عبيدة بالبطائح سنة 592 وكان مشهور بالشعر والنظم ومن نظمه فى شيخة الرفاعى

( شيخى الرفاعى الذى برحابه لاذات كبار القوم والاشياخ )
( اشياخهم بلغوا الكمال به وكم ريشق بنفحة قلبه الأفراح )


================================================

حجة الاسلام الشيخ محمد السنوسى المالكى



( مات ) 1276 هـ - 1859 م فى هذه السنة الامام المجدد حجة الاسلام الداعى الى الله تعالى الشيخ العارف بالله تعالى محمد بن على السنوسى المالكى الصوفى ابن محمد بن احمد بن محمد بن عمر بن عيسى بن عبد الوهاب بن محمد بن ابراهيم بن يوسف عبد الوهاب بن عبد الكريم بن محمد بن عبد السلام المستغانم الحسنى الأدريسى الخطابى ولد بمنزل أسلافه على ضفتى وادى سلف ومينامن ضواحى مدينة مستغانم من أعمال الجزائر بالمغرب الاوسط فى يوم الأثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول سنة 1202 ومات والده وهو صغير فتربى فى كفالة عمته فاطمة الزهراء وجمع عليها القرآن الكريم حفظا واستظهارا وسمع عليها الدروس فى العقائد والتوحيد ، ثم لزم الدرس على شيوخ بلده وتوفر على دراسة العلوم القرويين بمضرة فاس حاطها الله تعالى ، ثم سلك طريق التصوف ، فأخذ عن العارف بالله تعالى سيدى أحمد بن ادريس الحسنى العرائشى المتقدمة ترجمته فى وفيات سنة 1253 – ثم تصدر للذكر والتذكير ، واكثر من الرحلة والجولان لتحصيل العلم والاستفادة فدخل مكة وأخذ عن شيوخها ودخل مصر وأخذ بها عن ابن الأمير والقويسنى والعطار والفضالى والشيخ ثعيلب والبخارى والشيخ أحمد الصاوى والشيخ محمد فتح الله بن عمر السمديسى الخلوتى وأخذ الطريقة الدرقوية عن سيدى ومولاى العربى بن احمد الدرقوى الحسنى دفين بنى زروال رضى الله تعالى عنه ، وهاجر الى طرابلس سنة 1255 ، والى جغبوب سنة 1272 ومن اشهر من أخذ عنه واجتمع به عم والدنا أبو محمد سيدى عبد القادر بن احمد الكوهنى الفاسى مفتى الحضرة الفاسية ، ومن المشارقة السيد أبو المحاسن القاوؤجى الحسنة دفين مكة أعزها الله تعالى وأخذ عنه من اهل المغرب سيدى محمد بن عبد الكبير الكتانى والشيخ محمد المدنى بن عزوز التونسى
( وحينما ) ألقى عصا تسياره بطربلس أخذ يشد العزم فى الذكر والتذكير مستمدا قوته من قوة جده مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومدد اشياخه ائمة الهدى ، فجمع القلوب عليه وكانت هذه البلاد منيت بحلول طائفة فيها من البدو ومن غيرهم قد زاغوا عن الطريق القديم واتبعو سبيل الهوى والغى فاستمر العون من الله تعالى وحاول ان يجمع هذه القلوب المتنافرة ويؤلف بينها ويترقيها حلاوة الطاعة ويمدها بروح الايمان وقوة اليقين فهدى الله تعالى به أمة
( ترجمة الشيخ فالح بن محمدالظاهرة الآتية ترجمته فى وفيات سنة 1327 ( فى ثبته الموسوم بشين البارق من ديم المهارق – خط ) وذكر فيه من شيوخه ( أبو طالب المازونى ) وأبو راس العسكرى والعارف سيدى احمد بن عجيبة الحسنى الطنجى وسيدى حمدون بن الحاج والطيب بن كيران والشيخ المسليمى التونسى نزيل القاهرة ، ونقل عنه قوله ( اننى ولله الحمد قد صحبت تسعة وأربعين شيخا من المشايخ الأحيار وكلهم ماتوا فى حياتى وورثت أحوالهم ، وترجمه محمد الكيب فى كتابه برقة العربية المطبوع بمصر سنة 1947 ص 134
( وترجمه ) أحمد بك النائب الأنصارى الطرابلسى فى ( المنهل العذب فى تاريخ طرابلس الغرب ) ص 374 ولخص فى الترجمة ما ذكره الشيخ فالح فى المصدر المشار اليه
( وترجمه ) المرحوم اسماعيل سرهنك باشا ) فى تاريخ دول البحار (ج2ص466) قال ( هو ) القطب الشهير العلامة الكامل العارف بالله تعالى السيد محمد بن على السنوسى من ذرية الحسن المثنى ابن الامام الحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، برع فى الطريق واقام ملازما للعبادة والعلم والارشاد وبنى زاوية بجبل أبى قبيس ، ثم رحل الىالجبل الاخضر من أرض طرابلس الغرب ، وبنى بتلك الجهات جملة زوايا وأقام حتى ولد ولداه السيد محمد المهدى سنة 1260 والسيد محمد الشريف سنة 1262 وفى تلك السنة عاد الىمكة فأقام فى زاويته بجبل أبى قبيس نحو سبع سنين مشتغلا باقراء الحديث وافقه فشاع صيته وهرع اليه الناس للتقلى عنه ثم رحل عائدا الىالجبل الأخضر ، فلما سمع برصلته عباس باشا الأول والىمصر اذ ذاك بنى له زاوية بخارج القاهرة عند الشيخ القللى بباب الحديد ، لكنه لم ينزل بها وانما نزل فى نواحى كرداسة بالجيزة فهر الناس لزيارته والتبرك به ، وسار نحو المغرب الى الأخضر فنزل بمحل عرف بالغزيات ( بالغين المعجمة ) وهو قصر قديم فبناه واصلحه وسماه العزيات ( بالعين المهملة ) وأقام به مدة سنتين ، وفى تلك المدة ارل بعض تلامذته الىمحل بالصحراء يسمى الجغبوب على مسافة عشرة أيام من العزيات وتلاثة ايام من سيوه فبنوا له به زاوية انتقل اليها سنة 1273 فأقام بها لنشر الطريق والعلم والأرشاد وانتفع به كثير من عرب البادية تلك الجهات كغيرهم وصلح حالهم على يديه
( توفى ) صاحب الترجمة فى التاسع من شهر صفر من هذه السنة ، ودفن بزاويته الشهيرة الكائنة بوادى الجغبوب من اودية سنتريه من صحراء مدينة لك القديمة من مدن برقه وكان وادى الجغبوب قبل حلول الشيخ فيه مهمامة ومغاوز تسكنها قبائل مختلفة بعيدة عن الدين والمدنية والحضارة ، فعادت بفضل المترجم كائنات حية وأناس على غاية من حسن العقيدة ورسوه الايمان وعاد الوادى الفقر روضات الجنات عليه النضرة والروئق كل ذلك ببركات الشيخ رضى الله تعالى عنه وعنايه
(( وللشيخ السنوسى مؤلفات مفيدة )) منها ايقاظ الاسنان فى العمل بالسنة والقرآن ، والسلسبيل المعين فى الطرائق الاربعين ، والمنهل الرائق فى الاسانيد والطرائق ، والشموس الشارقة فى اسماء مشايخه المغاربة والمشارقة
