موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 65 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4, 5  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 13, 2021 2:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

نساء عابدات

كتبه

على محمود محمد على الحسينى

2018 – 1439






بسم الله الرحمن الرحيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ 1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَٰـــنِ الرَّحِيمِ (3( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7 )

إلى معالى الدكتور محمود صبيح

الشخصية العظيمة الذى بفضله منحنى القدرة على مواصلة هذا العمل الطيب

أدعو الله له من قلبى بأن يمدنا بفضله وعطفه

وأن يكون لنا بفكره نور ينير لنا الطريق

الى كل من تطلع الى نور العلم والمعرفة

الى من ينشدون الهداية والوصول الى بر السلامة

الى الغافلين والمشتغلين عن نور الله وهديه

الى أبى وأمى إلى جدى حسن محمد قاسم ووالدته السيدة نبيهى الكرارجى والذى أخبرت بأنها من أهل الجنة عند أحتضارها

إلى روح أختى عايدة الحسيبة النسيبة والتى حدثتها الملائكة عند أحتضارها وهى ينتهى نسبها

من جهة والدتى إلى سيدنا الحسين ومن جهة زوجها إلى سيدنا الحسن عليهم الصلاة والسلام

أقدم هذه الكتاب المتوضع قاصدا به وجه الله تعالى

راجيا من المولى عز وجلا الهدايا والتوفيق .



الحمد لله الذى أنار لنا الطريق ويسر لنا السبل ، الحمد لله الذى يسر لنا الطريق المستقيم وسهل لنا منهج المصدقين المتقين ، الحمد لله الذى بفضله يسر لنا هذا العلم وساقه لنا بلا حول منا ولا قوة ، واسأل الله أن ينفعنا به وينفع الأجيال القادمة بهذا العلم ؛ فهذا كتاب نساء عابدات دونت فيه بعض من آل البيت عليهم السلام وأولياء الله الصالحين لكى نقدتى بهم فاللهم أنفعنا بهم وبعلومهم فى الدارين يارب العالمين وأنفع كل من قرأ ونظر وتطلع فى هذا السطور البسيطة

اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين

بحق وجهه الكريم وبحق جاه سيدنا حضرة النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم


قال لى قائل :

مــا زلت تكتب فى التاريخ مجتهدا
حتى رأيتك فى التاريخ مكتوبــــا
فإن ذهبت إلى الدار الآخرة
بكى الباكون حولى تحرقـــــــــــا
وقالوا جميعا مات ساطر التاريخ

قلـــــــــــــــــــــت لهــــــــــــــــــــــم

لا تندبونى لاننى مع الفتية الأطهار آل محمدا

وجوار آل البيت مفتخرا فى نعيم فيه أتمرغ



العبد الفقير إلى الله تعالى

على محمود محمد على




بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 16, 2021 10:40 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114
[b]

السيدة آمنة ابنة وهب ( أم حضرة سيدنا النبى سيدنا محمد ا صلى الله تعالى عليه وسلم )



قال القرمانى : أعطاها الله تعالى من الجمال والكمال ما كانتتدعى به حكيمة قومها ، وكانت من الفصاحة والحكمة والبلاغة على جانب عظيم لم يسبقها إليه أحد من نساء العرب ، توفيت بعد مولد النبى صلى الله عليه وسلم بست سنوات ودفنت بالأيواء

قال ياقوت فى معجمه : والسبب فى دفنها هناك أن عبد الله – والد رسول الله صلى الله عليه وسلم – كان قد خرج إلى المدينة يمتار تمرا ن فمات بالمدينة المنورة ـ فكانت زوجته آمنة تخرج إلى المدينة تزور قبره ، فلما أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ست سنوات خرجت زائرة لقبره ، ومعها عبدالمطل وأم أيمن حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلما صارت بالأيواء منصرفة إلى مكة ماتت بها

ويقال : إن ابا طالب زار أخواله بنى النجار بالمدينة ،وحمل معه آمنة أم رسول الله صلى عليه وسلم ، فلما رجع منصرفا إلى مكة ماتت آمنة بالأيواء

وقالت الدكتورة عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطىء) قى مقدمة كتابها عن أم النبى صلى الله عليه وسلم

( إنما أنا أبن أمرأة من قريش تأكل القديد )

أولا : حضرة سيدنا النبى سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم



فى يوم لم يحدده التاريخ فى نحو منتصف القرن السادس الهجرى الميلادى رأى النور سليلة أسرة نابهة من القبيلة التى كانت ذات الشأن الأول فى تلك المنطقة المقدسة والتى استأثرت وحدها بوظائفها الدينية الضخمة وما يتبعها من أمجاد وامتيازات وتحمل الأسرة أسم *( زهرة *) ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى – وبه كان يكنى أبو زهرة والأخ الشقيق ل( قصى) الذى ملك مكة ما عاش ثم تركها لقريش ميراثا مجيدا لم تنافسها فى شىء منه قبيلة أخرى حتى جاءها **( محمد )** حفيد قصى وزهرة ابنى كلاب بمجد الدهر وعز الأبد !

تفتح صباها فى أعز بيئة وأطيب منبت فاجتمع لها من أصالة النسب ورفعة الحسب ، ما تزهو به فى ذاك المجتمع المكى المعتز بكرم الأصول ومجد الأعراق ** كانت زهرة قريش اليانعة ، وبنت سيد بنى زهرة نسبا وشرفا ، وقد ظلت ففى خدرها محجبة عن العيون مصنوة عن الابتذال ، حتى ما يكاد الرواة يتبينون ملامحها أو يتمثلونها فى صباها الغض ، والذى يعرفه المؤرخون عنها أنها – عندما خطبت لعبد الله ابن عبد المطلب – وكانت يومئذ أفضل فتاة فى قريش نسبا وموضعا * إنه فى يوم الأحد الثالث والعشرين من شهر يوليو عام الفين ميلادية الموافق الحادى والعشرين من شهر ربيع الآخر عام 1421هـ وبعد ثلاة المغرب شدنى الشوق والحنين إلى المعرفة والكتابة عن السيدة الجليلة ، السيدة العظيمة ، الأم الحنون التى أسعدت البشرية كلها بل أسعدت العالم كله عالم الدنيا وعالم الآخرة ، عالم الدنيا بالرحمة المهداه وعالم الآخرة بالشفاعة والمقام المحمود الأم التى أنجبت خير خلق الله ، الأم التى أنجبت أشرف من مشى على الأرض ، الأم التى أنجبت سيد ولد آدم ولا فخر ، الأم التى أسعدت الدينا بمولودها ، الأم الشريفة ، العفيفة التى ملئت مشارق الأرض ومغاربها بالنور والهدى والرحمة والسلام والأمان ... مهما تكلمنا عنها فلا نستطيع أن نوفيها حقها فأحببت أن أكتب عنها ملخص بسيد وفضلت أن أتوضاء وأن أجلس على المنضدة بأحترام وإجلال لمقامها الرفيع فهى السيدة ( آمنة بنت وهب ) أم سيدنا رسول الله صلى الله عليهم وسلم . فيطيب لى أن أستعيد ذكرى تلك الأم مولاتنا ( آمنة) المصونة والدرة العفيفة المكنونة تلك الأم التى أنجبت محرر البشرية وهادى الأمة إلى الصراط المستقيم والتى أنجبت نور الهدى والذى أرسله الله عز وجل رحمة للعالمين ، رحمة للأنسان ، رحمة للجان ، رحمة للحيوان ، رحمة للنبات ، رحمة للجماد - إنه فى يوم لم يحدده التاريخ فى نحو منتصف القرن السادس الميلادى رأى النور سليلة أسرة نابهة من القبيلة التى كانت ذات الشأن الاول فى تلك المنطقة المقدسة والتى استأثرت وحدها بوظائفها الدينية الضخمة وما يتبعها من امجاد وأمتيازات .

السيدة زهرة بنى هاشم ( السيدة آمنة بنت وهب ) بن عبد مناف أبن زهرة بن كلاب بن مرة يعد سيد بنى زهرة وكان جده زهرة شقيق قصى جد الرسول صلى الله عليه وسلم .

والدتها : فهى برة بنت عبد العزى ابن عثمان بن عبد الدار بن قصى فهو ملتقى نسبه من أمه مع نسبه من أبيه

وكان عبد الله بن عبد المطلب والد الرسول صلى الله عليه وسلم فى الرابعة والعشرين من عمره ، عندما صحبه والده إلى ديار بن زهرة ، حيث خطب له آمنة بن أبيها وهب وقيل بل خطبها من عمها أهيب الذى كان يكفلها بعد وفاة والدها .

وقد وصف ابن هشام ( آمنة ) فى سيرته المعروفة أنها كانت يومئذ أفضل فتاة فى قريش نسبا وموضعا وجاها وجمالا وكمالا ووفقا لتقليد العرف فى ذلك الزمن أقام عبد الله مع زوجته آمنة فى بيت أهلها ثلاثة أيام وكان ذلك يوم الجمعة وقيل يوم الأثنين من أول رجب فى شعب أبى طالب

وقبل الزواج بالسيدة ( آمنة ) مر على أمرآة كاهنة قد قرأت الكتاب فقالت : حين نظرت إلى وجهه وكان أحسن رجل فى قريش لك مثل الإبل التى نحرت عنك وقع على الآن لما رأت فى وجهه من نور النبوة ورجت أن تحمل بهذا النبى الكريم فأجابها بقولة :

أما الحرام فالممــــــــــات دونــــــــــــــــــــــة والحــل لاحـــل فأستبينــــــــه
فكيف بالأمر الــــــــــــــــذى تبغينــــــــــــــــه يحى الكريم عرضــــه ودينـــــه



ثم خرج من عند السيدة ( آمنة ) فمر على المرأة التى عرضت عليه ما عرضت فقالها لها مالك لا تعرضين على اليوم ما عرضت بالأمس ، قالت : فليس لى بك اليوم حاجة إنما أرادت أن يكون النور فى فأبي الله إلا أن يجعله حيث شاء وقد روى عن العباس رضى الله عنه أن عبد الله لما بنى بآمنة العظيمة الجاه أحصوا مائتى أمرأة من بنى عبد مناف وينى مخزوم ولم يتزوجن أسفا على ما فاتهن من سره المعلوم الذى هو نور المصطفى صلى الله عليه وسلم ، الذى كان يضئ فى جبهته ولم تبق امرأة فى قريش إلا مرضت ليلة دخل ( بآمنة )

.ولم تطل أقامة عبد الله مع السيدة آمنة ، بل أضطر لتركها وهى حامل عندما بعث به والده فى رحلة تجارية إلى المدينة فمات بها وقيل أن تلك الرحلة كانت إلى الشام وفى طريق عودته منها مر بأخواله فى المدينة ليزورهم ويستريح عندهم ولكنه مرض فتخلف عن القافة العائدة ولما علم والده عبد المطلب بمرضه أرسل أخاه الحارث إلى المدينة لطمئن عليه الا أنه فوجئ بوفاته ودفنه وقد دفن فى دار بنى عدى بن النجار بالمدينة المنورة .

وعن أبن عباس رضى الله عنه أنه لما توفى سيدنا عبد الله قالت الملائكة إلهنا وسيدنا بقى نبييك يتيما فقال الله تعالى : ( أنا له حافظ ونصير ) وقيل لسيدنا جعفر الصادق رضى الله عنه لما يتم النبى صلى الله عليه وسلم فقال لئلا يكون عليه حق لمخلوق . وكان نور النبوة باديا على وه عبد الله ، ثم أنتقل منه إلى وجه زوجته السيدة آمنة عندما حملت بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد تحدثت السيدة آمنة عم حملها المبارك وعن مولده فقالت : ( والله ما رأيت من حمل قط ، وكان أخف من حمله ، ولا أيسر منه، وقع حين ولدته ، وانه لواضع يديه على الأرض ، رافع رأسه فى السماء وعن الزهيرى رحمه الله قال : قالت السيدة آمنة : لقد قلقت به صلى الله عليه وسلم فما وجد له مشقة حتى وضعته وعن سيدنا سهل بن عبد الله التسترى رضى الله عنه لما أراد الله تعالى خلق محمد صلى الله عليه وسلم فى بطن أمه ليلة رجب وكانت يوم جمعة أمر رضوان خازن الجنان أن يفتح الفردوس ونادى منادى فى السموات والأرض ألا وإن النور المخزون المكنون الذى يكون منه النبى الهادى يستقر فى هذه الليلة فى بطن آمنة الذى فيه يتم خلقه ويخرج الى الناس بشيرا ونذيرا ، وفى رواية كعب الأخبار رضى الله عنه أنه نودى تلك الليلة فى السموات والأرضأن النور المكنون الذى فيه رسول الله يستقر الليلة فى بطن آمنة فيا طوبى لها ثم طوبى وأصبحت يومئذ أصنام الدينا منكوسة وكانت قريش فى جدب شديد وضيق فأخضرت الأرض وحملت الأشجار وأتاهم الرافد من كل جانب فسميت تلك السنة سنة الفتح والأبتهاج وفى حديث أبن غسحاق أن آمنة كانت تحدث أنها أتيت حين حملت به صلى الله عليه وسلم فقيل لها إنك حملت بسيد هذه الأمة وقالت ما شعرت بأنى حملت به ولا وجد له ثقلا ولا وحما كما تجد النساء وعن ابن عباس رضى الله عنها قال كان من دلالة حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل دابة لقريش نطقت تلك الليلة وقالت حمل برسول الله صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة وهو إمام الدنيا وسراج أهلها ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا وفرت وحوش المشرق إلى وحوش المغرب بالبشارات وروى أن الله تبارك وتعالى قد أذن تلك السنة لنساء الدنيا أن يحملن ذكورا كرامة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وروى فى بعض الأخبار حسبما نقله الشيخ مفتى الأنام أبو العباس سيدنا أحمد بن قاسم المالكى أنه فى أول شهر من شهور حمل مولاتنا السيدة آمنة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم أتاها فى المنام آدم وأعلمها أنها حملت بأجل العالم وفى الشهر الثانى أتاها فى المنام إدريس وأخبرها بفخر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقدره الرئيسى وفى الشهر الثالث أتاها فى المناد سيدنا نوح وقال لها إنك قد حملت بصاحب النصر والفتوح وفى الشهر الرابع أتاهل فى المنام إبراهيم الخليل وذكرلها فضل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومحله الجلييل وفى الشهر الخامس أتاها سيدنا إسماعيل وبشرها أن أبنها صاحب المهابة والتبجيل وفى الشهر السادس أتاها سيدنا موسى كليم الله وأعلمها برتبة سيدنا محمد وجاهه العظيم وفى الشهر السابع أتاها داود وأعلمها أنها حملت بصاحب المقام المحمود والحوض المورود واللواء المعقود والكرم والجود وفى الشهر الثامن أتاها سيدنا سليمان وأخبرها أنها حملت بنبى آخر الزمان وفى الشهر التاسع أتاها فى المنام عيسى المسيح وقال لها إنك قد خصصت بمظهر الدين الصحيح واللسان الفصيح وقالت مولاتنا آمنة رضى الله عنها نظرت إلية صلى الله عليه وسلم فإذا هو ساجد ورافع إصبعيه إلى السماء كالمتضرع إلى الله والمبتهل ثم رأيت سحابة بيضاء قد أقبلت من السماء حتى غشيته سثم سمعت مناديا ينادى طوفوا به مشارق الأرض ومغاربها وأدخلوا البحار ليعرفوه باسمه ولما علم عبد المطلب بمولد حفيده ضمه إلى صدره فى حنان وغمره بقبلاته وأخذه إلى الكعبة حيث سماه محمد وظلت أمه ترضعه حتى جف لبنها وقيل أن سبب ذلك هو شدة حزنها على سيدنا عبد الله ( زوجها ) فأرضعته ( ثويبة ) جارية عمه وكانت قد أرضعت قبله عمه حمزة ثم أرضعته بعد ذلك حليمة السعديةبنت أبى زؤيب وظل يتمتع برعاية أمه وحنانها حتى صحبته لزيارة قبر أبيه فى المدينة وفى طريق العودة من المدينة هبت على القافلة ريح عاصفة محرقة فتأخرت أيام وعندما أستأنفت رحلتها كانت السيدة آمنة قد أنهكت قوها فأصيبت بمرض شديد فأخذت تحتضن وليدها عليه الصلاة والسلام وتقبلها و:انها على علم بدنوا أجلها فكانت تودعه ينظراتها ودموعها وتقول السيدة بنت الشاطئ رحمها اللهفى ذلك المشهد المؤثر الحزين الأليم ... وتشبثت به معانقة ، وقد أنهمرت الدموع من عينها ، فأخذ الصبى العزيز يجفف دموعها بيده الحلوة الصغيرة ، مستشعر لذة الحنان الغامر وكان ينسى فى نشوته رهبته الموقف وفجأة تراخت زراعها الشريفة عنه فحدق فيها فرأى أن بريق عينيها يوشك أن ينطفئ وكان صوتها يخف رويدا رويدا حتى سمع حشرجة هامسة هنالك تضرع اليها أن تنظر إلية وا، تكلمه فيقال أنها نظرت لوجهه وقالت : بارك فيك الله من غلام............ ياابن الذى من حومة الحمام ..........نجا بعون الملك العلام فورى غداة الضرب بالسهام .....يممائة من أبل سوام

.ثم امسكت تستريح ، فلما أستردت أنفاسها همست فى حشرجة الاحتضار : كل حى ميت وكل جديد بال ، وكل كبير يفتى ، وأنا ميتة وذكرى باق فقد تركت خيرا وولدت ظهرا وفى قرية ( الأبواء) على بعد نحو ثلاثة وعشرين ميلا من المدينة - أودع ذلك الجسد الطاهر مقره الأخير لذلك ظل النبى صلى الله عليه وسلم وفيا لذكرى أمه الطيبة الطاهرة الحنون حتى أنه لما مر بتلك القرية فى الحديبية زار قبر أمه ولم يستطيع أن يقاوم البكاء فبكى المسلمون لبكائه ولما سئل سبب بكائه قال أدركتنى رحمتها فبكت ) وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أنه قال خرج من النبى صلى الله عليه وسلم يوما وخرجنا معه حتى أنتهينا إلى المقابر ، أمرنا فجلسنا ثم تخطى القبور حتى أنتهى إلى قبر منها فجلس إليه فناجاه طويلا ثم أرتفع صوته ينتحب باكيا فبكينا لبكائه صلى الله عليه وسلم سثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل الينا فتلقاه عمر بن الخطاب رضى الله عنهفقال : ما الذى أبكاك يا رسول الله فقد ابكانا وأفزعنا فأخذ بيد عمر ثم أتى إلينا فقال : أفزعكم بكائى ؟ فقلنا نعم يا رسول الله فسقال : ذلك مرتين أوثلاثة ثم قال إن القبر الذى رئيتمونى أناجيه فهو قبر أمى ( آمنة بنت وهب ) وأنى أستأذنت ربى فى زيارتها فأذن لى لى ولا شك أن طيف تلك الام الرحيمة العظيمة كان يتمثسل فى ذهن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى أحاديثه الشريفة التى كان يوصى دائما فيها بالأم فمثلا قوله صلى الله عليه وسلم ( الجنة تحت أقام الأمهات ) وقوله بر الوالدين أمك ثم أمك ثم أمك وقوله صلى الله عليه وسلم دعوة الوالدة أسرع إجابة قيل يارسول الله ولم ذلك ؟ قال : هى أرحم من الأب ودعوى الرحمة لا تسقط . فالرحمة كاملى والسلام عليكى يا أغلى ما فى الوجود فيا أيها الأم العظيمة ويا أيها الام الحنونة الحبيبة الغالية==== فمن لا يقراء سيرتك فلا عيش له فى الحياة فأنت أم خير الخلق كلهموا فتحية غالية لكى وسلام الله عليكى وعلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آل البيت الأطهار .

روى الطبرانى بسنده عن عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها أن النبى صلى الله عليه وسام نزل بالحجون حزينا فأقام به ما شاء ثم رجع مسرورا فقال : سألت ربى فأحيا لى أمى فأمنت بى ثم ردها

)أيقنت أن أبا النبى وأمــــه أحياهما الرب الكريم البـــارى

حتى له شهدا بصدق رسالته سلم فتلك كرامة المختار




وقال التلمسانى روى إسلام أمه صلى الله عليه وسلم بسند صحيح وكذا روى اسلام أبيه عليه الصلاة والسلام وكلاهما بعد الموت تشريفا له صلى الله عليه وسلم والله قادر على كل شىء وقد ذكر الحديث كثير من الأئمة منهم الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادى والحافظ أبو القاسم بن عساكر والحافظ أبو حفص بن شاهين والحافظ أبو القاسم السهيلى والامام القرطبى والطبرى . [/b]

أ-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المواجع : الطبقات الكبرى لأبن سعد = تراجم سيدات بيت النبوة للسيدة عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) = مقال الاستاذ إبراهيم محمد الفحام شيح الأزهر 1971م = كتاب فتح الله مولد خير خلق الله للعارف بالله فتح الله البنانى 1903م ( 1323هـ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 16, 2021 12:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45691

بوركت وجزاكم الله خيرا


_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 18, 2021 4:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114
[color=#007F00][b]

(1) الطبيبات والممرضات فى صدر الإسلام

السيدة عائشة رضى الله عنها:



تلك السيدة التى حباها الله تعالى من العلم والمعرفة ما تطاولت له الأعناق ، وإنى وايم الحق لأغبط نفسى اليوم إذ ارانى لأول مرة أكتب فى ترجمة أبرز سيدة متعلمة أقلتها الأرض واظلتها السماء سيدة إذا ذكر الحفاظ والمحدثون ذكرت معهم او المفسرون والمفتون كانت فى طليعتهم ، سيدة تعددت التعاريف بها وتشعبت – فبينما نرى ترجمتها فى الفقهاء والشعراء ، غذا بها فى رجال الأدب والسياسة ، فى علماء الطب والفلسفة – فى اللغويين والنحاة فى المشيخات والمسلسلات . احسب أن من كانت هذه بعض سماتها بدهى لا يحيط بترجمتها كاتب ! وكيف يحيط بها أنى له ذلك ! أنى له أن يقدرها قدرها ، وسيد الخلق يخاطب الأمة بشأنها إعلاما برفعة قدرها فيقول : ( اقدروا قدر الجارية الحديثة السن ) فهل قدرت الأمة قدرها ، هل علمت أن هذه السيدة قدد أودع فى قرارتها من العلوم والمعارف الشرعية والكونية ، ما تطاولت له الجوزاء ، وتسامى عن الص والنعت ولم يبزه بشر . يا علماء التربية والأخلاق ، ادرسوا نفسية هذه السيدة واستعرضوا شخصيتها لأبنائكم ، فانكم إن فعلتم ذلك فقد أسديتم للأجيال المقبلة مثالا أعلى للفضيلة ، للاخلاق ، للعلم ، لكل مظاهر العطمة وظواهر الإجلال .

فان فتاة يافعة كهذه يتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وهى بنت ست ويبنى بها وهى بنت تسع ويفارقها وهى نت ثمانى عشرة سنة فنراها وهى فى خدرها مصونة * تتجمع الوفود على باب دارها يأتونها من كل صوب وحدب هذا يستفتيها وذاك يستفسرها وآخر يستوصفها داء حارت فيه نطس الأطباء ، فتجيب هذا وذاك بطلاقة لسان وفصاحة بيان ، تفسر لهذا آيته ، وتصحح لذاك حديثه وروايته وتنعت لآخر الكى وآخر الاحتقان وآخر ترحله إلى إحدى مشافى المدينة ، ثم نراها تستقل بالفتيا فى عهد أبيها أبى بكر وفى عهد عرم وعثمان وعلى ، ويظل المسلمون يلجأون اليها وقد وقد لجأوا إلى حصن حصين وتظل هى على هذا الخال والمنوال زهاء أربعين حولا إلى أن تلقى الله عز وجل ، فيخلد لها التاريخ أثرا لن يمحى وذكرا لن ينسى ، ثم ها هى عندما ينهزم الناس يوم أحد تأتى ساحة الوغى . وقد قصرت الأعنة واشتجرت الأسنة وسطع العثير من سنابك الخيل وتجاوبت الأصداء من رنين القسى وقراع الرماح وبلغت القلوب الحناجر فتأنى بنت الصديق التى رق قلبها وراق مشمرة عن ساعدها وقد حملت الماء فى القربة على متنها والحقيبة فى عنقها فتجوب المعترك هنا وهناك تتفقد حريجا تضمد جراحه أو ظمآن فتسقيه او مريضا فتمرضه ، أو عليلا فتعلله ، فاذا ما أعوزها عوز أو حز بها أمر نادت واعوناه فتأتيها أم سليم وأم مالك والنساء مشمرات عن سواعدهن حاملات للقرب على متونهن معلقات الحقائب فى أعناقهن ، وقد أثقلت كواهلن يصحن بلسان واحد وقلب واحد : الله أكبر يا بنت الصديق الله أكبر يا سيدة نساء العالم لقد ناديث واجبا قلباك وأسمعت حيا فحياك ، قد جئناك مهللات مكبرات لا رجاوة فى جائزة ولا ابتغاء قربان ولا نسأل عليه أجرا ، جئناك يا شرف النساء وفخرهن إجابة لداعى الله وداعى الواجب والانسانية والمروءة والشهامة ولتتأسى بنا نساء الأمم المقبلة إن هى أرادت أن تكفل لنفسها حياة شعوبها وسعادة المجتمع . وها هو سيد الخلق ومصلح العالم يعبىء الجيوش والكتائب لإهراق دم المفسدين الذين يعيثون فى الأرض فسادا . وقد تدرع بمغفر الحق وتقلد سيف العز وأحاطت به كتائب الله وذادة الاسلام إحاطة الهالة بالقمر والتفت به اتفاف السوار بالمعصم فيتفقد النساء فلم يجد منهن واحدة فى الكتائب فينادى وانسا آه فتأتيه أمهات المؤمنين فيقترع بينهن لقيام غحداهن فى الجيش للتمريض فيأبى الله تعالى إلا أن يخرج أشرف النساء عائشة ، لعمر الحق إن فى ذلك لعبرة وما يعقلها إلا العالمون
بب
بعده
[/b]
بع
[/color]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 19, 2021 7:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


) السيدة عائشة رضى الله عنها



ثم ها هى تستعرض لنا ضربا من بلاغتها فتصف لنا اباها فتقول فى وصفه - كان أجنا لا يستمسك إزاره يسترخى عن حقوية معروق الوجه عارى الاشاجع ناتىء الجبهة . ثم ها هى حينما بلغها ان اقوما يتناولون اباها لنصبه عمر أميرا للمؤمنين بعده ترسل لأزفلة من الناس وقد حضرت فأسدلت أستارها وعلت وسادها وقامت فيهم خطيبة بلسان الحال والمقال ، ابى وما ابيه ابى والله لا تعطوه الا يدى ذاك طود منيف وفرع مديد فتى قريش ناشئا وكهفها كهلا يفك عانيها ويريش مملقها ويراب شعبها ويلم شعثها حتى حليته فلوبها ثم استشرى فى دين الله فما برحت شكيمته فى ذات الله عز وجل حتى اتخذ بفناء داره مسجدا يحيى فيه ما أمات المبطلون .

أبى كان غزير الدمعة شجى النشيج أكبرته رجالات قريش فحنت قسيها وفوقت سهامها وامتتلوه غرضا فما فلو اله صفاة له قناة ومر على سيسائه حتى إذا ضرب الدين بجرانه ورست أوتاده ودخل الناس فيه أفواجا ومن كل فرقة ارسالا واشتاتا اختار الله لنبيه ما عنده فلما قبض الله نبيه واضطرب حبل الاسلام وماج اهله وبغى الغوائل قام الصديق بين اظهرهم حاسرا مشمرافجمع حاشيتيه ورفع قطرية فرد نشر الاسلام على غره ولم شعثه بطبه وانتاش الدين بنعشه فلما اراح الحق على أهله وحقن الدماء فى اهبها اتته منيته فسد ثلته بنظيره فى المرحمة وشقيقه فى السيرة والمعدلة ذاك ابن الخطاب فلله در أم حملت به ودرت عليه لقد اوحدت به ففنخ الكفرة وديخها وبعج الارض وبخعها فآتت أكلها ولفظت خبأها وتصدى له ويأباها ثم وزع فيها فيأها : وودعها كما صحبها فأرونى ماذذا ترتؤون واى يومى أبى تنتقمون ايوم إقامته اذ عدل فيكم او يوم ظعنه اذ نظر لكم ؟ ؟ ! اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم ثم اقبلت على الناس فقالت انشدكم الله هل أنكرتم مما قلت شيئا ! قالوا اللهم لا . وها هو الزهرى شيخ أهل السنة يقول فى علمها ، لو جمع علم عائشة الى علم أمهات المؤمنين وجمع نساء العالم لكان علم عائشة افضل ، وها هو مسروق يقول ويقسم وانه لبار – والذى نفسى بيده لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد الاكابر يسألون عائسة عن الفرائض ، وها هو عروة وما أدراك ما عروة يقول بعد أناة واختبار ، ما رأيت أحدا أعلم بالطب من عائشة ويبعث لها قائلا ، يا عائشة أنى لا أعجب من علمك بالشعر وأنت ابنة ابى بكر وكان اعلم الناس ولكن اعجب من علمك بالطب ، وها هى تستدرك على مشيخة الصحابة ما فاتهم من الاحاديث والآثار وبتنافس الحفاظ وشيوخ الحديث فى السباق الى لم هذا التراث وجمعه تذكرة وعبرة ، فيؤلف الحافظ ابو منصور عبد المحسن البغدادى مؤلفه فى استدراك عائشة على الصحابة ويؤلف الامام بدر الدين الزركشى شارح البخارى الاجابة لا يراد ما استدركته عائشة على الصحابة ويؤلف الحافظ السيوطى عين الاصابة فى استدراك عائشة على الصحابة وبتصدى لجمع مسنداتها لعلم \اهل السنة والورع احمد بن حنبل ثم يتلوه شيخ محنك من شويح الحفاظ ذاك ابو داود عبد الله صاحب السنن ويحتذى به المروزى احمد بن على وابن صاعد وغيرهم ، ثم ها هى ترى باعينها اباها شيخ الاسلام ووزيره وعزه وقد حانت ساعى الدنو من حضرة الحق فتقف على رأسه تنشده :

لعمركـ ا يفنى الثراء عن الفتى اذا حشر جت يوما وضاق بها الصدور



فيقول لها لا تقولى هكذا يا بنيتى ولكن قولى ، وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد فتسكت هنيهة ثم تعاود القول مرة اخرى فتقول :

وابيض يستسقى العمام بوجهــه ثمال اليتامى عصمة للارامــــل



فيقول لها باسما ذاك رسول اللهصلى الله عليه وسلم يا بنية : فتعود وتقول :

وكل ذى ابل لا بد مورثها وكل ذى سلب لا بد مسلوب
وكل ذى غيبة يؤوب وغائب الموت لا يؤوب


ثم ها هى تقف على قبره وتقول وقد التف الناس حولها كأن على رءوسهم الطير ن نضر الله وجهك يا أبى وشكر لك صالح سعيك فلقد كنت للدنيا مذلا بأعراضك عنها وللآخرة معزا باقبالك عليها ان كتاب الله ليعد بالعزاء عنك حسن العوض منك فانا انتجز من الله موعـــوده فيك بالصبر عليك واستعيضه منك بالدعاءلك فانا لله وانا اليه راجعون وعليك السلام ورحمة الله توديع غير قالبة لحياتك ولا زارية على القضاء فيك ثم ها هى يوم الحمين تقول : رحمك الله يا أبت ، فلئن أقاموا الدنيا لقد اقمت الدين ، استصغرت من دنياك ما اعظموا ورغبت بدينك عما أغفلوا واقتعدت مطى الجذر فلم تهتضم دينك ولم تنس غدرك ففاز عند المساهمة قد حك وخف مما استوزروا ظهرك ، ثم ها هى زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة صديقه وخليله تعتلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقج أحدق بها القوم تلبية لداعى الحق وهاتف الصدق فتقول ايها الناس ان لى عليكم حرمة الامومة وحق الوعظة لا يتهمنى الا من عصى ربه قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحرى ونحرى وأنا احدى نسائه فى الجنة وبه حصننى ربى من كل وضيع وبى ميز الله مؤمنكم من منافقكم . وقد مضى رسول الله ، وهو عنه راض وقد طوقه وهف الأمامة ثم اضطرب حبل الدين فأخذ بطرفيه وربق لكم أثناءه فوقذ النفاق وغاض نبغ الردة ورأب الثأى وأوذم السقاء وامتاح من المهواة واجتهر دفن الرواء حتى أعطن الوارد واورد الصادر وعلى الناهل فقبضه الله واطئا على هام النفاق ، فانتظمت طاعتكم بحبله فولى أمركم رجلا مرعيا إذا ركن اليه بعيد ما بين اللابتين عركة للأذاة ، صفوحا عن أذاة الجاهلين يقظان الليل فى نصرة الإسلام * ثم ها هى وقد جمدت تلك الأنفاس وغيض ذلك النبع وابتلعت الأرض ماءها وأشرقت بنور ربها بحلول ذلك القلب الذى سكن خفوقه والصدر الذى جفت عروقه فيقف المشيعون وقد تصاعدت منهم الزفرات وانسالت العبرات واشتد اللاعج فى نفوسهم وجمدت الدموع فى أعينهم ، يقولون بلسان الحال لقد قلنا فى موت عرم ، مات نصف العم وفى موت على ثلاثة أعشار العلم وما نقول فيك يا عائشة إلا مات العلم كله ، تالله لقد أنطفأت شعلة وقادة فانا لله وإنا اليه راجعون يا عائشة ، وإنا لله وإنا اليه راجعون يا دعاة الإصلاح – إن لم تثبوا بالمرأة إلى معارج الرقى ومعارج السعادة ، أنشادكم الله أبلغوا بها أعالى السنام ، اقفزوا بها إلى مستوى بعيد ، أوجدوا لنا من نساء هذا القرن عائشة أخرى عائشة فى علمها ، فى سماتها ، فان النساء قد فسدت ورب الكعبة وما ذلك إلا لتركهن وشأنهن وهل تصلح الأمم والشعوب إلا بصلاحهن ؟ وهل يصلحن ن لم يكن لهن فى كل أمة دعاة إصلاح يدعوهن إلى الفضيلة ويستعرضوا لهن محاسن أمهات المؤمنين وفضليات نساء العالم ليتأسين بهن.

حسبى ما ذكرته ، نضر الله وجه صديقنا الاستاذ حجازى محمد خليل الذى عنى بجمع تراث هذه السيدة البارة فى صحائف سيستعرضها لهذه الأمة ( فهل من مدكر ) ؟

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 20, 2021 1:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

( السيدة فاطمة الزهراء )



لا أدل على نبوغها فى الطب والتمريض من حادثة غزوة أحد التى كسرت فيها رباعية النبى صلى الله عليه وسلم وجرح وجاءه على عليه السلام لما رأى جرحه صلى الله عليه وسلم قد أدمى فصار يسكب الماء عليه ليوقف الدم فكلما أزداد سكبا للماء ازداد الدم سيلانا فأشفق الامام على ابن عمه صلى الله عليه وسلم فرأته فاطمة عليها السلام فهرولت اليه وقد طل قلبها ولبها حنانا وإشفاقا على سيد الخلق فعمدت الى حصيرة وأخذت منه اعوادا وأحرقتها حتى استحالت رمادا فذرته على الجرح فتوقف الدم واستجمد لوقته ، تدل هذه الحادثة دلالة واضحة على رسوخ قدم السيدة فاطمة فى معرفة خواص النبات مضافا ذلك الى معرفتها فى فن الطب ، وبدهى ليس هذا بغريب وهى بنت سيد الخلق ومعلم الإنسانية صلى الله عليه وسلم ثن لننظر بعد ذلك الى ما يقرره الطب الحديث فى الحصير واستعمال رماده لتجمد الدم ، وليس هذا تأييدا لنظريتها ، حاشا ذلك ، إذ هى نبع استقى منه هذا التراث واليد ( قول علماء النبات والطب فى الحصير ورماده )
الحصير ذلك النبات المعروف ، اذا تكامل زرعه ونما امتص املاحه من الارض التى منها املاح الصودا والبوتاسيا ذات التأثير العجيب فى تجمد الدم ، فاذا حرقت عيدانه تخلف عنها طربون معقم يمنع تولد الباكتيريا ( الجراثيم ) ويسد منافذ الدم الذى قد يكون متلوثا بشتى الجراثيم ويساعد على تضميده ،

ويذكر صاحب التذكرة من خواصه – قتل الميكروات التى تكون فى الجروح والثآليل الرطبة وربما حولت رطوبتها الى جفاف وقد تكون الخشاب عموما اذا حرقت تخلف عنها كربون نقى لا يساعد على بقاء الجراثيم ويحفظ الجروح فى حالة تطهير تام الا ان كربون الحصير يكون أنقى وأفعل .

بعده



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 21, 2021 7:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


السيدة زينب الكبرى :



سيدة نساء الطف عليها السلام ، ذكر عنها أنها كانت فى موقعة اخيها الإمام الحسين عليه السلام قد حبست نفسها على تمريض الجرحى وتضميد جراحاتهم وكانت تستعين بمن معها من النساء اللواتى حضرن الموقعة كالسيدتين فاطمة وسكينة ابنتى الإمام وغيرهما .

رفيدة الانصارية :



قد تعد رفيدة هذه فى مصاف النسوى اللواتى نبغن فى فن التمريض والصيدلة نبوغا بلغ مبلغه وقك كانت لها خضوة عند حضرة النبى صلى الله عليه وسلم انفردت لها عن غيرها وكثيرا ما كان النى صلى الله عليه وسلم يخصها بمداواةالجرحى وتعليل المرضى دون غيرها من النساء الممرضات وكان لها فى المسجد النبوى ( مشفى ) ، عيادة جعلت لها قسمين داخليا وخارجيا وصيدلة جمعت كثيرا من العقاقير والأدوية ، وكان كبار الصحابة اذا أصاب أحدهم مرضى تحول اليها فتمرضه وربما استلبثته فى المشفى حتى يبرأ من مرضه كما وقع لسعد بن معاذ يوم اصيب بالخندق وأمر النبى صلى الله عليه وسلم بتحويله الى عيادتها وكان يعوده فيها صباح مساء ، ( أنظر ابن اسحق فى السيرة والبخارى فى ألدب المفرد )

الربيع بنت معوذ الانصارية



من بنى عدى بن النجار زوج اياس بن بكر الليثى وام ولده محمد بن اياس وهى من الصحابيات المبايعات بيعة الرضوان تحت الشجرة الذين قال الله تعالى فيهم ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) أخرج ابخارى والنسائى من طريق بشر بن المفضل عن خالد بن ذكوان عنها قالت كنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسقى القوم وتخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة .



كعيبة بنت سعد الاسلمية :



كانت فى بادىء أمرها ممرضة تمرض فى مشفى رفيدة ثم أخذت لها مشفى الى جانب مشفى رفيدة بالمسجد النبوى فكان من يصاب من الصحابة فى الغزوات حول اليها فتمرضه وهى فضلا عن كونها من الصحابيات الممرضات تعد من الفوارس اللواتى شهدن المعارك وجبن ساحات الوغى ، فقد ذكر عنها كما فما فى طبقات ابن سعد وغيرها انها شهدت فتح خيبر وشاركت المجاهدين فى الذود عن حياض الاسلام .

حمنة بنت جحش :



اخت عبد الله عبد الله أبنى جحش وزينب بنت جحش زوج النبى صلى الله عليه وسلم فى أسد الغابة والاصابة أنها كانت تسقى العطشى وتحمل الجرحى وتجاويهم ، ونعت لها النبى صلى الله عليه وسلم الكرسف وهو القطن كما فى نهاية ابن الأثير لسد منافذ الدم الذى كان كثيرا ما يأتيها ، ثم أمرها بأن تتلجم وان تتخذ ثوبا ، فانظر حكمة النبى صلى الله عليه وسلم فى أمره لها يحمل الكرسف وفيه ما فيه من المواد الطيبة التى تستوقف الدم وتسد منافذه .
الطبيبة الثامنة : ليلى الغفارية :

يقول ابن عبد البر فى الاستيعاب ، كانت تخرج مع النبى صلى الله عليه وسلم فى مغازيه يداوى الجرحى وتقوم على المرضى وتحدث هى عن نفسها فتقول ، كنت أغزو مع النبى صلى الله عليه وسلم فأداوى الجرحى وأقوم على المرضى

معاذة الغفارية :



من بنى غفار فى تفسير ابن مردوية عن عمرة عنها ، قالت معاذة الغفارية ، كنت أنيسا لرسول الله صلى الله عليه وسللم أخرج معه فى الاسفار أقوم على المرضى واداوى الجرحى .

أم أيمن - بركة بنت ثعلبة النعمانية أم الطباء



{ مولاة النبى صلى الله عليه وسلم وحاضنته من فوارس الصحابيات وطبيباتهن ، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من زيارتها واقتدى به خليفتاه أبو بكر وعمر ، شهدت خيبر وكانت تسقى المرضى وتداوى الجرحى وتمرض النساء وتنعت لهن الأدوية

أم زياد الاشجعية :



كانت هى السادسة من النسوة اللواتى خرجن مع النبى صلى الله عليه وسلم فى غزوة خبير لمداواة الجرحى وكن يجعلن فى حقائبهن أدوية متنوعة ، تقول هى عن نفسها فيما أخرجه النسائى وابو داود وغيرهما عن حفيدها زياد الاشجعى ، خرجنا ومعنا دواء نداوى به الجرحى ونناول السهام وتسقى السويق.

أم سنان الاسلمية :



من الصحابيات المبايعات كانت فى بادىء امرها ماشطة ولما خرج النبى صلى الله عليه وسلم الى خبير وبلغا تطوع النسوة فى الجيش للتمريض ، أتت النبى صلى الله عليه وسلم وقالت له يا رسول الله أتأذن لى أخرج معك أخرز السقاء وأداوى الجرحى فأذن لها وقال لها ان لك صواحب قد أذنت لهن من قومك ومن غيرهم فكونى معهم .

أم كبشة القضاعية :



جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأستأذنته فى الخروج فى مداواة الجرحى والمرضى وسقى الماء ، اخرج حديثها ابن ابى شيبة والطبرانى عن سعيد بن عمرو

أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصارية :



أخرج حديثها أبو داود عن عبد الرحمن بن خلاد الانصارى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غزا بدر أتته وقالت له او أذنت لى فغزوت معكم فمرضت مريضكم وداويت جريحكم فلعل الله ان يرزقنى الشهادة ، وقد انتهى بحثى هذا الذى عنيت به ويعلم الله أنى لم أعن به إلا لظهر للمسلمين فضائلل المسلمين والمسلمات فى صدر الاسلام وإيغالهم فى العلوم والمعارف حتى الطب مما نقصر أمامه الهمم وتنثنى دونه العزائم والعقول الحصيفة ، الا فليعلم ذلك دعاة المدينة ودعاة العلم الحديث وليأخذوا من تراث الاسلام ما يتبلغون به فى كل مهامهم العليمة والاجتماعية والعمرانية وليؤمن بأن الاسلام خير كله ، وكله طب القلوب ونور للابصار وشفاء لما فى الصدور

بعده



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 23, 2021 11:38 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

السيدة خديجة بنت خويلد



السيدة خديجة ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب أول أمرأة تزوجها حضرة النبى صلى الله عليه وسلم فى أول أمره ، بل أول إنسان أسلم ، لم يسلم قبلها أحد وقيل : كانت تسمى فى الجاهلية الطاهرة وكنيت بأم هند ،وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم من بنى عامر بن لؤى – لما بلغ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خممسا وعشرين سنة تزوجها حضرة النبى صلى الله عليه وسلم وكان عمرها 40 سنة فولدت له أولاده كلهم إلا إبراهيم – لما ابتدأ الوحى كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم متخوفا من ذلك وأخبر سيدتنا خديجة عليها السلام فقالت له : أبشر فلن يخزيك الله أبدا ؛ إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتوؤدىالأمانة ، وتحمل الكل ، وتقوى الضعيف وتيعن على نوائب الحق وأنطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان قد تنصر وقرأ الكتب وسمع من أهل التوراة والإنجيل فأعلمته بشأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرها بأنه النبى المرسل صلى الله عليه وسلم را فى ذلك يتنى أكون فيها جذعا حين يخرجه قومه ، فأخبرته سيدتنا ( أو مخرجى هم ؟ ) فقال نعم بم يات أحد قط بمثل ماجاء به إلا عودى وأوذى وإن يدركنى يومه أنصره نصرا مؤعلى موسى يا لوقال : إنه ليأتيه الناموس الأكبر وهذا الناموس الذى أنزل– بقيت السيدة خديجة مع حضرة النبى أربعة وعشرين سنة وأشهرا ولم يتزوج عليها وتوفيت قبل الهجرة بثلاث سنين بعد وفاة أبى طالب ودفنت بالحجون وحزن حضرة النبى صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا ونزل فى حفرتها وعظمت عليه المصيبة بوفاة أبى طالب
بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 23, 2021 11:39 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

السيدة سودة رضى الله عنها




هى السيدة سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى فهى تجتمع معه صلى الله عليه وسلم فى لؤى ، وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو بن زيد الأنصارية ، وقد أسلمت السيدة سودة قديما وبايعت على الاسلام قديما ، وكانت متزوجة ابن عم لأبيها يسمى السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود ، وكان للسكران إخوة كلها صحابيون وهم سهيل وسهل وسليط وحاطب بنو عمرو ، وقد أسلم السكران معها قديما وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية فمات زوجها مسلما حين قدم إلى مكة وقيل مات بأرض الحبشة رضى الله عنه ، وفى الأصابة ص 117 من الجزء الثامن ( فتوفى عنها زوجها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفى أسد الغابة صفحة 484 من الجزء الخامس ( وكان مسلما فتوفى عها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وفى صفحة 271 من الجزء الثالث من شرح الزرقانى على المواهب ( وكانت تحت ابن عم يقال لها له السكران بن عمرو اخو سهيل بن عمرو : اسلم معها قديما وهاجر جميعا إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية فلما قدما مكة مات زوجها ) وقد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد وفاة السيدة خديجة سنة عشر من النبوة ، ولما كبرت سنها وهبت نوبتها للسيدة عائشة فقد روى أنها قالت للنبى صلى الله عليه وسلم : ما بى على الأزواج من حرص ولكنى أحب أن يبعثنى الله يوم القيامة زوجا لك ، وكانت شديدة الاتباع لأمره صلى الله عيه وسلم وكانت تؤنسه وتضحكه وأسنت عنده ولم تصب منه ولدا ، وكانت أول أمرأة تزوجها بعد السيدة خدديجة رضى الله علنهما وقد توفيت بالمدينة آخر خلافة عمرة رضى الله عنه سنة ثلاث وعشرين للهجرة
بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 24, 2021 12:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114



[align=center]السيدة حفصة رضى الله عنها




هى السيدة حفصة بنت عرم بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤى فتجتمع معه صلى الله عليه وسلم فى كعب ، وأمها زينب بنت مظعون الجمحية الصحابية المهاجرة ، وقد ولدت حفظة قبل البعثة بخمس سنين وقريش تبنى الكعبة ، وقد اسلمت وهاجرت ، وكانت زوجا لخنيس بن حذافة هاجرت معه ومات عنها رضى الله عنه بعد غزوة بدر من جراحات اصابته ببدر فهو صحابى جليل مهاجر بدرى ، ولما مات خنيس وانقضت عجتها عرضها عمر ابوها على ابى بكر وعثمان رضى الله عنهم جميعا فلم يجبه أحدهما إلى زواجها لأنه صلى الله عليه وسلم رغبها فامسكان عنها روى عن ابن عمر شقيقها ، قال تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمى وكان من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شهد بدرا وتوفى بالمدينة ، قال عمر فلقيت عثمان فقلت إن شئت أنكحتك حفصه ، قال سأنظر فى أمرى فلبثت ليالى ثم لقينى فقال قد بدا لى ألا أتزوج فى يومى هذا ، قال عمر فلقيت أبا بكر فقلت إن شئت أنكحتك حفصة فصمت فلم يرجع إلى شيئا فكنت عليه أوحد منى على عثمان ، فلبثت ليالى ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنكجتها إياه ، فلقينى ابو بكر فقال لعلك وجدت على حين عرضت على حفصة فلم أرجع إليك شيئا فقلت نعم ، قال فأنه لم يمنعنى أن ارجع إليك فيما عرضت على إلا أنى قد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها ، فلم اكن لأفشى سره ولو تركها لقبلتها ، وتزوحها صلى الله عليه وسلم بعد السيدة عائشة سنة ثلاث للهجرة وسنه ست وخمسون سنة وسنها إحدى وعشرين سنة مكافأة لها وحبا فى أبيها وطلقها النبى صلى الله عليه وسلم تطليقة واحدة ثم راجعها روى عن أنس رضى الله عنه انه صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة فأتاه دبريل فقال طلقت حفصة وهى صوامة قوامة وهى زوجتك فى الجنة ، وقى رواية أنه صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فبلغ عمر ، فحثا على رأسه التراب ، وقال ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها فنزل جبريل عليه السلام من الغد وقال إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر ، وروى لها عن النبى صلى الله عليه وسلم ستون حديثا وقد استرضاها النبى صلى الله عليه وسلم بتحريم مارية وقد وقد نزل فيها وفى عائشة رضى الله عنها ( تبتغى مرضاة أزواجك ) وقوله ( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما )

توفيت فى شعبان سنة خمس وأربعين للهجرة بالمدينة فى خلافة معاوية وهى ابنة ثلاث وستين سنة .

فترى من هذا أنه صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة حفصة وهى ثيب ، وقد تزوجها رغبة فإيوائها وتعويضها عن فقد زوجها الذى قتل فى غزوة بدر وهو يدافع عن الله ورسوله ودينه ، وتزوجها استرضاء لأبيها عمر رضى الله عنه الذى سره كل السرور هذا النسب الشريف وكان صلى الله عليه وسلم قد بلغ ستاوخمسين سنة ولم يجمع بين أكثر من ثلاث ، وهو العادل المحسن العارف بحقوق الزوجية حتى فى مرض موته عليه الصلاة والسلام

بعده[/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 26, 2021 10:33 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

السيدة أم سلمة رضى الله تعالى عنها



هي ام المؤمنين ام سلمة و اسمها : هند بنت ابي امية سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية أمها : عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن خزيمة بن علقمة بن فراس و ابوها هو احد وجهاء قريش و قد عرف بلقب زاد الركب لانه كان اذا خرج في سفر كفى من معه الزاد و ذلك من شدة كرمه و هي ابنة عم سيف الله المسلول خالد بن الوليد و زوجها قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم هو عبد الله بن عبد أسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم الشهير بأبي سلمة الصحابي ذو الهجرتين ابن عمة النبي برة بنت عبد المطلب بن هاشم وكان لابي سلمة و أم سلمة تاريخ عظيم في الاسلام فقد كانا من السابقين الاولين و هاجرا مع العشرة الاولين الى الحبشة حيث ولد هناك ابنهما سلمة ثم قدما مكة بعد تمزيق صحيفة المقاطعة و قد اشتد اضطهاد قريش للمسلمين فلما اذن رسول لله صلى الله عليه و سلم لاصحابه بالهجرة الى المدينة المنورة أجمع أبو سلمة امره على الهجرة بأهله تصف السيدة أم سلمة هذا فتقول : فلما راه رجال بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قاموا اليه فقالوا : هذه نفسك غلبتنا عليها أرأيت صاحبتنا هذه ؟ علام نتركك تسير بها في البلاد ؟ و نزعوا خطام البعير من يده و أخذوني و غضبت عند ذلك بنو عبد الاسد و أهووا الى سلمة و قالوا : والله لا نترك ابننا عندها اذ نزعتموها من صاحبنا فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده و انطلق به بنو عبد الاسد رهط ابي سلمة و حبسني بنو المغيرة عندهم و انطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ففرق بيني و بين زوجي و بين ابني قالت : فكنت أخرج غداة فأجلس بالبطح فما أزال أبكي حتى سنة او قربها حتى مر بي رجل من بني عمي من بني المغيرة فرأى ما بي فرحمني فقال لبني المغيرة : الا تخرجون من هذه المسكينة ؟ فرقتم بينها و بين زوجها و بين ابنها فقالوا لي : الحقي بزوجك ان شئت ورد علي بنو عبد الاسد عند ذلك ابني فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري ثم خرجت اريد زوجي بالمدينة و ما معي احد من خلق الله فقلت:أتبلغ بمن لقيت حتى اقدم على زوجي حتى اذا انا بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة ابن ابي طلحة اخا بني عبد الدار فقال : اين يا بنت ابي امية ؟ قلت اريد زوجي بالمدينة فقال : هل معك أحد؟ فقلت : لا والله الا الله و ابني هذا فقال : و الله ما لك من مترك فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني فوالله ما صحبت رجلا من العرب اراه كان أكرم منه اذا بلغ المنزل اناخ بي ثم نحى الى شجرة فاضطجع تحتها فاذا دنا الرواح قام الى بعيره فقدمه فرحله ثم استأخر عني و قال : اركبي فاذا ركبت و استويت على بعيري اتى فأخذ بخطامه فقادني حتى ننزل فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي لى المدينة فلما نظر الى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال : زوجك في هذه القرية -و كان أبو سلمة نازلا بها- فدخلتها على بركة الله تعالى ثم انصرف راجعا الى مكة و كانت تقول : ما أعلم أهل بيت أصابهم في الاسلام ما أصاب ال أبي سلمة و ما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة و يقول ابن الاثير –رحمه الله- : و قيا انها أول ظعينة هاجرت الى المدينة و اصيب أبو سلمة رضي الله عنه في أحد بسهم عولج منه ثم انتفض عليه جرحه فمات منه و رسول الله صلى الله عليه و سلم يعوده فأغمض رسول الله صلى الله عليه و سلم عينه و كانت هذه احدى كراماته رضي الله عنه و كانت ام سلمة رضي الله عنها قد قالت لزوجها : بلغني انه ليس امرأة يموت زوجها و هو من أهل الجنة ثم لم تزوج الا جمع الله بينهما في الجنة فتعال اعاهدك الا تزوج بعدي و لا أتزوج بعدك قال : اتطيعينني ؟ قالت : نعم قال : اذا مت تزوجي اللهم ارزق ام سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يحزنها و لا يؤذيها فاستجاب الله تعالى لدعاء ابي سلمة رضي الله عنه و تزوج أم سلمة سيد ولد أدم و خير الخلق اجمعين صلى الله عليه و سلم و قد كبر عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم تسع تكبيرات فقيل له : يا رسول الله أسهوت أم نسيت ؟ فقال : لم أسه و لم أنس و لو كبرت على أبو سلمة الفا كان اهلا لذاك

و في الصحيح عن أم سلمة رضي الله عنها انها قالت : ان ابا سلمة رضي الله عنه حدثها انه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ما من عبد يصاب بمصيبة فيفزع الى ما امره الله به من قول (انا لله و انا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي و عوضني خيرا منها) الا اجره الله في مصيبته و كان قمينا ان يعوضه خيرا منها فلما هلك أبو سلمة ذكرت الذي حدثني به عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فكنت أقول : انا لله و انا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي و عوضني خيرا منها ثم قلت : اني اعاض خيرا من من ابي سلمة ؟ (أي كيف يعوضني الله بخير من ابي سلمة و ذلك لحبها الشديد له رضي الله عنه) و انا أرجو ان يكون الله قد اجرني في مصيبتي و اسند ابن سعد عنها رضي الله عنها انها قالت : من هذا الذي هو خير من ابي سلمة و قال بن عبد بر ان ابا سلمة قال عند وفاته : اللهم اخلفني في أهلي بخير فأخلفه رسول الله صلى الله عليه و سلم على زوجته أم سلمة فصارت اما للمؤمنين و على بنيه سلمة و عمر و زينب و درة و تقدم لام سلمة ابو بكرالصديق خاطبا فرفضت في رفق ثم عمر بن الخطاب فرفضت ايضا وبالفعل بعد ان انقضت عدتها ارسل اليها رسول الله صلى الله عليه و سلم ليخطبها فقالت انها غيرى مسنة ...ذات عيال فقال صلى الله عليه و سلم : اما انك مسنة فانا أكبر منك و اما الغيرة فيذهبها الله عنك و اما العيال فالى الله و رسوله فتزوجت رسول الله صلى الله عليه و سلم
أم سلمة و اولادها رضي الله عنهم في بيت النبوة

و في الصحيحين حديث ام سلمة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله هل لي من أجر في بني ابي سلمة ان انفق عليهم و لست بتاركتهم هكذا و هكذا انما هم بني قال : نعم لك أجر ما انفقت عليهم و عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل علي يوما رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : اين كنت منذ اليوم ؟ فقال : يا حميراء –لانها رضي الله عنها كانت حمراء الشعر- كنت عند ام سلمة فقالت : اما تشبع من أم سلمة؟ فتبسم صلى الله عليه و سلم و كان صلى الله عليه و سلم يوما عندها و ابنتها زينب هناك فجاءته السيدة فاطمة ابنته صلى الله عليه و سلم مع ولديها الحسن و الحسين رضي الله عنهم فضمهما اليه ثم تلى : رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد فبكت أم سلمة فنظر اليها رسول الله صلى الله عليه و سلم و سألها في حنو مايبكيك ؟ قالت : يا رسول الله خصصتهم و تركتني و ابنتي فقال : انك و ابنتك من أهل البيت و شبت زينب في رعاية النبي صلى الله عليه و سلم فكانت من افقه نساء أهل زمانها و يروى انها دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم و هو يغتسل فنضح في وجهها فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت و عجزت و بلغ من حبه لربيبه سلمه ان زوجه من أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب ابنة عمه الشهيد رضي الله عنه يقول أهل العلم بالنسب ان سلمة هو الذي عقد للنبي صلى الله عليه و سلم على أمه أم سلمة فلما زوجه أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب أقبل صلى الله عليه و سلم فقال : اترون كافأته ؟ و كذلك شب اخوه عمر و اخته درة في كفالة النبي صلى الله عليه و سلم و رعايته فكانا مع سلمة و زينب من ربائبه و أهل بيته رضي الله عنهم أجمعين

موقف تاريخي

وقد كان في صلح الحديبية لأم المؤمنين أم سلمة موقف لا ينسى ينم عن رجاحة العقل و الحكمة فيذكر انه لما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من أمر كتابة الصلح قال لاصحابه : قوموا فانحروا ثم احلقوا فما قام منهم رجل واحد حتى قال ذلك ثلاث مرات و لم يقم أحد فكأنهم كانوا مذهولين محزونين لما حدث أو انهم توقفوا لاحتمال ان يمون الامر للندب او رجاء نزول وحي من السماء يبطل الصلح فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك دخل على أم سلمة محزونا فكأنها فهمت ما دار في انفس الناس فقالت لرسول الله صلى الله عليه و سلم : أخرج ثم لا تكلم احدا منهم كلمة حتى تنحر بدنتك و تدعو حالقك ليحلق لك ففعل رسول الله صلى الله عليه و سلم و لما رأوا ذلك قاموا مسرعين فنحروا و اخذوا بعضهم يحلق لبعض حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما

وحي و بشارة

و كان الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيت عائشة رضي الله عنها فتباهي بذلك ضرائرها حتى جاءت أم سلمة فأوحي اليه و هو عندها قوله تعالى في سورة التوبة: و اخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا و اخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم و في سبب نزول الاية يروون ان النبي صلى الله عليه و سلم لما غزا بني قريظة في السنة الخامسة للهجرة و حاصرهم حتى جهدهم الحصار قدف الله في قلوبهم الرعب فبعثوا الى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليرسل اليهم صاحبه ابا لبابة بن عبد المنذر الانصاري ليستشيروه في امرهم فارسله اليهم فلما رأوه قاموا اليه الرجال و جهش اليه النساء و الصبيان يبكون في وجهه فرق لهم و سألوه :يا ابا لبابة اترى ان ننزل على حكم محمد؟ فأجاب نعم انه الذبح و اشار بيده الى حلقه فمازالت قدماه من مكانهما حتى عرف انه خان الله و رسوله و انطلق على وجهه فربط نفسه الى عمود من عمد المسجد و قال : لا ابرح مكاني هذا حتى يتوب الله علي مما صنعت و عاهد الله الا اطأ بني قريظة ابدا و لا اوى في بلد خنت الله و رسوله فيه ابدا قال ابن هشام : أقام ابو لبابة مرتبطا بالجذع ست ليال تأتيه امرأته في كل وقت صلاة فتحله للصلاة ثم يعود فرطبت بالجذع قال ابن اسحاق : فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم خبره و كان قد استبطأه قال : اما انه لو جائني لاستغفرت له فاما اذ فعل ما فعل فما انا بالذي اطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه ثم روى ابن اسحاق بسنده ان توبة ابي لبابة نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم من السحر و هو في بيت أم سلمة فقالت و قد سمعته يضحك : قلت مما تضحك يا رسول الله أضحك الله سنك قال : تيب على ابي لبابة قلت : افلا ابشره يا رسول الله قال : بلى لن شئت فقامت على باب حجرتها و ذلك قبل ان يضرب الحجاب على امهات المؤمنين فقالت : يا ابا لبابة ابشر فقد تاب الله عليك فسار الناس ليطلقوه فابى و قال : لا و الله حتى يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الذي يطلقني بيده فلما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم خارجا الى صلاة الصبح اطلقه

حفاظها رضي الله عنها على الدين

كانت أم سلمة رضي الله عنها حريصة كل الحرص على احكام الدين فيروى انه لما مات أبو سلمة رضي الله عنه قالت رضي الله عنها: غريب و في ارض غربة لأبكينه بكاء يتحدث عنه تقول : فكنت قد تهيأت للبكاء عليه اذ اقبلت امرأة من الصعيد تريد ان تسعدني فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال : أتريدين ان تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه ؟ مرتين فكففت عن البكاء فلم أبك رواه مسلم و كانت احيانا تتشدد على نفسها في بعض الاحكام الفقهية فيرفق بها رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل قولها : يا رسول الله اني امرأة اشد ضفر رأسي فأنفضه لغسل الجنابة ؟ قال : لا انما يكفيك ان تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفضين عليك الماء فتطهرين رواه مسلم و يروى انه اتى مساكين بيت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها فسألوا و الحوا في السؤال و أمرهم بعض من كان في البيت بالخروج منه فنهت أم المؤمنين رضي الله عنها عن ردهم صفر اليدين و أمرت بأعطائهم و لو كان شيئا يسيرا فقالت : ما بهذا يا جارية ردي كل واحد –أو واحدة- و لو بتمرة تضعيها في يده و يروي سعيد بن حسين رضي الله عنه انه دخل عليها و هو غلام و كان في يده خاتم من ذهب فقالت : يا جارية ناوليه فناولتها اياه فقالت : اذهبي به الى اهله و اصنعي له خاتم من ورق (أي فضة) فقلت : لا حاجة لأهلي فيه قالت : فتصدقي به و اصنعي خاتما من ورق

أم سلمة رضي الله عنها راوية الحديث

رويت السيدة أم سلمة رضي الله عنها ثلاث مئة و ثمانية و سبعين حديثا و اتفق البخاري و مسلم لها على ثلاثة عشر و انفرد البخارى بثلاثة و مسلم بثلاثة عشر كما كانت السيدة أم سلمة مرجها في كثير من الاحكام الفقهية

وفاتها رضي الله عنها

توفيت رضي الله عنها في خلافة يزيد بن معاوية سنة احدى و ستين على أكثر الاقوال بعدما جاءها خبر مقتل الحسين عليه السلام فحزنت عليه أشد الحزن ثم ما لبثت ان ماتت بعده بيسير و صلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه و دفنت بالبقيع رضي الله عنها و جمعها بحبيبها رسول الله صلى الله عليه و سلم في الجنة و سلام عليها و على ال البيت اجمعين

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 26, 2021 2:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45691
تسجيل حضور ومتابعة

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 28, 2021 4:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


السيدة أم حبيبة رضى الله تعالى عنها



هى السيدة أم حبيبة واسمها رملة بنت أبى سفيان : صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف فهى تجتمع مع النبى صلى الله عليه وسلم فى عبد مناف ،وأمها صفية بنت أبى العاصى بن أمية : عمة سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه ، وقد ولدت السيدة أم حبيبة قبل البعثة بسبعة عشر عاما وكانت متزوجة عبيد الله بن جحش ولدت له بمكة حبيبة وقد اشتهرت السيدة أم حبيبة بكنيتها بها ،وقد هاجرت السيدة الطاهرة مع زوجها وابنتها حبيبة إلى الحبشة الهجرة الثانية ، ثم تنصر زوجها عبيد الله بن جحش ومات بالحبشة وثبتت هى لى إسلامها وأبت أن تتنصر معه وخالفته وفضلت الإسلام على زوجها ، فأم الله لها الاسلام والهجرة والصحبة هىوابنتها حبيبة رضى الله تعالى عنهما ، وأكمل الله لها الشرف بزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تزوجها سنة سبع للهجرة وسنها سبع وثلاثون سنة وسنه صلى الله عليه وسلم ستون سنة ، قالت رضى الله عنها رأيت فى المنام أنى زوجى عبيد الله ابن جحش بأسوأ صورة ففزعت فاصبحت فاذا قد تنصر ن فأخبرته بالمنام فلم يحفل به وأكب على الخمر حتى مات ، فأتانى آت فى نومى ، فقال : يا أم المؤمنين ففزعت ، فما هو إلا أن انقضت عدتى ، فما شعرت إلا برسول النجاشى يستأذن ، فاذا هى جارية له يقال لها أبرهة ، فقالت إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أن أزوجك منه ، فقلت بشرك الله بخير ، فقالت يقول الملك وكلى من يزوجك فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص ابن أمية ، فوكلته ، فأعطيت أبرهة سوارين من فضة ، فلما كان الشى أمر النجاشى جعف بن أبى طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا ، فخطب النجاشى فحمد الله وأثنىعليه وتشهد ثم قال : أما بعد فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أن أزوجه أم حبيبة ، فأجبت وقد اصدقها عنه أربعمائة دينار ، ودفع الدنانير إلى خالد ، فخطب خالد فقال : قد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم حبيبة وقبض الدنانير ، وعمل لها النجاشى طعاما فأكلوا ، قالت أم حبيبة فلما وصل إلى المال أعطيب أبرهة منه خمسين دينارا ، قالت فردتها على وقالت : إن الملك عزم على بذلك ، وردت على ما كنت أعطيتها أولا ، ثم جاءتنى من الغد بعود وروس وعنبر وزباد كثير ، فقدمت به معى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرسل النجاشى أم حبيبة مع شرحبيل بن حسنة ، وقلت رضى الله عنها ، ولما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرته كيف كانت الخطبة ، وما فعلت معى جارية النجائى ، وأقرأته منها السلام ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال وعليها السلام ورحمة الله وبركاته وكان قدومها إلى المدينة بعد رجوعه صلى الله عليه وسلم من فتح خيبر سنة سبع للهجرة .

والاجماع على أن النبى صلى الله عليه وسلم إنما تزوج أم حبيبة وهى بالحبشة ودخل بها بالمدينة ولا خلاف فى أنه صلى الله عليه وسلم دخل بها قبل اسلام أيها أبى سفيان ، فقد روى أن أبا سفيان قدم المدينة ليزيد فى هدنة الحديبية فدخل على ابنته أم حبيبة ، فما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته دونه ، فقال يا بنية : أرغبت بهذا الفراش عنى أم بى عنه ؟ فقالت : بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت امرؤ نجس مشرك ، فقال : لقد اصابك بعدى شر ، فقالت بل خير : وقد أسلم رضى الله عنه فى غزوة الفتح سنة ثمان للهجرة ، وتوفيت رضى الله عنها بالمدينة المنورة سنة أربع وأربين ولها أربع وسبعون سنة ، وقد أرسلت إلى السيدة عائشة رضى الله عنها والسيدة أم سلمة رضى الله عنها تقول قد كان يكون بيننا ما يكون من الضرائر ، فاصفحا عما كان ، فاستغفرنا لها وسرها ذلك ، وقد روت أم حبيبة عنه صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث فىالكتب السنة ، وروت عن زينب بنت جحش رضى الله عنهما وعن غيرها من الصحابة رضى الله عنهم .

فترى من هذا أنه صلى الله عليه وسلم تزوجها وسنه ستون سنة وسنها سبع وثلاثون سنة وهى ثيب ، وتزوجها وهى فى دار الهجرة فى شدة شديدة ن وكرب عظيم ، قد فقدت الناصر والمعين ، ووتنصر زوجها وتركها وابنتها فى المظلومين ، فسرها وشرخ صدرها ونصرها وآواها وكافأها على ثباتها على الاسلام ، وتقديمها الدين على الدنيا ، فكان تزوجه بها رغبة فى الدين ، وتقربا لله رب العالمين ، وهو صلى الله عليه وسلم الرءوف بالمؤمنات والمؤمنين .

بعده



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 03, 2021 12:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


[b]

السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها



هى الأولى من السيدات الربع العربيات من غير قريش ، والسيدة زينب بنت جحش بن رباب بن يعمر بن صيره بنمرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خظيمة ، وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم : عمته صلى الله عليه وسلم ، وكانت السيدة زينب بنت جحش زوجة لزيد بن حارثة مولى النبى صلى الله عليه وسللم وهو عليه الصلاة والسلام الذى تولى تزويجها من زيد ، فقد خطبها صلى الله عليه وسلم وهو يريدها لزيد فظنت أنه يريدها لنفسه ، فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت واستنكفت ، وقالت أنا خير منه حسبا ، فأنزل الله تعالى ( وماكان لمؤمن ولا مؤمنة ) الآية ، فضيت وسلمت ومكثت عنده مدة وهى تتعاظم عليه وتفتخر بشرفها ، فرغب زيد عنها وجاء يشكوها إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال له ( أمسك عليك زوجك واتق الله ) بصبرك عليها وإحسانك إليها فنزل قوله تعالى ( وتخفى فى نفسك ما الله مبديه ) مما علمك بالوحى من أنه سيطلقها وأنك تتزوجها ن وخشى النبى صلى الله عليه وسلم أن يقع الناس فى الثم والمعصية بسببه صلى الله عليه وسلم ، فيقولون تزوج زوجة من تبناه ، فنزل قوله تعالى ( وتخشى الناس والله أخق أن تخشاه ) كما هو شأنك ودأبك وشيمتك ، ثم طلقها زيد رغبة عنها ، لما رآه من تعاظمهها وفخرها عليه ، لا لرغبة النبى صلى الله عليه وسلم فيها ، فلما انقضت عدتها منه قال له صلى الله عليه وسلم اذهب فاذكرنى لها ، إظهارا لقوة إيمان زيد ، وبيانا لانصرافه عنها ، واستماعه لأمره صلى الله عليه وسلم ، قال زيد رضى الله عنه فذهبت إليها فجعلت ظهرى إلى الباب ( فعل ذلك تورعا وذلك قبل نزول الحجاب ) فقلت يا زينب بعث رسول الله صلى عليه وسلم يذكرك ، فقالت ما كنت لأحدث شيئا حتى أوامر ربى عز وجل ، فقامت إلى مسجد لها ، فأنزل الله تعالى ( فلما قضى زيد منها وطرا زوجنا كها ) ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن ، وسجدت لله شكرا وكان هذا الزواج بوحى ، وكان للشريع ، فهو صلى لله عليه وسلم ملزم به تنفيذا لأمر ربه ، كما يفهم من قوله تعالى ( لكيلا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذ قضوا منهن وطرا ) فقد كانوا لا يتزوجون زوجة الدعى فنزلت الآية بخل ذلك ، واول من بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون لهم قدوة حسنة فى ذلك وكانت رضى الله عنها تفخر على أزواج النبى صلى الله عليه وسلم تقول : زوجكن آباؤكن ، وزوجنى الله من فوق سبع سموات ، وقد أولم لها النبى صلى الله عليه وسلم فاشبع المسلمني خبزا ولحما ، وكان تزويجها له صلى الله عليه وسلم سنة خمس للهجرة وسنها خمس وثلاثون سنة ، وككانت رضى الله عنها صالحة صوامة قوامة صنعاء تعمل بيدها وتتصدق به على المساكين ، ولما كانت حادثة الافك سألها النبى صلى الله عليه وسلم فقال لها مذا علمت أو رأيت ( عن عائشة ) فقالت يا سول الله أحمة سمعى وبصرى والله ما علمت إلا خيرا ، قالت عائشة وهى التى كانت تسامينى من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم فعصما الله بالورع ، ولم تكن امرأة خيرا منها فى الدين ، وأتقى لله واصدق حديثا ، وأوصل للرحم وأعظم صدقة ، واشد ابتذالا لنفسها فى العمل الذى تتصدق به ويقرب الى الله تعالى ، وهى أوول من مات من أزواجه صلى الله عليه وسلم بعده ، فقد ماتت بالمدينة سنة عشرين للهجرة وهى بنت خمسين سنة ، وصلى عليها سيدنا عرم بن الخطاب رضى الله عنه ، وقد روت عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث فى الكتب الستة وروى عنها كثير من الصحابة رضى الله عنها وعنهم .

فترى من هذا أنهه تزوجها بوحى من ربه ، وكان هذا الزواج للتشريع الذى هو مرسل له صلى الله عليه وسلم فكان لزاما عليه تنفيذ أمر ربه ، ولم يكن لغرض نفسىى ، بل لوحى أوحى إليه ، وليس لأحد بعد قول الله تعالى وكلامه من قول ولا كلام والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .


هى الأولى من السيدات الربع العربيات من غير قريش ، والسيدة زينب بنت جحش بن رباب بن يعمر بن صيره بنمرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خظيمة ، وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم : عمته صلى الله عليه وسلم ، وكانت السيدة زينب بنت جحش زوجة لزيد بن حارثة مولى النبى صلى الله عليه وسللم وهو عليه الصلاة والسلام الذى تولى تزويجها من زيد ، فقد خطبها صلى الله عليه وسلم وهو يريدها لزيد فظنت أنه يريدها لنفسه ، فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت واستنكفت ، وقالت أنا خير منه حسبا ، فأنزل الله تعالى ( وماكان لمؤمن ولا مؤمنة ) الآية ، فضيت وسلمت ومكثت عنده مدة وهى تتعاظم عليه وتفتخر بشرفها ، فرغب زيد عنها وجاء يشكوها إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال له ( أمسك عليك زوجك واتق الله ) بصبرك عليها وإحسانك إليها فنزل قوله تعالى ( وتخفى فى نفسك ما الله مبديه ) مما علمك بالوحى من أنه سيطلقها وأنك تتزوجها ن وخشى النبى صلى الله عليه وسلم أن يقع الناس فى الثم والمعصية بسببه صلى الله عليه وسلم ، فيقولون تزوج زوجة من تبناه ، فنزل قوله تعالى ( وتخشى الناس والله أخق أن تخشاه ) كما هو شأنك ودأبك وشيمتك ، ثم طلقها زيد رغبة عنها ، لما رآه من تعاظمهها وفخرها عليه ، لا لرغبة النبى صلى الله عليه وسلم فيها ، فلما انقضت عدتها منه قال له صلى الله عليه وسلم اذهب فاذكرنى لها ، إظهارا لقوة إيمان زيد ، وبيانا لانصرافه عنها ، واستماعه لأمره صلى الله عليه وسلم ، قال زيد رضى الله عنه فذهبت إليها فجعلت ظهرى إلى الباب ( فعل ذلك تورعا وذلك قبل نزول الحجاب ) فقلت يا زينب بعث رسول الله صلى عليه وسلم يذكرك ، فقالت ما كنت لأحدث شيئا حتى أوامر ربى عز وجل ، فقامت إلى مسجد لها ، فأنزل الله تعالى ( فلما قضى زيد منها وطرا زوجنا كها ) ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن ، وسجدت لله شكرا وكان هذا الزواج بوحى ، وكان للشريع ، فهو صلى لله عليه وسلم ملزم به تنفيذا لأمر ربه ، كما يفهم من قوله تعالى ( لكيلا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذ قضوا منهن وطرا ) فقد كانوا لا يتزوجون زوجة الدعى فنزلت الآية بخل ذلك ، واول من بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون لهم قدوة حسنة فى ذلك وكانت رضى الله عنها تفخر على أزواج النبى صلى الله عليه وسلم تقول : زوجكن آباؤكن ، وزوجنى الله من فوق سبع سموات ، وقد أولم لها النبى صلى الله عليه وسلم فاشبع المسلمني خبزا ولحما ، وكان تزويجها له صلى الله عليه وسلم سنة خمس للهجرة وسنها خمس وثلاثون سنة ، وككانت رضى الله عنها صالحة صوامة قوامة صنعاء تعمل بيدها وتتصدق به على المساكين ، ولما كانت حادثة الافك سألها النبى صلى الله عليه وسلم فقال لها مذا علمت أو رأيت ( عن عائشة ) فقالت يا سول الله أحمة سمعى وبصرى والله ما علمت إلا خيرا ، قالت عائشة وهى التى كانت تسامينى من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم فعصما الله بالورع ، ولم تكن امرأة خيرا منها فى الدين ، وأتقى لله واصدق حديثا ، وأوصل للرحم وأعظم صدقة ، واشد ابتذالا لنفسها فى العمل الذى تتصدق به ويقرب الى الله تعالى ، وهى أوول من مات من أزواجه صلى الله عليه وسلم بعده ، فقد ماتت بالمدينة سنة عشرين للهجرة وهى بنت خمسين سنة ، وصلى عليها سيدنا عرم بن الخطاب رضى الله عنه ، وقد روت عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث فى الكتب الستة وروى عنها كثير من الصحابة رضى الله عنها وعنهم .

فترى من هذا أنهه تزوجها بوحى من ربه ، وكان هذا الزواج للتشريع الذى هو مرسل له صلى الله عليه وسلم فكان لزاما عليه تنفيذ أمر ربه ، ولم يكن لغرض نفسىى ، بل لوحى أوحى إليه ، وليس لأحد بعد قول الله تعالى وكلامه من قول ولا كلام والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .

بعده
[/b]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب نساء عابدات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 05, 2021 3:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


السيدة زينب بنت خزيمة أم المساكين رضى الله عنها




هى ثانية العربيات وهى السيدة زينب بنت خزيمة بن الحرث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن علال بن عامر بن صعصعة بن بكر بن هوازن الهلالية ، وأمها هند بنت عوف : وكانت زينب رضى الله عنها تدعى فى الجاهلية أم المساكين ، لاطعامها إياهم ورقتها عليهم ، واستمرت على ذلك وزادت بالاسلام ، وكانت متزوجة عبد الله بن جحش رضى الله عنه ، فقتل عنها يوم أحد ، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أواخر سنة ثلاث للهجرة بعد انقضاء عدتها بوضع الحمل ، وكان زواجها به صلى الله عليه وسلم بعد حفصة رضى الله عنها ولم تلبث عنده صلى الله عليه وسلم إلا شهرين وتوفيت وهى ابنة ثلاثين سنة فى ربيع الأول من السنة الرابعة فتكون قد مكثت عنده المحرم وصفر سنة اربع وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع ولم يمت عنده إلا أم المساكين وخديجة رضى الله تعالى عنهم

فترى من ذلك أنه تزوجها ولم تكث عنده غير شهرين ،وأنه أخذها ثيبا ن وآوها بعد موت زوجها شهيدا فى غزوة أحد ، فمقصده الدين ، ومكافأة أم المساكين ، وإرضاس رب العالمين


السيدة ميمونة بنت الحرث رضى الله عنها



وهى ثالثة العربيات وهى ميمونة بنت الحرث بن بجير بن هزم بن رؤبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصة الهلالية وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحرث بن حماطة بن حمير الحميرية وقد عقد عليها صلى الله عليه وسلم فى شوال سنة سبع وسنها زهاء خمسين سنة وسنه احدى وستون سنة ، وظهر اممر زواجها منه وهو محرم فى ذى القعدة فى عمرة القضية ودخل بها بعد أن أحل من هذه العمرة بسرف بطريق مكة على عشرة أميال منها وذلك أنه صلى الله عليه وسلم أقام بمكة ثلاثا فى عمرة القضاء فأتاخ حويطب بن عبد العزى وسهيل بن عمرو ( وقد أسلما بعد ) فى نفر من قريش فى اليوم الثالث ، فقالوا له قد انقضى الأجل فاخرج عنا ، فقال وما عليكم لو تركتمونى فأعرس بين أظهركم ، وصنعت لكم طعاما فحضرتموه ، فقالوا لا حاجة لنا بك ولا بطعامك ، فغضب سعد بن عبادة وقال لسهيل كذبت لا أم لك ، ليست بأرضك ولا أرض أبيك ، والله لا يبرح إلا طائعا راضيا ، فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال يا سعد لا تؤذ قومنا ، زارونا فى رحالنا ، فخرج وخلف أبا رافع على ميمونة ، فأقام حتى أمسى ، فخرج بها ، فلقيت من سفهاء مكة عناء ، فأتاه بها بسرف ، فبنى بها فى قبة لها ، قالت رضى الله عنها تزوجى صلى الله عليه وسلم ونحن حلالان بسرف ، وكان صداقها خمسمائة درهم وولى زواجها العباس بن عبد المطلب وهى خالة ابن عباس وخالد بن الواليد رضى الله عنهما ، وأخواتها ، أم الفضل لبابة الكبرى زوج العباس رضى الله عنهما ولبابة الصغرى أم خالد بن الوليد رضى الله عنهما ، وعزة وهزيلة ،وأسماء وسلمى وكلهن صحابيات منجبات رضى الله عنهن ، ولذلك كان يقال أكرم عجوز فى الأرض اصهارا هند بنت عوف ، أصهارها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمزة والعباس وعلى وجعفر وأبو بكر الصديق رضى الله عنهم وتوفيت السيدة ميمونة رضى الله عنها سنة إحدى وخمسين بسرف وصلى اليها ابن عباس رصى الله عنهما ودخل قبرها هو ويزيد بن الأصم وعبد الله بن شداد ، وهم أولاد أخواتها ، ودفنت فى موضع قبتها ، وروى عنها ابن عباس أحاديث ، وقد عمرت حتى نيف على التسعين رضى الله عنها .

فترى من هذا أنه صلى الله عليه وسلم تزوجها كبيرة السن ثيبا ، وتزوجها لايوائها بعد وفاة زوجها وكانت لها أخوات متزوجات برجال أفذاذ كرام فتزوجها لاحكام الصلة بهم ، وبسب هذا الزواج أسلم خالد بن الوليد سيف الإسلام وغيظ الأعداء فكان قصده صلى الله عليه وسلم الدين لا الدنيا وغرضه الآخرة لا الأولى عليه الصلاة والسلام .

يقع قبر أم المؤمنين السيدة ميمونة (رضي الله عنها) زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مسافة 15 كم من مكة المكرمة شمالاً على الطريق السريع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة غربي الطريق المعبد الواصل بين مكة المكرمة و الجموم .

بعده



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 65 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4, 5  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 25 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط