موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 173 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6 ... 12  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 06, 2022 7:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112


الإمام الحسين رضى الله عنه



ولد في المدينة المنورة في السنة الرابعة من الهجرة و الوحي يهبط و القرآن يتلى و الحق منتصر والإسلام ينتشر و بشر به جده صلى الله عليه و سلم فتلقاه فرحا" به مسرورا بمولده و ضمه إلى صدره الشريف و غمره بعطفه و حنانه ثم سماه حسينا" كما سمى أخاه من قبل حسنا" وكان العرب من قبل لا يعرفوا هذه الأسماء فكان أول من سمى بذلك ( السبطين الحبيبين قر ة عين رسول الله فكان بأني بهما ويسكن إليهما و يقول صلوات الله و سلامه عليه " أنهما ريحانتاى من الدنيا” فقال “ من أحبني و أحب هذين و أباهما و أمهما كان معى في درجتى يوم القيامة” و عن جابر بن عبد الله أنه رأى الحسنين على ظهر جدهما فنظر إليهما و قال نعم الجمل جملكما فقال عليه أفضل الصلاة والسلام نعما الراكبان هما" و قال عبدالله بن عمرو رضى الله عنه إن الحسين في زمانه أحب أهل الإرض إلى أهل السماء و قيل حينما علم الرسول صلى الله عليه و سلم بمولده دخل على ابنته البتول رضى الله عنها و هو يقول أرونى ابنى ثم رفعه بيديه الكريمتين و ضمه إلى صدره الشريف و قبله بين عينيه و قال و هو يكبر في أذنيه الله أكبر الله أكبرالله أكبر و هي أول الكلمات التى تلقاها سيدنا و مولانا الإمام الحسين رضى الله عنه بأذنيه ووعيها قلبه . و قد حدثت أم المؤمنين السيدة أم سلمه رضى الله عنها فقالت " أقبلت فاطمه رضى الله عنها تسعى إلى أبيها صلى الله عليه و سلم فرحب بها و قال لها أين ابن عمك و ابنى حسن و حسين فعادت إلى البيت لتقول لعلى رضى الله عنه أجب رسول الله أنت و ابناك فأقبل على ومعه الحسن و الحسين و جاءت فاطمة فأجلس الرسول الحسنين على فخذيه وجلس هو بين على و فاطمه و أرضى على الجميع سترا وقد نزل قول الله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا ) فقال الرسول صلى الله عليه و سلم اللهم هؤلاء عشيرتى و أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .. بشر الملائكة عن رب العزة بأن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنه و أن السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ومما قاله الرسول عن سبطة ( حسين منى و أنا من حسين - حسين سبط من الأسباط اللهم إنى أحب حسينا فأحبه و أحب من يحبه ) . وقد قتل في معركه كربلاء و استشهد في يوم عاشورا عام 6 هجرية فقتله الضغاة و ذكر أبو على سعيد بن عثمان قال حدثنا عطاء بن مسلم عن ابيه عن أنس بن الحارث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن ابنى هذا يقتل بأرض من أرض العراق فمن أدركه منكم فلينصره فقتل أنس يعنى مع الحسين علىه السلام و خرج الإمام أحمد بسنده عن أنس رضى الله عنه أن ملك المطر استأذن أن يأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأذن له فقال لأم سلمة أغلقى علينا الباب لا يدخل علينا أحد : وجاء الحسين رضى الله عنه فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبى صلى الله عليه و سلم ، و على منكبيه و على عاتقه فقال الملك للنبى صلى الله عليه وسلم أتحبه ؟ قال نعم قال : أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان الذى يقتل فيه ، فضرب بيده فجاء بطينه حمراء فأخذتها أم سلمة فصرتها في خمارها ، قال ثابت بلغنا أنها كربلاء . وقال مصعب بن الزبير حج الحسين رضى الله عنه خمسا و عشرين حجه ما شيا" وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم فيه و في الحسن إنها سيدا شباب أهل الجنه و قال صلى الله عليه و سلم هما ريحانتاى من الدنيا وورد أنه دخل المسجد و هو يخطب فقطع خطبته و نزل فأخذهما و صعد بهما و قال رأيت هذين فلم أصبر، و كان يقول فيهما اللهم إنى أحبهما و أحب من يحبهما وقتل رحمه الله يوم الجمعة عشرة من المحرم عام 61 هجريه بكربلاء بقرب من موقع يقال له ( الطف ) بقرب من الكوفة و يسمى عام الحزن وقتل معه أثنان و ثمانون رجلا" من الصحابة وقتل جميع بنيه إلا علي المسمى بزين العابدين كان مريضا فأخذ أسيرا" بعد قتل أبيه ـ رضى الله عنهم . و قال سيدى جعفر الصادق رضى الله عنه وجد بالحسين ثلاثه و ثلاثون طعنه بالسيف و أربعة و ثلاثون ضربه . و قال الامام أحمد بن حنبل رضى الله عنه حدثنا عبد الرحمن بن مهدى حدثنا عمار بن سلمه عن عمار بن أبى عباس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم نصف النهار أشعت أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه و يتتبعه فيها قال يا رسول الله ما هذا ؟ قال دم الحسين و أصحابه لم أزال أتبعه منذ اليوم قال عمار : فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم و ساق القوم حرم رسول الله كما تساق الأسرى حتى إذا بلغوا بهم الكوفة و خرج الناس فجعلواينظرون إليهم و في الأسارى على بن حسين و كان شديد المرض و زينب بنت على بنت فاطمة الزهراء و أختها أم كلثوم و فاطمة و سكينه بنت الحسين رضى الله عنهم جميعا و ساق الظلمة و الفسقة معهم روؤس القتله جاءوا برأسك يا بن بنت محمد متزملا" بدمائه تزميلا" وكأنما بك يا ابن بنت محمد قتلوا جهارا”عامدين رسولا" قتلوك عطشانا و لم يترقبوا في قتلك التنزيل و التأويل ويكبرون بأن قتلت و إنما قتلو بك التكبير والتهليلا و روى عن محمد بن الحنيفة قال: قتل مع الحسين سبعة و عشرون رجلا” كلهم من ولد فاطمة عليها الصلاة و السلام . و ذكر أبو عمر بن عبد البر عن الحسن البصرى رضى الله عنهما قال: أصيب مع الحسين بن على سته عشر رجلا من أهل بيته ما على الأرضي لهم يومئذ شبيه وقيل إنه قتل مع الحسين من ولده و إخوته و أهل بيته ثلاثة و عشرون رجلا" و يقول اختلف الناس في موضع رأس الحسين المكرم فذكر الحافظ أبو العلا الهمزانى أن يزيدحين قدم عليه رأس الحسين بعث به إلى المدينة فأقدم إليه عدة من موالى بنى هاشم و ضم إليهم عدة من موالى أبى سفيان ثم بعث بثقل الحسين و من بقى من أهله معهم و جهزهم بكل شىء و لم يدع لهم حاجه بالمدينه إلا أمر لهم بها و بعث برأس الحسين عليه السلام إلى عمرو بن سعيد العاصى و هو إذ ذاك عامله على المدينه قال عمرو بن سعيد وددت أنه لم يبعث بى إليه ثم أمر عمرو بن سعيد العاصى برأس الحسين رضى الله عنه فلقى و دفن بالبقيع عند قبر أمه فاطمة رضى الله عنها و هذا أصح ما قيل في ذلك و لذلك قال الزبير بن بكار إن الرأس خمل إلى المدينة و الزبير أعلم أهل النسب قال حدثنا بذلك محمد بن حسن المخزومى النسابة. و الإمامية تقول إن الرأس أعيد إلى جثمان الحسين بكربلاء بعد أربعين يوما من مقتله و هو يوم عندهم يسمون الزيارة فيه زيارة الأربعين. و يجمع المؤرخون و كتاب السيرة على أن الحسين رضى الله عنه دفن في مكان مقتله في كربلاء و هذا على ما استند إلى الحديث الذى أولى به ملك المطر . أما الرأس الشريفة فقد استقر بها في عسقلان الميناء الفلسطينى ثم نقل للقاهرة و قد اكد أكبر المؤرخين و الوراد منهم ميسر و القلقشندة على بن أبى بكر الشهير بالسايح الهروى و أن أياس و سبط الجوزى و ممن ذهب إلى دفن الرأس الشريفة بمشهد القاهرة عثمان مروخ إذ قال إن الرأس الشريفة له ثلاثه مشاهد تزار: أولا" مشهد بدمشق دفن بها الرأس .. ثانيا مشهد بعسقلان بلد على البحر الأبيض و نقل إليه الرأس من دمشق ثم المشهد 548 هـ ووصلت الرأس في مثواها الحالى من القصر يوم الثلاثاء 10 جماد الاخر عــــام 548 هـ عند قبة باب الديلم حيث الضريح المعروف الآن بمسجدة وكذا السخاوى رحمه الله قد أثبت روايه نقل رأس الحسين رضى الله عنه و تؤكد و ثائق هيئة الآثار أن الرأس نقلـــــــت من عسقلان إلى القاهرة كما يقول المقريزى يوم الأحد 8 جماد الآخر 548هـ الموافق 31 / 8 / 1153 م وكان الذى وصل الرأس من عسقلان الأمير سيف المملــكة تميم و اليها . و يضيف المقريزى : فقدم به الرأس الأستاذ مكنون في عشارى من عشاريات الخدمة وأنزل به الى الكافورى ثم حمل فى السرداب إلى قصر الزمرد ثم دفن عند قبة الديلم بباب دهليز الخدمة فكان كل من يدخل الخدمة يقبل الأرض أمام القبر وقد حكى المقريزى المتوفى عام 845هـ فى خططه أنه سمع من يحكى حكاية يستدل بها على شرف الرأس الكريمة وهى أن السلطان الملك الناصر رحمه الله لما أخذ هذا القصر وشـى اليه بخادم له قدر فى الدولة المصرية وقيل إنه يعرف الأموال والدفائن التى بالقصر فأخذه وسئل فلم يجبه وتجاهل أمر الملك فأمر صلاح الدين نوابه بتعذيبه فأخذه متولى العقوبة وجعل على رأسة خنافس ففعل به مرارا وقيل إن هذه الخنافس أشد العقوبة لتعذيب الإنسان فهى تنقب الدماغ وتقتله فوجد الخنافس ميتة فعجب من ذلك وأحضره وقال ما السر فى ذلك فقال والله ما سبب هذا إلا أنى لما وصلت رأس الحسين حملتها على رأسى فقال الملك وأى سر أعظم من ذلك فعفا عنه – وقال السرى لما قتل الحسين بن على بكت عليه السماء وبكاؤها حمرتها – وعن عطاء فى قوله تعالى فما بكت عليهم السماء والأرض قال بكاؤها حمرة أطرافها وعن على بن مسهــــر قــــــال حدثتنى جدتى قالت كنت أيام الحسين جارية شابة فكانت السماء كأنها علقة وعن الزهرى بلغنى انه لم يقلب حجرا من أحجار بيت المقدس إلا وتحته دم ويقال إن الدنيا أظلمت يوم قتل الحسين ثلاثا ... ( هذا ما رواه المقريزى فى خططه ) ومن كتاب عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ) ماذا تقولون إن قـال النب فيكــــــم مــــــاذا فعلتم وأنتم آخر الأمــــــم بعترتى وبــأهلى بــعد مفتقـــــــدى منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم ؟ ما كان هذا جزائى اذ نصحت لكـم ان تخلفونى بسوء فى ذوى رحمى

يقول المقريزى فى المواعظ والأعتبار ج1 ص 428

هو الحسين بن على بن أبى طالب واسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى – أبو عبد الله وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم – ولد لخمس خلون من شعبان سنة 4هـ وعق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبش وحق رأسه وأمر أن يتصدق بوزنه فضة وقال أرونى أبنى ما سميتموه فقال على بن أبى طالب حربا فقال بل هو حسين وكان أشبه الناس بالنبى صلى الله عليه وسلم . قتل يوم الجمعة لعشرة خلون من المحرم يوم عاشورا سنة 61هـ بموضع يقال له كربلاء من أرض العراق يناحية الكوفة ويعرف أيضا هذا الموضع بالطف قتله سنان بن أنس وقيل قتله رجل من مذحج وقيل قتله شمر بن ذى الجوشن وكان أبرص وأجهز عليه خولى بن يزيد الأصبحى من حمير حز رأسه وأتى عبيد الله بن زياد وقال

أوفر ركابى فضة وذهبـــــــــا
انى قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبـــــــا
وخيرهم اذ ينسبون نسبا




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 12, 2022 10:45 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

الإمام محمد بن إدريس الشافعى –



يلتقى رضى الله عنه مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عبد مناف وأم الشافعى هى فاطمة بنت عبد الله الأزدية نسبة الى قبيلة الأزد التى قال فى شأنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( الأزد اسد الله فى الأرض يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم وليأتين على الناس زمان يقول الرجل باليتنى كنت أزديا وياليت أمى كانت أزدية )

ولد بغزة سنة 150هـ وهى السنة التى توفى فيها الإمام أبو حنيفة رضى الله عنهما ثم حمل الى مكة المكرمة وهو ابن سنتين فنشأ فى أكنافها وتفقه على خيرة علمائها ثم قدم المدينة المنورة فلزم الإمام مالك رضى الله عنه وقرأ عليه الموطأ خفظا وهو ابن ثلاث عشرة سنة فأعجب الإمام مالك بقراءته وقال (اتق الله فإنه سيكون لك شأن)ثم رحل الى العراق وجد فى الاشتال بالعلم ونشرعلم الحديث ونصر السنة واستخراج الاحكام منها ورجع كثير من العلماء عن مذاهب كانوا عليها الى مذهبه ثم خرج الى مصر فى آواخر سنة 199هـ وصنف كتبه الجديدة بها وتوافد الناس اليه من سائر الاقطار قال الربيع بن سليمان رأيت على باب دار الإمام الشافعى سبعمائة راحلة تطلب سماع كتبه رضى الله تعالى عنه – وكان مع ذلك يقول : إذا صح الحديث فهو مذهبى وكان يقول وددت أنى إذا ناظرت أحدا أن يظهر الله تعالى الحق علي يدية وكان يقول من أراد الآخرة فعليه الإخلاص فى العلم وكان يقول أظلم الظالمين لنفسه من تواضع لمن لا يكرمه ورغب فى مودة من لا ينفعه وقب مدح من لا يعرفه ..وكان يقول من لم تعزه التقوى فلا عز له وقال فى حق أستاذه الإمام (مالك)(إذا ذكر العلماء فمالك النجم .. وما أحد آمن على من مالك بن أنس ) وقال فى حقه الإمام (أحمد بن حنبل ) رضى الله عنه ( ما احد من أصحاب الحديث حمل محبرة .. إلا وللشافعى عليه منه )- وهكذا ضرب الأئمة الأربعة وهم شيوخ الأمة الإسلامية المثل الأعلى فى المودة والتسامح ورفض العصبية والتزمت .. وقد ثبت أن الإمام الشافعى عندما زار قبر الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان فى بغداد وصلى هو وتلاميذه صىلاة الصبح بجوار القبر ترك القنوت وهو اساس فى مذهبه وهو الدعاء المأثور بعد القيام من ركوع الثانية وعندما سأله تلاميذه :اطرأ تغيير فى مذهبك ؟ قال رضى الله عنه بل هو إجلال وتقدير لمذهب من نحن فى رحابه يقصد الإمام ( ابا حنيفة النعمان ) واقام الإمام الشافعى بمصر أربع سنين ونيفا ، انتشر فيها مذهبه وعظم شأنه عند المصريين وكثر تلاميذه وكانت الدروس والعلوم التى يلقيها الشافعى يجلس فى حلقته إذا صلى الفجر فيأتيه أهل القرآن فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء اهل الحديث فيسألونه تفسيره ومعناه فإذا ارتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر فإذا ارتفع الضحى تفرقوا وجاء اهل العروض والنحو والشعر فلا يزالون الى قرب انتصاف النهار – وقد توفى رضى الله عنه بمصر ليلة الجمعة بعد المغرب سنة 203 هـ ويعتبر ضريح الإمام الشافعى أكبر الأضرحة فى مصر على الاطلاق وأقدم قبة خشبية بمصر إذ تبلغ مساحة الضريح 400 متر تقريبا وارتفاعه 29 مترا ومن الطريف ان قبة الإمام الشافعى يعلوها سفينة طولها 5ر2 متر وهى ترمز على ان الإمام الشافعى بحر العلوم والمعارف ويحمل سفينة النجاة للذى يتزود من هذه العلوم والمعارف ورحم الله الإمام البوصيرى الذى وصفها قائلا :

بقبة قبـــر ( الشافعــــى) سفينة
رست فى بناء محكم فــــ,ق جلمــود
ومذ غاص طوفانالعلوم ب(قبره) استوى
الفلك من ذا ك الضريح على الجـــودى



وفى الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك ج5 ص 22 : جامع الإمام الشافعى رضى الله عنه * هذا الجامع بالقرافة الصغرى حيث مشهد الامام الشافعى رضى الله عنه بقرب جامع الامام الليث أنشأه الامير عبد الرحمن كتخدا فى مكان المدرسة الصلاحية * ففى اسعاف الراغبين فى أهل البيت للشيخ الصبان عند ترجمة الامام الشافعى رضى الله عنه لما تعطل غالب شعائر المدرسة الصلاحية التى بجوار قبة الشافعى وقل الانتفاع منها هدمها حضرة الامير عبد الرحمن كتخدا مع أماكن قد اشتراها وبنى الجميع مسجدا عظيما متسعا سنة خمس وسبعين ومائة وألف وأقام تلك الشعائر فانتفع بها الساكنون والزائرون انتفاعا كليا –

يوجد على واجه المسجد هذا البيت

مسجد الشافعى بحر علوم ** أشرقت شمسه بنور محمد



ويعلوا الباب الكبير تجاه المشهد الشريف يصعد اليه بسلم من
الرخام وأمامه رحبة صغيرة مفروشة بالرخام الترابيع وبأعلا


قبه مصبوع بالاخضر عليه هذا البيت :

الله نور مسجد تاريخه ****** يزهو به اشراق مجد الشافعى




والباب المذكور مبنى من الرخام وبابه الخشب مصفح بالنحاس – وفى الرحبة الداخلية نصعد بدرجتيين من الرخام على اليمين مقام الشيخ زكريا النصارى والشيخ أبو الحسن المفسر والشيخ شيبان الراعى * وفى حائطه الغربية باب يوصل الى زاوية السادة البكرية فى طرقة مفروشة بالحجر النحت عليه رخامة مكتوب عليها

أكرم به من مسجد مصبا حه **** كنز الهدى المولى الامام الشافعى



وبقبة الامام الشافعى قبر الملكة شمس والدة السلطان الملك الكامل الأيوبى وفى أخرى قبر السلطان عثمان بن السلطان صلاح الدين الايوبى وبأعلى القبة من الخارج مركب صغير فوق هلال من نحاس تسع الحب قدر ونصف اردب يوضع فيها الحب لأكل الطيور وفيها سلسلة من حديد لاجل امكان الصعود اليها وقد قيل فيها وفى القبة عدة أشعار مذكورة فى المقريزى وغيره منها قول الكاتب بن ملهم :

مررت على قبـــة الشافعى **** فعاين طرفى عليها العشــارى
فقلت لصحبى لا تعجبوا **** فان الماكب فوق البحار



ومنها لعلاء الدين النابلسى :

لقد أصبح الشافعى الاما ***** م فينا له مذهب موذهب
ولو لم يكن بحر علم لنا *** غـــــــدا وعلى قبره مركب



وقال آخر=

أتيت لقبر الشافعى أزوره ** تعرضنا فلم وما عنده بحر
فقلت تعالى الله تلك اشارة ** تشير بأن البحر قد ضمه القبر



وفى رحلة النابلسى قال خرجنا الى زيارة الامام الشافعى رضى الله عنه فدخلنا الى قبته المبنية على قبره فوجدناها قبة واحدة كبيرة تسعة جدا لا يرى مثلها فى البنيان ومتانة الجدران والارتفاع وفى داخلها محراب عظيم وقبر الامام الشافعى فى الجهة الشمالية وفيه شباك مطل على القبور فى القرافة وبجانب قبره قبر شيخه وقد روى فى المنام وهو يقول زوروا شيخى فانى ما أنا بشىء الا به كذا نقل عن المناوى وفى طبقاته ورأينا على قبة الامام الشافعى رضى الله عنه من جهة الخارج سفينة مربوطة بالهلال يوضع فيها الحب للطيور وقد قلنا فى ذلك

يا قبة للأمام الشافعى زهت *** بها القرافة فى مصر لهيبته
لو لم يكن بها بحر العلوم لما *** سفينة الحب كانت فوق قبته



ومناقب الشافعى رحمه الله كثيرة قد صنف الئمة فيها عدة مصنفاتفمن أفرادها بالتأليف داود الظاهرى والساجى وابن أبى حاتم والحاكم والقطان والاصفهانى والبيهقى والرازى وابن المقرى والدارقطنى والمقدسى وامام الحرمين والزمخرشى والسبكى وابن حجر وغيرهم * وقد أخذ الشيخ الصبان من ذلك زبدا

ترجمة الامام الشافعى فى رسالة الصبان :



فى اسعاف الراغبين قال الشيخ الصبان : الامام الشافعى هو أبو عبد الله محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن
عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشى المطلبى ابن عم المطفى صلى الله عليه وسلم يجتمع مع المصطفى فى عبد مناف *