( وخلف ) من الاولاد ولده السيد محمد المهدى السنوسى الحسنى ولد بماسة من الجبل الأخضر فى غرة ذى القعدة سنة 1260 وتوفى فى يوم الاحد 24 صفر سنة 1320 – 3/6/1902 وهو المطابق لتاريخ وفاته الصحيح لما ذكره ابن أخيه السيد احمد الشريف فمن قال بوفاته فى سنة 1900 الموافق 1318 فقد وهم ، قام بعد أبيه بنشر اعلام العلم وتربية المريدين وارشاد السالكين وانتقل سنة 1313 الى ناحية الكفرة الواقعة على مسافة عشرين يوما الى جنوب سيوه لأسباب سياسية وابتعادا مما نسب اليه من حث القبائل على الخروج على الدولة العثمانية وشيد فيها زاوية صارت دار اقامته ،وأنشأ عدة زوايا فى المغرب ومصر والجزيرة العربية كماله بظاهر الاسكندرية فى المنطقة الصحراوية الواقعة بينها وبين درنه وهى الطريق المطروق للقوافل بين مصر والمغرب ومسافتها على الجمل يضع عشر مرحلة ، عدة زوايا ،منها على مسير يوم للفارس من ثغر الاسكندرية ، زاوية سيدى موسى العجارى فى موقع يسمى بهد وعلى مسافة ساعتين منها زاوية سيدى ياوم الابيرش وعلى مسافة نصف يوم ، زاوية سيدى عبد المعطى ابى محفظة ثم زاوية سيدى عبد المنعم ابى شينينة على مسافة يومين ، بمحل يقال له جمجمة من نواحىالضبعة وعلى مسافة يوم منها زاوية سيدى عبد الرحيم الغافرى بمجل يقال له فريوه ، وزاوية سيدى موسى بن موسى بمحل يقال له فوكه تمر عليه السكة الحديدية ومن فوكه الى جهة البحر زاوية سيدى عبد الرحيم التهامى وسيدى هارون بن بدر الغناشى وزاوية سيدى على بن مورد ومنها على مسافة يوم زاوية سيدى ابى القاسم تبعد عن مرسى مطروح الى الغرب بحو ساعتين . ( وهكذا ) يجد السائر بهذاالطريق زوايا للسنوسية معروفة باسماء خلفاء الطيقة حتى يصل الى زاوية الشيخ الغريانى السنوسى وزاوية سيدى السنوسى الجبالى وسيدى محمد بن الحسين ( وجميع ) هذه الزوايا ختتمة الأبواب ومعدة للتعليم والعبادة وضيافة الواردين والمترددين ( وقد ) تجاوز الهديو المرحوم محمد توفيق باشا عن اموال زاوية سيوه وعما يتبعها من شجر الزيتون والنخل مع مواصلة لها بالبر والرعاية والعناية ومات السيد المهدى عن ولده السيد ادريس واخوته وللسيد أدريس ولده السيد محمد ادريس وهو كبير عائلة السنوسه اليوم والمرشح لملك برقه ( وخلف ) الشيخ السنوسى ولده الآخر السيد محمد الشريف ولد لأربع خلون من رمضان بدرنه من الجبل الأخضر سنة 1262 وتوفى ليلة الخميس 27 من رمضان سنة 1313 ( وهو ) والد الشريف السيد احمد السنوسى ، ولد سنة 1290 – يناير سنة 1874 وتوفى فى الثانى عشر من ذى الحجة سنة 1351 – العاشر من مارس 1933 بالمدينة المنورة أخذ عن والده وعن الشيخ عمران بن بركة الطرابلسى المتوفى سنة 1311- ( ووالد السيد محمد عابد وعلىالخطابى ومحمد هلال ومحمد صفى الدين ) وعن احمد بن عبد القادر والمدنى والتلمسانى والزرو الى وغير هؤلاء ( وكان ) السيد احمد وهو بالمدينة طلب من الحكومة المصرية التصريح له بدخول مصر ولكن الحكومة لم تسمح له مجاملة لأيطاليا وكان موقفا تحث الناس به ولم يحمدوا لحكومة مصر آنئذ هذا الصنيع ( وكان ) السيد احمد خلف عمه السيد محمد المهدى فى رياسة الطائف لصغر سن ولده السيد ادريس خليفته الشرعى ، واراد السيد احمد أن يتجه اتجاها بجديد لم تكن تعرفه اسلافه من قبل ،وهو الجمع بين القونين الزمنية والدينية ، لكنه غلب على أمره ولم يوفق ، فانه حين أخذ الايطاليون برقة وطرابلس من الاتراك حاول السيد احمد ان يضيف الى قوته الروحانية ما تركه العثمانيون من القونين الزمينة والحربية ، وقامت الحرب العظمى فأراد ان يهاجم تخوم مصر العربية تحت تأثير البعثات التركية والألمانية ، فلم يستطيع ، فاضطر الى السفر الى الآستانة على متن غواصه المانية ،وارادو وهو بالآستانة أن يسلك مسلك التدهل فى سياسة تركيا الداخلية ولكنها أبت عليه ذلك وأبعد عن الآستانة وكان السيد حسين داخل الاستانة والسلطان بها وحيد الدين بن السلطان محمد رشاد ( الخامس ) بالغ فى اكرامه والحفاوة به وقلده سيف الخلافة الاسلامية تشريف وتكريما له ، وحدث ان الشعب التركى لما نادى بسقوط السلطان وحيد الدين كان السيد أحمد يترأس زعامةالهاتفين بسقوطه وكانت خاتمة حياته السياسية ، واستقراره بمدينة جده صلى الله عليه وآله وسلم حتى لقى ربه ،وقد قضى ثلاثا وثلاثين عامامن عمره فى جهاد وكفاح ونضال أمام ذلك العدو الذى أغار على بلاد كان لأسلافه فضل تنشئتها والله غالب على أمره ، وكان فى آخر ايامه بعد اعتزاله هذا الميدان السياسى اتجه الى ناحيةالعبادة والتفرغ لها فسادت عليه البركة وظهرت عليه لوائخ الخير
( ومن مؤلفاته ) كتاب الدرر الفردية فى بيان معنى الطريقة السنوسية المحمدية ( مطبوع ) وله فيوض المواهب الرحمانية وقد عيب عليه فيه تساهله فى الأسناد ، سيما السند الذى اورده فيه عن طريق المعمرين وهو سند ظاهر البطلان لمن تأمله إذ يحيل العقل ومبرر انسان يعمر همسة قرون اى خمسمائة سنة فيولد سنة 750 ويموت سنة 1276 بالغا من العمر 526 والظاهر ان هذا السند قد وقع فيه غير السيد احمد أيضا من رواة الأسانيد والله تعالى يغفر لناجميعا بمنه ويرحمه ويلحقه بأسلافه
نتصل بالشيخ السنوسى صاحب الترجمة من طريق شيخنا عالم المغرب عن السيد احمد عن آبائه ، وبه الى عم والدنا أبى محمد عنه
( وكان ) للسنوسيين املاك فى مصر ولكن حدث فى 4 صفر سنة 1356 – 16/4/1937 ان ؤقعت اللجنة المالية مذكرة الى مجلس الوزراء توافق فيها على شراء الحكومة المصرية لاملاك الاسرة السنوسية بجهات سيوه والزيتون وقد جاء فى هذه المذكرة :
على أثر الاتفاق الذى تم بين مصر وايطاليا بشأن جغبوب مركو السنوسية واستبدالها ببثر الرملة اختار السنوسيى اختفاظا بجنسيتهم المصرى النزوج من جغبوب والأنتقال الىواحة سيوه حيث توجد لهم املاك موروثة ولكن لأسسباب سياسية رأت السلطات المصرية منعهم من ذلك فرحلوا الى مرسى مطروح
( ونظرا ) للحالة السيئة التى وصوا اليها ولا سيما وان ممتلكاتهم فى جغبوب وصدرت فد تقدم الى الحكومة المصرية بالينابة عنهم كبير السسرة حضرة محمد ادريس المهدى السنوسى يطلب برمى الى النزول للحكومة المصرية عن ممتلكات الاسرة السنوسية فى واحة سيوه والزيتون فى محافظة الصحراء الغربية مقابل الحصول على اطيان زراعة من الاملاك الاميرية فى وادى النيل
( وقد ) قامت وزارة المالية ( مصحلة الإملاك الأميرية ) بتتمين تلك الممتلكات ، كما قام حضرة الطالب باختيار الاطيان الاميرية المرغوب الحصول عليها بطريق البدل ، ووافقت وزارة المالية على ما يأتى
أولا : ان تأخذ الحكومة من الأسرة السنوسية ممتلكاتها الكائنة بسيوة والزيتون وهى عبارة عن اراضى وحدائق وعيون موضحة بكشوف التقدير الموجودة لدى مصلحة الاملاك الاميرية ، وذلك بالثمن الذى قدرته اللجنة السابق تشكليها لهذا الغرض ومجموعه 13498 ج م و900 مليم وهذا المبلغ اصبح 13383 ج م و900 مليم لأن الأسرة طلبت بعد التتمين واعتماده استبعاد عينى واو عرس والمقب المقدر تتمينها 115 ج م لرغبتها فى التنازل عنها لفقراء وزاوية سيوه
ثانيا : ان يدرج فى عقد البدل شرط جزائى وضعه لجنة التقدير بشأن عدد الأشجار الوارد بكشوف تقدير ممتلكات الاسرة وهذا الشرط هو ( يخصم جنية عن كل نخلة صعيدية او شجرة زيتون تفجز الأسرة عن تسليمها الىالحكومة و400 مليم عن كل نخلة عزاوية
ثالث : ان تتنازل الحكومة للأسرة السنوسية عن الاطيان الاميرية الآتى بيانها :151 ف و 14 س بزراعة الانشاء تفتيش بشبيش – 138 ف و4 ط و6 س بناحية كفر حكيم مركز امبابة – المجموع 289 ف و4 ط و20 شهم
( وقد ) قدر مجموع ثمن هذه الاطيان بـ 11229 ج م و 776 م
رابعا : ان تصرف الحكومة لافراد الأسرة مبلغا قدرة 2064 ج م و24م نقدا وتبقى 90 ج يمكن الأسرة أن تشترى بها أطيانا اميرية أخرى فيما بعد
خامسا : أن تبيع الحكومة الى حضرة السيد محمد ادريس المهدى السنوسى رئيس الاسرة 96 ف و 2 ط 21 س من الاملاك الميرية بناحية كفر حكيم مركز امبابة على ان يدفع ثمنها ومجموعه 2306 ج م و887 م على عشرين قسط سنويا بدون فائدة ، ولما كان المنافع العامة فى حاجة الى جزء من هذه الاطيان كما ابلغتنا مصحلة الاملاك فيمكن استبعاد الجزء المذكور من هذه البيعة ( الصفقة*
وبعد كتابة هذه المذكرة واعتمادها عملت الاجراأت الرسمية بمصلحة المساحة واعداد العقد للتوقيع عليه وتسلم الاطيان بعد فتح الاعتماد اللازم لهذا الغرض
( وكان ) موقف الحكومة فى هذه المرة مع السنوسيين موقفا أنست به موقفها الأول والثانى معهم يوم ان كانت تجامل ايطاليا ،والآن قد اذهب الله القادر القاهرة بهذه الدولة العاتية الظالمة التى مثلت بالمسلمين فزالت دولتها من المغرب وبعدت كما بعدت ثمود ، ولم تر انجلترا اليوم ، وهى التى قضت على هذه الدولة فى الحرب الماضية ، أولى ولا أصلح ولا أصدق لها ولا أتقى من اسناد ولاية برقة وسلطنة ليبيا الى السيد محمد ادريس المهدى السنوسى ( وهكذا ) تعود بلاد طرابلس وبرقة وقران وهانيك الارجاء الى حفيد من له الفضل فى تأسيسها وتأمينها وسلامة اراضيها وأهليها والسيد محمد يتأبى عن اجابة هذا الطلب فى عزة وكرامة حتى قبله

أنتهى




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 88 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 16 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط