[color=#00AF00][b]بحيرة العابدة
كانت من المجتهات فى العبادة قد أضر بها الجوع ، تمكث أربعين يوما لا تأكل إلانحو حمصة ، وكان لها مجلس تذكر فيه ، وإذا تلكمت اضكربت واقشعرت ، وكانت تبكى وتقول : تركتك وأنا رطبة وأتيتك وأنا حشفة 1 فأقبل الحشفة على ما كان منها ،وكانت بديعة الجمال .
ومن كلامها : إذا ترك القلب الشهوات ألف العلم واتبعه ، وأحتمل كل ما يرد عليه ، رحمة الله عليها -------------------------------------------------
" 1 – الحشفة : التمر : ما لم يُنْوِ ، فإذا يَبِس صَلُب وفسد لا طعْم له ولا لِحاء ولا حلاوة.
-----------------------------------------------
أم البنين
أخت عمر بن عبد العزيز ، كانت صوامة قوامة عابدة زاهدة ، ( من كلامها ) أف للبخيل لو كان قميصا ما لبسته ، ولوكان طريقا ما سلكته ن وكانت تتصدق بالكثير ، وتقول الصلة والمواساة أحب إلى من الطعام الطيب على الجوع ، ومن الشراب البارد على الظمأ ، وكانت تقول : هل نوال الخير إلا باصطناعه ؟ وكانت تعتق فى كل جمعة رقبة وتحمل على فرس فى سبيل الله ودخلت عليها عزة فقالت : لها ما يقول كثير .
قضى كل ذى دين فوفى غريمه وعزة ممطول معنى غريمها
فما هذا الدين ؟ فاستحيت وقالت : وعدته قبلة فخرجت منها ، فقالت أنجزيها له وعلى إثمها ، فأعتقت لكلمتها هذه أربعين رقبة ، وكانت إذا ذكرتها بكت ، وتقول : ليتنى خرست ولم أتكلم بها
( ومن كلامها ) ما تحلى المتحلون بشىء احسن عليهم من عظم مهابة الله فى صدورهم رحمة الله عليها
رقية الموصلية
كانت من ذوى الهمم العلية ومن كلامها : إلهى ومولاى لو عذبتنى بعذابك كله لكان ما فاتنى من قربك أعظم من العذاب ولو نعمتنى بنعيم أهل الجنة كلهم كانت لذة حبك فى قلبى أكثر ، وقالت : إنى لأحب ربى حبا شديد فو أمر بى إلى النار ما وجدت للنار حرارة مع حبه ، وقالت : حرام على قلب فيه رهبانية المخلوقين أن يذوق حلاوة الايمان شغلوا قلوبهم بالدنيا عن الله ولو تركوها لجالت فى الملكوت ورجعت غليهم بظرف الفوائد ، وقالت : تفقهوا فى مذهب الإخلاص ولا تفقهوا فيما يؤديكم إلى الركوب على البغال والقلاص ( والقلاص : الأبل )
شعوانة
العابدة الزاهدة ، ذات الكرامات والخوارق التى بفضلها شاهدة ، كانت شديدة الخوف من اللهتعالى بحيق لا تفتر عن البكاء ، وتقول : وددت لو بكيت الدم ،ولا أشتفى
وتقول / من لم يستطيع البكاء فليرحم الباكين ، فإن الباكى إنما يبكى لمعرفته بذنوبه ، وبما هو صائرا إليه – إن كثرة الدموع وقلتها بقدر احتراق القلب حتى إذا احترق كله لم يشأ الحزين أن يبكى إلا بكى ، والقليل من التذكرة يجزئه
وكانت تنادى : يا بنى الموتى ، وإخوة الموتى
وكانت تردد هذا البيت وتبكى :
لقد أمن المغرور دار مقامه ويوشك يوما أن يخاف كما أمن
وكان الفضيل رضى الله عنه يتردد غليها ، ويسألها الدعاء
وكن كراماتها : أنه كان لها ولد صغير ، فلما شب وترعرع ، قال : يا أماه ، هبينى لله ، فقالت : يا بنى ، لا يصلح أن يهدى للملوك إلا أهل الأدب ،وأنت غر لم يأن لك ذلك ، ثم خرج يوما يحتطب ، فنزل عن دابته ليجمع حطبا ، فرجع فوجد السبع قد افترسها ، فجعل يده فى عنق السبع وقال : يا كلب الله ، بحق سيدى لأحملنك الحطب ، كما تعديت على دابتى ، فحمله ،وهو طائع مختار حتى دخل على دار أمه ، فقالت : الآن صلحت للخدمة ، اذهب فقد وهبتك لله ، فودعها وذهب .
وحكى أبو عثمان المغربى أنها قالت عند موتها : أنا أكره لقاء الله ، فقيل لها : لم ؟ قالت : مخافة ذنوبى .
هى من الصالحات التقيات المتعبدات لقيت الفضيل بن عياض ووعظته بكليمات فشهق الفضيل وأغمي عليه
كانت السيدة شعوانة كثيرة التعبد شديدة الخوف طويلة البكاء وكانت تقول
ومن شعوانة وما شعوانة أمة سوداء عاصية ثم تأخذ في البكاء .
روح بن سلمة قال : قال لي مضر : ما رأيت أحدا أقوى على كثرة البكاء من شعوانة ولا سمعت صوتا قط أحرق لقلوب الخائفين من صوتها إذا هي نشجت ثم نادت : يا موتى وبني الموتى وأخوة الموتى .
قال محمد : وقلت لأبي عمر الضرير : أتيت شعوانة ؟ قال : قد شهدت مجلسها مرارا ما كنت أفهم ما تقول من كثرة بكائها . قلت : فهل تحفظ من كلامها شيئا ؟ قال : ما حفظت من كلامها شيئا أذكره الساعة إلا شيئا واحدا ، قلت : وما هو قال : سمعتها تقول : من استطاع منكم أن يبكي فليبك وإلا فليرحم الباكي فإن الباكي إنما يبكي لمعرفته بما أتى إلى نفسه .
الحسن بن يحيى قال : كانت شعوانة تردد هذا البيت فتبكي وتبكي النساك معها ، تقول :
لقد أمن المغرور دار مقامه ... ويوشك يوما أن يخاف كما أمن
قال محمد بن معاذ حدثتنى امرأة من المتعبدات قالت رأيت في منامى كأنى أدخلت الجنة فإذا أهل الجنة قيام على أبوابهم فقلت ما شأن أهل الجنة قيام فقال لى قائل خرجوا ينظرون إلى هذه المرأة التى زخرفت الجنان لقدومها فقلت ومن هذه المرأة فقيل أمة سوداء من أهل الأيكة يقال لها شعوانة
توفيت رضي الله عنها سنة ١٥٧ للهجرة رضي الله عن السيدة الجليلة شعوانه وأحاط مقامها بأهل السنة والجماعة آمين
[/b][/color]