السيدة نفيسة
( نفيسة مصرية )
( 208 هـ - 823 م )
=======================
( المزارات الاسلامة والآثار المصرية فى مصر والقاهرة المعزية )
( الدكتور حسن محمد قاسم المغربى الاصل المصرى المولد )
كتبه
حفيدة
( الشريف على محمود محمد على )
هذا المشهد يضم عترة طاهرة من آل بيت النبوة ، وفرعا زكيا من أفرع الدوحة المحمدية ، منذ تشرفت الكنانة بحلولها هذه البضعة النبوية شرفت مصر وتقدست وعاد على المصريين بركتها وقدسيتها (1) فإنها كانت رضى الله عنها عابدة زاهدة ذات نسك وعبادة ومجاهدة وصلاح وانقطاع لله تعالى عز وجل ، وكانت ملجأ وغوثا وكلا ، كما هى الآن أمتعنا الله تعالىبها وبقدسيتها (2) – وهذا المشهد المقدس بالدرب الذى كان يعرف قديما بدرب السباع ، وهو اليوم شارع السيدة نفيسة جنوبى القاهرة (3) والجزء الأثرى به انفصل عن المسجد النفيسى إبان تنظيم هذه المنطقة فى سنة 1947م ولذا أودعناه فى هذا القسم لتطور عمارته إلى التجديد القائم عليه الآن .
المسجد النفيسى4
=================
توفيت السيدة نفيسة رضى الله عنها فى سنة 208 هـ / 823 م وبعد وفاتها دفنت حين قبضت فى القبر الذى أعدته لنفسها حال حياتها ، وبعد مرور برهة من الزمن بنى عليه بناء مشيدا – عبيد الله بن السرى بن الحكم أحد ولاة مصر السابقين (5) ومنذ ذلك الحين يظهر مقام السيدة نفيسة بنت السيد الحسن رضى الله عنهما فيطوف الناس حوله ويقصدونه بالزيارة من كل حدب وصوب ، يتمطرون رجمة الله عز وجل رجاء الثواب والأجر وتغنما لصلة الرحم النبوى يزيارة السلالة النبوية ، وتعاهد بعد ذلك أمراء مصر كلها ودونها هذا الضريح المقدس بأمور البناء (6 ) فكان فى مدة دولة الإخشيدين ، وجاء دور الخلافة الفاطمةي تنافس الخلفاء لتشييده الواحد تلو الآخر ، فتجدد 513 هـ / 1158 م ثم تلاه تجديد آخر فى سنة 714هـ / 1314 (7) فى عهد الناصر محمد ابن قلاوون ، حيث قام تجديد المسجد ورتب فيه الخطبة ، وعين له إماما وخطيبا وسدنة ، ورتب له مما افاء الله تعالى به عليه
وفى سنة 889 – 895هـ / 1484 – 1489 م عهد الملك الأشرف قايتباى إلى أستاداره كبي رامنائه الأمير تغرى بردى من يلباى الظاهرى الأشرفى بتجديد المسجد واختف بافتتاحه فى حفل (8) جامع ، وما برح ولاة مصر وحكامها يتعهدونه بالبناء والتوسعة والتجديد حتى سنة 1165هـ /1715 م وفيها قام الأمير إسماعيل كتخدا مستحفظان وكيل دائرة الحفظ بالقلعة بتجديد وتقوية ما وهى من جدران المسجد وبنى بجانب الباب الأشرفى سقاية ماء لشرب المارة والزائرين
وفى سنة 1170 هـ / 1756 م أمر الوزير على باشا حكيم أوغلى بتوسعة المسجد وزيادة مساحتى (9) تم تلاه الأمير عبد الرحمن كتخذا فى سنة 1178 هـ / 1762 (10 ) وفى سنة 1248 – 1832 أنشأ المرحوم حسن أغا أرزنجانى سقاية ماء أخرى بجوار سقاية إسماعيل كتخدا واصللح باب قبة المشهد
وفى سنة 1272 هـ - 1855م أقامالخديو عباس الأول على المقام مقصورة نحاسية (11) وفى سنة 1314هـ - 1896 م أعادت نظارة الأوقاف بناء المسجد وتجديد المقام النفيسى (12) على أثر ما أصابه من حريف كان سببها فتيلة قنديل ، وقد كانت هذه العمارة آخر ما أجرى بالمشهد النفيسى من متجددات (13) وقد غيرت من معالمه الأولى ،وجعلت منه منظرا فخما ، وبناء مشيدا على طراز المساجد الراقية التى امتازت بها عمائر القرن العاشر والتاسع ، ونحتفظ من البقايا الأولى حاليا بالباب المنفصل القائم من عهد الملك الأشرف قايتباى
المذكرات التاريخية بالمشهد النفيسى
==================
النصوص الفاطمية
باب المقام
بسم الله الرحمن الرحيم ، نصر من الله وفتح قريب
لعبد الله ووليه معد أبى تميم الإمام المستنصر
بالله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه
الطاهرين وابنائه المكرمين أمر بعمارة هذا الباب
السيد الجل أمير الجيوش سيف الإسلام ناصر
الأنام كافل قضاة المسلمين وهادى دعاة المؤمنين
عضد الله به الدين وأمتهع بطول بقائه أمير المؤمنين
وأدام قدرته وأعلىكلمته وشد عضده بولده الأجل
الأفضل سيف الإمام جلال الإسلام شرف الأنام
ناصر الدين خليل امير المؤمنين زاد الله فىعلائه
وأمتع أمير المؤمنين بطول بقائه فى شهر ربيع
الآخر سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة رحمة الله
وبكاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد هذا
مشهد السيدة نفيسة ابنة الحسن بن زيد بن أمير
المؤمنين الحسن بن أمير المؤمنين على بن أبى طالب
صلوات الله عليهم أجمعين توفيت السيدة نفيسة
صلوات الله عليها فى شهر رمضان المعظم سنة ثمان
ومائتين
===================
بسم الله الرحمن الرحيم
أمر بعمله عبد الله ووليه أبى الميمون عبد المجيد
الإمام الحافظ لدين الله أمير المؤمنين صلوات الله
عليه وعلى آبائه الطاهرية وابنائه الأكرمين فى
رجب الغر سنة إحدى وأربعين وخمس مائة
الكتابات التاريخية ببوابة السيدة نفيسة والسقاية
عىل باب مدفن أبى نشابة المجاور للباب فى أربعة أسطر
صاحب الوقت على باشا
الذى هو فى مصر حكيم وأمين
قد حوى رتبة عز شامخ
نالها من بنت زين العابدين
قد بنى بابا على ترتبها
أصبح الساكن فى حصن حصين
باب فضل أرخوه مذ
هذا فادخلوا بسلام آمنين وبه نستعين
سوره الفقير المحتاج إلى ربه القدير يعقوب
الصابرى
يومية دار المحافظ مصر القاهرة سنة 1170
على الباب فى بلاطة من الرخام تاريخ لبناء مولانا
الوزير المعظم المفخم الدستور المكرم
مولانا وزير الوزراء الكرام على باشا الذى جعله
صورا على ساحة السيدة نفيسة بنت الإمام
الحسن بن الإمام زيد بن الإمام الحسن بن على ابن
أبى طالب كرم الله وجهه ورضى الله عنه وعنهم
أجمعين يارب العالمين ، سنة 1170
والوزير المذكور فى هذه النصوص هو على باشا المعروف بابن الحكيم تولى على مصر بعد عزل سلطة سليمان باشا بن العظم الشامى فى سنة 1152هـ / 1729 م وعزل فى أواخر رجب سنة 1154هـ / 1741 م ثم أعيد ثانية بعد عزل مصطفى باشا فى سنة 1169 هـ / 1755 م ولبث إلى سنة 1171 هـ / 1757 م ثم فصل وتولى بعده مصطفى باشا المتنصل عن الصدارة العظمى ، وفى سيرته أنه كان حاكما يسير فىحكمه سيرا حسنا ، واستطاع ان يقمع الثورة التى أثارها القاسمية والفقارية ( الفقارية والقاسمية اسمان لفرقتين عسكريتين كبيرتين نشأتا فى العصر العصمانى واصل القاسمية ينتسبون إلى قاسم الكرار بيك الدفتردار تابع مصطفى بيك ، فى حين ينتسب الفقارية الى ذى الفقار الكبير ، وكان اول ظهرو لهما سنة 1050 – 1640 وكان لباس الفقارية أبيض بينما لباس القاسمية أحمر ودارت بينهما صراعات كثيرة إبان العصر العثمانى وكان لهما دور كبير فى تسيير الحياة السياسية إبان ذلك العصر ) وكانت الدولة العثمانية قد عجرت عن مقاومتها ،ترجمه عثمان زاده فى حديقة الوزراء
البسملة رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت
إنه حميد مجيد هذا مقام العارفة بالله تعالى الست
الطاهرة صاحبة الكرامات الظاهرة الحسيبة
النسيبة السيدة نفيسة بنت الإمام حسن ابن الامام
زيد ابن الامام حسن السبط ابن الامام على بن
أبى طالب كرم الله وجهه مولدها سنة 145 هـ ، وقدمت
مصر سنة 192 وانتقلت إلى رحمة الله تعالى فى شهر
رمضان المعظم سنة 208
باب قايتباى
البسملة ، هذا مشهد السيدة الحسيبة النسيبة
نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الإمام على بن
أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين ومولدها سنة
خمس وأربعين ومائة وقدمت مصر سنة ثلاث
وتسعين ومائة
انتقلت إلى رحمة الله تعالى فى شهر رمضان المبارك
سنة ثمان مائتين ودفنت فى معبدها هذا رضى الله
عنهم أجمعين ، بتاريخ سنة خمس وتسعين وثمانمائة
سبيل إسماعيل كتخدا
أنشأ هذا السبيل المبارك من فضل الله تعالى وكرمه
الأمير إسماعيل كتخدا مستحفظان شاهين سنة
1165 هـ / 1751 م
صاحب الوقت على باشا الذى
هو فى مصر حكيم وأمين
قد حوى رئيسه عز شامخ
نالها من بنت العابدين
مذ بنى بابها على تربتها
وأصبح الساكن فى حصن حصين
فى باب فضل أرخوه مذ هنا
فادخلوه بسلام آمنين
وبه نستعين سورة الفقير المحتاج إلى ربه القدير
يعقوب الصابرى دير يندار المحافظ مصر القاهرة ،
سنة 1170 ، بما قبلة لله ، ختم بها نية
عمل غيبى التوريزى
تاريخ لبناء مولانا الوزير المعظم ( نص آخر كالسابق )
ينتهى بما نصه
لأل النبى محمد عبد الكريم الفاسى خادم سيده ،
وشهرته بالذريع أرخ صنيعه بنا قبله ختم بها نية
سنة 1171 هـ
باب القبة
عند رحمن لعقو قد ترجى
قد بناها روضة للزائرين
فلذا أرختها بزائريها
ادخلوها لسلام آمنين
345 647 133 151
سنة 176 هـ
مذكرة الأمير حسن الأرزنجانى
إن أطهر اهل بيت نبيه
وبجاههم منح المكارم وال
يا زائرا هذا المقام لك المنى
بنفيسة بنت ابن زيد ابن الحسن
من أمها حسن الفعال وجاءها
من أرض أرزنجان بدعوة الشجرة
نادته أن جدد رجابي منشنا
ولك المزيد من
القبول مدى الزمن
فبنى وجدد والمعالى أرخت
ذا باب جاه زانه إنشا حسن
حرره كيلانى أبو القاسم شاهد فى سنة 1248
والأبيات المذكورة من نظم الشهاب ، وهى فى ديوانه صفحة 241
مذكرة الخديوى عباس الأول بالمقام
عرش الحقائق مهبط الأسرار
قبر النفيسة بنت ذو الأنوار
حسن بن زيد بن الحسن
نجل الإمام على بن عم المصطفى المختار
1272
موجز سيرة السيدة نفيسة رضى الله عنها
=====================
السيدة نفيسة هى ابنة الامير السيد حسن العلوى امير المدينة النبوية المتوفى سنة 168 هـ 784م بالحاجز موضع بالحجاز – ابن السيد الشريف زيد الجواد المتوفى بالمدينة المنورة سنة 120 هـ / 637 م ابن الامام الحسن السبط الأول رضى الله عنهم ، ولدت بالمدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ونشأت بها فى يوم الأربعاء الحادى عشر من شهر ربيع الأول سنة 145هـ / 762 م وتزوجها فى سنة 161هـ / 777 م ، السيد الشريف اسحاق المؤتمن ابن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر ابن الامام على زين العابدين ابن الامام الحسين السبط الثانى رضى الله عنه ، فرزقت منه بالقاسم وام كلثوم درجا بالمدينة
==========================
1 - أجمع المؤرخون على صحة تشريف السيدة نفيسة رضى الله عنها أرض مصر ، ودفنها فى هذا المشهد ، فهو يقينا أصح المشاهد ، وهو مشهد يغمره النور ، محفوف بالوقار والجلال ، مقرب لقلوب الناس .
**************
2 – السيدة نفيسة ابنة الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب ، ولدت بمكة المشرفة سنة 145 هـ / 762 م ، ونشأت فى المدينة بالعبادة والزهاد تصوم النهار وتقوم الليل ، وكانت ملازمة لمسجد حضرة سيدنا النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا تفارقه ، زوجها هو إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن إبى طالب ، كان يقال له إسحاق المؤتمن ، اشتهر بالخير والصلاح والفضل والدين ، كانت السيدة نفيسة رضى الله عنها من الصلاح والزهد على الحد الذى لا مزيد عليه ، فيقال إنها حجت ثلاثين مرة ، وكانت كثيرة البكاء ، مستديمة فى القيام الليل وصيام النهار ، كان قدومها هى وزوجها لمصر لخمس بقين من شهر رضمان سنة 193هـ - 809 م ، وقيل سنة 196هـ - 811م ، بعد زيارتها لقبر الخيل إبراهيم وبيت المقدس الشريف ، وكان لقدومها لمصر امر عظيم ، حيث استقبلها الرجال والنساء بالهوادج من العريش ، ولم يزالوا حتى دخلت مصر فأنزلها عنده كبير التجار بمصر آنذاك ، وهو جمال الدين عبد الله بن الجصاص ، وكان من أصحاب البر والصدقة والمحبة فى الصالحين والعلماء والسادة الأشراف فنزلت عنده فى دار له فأقامت بها عدة شهور والناس يأتون إليها من سائر الآفاق يتبركون بزيارتها ودعائها ، قم لما ضاق عليها المكان وعن جموع الوافدين إليها اشتكت ، فهيأ لها الأميرر عبد الله بن السرى بن الحكم والى مصر فى خلافة المأمون – دارا كانت لأبى جعفر خالد بن هارون السلمى فوهبها لها ، ذكر أن الإمام الشافعى رضى الله عنه كان يزورها هو وأصحابه وهى من وراء حجاب ، وكان يصلى بها التراويح فى مسجدها فى رمضان وكان يأتى إليها ويسألها الدعاء ، وقالت عنه بعد وفاته : رحم الله الشافعى فإنه كان يحسن الوضوء ، أجمع أهل السير والتاريخ على وفاتها بمصر القاهرة ، بخلاف غيرها من الشريفات العلويات حتى إن بعضهم يسمييها ( نفيسة مصرية ) توفيت رضى الله عنها فى شهر رمضان سنة 208 هـ / 823 م وهى صائمة ودفنت فى منزلها الذى وهبها إياه السرى بن الحكم ن وهو الموضع الذى به قبرها الآن ، ويعرف بخط درب السباع ، وبدرب بزرب ، ولما ماتت أراد زوجها أن يحملها ليدفنها فى المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، فسأله أهل مصر انيتركها ويدفنهاعندهم ففعل ، وكان يوما دفنها يوما مشهودا ، فقد أتاها الناس من البلاد والنواحى يصلون عليها بعد دفنها وأوقدت الشموع ، وقد زار قبرها من العلماء والصالحيني خلق كثير لا يحصى عددهم ،
******************
3 – عرف موضع المشهد النفيسى قديما باسم خط درب السباع ، وبدرب بزرب ، وهو الآن بنهاية شارع الخليفة من ناحية طريق صلاح سالم بحى الخليفه جنوب القاهرة ، وقد تقدم ذكر أهمية هذا الشارع وما يحتويه من آثار عند حديثنا عن مشهد السيدة سكينة رضى الله عنها
********************
4 – عن تاريخ عمارة المشهد النفيسى ذكر المقريزى فى خططه ، والسخاوى فى تحفة الأحباب تصحيح جدى ( الدكتور حسن قاسم ) أو أول من عمر وبنى على قبر السيدة نفيسة رضى الله عنها الأمير عبيد الله بن السرى بن الحكم والى مصر ، ثم أجريت له إيان العصر الفاطمى عمارتان ، الأول فى عهد أمير الجيوش بدر الدين الجمالى وكانت سنة 482 ه / 1089 م والثانية فى سنة 532هـ / 1137 م حيث جدد القبة وكسا المحراب بالرخام الخليفة الفاطمى الحافظ لدين الله ، وقد بقى من هاتين العمارتين محراب خشبى متنقل محفوظ بمتحف الفن الإسلامى رقم 421 مؤرخ بسنة 532 هـ / 1137 ، تزينه زخارف محفورة بارزة ويتكون من حشوات مجمعة نظمت فيه كتابات كوفية يقرأ منها :
( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ *)
ثم توالت العمارات على المشهد ، ففى عصر المماليك البحرية أنشأ السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 714هـ / 1314 م جامعا بالمشهد ، صرف على عمارته من حاصل المشهد وما يدخل إليه من النذور ، وصار الناس يتقربون إلى المشهد بالبناء حوله ، وقد زار الرحالة المغربى خالد بن عيسى البلوى ووصف هذا الجامع وصفا فنيا دقيقا ، وقد بقى من هذه العمارة طراز من الخشب دقيق الصنعة ، اشتمل على خرط دقيق فارع ، مكتوب عليه بالخط الكوفى المربع :
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )
بسم الله الرحمن الرحيم رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ .
هذا مشهد السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد ابن أمير المؤمنين الحسن بن أمير المؤمنين على بن أبى طالب صلوات الله عليهم أجمعين
توفيت السيدة نفيسة صلوات الله عليها فى شهر رمضان المعظم سنة ثمان ومائتين
وزين ظهر الطراز بزخارف وكتابات ، مكتوب اعلاه :
بسم الله الرحمن الرحيم يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ 21 خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ . اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما
وخلال العصر العثمانى ، جدد الأمير عبد الرحمن كتخذا المشهد فكسا باب القبة بالقيشانى ، وأنشأ مسجدا ، ألحق به سبيل وعمل حجابا لزيارة النساء بخلاف طريق الرجال ، وكان تاريخ هذه العمارة سنة 1173هـ / 1759 م ، وفى سنة 1266 هـ / 1850 م عملت مقصورة من النحاس حول الضريح أمر بعملها عباس باشا الأول ، وفى عام 1314هـ / 1896م أمر بإنشاء المسجد الحالى على ماهو عليه الآن الخديوى عباس حلمى الثانى ؛ حيث سجل ذلك فى كتابة تأسيسية على عتب المدخل الرئيس بالواجهة الشمالية الغربية ، وعلى عتب المدخل الشمالى الشرقى وكذلك فى حشوة تاريخ تعلو باب الروضة الأيمن للمنبر وتمت هذه العمارة الشاملة بإشراف ديوان الأوقاف ( رسالة ماجستير ، جامعة جنوب الوادى كلية الآداب بسوهام 2002 ، علوان ، عمائر الخديو عباس حلمى الثانى
Jean david – weill . catalogue general du musee arabe du cairo . bois a epigraphes ( époque mamelouke et ottomane ) ( le caire : Imprimerie de l I nstitut Ftancais d archeologie Orientale . 1936 ) 4-5. Pl ; Gaston Migeon , Manuel d art Musulaman < Arts plastiques et industriels , Vol . l ( Paris : A Picard < 1927 ) : 306 . Fig > 129
********************
5 – والى مصر فى العصر العباسى ، امتدت ولايته من 9 شعبان سنة 206هـ / 821م حتى 5 محرم سنة 211 هـ / 826 م ( انظر : زامباور ، معجم الأنساب والأسرات الحاكمة فى التاريخ الإسلامى ، ترجمة سيدة إسسماعيل كاشف وحافظ أحمد حمدى وأحمد ممدوح حمدى ( بيروت : جار الرائد العربى 1980
******************
6 - لم يقتصر اهتمام الحكام بالمشاهد الشريفة على مجرد الاهتمام بالعمارة فقد بل امتد ليشمل مظاهر احتفالية أخرى ، فقد اهتم الخلفاء الفاطميون ووزراؤهم بالمشاهد الشريفة اهتماما بالغا ، وقد أورد لنا ابن المأمون البطائحى مقتطفات من مظاهر هذا الاهتمام ؛ حيث ذكر أنه فى الاحتفال بيوم عاشوراء ، والمولد الشريف ، وفى شهر رمضان كان يخصص للمشاهد الشريفة لكل مشهد ، ومن أهمها مشهد السيدة نفيسة رضى الله عنها إلىجانب الصدقات والهبات ؛ صوانى من الحلوى والكعك ، والزيت والسكر ، والعسل ، واللوز ، والدقيق ، كانت توزع على المتولين والسدنة والفقراء والقراء بهذه المشاهد ، وحدث أن غلا الزيت الطيب والسيرج ، فكتب المستخدمون فى الخزائن ومشرفى الجوامع بأن يستعمل برسم الوقود فى المشاهد زيت الحار عوضا عن زيت الطيب ، فحذرهم المأمون من ذلك بالايطلق إلا الزيت الطيب ، وألا يلتفت إلى غلو السعر ، وقد أطلق ابن المامون على هذه المشاهد لبيان تميزها عن غيرها من العمائر الجنائزية مسمى المشاهد المحتوية على الضرائح الشريفة والمشاهد التى تضمنت الأعضاء الشريفة كما ذكر ذلك فى ابن المأمون البطائحى نصوص من أخبار مصر والمقريزى واتعاظ الحفناء
*******************
7 – تمت هذه العمارة فى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 714 هـ / 1314 م حيث أنشأ جامعا بالمشهد النفيسى ، صرف على عمارته من محاصل المشهد وما يدخل إليه من النذور ومنذ ذلك الحين صار الناس يتقربون إلى المشهد بالبناء حوله ، وقد زار الرحالة المغربى خالد بن عيسى البلوى ووصف هذا الجامع وصفا فنيا دقيقا ( ابن أيبك الدوادرى ، كنزل الدرر وجامع الغرر والسخاوى فى تحفة الاحباب تعليق جدى حسن قاسم والمقريزى فى الخطط التوفيقية وعبد الوهاب مساجد مصر والسلطان محمد بن قلاوون ونظام الوقف فى عهده ، وسعاد ماهر أهم الآثار الاسلامية التى جاء ذكرها فى كتاب الجبرتى وعمائر الناصر محمد الدينية
*********************
8 – الأمير تغرى بردى من يلباى الظاهرى القادرى الحنف الخازندارى الأستادار ، ولد تقريبا سنة 830 هـ / 1426 م اشتغل بالعلم وكان حافظا للقرآن صار متولى عمائر الأمير يشبك من مهدى دوادار السلطان قايتباى ، جدد عمائر كثيرة أو أكلمها من المساجد والجوامع كجامع الخشابين ، وجامع السلطان قايتباىى بقلعة الكبش ، وزاوية الشيخ شرف الدين بالحسينية والمشهد النفيسى ، ومشهد غانم بسويقة اللبن ، ندبه السلطان قايتباى لعمارة بعض الأماكن كمطهرة الجامع الأزهر وجامع سلطان شاه ( السخاوى فى الضوء اللامع ج3/30 )
*********************
9 – كانت هذه ولايته الثانية واستمرت لمدة عامين من 1169 – 1171 هـ ( 1755 م – 1757 م )
*****************
10 – جدد الأمير عبد الرحمن كتخدا المشهد النفيسى فكسا باب القبة بالقيشانى التركى وأنشأ مسجدا ألحق به سبيل وعمل حجابا لزيارة النساء بخلاف طريق الرجال وكان تاريخ هذه العمارة سنة 1173 هـ / 1759 م
******************
11 – ترجع هذه المقصورة النحاسية إلى العمارة التى أجراها الوالى عبابس باشا الأول للضريح سنة 1266 هـ - 1819 وليس سنة 1272 – 1855 كما ذكر المؤلف وقد سجل على المقصورة كتابات بنظم شعرى منضبط ، وجد من قبل فى مقصورة ضريح السيدة سكينة ما نصه
مقصورة أتقنت لله صنعتها
تستوجب الشكر عند الله والناس
تذيع همة منشيها مؤرخة
من بعض طيب إحسان لعباس 1266
وبتطبيق حساب الجمل على النص وجد أنه منضبط
************************
12 – تمت تلك العمارة فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى سنة 1314- 1896 وكانت عمارة شاملة جدد فيها المشهد النفيسى والمسجد على غرار الطراز المعمارى الممالوكى والتخيطيط العام للسمجد عبارة عن مستطيل أبعاده 20ر39 × 36 م مربع وتبلغ مساحته الكلية 20ر 1411 م مربع وهو غير منتظم الأضلاع ؛ حيث صمم ضلعه الشمالى الغربى على هيئة مثلث مقلوب رأسه نحو الخارج ، يمثل أحد اضلاعه وهو الضلع الغربى القسم الغربى من الواجهة الرئيسية ،ويمثل الضلع الآخر القسم الشمالى من الواجهة ، بينما خصص الضلع الجنوبى الشرقى لوضع القبة لحجرة مجلس الحريم تتقدمها ، وممر خلف جدار القبلة يفضى فى نهايته إلى الضريح
*******************
13 – أجريت عمارة حديثة فى اواخر القرن العشرين الميلادى أدخل المسجد ضمن زيادة وتوسعة حديثة قامت بها وزارة الاوقاف المصرية اشتملت كتوسعة على مسجد آخر مجاور للمسجد العباسى 1314 ، 1896 يفصل بينهما جدار الواجهة الجنوبية الغربية التى أصبحت داخل االمسجد الحديث ن كما أضيفت ميضأة حديثة ودار مناسبات وقاعة استقبال مركزية