وأمه فاطمة بنت عبد الله بن الحسن بن على بن أبى طالب كرم الله وجهه

وقيل انها أزدية لقى شافع النبى صلى الله عليه وآله وسلم وهو مترعرع واسلم وابوه السائب كان يوم بدر صاحب رايات بنى هاشم التى كان يقال لها العقاب وراية الرؤساء ولا يحملها الا رئيس القوم وكانت لابى سفيان فان لم يكن حاضرا حملها رئيس مثله ولغيبة ابى سفيان فى العير حملها السائب لشرفه وأسر يومئيذ وفدى نفسه ثم أسلم بعد ذلك * ولد رضى الله عنه بغزة سنة خمسين ومائة على الاصح وقيل ولد يمنى وقيل بعسقلان وقيل باليمن وهى السنة التى مات فيها أبو الحنيفة وقيل أنه ولد يوم مان أبو حنيفة ثم حمل الى مكة وهو ابن سنتين ونشأ بها ولما سلموه الى المعلم ما كانوا يجدون أجره المعلم فكان المعلم يقثر فى التعليم لن لكن كلما علم صبيا شيأ تلقف الشافعى ذلك الشىء ثم اذا قام المعلم أخذ الشافعى يعلم الصبيان تلك الاشياء فنظر المعلم فرأى الشافعى يكفيه أمر الصبيان أكثر من الاجر فترك كلب الاجرة منه فتعلم الشافعى القرآن لسبع سنين قال الشافعى رضى الله عنه لما حتمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء وأحفظ الحديث أو المسئلة وكان منزلنا فى مكة فى شعب الخيف وكنت فقيرا بحيث ما أملك أن اشترى القراطيس فكنت آخذ العظم واكتب فيه وتفقه أول امره على مسلم بن خالد الزنجى مفتى ملكة وأذن له فى الافتاء والتدريس وهو ابن خمس عشر سنة ووصل اليه خبر الامام مالك رضى الله عنه بالمدينة قال الشافعى فوقع فى قلبى أن اذهب اليه فاستعرت الموطأ من رجل بمكة وحفظته ثم قدمت المدينة فدخلت عليه فقلت أصحلك الله انى رجل مكلبى من حالتى وقصتى كذا وكذا فلما سمع كلامى فنظر الى ساعة وكان لمالك فراسة فقال لى ما اسمك فقلت محمد فقال يا محمد اتق الله واجتنب المعاصى فانه سيكون لك شأن فقلت نعم وكرامة فقال ان الله تعالى القى على فلبك نورا فلا تطفئه بالمعصية ثم قال اذا كان الغد تجىء نقرأ لك الموطا فقلت أنى اقرأه من الحفظ ورجعت اليه من الغد وأبتدأت بالقراءة وكلما أردت قطع القرأءة خوفا من ملاله أعجبه حسن قراءتى فيقول يا فتى زد حتى قرأته فى أيام يسيرة ثم أقمت فى المدينة الى ان توفى مالك رحمه الله وكان حفظه للموطأ وهو ابن عشر سنين فى تسع ليالى وثيلل فى ثلاث ثم قدم بغداد سنة خمس وتسعين ومائة فأقام بها سنتين واجتمع عليه علماؤها ورجع كثير منهم عن مذاهب كانوا عليها الى مذهبه وصنف بها كتابه القديم ثم عاد الى مكة فاقام بها مدة ثم عاد الى بغداد سنى ثمان وتسعين ومائة فاقام بها شهرا ثم خرج الى مصر وصنف بها كتبه الجديد واقام بها الى أن توفى * كان رضى الله عنه اما الدنيا جميع الله له من العلوم وكثرة الاتباع لاسيما فى الحريمن والارض المقدسة مالم يجمع لاحد قبله ولا بعده وانتشر له من الذكر ما لم ينتشر لاحد سواه ولذا حمل عليه حديث ((( عالم قريش يملأ طباق الأرض علما ))) قال ابن عبد الحكم ان الامام الشافعى رضى الله عنه لما حملت به رأت كأن كوكب المشترى خرج من بطنها وانقض فوقع منه فى كل مكان شظية فقال لها المعبر أنه يخرج منك عالم عظيم وقال الشافعى رضى الله عنه رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى النوم فقال أدنى منى فدنوت منه فأخذ من ريقه وفتحت فى فأمر من ريقه على لسانى وفمى وشفتى وقال امش بارك الله فيك وقال رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام زمن الصبا بمكة بؤم الناس فى المسجد الحرام فلما فرغ من صلاته أقبل على النسا يعلمهم فدنوت منه فقلت له علمنى فأخرج ميزانا من كمه فاعطانى وقال هذالك قال المناوى بأن مذهبه أعدل المذاهب وافقها لسنة التى هى أعدل الملل قال بن عبد الله بن احمد بن حنبل لابيه أى الرجل كان الشافعى فانى سمعتك تكثر الدعاء له فقال يا بنى كان الشافعى رضى الله عنه كالشمس بالنهار وكالعافية للناس فانظرهل لهذين من خلف او عنهما عوض وقال احمد بن حنبل رضى الله عنهما ما أعلم احد أعظم منه من الشافعى فى زمن الشافعى – وللشافعى نظم بديع اشتهر منه كثير – توفى رضى الله عنه يوم الجمعة بعد العصر شهر رجب سنة أربع ومائتين وله اربع وخمسون سنة ودفن بالقرافة فى القبة المشهورة عليه من الانس والرحمات والمهابة بالا يخفى وقال المزنى دخلت على الشافعى رضى الله عنه فى علته التى مات فيها فقلت :

( كيف اصبحت ؟ قال : أصبحت من الدنيا راحلا ** ولاخوانى مفارقا ** ولكأس الموت شاربا *** ولسؤ أعمالى ملاقيا *** وعلى الله واردا *** قلا أدرى روحى الى الجنة تصير فأهنيها ***** أو الى النار فأعزيها **** )



ثم بكى وأنشد

ولما قتا قلبى وضاقت مذاهبى **** جعلت رجائى نحو عفوك سلما
تعاظمنى ذنى فلما قرنته ***** بعفوك ربى كان عفوك أعظما
عمازلت ذا عفو عنى الذنب لم تزل *** تجود وتعفومنه وتكرما
فلولاك لم يسلم من أبليس عابد *** وكيف وقد غوى صفيك آدما



رحم الله سيدنا وإمامنا الإمام الشافعى وجلعنا وإياه فى جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل وصحبه وسلم ***

ويقول العلامة الكبير والمؤرخ الشهير أبى الحسن نور الدين على بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمودالسخاوى الحنفى الشهيربالسخاوى فى تحفة الأحباب وبغية الطلاب فى الخطط والمزارات والتراجم والبقاع المباركات ص 342 يقول السخاوى :

الفقية العلامة أبى عبد الله الشافعى هذا مشهد الإمام العالم العلامة القدوة أبى عبد الله محمد ابن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشى المطلبى الشافعى نسبة إلى جده شافع ولد بغزة سنة خمسين ومائة – وهذه السنة توفى فيها الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفى إمام المذهب وكانت وفاة الإمام الشافعى فى يوم الجمعة فى رجب سنة أربع ومائتين نشأ بمكة وأقام بها مدة ثم تحول منها إلى مالك بن أنس وكان يحدث الناس بالمدينة الشريفة فأملى عليه مالك الحديث مدة – وقيل إنه رحل إلى اليمن مرتين ثم رحل إلى العراق وصحبه أحمد بن حنبل وأثنى عليه وسماه شمس الهدى وأمتحنه محمد فى مسائل فأجاب عنها لوقتها وكان أسرع الناس فهما وأسمحهم أخلاقا وأسرعهم جوابا إذا سئل ولما رحل إلى جهة مصر قال وهو سائر :

أرى النفس منى قد تتوق إلى مصر* ومن دونها أرض المفاوزوالقفر فوالله ما أدرى إلى العلم والغنى * أساق إليها أم أساق إلى القبر ومرض بمصر بعلة البطن ثم مات بدرب النخل وغسله المزنى ودفن بهذه المقبرة – وكانت قديما تعرف ببنى زهرة وتعرف أيضا بأولاد ابن عبد الحكم كان رحمه الله تعالى إماما فاضلا سخيا كريما جوادا أمسر اللون كثير الحياء وفضائله ومناقبه أشهر من أن تذكر وقد أفرد له جماعة كتابا على حدة مناقبه (1)

--------------------------------------------------------------------------------------
(1) والمزارات التى كانت بمشهد الشافعى لا يعرف منها إلا قبور أولاد ابن عبد الحكم وأم الملك الكامل وشمسة أم عثمان بن صلاح الدين وقبر ابن عم الامام الشافعى وهو محمد امين عبد الله بن محمد بن العباس وزوج ابنته زينب أم الفقيه أحمد الشافعى . ويوجد بجانب قبر شيخ الاسلام قبر أبى الحسن البكرى المفسر وبالجهة القبلية مشهد السادة البكرية ولم يذكره السخاوى – أما قبور الشيخ أبى السرور وعن يساره الشيخ تاج العارفين وتحت رجليه قبر ولده الاخر الشيخ زين العابدين ومعه فى القبر السيد احمد كمال الدين البكرى الدمشقى قاضى القضاه وبالقرب منه قبور اولاد الشيخ زين العابدين وأخرين – انتهى –


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 18, 2022 2:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112


أبى الحجاج الأقصرى



هو السيد يوسف بن عبد الرحيم بن عيس الزاهد العابد ينتهى نسبه إلى الأمام الحسين سبط النبى  وهو يكنى بأبى الحجاج ثم يضاف إلى الكنية ( الأقصرى ) نسبة إلى مدينة الأقصر حيث مستقره الأخير .

ولد أبو الحجاج فى أوائل القرن السادس الهجرى فى مدينة بغداد فى عهد الخليفة العباسى المكتفى بأمر الله وهو أبو محمد بن المعتضد بالله بن الموفق بن المتوكل –

وقد نشأ أبو الحجاج وتربى فى مسقط رأسه بغداد فى أسرة ميسورة الحال على قدر كبير من التقوى والورع – فكان والده يشغل منصبا رياسيا فى الدولة – وتوفي ولم يترك له شيئا ، فأحترف صناعة الغزل والحياكة وكان له حانوت مشهور فى بغداد . وله قصة ذكرها الإمام شهاب الدين السهروردى وهى " دخل على أبى الحجاج قائل قتل رجلا رضوان الله عليهم هذا بالإضافة إلى المدرسة النظامية وهى أول مدرسة مذهبية فى تاريخ الإسلام أنشأت فى بغداد وأنشأها الوزير نظام الملك وزير ملك شاه السلجوقى فى القرن الخامس الهجرى –التحق بها أبو الحجاج حيث زامل الإمام شهاب الدين السهروردى فكان يتردد على حلقات الوعظ والتذكير التى كان يعقدها شيوخ التصوف وكان رحمه الله جادا شغوفا صبورا فى القراءة والبحث حيث جعل حشرة الجعران قدوته فى الصبر فيقول أبو الحجاج ( كنت أسهر أكتب وأحبر فإذا بأبي جعران يجهد أن يرقى منارة السراج (زجاج المصباح ) لكى يقترب من النور فلم يزل ينزلق لكونها ملساء ، فعددت عليه تلك الليلة سبعمائة وقعة وهو لا يرجع عن غايته ثم خرجت إلى صلاة الصبح ورجعت فوجدته جالساً فوق المنارة ظافراً منتصراً يرقب النور وعيناه تبرقان بالأمل فكان ذلك من جنود الله على ) .

لقد تزود أبو الحجاج بقدر كافي من العلم والثقافة والدينية ولذا ترك صناعة الغزل والحياكة ليتفرغ للوعظ والتذكير وقد أقبل عليه العراقيون إقبالا شديدا فقد امتاز برقة الأسلوب والسهولة واليسر ثم خرج من بغداد إلى الحجاز قاصدا الحج ويعود ثانية ليودعها إلى غير رجعة فكانت الحياة فى بغداد حياة مؤلمة فى عهد الخليفة الناصر لدين الله إذ تعرضت البلاد للفتن والثورات نتيجة لسوء الإدارة والظلم وكذلك وفاة والدته وزوجته وهى فى ريعان شبابها كان سببا فى ترك العراق وكان لم يبلغ الأربعين من عمره وهرب وقال له أجرنى فقال له أنزل الجوزة (( وهى كلمة فارسية والمقصود بها حجرة النول )) ثم دخل أناس على أبى الحجاج وقالوا له أين الرجل الذى دخل عليك فقال لهم فى الجوزة فقالوا أتهزأ بنا وانصرفوا فقال الرجل لأبى الحجاج أتيتك لتجيرنى فدللت على فقال أبو الحجاج : لو كنت كذبت لوجودك وقتلوك ولكن الله نجاك لصدقى على أن هذه الحرفة لم تكن تشغل كل وقت أبو الحجاج إذ نراه جاداً فى طلب العلم خاصة وأن مدينة بغداد كانت مليئة بعدد كثير من كبار التصوف وعلماء الدين فمنهم الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ السهروردى والشيخ أحمد الرفاعي

وكان معه أبناؤه الأربعة وهناك توفى واحد منهم ودفن فى مقابر مكة – تعرف الحجاج على مشايخ مكة وسادتها وهو الشيخ عبد المنعم الأشقر ودامت العلاقة بينهم حتى إن الشيخ الأشقر زوج بناته الثلاثة إلى أولاد أبو الحجاج حتى أراد الأشقر أن يزوج الابنة الرابعة إلى أبى الحجاج نفسه ولكنه رفض قائلا أنا لا أتزوج بعد أم الأولاد ولست فى حاجة إلى النساء – رحل أبو الحجاج ومعه بعض أشراف مكة إلى مصر لما تمتاز به من الهدوء والسكينة مما شجع كثير من المتصوفين والعباد فى العالم الإسلامي وخاصة المغاربة . وفى أثناء توجه الحجاج إلى مصر زار قبر المصطفي  ومنها إلى مصر ونزل بشرق الدلتا ومكث بها أياما تعرف فيها على أولاد عمه وأعطوه أطيانا ولكنه قصد إلى الجنوب وجه قبلي حتى وصل إلى أسيوط ومنها إلى جرجا ثم رحل إلى قوص وهى مدينة كبيرة ثم إلى الأقصر فمكث بجانبها القبلى هو وأولاده الثلاثة وبعض أقاربه وكان ذلك فى أواخر حكم صلاح الدين الأيوبي على مصر .

ومدينة الأقصر مدينة مصرية قديمة أسمها المصرى المقدس (أوست) والمدني (طيبة) وأسمها البطلمي (ديوس بوليس مجنا) أى الكبيرة أو العليا وأسمها القبطي (بابه) أو (بابي) كما يقول لها (الأقصرين) وكذلك عرفت باسم (نزياكاسترا) أى الثلاثة قصور المحصنة وجاء فى الخطط التوفيقية أن من أسمائها طيبة وطيوة وأسمها على لسان العامة لقصر .

وقد ذاع أمر أبى الحجاج بين الناس لما امتاز به من التقوى والزهد والورع والصلاح وانتقل خبره إلى السلطان العزيز عماد الدين أبو الفتح عثمان بن صلاح الدين الأيوبي وكان مباركا كثير الخير واسع الكرم محسنا للناس ومعتقدا فى أرباب الصلاح والتقوى فبعث رسولا يستدعى أبوالحجاج فلما حضر بين يدى السلطان أعجب بشخصية وغزارة علمه وتقواه وورعه فأسند إليه مسئولية الديوان ولكن أبا الحجاج لم يستمر طويلا فى هذه الوظيفة واتجه إلى الإسكندرية حيث قابل الشيخ الزاهد أبو محمد بن الرزق الجزولى السكندرى الذى يرجع الفضل إليه فى نشر الطريقة المدينية أول طريقة صوفية عرفتها الإسكندرية قبل الطريقة الرفاعية والشاذلية وقضى أبو الحجاج فى رحاب الشيخ الجزولى فترة حتى أصبح من أخلص وأحب تلاميذه ثم ذهب إلى قوص حتى إلتقى بسيدى عبد الرحيم القناوى ثم إلى الأقصر حيث مثواه الأخير ومن أعماله العلمية الباقية منظومته فى علم التوحيد التى طمنتها تسعه وتسعين بابا وتقع فى 1333 بيتا من الشعر وقد استهلها بالبيت التالى

الحمد لله العلى الصمد الأول والآخر بلا أمد



توفى أبو الحجاج 642 هـ فى عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب بعد أن عمر أكثر من تسعين عاما دفن فى الأقصر بضريحه القائم فوق معبد الأقصر .

ومن أقواله : كنت فى بدايتي أذكر لا إله إلا الله لا أغفل فقالت لى نفسي مرة من ربك فقلت ربى الله فقالت لى ليس لك رب إلا أنا فإن حقيقة الربوبية امتثالك العبودية فأنا أقول

لك أطعمنى تطعمنى ، نم .. تنم ، قم .. تقم ، أمش .. تمشى ، أسمع .. تسمع ، أبطش .. تبطش ، فأنت تمتثل أوامرى كلها فإذن أنا ربك ، وأنت عبدى قال فبقيت متفكرا فى ذلك فظهرت لى عين من الشريعة فقالت لى جادلها بكتاب الله تعالى فإذا قالت لك نم فقل لها ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) وإذا قالت لك كل قل ( كلوا واشربوا ولا تسرفوا) وإذا قالت لك أمش قل ( ولا تمشى فى الأرض مرحا) وإذا قالت لك ابطش قل ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) فقلت لتلك الحقيقة فمالى إذا فعلت ذلك فقلت أخلع عليك خلع المتقين وأتوجك بتاج العارفين وأمنطقك بمنطقة الصديقين وأقلدك بقلائد المحققين وأنادى عليك فى سوق المحبين ( التائبون – العابدون – الحامدون – السائحون – الراكعون )

هذا هو العابد الزاهد الورع سيدى أبو الحجاج الأقصرى رضى الله عنه ورحمه الله رحمة واسعة .

فى الطبقات الشاذلية لأبى على أبو الحسن بن محمد بن قاسم ص 83 يقول



أبو الحجاج الأقصرى
(......- 642 )




الشيخ العارف الزاهد أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحيم بن غزى بن إسماعيل بن عبد النصير بن محمد بن هاشم بن احمد بن محمد بن محمد بن عز العرب بن صالح بن حسين بن جعفر بن محمد بن حسين بن محمد بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين الأقصرى القرشى الشاذلى الصوفى رضى الله عنه ، هكذا أملانى نسبه الشريف محبنا فى الله أبو عبد الله الشريف سيدى السيد محمد عبد الحميد القمنى ، العروسى الشاذلى الفتحى ، فإنه من ذريته من أعقاب سيدى عبد الحميد القمنى العروسى الكبير دفين قمن العروس رضى الله عنه ، وقد أطلعنى على هذا النسب الشريف بخط عمه السيد حسين المكى رحمه الله ، وهو السيد محمد بن السيد محمد بن السيد عبد الحميد مروةق بن السيد خميس بن السيد بديوى بن السيد سليمان بن السيد سليمان بن السيد طه بن السيد خليفة بن السيد سليمان بن السيد جاد بن السيد خليفة بن السيد عيسشساوى بن السيد حسين بن السيد جاد بن السيد محمد بن السيد إبراهيم بن السيد طه بن السيد محمود بن السيد عبد الخالق بن السيد احمد بن السيد حسن بن السيد يوسف بن السيد بدر الدين بن السيد عبد البر بن السيد الكبير عبد الحميد بن السيد إبى الحجاج الأقصرى رضى الله عنهم أجمعين .

وكان سيدى أبو الحجاج رضى الله عنه شيخ زمانه ، وواحد الأوان ، صاحب المعارف المأثورة ، والمكاشفات المعروفة المذكورة ، والمعارف الربانية ، واللطائف السندسية ، والأنوار التى تصير الليل فى حكم النهار ، والتجليات التى يكاد سنا برقها يخطف الأبصار .

أحد الشيوخ الذى انتفع الناس ببركاته ، وصالح دعواته ، ودخلوا فى خلواته ، وعلت بركاته على ما سواها ،

وغمرت الخلائق وعمت ، وتقدمت كرامات الصوفية ، إليه فتقدمتها كراماته

وكان رضى الله عنه مشارفا للديوان ، ثم تجرد وصحب الأستاذ عبد الراوق دفين الإسكندرية ، ومن أجل أصحاب سييدى أبى مدين المغربى ن وله كلام عال فى طريق القوم ، ومناقبه وكرامته مشهودة ، فمن كراماته رضى الله عنه ما حكاه أبو زكريا قال : دخلت على الأستاذ فوجدته يتكلم ، وما عنده أحد ، فسألته عن ذلك ، فقال لى : إن أحد الجن المؤمنين كان عندى .

ومنها ك أن شخصا أنكر عليه وكان من الأمراء المشهورين ، فقال له : تنكر على الفقراء ، وأنت رقاص عند فلان ، فما مات ذلك الرجل حتى صار رقاصا ، لسؤ أدبه واعتقاده .
وكان قدس الله سره يقول : من رأيتموه يطلب الطريق فدلوه علينا ، فإن كان


صادقا فعلينا وصوله ، وإن كان غافلا طردناه وأبعدناه ، لئلا يتلف علينا المريدين ، فإنه ما يصل إلى المحبوب من هو بغيره محجوب .

وله كرامات غير ما ذكر ، وقد صنف فيها بعضهم ما يشفى الغليل ويبرئ العليل .

توفى رحمه الله ونفع به فى شهر رجب سنة 642هـ وقره بالأقصر يزار ، تحط عن زائريه الأوزار ، وتشد إليه الرحال من عموم الأقطار .

سيدى نجم الدين أحمد كان رحمه الله من المشهورين بالكرامات والمكاشفات وهو الذى بنى الضريح الذى على أبيه ، توفى رضى الله عنه سنة 685 ، ودفن مع والده عبد الحميد الأقصرى دفين قمن العروس ، كان رضى الله عنه من المشايخ الواصلين ، وكانت دابته التى يركبها تقبل يديه صباحا ومساء وكان إذا جلس عند شاطئ البحر تجتمع عليه دواب البحر ، والماسيح يحوموا حوله ويتبركون به ، وكان غذا غلب عليه الحال تكلم بكل لسان ، وله مكاشفات وكرامات ، توفى رضى الله عنه بقمن العروس ودفن بمسجده وله مقام يزار وكانت وفاته أواخر القرن السابع

------------------------------------------------------------------------

وفيات الأعيان – ابن خلكان
د.سعاد ماهر ( مساجد مصر )
الطبقات الكبرى للإمام الشعراني
الخطط التوفيقية لعلى مبارك
طبقات الشاذلية لحسن قاسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 22, 2022 11:56 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

بمناسبة الأحتفال بمولد القطب

سيدى مصطفى البكرى الصديقى



الشيخ مصطفى البكرى الصديقى آل الحسينى

شيخ الديار الشامية والمصرية العالم السيد مصطفى البكرى الصديفى آل الحسينى رضى الله تعالى عنه وقبره فىالجهة القبلية من بستان العلماء يتوصل اليه من وسط الصحراء ومن شارع

السلطان أحمد ويقع على يسار المار من شارع السلطان احمد القبلى وتجاه السالك من شارع خوند طولباى وقبره رضى الله عنه من داخل الحومة المذكورة وعلى قبره كتاب عليها ما نصه


هذا مقام القطب اوحد عصره
اصل الحقيقة فرعها المتدانى
هو مصطفى البكرى سبط محمد
ابن الكمال الخلوتى الربانى
لازال يسفى تربه من صيب
هطل يساق برحمة المنان

* * * *
قد قضى نحبه غمام التدانى
وارث الصديق ذو المقام الحقيقى
والمعالى قد نال ارخت
كامل العصر مصطفى الصديقى



وغلىجانب قبر سسيدى مصطفى البكرى من الجهة القبلية تربة الأمير سودون القصروى نائب المحكمة المصرى فى القرن التاسع




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 22, 2022 1:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112



السيـــــــــــــــــــدة عائشة
بمناسبة مولدها
رضى الله تعالى عنها


هى عائشة بنت جعفر الصادق بن محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين بن السيدة فاطمة الزهراءبنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى أخت الامام موسى الكاظم رضى الله عنه - وهى من العابدات القانتات الصالحات فأبوها الامام جعفر الصادق الذى قال فيه الامام ( مالك ) – ما رأت عين ولا سمعـت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من (( جعفر)) فضلا وعلما وعبادة وورعا وقد ولدت رضى الله عنهاعام 122 هـ ويجمع المؤرخون على قدوم السيدة عائشة إلى مصر عام ( 145 هـ) وتوفت بـها فقد جاء فى كتاب تحفة الاحباب للسخاوى أنه رأى قبر السيدة عائشة وقد ثبت عليه لوح رخامى مكتوب عليه هذا قبر السيدة عائشة من أولاد جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين ابن الإمام علــى بن أبى طالب وظل مزار السيدة عائشة حتى القرن السادس الهجرى مزارا بسيطا كما ذكر فى الخطط التوفيقية لعلى مبارك يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبـــة ترتكز على صفين من الاعمدة من المقرنصات –



وجاءت ترجمتها فى كتاب مشاهد الصفا فى المدفونين بمصر من آل المصطفى صلى الله عليه وسلم أنها من العابدات المجاهدات القانتات ويؤثر عنها انها كانت تقــول مـخاطبـة الله عز وجــل (( وعزتك وجلالك لـئن أدخلتنى النار لآخـذن توحيدى بيدى فأطــوف بــه على أهـل النار وأقـول وحدته فـعذبنى.... ))

والمسجد الآن يقع فى الميدان المسمى باسمها وهو الموصل الى المقطم جهة الشمال الساير الى الامام الشافعى والبساتين وحهة اليمين الى السيدة نفيسة والإمام الليثى * ومدينة الفسطاط وقد أعاد بناءه الأمير عبد الرحمن كتخدا وزير الأوقاف فى القرن الثامن الهجرى ويتكون المسجد من مربع يتوسطه صحن مسدس تحيط به الأروقة *ويوجد بالواجهة الغربية بابان بينهما المأذنة وقد كتب على الباب البحرى ما نصه

مسجـــد أمــــــه التقـــى فتــــراه كبدور تهــدى بها الأبــــرار
وعباد الرحمن قد أرخـــــــــــوه تلأ لأ بـجبـــه الأنـــــــــــــــــــوار



وكتب على الباب القبلى ما نصه

بــمقام عائشــة الــمقاصد أرخــت سـل بنت جعفر الوجيه الصـادق



وكتب على باب القبـــــة

لعائشـــــة نـور مـضئ وبـهجــة وقبتها فيهاالــدعأ يـجــاب



وقد تحقق المرحوم أحمد زكى باشا من وجود جـثمانتها الطاهر بالضريح فنادى على رؤوس الأشهاد بقوله (إن المشهد القائم فى جنوب القاهرة لاسم السيدة عائشة النبوية هو حقيقة متشرف بضم جثمانـها الطاهر وفيه مشرق أنوارها ومهبط البركات بسببها ) وقد قامت الدولة بتجديده تجديدا شاملا فنقلت له أحجار مسجـد أولاد عنان والمعروف الأن بمسجد الفتح برمسيس كما نقلت لتها المقصورة النحاسية التى كانت على قبر السيدة زينب رضى الله تعالى عنها

من أقوالها : أخده بالحديث القدسى ( أنا عند ظن عبدى بى ) وأنا معه أينما ذكرنى وتحركت بى شفتاى .

يقول السخاوى فى تحفة الأحباب وبغية الطلاب ص 138

مجاور مدرسة لاجين استادار الأمير قرقماش تربة قديمة على بابها لوح رخام مكتوب فيه هذا قبر السيدة الشريفة عائشة بنت جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام على بن أبى طالب كرم اله تعالى وجهه * توفيت سنة خمس وأربعين ومائتين من الهجرة ومعها فى تربتها وحولها كثير من الصالحين أشهرهم الشيخ إبراهيم الفران

أما على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية ج2 ص 109 يقول

مسجد السيدة عائشة النبوية رضى الله عنها به ضريحها الشريف عليه مقصورة من النحاس الاصفر وعلى الضريح تركيبة عليها تابوت مكسو بالاستبرق ومخشيا بالاصفر والابيض ويعلو ذلك قبة مرتفعة دقيقة الصعنة وصاحبة هذا الضريح تقصد بالزيارة والنذور ويعمل لها حضرة كل أسبوع ومولد كل عام وهذا المسجد عن يسرة من سلك الى القرافة الصغرى الى بوابة حجاج جدده الامير عبد الرحمن كتخدا سنة خمس وسبعين ومائة وألف وشعائره مقامة الى اليوم بنظر الديوان (انتهى )

ويقول على باشا مبارك كذلك فى الجزء الخامس ص 43 من خططه :

جامع السيدة عائشة النبوية رضى الله عنها هذا المسجد خارج ميدان محمد على بقرب قرة ميان عن شمال الذاهب الى القرافة الصغرى من بوابة حجاج فى خط يعرف بها قال الشيخ الصبان ف رسالته فى أهل البيت قد جدد هذا المسجد ووسعه وأعلى منارته وبنى بجانبه حوضا عام النفع سنة خمس وسبعين ومائة وألف حضرة الامير عبد الرحمن كتخدا وهو من المساجد المشهورة المقصودة بالزيارة له ثلاثة أبواب باب تجاه الضريح الشريف مكتوب على وجهه بيت شعر وهو

بمقام عائشة المقاصد أرخت **** سل بنت جعفر الوجيه الصادق
ويلية باب يفتح على المسجد مكتوب على وجهه هذان البيتان
مسجد ألبس التقى فـــــــــــــتراه **** كبدور تهدى به الاسرار
وعباد الرحمن قد أرخــــــــــــــوه **** تتلا لا بحبه الأنـــــــــــــــــوار



والثالث باب للميضأة والمراحيض والساقية والمكتب والضريح الشريف عليه مقصورة من الخشب مرصعة بالصدف والعاج يعلوها قبة عظيمة مكتوب على بابها **

( لعائشة نور مضى * وبهجة *** وقبتها فيها الدعاء يجاب )**



وتجاه القبة بالطرقة التى بينها وبين المسجد قبران مبنيان بالحجر **

ويقول الشعرانى فى الطبقات الكبرى :

قال الشعرانى فى مننه أخبرنى سيدى على الخواص رضى الله عنه أن السيدة عائشة رضى الله عنها ابنة جعفر الصادق فى المسجد الذى له المنارة القصيرة على يسار من يريد الخروج من الرميلة الى باب القرافة ** وهى السيدة عائشة بنت جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين وأخت موشى الكاظم

ويقول المناوى :

كانت السيدة عائشة بنت جعفر الصادق من العابدات الجاهدات وكانت تقول رضى الله عنها وعزتك وجلالك لئن أدخلتنـى النار لآخـــــــــــــذن توحيدى وأطوف به على أهل النار وأقول وحـــــــــــده فعذبنى ** ماتت رضى الله عنهاسنة خمس وأربعين ومائة وكان أبوها جعفر الصادق رضى الله عنه اماما نبيرلا أخذ الحديث عن أبيه وجده لأمه القاسم بن محمد بن ابى بكر الصديق رضى الله عنه وعروة وعطاء ونافع والزهرى ومن كلامه رضى الله عنه لا يتم المعروف الا بثلاث أن تصغره فى عينك وتستره وتعجله وقال لا تأكلوا من يد جاعت ثم شبعت وقال أوحى الله الىالدنيا من خدمنى فاخدميه ومن لم يخدمنى فاستخدميه وقال كف عن محارم الله وامتثل أوامره تكن عابدا وارض بما قسم لك تكن مسلما واصحب الناس على ما تحب أن يصحبوك عليه تكن مؤمنا ولا تصحب الفاجر فيعمان من فجوره وشاور فى أمرك الذين يخشون الله وقال من أراد عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل المعصية الى عز الطاعة وقال من يصحب صاحب السوء لا يسلم ومن يدخل مدخل السوء يتهم ومن لا يملك لسانه يندم وقال حكمة تحريم الربا ان لا يتمانع الناس المعروف مات رضىالله عنه مسموما سنة ثمان وأربعين ومائة ( انتهى )

أما فى مساجد مصر واولياؤها الصالحون للدكتورة سعاد ماهر ج 1 ص 107


تقول : السيدة عائشة هى بنت جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام على زين العابدين ابن الإمام الحسين بن الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنهم وكرم الله وجهه * وهى أخت الإمام موسى الكاظم رضى الله عنهما * لقد كانت كما جاءت ترجمتها فى كتاب مشاهد الصفا فى المدفونين بمصر من آل المصطفى من العابدات المجاهدات * ويؤثر عنها أنها كانت تقول مخاطبة الله جل جلاله ( وعزتك وجلالك لئن أدخلتنى النار لآخذن توحيدى بيدى فأطوف به على أهل النار وأقول : وحدته فعذبنى ) وقد توفيت إلى رحمة الله تعالى سنة 145هـ ويجمع المؤرخون ممن تناولوا سيررة أهل البيت بالبحث والدراسة على أن السيدة عائشة رضوان الله عليها ، شرفت مصر وتوفيت بها سنة 145هـ فقد جء فىكتاب تحفة لاحباب للسخاوى ص 119 أنه رأى قبر السيدة عائشة وقد ثبت عليه لوح رخامى مكتوب عليه ( هذا قبر السيدة الشريفة عائشة من أولاد جفعر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام على زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه توفيت سنة 145هـ وظل قبر السيدة عائشة حتى القرن السادس الهجرى مزارا بسيطان يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبة ترتكزعلى حطتين ( صفين ) من المقرنصات * أما فى اعصر الأيوبى فقد أنشىء بجوار القبة مدرسة وذلك أنه عندما أحاط صلاح الدين الأيوبى عواصم مصر الإسلامية الأربع * الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة بسور واحد حتى يحصن البلاد من هجمات الصلبيين ففصل هذا السور قبة السيدة عائشة عن باقى القرافة فرأى صلاح الدين الأيوبى أن يقيم بجانب القبة مدرسة كما أنه فتح فى السور بابا سماه باب السيدة عائشة وهو المعروف بباب القرافة ( انتهى )

والآن فى العصر الحديث عام 2012 م المسجد يقع فى ميدان السيدة عائشة الميدان الذى سمى بأسمها رضى الله تعالى عنها وهو يطل على الطريق المؤدى إلى من جهى اليمين إلى عين الصيرة وفم الخليج والإمام الليث بن سعد والطرق المقابل للمقام يشرف على طريق الموءدى إلى مسجد الإمام الشافعى رضى الله عنه ومنطقة البساتين والطريق على اليسار مؤدى إلى المقطم ومنطقة الأباجية * والمسجد ( الصحن عبارة عن مسدس يعلوه قبة عظيمة وملحق به دار مناسبات ودورة مياة أم المقام المواجه للميدان عليه مقصورة من النحاس الأصفر وداخله قبة جليلة بها تابوت من الخشب على القبر مغطاه من القماس الأخضر كتب عليه هذا مقام السيدة عائشة رضى الله عنها مثلما هو موضح بالصور وملحق بالضريح مصلى للسيدات

فى الكواكب الدرية

كانت من العابدات المجاهدات القانتات الشاكرات

ومن كلماتها الفائقات ما كانت تقول

وعزتك وجلالك لئن أدخلتنى النار لآخذن توحيدى بيدى ، وأدور به على أهل النار وأقول : وحدته فعذبنى * ماتت سنة خمس وأربعين ومئة




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 02, 2022 5:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

بمناسبة مولد سيدى العارف بالله

بسوهاج




العارف بالله بمدينة سوهاج
بسم الله الرحمن الرحيم

ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

صدق الله العظيم
قال عنه الجبرتى : إنه كان للعارف رزقه من مرصده ستمائة فدان يزرعها ، ثم أنقصت الى مائة فدان فى عهد محمد على باشا عزيز مصر ، وكان ينفق منها على الفقراء والمستحقين كأهل العلم والمتعلمين ونحوهم وكان مشهور كأسلافه فى تلك الناحية وغيرها ومنزله محط الرجال الوافدين والقاصدين من الأكابر والأصاغر



وجامع العارف بالله بسوهاج أمام محطة القطار وهو فى غرفة منعزلة عن المسجد ويرجع تاريخ بناء الجامع الى القرن الثامن الهجرى وبه مكتب لتحفيظ القرآن الكريم ويحتفل بمولده كل عام ( من 21 شوالى إلى 5 1ى القعدة ) ( هذا ما عثرت عليه فى المسجد فى لأفته معلقه بجدار الضريح )

ومن أشهر المساجد جامع سيدى جلال ويقع بمنطقة القيسارية بمدينة جرجا وهو جامع سيدى محمد الملقب بجلال وكان أصله زاوية للشيخ جلال المذكور ومدافن الفاضل الشيخ "دباح الشهير" ثم بعد ذلك حكر الشيخ عبد الجواد الصغير أرضا بلصق الجامع من وقف الامير" على بك " ليبنى جامعا وكان ذلك فى سنة 1189هجرية 1775ميلادية وهو من المساجد ذات الأعمدة الخشبية ويغطيه شخشيخة خشبية أعلى الساحة الوسطى ويشبه فى ذلك مسجد الصينى وللمسجد مأذنة لطيفة بالركن الشمالى الشرقى من المسجد.

ومن أشهر المساجد أيضا مسجد سيدى جلال الدين اأبو القاسم بطهطا ويقع هذا المسجد بمدينة طهطا بالقرب من منطقة القيسارية وقد انشأه الشيخ جلال الدين أبو القاسم ابن عبد العزيز بن رافع الذى ينتمى فى نسبه إلى الامام الحسين رضى الله عنهما وذلك سنة 680 هجرية وقد تم تجديده فى فترة حكم شيخ العرب همام وكذلك اهتم به السيد عبد اللطيف باشا سنة 1273 هجرية وهو مساحة مستطيلة مقسمة إلى قسمين الأول بيت الصلاة وهو عبارة عن أربعة أروقة تحيط بصحن مغطى بشخشيخة بالمنتصف وكذلك يوجد بالسقف ملاقف هواء لتهوية المسجد والقسم الثانى من المسجد مكشوف يوجد به ملحقات المسجد وبه مأذنة من أعلى المآذن الموجودة فى المساجد الأثرية بسوهاج.

يقول حسن قاسم فى التراجم : هو الشيخ أبو النجا السوهاجى الملقب بالعارف من شيوخ القرن العاشر الهجرى صحب الشيخ احمد المنياوى المغربى الاصل المتوفى بدمياط فى ربيع الأول سنة 946 هـ ذكره الشعرانى فى الطبقات الصغرى وبهذا المسجد يرقد المرحوم المجاهد مراد بك محمد الذى حارب جيوش الحملة الفرنسية وانتصر عليهم ثم غدر به



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 19, 2022 6:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112


بمناسبة مولد سيدى أحمد البدوى

رضى الله تعالى عنه

يوم الخميس 20/ 10 / 2022



يقول سيدى حسن قاسم





ما ذكره النسابة حسن قاسم

بيان للناس عن حفيفة السيد البدوى لحسن قاسم بيان للناس عن حفيفة السيد البدوى لحسن قاسم



تحت هذا العنوان كتب الشريف النسابة حسن محمد قاسم محرر التاريخ بمجلة هدى الإسلام فى 24-6-1935م


وعالم السنة فى عصرة كما وصفه علماء المغرب الأقصى وصاحب موسوعة أخبار الزينبيات رحمه الله وووسع قبره وجعله الله فى مقعد صدق عند مليك مقتدر ومتعنا الله بأنفاسه الطاهرة وحشرنا وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يا رب العالمين فقد أفاض علينا تحت هذا العنوان بقكره النير الواسع مقالا جليل ذكر فيه مولده وسبب نزوله مصر وكل ما يتعلق به مناحى ومولده وحياته

أولا :

هو أبو الفتيان الملثم الشريف العلوى ابن على بن إبراهيم بن محمد بن أى بكر بن إسماعيل بن عمر إبن على بن عثمان بن حسين بن محمد بن يحيى بن عيسى بن على الهادى بن محمد الجواد بن حسن العسكرى بن جعفر بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم بن الإمام على بن أبى طالب بن عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يلتقى معه صلى الله عليه وسلم فى جده الأقرب عبد المطلب بن هاشم

نسب كأن عليه من شمس الضحـى
نورا ومن فلق الصبـــــاح عمـــــــودا



ثانيا

إن السيد أحمد البدوى قد تساءل الكثير من الناس ، ودأبوا على الوقوف على قبس ممن حقيقة آثاره ، فلم يهتدوا إلى كبير فائدة ،ونحن نقرهم على هذا ، وذلك لأسباب منها :

أن المصادر التى أستعرضت لنا تراث هذا الولى الصالح قد يكون فيه من المغالطة والمغالاة فى كثير من الحقائق مالا يستهان به ، فهى تكاد تكون غير موثوق بها أو شبه ذلك وكنت منذ عهد قريب لا أعرف عنه إلا ما هو مدون فى تلك المصادر وقد كان فى نفسى منها شئ بل اشياء ، فلما دفعنى التشوق إلى كشف تلك الحقيققة المجهولة وفقت إلى تناول مصادر قد يكون بعضها ثابتا وبعضها غير ثابت ، فألقيت فى الثابت منها ما حفزنى لأن أنبذ غيره ، وأحمل للسائلين بعضى ما وصل إليه علمى فى هذه العجالة

فى مكة أم القرى بلد الله الحرام ، وفى حى من أحيائها يدعى زقاق درب الحجر ( كان حى معروف بهذا الإسم ، وقى موضع منه كانت دار أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد وفيه ولدت ابنة سيد الوجود مولاتنا فاطمة الزهراء رضى الله تعالى عنهم جميعا ) فكانت تسكن أسرة عريقة فى النسب ، انحدرت من نسل الإمام أبى عبد الله الحسين عليه السلام من أشراف الحجاز وكانت تعيش فى رفة من العيش ، ثم غالب أفرادها بسمات التقديس والبركة ، ففى عام 596هـ (1199م) زيد لعميد

هذه الأسرة المدعو السيد على بن إبراهيم الشريف طفل فسماه أحمد وأمه من أكابر الناس وأهل الحسب فاطمة بنت محمد بن أحمد بن عبد الله بن مدين بن شعيب أم السيد ، فنشأ فى أحضان أبويهاللذين اعتنيا به عناية كبرى لتفرسهما فيه ضروبا من النجابة والذكاء ، فبعد أن شب أدخله أبويه المكتب لتحفيظ القرآن وتعليمه العربية ، فنال منهما سهما موفورا حتى إذا أهل لما هو أكبر من ذلك اخذه والده وأدخله الحرم المكى ، فكان يرتاد لسماع ما يلقى فيه من الدروس ، وقد شغف بعلم الفقه على مذهب الشافعى فعانى طلبه حتى حصل منه على ثروة مكنته من القيام بأعباء وظيفة العبودية الحقة بمعناها ، وكان يعنى بمذاكرة كتاب ( التنبيه للشيرازى ) ولما بلغ العقد الرابع من عمره نزعت نفسه إلى زيارة علماء العراق وأوليائها ، فخرجمن مكة هو وأخوه السيد حسن فى عام 634هـ فزار كلاهما المواضع المقدسة ، وقد كان لهذه الزيارة أثر كبير فى نفس السيد أحمد ، فتاقت نفسه إلى الانحباس عن الناس والبعد عن الدنيا والزهد فيها والترغيب عنها ، والا كتفاء بالانقطاع إلى عبادة الله تعالى فطلب من أخيه السيد حسن السفر إلى مصر فحاول أن يمنعه عن السفر إلا إلى مكة موطن أبائه فلم يفلح ، فقدماها فى عهد الظاهر بيبرس البندقدارى فى أواخر ذى القعدة ، ونزل بمدرسة محمود ين الترجمان برحبة باب العيد ( جامع مرزوق اليمانى بالجمالية بالقاهرة ) ثم ما لبث أن سافر إلى طندتا ( وهى الآن مدينة طنطا وكانت قبل الإسلام أسقفية ذات مركز سام يحكمها أسقف خارج عن سلطة البطريركية وكانت فى صدر الإسلام كحكمدارية لمدينة الغربية ، بها دار الحاكم العام وعساكره ، وكانت آهلة بالسكان وبها عدة أسواق وجوامع أشهرها جامع البوصة ثم جامع المرزوقى حفيد السيد مرزوق الحسنى دفين كفافة بالحجاز ) وبعد أن سافر إلى طنطا أفضى السيد أحمد إلى أخيه رغبته فى السكنى بتلك القرية فرغبه عنها ولما لم يفلح تركه وقفل راجعا إلى مكة أعزها الله فنزل السيد أحمد فى بادئ أمره بالجامع العمرى ( وكان يعرف فى ذلك العهد بجامع البوصة أنشئ فى صدر الإسلام ثم جدد أيام عبد الملك بن مروان بأمر عامله على مصر ، وهو الآن يعرف بجامع البهى إذ دفن فيه العالم الكبير السيد محمد البهى المرشدى العمرى الشيرازى الآصل فى سنة 1253هـ)

ثم أستنزله شيخ القرية بداره فلم يختر إلا سطحها ن فأقم بها منعزلا معتكفا بعيد عن الناس ، وقد كان لهذا أثر كبير فى نفسه إلى جانب ما يأثرت به من تلك الزيارة ، فتهذبت نفسه تهذيبا سرى من عوالم حسه الى عوالم معناه ، فأخذ فى مجراه حتى أخذ عنها تماما ، وقد صفت روحه وتجلت بكل ضروب الفضائل : بل حتى تلونت حياته بآخرألوانها وأروعها وقد صور مارجموه تلك الحياة بصور شتى ، منها أنه كان يرفع عينيه صوب الشمس حتى تحمر احمرارا قد يفضى بها الى لرمد أحيانا – وكان تارة يطيل صمته ، وتارة يتصل صراخه ، وربما كان يقضى الكثير من أيامه طاويا ، ولما كان قد اعتاد المكث فوق سطح الدار التى بها ، كان كثير ممن شغفوا به يرتادون ذلك السطح ، فيلازمون المكث به ليل ونهار ، فعدوا من اصحابه وسموا بالسطوحية ، ولكثير منهم أضرحة يزار بعضها فى مصر وقراها ، وقد عنى الشعرانى فى طبقاته الوسطى ، وتبعه المناوى فى الطبقات بتراجم الكثير منهم ، وما برح أمره كذلك حتى التحق به كثير من الناس ، وكان من بينهم فتى راسخ النسب من قرية تدعى ( جمجمون ) مركز دسوق ، قد انحدر من أسرة أنصارية يدعى ( عبد العال أو عبد المتعال ) ابن محمد شمس الدين ، فلازمة ملازمة المملوك لمالكه ، وقد شعر بأنه التجأ إلى ملجأ حصين ، وتدرع بدرع قوى متين ، فما برح فى خدمته طيلة حياته ، وبعد أن قضى نحبه واختاره الله للقائه فى 12 ربيع الأول سنة 675 هـ ( 24 أغسطس سنة 1276م ) دفنه فى زاوية كان قد قد اقامها له ( كخلوة ) ونقله من السطح اليها ، وظل على عهدة الأول لمدة ثلاثين عاما أو نحوها – قام فى خلالها بإنشأ طريقة سماها الطريقة الأحمدية نسبة لشيخه ، ونصب نفسه خليفة طيلة حياته ، وبعد وفاته توارث الخلافة بنوه إلى وقتنا هذا ، والف صلوات واحزابا تلقاها فيما يقال عن شيخه تلقيا روحيا ن وقد شرحها غير واحد ( كالسيد عبد الرحمن (العيدروس ) دفين المشهد الزينبى بالقاهرة ، وحسن الشهدى ، ومحمد بن أحمد البهى المرشدى العمرى الشيرازى الأصل دفين جامع البوصة ( بطنديا ) وغيرهم *وبعد هذا العهد تكونت الطريقة الأحمدية ، ورغب فيها من أثرت فيه دعوة القائمين بها حتى راج أمرها وامتد نفوذها وكثرت سعابها وساعدها على ذلك الامتداد والنفوذ مكانة من تنسب اليه عند الناس واحتفاؤهم بموالده الثلاث التى يقيمونها له فى كل عام – وقد كانت هذه الموالد فى بادئ أمرها قاصرة على المولد الكبيرر من عهد عبد العال ، فأضيف اليه ((المولد الرجبى )) من مخترعات الشيخ خليل بن أحمد الرجبى الشاذلى أحد المذكورين على هذه الطريقة ومولد آخر اخترعه الشيخ محمد حسن الشرنبلالى الأحمدى مؤلف ( الدرر الحسان فى نسب أبى الفتيان ) هذه كلمة إجمالية عن السيد أحمد البدوى ذلكم الرجل الصالح والولى المشهور رضى الله عنه ، وقد نتلمس منها حقائق ثابتة عن جياة السيد أحمد البدوى ، أما ما شاع وذاع وملأ البقاع والأصقاع من تلك الأساطير التى أملتها عوالم الخيال على من تأثرت أرواحهم بذلك التأثير الموهوم ، الأمر الذى قد يكون منفذا لأن يقال فيه مالا يليق بمكانته وبروزه فى مناحى متعددة من العلم والمعرفة

أما إنها وايم الحق لأوهام لا طائل تحتها ، لا تقرها الحقائق الثابتة ، ولا تستسيغها العقول بينما قرائن الأحوال قد دحضتها *

وقد بقيت لنا كلمة قد تلقى قبسا من نور الحقيقة الناصعة على حياة ذلكم الولى الكبير – وقد يكون لها من الأهمية مكان تمس الحاجة اليه – وهذا كلمة جامعة عن حقيقة ( السيد أحمد البدوى ) المدفون بطندتا رضى الله تعالى عنه ، وبقى لنا أن نذكر هنا أمورا قد تكون لها من الأهمية مكانة عظمى

أولا :

ما يذكر عنه من أنه ولد بزقاق الحجر بطالعة فاس ،وأن أجداده انتقلوا اليها من مكة فى القرن الأول الهجرى فى أيام الحجاج بن يوسف الثقفى ، واستوطنوها إلى أن خرج آباؤه منها إلى العراق ، ثم إلى مصر ، فإنه لا يصح الإقرار عليه بحال من الأحوال ، ويكفى الباحث الرجوع إلى تواريخ المغرب التى الفت فى كل عصر من عصوره * كجذوة الاقتباس فيمن حل من العلماء والغرباء بفاس ، وسلوه الأنفاس فيمن قبر من العلماء والصلحاء بفاس ، والإشراف على من بفاس من الأشراف وأنساب القادرى والفضيلى ، إلى تواريخ مدينة فاس التى بنيت فى أواخر القرن الثانى الهجرى وبانيها هو المولى ادريس الأزهرالمتوفى بها فى سنة 213هـ ومن الغريب أننا نجد فى الأمة المغربية من العناية بالواريخ والأنساب ما لا نجده فى أية أمة أخرى فقد بلغت عنايتهم بكل ما يتعلق بشئون بلادهم على اختلاف مناحيها مبلغا عظيما ولقد وصل إلى أيدينا عدة تواليف عنى مؤلفوها بحصر جميع بيوتات المغرب على تعدد طوائفها وتشعبها : فالعباسيون السلميون والأنصار والفهريون وغيرهم من البطون القرشية التى دخلت المغرب فى عهد عقبة بن نافع وموسى بن نصير ، والتى استدخلها عمر بن عبد العزيز لتعميم نشر الثقافة الإسلامية فى ربوع المغرب ، وأفردت لها تواليف تجل عن الحصر وقد عنى الفضيل بذكر أشهر تلك البيوت فى آخر الدرر البهية ، كما عنى صديقنا الفاضل السيد عبد الحفيظ الفاسى به كذلك ، ولقد أغنانا عن الرجوع إلى ما ألف فى هذا المعنى فى مؤلفه أشهر مشاهير عائلات المغرب بل قد نجد فى كثير من تواريخ المغرب تحقيقات دقيقة ثابتة يمن دخل المغرب من الأشراف : كالشرفاء العراقيين بنى نفيس والشرفاء العلوية ملوك المغرب والقادرية وغسرهم من تلك البيتوت الرفيعة التى دخل سلفها لحاجة فى نفس يعقوب ، وكان من أمرهم ما كان فاذا تبين ذلك فبأى وجه نطيق ما جاء فى تلك المصارد على ما جاء فيما كتب عن السيد أحمد البدوى فى تلك المؤلفات المتناولة كالجواهر مؤلف الشيخ عبد الصمد ذلك الرجل الذى نجهل حقيقته تماما *

ثانيا :

ينسب على السيد أحمد البدوى مؤلف فى فقه الشافعية وهو عبارة عن شرح لمنن أبى شجاع طبع فى مصر فى جزءين بهذه النسبة بالمطبعة الحجرية ، ويوجد منه نسخة خطية بمكتبة صديقنا الأستاذ الشيخ زكى البنهاوى يقول : إنها مؤرخة فى سنة 639هـ أى فى القرن الذى كان يعيش فيه البدوى فى مدينة طنديا على سطح الدار بالحالة التى شخصناها آنفا * والذى يمكننا أن نقوله فى هذا المؤلف أنه لتقى الدين أبى بكر محمد بن عبد المؤمن بن حريز الحصنى الحسينى الدمشقى المتوفى سنة 829هـ

-ويؤيد مقابلة الأستاذ له بالنسخة الخطية والذى لا نشك فيه إما أن يكون التاريخ خطأ أو يكون مؤلف آخر مسبوق على كفاية الأخبار وتحدثنا المصادر أن مفتى مصر وشيخ شافعيتها فى القرن السابع الهجرى عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمى المقدسى الملقب بسلطان العلماء له مؤلف فى فقه الشافعية سماه غاية الاختصار أو الغاية فى اختصار النهاية 0 اختصر فيه المؤلف الموسوم النهاية لإمام الحرمين الجوينى – وقد يتمكن الباحث من الرجوع إلى هذا المؤلف بمعارضة نسخة دار الكتب المخطوطة بخط مؤلفها المذكور فى خمسة مجلدات ويوجد منها الحزء الأول من نسخة أخرى ، واستخلاصا لا يمكننا بحال من الأحوال أن نقر ما ينسب الى السد أحمد البدوى من التواليف وقد علمنا من المصادر الصحيحة أن الأحزاب والصلوات الحمدية ليست له بل هى من إنشاء خليفته عبد العال وقد لا يستغرب ذلك ، فهذا حجة الإسلام الغزالى قد ضاقت الأرض ذرعا بما نسب اليه من المؤلفات وهذا أبو العباس أحمد بن عمر الأنصارى المرسى قد عد هو وشيخه الشاذلى فى مصاف المؤلفين ، وعندى لهما مخطوطان : الأول فى مناسك الحج والثانى فى التصوف وهل التواريخ الثابتة أو غيرها نقلت لنا صورا صحيحة عن ذلك ، الجواب لا ، كما ينسب مثل ذلك للسيد إبراهيم الدسوقى وللشيخ الأكبر محى الدين وللعز بن عبد السلام ولنظائرهم كثير*

ثالثا :

ما يبلغنا عن بعض شيوخ المؤرخين من أن السيد أحمد البدوى لا حقييقة لوجوده الخ ما يزعمون فتلك مجازفة لا يمكن أن يقام عليها دليل *

ذلك لأن الكثير من علماء الأمة وشيوخ المؤرخين فى كل عصر قد تصدوا لاستقصاء آثار السيد أحمد البدوى قدماء ومحدثين ، كتقى الدين احمد بن عبد القادر المقريزى كبير طبوغرافى مصر وشيخ مؤرخيها فى عصره ترجمة فى تاريخه المقفى ودرر العقود الفريدة والشيخ عبد العزيز بن احمد الديرينى ذكره فى بعض تواليفه والشيخ سراج الدين ابن الملثن فى طبقات الصوفية والمحب الطبرى شيخ الشافعية بمكة أعزها الله فى شكف النقاب والشيخ جمال الدين الموصلى فى الأرشاد والتعليم فى بيان الاعتقاد والتسليم والشيخ زيم العابدين فى طبقات الصوفية والشيخ ابو السعود الواسطى فى جلاء الصدا وسراج الدين موسى بن عبد الله الحنبلى فى فتاويه والشيخ محمد الحنفى فى طبقات الصوفية وابن دقيق العيد فى معجم شيوخه والشعرانى فى طبقاته الكبرى والوسطى والمناوى فى الكواكب الدرية وإرغام أولياء الشيطان بمناقب أولياء الرحمن ومحمد بن حسن الصوفى المدعو بابن العجيمى فى خبايا الزوايا والحافظ السخاوى فى طبقات الصوفية والصيادى فى قلادة النحر وسلاسل القوم والروض البشام والمخزومى * فى صحاح الأخبار وحسن بن حسين القادرى فى منة الوهاب واحمد الشناوى فى الفيوضات الربانية والسيد مرتضى فى العقد المكلل ومشجر بنى الحسين وابن عقيلة المكى فى عقد الجواهر والعدوى فى مشارق ا\لانوار والنفحات الشاذلية وسيد مؤمن فى نور الأبصار ومحمد حسن ظافر فى التحفة العلية وعبد القادر بن على الفاسى فى فهرسته واحمد بن يوسف الفاسى فى أسانيد طرق الصوفية واحمد القشاشى فى سمط المجيد والصلاح خليل بن أبيك الصفدى فى الوافى وشهاب الدين الرملى فى الفتاوى الدمرداشية والحافظ السيوطى فى حسن المحاضرة وصالح الخلواتى فى مناقب أولياء مصر واسماعيل الحميرى اليمنى فى أنسابه ويوسف بن اسماعيل النبهانى فى جامع الكرامات وعلى باشا مبارك فى الخطط وأمين فكرى فى جغرافية مصر *

وأفراده بالترجمة : الحافظ احمد بن حجر العسقلانى واحمد بن محمد المقدسى ونور الدين على الحلبى مؤلف السيرة الحلبية والحافظ جلال الدين السيوطى ومحمد بن الحسن الشرنبلالى ويونس بن عبد الله الصوفى المدعو أزيك ومحمد بن عبدالله بن بطالة الفيشى وعبد الصمد بن عبدالله الأحمدى وحسن رشيد المشهدى الخفاجى والإمام سراج الدين البلقينى واحمد بن عثمان الشرنوبى ومحمد بن حسن العجلونى وعبد القادر الدنوشرى وشهاب الدين احمد العلقمى ومحمد شمس الدين البكرى وعبد الرحمن بن مصطفى العيدروس والمستشرق ك فولرز وغالب هذه المصادر منها المخطوط والكمطبوع محفوظ بالكتبخانة المصرية وبعض مكتبات مصر والمغرب والشام الخصوزصية ومكتبات برلين وجوتا وباريس والمتحف البريطانى وحيث ذكرنا ذلك فلنختم بحثنا هذا بكلمتين

- الأولى عن نسبه والثانية كلمة أوجهها إلى مشايخ طرق هذا العصر الذين كثر عددهم واربى على العد

- أما نسبه فهو ينتسب إلى الإمام أبى عبد الله الحسين عليه السلام وقد يعد نسبه فى مصاف الأنساب التى لاقت نجاحا كبيرا غير إن هناك شيئا بل أشياء يجدر بنا ان نشير إليها

- أما كلمتى إلى مشايخ طرق هذا العصر فها أنذا أقولها بعد أناة وأختبار – كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدون فى العمل الصالح ما استطاعوا ويزهدون فى الدنيا زهدا من لا يتناول منها إلا حلالا طيبا وزهد من لا تلهيه تجارة ولا بيع عن ذكر الله وزهد من يعاف أن تكون يده هى السلفى ويد غيره هى العليا وهم فى هذه السبيل يتسابقون ويتفاضلون وحسبك ما فى سيرهم من عظات وعبر تستضيئ الأمة بنورها هكذا كانت أعمالا مشروعة خالصة واقوالهم أقوالا رشيدة واضحة فسادوا بذلك على العالم علما وسياسة وأدبا فهل نحن الآن على ضوء هديهم ؟

- ليست هذه الغاية بعيدة المنال وما بيننا وبينها إلا أن نحسن العمل ونخلص الضمائر ونحاسب أنفسنا وتقلب أنظارنا فى كل ناحية من مزاحى حياة أسلافنا نبتغى بذلك الإصلاح والتقويم يقوقون فى المثل السائر الطبع سراق فاذا نحن لم ندرأ هذا الخطر المحدق بنا من جراء عدم انتباهنا ، لرأينا الدهر باسطا علينا كلكلة كالحجارة أو أشد قسوة ويعلم كل فرد أن الدين الإسلامى دين ما جاء إلا لينظم شؤون الحياة ويرشد إلى سبيل السعادة وهو الدين الذى عنى بتصفية النفوس وقد رسم للعمل فى هذا السبيل خططا من انحراف عنها أو تجاوز حدها كان على شفا حفرة أو أقرب

- ومن أهم الخطط التى رسمها لنا الإسلام ( التفقه فى الدين الإسلامى ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسللم يقول ( من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين )

- هذا بيان للناس نقل من مقال النسابة حسن قاسم عالم السنة فى عصره ونلاحظ أن هذا المقال القيم يصلح لهذا الزمن نظرا لما رأيتة على ( النت ) من سباب ومن تلفيق وطعن فى وتشويه لصورة السيد أحمد البدوى رضة الله تعالى عنه فلا يسعنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل ما يشوه صورة الأولياء والصالحين وأنظر إلى نسبه الشريف وقل هذا بيان للناس رضى الله تعالى عنه وعن أصحابه وقد قمت يوم أمس بزيارة لمسجده وبعد قرأة الفاتحة وصليت ركعتى تحية المسجد تقابلت مع علمائه وبسؤال الشيخ كمال غازى شيخ المسجد الأحمدى على ما نسب إلى الحجر المذعوم بأنه قدم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأننى قرأت ما قرأت فى كتاب الآثار النبوية لآحمد باشا تيمور وغيرهم من الكتاب الأجلاء الذين أنكروا وجود طبع القدم الشريف قال : إن هذا الحجر قدم من إسطنبول وإنه آثر متداول أتى مع شعرة من زقن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسللم وتداول هذا الآثر حتى يومنا هذا وقد قمت بزيارة الحجرة النبوية وحملت الصنوق الزجاجى وبه شعرة من الذقن الشريفة صلى الله عليه وسلم كما رأيت سبحة وبها تسعمائة وتسعة وستعون حبة طولها عشرة أمتار ومدوع عليها أسماء الله الحسنى والعصا الخاصة به ومشطرين صغيرين من العاج والعمامة مصنوعة من الخوص الأحمر مكساة باللون الأبييض والعبائة الشتوية ووزنها عشرون كيلو جرام وبعدها قمت بزيارة سيدى محمد البهى وقد أديت ركعتى تحية المسجد ثم توجهت إلى مسجد سيدى سالم المغربى ثم الرحلة وكانت الزيارة الخامسة لهذه المدينة العظيمة التى تضم الأولياء والصالحين رحم الله العارف بالله الذى قابل سيدنا أحمد الرفاعى شيخ الأولياء حفيد وعلم إنه عندما ذهب إلى الحجرة النبوية طلب إن يقبل يده الشريفة فمد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبلها الإمام الرفاعى

-قصة الحجر ( قدم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)
- على باشا مبارك ( الخطط التوفيقة )



هو فى ركن من أركان القبة المقامة على ضريح السيد أحمد البدوى رضى الله عنه بطندتا المعروفةى عنه العامة بطنطا ولم أقف فيه إلا على ماذكره الشيخ عبد الصمد فى الجواهر السنية فى النسبة والكرمات الأحمدية من أنه حجر أسود مثبت فى ركن القبة تجاه وجه الداخل من الجهة اليمنى ومنه موضع غوص قدمين شاع بين الناس وذاع واستفاض وملأ البقاع والأسماع أنه أثر قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من زار الأستاذ يتبرك به ولم يتعرض لذكر واضعه وتاريخ وضعه بهذا المكان
.
- حديث أحمد باشا تيمور

علق العلامة المحقق المغفور له أحمد باشا تيمور فى كتابه الآثار النبوية والصادر عام 1951م ص 49

المعروف الآن من هذه الأحجار سبعة : أربعة منهم بمصر وواحد بقبة الصخرة ببيت المقدس وواحد بالقستنطينية وواحد بالطائف وهى حجارة سوداء إلى الزرقة فى الغالب عليها آثار أقدام متباينة فى الصورة والقدم لا يشبه الواحد منها الآخر وقد ألف العلامة أحمد ابن محمد الوفائى الشافعى المعروف بابن العجمى المتوفى سنة 1086 رسالة سماها ( تنزيه المصطفى المختار عما لم يثبت من الأخبار ) بين فيها عدم صحة هذه الأحجار وأن لا سند لها لما ورد فيها – ونقل عنن الإمام ابن تيمية أنها من أختراع الجهال

- العلامة عبد الغنى النابلسى

فى الحقيقة والمجاز ، فى رحلة الشام ومصر والحجاز وهى فى وصف رحلته إلى هذه البقاع السثلاث فى أوائل القرن السثانى عشر وقد زاره باعتقاد وحسن نية ، كما فعل بحجر قايتباى وكانت زيارته له بعد زيارته لمقياس النيل بالروضة فقال عنه ما نصه ( ثم قمنا من ذلك المكان وركبنا وسرنا مع الجماعة بالسرور والأمان إلى أن وصلنا إلى المسجد الذى فيه قدم النبى صلى الله عليه وسلم ، فدخلنا إليه وصلينا صلاة الظهر بالجماعة ، ورأينا ذلك المسجد فدخلنا إلى قشبة لطيفة وبها بهجة وسرور والهيبة مطيئة وهناك آثر قدم النبى صشلى الله عليه وسلم فى حجرة شريف مرتفع فى طاق عال مثبت فى الحائط القبلى وعليه ماء وورد والستر المسبول وأنواع القبولوقد عقدت على ذلك انلمكان قبة سامية البناء ، جالبة الهناء ، فتبركنا به وحصل لنا كمال الصفاء ، وغاية السوق والوفاء ثم أنشد فيه

طه الرسول به الفــــــــؤاد مـــــ أكرم ممشاه المؤثر فى الحجــــــر
إن فات عينى أن تراه فإنهـــــــا قنعت هناك بما تراه من الآثر


وأنشد فيه أيضا قوله

قدم النبى متبركين بنوره الفيـــــــاض
تعلو عليه من الجـــــلالة ق أنوارها كالبرق فى الإيماض
وعليه أسرار المهابة و يهدى القلوب لذكر عهـــــد مضى
حصلت به كل السعادة والمـــــــن للزائرين وسائر الأغـــــــــراض
أثر شريف قـــد بدا فى حجـــــرة من مسها يشفـــى من الأمراض



وفى شذرات الذهب لأبن العماد فى وفيات 675

فى هذه السنة توفى السيد الجليل الشيخ أحمد بن على ( بن إبراهيم ) بن محمد بن أبى بكر البدوى الشريف الحسيب النسيب ، قال الشيخ عبد الرؤف المناوى فى طبقاته أصله من بنى برى قبيلة من عرب الشام ، ثم سكن والده المغرب فولد له صاحب الترجمة بفاس سنة ستى وتسعين وخمسمائة ونشأ بها ، وحفظ القرآن ، وقرأ شيئا من فقه الشافعى وحج أبوه به وبإخوته سنة ست وستمائة ، وأقاموا بمكة ومات ابوه سنة سبع وعشرين وستمائة ودفن بالمعلى وعرف بالبدوى للزومة

اللثام ، لأنه كان يلبس لثامين ولا يفارقهمها ، ولم يتزوج قط واشتهر بالعطاب لكثرة عطب من يؤذيه ( ثم لزم الصمت فكان لا يتكلم إلا بإشارة وتوله فحصل له جميعه على الحق فاستغرف إلى الأبد ) وكان عظيم الفتوة ، قال المتبولى : قال لى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ما فى أولياء مصر بعد محمد بن إدريس أكبر فتوة منه ، ثم نفيسة ثم شرف الدين الكردى ثم المنوفى ) وكان يمكث أربعين يوما لا يأكل ولا يشرب ولا ينام وأكثر أوقاته شاخصا ببصره نحو السماء ، وعيناه كالجمرتين ثم سمع هاتفا يقول ثلاثا ثم واطلب مطلع الشمس ، فإذا وصلته ، فاطل مغربها ، وسر إلى طندتا فإن فيها مقامك ايها الفتى ، فسار إلى العراق ، فتلقاه العارفان الكيلانى ، والرفاعى – أى بروحانيتهما – فقالا : يا احمد ! مفاتيخ العراق ، والهند ، واليمن والشرق والغرب بيدنا فاختر أيها شئت ، فقال : لا آخذ المفاتيح إلا من الفتاح ، ثم رحل إلى مصر ، فتلقاه الظاهر بيبرس بعسكره وأكرمه ، وعظمه ، ودخلها سنة اربع وثلاثين ، وكان من القوم الذين تشقى بهم البلاد وتسعد ، وإذا قربوا من مكان هرب منه الشيطان وأبعد ، وإذا باشروا المعالى كانوا أسعد الناس وأصعد ، فأقام بطندتا على سطح دار لا يفارقه ليلا ولا نهارا اثنتى عشرة سنة ، وإذا عرض له الحال صاح صياحا دار لا يفارقه ليلا ولا نهارا اثنتى عشرة سنة ، وإذا عرض له الحال صاح صياحا عظيما ، وتبعه جمع ، منهم : عبد العال ، وعبد المجيد ، وكان عبد العال يأتيه بالرجل أو الطفل فينظر إليه نظرة واحدة فيملوه مددا ، ويقول لعبد العال : أذهب به إلى بلد كذا أو محل كذا ، فلا تمكن مخالفته

ولما دخل طندتا كان بها جمع من الأولياء ، فمنهم من خرج منها هيبة له ، كالشيه حسن الإخنائى ، فسكن إخنا حتى مات وضريحه بها ظاهر يزار ، ومنهم من مكث كالشيخ سالم المغربى ، وسالم الشيخ البدوى فأقره على حاله ، حتى مات بطندتا ، وقبره بها مشهور * ومنهم من أنكر عليه كصاحب الأيدوان العظيم بطندتا المسمى بوجه القمر ، كان وليا كبيرا فندر به الحسد ، فسلبه ، ومحله الآن بطندتا مأوى الكلاب ، وليس فيه رائحة صلاح ولا مدد * وكان الشيخ إذا ليس ثوبا أو عمامة لا يخلعها لغسل ولا غيره حتى تبلى فتبدل وكان لا يكشف اللثام عن وجهه ، فقال له عبد المجيد : ارنى وجهك ، قال : كل نظرة برجل ، قال : أرنيه ولو مت ، فكشفه فمات حالا ،

وله كرامات شهيرة ،

منها : قصة المرأة التى اسر ولدها الفرنج فلاذت به فأحضرة فى قيوده

ومنها : أنه اجتمع به ابن دقيق العيد ، فقال له : إنك لا تصلى وما هذا ( من ) سنن الصالحين ! فقال : اسكت وإلا أغير دقيقك ، ودفعه فإذا هو بجزيرة عظيمة جدا ، فضاق خاطره حتى كاد يهلك فرأى الخضر فقال : لا بأس عليك ، إن مثل البدوى لا يعترض عليه ، لكن اذهب إلى هذه القبة وقف ببابها ، فإنه يأتى عند دخول وقت العصر ليصلى بالناس ، فتعلق بأذياله ، لعله أن يعفوا عنك ، ففعل فدفعه ، فإذا هو بباب بيته ، ومات – رضى الله عنه فى هذه السنة ، ودفن بطندتا وجعلوا على قبره مقاما ،

واشتهرت كراماته وكثرت النذور إليه واستخلف الشيخ عبد العل فعمر طويلا ، إلى أن مات سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ، واشتهرت أصحابه بالسطوحية وحدث لهم بعد مدة عمل المولد وصار يقصد من بلاد بعيدة وقام بعض العلماء والأمراء بإبطاله فلم يتهيأ لهم ذلك ، إلا فى سنة واحدة ، وأنكر عليه ابن اللبان ووقع فيه ، فسلب القرآن والعلم ، فصار يستغيث بالأولياء حتى أغاثه ياقوت العرشى ، وشفع فيه .

أنه شاوره شيخ مقامه على السفر بحضور الشيخ عبد الوهاب الشعراوى فقال له من القبر سافر وتوكل على الله ! قال الشيخ ، هكذا سمعته بأذنى ‍! قال وأخذ الشناوى على العهد عند ضريحه وسلمنى غليه ، فخرجت يده من اللضريح وقبضت على يدى وقال : نعم ورأيته بمصر وقال زرنا ونطبخ لك ملوخية فدخلت طندتا ، فكل من أضافنى فيها عمل لى ملوخية ، فلزمت حضور مولده وأردت التخلف مرة فرأيته بمصر وبيده جريدة خضراء وقال : أما تذهب ؟ قلت : بى وجع ، قال : الوجع لا يمنع الحب ، ورسم على سبعين أسودين بين عطيمين وقال : لا تفارقانه حتى يحضر .

وتخلف عنه السروى ( وهو الشيخ محمد بن أبى الحمائل والمدفون بباب الشعرية ) فعاتبه وقال : موضع يحضر فيه المصطفى والأولياء ما تحضره * ومنها أن رجلا عنده شعير ، فطلب أمير طندتا ما يعشى خيله به ، فلم يجد وقيل له على ذلك الرجل ، فأتى للشيخ وهو يرعد ، فقال ك قل لهم أنه قمح : فقال ذلك ، وفتح الحاصل ، فوجد قمح كما ذكر.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 22, 2022 10:16 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

بمناسبة مولد السيدة فاطمة النبوية

يوم الأثنين الموافق 2022/10/24

28 ربيع الأول سنة 1444هـ




السيدة فاطمة النبوية بالدرب الأحمر

( .... – 110 هـ )


أمها السيدة أم اسحاق التميمية بنت طلحة بن عبد الله أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد المبشرين بالجنة وكانت أم اسحاق زوجة للامام الحسن وقبل وفاته وصى أخاه الحسين رضى الله تعالى عنهما أن يتزوجهاوأنجب منها السية فاطمة رضى الله تعالى عنها فى شهر ربيع الاول عام أربعون هجرية وقد دخلت مصر مع عمتها السية زينب عام واحد وستين بعد مأساة كربلاء والذى قتل فيها والها الحسين رضة الله تعالى عنه ةعن آل البيت جميعا *



تزوجت السيدة فاطمة من الحسن المثنى أبن عمها بن الحسن السبط بن الامام على رضى الله تعالى عنه وأنجبت منه عبد الله المحض ( أى الخالص العبودية ) وقبه بحى عابدين وبعد ذلك تزوجت من عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وأنجبت منه محمد والقاسم ومن أولادها أيضا اسماعيل الديباج الذى ينسب الية آل ( طباطبا) بالعراق ثم الحسن المثلث وقد مات فى سجن أبى جعفر المنصور* وقد توفيت عام 110 هجرية وقبرها كما أكد الشيخ عبد الرحمن اللآجهورى والشيخ عبد الوهاب الشعرانى عن شيخه سيدى على الخواص بشارع السيدة فاطمة النبوية بالتبانة بالدرب الآحمر والمسمى الآن بسوق السلاح كما ذكر فى كتاب نور الانوار للسيد حسين الرفاعى

وفى مقال للاستاذ حسن قاسم صاحب كتاب المزرات المصرية والصادر فى يوم الجمعة 26 ذى الحجة 1354 ه الموافق 20 مارس عام 1936 كتب عن شهيرات النساء فاطمة بنت الامام الحسين رضى الله تعالى عنهما وهذا نص المقال :

- نشات السيدة فاطمة رضى الله عنها نشاة حسنة بين أحضان أبويها تمرح فى ظلها متمتعة بشباب نضير وما بلغت سن العشرين حتى كانت آية فى الجمال ومظهرا من مظاهر الكمال قد اودع الله فى نفسها . روحا طاهرا زكية؛ وقابا نقيا نقيا فى صدق بالغ . وإخلاص عظيم ، فرغب الناس فى تزوجها لينالو ا شرف هذا النيل الكريم ، فاختارها ابوها الحسين لابن عمها الحسن المثنى بن الحسن البسط قائلا له قد اخترت لك ابنتى فاطمة اذ هى اكتر شبها بامى فاطمة الزهراء.

- فتزوجت الحسن وبذلك تمت لها السعادة ،اذ كان الحسن سيدا من سادات بنى هاشم ومفخرة من مفاخرهم فوجدت فيه كل صفات الرجل الطاهر القلب التقى السيرة والسريرة ، وقد استطاعت بفضل ما اتاها الله من حكمة ان تدرس طباع رجلها درسا جيدا ، وبهذا احسنت السلوك معه على الطريقة المرضية التى نكون بين الزوج والزوجة فنالت عنده المنزلة الاولى والمقام الاجل واصبحت ارادته رهن رضاها ،ن وقد قامت بتادية وظيفتها الزوجية منكل وجوهها احسن قيام فعاش كلاهما عيشة كلها الهناءة والرضا والتوفيق ترفرف عليها ايات الطهارة والقداسة ويهادى بين ربوعها شرف العنصر المقدس الذى ينتسبان اليه ( وقد)

- انجبت منه اقمارا كالبدور السافرة منهم " عبد الله المحض " وسمى بالمحض " اى الخالص " لسمو قدره نسبا وحسبا ويلقب بالكامل لكامله ، وكان شيخ بنى هاشم وسيدا من ساداتهم ، روى الحديث عن امه وعبد الله بن حعفر وسعيد ابن ابان وروى عنه مالك وسيفان الثورى ومات رضى الله بقصر ابن ابى هبيرة ظاهر الكوفة سنة 145ه . على الثهور وله من العمر 75 سنة وقبره فى موضع الحبس على شاطى الفرات ( وقد ) انجب أولادا صالحين تشعبت ذريتهم فى الممالك الاسلامية وانحصرت فيهم الخلاقة والملك هذا الحين .

" ومنهم ابراهيم الغمر " – بالغين- ومعناه واسع الخلق كثير المعروف والمعطاه ، مات هو الاخر بسجن المنصورة عام 145ه وهو اخر من مات فيه من بنى الحسن وله بمصر فروع كثير جمع غالبهم المشهد المعروف بمشهد آل طباطبا بالقرافة بالقرب بعين الصيرة من ذريته السيدة صفية المدفونة بسجن محافظة مصر ، والسيد محمد الحسينى المعروف بالاخرس صاحب المشهد المعروف بشارع السبتية ظاهر القاهرة وثالثهم ( الحسن المثلث) وقد مات بسجن المنصور ايضا فى السنة المذكورة ونقلت رفاته الى ينبع النخل فدفنت بمسجد العشيرة ؛ وقبره معروف الى هذا التاريخ ، ةالى جانبه طائفة من ذريته من اعليهم الامام ابو الحسن النقانى ، روى الحسن عن ابيه وامه وعنه فضيل بن مرزوق وله عند ابن ماجه حديث واحد وامتد عقبه من ولديه على العابد وعبد الله ، والى ولده على العابد المذكور بنتهى نسب السادة البكرية المدفونين بمسجد الشافعى من جهة الام وهم وبكرية الشام الذين منهم العالم الكبير السيد مصطفى البكرى دفين الصحراء خارج باب البرقية بالبستان ( صرح واحد) ويمت ايضا الى هذا النسب احدى الاسر الوفائية المدفون بمدفن افرادها بجامع الكردى بالحسينية وبمحراب جامع عمرو

( وقد ) كانت عناية السيدة بتربية هولاء السادة النجباء عناية بلغت حد الوصف ، وما نشاوا فى احضان ابوبهم وفى ظل ذلك الحنان العائلى حتى القت المقادير على تلك الزهرة النضيرة فى ربيع حياتها عاصفة قوية ..

( أجل قوية ) اذ ذهبت جل آمالها يفقد ابيها الذى قد شاركته راضية مختارة بمالها وبنفسها وباولادها عير مبالية بما هنالك من المصاعب والمتاعب – فقد فقدت بموت الحسين كل آيات العطف والحنان ، ولذلك راحت ذاهلة لاترى للحياه بعده طعما ولا جمالا ؛ ولعمرى ان موت الحسين أثار الحزن فى نفس أمة الاسلام جميعا ، فكيف بابنائه وبناته تلك ذكرى يذوب لها الفؤاد حقا فلا عجب ان نرى ذلك القلب قلب السيدة الكبرى يتحطم وتملك عليه تلك المأساه كل سبيل ، فلم يعد يفكر الا فى هذا المصاب المدلهم الذى اصاب منه الصميم . هكذا كانت نفسية هذه السيدة الطاهرة بعد تلك الذكرى الدامية التى لا زال وان يزال يتردد صداها فى انحاء العالم باسره فتلهج السنة الصادقين بقوله تعالى ( انا لله وانا اليه راجعون ) ( وسيعلم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون )



مقال لحسن قاسم

وفاة زوجها الحسن المثنى



فما لبثت أن فوجئت للمرة الثانية بفقد زوجها فتزايدت حسراتها وتصاعدت زفراتها ( ولا غرو) فقد شاركها فى شرف الأبوين وشاطرها فى مواريث الوالدين خلقا وخلقا لكن تمكنت من تبديل حالتها والاتيلاء على نفسها بنفسها فى حين ما أوحى إليها زوجها فى ساعة نفسه الأخير وروحه على أبواب الفردوس يحفها الملأ الأعلى من بشائر المصافاة والمحاياة التى قضياها فى الحياة الزوجية ( وقد) أعرب كلاهما عن ذلك قولا وفعلا ( ذكر ) أبو الفرج الاصبهانى فى مقاتل الطالبين – لما حضرت الحسن بن الحسن الوفاة جزع وجعل يقول : إنى لأجد كربا ليس من كرب الموت ، فقيل له ما هذا الجزع تقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جدك وعلى و الحسن والحسين وهم آباؤك ، فقال ما لذلك أجزع ولكن كأنى بعبد الله بن عمرو حين أموت قد جاء فى محصرتين ( طائفتين من أتباعه ) وقد رجل جمته ( سرح شعره ) يقول أنا من بنى عبد مناف جئت لأشهد ابن عمى وما به إلا أن يخطب فاطمة بنت الحسين فاذا مت فلا يدخل على ، فقالت له فاطمة وهو يسمع ، اعتقت كل مملوك لى وتصدقت بكل ملك ، لى إن أنا تزوجت بعدك احدا ، فسكن الحسن وما تنفس ولا تحرك حتى قضى سلام الله عليه ، فلما ارتفع الصياح أقبل عبد الله على الصفة التى ذكرها الحسن فتردد القوم فى دخوله على الحسن ،وأخيرا دخل عليه فوجد فاطمة تبكى فأرسل لها وصيفة له فجاءتها حتى دنت منها فقالت لها : يقول لك مولاى اتق الله فى نفسك فان لنا فيها أربا ن فلم تجاوبها مضى على وفاة الحسن عام كامل كان فى خلاله عبد الله بن عمرو يراسل أولياء أمورها فى الغدو والرواح والمساء والصباح فى أمر تزويجها منه فيفاوضونها فلا تقبل وفاء بعهدها لزوجها ، فبعد ضروب التهديد والوعيد التى هددتها بها أمها ( أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التميمى ) وما رأته من معاناتها حرارة الشمس وقد اشرفت على الهلاك وعاطفة الحنان الأموى تأبى ذلك وأيقنت بأن هذا الامر لا مردله وتحقق لديها أنه مراد الله سبحانه ( اذنت ) فى تزويجه ثم وفت نذرها وتصدقت من مالها وملكها بما كانت عينته ، فلما بلغه ذلك أرسل لها ما أخرجته مضاعفا

زواجها بعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان



فتزوجت السيدة منه وقد استطاعت أن تسير معه بتلك السيرة المرضية ، فكانت عونا له ومعينا فرفعت عنده منزلتها وهذا مثال الزوجة الصالحة التى تمتاز أفكارها الطاهرة وبشعورها الحى اللطيف وباخلاقها البهجة وبصبرها الجميل وعفتها النقية ، فكانت للسيدة رضى الله عنها تهيض فى الصباح مبكرة تؤدى ما عليها من حق مفروض لخالقها وواجب مقدس لرجلها ثم تقوم بمهام تدبير شؤون منزلها ( هذه هى مشاركة المرأة زوجها حمل أثقال الحياة ) وهذا هو عمل كل امرأة أوتيت من الحكة نصيبا وافرا فما أجل هذا العمل وأشرفه

أولادهـــــــا من عبد الله



وقد صار لها من زوجها هذا أولادا كأنهم الاقمار أولهم ( محمد الديباج ) سمى بذلك لفرط جماله إذ كان ذا سمت جميل ونفس زكية نقية أخذه أبو جعفر المنصور ثم أمر به فضربت عنقه صبرا وبعث برأسه إلى خراسان فى سنة 146هـ وله عقب مقل

وثانيهم ( القاسم ) وكان له بنت من خديجة بنت عثمان بن عروة بن الزبير انقرضت ( ثم رقية ) وقد قدمت مصر ، قيل فى معية أمها وقيل بمفردها ، وموتها بمصر مشهور لكن مختلف فى الأول
( وتوفى زوجها ) الحسن المثنى سنة 97هـ بالمدينة عن بضع وخمسين عاما وكان قد شهد العطف مع عمه الحسين ، وأرتد جريحا وحمل فيمن حمل إلى الشام ثم إلى المدينة ( وتوفى ) عبد الله فى أوائل القرن الثانى الهجرى ( وقد ) ظن بعض المؤرخين أن فاطمة كانت متزوجة بعبد الله المتوفى سنة 96هـ يعنى به الأكبر والمتحقق أن زوجها هو الأصغر إذ كان لعمرو بن عثمان بن عفان عبد الله أكبر وأصغر ( فالاصغر ) هذا والأكبر هو الملقب بالأطرف لجماله

3 – وفــــــــــــــــــاتها

توفيت السيدة فاطمة رضى الله عنها فى ربيع الأول سنة 110 هـ



ولا يكاد يوجد خلاف بين المؤرخين فى وفاتها وإنما الخلاف الوارد فى موضع الوفاة وغاية ما ذكروه فى هذا الباب بطريق الاجمال أنها قدمت مصر للمرة الثانية بعد وفاة زوجها عبد الله هى وابنتها منه رقية فأقامت بها يسيرا من الزمن وتوفيت فى السنة المذكورة ودفنت بحل سكنها بالحطابة ( تعريف قديم للمنطقة الواقع بها مشهدها وما تقارب منها ) ثم توفيت ابنتها رقية وغلب على ظن بعض مؤرخى المزارات المصرية أن رقية هذه هى صاحبة المشهد المعروف بالسيدة رقية بشارع الخليفة تجاه مسجد فاطمة شجرة الدر وهذا خلاف المعروف فى كتاب الأنساب فقد نقل عنها أن المدفونة بهذا المكان هى رقية بنت زيد الأبلج أخت نفيسة بنت زيد المدفونة تحت القبة المعروفة بمعبد السيدة نفيسة قبلة شارع الزرايب بين المقابر بالقرب من المشهد النفيسى ونستصوب ذلك لشهرةدخول نفيسة بنت زيد إلى مصر ووفاتها بها وما يذكر أن هذا المشهد فيه رقية بنت على بن أبى طالب فليس بشئ

وفى( الكواكب السيارة ) لشمس الدين ابن الزيات ما يستصوب منه دخول فاطمة بنت الحسين إلى مصر ووفاتها بها لكن لم يخطط قبرها بهذه الناحية بل ذكره فى مقابر القرافة الصغرى فى المنطقة الأولى التى ما بين قبر القاضى بكار ومقبرة آل طباطبا إلى مشهد المالكية وأخبر ( بأنه أى القبر ) هو المعروف بقبر مقبل الحبشى قال وهذه التربة ليست له وإنما هى تربـــــة فاطمـــة بنت الحسين ( ونقل ) بعض المؤرخين نصر عبارة الكواكب وقال فيحتمل أن يكون هذا المحل كان فى الأصل محل سكناها فقط-

محلــــة الحطــــابــــة



وكون هذه المنطقة هى محلة الحطابة خسي تعريفها لاشبهة فى صحة ذلك فقد ذكر ابن الزيات ص 89 فى الكلام على قبر الشريف من ذرية عبد الله المحض يدعى محمدا ( قال ) وكان بعض الزوار يقول أنه أخو الشريف سعد الله الذى مشهده بالقــاهرة بالحطابــة ( ثم ) قال وسيأتى الكلام على هذا المشهد ومن حوله من الأشراف والعلماء فى جزء غير هذا 0 ونحوه فى مصباح الدياجى لابن الناسخ حيث قال فى تخطيط قبر سعد الله هذا 0 ثم تأتى محلة الحطابة ظاهر القاهرة هناك ضريح السيد سعد الله بن هبة الله الحسينى وهو من ذرية الحسين الأبعدين وعلى قبره رخامة مكتوب عليها نسبه وتاريخ وفاته * فدلت هذه الشواهد على ان هذه المنطقة كانت فيما سلف تعرف بمحلة الحطابة وأن فيها قبورا لسادة أشراف ( قال ) ياقوت فى مشترك البلدان محلة الحطابة ومحلة حلب هما محلتان كبيرتان ظاهر القاهرة ( ومحلة حلب فى منطقة شارع الحليمة وما تقارب منها ) وإلى الآن هذا التعريف القديم موجود واقتصر فى إطلاقه على المنطقة القريبة من قلعة الجبل وباب الوزير ( ولهذا ) وهم صاحب الخطط الجديدة فتوقف فى معرفة من هو سعد الله المقصود بالذكر فذكره بنفس الممنطقة على الاصطلاح الحديث بما عرف من أفواه العامة من انه ابن عبد الله المحض وذكره فى منطقة الحطابة المتقدمة على طريق الاحتمال محجوزا بأن يكون المشهد المعروف بهذه المنطقة بمشهد السادة الشرفاء هو مشهد الشريف سعد الله ( ونتيجة ذلك الاقتصار فى البحث ) إذ الشريف سعد الله هذا ورد مذكورا فى كثيرر من مصادر الأنساب وطبقات العلماء وذكر نسبه صاحب الكواكب فى كلامه على قبر ابن عمه الحسين بن على الافطسى المدفون بقرافة قريش بالقرب من مشهد أم كلثوم ( وقال ) ووفاته سنة 695هـ ورفع نسب السيد سعد الله هذا ما استطلعناه من المصادر المشار اليها



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 25, 2022 1:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112


بمناسبة الأحتفال اليوم الثلاثاء 25أكتوبر سنة 2022

الموافق 29 ربيع الأول سنة 1444

بمولد سيدى عبد الله الدسوقى رضى الله تعالى عنه


مقام عبد الله الدسوقى:



إلى جوار مقام السيدة فاطمة النبوية بخطوات مقام سيدي عبد الله الدسوقي، شقيق سيدي إبراهيم الدسوقي، رابع الأقطاب الأربعة، وهم: سيدي أحمد الرفاعي وسيدي عبدالقادر الجيلاني واللذين مقامهما بأرض العراق، وسيدي أحمد البدوي والذي مقامه بـ"طنطا"، وسيدي إبراهيم بـ"دسوق" من أرض مصر.

وغالب ظني واعتقادي أن سيدي عبد الله الدسوقي أقام هناك على خدمة مقام السيدة فاطمة النبوية، فحظي برضاها فقضى الله له بمقام عندها، ليظل في رحابها ويزار معها وينال من بركاتها في الحياة وبعد الممات.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 26, 2022 5:58 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

بمناسبة الأحتفال بمولد سيدى إبراهيم الدسوقى

رضى الله تعالى عنه





هو القطب أبو العينين إبراهيم الدسوقى بن عبد العزيز أبى المجد والذى ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين سبط سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - أما أمه فهى فاطمة بنت ولى الله أبى الفتح الواسطى وكان من أجل أصحاب سيدى أحمد الرفاعى ومن شيوخ أبى الحسن الشاذلى

مولده : ولد سنة 633هـ فى قرية دسوق فنسب إليها فتعلم القرآن الكريم ودرس علوم الفقه والدين والحديث فى أصول الفقه على مذهب الإمام الشافعى رضى الله عنه – وبعد أن زاع أمره صدر السلطان الظاهر بيبرس قرار بتعينه شيخا للإسلام بمصر المحروسة فقبل على أن يوهب راتبه لفقراء المسلمين فقرر السلطان بناء زاوية له يلتقى فيها الشيخ بمريديه ويعلمهم أصول دينهم وظل شيخا للإسلام حتى وفاة السلطان بيبرس فأعتذر بعد ذلك ليتفرغ للعلوم وتعليم تلاميذه – فقد كان أعزب وهب حياته ووقته كله للتصوف والتعبد *

كان يتقن عدة لغات غير العربية منها السريانية والعبرية وكتب العديد من المؤلفات والكتب بالسريانية والرسائل

كانا ملازما لسيدى أحمد البدوى وكانت تربطهم علاقة طيبة

وفاته : توفى سنة 676هـ ودفن فى نفس الحجرة التى كان يتعبد فيها وبجواره أخيه موسى أبى عمران رضى الله عنه

أخواته :

1- موسى أبى عمران ومدفون بجوار سيدى إبراهيم الدسوقى

2- سيدى عبد الله الدسوقى ومدفون بسوق السلاح أمام مسجد السيدة فاطمة النبوية فى ذاوية صغيرة

3- سيدى العتريس وهو محمد بن أبى المجد القرشى ومقامه بمدخل الميدان بجوار مسجد السيدة زينب رضى الله تعالى عنها وهو متوفى فى النصف الثانى من القرن السابع وكان من أصحاب الطريقةالبرهانية وكان يقيم دروس العلم والحديث ومجالس العبادة فى كنف الحرم الزينبى *

ها هى مشاهداتى فى رحلتى إلى سيدى إبراهيم الدسوقى شخصية عظيمة لها كرامات كثيرة ولى من الأولياء الصالحين وشريف من آل بيت الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه *



السيد محمد القرشى المعروف بالعتريس

ونسب السيد إبراهيم الدسوقـــى




من كتاب أخبار الزينبيات لجدى النسابة حسن محمد قاسم 1934م




هو أخو السيد إبراهيم الدسوقى احد الأولياء المشهورين والسيد ابى عمران موسى والسيد عبد الله القرشى *

وكلهم أشقاء أبناء السيد عز الدين أبى المجد عبد العزيز القرشى بن السيد قريش بن محمد الناجى الملقب بأبى النجا ابن زين العابدين بن عبد الخالق ابن محمد أبى الطيب بن عبد الله بن عبد الخالق بن القاسم بن إدريس ابن جعفر الزكى بن على الهادى بن محمد الجواد بن على الرضا بن موسى الكاظمبن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين توفى السيد ابراهيم بدسوق سنة 676هـ 1277م وبنى على قبره السلطان بركة خان ابن الظاهر بيبرس البندقدارى ثم أتمه فى أواخر القرن التاسع الهجرى الملك الأشرف قايتباى ثم جدده فى الثلث الأول من القرن الثانى عشر الهجرى الأمير اسماعيل بك إبواظ وجدد المقام ايراهيم باشا أيام ولايته وفى سنة 1288 أمر بتجديده الخديوى إسماعيل باشا وتم فى سنة 1303هـ فى ولاية الخديوى توفيق وأما أخوه السيد أبى عمران موسى فتوفى بالأسكندرية فى ذى الحجة سنة 703ونقل إلى دسوق فدفن باذاء أخيه من الجهة القبلية وتوفى السيد محمد العتريس فى أواخر القرن السابع الهجرى ودفن بالمحل المتقدم وذكرنا عنه فيما تقدم أنه كان معيدا بالمشهد الزينبى وتوفى السيد عبد الله القرشى قريبا من هذا التاريخ ودفن بتربة تجاه مشهد السيدة فاطمة النبوية بالقرب من جامع أصلم السلحدار وأمهم جميعا السيدة فاطمة بنت أبى الفتح الواسطى العراقى دفين ثغر الاسكندرية ( قبره غير معروف بالثغر لاندثاره وموقعه بجهة الفراهدة خلف الحمام الذى يعرف بحمام أولاد الشيخ بحارة جامع الواسطى وهو غيرالفقيه أبى الفتح الواسطى المتوفى سنة 640 بالثغر أيضا وقبره بجهة بحرى قبلى مسجد أبى العباس المرسى ) * دفين ثغر الاسكندرية المتوفى سنة 580 وأما ما اشتهر على ألسنة العامة من زعمهم أن أم السيد ابراهيم الدسوقى هة أخت الامام أبى الحسن الشاذلى فخبر لا صحة له راجع كتاب سلاسل القوم للرفاعى ومؤلف جلال الدين الكركى وإلى السيد موسى ابى عمران المذكور ينتهى نسب الأشراف الدسوقية بيت القاسمى فى الشام ينتهون فى السيد عثمان بن عبد الله بن أبى عمران المذكور وهو أول قادم من دسوق إلى الشام فى القرن الثامن وفى قرية عين تنيت بناحية البقاع العزيز منها كانت وفاته وبها ضريحه معظم مقصود بالزيارة وقد ألف فى نسب هؤلاء السادة حفيدهم السيد محمد جمال الدين القاسمى إمام جامع السنابية المتوفى سنة 1338 رسالته الموسومة بشرف الأسباط طبعت فى دمشق *

وكما أن السيد موسى هذا جد أشراف الشام فهو أيضا جد اشراف مصر آل الدسوقى إذ منه تفرعت وكان منهم فى كل عصر علماء أفاضل ومنهم طائفة توارثوا خدمة ضريح جدهم فى دسوق وللآن منهم بقية وممن ينتهى فى هذا النسب أيضا السيد على البكرى دفين جامع الشرايبى بشارع الرويعى ظاهر القاهرة بمصر والسيد نجم دفين المنزلة والحمد الفوى دفين فوه وتقى الدين دفين رأس الخليج والسيد مصطفى البولاقى دفين جامع أبو العلا بالقاهرة ولهم بهذه الأماكن المذكورة مقامات تزار إلى عصر هذا التاريخ ومنهم فرقة تنتهى فى السيد أيوب ضجيع أخيه السيد ابراهيم الدسوقى وتوفى أبوهم السيد عز الدين بالاسكندرية عام 616 كما ذكر فى بعض التواريخ *


سيدى إبراهيم الدسوقى

( .... – 676 )


يقول حسن قاسم فى كتاب الطبقات الشاذلية

القرش الحسينى الهاشمى الشاذلى ابن سيدى أبى المجد ، ألفت فى مناقبه مؤلفات بلغت حد التواتر ، ذكرت من فضائله ما لا تحصره العقول ، والحق أن ماذكر فهو نقطة فى بحر زاخر تلاطمت أمواجه ، وتكفينا شهرته فى العالم الإسلامى بأسره .

كان قدس الله سره من صدور المقربين ، وكان صاحب كرامات ظافرة ، ومقامات فاخرة ، ومآثر ظاهرة ، وبضائر باهرة ، وأحوال خارقة ، وأنفاس صادقة ، وهمم علية ، ورتب سنية ، وإشارات سنية ، ونفحات أقدسية ، ومحاضرات قدسية ، ونفحات روحانية ، واسرار ملكونية .

له المقام العالى ، والقدم الراسخ ، والمعراج الأعلى ، والمنهاج الأسنى ، الطود الأرفع ( أى الجبل العظيم ) واليد البيضاء ، والباع الطويل ، والكشف الخارق.

وهو أحد من أظهره الله عز وجل إلى الوجود ، وأبرزه حمة للخلق ، وأوقع له القبول التام عند الخاص والعام ، وصرفه فى العلم ، ومكنه فى أحكام الولاية وقلب له الأعيان ، وخرق له العادات ، وأنطقه بالمغيبات ، وأظهر على يديه العجائب ، وصومه فى المهد ، قدس الله سره العالى .

ومن كلامه قدس الله سره : أنا موسى فى مناجاته ، أنا على فى حملاته ، أنا كل ولى فى الأرض ، جميعهم بيدى ، أنا بيدى أبواب النار غلقتها ، أنا بيدى أبواب جنة الفردوس فتحتها ، أنا تجلى على ربى ليلة ولادتى ، وقال : غدا أول الشهر صم يا إبراهيم . فصمت وأنا ابن ليلة واحدة ، أنا فككت طلاسم ( الطلاسم : السر المكتوب – ونقوش تنقش على أجاسد خاصة فى أوقات مناسبة بكيفيات ملائمة لحوائج معلومة يزعمون أنها ترد الأذى ) سورة الأنعام التى لم يقدر على فكها الشالى خالى وكلامه رضى الله عنه كلع من هذا القبيل على لسان الحال نفعنا الله به .
ومناقبه كثيرة ذكرنا منها جملة بقصد التبرك . كان قدس الله سره لم يغفل قط عن المجاهدة ، وكان إذا مر فى ألسواق له هيبة عظيمة لكل من رآه ، وكانت الناس تهب أباه سيدى أبا المجد القرشى وذلك لما فى ظهره ، وبشرته الأولياء قبل مولده ، وقيل له : سيولد لك ولد يكون له شأن عظيم .
توفى رحمه الله سنة ست وسبعين وست مئة ، وله الشهرة التامة عند أهل مصر من مشرقها لمغربها ، وتظهر كرامات كثيرة لزائريه ، ومن أراد الوقوف على حقيقة فعليه ب ( الجوهرة المصونة ) له ، فقد تكلم فيها قدس سره بأسرار لم تخطر على بال ، وأباح فيها مشاهداته فى حضرة الجلال وحضرة الكمال ما يبهر عقول الرجال ، أمدنا الله بمدده ، وأماتنا على حبه ، ومتعنا بأنواره ، النزول بأعتابه . آمين .

يقول سيدى عبد الوهاب الشعرانى فى الطبقات الكبرى ج1ص140

هو إبراهيم بن أبى المجد بن قريش بن محمد بن أبى النجاء بن زين العابدين بن عبد الخالق بن محمد بن أبى الطيب بن عبد الله الكاتم بن عبد الخالق بن ابى القاسم بن جعفر الزكى ابن على بن محمد الجواد بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على الزاهد بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب القرشى الهاشمى رضى الله عنهم أجمعين تفقه على مذهب الامام الشافعى رضى الله عنه تم أقتفى آثار السادة الصوفية وجلس فى مرتبة الشيخوخية وحمله الراية البيضاء وعاش من العمر ثلاثا واربعين سنة ولم يغفل قط عن المجاهدة للنفس والهوى والشيطان حتى مات سنة ست وسبعين وستمائة رضى الله تعالى عنه وهو من أجلاء مشايخ الفقراء أصحاب الخرق وكان من صدور المقربين وكان صاحب كرامات ظاهرة ومقامات فاخرة وسرائر ظاهرة وبصائر باهرة وأحوال خارقة وأنفاس صادقة وهمم عالية ورتب سنية ومناظر بهية واشارات نورانية ونفحات روحانية واسرار ملكونية ومحاضرات قدسية له المعراج الاعلى فى المعارف والمنهاج الاسنى فى الحقائق والطور الارفع فى المعالى والقدم الراسخ فى احوال النهايات واليد البيضاء فى علوم الموارد والباع الطويل فى التصريف النافذ والكشف الخارج عن حقائق الآيات والفتح المضاعف فى معنى المشاهدات وهو أحد من أظهره الله عز وجل فى الوجود وأبرزه رحمة للخلق وأوقع له القبول التام عند الخاص والعام وصرفه فى العالم ومكنه فى احكام الولاية وقلب له الاعيان وخرق له العادات وانطقه بالمغيبات وأظهر على يديه العجا\ب وصومه فى المهد رضى الله عنه وله كلام كثير عال على لسان أهل الطريق من كلامه رضى الله عنه من لم يجد مجتهدا فى بدايته لا يفلح له مريد فانه ان نام نام مريده وان قام قام مريده وان أمر الناس بالعبادة وهو بطال أتو بهم عن الباطل وهو يفعله ضحكوا عليه ولم يسمعوا منه وكان ينشد كثيرا اذا اقبل له انصحنا وارشدنا بمثالين من قول بعضهم **

لا تعدلين الحراير حتى تكونى مثلهن

يقبح على معلوله تصف دواء للناس

وكان رضى الله عنه يقول يجب على المريد أن لا يتكلم قط إلا بدستور شيخه ان كان جسمه حاضرا وان كان غائبا يستأذنه بالقلب وذلك حتى يترقى الى الوصول الى هذا المقام فى حق ربه عز وجل * فإن الشيخ إذا رأى المريد يراعيه هذه المراعاة رباه بلطيف الشراب وأسقاه من ماء التربية ولاحظه بالسر المعنوى الالى فيا سعادة من احسن الأدب مع مربيه ويا شقاوة من أساء وكان رضى الله عنه يقول من عامل الله تعالى بالسرائر جعله مع الاسرة والحضائر ومن خلص نظره من الانتكاس سلم من الالتباس ومن غاب بقلبه فى حضرة ربه لا يكلف فى غيبته فإذا خرج الى عالم الشهادة قضى ما فاته فهذا حال المبتدئين ** وكان يقول الشريعة أصل والحقيقة فرع الشريعة جامعهة لكل علم مشروع والحقيقة جامعة لكل علم خفى وجميع المقامات مندرجة فيهما وكان رضى الله عنه يقول يجب على المريد أن يأخذه من العلم ما يجب عليه فى تأديته فرضه ونقله ولا يشتغل بالفصاحة والبلاغة فان ذلك شغل له عن مراده بل يفحص على آثار الصالحين فى العمل ويواظب على الذكر وكان يقول الرجال منهم رجل ونصف رجل وربع رجل ورجل كامل وبالغ ومدرك وواصل وكان رضى الله عنه يقولتوبة خالصة محو لكل ما سوى الله تعالى ولا يتطلعون الى عمل ولا قول يتوبون عن أن يختلج فى أسراراهم ان لى أن يتوهمون أن عندى ويخشون من قول أنا فهم براعون الخطوات

4 -( مدينة دسوق ) يقول على باشا مبارك فى الطبقات ج11 ص6
===================================

دسوق بلد جليلة مركز قسم من مديرية الغربية على الشاطىء الشرقى لبحر رشيد قبلى – والآن دسوق تتبع محافظة كفر الشيخ **

ومسجد سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله عنه بناه أولا بعض السلاطين ثم أجرى فيه السلطان قايتباى عمارة ووسعه ثم خو الآن جار تجديده على طرف الخديوى اسمعيل على غاية من الاعتناء وقد رسم فيه مئذنتان وبنى أساسهما مع الجامع وكان وضعه على الهيئة التى هو عليها الآن بمعرفتنا ورسمنا من توليتنا الاوقاف المصرية وضريح القطب المذكور فى داخله عليه من المهابة والجلال ما لا ينكره أحد والآن أعنى سنة 1293 م جددله كسوة ثمينة رفيعة القيمة سعادة دولة ابراهيم باشا نجل الخديو اسمعيل باشا وسيرته رضى الله عنه شهيرة ومناقبة كثيرة ذكر الشعرانى فى طبقاته شرذمة منها حيث قال هو العارف بالله تعالى سيدى إبراهيم الدسوقى ابن أبى المجد بن قريش بن محمد بن أبى النجاء بن زين العابدين بن عبد الخالق بن محمد أبى الطيب بن عبد الله الكاتم بن عبد الخالث ابن أبى القاسم بن جعفر الزكى بن على بن محمد الجواد بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن ابى طالب القرشى الهاشمى تفقه على مذهب الإمام الشافعى ثم افتقى آثار الصوفية وجلس فى مرتبة الشيخوخية وحمل الراية البيضاء فكان من أجلاء مشايخ الفقراء اصحاب الخرق وكان من صدور المقربين وصاحب الكرامات ومقاما ت فاخرة وأسرار ظاهرة وبصائر باهرة ومن نظمه

سقانى محبوبى بكاس المحبة *** فتهت على العشاق سكرا بخوتى

ولاح لنا نور الجلالة لو أضـا *** لصم الجبال الراسيات لـــــدكـت

وكنت أنا الساقى لمن كان حاضرا** أطوف عليهم كرة بعد كرة

ونادمنى سرا بسر وحكمة *** وان رسول الله شيخة وقدوتى


وهاهدنى عهدا حفظت لعهده *** وعشت وثيقا صادقا بمحبنى

وحكمنى فى سائر الارض كلها ** وفى الجن والاشباح والمردية

وفى أرض صين الصين والشرق كلها *لاقصى بلادالله صحت ولايتى

أنا الحرف لا اقر الكل مناظر *** وكل الورى من أمر ربى رعيتى

وكم عالم قد جاءنا وهو منكر *** فصار بفضل الله من أهل خرقتى

وما قلت هذا القول فخرا وإنما *** أتى الاذن كى لا يجهلون طريقتى



إلى آخر ما قال من شطح طويل وتحدث بالنعمة نظما ونثرا * عاش رضى الله عنه من العمر ثلاث واربعين سنة ولم يغفل قط عن المجاهدة للنفس والهوى والشيطان حتى مات سمة ست وسبعين وستمائة رضى الله تعالى عنه ** وفى كل عام يعمل له ثلاث موالد تهرع إليه فيها الناس من كل جهة أحدهما فى شهر برمودة وهو أقلها زوارا وثانيها فى شهر طوبة وهو يسمى بالرجبي وهذا أكثر الناس روادا ويمكث المولد ثمانية أيام وثالثها المولد الكبير فى شهر مسرى يؤتى إليه الناس من جميع البلدان ويستمر ثمانية أيام *

5- أما الدكتورة سعاد ماهر تقول فى ج2 ص 306
============================

كفر الشيخ من القرى القديمة إسمها الأصل دمينقون ثم عرفت باسم كفر الشيخ نسبة الى الشيخ طلحة الشاذلى صاحب المقام الموجود –

أما ( دسوق ) فقد وردت فى قوانين ابن مماتى أنها قرية كبيرة وإليها ينسب سيدى إبراهيم الدسوقى صلحب المقام الكائن بها وفى شنة 1841 أنشىء بمديرية الغربية قسم إدارى باسم قسم(المندورة) وجعل مقره بلدة دسوق لأنها أكبر بلاده وفى سنة 1896سمى مركز دسوق بدلا من ( المندورة ) وكان فى دسوق ثلاث قصور أحداهما للسيد عبد العال والثانى للأمام القصبى شيخ جامع السيد البدوى والثالث لبسيونى الفار وكلها معدة لأستضافة الوافدين على دسوق أيام مولد سيدى إبراهيم الدسوقى **

وسيدى إبراهيم الدسوقى بن عبد العزيز أبو المجد الذى ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين بن على بن أبى طالب رضوان الله عليه * أما أمه فهى السيدة فاطمة بنت عبد الله الجبار وأخت الصوفى المعروف أبى الحسن الشاذلى كما يتصل نسبه بمعاصره قطب طنطا السيد أحمد البدوى ** ولد سيدى إبراهيم الدسوقى سنة 623هـ فى قرية دسوق فنسب اليها وتربى فى بيئة مصرية بين جماعة من اهل الورع والتقوى فشب محب للعبادة والتدين مثل الشيخ محمد بن هارون العالم المتصوف ** كما أنه كان يترسم خطى خاله ابى الحسن الشاذلى صاحب الطريقة الشاذلية ** درس علوم اللغة والدين وحفظ القرآن الكريم والحديث واصول الفقه على مذهب الإمام الشافعى وهو ما يزال طفلا صغيرا ويقال أنه دخل الخلوة وهو فى الخامسة من عمره ولما شب وأشتد عوده بداء يفد عليه فى خلوته قلة من المريدين واصحابه وكان أبرزهم السيد أبو النصر صاحب الضريح الموجود بدسوق وظل سيدى إبراهيم الدسوقى معتكفا فى خلوته حتى مات أبوه سنة 646هـ فغادر الخلوة لأول مرة وكان عمره 23سنة وعرفت طريقته بالطريقة البرهانية نسبة إلى اسمه كما عرفت بالطريقة الدسوقية نسبة إلى بلده **

مسجد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي

مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي وهو من المساجد العريقة في العالم الاسلامي حيث يقصده الالاف من الزوار من جميع انحاء مصر والدول العربية والاسلامية والاوربية . وقد مر بناء المسجد بالمراحل الاتية

في حياة سيدي ‘براهيم الدسوقي جاء الاشراف خليل قلاوون سلطان مصر في ذلك الوقت لزيارة سيدي إبراهيم بعد ان سمع عن اخلاقة وكرمه فامر ببناءزاوية صغيرة بجانب الخلوة وبعد ان مات دفن سيدي إبراهيم الدسوقي بخلوته الملاصقة للمسجد

في عهد السلطان قيتباي أمر ببناء مسجد وضريح يليق بسيدي إبراهيم الدسوقي ،وفي عام 1880 أمر
الخديوي توفيق ببناء مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي وتوسعة الضريح وبني المسجد علي مساحة 3000م2 ، وفي سنة 1969 قامت الدولة بتوسعة مسجد علي مساحة 6400م2 وبه 11 باب وصالون لكبار الزوار ومكتبة اسلامية جامعه فيها المراجع الكبري في الفقه الحديث والادب وهذه المكتبة يقصدها طلاب العلم والمعرفة من الباحثين وطلاب الجامعة من شتي البلاد في مصر كما تم بناء جناح خاص للسيدات من طابقين علي مساحة 600 م2


" اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الذَّاتِ الْمُحَمَّدِيَّةِ. اللَّطِيفَةَ الأَحَدِيَّةِ. شَمْسِ سَمَاءِ الأَسْرَارِ. وَمَظْهَرِ الأَنْوَارِ. وَمَرْكَزِ مَدَارِ الْجَلاَلِ. وَقُطْبِ فَلَكِ الْجَمَالِ. اللَّهُمَّ بِسِرِّهِ لَدِيْكَ. وَبِسَيِرِهِ إِلِيْكَ. آمِنْ خَوْفِي وِأَقِلْ عَثْرَتِي وأَذْهِبْ حُزِنِي وَحِرْصِي وَكُنْ لِي وَخُذْنِي إِلَيْكَ مِنِّي. وَارْزُقِنِي الْفَنَاءَ عَنِّي. وَلاَ تَجْعَلْنِي مَفْتُوناً بِنَفْسِي. مَحْجُوباً بِحِسِّي. وَاكْشِفْ لِي عَنْ كَلِّ سِرٍّ مَكْتُومٍ. يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ. "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 29, 2022 12:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

بمناسبة الأحتفال بمولد سيدى محمد بن الحنفية

رضى الله تعالى عنه





سيدى محمد بن الحنفية رضى الله عنه(17هـ -83)

بسم الله الرحمن الرحيم

( قل لا أسألكم علية أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور )

(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )



- فى زيارة لآل البيت وبالخصوص سيدى محمد بن الحنفية بمنطقة القرافة الكبرى وهى خلف الإمام الليث بن سعد رضى الله عنه وبالتحديد بشارع عقبة ابن عامر الجهنى وجد هذا الضريح وهو فى مسجد صغير يضم شريح العاشقة للحب الإلهى رابعة العدوية رضى الله عنها وسبق الحديث عنها وضريح ثوبان إبراهيم أبو الفيض والمكنى بـ ( ذى النون المصرى ) وسبق أيضا الحديث عنه وبجواره ضريح سيدى محمد بن الحنفية وهذه الأضرحة الثلاثة بالقرب من مقابر قريش عند مقام سيدى عقبة بن عامر رضى الله عنه *



2 – وفى منطقة باب الوزير بحى القلعة وهذا الباب يطلق عليه باب الوداع وأوله من مصر القديمة عند مقام سيدى محمد بن أبى بكر الصديق وأطلق علي هذه المنطقة باب الوداع نظرا لأنهم كانوا يودعون الناس فيه موتاهم وهو ممتد إلى منطقة الحطابة أمام دار المحفوظات بحى القلعة وينتهى به إلى باب الوزير وفى هذه المنطقة وجد مقام آخر لسيدى محمد بن الحنفية ومثلما فى الصور وجد لوح رخامى مكتوب عليه(هذا مقام سيدى محمد ابن الإمام على أخو الإمام الحسن والإمام الحسين المشهور بابن الحنفية سنة 80 هجرية )

التعليق :

من الشاهد للكتابه أنها كتابة حديثة وأنا أعيش بمنطقة الحلمية الجديدة ولنا مقابر بهذه المنطقة وهذا المشهد الموجود بباب الوزير جديد ول أعلم كيف وضع هذا المشهد ولكن تأتى بالكتاب الذين سطرو عن هذا المقام


يو جد صور لضريح سيدى محمد بن الحنفية وقد وجد له ضريحين فى منطقتين مختلفتين أحداهما فى باب الوزير كما هو موضح بالصورة عند باب الوداع والآخر بقرافة سيدى عقبة بن عامر بجواز سيدى ذى النون المصرى ومشهد السيدة رابعة العدوية خلف الإمام الليث


هو الابن الأكبر بن الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنهما ، وأمه الحنفية خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة رضى الله عنهما جميعا ومقامه في مقابر سيدي عقبة بن عامر صاحب راحلة سيدنا رسول الله * وبجواره مقام سيدي ذو النون المصري – ورابعة العدوية رضى الله عنهما .

وقال الإمام الشعراني في الطبقات الكبرى :

كان يقول : من كرمت علية نفسه لم يكن للدنيا عنده قدر

وكان يقول : ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من لم يجد من معاشرته بدا حتى يجعل الله له مخرجا …

ولما كتب ملك الروم إلى عبد الله بن مروان يهدده ويتوعده ويحلف ليحملن إليه مائة ألف في البر ومائة ألف في البحر أو

يؤدى الجزيـة … كتب الملك إلي الحجاج أن اكتب إلى محمد بن الحنفية تهدده وتتوعده ثم أعلمني بما يرد عليك إليه فارسل ابن الحنفية كتابه إلي الحجاج يقول : إن لله ثلاثمائة وتسعين نظرة إلي خلقه –وأنا أرجو أن ينظر الله إلى نظرة يمنعني بها منك ، فبعث الحجاج بذلك الكتاب إلى عبد الملك بن مروان

فكتب مثل ذلك إلى ملك الروم فقال ملك :

ما خرج هذا منك ولا كتبت أنت به ولا خرج إلا من بيت نبوة



وقد ورد في كتاب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعـال للعلامة علاء الدين على المتقـى بن حسام الدين الهندي البرهانى ……

المتوفى عام 975 هـ :
إنه وقع بين محمد بن الحنفية وأخيه الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهما جميعا جفوة - فكتب محمد إلي أخيه الحسن يقول :

أما بعد …فإن أبى و أباك على بن أبى طالب لا تفضلني فيه
ولا أفضل فيه وإن أمك فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم و امي امرأة من بنى حنفية فوا الله لوأن ملء الأرض
من أمي ما عدلن أمك …. فإذا بلغك كتابى هذا فاحضر
لتترضاني ..فإنك أحق بالفضل منى …… والسلام . فما بلغ الكتاب الحسن حتى بادر إلى أخيه محمد وترضاه ..
واخبرنا محمد بن الصلت وخالد بن مخلد قال : حدثنا الربيع بن المنذر الثوري عن أبيه قال : وقع بين على وطلحه
كلام فقال له طلحة : لأجراتك على رسول الله ، سميت باسمه وكنيت بكنيته وقد نهى  أن يجمعهما أحد من أمته بعده .

فقال على : إن الجريء من اجترأ على الله وعلى رسوله ، اذهب
يا فلان فادع فلانا وفلانا - لنفر من قريش –
قالوا : فجاءوا - فقال : بم تشهدون .. ؟
قالوا : نشهدأن رسول الله - قال : سيولد لك بعدى غلام فقد
نحلته اسمي وكنيتي ولا تحل لأحدمن أمتي بعده


اخبرنا بن عثمان قال :

حدثنا أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد أن محمد بن على كان يكنى أبا القاسم .

أخبرنا يزيد بن هارون قال :

حدثنا على بن عمر بن على بن حسين بن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : سمعت ابـن الحنفية سنة إحدى وثمانينن يقول :
هذه لي خمس وستون سنة قد جاوزت سن أبى توفى وهو ابن ثلاث وستين سنة . ومات ابن الحنفية في تلك السنة ( 81 هـ ) .

وبقول السخاوى فى تحفة الأحباب وبغية الطلاب ص 372 :

ويوجد مشهد معروف بمحمد بن الحنفية بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم وليس بصحيح فان المنقول عن السلف انه لم يمت بمصر أحد من أولاد الإمام على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم ويحتمل أن يكون هذا من ولد محمد بن الحنفية وبالجبانة جماعة من نسل محمد بن الحنفية رضى الله عنه بغير هذا المشهد وفى صفحة 457 يقول السخاوى ( ضريح سيدى محمد ابن الحنفية ) ( رجل صالح ) ومعه رابعة المصرية ويتضح من هذا كله أنها مشاهد رؤيا لأن سيدى محمد بن الحنفية لم يدخل مصر ولنرى ما ذكره العلماء *

أولا : فى حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج 1 ص 204

للأمام الحافظ أبو نعيم الأصبهانى وهو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المهرانى الاصبهانى أبو نعيم فارسى الأصل وجده الأعلى مهران مولى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب ولد فى رجب سنة 336 هـ بأصبهان وهى بلد العلم التى خرجت أجيال وكبار المشاهير والعلماء وتوفى فى 20 محرم 430 هـ عن 94 عاما وقيل بن خلكان توفى فى صفر وقال ابن كثير كانت وفاته فى 28 محرم 430هـ أما الجوزى فقال توفى فى 12 محرم ودفن بمرديان فقال عن الإمام محمد بن الحنفية :

الإمام اللبيب ذو اللسان الخطيب ا* الشهاب الثاقب * والنصاب العاقب * صاحب الأشارات الخفية * والعبارات الجلية * أبو القاسم محمد بن الحنفية حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا حاتم بن اللبيب ، حدثنا هوذة بن خليفة ، حدثنا عوف الأعرابى عن ميمون عن وردان قال كنت فى العصابة الذين ابتدروا إلى محمد بن على بن الحنفية وكان ابن الزبير منعه أن يدخل مكة لكى يبايعه فأبى أن يبايعه وأراد الشام أن يدخلها فمنعه عبد الملك بن مروان أن يدخلها حتى يبايعه فسرنا معه ولو أمرنا بالقتال لقاتلنا معه فجمعنا يوما فقسم لنا فبشا يسيرا ثم حمدا الله تعالى فأثنى عليه وقال : ألحقوا برحالكم واتقوا الله عليكم بما تعرفون ودعوا ما تنكرون عليكم أنفسكم ودعوا أمر العامة واستقروا على أمرنا كما استقرت السماء والارض فإن أمرنا إذا جاء كالشمس الضاحية .

- وفى حديث أخر : حدثنا أبو عمر بن حمدان ، حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا عبد الوهاب بن عناب ، حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن على بن الحنفية عن على رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرس لؤلؤ والقلم لؤلؤ وطول القلم سبعمائة سنة وطول الكرسى حيث لا يعلمه العالمون ( مسند الفردوس للديلمى والدرر المنثور

قوله تعالى: وسع كرسيه السماوات والأرض ذكر ابن عساكر في تاريخه عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الكرسي لؤلؤة والقلم لؤلؤة وطول القلم سبعمائة سنة وطول الكرسي حيث لا يعلمه إلا الله ) . وروى حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة - وهو عاصم بن أبي النجود - عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال : بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام ، وبين الكرسي وبين العرش مسيرة خمسمائة عام ، والعرش فوق الماء والله فوق العرش يعلم ما أنتم فيه وعليه . يقال كرسي وكرسي والجمع الكراسي . وقال ابن عباس : كرسيه علمه . ورجحه الطبري ، قال : ومنه [ ص: 253 ] الكراسة التي تضم العلم ، ومنه قيل للعلماء : الكراسي ؛ لأنهم المعتمد عليهم ، كما يقال : أوتاد الأرض قال الشاعر :

يحف بهم بيض الوجوه وعصبة كراسي بالأحداث حين تنوب



وفى سيرة أعلام النبلاء للإمام شمس الدين محمد بن أحمد الذهبى المتوفى سنة 784هـ

- قال : هو السيد الإمام أبو القاسم وابو عبد الله محمد بن على بن أبى طالب عبد مناف بن عبد المطلب شيبة بن هاشم ، عمرو بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى الهاشمى المدنى أخو الحسن والحسين وأمه بن سبى اليمامة زمن أبى بكر الصديق وهى خولة بنت جعفر الحنفية *

- روى الواقدى : حدثنا ابن أبى الزيات بن هشام بن عمرو بن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت رأيت الحنفية وهى سوداء ، مشرطة حسنة الشعر أشتراها على بذى المجاز مقدمه من اليمن فوهبها لفاطمة فباعتها فأشتراها مكمل الغفارى فولدت له عونة وثيلل بل تزوجه بها مكمل فولدت له عونة وقيل إن أبا بكر وهبها عليا ولد فى العام الذى ما فيه أبو بكر .

- وقال الواقدى : حدثنا على بن عمر بن على بن الحسن عن عبد الله بن محمد بن عقيل سمعت ابن الحنفية سنة 81هـ يقول لى خمس وستون سنة جاوزت سن أبى فمات تلك السنة وقيل مات سنة 83 هـ

- وعن أبنه عبد الله بن محمد بن الحنفية وهو الإمام أبو القاسم الهاشمى العلوى المدنى روى عن أبيه حديث تحريم المتعة كما كان الحسن بن محمد بن الحنفية الإمام أبو محمد الهاشمى كان أجل الأخوين وأفضلهما .

- وقد حدث عنه بنوه ، عبد الله والحسن وإبراهيم وعون وسالم بن أبى الجعد ومنذر الثورى وأبو جعفر الباقر وعبد الله بن محمد بن عقيل وعمرو بن دينار ومحمد بن قيس وعبد الأعلى بن عامر الثعلبى وآخرون .

- ووفد على معاوية وبعد الملك بن مروان وكانت الشيعة فى زمانه تتغالى فيه وتدعى إمامته ولقبوه بالمهدى ويزعمون أنه لم يمت .

- قال الواقدى حدثنا معاوية بن عبد الملك بن عبيد الله بن أبى رافع عن أبيه قال لما صار محمد بن على الى المدينة وبنى بها داره بالبقيع كتب إلى عبد الملك يستأذنه فى الوفود عليه فأذن له فوفد عليه فى سنة ثمان وسبعين إلى دمشق فأنزله بقربه وكان يدخل على عبد الملك العامة فييسلم مرة ويجلس مرة ومرة ينصرف فلما مضى شهر كلم عبد الملك خاليا فذكر قرابته ورحمه وذكر دينا فوعده لقضاءه ثم قضاه وقضى جميع حوائحه وكان مائلا الى عبد الملك لإحسانه اليه ولإساءة ابن الزبير إليه .

- قال أبو نعيم الملائى مات ابن الحنفية سنة ثمانين

- قال الواقدى أنبأ نازن بن السائب قال سألت عبد الله بن الحنفية اين دفن أبوك ؟ قال بالبقيع سمة 81 هـ فى المحرم وله خمس وستين سنة فجأ أبان بن عثمان بن عفان والى المدينة ليصل عليه فقال أخى ما ترى ؟ فقال أبان أنتم أولى بجنازتكم فقلنا تقدم فصلى فتقدم .

وفى الطبقات الكبرى لأبن سعد ج 5 ص 66

هو محمد الأكبر بن على بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف بن قصى وأمه الحنفية خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن على بن بكر بن وائل ويقال بل كانت أمه من سبى اليمامة فصارت إلى على بن أبى طالب رحمه الله .

- أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا زيد بن السائب قال سألت أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية أين دفن أبوك ؟ فقال : بالبقيع قلت فى أى سنة ؟ قال سنة 81 هـ فى أولها وهو يومئذ ابن خمس وستين سنة لا يستكملها .

- أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا زيد بن السائب قال سمعت أباهاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية يقول وأشار الى البقيع فقال هذا قبر أبا القاسم ( يعنى أباه ) مات فى المحرم سنة 81 هـ وهى السنة الجحاف : سيل أصاب أهل
مكة جحف الحاج قال : فلما وضعناه فى البقيع جاء أبان بن عثمان بن عفان وهو الوالى يومئذ والى على المدينة
لعبد الملك بن مروان ليصلى عليه فقال أخرى ما ترى ؟ فقلت لا يصلى عليه أبان إلا أن يطلب ذلك إلينا فقال : أبان
أنتم أولى بجنازتكم .

ومن هنـــــــــــــــــــــــــا يتضح إلينا أن سيدنا محمد بن الحنفية لم يمت بمصر وإنما مات بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصـــــــلاة
والسلام وأما المشاهد الموجود بالقاهرى سواء بمدافن قريش أو بباب الوزير فإنها من مشاهد بناها العامة ولم
يذكر التاريخ والمؤرخون متى وكيف دخل سيدى محمد بن الحنفية مصر ( والله تعالى أعلم )

فى كتاب نيل الخيرات الملوسة للدكتور سعيد أبوالأسعاد ص 22

( محمد بن الحنيفية ) ( مقابر الوزير – القلعة ) هو ابن الإمام على كرم الله وجهه ونسب محمد إلى أمه تمييزا له عن أخوته ( الحسن ) و ( الحسين ) أبنى السيدة فاطمة الزهراء رضى الله تعالى عنهم أجمعين فكان يقال له محمد بن الحنيفية ( والحنيفية ) نسبة إلى بنى حنيفة بن لجيم واسمها ( خولة بنت جعفر ) واشتهرت بـ (خولة الحنيفية ) وفى هذا المقام يطيب لنا للأسوة والإعتبار ، أن نذكر الرسالة التى تدل على الرفعة فى المحبة والإيثار :

كان قد حدث كلام يوحى باختلاف وجهات النظر بين ( الحسين بن على ) رضى الله عنه وأخية ( محمد بن على ) رضى الله عنه ثم أفترقا متعارضين ومختلفين فى أدب وحياء وخلق ، فلما وصل ( محمد بن على ) إلى منزله ، فكر فى الأمر ورأى أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية فأمسكا قلما وتناول رقعة وكتب هذه الرسالة :



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 29, 2022 7:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45682
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 12, 2022 1:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

بمناسبة مولد سيدى أحمد الدرديرى



الإمام أبي البركات ،أحمد الدردير رحمه الله تعالى....

يقول حسن محمد قاسم فى كتابه :

( أبو البركات الدردير ) ( ....-1210 )





البحر الزاخر ، والكوكب الساطع الزاهر ، أوحد وقته فى الفنون العقلية والنقلية ، شيخ أهل الإسلام ، وبركة الأنام ، قطب العارفين ، سلالة الماجدين ، ذو المآثر والمناقب ، الذاكر الناسك ، العابد الزاهد ، حجة الأولياء ، وتاج الأتقياء ، قطب دائرة المحققين ، وسلطان العلماء العاملين ، مفتى العاملين ، مفتى الديار ، ومالك زمام الأسرار ، المجاهد المغازى فى سبيل الله ، الخاشع العابد الذاكر ، الأواه ، شيخ الطريقين ، وواحد الفريقين ، أبو الركات سيدنا الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن أبى حامد العدوى المالكى الشاذلى الخلوتى الملقب الدردير .

ولد رضى الله عنه وحفظ القرآن الكريم ، وأتم بعض العلوم ، وورج الأزهر ، وسمع دروس الأشياخ ، وبعد أن امتلأ من العلوم الظاهرية ، وأسندت إليه رئاسة المالكية ، سلك طريق القوم ، وشمر عن ساعد الجد ، فتلقى طريق الخلوتية ـ وقطع الأسماء .



قال رضى الله عنه فى ( رسالته ) لما لقننى شيخى وقدوتى سيدى شمس الدين سالم الحفناوى رضى الله عنه الذكر ، وقد سيقت لى إشارة ربانية قبل الاجتماع به أنى سأسير بسيره ، فلما لفننى الاسم الأول ، مكثت نحو ستى أشهر نذكر به حتى أحرق الذكر جسمى ، واذهب لحمى ودمى ، حتى صار مجرد جلدى على عظمى .

ولما بلغ رضى الله عنه ونفعنا به الذكر معه منتهاه ، وصارت روحانيته ذكرا فى ذكر من ذكر إلى ذكر ، صار فى هذا المقام لا يعى شيئا ، مع أنه كان يخاطب الناس بأحسن خطاب ن وبعد التمام رفع له الحجاب ، ونال ما نال ، وعد من الرجال ، واشير غليه بالكمال ، وغلب عليه حال الوجد والهيام ، ونزلت بساحته السادة الأعلام ، ثم تحقق وأظهر التحقيقات البديعة ، وصارت له أحوال عديبة .

تلقى طريق الشاذلية النقشبندية وسلك بهما وسلك وربى إخوانا على الصدق وأعوانا .

كان رضى الله عنه مهذب النفس ، كريم الخلق ، شهدت بفضله أهل مصر والمغرب والشام والعراق وقصدته سائ العباد من أقصى البلاد ، كان رضى الله عنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وله فى السعى على الخير يد بيضاء .

توفى رضى الله عنه ساس ربيع الأول سنة 1200 وصصلى عليه بالأزهر بمشهد حافل ودفن بزاويته التى أنشأها بخط الكعكيين بجوار ضريح سيدنا يحيى بن عقب رضى الله تعالة عنهما ، وضريحه مهبط للزائرين وكعبة القاصدين ومحل التجليات ومركز البركات ومعه فى هذا المقام من الأولياء خليفته بعد وفاته على الفقراء السيد السباعى الكبير وولده ذو الفضل الغزير ، والعالم الكبير رضى الله عنهم أجمعين ، ونفع المسلمين بعلومهم واسرارهم ، آمين .

وهذا المشهد المبارك مشهور بالركات ، روضة من رياض الجنة ، تفوح من جوانبه روائح المسك ، ويقصده القاصى والدان ، نفع الله به أمة سيد ولد عدنان ، اللهم ثبت قلوبنا على محبتك ومحمد منبع الجود والكرم ، وآله وأصحابه وورثته وحزبه . آمين ، آمين ، آمين .

هو الشيخ أحمد بن أحمد بن أبي حامد العَدوي المالكي الأزهري الخَلْوَتِي، الشهير بأحمد الدردير، ولد بقرية بني عدي التي تسكنها قبيلة بني عدي القرشية في أسيوط بصعيد مصر، وينتهي نسبه إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقد تلقب بـ (الدردير)؛ لأن قبيلة من العرب نزلت ببني عدي، وكان كبيرهم رجل مبارك من أهل العلم والفضل يدعى الدردير، فلُقِّبَ الشيخ أحمد به تفاؤلا. وقد ولد -رحمه الله- سنة سبع وعشرين ومائة وألف للهجرة (1127هـ)، وقد حفظ القرآن وجوَّده، وحُبِّب إليه طلب العلم، فقدم الجامع الأزهر وحضر دروس العلماء الأجلاء.
شيوخه

وقد أخذ الشيخ الدردير عن جملة من الأعلام المبرزين:

سمع الحديث المسلسل بالأَوَّلِية عن الشيخ محمد الدفراوي بشرطه.

وأخذ علوم الحديث عن الشيخ أحمد الصَّباغ. وتلقى الفقه على الشيخ علي الصعيدي العَدوي، ولازَمه في كل دروسه حتى ظهرت نجابته ونباهته. وأخذ طريق التصوف وعلومه على الشيخ شمس الدين الحفني، وبه تخرَّج في طريق القوم، فَتلقَّن الذكر وطريقة الخلوتية منه حتى صار من أكبر خلفائه.حضر دروس الشيخين الملَّوِي والجَوْهري وغيرهما.

تلاميذه

أخذ عن الشيخ الدردير كثرة من العلماء الأجلاء تخرجوا به وانتفعوا بعلومه، منهم: الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي.أبو الخيرات

مصطفى العقباوي الذي أكمل شرح أقرب المسالك. أبو العباس أحمد الصاوي. أبو الفلاح صالح بن محمد بن صالح السباعي. أبو الربيع سليمان بن محمد الفيومي.

مؤلفاته

للإمام أحمد الدردير مؤلفات كثيرة رائقة فائقة، منها:

شرح مختصر خليل. الذي هو عمدة الفقه المالكي، أورد فيه خلاصة ما ذكره الأجهوري والزرقاني، واقتصر فيه على الراجح من الأقوال.
أقرب المسالك لمذهب الإمام مالك. متن في فقه المالكية فرغ من تأليفه سنة 1193هـ، وطبع بالقاهرة عام 1321هـ ثم تعددت طبعاته بعد ذلك.
الشرح الصغير على أقرب المسالك. وصل فيه إلى باب الجناية ثم أكمله تلميذه الشيخ مصطفى العقباوي، وهذا الشرح هو الذي أقرَّه جميع المالكية في الفتوى، وعليه مشهور المذهب المالكي والأقوال المعتمدة فيه، واعتمده الشيوخ في تلقين المذهب للطلاب، وفي الفتاوى على مذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى، وقد طبع في بولاق بالقاهرة سنة 1281هـ.

نظم الخريدة السَّنِيَّة في العقيدة السُّنيَّة. في علم التوحيد على مذهب الأشاعرة، وشرحها كذلك.

تحفة الإخوان في آداب أهل العرفان في التصوف. شرح على ورد الأذكار للشيخ كريم الدين الخلوتي.

شرح مقدمة نظم التوحيد للسيد محمد كمال البكري. رسالة في المعاني والبيان. في علوم البلاغة.

رسالة أفرد فيها طريق حفص في القراءات. رسالة في المولد النبوي الشريف.

رسالة في شرح قول الوفائية «يا مولاي يا واحد يا مولاي يا دائم يا عليُّ يا حكيم». شرح على رسالة الشيخ البيلي في مسألة «كل صلاة بطلت على الإمام بطلت على المأموم».شرح على منظومة للشيخ أحمد البيلي في المستثنيات.شرح على رسالة في التوحيد من كلام العلامة الدمرداش.

رسالة في الاستعارات الثلاث. شرحٌ على آداب البحث والتأليف.شرحٌ على الشمائل المحمدية ولم يتمه.رسالة في صلوات شريفة اسمها (المورد البارق في الصلاة على أفضل الخلائق). التوجه الأَسْنَى بنظم الأسماء الحسنى. وتسمى بمنظومة الدردير أو منظومة الأسماء الحسنى للدردير. مجموعٌ ذكر فيه أسانيد الشيوخ الذين أخذ عنهم العلم. شرح على رسالة قاضي مصر عبد الله أفندي المعروف بططر زاده في قوله تعالى {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} الآية.

رسالة في متشابهات القرآن. رسالة تحفة السير والسلوك إلى ملك الملوك. العقد الفريد في إيضاح السؤال عن التوحيد.

صفاته

كان الإمام -رحمه الله- أوحد وقته في الفنون العقلية والنقلية، لُقِّبَ بشيخ أهل الإسلام وبركة الأنام، وقد كان صوفيا نقيا سنيا زاهدا، قوَّالا للحق، زجارا للخلق عن المنكرات والمعاصي، لا يهاب واليًا ولا سلطانًا ولا وجيهًا من الناس، وكان سليم الباطن مهذب النفس كريم الأخلاق ولما توفي الشيخ علي الصعيدي تعين الشيخ أحمد الدردير شيخًا على المالكية، وفقيهًا وناظرًا على «وَقْفِ الصعايدة» بل وشيخًا على «رواق الصعايدة» بالأزهر، بل شيخًا على أهل مصر بأسرها في وقته حِسًّا ومعنى، فكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كلا من الراعي والرعية، ويصدع بالقول مع صولة الحق، ولا تأخذه في الله لومة لائم وله في السعي على الخير يد بيضاء.

وقد أظهر الله تعالى على يديه كثيرًا من الكرامات ولذا لُقِّب بأبي البركات، وقد تواردت بذلك أخبار المؤرخين الثقات المعاصرين له كالجبرتي وغيره.

وقد اشتهر عنه -رحمه الله- أنه كان مجاب الدعوة بسبب تحريه أكل الحلال، وأنه كان لا يأكل طعامًا فيه شبهة، فإذا دعاه أحد من الناس على طعام سأل عن مصدر رزقه ليتحرى الحلال.

وقد ذكر عنه أن الوالي العثماني كان قد أجبر الناس على السخرة في عمل من أعماله وأغلق أبواب القلعة، فذهب الإمام الدردير مع الناس ووقف أمام الباب ودعا وأمّن الناس، فوقعت المواصيد والأقفال، ودخل حتى وصل إلى الخزائن وكلما وجد بابًا موصدًا وقف ودعا فينفتح الباب.

ومن أشهر مواقفه المشهودة التي تواتر الخبر بها موقفه مع أحد الولاة العثمانيين والذي أراد فور تعيينه أن يكون الأزهر هو أول مكان يزوره حتى يستميل المشايخ لعلمه بقدرتهم على تحريك ثورة الجماهير في أي وقت شاءوا وعند حدوث أول مظلمة، فلمَّا دخل ورأى الإمام الدردير جالسًا مادًّا قدميه في الجامع الأزهر وهو يقرأ وردَهُ من القرآن غضب؛ لأنه لم يقم لاستقباله والترحيب به، وقام أحد حاشيته بتهدئة خاطره بأن قال له: إنه مسكين ضعيف العقل ولا يفهم إلا في كتبه يا مولانا الوالي. فأرسل إليه الوالي صرة نقود مع أحد الأرقاء فرفض الشيخ الدردير قبولها وقال للعبد «قل لسيدك من مدَّ رجليه فلا يمكن له أن يَمُدَّ يديه» فكان الشيخ رحمه الله قدوة في الحال والمقال.

وفاته

تعلّل أياما ولزم الفراش مدة حتى توفي في السادس من شهر ربيع الأول سنة 1201هـ، الموافق 27 من ديسمبر سنة 1786م وصلي عليه بالجامع الأزهر بمشهد عظيم حافل، ودفن بزاويته التي أنشأها بجوار ضريح سيدي يحيى بن عقب، وهو مسجد عامر الآن.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 18, 2022 3:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112


بمناسبة مولد سيدى عبد الله بن أبى جمرة

سيدى عبد الله أبى جمرة

... – 675هـ




وأمام سيدى عطاء الله السكندرة يوجد حوش به عدة من الترب فى واجهة الباب تربة سيدى عبدد الله بن أبى جمرة وعلى يمين الداخل للحوش سيدنا ابن سيد الناس وعلى يسار الحوش من الداخل خلوة السيدة نفيسة رضى الله عنهماأخبرنا سيدى بن عطاء السكندرى فى رؤيته لحضرةرسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم ، سألنى رسول الله هل قابلت سلطان المشرق والمغرب يابن عطاء الله ؟ قال: من يارسول الله ؟ قال: انه عبد الله بن ابى جمرة من نظر اليه نظرة جبر...

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين اللهم انى أقدم بين يدى ذلك كله اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق وناصر الحق بالحق والهادى الى صراطك المستقيم , وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته والتابعين بقدر قدره ومقداره العظيم فى كل لمحة ونفس عدد ماوسعه علم الله *

يقول حسن قاسم فى التراجم :



عبد الله بن بن أبى جمرة الولى القدوة العارف بالله تعالى صاحب العلم الزاخر كان إماما عالما مقرئا محدثا حافظا أختصر صحيح البخارى وألف كتابه شرح بهجة النفوس ووصفه الشبنكى بأنه كان من أكابر أرباب القلوب

توفى سنة 699 هـ 1299 ودفن بالقرافة الكبرى وقبره بها معروف الى اليوم ، ترجم له التنبكتى فى ذيل الديباج ص 140 وأفرد له بعض تلاميذه جزء فى ترجمته وترجم له ابن الحاج وهو من أصحابه فى كتابه المدخل

زاوية عبد الله بن أبى جمرة



هذه الزاوية بخط جامع المقس المعروف بجامع أولاد عنان خارج باب البحر كانت للشيخ عبد الله بن أبى جمرة الأندلسى المرسى كما فى طبقات الشعرانى قال وكان قدورة ربانيا ذا تمسك بىثار النبى صلى الله عليه وسلم وجمعية على العبادة وشهرة كبيرة بالاخلاص والاستعداد للموت والفرار من الناس الا فى الجمع مات سنة خمس وسبعين وستمائة ولهم ابن أبى جمرة آخر اسمه أحمد حفظ مدونة الامام مالك رضى الله عنه ومات سنة تسع وتسعين وخمسمائة وابن أبى جمرة ثالث اسمه محمد كان كبير الشأن مقبوض الظاهر معمور الباطن معظما للشرع قائما بشرائعه وشعائره ولما مات دفن بالقرافة بمصر وقبره ظاهر بزاوية له كلام عال فى مقام النبوة والولاية والعلم فمن كلامه رضى الله عنه لوقدرت ان أقتل من يقول لا موجود الا الله لفعلت فما يقول فى بوله وغائطه وعجزه عن دفع الآ لام عن نفسه وشرطا لاله ان يكون قادرا فكيف يقول أنا عين الحق هذا من أضل الضلال وكان يقول لوتدبر الفقيه فى قراءته لا حترف بانوار القرآن وهام على وجهه وترك الطعام والشراب والنوم وغير ذلك وكان اذ رأى فدان القصب مثلا يقول يجىء منه كذا قنطار عسلا وكذا قنطارا سكر فيجىء كما قال وطلب السلطان ان يبنى له رباطا فاخذ بيده وأدخله جامع طولون وقال هذا الجامع لى أجلس فى أى مكان شئت منه وكان يقول ثلاثة لا يفلحون ابن الشيخ وزوجته وخادمه فاما ابنه فانه يفتح عليه عينه على تقليل المريدين يده وحمله على اعناقهم والتبرك به فيرضع من حب الرياسة والكبر فلا يؤثر فيه وعظ واعظ وأما الزوجة فانها تراه بعيم الازواج لا بعين الولاية وأما الخادم فتكرار رؤية الشيخ واطلاعه على أخواله العادية تقل عظمته عنده فاذا وفقهم الله تعالى انتفعوا بالشيخ أكثر من غيرهم ونالوا حظا وافرا

عبد الله بن أبى جمرة ( بسفح المقطم فى مواجهة مسجد ابن عطاء الله



هو أبو محمد عبد الله بن سعد بن أبى جمرة الأزدى الإمام القدوة الربانى ، قدم رضى الله عنه من الاندلس الى مصر وأستفر بها وأشتهر وكان ذا تمسك بآثار النبى صلى الله عليه وسلم ، ألف كتاب بهجة النفوس المسمى بحمع النهاية فى بدء الخير والغاية وهو شرح مختصر لصحيح البخارى وهذا الكتاب يحتوى على جمل من درر فرائض الشريعة وسننها ورغائبها وآدابها وأحكامها والإشارة الى الحقيقة بحقيقتها فى الناجية التى أشار ا والإشارة إلى كيفية الجمع بين الحقيقة والشريعة وتنيين الطرق الناجية التى أشار عليه السلام إليها والأشارة إلى بيان اضدادها والتحذير عنها وربما أستدل على بعض الوجوه التى ظهرت من الحديث بأى قرآنية وأحاديث تناسبها وتقويها فمنها باللفظ ومنها بالمعنى وأودع شيئا عاليا وذوقا راقيا من بيان طريقة الصحابة وآدابها وما يستنبط من حسن عباراتهم ، وتحرزهم فى نقلهم وحسن مخاطبتهم ، ومما يستنبط من ذلك من آداب الشريعة ، لأنهم هم الصفوة المقربون والخيرة المرفوعين ، ولأنهم هم الذين تلقوا مواجهة الخطاب بذواتهم السنية ، وشقوا بحسن السؤال عما وقع فى النفوس من بعض الإشكال فجاوبهم ضلى الله عليه وسلم بأحسن جواب وبين لهم بأتم تبيان فسمعوا وفهموا وعملوا واحسنوا وحفظوا وضبطوا ونقلوا وصدفوا فلهم الفضل العظيم علينا ، إذ بهم وصل حبلنا بحبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبحبل مولانا جل جلاله فلهم اليد العليا حقا وسبقا فجزاهم الله عنا أفضل ما جزى محسنا قد أحسن ، وإن ملحد تعرض إليهم وكفر نعمة قد أنعم الله بها عليهم فجهل منه وحرمان ، وسؤ فهم وقلة إيمان ، لأنه لو كان يلحقهم تنقيص ، لما بقى فى الدين سا قائمة لأنهم هم النقلة إلينا قإذا جرح النقلة الكرام ، دخل فى الأحاديث والاى ، الأمر المخوف الذى به ذهاب الأنام لأنه لا وحى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قال عز وجل فى كتابه العزيز ( لأنذركم به ومن بلغ ) وعدالة المبل شرط فى صحة التبليغ وقد قال صلى الله عليه وسلم ( أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم أهتديتم ) وما كم نجم إلا وله نور وضياء ، وجعلنا الله ممن أحبهم ... واستنار بنورهم ..

وللشيخ عبد الله بن أبى جمرة رقية شافية بإذن الله من العين وأماض النفس والبدن وهى:



بسم الله الرحمن الرحيم ( 3 مرات ) لا ضر إلا ضرك ، ولا نفع إلا نفعك ، ولا إبتلاء إلا إبتلاؤك ، ولا معافاة إلا معافاتك ، أنت الحى القيوم الذى لا يجاوزك ظلم ظالم من إنس ولا جن ، أعوذ بكلماتك التامة التى لا يجاوزهن بار ولا فاجر من إنس ولا جن ، اسألك بصفاتك العليا التى لا يقدر أد على وصفها ، وبأسمائك الحسنى التى لا يقدر أحد أن يحصيها ، واسألك بذاتك الجليلة ووجهك الكريم وبركات نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم أنبيائك أن تشفينى وتعافينى وترد ما بى على أعدائك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله واصحابه الطيبين الطاهرين

وفى شذرات الذهب لأبن العماذ فى وفيات سنة تسع وتسعين وستمائة :



توفى أبو بكر بن أبى جمرة محمد بن أحمد بن عبد الملك الأموى مولاهم القرشى المالكى القاضى ، أحد أئمة المذهب ، عرض المدونة على والده وله منه إجازة كما لأبيه إجازة من أبى عمرو الذاتى وأجاز له أبو بحر بن الاص وأفتى ستين سنة وولى قضاء مرسية وشاطبية دفعات ، وصنف التصانيف وكان أسند من بقى بالأندلس ، توفى فى المحرم

.سيدى عبد الله بن أبى جمرة رضى الله عنه



نسبه: هو عبد الله بن سعد بن أبى جمرة الأزدى الأندلسى، يتصل نسبه العالى بالصحابى الجليل سعد بن عبادة الأنصارى رضى الله عنه، وكنيته (أبو محمد)

مولده: ولد رضى الله تعالى عنه بالأندلس ، وتربى تربية دينية ، وحفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة، وله باع عظيم فى علم الحديث والاعتناء بآثار رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- وكان كثيراً ما يردد قوله –صلى الله عليه وآله وسلم - : ( من أدى إلى أمتى حديثاً واحداً يقيم به سنة ، أو يرد به بدعة ، فله الجنة)

حياته: كان رضى الله تعالى عنه كثير التنقل والترحال حتى استقر به المقام بمصر المحروسة ، وهو صاحب دعوة مستجابة، وكان كثير الرؤيا لسيدنا محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- فى حال اليقظة، ولما أخبر الناس بذلك أنكروا عليه ذلك فاعتزلهم فى بيته حتى توفاه الله – تعالى – فى عام خمس وسبعين وستمائة هجرية .


من مؤلفاته : كان رحمه الله تعالى من كبار علماء المالكية ، وكان عالماً بالحديث والقراءات، أفتى ، ودرس ، وصنف المصنفات، ومن كتبه : مختصر الجامع الصحيح للبخارى، اختصر به صحيح البخارى، ويعرف بمختصر ابن أبى جمرة أو جمع النهاية، وله شرح بهجة النفوس، وله المرائى الحسان فى الحديث والرؤيا.

وانتفع به جماعة مثل الشيخ أبى عبد الله المعروف بابن الحاج وغيره، وكانت إقامته بخط باب البحر، وكانت له زاوية بين السورين، وكانت وفاته فى سنة السبعمائة.

وتشرف بجواره جماعة من العلماء، ومع فى التربة قبر المرأة الصالحة أم الخير بنت الشيخ عبد الله بن أبى جمرة، وبها قبر الشيخ على القروى ، والشيخ سعد الدين الميمون وصهره الشيخ عماد الدين القفطى ، ومعه الشيخ عمر السنباطى وولده القاضى شرف الدين بن الصاحب وابنه القاضى شمس الدين .

وفى سير أعلام النبلاء ص 4112 الطبقة 31 :



الشيخ الإمام المعمر، مسند المغرب، أبو بكر، محمد بن أحمد بن عبد الملك بن موسى بن عبد الملك بن وليد بن أبي جمرة الأموي، مولاهم، الأندلسي المرسي . سمع الكثير من والده، من ذلك: التيسير لأبي عمرو الداني، بإجازته من الداني . وسمع من أبي بكر بن أسود، ومن أبي محمد بن أبي جعفر، وأجاز له أبو بحر سفيان بن العاص، والفقيه أبو الوليد ابن رشد، وأبو الحسن شريح، وخلق. وقد عرض المدونة على أبيه. قال الأبار: عني بالرأي وحفظه، وولي خطة الشورى وهو ابن نيف وعشرين سنةً، وذلك في سنة تسع وثلاثين وخمس مئة، وتقلد قضاء مرسية وشاطبة مرات، وكان بصيراً بمذهب مالك، عاكفاً على نشره، فصيحاً، حسن البيان، عدلاً، جزلاً، عريقاً في النباهة والوجاهة. صنف كتاب نتائج الأفكار في معاني الآثار ألفه عندما أوقع السلطان بالمالكية، وأمر بإحراق المدونة، وله إقليد الإقليد المؤدي إلى النظر السديد. قرأ عليه أبو محمد بن حوط الله الموطأ بسماعه من أبيه عن جده قراءةً. وتكلم فيه بعض الناس بكلام لا يقدح فيه.
وحدث عنه أبو عمر بن عات وأبو علي بن زلال. وكتب إلي بالإجازة، وأنا ابن عامين، وهو أعلى شيوخي إسناداً. مات بمرسية في المحرم سنة تسع وتسعين وخمس مئة عن نيف وثمانين سنةً. وقال أبو الربيع بن سالم: ظهر منه في باب الرواية اضطراب طرق الظنة إليه، وأطلق الألسنة عليه.

قلت: وقد سمع ابن الزبير التيسير من أبي عبد الله بن جوبر بسماعه منه.

وقال الشعرانى فى الطبقات

الإمام القدوة الربانى رضى الله عنه قدم مصر وله زاوية بخط المقس وكان ذا تمسك بأثار النبى صلى الله عليه وسلم وحالة وجمعية على العبادة وشهرة كبيرة بإخلاص والاستعداد للموت والفرار من الناس وانجماع عنهم الا فى الجمع وابتلى بالانكار عليه حين قال انه يرى سول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ويشافهه وقام عليه بعض الناس فانقطع فى بيته الى ان مات سنة خمس وسبعين وستمائة قلت ولهم ابن أبى جمرة آخر اسمه أحمد حفظ المدونة على مذهب الامام رضى الله عنه ومات سنة تسع وتسعين وخمسمائة بمرسية رضى الله عنه

وفى طبقات أبن الملقن
عبد الله بن أبي جمرة إلاندلسي؟ - 675 للهجرة



عبد الله بن سعد بن احمد بن أبي جمرة الأندلسي المرسى، القدوة الرباني. من بيت كبير، لهم تقدم ورياسة، قدم مصر، وله زاوية بالمقسى، ذو تمسك بإلاثر، واعتناء بالعلم وآله، وجمعية على السيادة، وشهرة كبيرة بالإخلاص، واستعداد للموت، وفرار من الناس، وانجماع عنهم، إلا من الجمع. وتذكر له كرامات.

واختصر قطعة من صحيح البخاري، وشرحها بشرح بديع، وفي أخرها تلك المرائي البديعة. وقصته مع أبي الجاني مشهورة.مات في تاسع عشر ذي القعدة، سنة خمس وسبعين وستمائة؛ وقد شاخ. ودفن بالقرافة، وقبره معروف، يتبرك به.قلت لهم: " ابن أبي الجمرة " أخر، اقدم منه، اسمه: محمد بن احمد ابن عبد الملك بن موسى بن أبي جمرة الأموي الأندلسي المرسي.سمع وأسمع، عرض المدونة على أبيه. مات بمرسية سنة تسع وتسعين وخمسمائة.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 18, 2022 3:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112


بمناسبة مولد السلطان أبو العلا رضى الله تعالى عنه

الإحتفال بمولد سيدى أبو العلا رضى الله عنه والذى ينتهى نسبه إلى مولانا الإمام الحسين رضى الله عنهم جميعا

• نسبه : هو العارف بالله الحسين أبو على الملقب بالسلطان أبو العلاء من آل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة سيدنا على زين العابدين بن الإمام الحسين رضى الله تعالى عنهم جميعا *

• مولده : ولد رضى الله عنه فى مكة أشرف وأحب بقاع الأرض إلى قلب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نزح إلى مصر حيث شاهد علماؤها والتقى بهم فآثر فيهم وتأثر بهم حتى أفاض الله عليه وكان رضوان الله عليه من عباد الله الزاهدين الورعين *




• حياته: مكث السلطان أبى العلاء فى خلوته بحى بولاق مدة أربعين سنة أنقطع خلالها إلى عبادة الله الذى أفاض عليه بكثير من أسراره*

وضريح السلطان أبو العلا يضم إلى جوار جسده الطاهر أجساد خمسة من الصالحين وهم الشيخ عيد والشيخ أحمد الكعكى والشيخ مصطفى البولاقى والشيخ رمضان البولاقى والسيد على حكشة رضى الله تعالى عنهم أجمعين *

وفى حديث للدكتور السعيد أبو الاسعاد فى كتابه نيل الخيرات الملموسة بزيارة أهل البيت و الصالحين بمصر المحروسة ص 78 ( هو الحسين ) أبو على بن الحسن الأكبر الذى يوجد ضريحه ومسجده رضى الله عنه بشارع حسن الأكبر بحى عابدين والذى يصل نسبة إلى مولانا الإمام الحسين بن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه رضى الله عنهم أجمعين *ولد رضى الله عنه بمكة المكرمة فى أوخر القرن الثامن الهجرى ثم نزح من مكة إلى مصر ونزل بالقاهرة بساحل النيل بأرض فضاء مملؤة بالبرك والبوص * وأتخذ خلوة فجاء الناس من كل مكان وسكنوا بجواره حتى أصبحت منطقة شديدة الأزدحام وأطلق عليها بولاق أبو العلا- وأصبحت الخلوة زاوية ثم مسجد وألحق بهت قبة دفن فيها الشيح أبو العلا بعد وفاته عام 890هـ بعد أن قضى حياته أمتدت مائة وعشرين عاما مضاها فى طاعة ربه وسنة جده المسطفى صلى الله عليه وسلم

• كلمة بولاق : أشتهرت بولاق مع قدوم الحملة الفرنسية على مصر واستخدامها موقعا للوصول إلى الوجه البحرى وأصل كلمة بولاق هو ( بو ) أى الجميلة بالفرنسية و( لاك ) أى بحيرة ومعنها البحيرة الجميلة ثم أنحرفت من بولاك إلى بولاق وهى جزيرة صغيرة غرقت بها سفينة كبيرة وتكون عليها الطمى حتى صارت أرض نومقابلها جزيرة الزمالك

وذكره على باشا مبارك فى خططه فى الجزء الرابع ص 51 فقال : هذا المسجد ببولاق القاهرة عند منتهى الجسر الموصل من جنينة الأزبكية إلى بولاق – جدده السادة الوفائية وعلى بابه كتابه بالخط الكوفى فيها بيتان تحتهما تاريخ ثلاث وستين ومائتين وألف *

وذكر فى كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية

تأليف تقى الدين أبى العباس أحمد بن على المقريزى المتوفى سنة 845هـ الجزء الثالث ص 131 قال :إن ساحل النيل كان بالمقس وان الماء انحسر بعد سنة سبعين وخمسمائة عن جزيرة عرفت بجزيرة الفيل وتقلص ماء النيل عن سور القاهرة الذى ينتهى الىالمق وصارت هناك رمال وجزائر وما من سنة إلا وهى تكثر حتى بقى ماء النيل لا يمر بها الا أيام الزيادة فقط وفى طول السنة يثبت هناك البوص والحلفاء وتنزل المماليك السلطانية لرمى النشاب فى تلك التلال الرمل فلما كان سنة ثلاث عشرة وسبعمائة رغب الناس فى العمارة بديار مصر لشغف السلطان الملك الناصر بها ومواظبيته عليها فكأنما نودى فى القاهرة ومصر أن لا يتأخر أحد من الناس عن إنشاء عمارة وجد الأمراء والوجهاء والجند والكتاب والتجار والعامة فى البناء وصارت بولاق حينئذ تجاه بولاق بولاق الدكرورى يزرع فيها القصب والقلقاس على ساقية تنقل الماء من النيل حيث جامع الخطيرى الآن *

• وهذا المسجد ببولاق القاهرة عند منتهى الحسر الموصل من جنينة الازبكية إلى بولاق جدده السادات الوفائية وعلى بابه كتابة بالخط الكوفى فيها بيتان تحتهما تاريخ سنة ثلاث وستين ومائتين وألف وهما

• قف على باب خاضعــــــا *** حسن الطن والتجـــى
• فهو باب مجــــــــــــــرب *** لقضاء الحـــــــــوائج



• وهو جامع مقام الشعائر وله ثلاث أبواب أحدهما على الشارع وهو الباب الكبير والثانى تجاه باب المقام غربى الجامع * موصل لعطفة ضيقة والثالث للميضأة ويشمتمل على غيوانين وثمانية أعمدة من الرخام ومنبره من الخشب النقى المنززل بالعاج ومحرابه مكسوة بالرخام المقسم ومنارة مرتفعة علهيا النقوش كثيرة ممنها سورة تبارك بتمامها وبداخله ضريحة سيدى أبى العلاء الحسينى عليه قبة عظيمة ومقصورة من الخشب لمضعم بالصدف والعاج والظاهر ان قولهم أبو العلا الحسينى من التحريف وإنما هو الحسين أبو على وترجمه الشعرانى فى الطبقات الكبرى فقال رضى الله عنه من كمل الارفين وأصحاب الدوائر الكبرى وكان كثير التطورات ومكث نحو أربعين سنة فى خلوة مسدود بابها ليس لها غير طاقة وكان من لا ييعرف أحوال الفقراء يقول هذا كيمارى سماوى وبنى له الخواجة ابن البرلسى زاويته هذه وكان رضى الله عنه بديئا من جميع ما فعله أصحابه من الشطح الذى ضربت به رقابهم فى الشريعة * وكان الشيخ عبيد أحد أصحابه الذى هو مدفون عنده الآن مثقوب اللسان لكثرة ما كا ينطق به من الكلمات التى لا تأويل لها مات سنة نيف وتسعين وثمانمائة ودفن بزاويته بساحل النيل ببولاق وله عدة كرامات
قال الشعرانى فى الطبقات : كان الشيخ حسين أبو على من كمل العارفين وأصحاب الدوائر الكبرى وكان كثير التطورات تدخل عليه بعض الأوقات تجده جنديا ثم تدخل فتجده سبعا ثم تدخل عليه فتجده فيلا ثم تدخل عليه فتجده صبيا ومكث نحو أربعين سنة فى خلوة مسدود بابها ليس لها غير طاقة يدخل منها الهواء وكان يقبض من الأرض ويناول الناس الذهب والفضة وكان من لا يعرف أحوال الفقراء يقول هذا كيماوى سماوى ولما شرع الخواجا ابن البرلس فى بناء زاويته قال أعداؤه إن هذا المصروف العظيم إنما هو من كيماء الشيخ حسين قبرطلوا عليه بعض العباق أن يقتلوه فدخلوا على الشيخ فقطعوه بالسيوف وأخذوه فى تلبس ورموه على الكوم وأخذوا على قتله ألف دينار ثم أصبحوا فوجدوا الشيخ حسينا رضى الله عنه جالسا فقال لهم غركم القمر وكانت النموس تتبعه حيثما مشى فى شوارع وغيرها فسموا اصحابه بالنموسية وكان رضى الله عنه بريئا من جميع ما فعله من الشطح الذى ضربت به رقابهم فى الشريعة وكان الشيخ عبيد أحد أصحابه الذى هو مدفون عنده الآن مثقوب اللسان لكثرة ما كان ينطق به من الكلمات التى لا تأويل لها وأخبرنى بعض الثقات أنه كان مع الشيه عبيد فى مركب فوحلت فلم يستطيع أحد أن يزحزحها فقال الشيخ عبيد اربطوها فى بيضي بحبل وأنا أنزل وأسحبها ففعلوا فسحبها ببيضه حتى تخلصت من الوحل إلى البحر ، مات رضى الله عنه سنة نيف وتسعين وثمانمائة ودفن بزاويته بساحل النيل بمصر



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 173 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6 ... 12  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 13 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط