موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 21 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: أعــــــــــــــــلام الغربيـــــــــــــــــة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 03, 2022 10:32 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112


سيدى داود الأعزب



على القدم المحمدى صار خواص هذه الأمة للذين سجدت قلوبهم فى محاريب الولاء والاصطفاء وارتقت ارواحهم فى معاريج القدس والصفاء حيث اتصلت بالمحبوب الاعلى وحظيت بالانس والاشراق فاكتملت عبوديتها لمولاها بفنائها حضرته ثم عادت الى الاكوان ربانية ملكوتية ، لتشع انوارها فى الوجود وتجذب المتقطعين الى رحاب القدس وتحرر الارقاء من عبودية النفس ، وتشرق ثم تشرق وتمد ثم توصل – إنها رسالة الورثة المحمديين اقطاب خر أمة اخرجت الناس رضى الله عنهم ومدنا بمددهم لنسير فى ركبهم وتحت لوائهم فى الدنيا ويوم الدين – من أعلام اولئك الائمة الاقطاب أمام جذبه الحق تعالى الى حضرته واستخلصه لنفسه فوصل الى الله وانقطع إليه واستمد من فيوضاته القدسية وقال عطاءه من الوراثة المحمدية فكان نعم المثل الصالح للسائرين على طريق العناية الربانية – إنه العارف باب الفتحات سيدى داود بن الاعزب رضى الله عنه وعنا به فى معية احبابه المقربين *
هو احد اقطاب الواصلين الذين ازدهر بهم القرن السابع الهجرى فكان حلقة متممة لسلسة الولاية المحمدية ومبعث الشعاع روحى غزا قلوب السالكين وبصائر المريدين ، وقد تألق سناه فى فترة حفلت بثراء روحى فى شتى بقاع العالم الإسلامى فحمل اللواء من سلقه الاخيار الى خلفه الاطهار وفيها بين تسلمه وتسليمه ضرب اروع أمثلة السلوك والتحقيق ووصل الى قمة الولاية والتمكين – وسيدى داود ينتمى نسبه الى البيت العلوى الشريف ، فأبوه سيدى مرهف بن احمد الذى تمتد سلسلة نسبه الى سيدى محمد بن الحنفية بن مولانا الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه – وقد ولدسيدى داود رضى الله عنه سنة ست وستمائة هجرة وكانت وفاته ليلة السابع والعشرين من جمادى الثانية سنة ثمان وستين وستمائة هـ - أما اسرته فقد كانت تقيم بالحجاز حيث ولد سيدى داود فى الصغر وتربى هنالك فى احضان عشيرته التى كانت تضم نخبة زكية من أهل التقى والصلاح مثل والده الشيخ مر هف ووالدته السيدة سلمى وكانت من القانتات العابدات وخالة العارف بالله سيدى محمد القصرى المدفون الان بقويسنا وزوجة خاله المذكور السيدة حامدة المدفونة باسنيت والسيدة صالحة شقيقته ووالدة خليفته من بعده سدى عمران رضى الله عنه الذى هو مدفون الى جواره فى ضريحه الانور بتفهنا العزب غربية – وحين قدم سيدى داود الى مصر وقد استوى عودته وتأهل للتربية الصوفية التقى بشيخه القطب العارف بالله سيدى أبى السعود بن أبى العشائر رضى الله عنه فى طبقاته هو من اجلاء مشايخ مصر المحروسة وكان السلطان ينزل الى زيارته وتخرج بصحبته سيدى داود المغربى وسيدى شرف الدين وسيدى ضر الكردى ومشايخ لا يحصون وكان يسمع عند خلع نعليه أنين كأنين المرض فسئل رضى الله عنه عن ذلك فقال : هى النفس نخلها عند النعال اذا اجتمعنا بالناس خشية التكبر ! وصام فى المهد رضى الله نه .. هذا هو سدى داود العزب الذى تربى على يديه ونال فتحه الالهى ونستطيع – فى ضوء ما ذكره الامام الشعرانى عن سيدى ابو السعود – ان نستجلى بوضوح صورة المرشد والمربى الذى نخرج من مدرسته الروحية أئمة واقطاب ومشايخ لا يحصون كما نستجلى ايضا نوعية هذا المنهج السلوكى الذى تربى به سيدى داود فى مدرسته شيخه القطب ابن ابى العشائر ، فهذا المنهج يعتبر فى جوهرة امتداد لمنهج القطب العارف سيدى احمد الرفاعى رضى الله عنه الذى من ابرز سماته : التواضع وفناء النفس فى طاعة الله والاخذ بالعزائم والتخلق بمكارم الاخلاق وخرق العادة وبذل الطاقة فى خدمة المسلمين ومن ثم نستطيع ان ندرك سر التجرد الذى يمثل ابرز سمات
القطب الاعزب والذى من اجله اثر العزبة على التأهل حتى لقب بالاعزب أو العزب – فلم يكن فى حياته متسع لزوجة ولا لولد – اذ كان مولاه هو شغله الشاغل الذى ملك كليته – وظاهر العزب نجدها خصوصية عند بعض اكابر الطريق كسدى احمد البدوى وسيدى ابراهيم الدسوقى وسيدى ابى زد البسطامى وغيرهم رضى الله عنهم أجمعين – وأن دلت هذه الظاهرة على شىء فانما هو التجرد الكامل من عارف لا يرى فى نفسه بقية بيها لغير الله – وليس لدية من الاستعداد ما يمكنه من القيام بأعباء التأهل – فصرف حياته لمولاه الذى استأثر به لنفسه فلم يشأ أن يجعل لغيره منه حظا ومن منطلق التفرغ والتجرد لساحة مليئة بالنور نضاحة بالاشراق حافلة بالامدادات – يخبرنا الامام المناوى رضى الله عنه عن مقام مولانا العارف بالله داود قائلا : داود الاعزب : صوفى نور حاله لا دركه مقم ولا نالى – ويقول بشر به قبل وجوده ابو الحجاج الاقصرى فقال ليظهرن داود الاعزب يكون قطب الارض والقائم بالوقت – لله درك يا سيدى داود فأنت واحد الدنيا فى عصرك ونخبة الله فى خليفته فى زمانك – ان مرتبة القطب هى ذروة مراتب الولاية وفى تعريف القطب يقول سيدى احمد ضياء الدين الكمشخانوى شخ استاذنا الشيخ جودة ابراهيم قدس الله سرهما : القطب هو الواحد الذى هو موضع نظر الله من العالم فى كل زمان وهو على قلب اسرافيل عليه السلام وهاكذا سبقت البشرى بالقطبية من سيدى أبى الحجاج رضى الله عنه الذى كان قطب زمانه قبل سيدى أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنه مباشرة وانتقلت القطبية منه اليه – ومن مناقب القطب الاعزب ما ذكره الصوية من أنه قد توفر لسيدى داود ان يلتقى بقمة الولاية الشامخة فى هذا القرن أعلى مولانا سلطان الاولياء سيدى احمد البدوى رضى الله عنه فيروى ان سيدى احمد البدوى حين قدم من العراق الى مصر اقبلت اليه وفود الاولياء مهنئة ومبايعة ل بأمامته للآولياء فى عصره وكان ممن قام بتهنئة سيدى داود الاعزب رضى الله عنه ويبدو أنه لم يأت اليه الا عقب الوفود جمعا فسأله مولانا احمد البدوى عن مجيئه آخر الوفود فقال سيدى داود – جرت العادة يا سيدى ان يأتى الملوك اولا ثم الخدم والعبيد ثانيا !! فرد عليه سيدى احمد البدوى قائلا : لا يادود ، بل الخدم والعبيد أولا ثم الملوك ثانيا
ومن كرامات سيدى داود : انه صنع له اسنان طعاما وذبح له شاه فعلم والده فحنق من ذلك فلما جىء له به قال لاصحابه ( كلوا اللحم واجمعوا العظم ولا تكسروا منه شيئا ) فلم يشعر به الا وهو يرعى مع الغنم – ومن كراماته أيضا رضى الله عنه ان امرأة جاءته بولد قد تعوجت يداه ورجلاه وقالت ان والده ينكره لما قاله فما ترى ؟؟ فأحضروا والده فقال له سيدى داود : ان برىء من ذلك تستلحقه ؟ قال نعم فوضع يده على الولد فقام صحيحا سليما !!
وذكر الامام المناوى ايضا ان من كرامات سيدى داود ان ابن الحبشية واقع جارية له سوداء فأتت ببنت فقال لها ان قلت انها منى قتلتك ثم دخل على الشيخ فقال له الشيخ : ارى جارية بالباب تشكو منك ، أختر اما الصلب او الضرب فخرج من عنده فلقيه امير البلد فضربه كما قال الشيخ رضوان الله عليه – إنها مكاشفات الاولياء وخوارقهم وتصريفهم النافذ الذى منحهم الله اياه قد بدت اجل من الشمس فى وضح النهار على يد سدى داود الاعزب الذى بلغ علياء التقرب والتمكين فلقب بعدة القاب تشير الى سمو منزلته مثل ( باب الفتوحات – خامس الاقطاب – أى الاقطاب الاربعة وهم سيدى احمد البدوى وسيدى ابراهيم الدسوقى وسيدى عبد القادر الجيلانى وسيدى احمد الرضى الله تعالى عنهم كذلك لقب بسياف الاربعة أى منفذ احكامهم الباطنية التى يصدرونها عن الهام من الله وله غير ذلك من الالقاب والمآثر مما هو مذكور فى مناقبه رضى الله عنه
قرية تفهنا العزب
هى إحدى القرى التابعة لمركز زفتي محافظة الغربية وتقع على الطريق بين زفتي وبنها وتتوافر بالقرية خدمات متنوعة أهمها يرجع اسم تفهنا (العزب)الي أصل هيروغليفي بمعني الربوة العاليةوقد ورد ذالك في أحد مؤلفات(البحتري)وقد ورد اسم تفهنا في كتب المؤرخين القدامي.يلاحظ ان المنطقة التي يوجد بها مسجد سيدي داود العزب بالفعل ربوة عالية ينحدر منها شوارع الي مختلف الاتجهات.مم يؤكد تفسير معني الاسم.وهذا يعني أيضا أن البلدة عريقة وقديمة قدم نهر النيل الذي تطل علي أحد فروعه.وقد أضيف اسم العزب إليها بعد أن استقر بها العارف بالله سيدى داود العزب منذ القرن السابع الهجرى
وسيدى داود هو السيد داود بن السيد مرهف بن احمد بن سليمان بن وهب الذى يمتد سلسة نسبه الى سيدى محمد بن الحنفية رضى الله تعالى عنه بن سيدنا على بن أبى طالب كرم لله وجهه
ولد رضى الله تعالى عنه سنة 606هـ بالأراضى الحجازية وحين قدم الى مصر وقد استوى عوده وتأهل للتربية الصوفية التقى بشيخه أبى السعود ابن ابى العشائر وهو من اجلاء مشايخ مصر المحروسة فى القرن السابع الهجرى وتربى على يديه ونال فتحه الإلهى وشرب من منهله الصوفى الذى ظهر واضحا فى نهجه وسلوكه والذى يعتبر فى جوهرة المتدادا لمنهج القطب العرف بالله سيدى احمد الرفاعى رضى لله تعالى عنه والذى من ابرز سماته التواضع والفتوة وفناء النفس فى طاعة الله والأخذ بالعزائم والتخلق بمكارم الاخلاق وبذل الطاقة فى خدمة المسلمين –
وسمى بالاعزب لانه لم يكن فى حياته متسع لزوجة ولا لولد إذ كان مولاه هو شغله الشاغل الذى ملك كليته وقد وصفه الامام المناوى قائلا : ( داود الأعزب : صوفى بحره طامى ، ونور حاله لا يدركه مقدم ولا نالى )
توفى رضى الله عنه سنة 668 هجرية رضى الله عنه وعن أولياؤنا الصالحين الطيبين الطاهرين
يقول المناوى فى الكواكب الدرية ج 2
سيدى داود الأعزب هو صوفى بحره طامى ، ونور حاله لا يدركه مقدم ولا تالى ، بشر به قبل وجوده أبو الحجاج الأقصرى وقال : ليظهرن داود الأعزب ، يكون قطب الأرض والقائم بالوقت .
ولما قدم مصر اجتمع به الجعبرة ( سيدى الجعبرى وضريحه بباب النصر ذكر فى منطقة باب النصر ) ، فسئل عنه فقال : ما اقول فى سبع من لم يلزم معه الأدب يفترسه ، دخلت عليه فنسيت ما معى من العلوم
ومن كلامه
كرمة الولى أن لا تعرض أصحابه على النار إلا تحلة القسم ( وإن منكم إلا واردها ) } سورة مريم : 71 {
وقال : إذا قامالولى من قبره أتته خلع الرضا ، ونشر قدامه لواء يملأ ما بين المشرقين ، ونادى جاويشه بين يديه للمحشر .
وقال : إذا رأيتم جاه الرجل قائما بعد وفاته فاستدلوا به علىنفعه فى الآخرة ، وإن نقص فهو كمن تولى ضيعه حكم بها ، فلما انصرف صار من جملة الرعية



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعــــــــــــــــلام الغربيـــــــــــــــــة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 10, 2022 4:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

المحلة الكبرى


الصحابى عبد الله بن الحارث الزبيدى
المدفون بسفط تراب

تحقيق دقيق فى وفاته ودفنه

بقلم النسابة حسن محمد قاسم

تعليق الحفيد على محمود محمد على





فى زيارة الى قرية سفط تراب التابعة للمحلة الكبر وجد ضريح ومسجد سيدى عبد الله بن الحارث رضى الله تعالى عنه ،
الحمد لله رب العالمين الذى جعلنى وشرفنا بالبحث عن آل البيت عليهم السلام وعن الصحابة وأولياء الله الصالحين فى مصر المحروسة ، كما أبعث بتحية إلى روح جدى النسابة حسن محمد قاسم بفضله سطرت هذه الكلمات البسيطة عن . فرحمه الله تعالى عليه وعلى والديه وعلى ذريته إلى يوم الدين آمين آمين آمين


يقول حسن محمد قاسم العالم العلامة الشهير :



جاءنى من حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبد الغنى عوض من العلماء وإمام وخطيب مسجد القرشية بميت يزيد خطابا يسألنى فيه عن ذلكم الصحابى المذكور وعن عبد الله بن سلام المدفون بالسنبلاوين وقد جاء فى خطابه ما نصه :

..... أن تذكر لنا تاريخ سيدنا عبد الله بن الحارث المدفون بصفط تراب مركز المحلة الكبرى :

وتاريخ سيدنا عبد الله بن سلام المدفون بناحية ثمى مركز السنبلاوين ، وهل ما يشاع من أن الأنسان إذا نودى أى ولى هناك وهو جالس فى حجرة بقربه مر مثاله وخياله على الحائط ، له حقيقه أم لا

عبد الغنى عوض


من العلماء بميت يزيد غربية

وأنى لأتقدم بالشكر لفضيلة الأستاذ حيث أتاح لى فرصة البحث عن مشكلة عويصة طالما منيت نفسى بها وما كنت أظفر بطائل أمام ما كان يعترضى من عقبات أمام هذا البحث الشاق – أما الآن فقد استطعت بتوفيق الله تعالى إزالة هذه العقبات والوقوف على حقيقة الأمر وإنى لأرجو من وراء ذلك الخدمة التاريخية وحسب وتلبية لرغبة فضيلته التى هى رغبة الكثيرين من أهل هذه البلدة وغيرهم .

عبد الله بن الحارث
( فى مصر )



فى سنة 20 من الهجرة رغب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (1) رضى الله تعالى عنه فى فتح مصر إذ قد علم أرتباطها بالجزيرة العربية وبالأقطار الشرفية عامة ولما فيها من الميراث والخيرات وما إلى ذلك – فاختار لفتحها عمرو بن العاص لكونه قد سبق له أن جاس خلالها وسلك مسالكها – وما تمت عزيمة عمر على غزو مصر حتى جهز عمرا بجيش عرمرم وأمده برجالات من الصحابة ، عد فيهم ابن الحكم فى فتوح مصر وأبو المحاسن فى النجوم الزاهرة ( 1 – 21 )
عبد الله بن جزء بن الحارث الزبيدى وهو الذى ينتهى اليه بيت القصيد من بحثنا هذا .

جاء عمر بذلك الجيش الجرار إلى مصر وبعد غزوات أعقبتها فتوحات وانتصارات باهرات تم فتح مصر وأشرق على ربوعها نور الإسلام بعد أن خيم عليها ظلام الجهل والشرك – فعدت مصر الفرعونية لدا إسلاميا ظهر فضله على العالم أجمع ؛
-----------------------------------------------------------------------
(1) هذل بخلاف ما عليه المؤرخون لفتح مصر قدماء ومحدثين فانهم ينسبون فتحها الى رغبة عمرو بن العاص وهو ليس من الأنصاف فى شىء مسته اذ قد بان الصبح لذى عينين وأسفر عن وجه الحقيقة راجع ما كتبناه عن غزو مصر فى كتابنا تاريخ الجندية الإسلامية .
-----------------------------------------------------------------------

تولى عبد الله بن جزء هذا قيادة فبلق من فيالق الجيش – وقد استطاع أن يقوم بتأدية وظيفته على الوجه الأكمل فقد أبلى بلاء حسنا لا فى فتح قاعدة مصر وحسب بل فى فتح أحوازها وكورهما فأشترك فى فتح بعض القرى والبلدان الواقعة فى الجهة الغربية للمدينة – وما كان عمرو يترك هذا القائد الباسل دون أن يجازية على ما بذله من قوة وإخلاص فى عمله – ففاوضه فى البقاء فى مصر أم الارتحال منها إلى الجزيرة – فرغب فى تدبرها فأقطعه إحدى قراها الغربية فأخذها هذا شاكرا لأنعم الله تعالى وعناية عمرو به . فسكنها وبنى بها دار لسكناه فى دنياه وشاءت إرادة الله تعالى أن تكون سكنا فى أخراه .

ماضى صفط ابى تراب
وحاضرها



هذه القرية التى تملكها المذكور كانت إحدى المراكز الدينية ذات الشأن العظيم عند المصريين لكونها كانت مقرا لاله من آلهتهم ، وقد عرفت فى لغتهم باسم } سبدو { ثم عرفت فى مصر الإسلامية بسفط القدور – لكن ما لبث هذا التحويل أن سطا عليه اسم المركز الآخر الذى كان لصيقا له وقد عرف فيما بعد بسفط أبى تراب (

ولو أننا نرجح أنها عرفت بكنية عبد الله بن الحارث نفسه كما سيأتى .


ظلت هذه البلدة حقبة من الزمن طويلة تعرف سفط أبى تراب وما برحت أن عرفت بسفط عبد الله وذلك من لدن قرن ونصف أو أكثر – ثم هى الآن من نحو نصف قرن تعرف بسفط تراب أو سفط غربية – وقد جاء عنها بمذكرة : الأستاذ المحقق العالم الثرى ] محمد بك رمزى [ صديقنا الأوفى ما نصـــــه :

1 – سفط تراب : هذه القرية هى التى وردت فى الكتب القديمة باسم سفط أبى تراب من الغربية وهى بذاتها التى ذكرها على مبارك باشا باسم سفط البصل من قسم محلة منوف وتكتب الان صفط تراب بالصاد فى أولها بدل السين وهذه البلدة لا تزال موجودة إلى اليوم وهى إحدى قرى مركز المحلة الكبرى بمديرية الغربية وبها محطة على السكة الحديدية التى بين طنطا والمنصورة .

2 – وأما سفط القدور فهى قرية أخرى ذكرها ياقوت فى مشترك البلدان كما ذكر سفط أبى تراب وما اشترك معها فى اسم سفط من البلدان المصرية

قال ياقوت سفط القدور قرية بأسف الأرض من كورة الغربية .
وقال الزبيدى صاحب تاج العروس سفط القدور هى المعروفة باسم سفط عبد الله بالغربية وبها توفى عبد الله بن جزء الزبيدى آخر من مات من الصحابة فى مصر وقبره ظاهر يزار وقد زارة صاحب التاج . وبالبحث عن هذه القرية تبين لى انها قد اندمجت فى سفط أبى تراب حتى صارتا شيئا واحدا أوعرفت بكنية الصحابى المدفون بها اليوم وبها حسبما أخبرت من الثقات مقام سيدى عبد الله بن الحارث .

ويقول الحموى فى معجم البلدان : سفط القدور بفتح أوله وسكون ثانيه والقدور جمع قدر : وهى قرية بأسف مصر ؛ ينسب إليها عبد الله بن موسى السفطى مولى قريش ، روى عن إبراهيم بن زيان بن عبدالعزيز ، روى عنه ابنه وهب ؛ قال أبو سعد : رأيت فى تاريخ مصر مضبوطا سقط القدرو بالقاف وهو تصحيف



سفط

يقول على مبارك باشا فى خططه



( سفط ) بسين ففاء فطاء مهملة عدة قرى من ديار مصر يمتاز بعضها عن بعض بالاضافة إلى كلمة أخرى قال فى القاموس وصفط مضافة الى أبىجرجى والعرفاء والقدور والزيت وزريق والحناء واللبن والبهو وابى تراب وسليط وكرداسة وقليشان وميدوم ورشين والخمارة ونهيا والمهلبى سبع عشرة قرية بمصر وقد عثرنا على خمسة عشر منها مع بعض تغيير فى الجزء المضاف اليه

1 – سفط أبى جرجى : قرية من مديرية المنية بقسم بنى مزار موضوعة غربى بو جرج
2 – سفط أبى زينة : قرية من مديرية البحيرة بقسم الحادر
3 – سفط البصل : قررية من ميديرة يالغربية بقسم محلة منوف واقعة شمال شرق لمحلة رومح
4 – سفط البيهو : قرية من مديرية المنية بقسم طحا الاعمدة
5 – صفط جدام : قرية من مديرية المنوفية بقسم منوف شرقى الترعة الباجورية
6 – سفط الحنا : قرية من قسم بلبيس بمديرية الشرقية واليها ينسب الشيخ محمد ابن أحمد بن يوسف بن حجاج الوللوى السفطى
7 – سفط الخمار : قرية من مديرية المنية وبها عدة أضرحة ضريح سيدى نهار وسيدى الشيخ الرويدى وسيدى بشر الحافى وسيدى يوسن وسيدى عيسى وبها ضريح يزعم العامى أنه قبر سيدى معروف الكرخى
8 - سفط الخرساء : بقسم الفشن جنوب سفط العرفاء
9 –سفط رشيد : قرية من مديريةي بنى سويف واليها ينسب الشيخ محمد صلاح عبد الرحمنالشمس ويلقب قديما ناصر الدين الرشيدى
10- سفط زريق : قرية من مديرية الدقهلية بقسم ميت غمر
11 - سفط العرفاء : قرية من قسم الفشن بمديرية المنية وينسب اليها الفاضل الفقيه الشيخ محمد بن أحمدالحنفى الأزهرى الشهير بالصائم – وشيخ الاسلام الشيخ أحمد بن الشيخ عبد الجواد السفطى الشهير بالصائم السفطى والذى تولى مشيخة المقارى المصرية ومسجد سيدنا الحسين ومشيخة رواق الفشنية بالازهر
12 – سفط العنب : قرية من مديرية البحيرة
13 – سفط القرعة : قرية من مديرية البحيرة بقسم شبراخيت
14 –سفط اللبن : قرية من مديرة الجيزة
15 – سفط ميدوم : قرية من مديرية بنى سويف

ويقول حسن قاسم فى جدول له ذكر أسماء البلاد التى تعرف بهذا الأسم



1 – صفط الحنا الزقازيق الشرقية
2 – صفط جدام تلا منوفية
3 – صفط تراب المحلة الكبرى غربية
4 – صفط العنب كوم حماده بحيرة وهى صفط قيشان
5 – صفط خالد كوم حماده بحيرة
6 – صفط الملوك إيتاى البارود بحيرة وهى سفط الزيت
7 – صفط اللبن إمبابة وهى سفط نهيا
8 – صفط الشرقية الواسطى بنى سويف وهى سفط ميدوم
9 – سفط الغربية الواسطى بنى سويف وهى بنى وغلا
10- صفط راشين بنى سويف
11- صفط اللبن المنيا وهى سفط المهلبى
12- صفط أبو جرج بنى مزار
13- صفط الخرسه الفشن
14- صفط العرفا الفشن
15- سفط زريق السنبلاوين دقهلية
16- سفط الخمار المنيا




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعــــــــــــــــلام الغربيـــــــــــــــــة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 12, 2022 9:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

السيد محمد العقاد
( 1269 - .... )




يقول حسن قاسم فى الطبقات الشاذلية

أستاذ مشايخ الطريقة الشاذلية الوفائية ، أيد الله دولتها العية ، وسلم الحضرة النبوية ، وسلالة العصابة الهاشمية ، المحلوظ بعناية رب البرية ن حجة الإسلام ، وكهف الأنام ، حامل لواء العارفين ن واستاذ المشايخ الراسخين ، كوكب العناية ، وقطب دائرة الهاداية ، أستاذ التصوف والإرشاد ، ملاذ أهل التمكين ، ذو الإمداد الشريف ، الحسيب ذو النسبتين العلويتين ، والسلالتين الطاهرتين ، أبو المواهب شيخى وملاذى ، سيدنا ومولانا الأستاذ تاج الدين السيد محمد بن أحمد العقاد الحسينى الإدريسى الشاذلى الوفائى رضى الله عنه وأرضاه ، أخذت الطريقة ، وتلقيت أنوار الحقيقة على يديه بواسطة صفوة خواصه المقربين المتحققين بحقائق التمكين ، أهل الشهود المتمتعين بجمال الحضرتين ، وارث السرين ، سيدى العارف بالله مولانا نسيم حلمى الدرمللى الشاذلى رضى الله عنه وارضاه وطيب مضجعه وثراه ، ومنذ أخذتها تعلق قلبى بمحبته رضى الله عنه ، وكنت إذ ذاك لم أجتمع به ، وبقيت هكذا مدة ستة أعوام ، فلما اجتمعت به بعد هذه المدة ، وعاينت ملا علا جبينه من الأنوار بعطفه النبى المختار ، وشاهدت من معارفه ولطائفه ما بهر عقلى ، وقادنى إليه ، فسمعت منه مالم أسمعه قط من إنسان ، ولا طرق أذنى فى أى زمن من الأزمان ، فأيقنت بأنه ولى من أولياء الله تعالى ، ومن أهل الشهود والعيان ، المستمدين من بحر سيد الأكوان ، وكذا ما سمعته من أصحابه ، فحول الرجال ، فأحببت أنأقيد جميع ما سمعته بأذنى ، ورأيته بعينى ، وشاهدته بروحى ، والمقصود هو الانتفاع لأهل المحبة والاتباع ، لا لحصر مناقبه وفضائله ، فإنا لو تتبعناها فلا نقف لها عند حد محدود ، فإنه رضى الله عنه مغترف من بحر سيد الوجود بنعت أهل الشهود ، واعلم وفقك الله أنى ما قيدت إلا نفقطة فى بحر زاخر ، تلاطمت أمواجه ، فتطاير منها قطرات على أهل المحبة ، ونفعنا الله بهذه القطرات ، بحق علام الخفيات ، وكيف أحصى مناقب من شهد بفضله الخاص والعام ؟! أم كيف أحصى من اتفق على جلالة قدره وولايته المشرقان والمغربان بل وعموم الإسلام ؟!

ومن لى بحصر البحر والبحر زاخر ومن لى بإحصاء الحصى والكواكب



فأقول ، وفى بحر مدده أجول :

نسبه الشريف : اعلم أيها المشغول بذكر أهل الله أن شيخنا رضى الله عنه هو الستاذ السيد محمد العقاد بن سيدنا ومولانا أحمد بن سيدنا ومولانا أحمد العقاد الكبير بن سيدنا ومولانا مصطفى العقاد دفين المحلة بن سيدنا وملانا محمد العقاد بن سيدنا ومولانا مصطفى بن سيدنا ومولانا محمد بن سيدنا ومولانا يوسف العقاد بن سيدنا ومولانا أحمد بن سيدنا ومولانا أحمد بن سيدنا ومولانا عبد الرحمن بن سيدنا ومولانا محسن العقاد بن سيدنا ومولانا حسين بن سيدنا ومولانا خليل بن سيدنا ومولاننا محمد بن سيدنا ومولانا عبد الواحد العقاد الكبير بن سيدنا ومولانا عبد السلام بن سيدنا ومولانا محيى الدين بن سيدنا ومولانا محمد بن سيدنا ومولانا عيسى بن سيدنا ومولانا محمد أبى البركات بن سيدنا ومولانا تاج الدين بن سيدنا ومولانا على بن سيدنا ومولانا محبى الدين بن سيدنا ومولانا محمد شمس الدين ين سيدنا ومولانا عبد السلام بن مولانا مشيش شيخ سيدنا ابى الحسن الشاذلى قدس سره بن سيدنا ومولانا أبى بكر بن سيدنا ومولانا على بن سيدنا ومولانا مرمه بن سيدنا ومولانا عيسى بن سيدنا ومولانا سلام بن سيدنا ومولانا مزوار بن سيدنا ومولانا على جد السادات الوفائية بن سيدنا ومولانا محمد بن مولاى إدريس الأصغر بن مولاى إدريس الأكبر بن مولانا عبد الله المحض بن مولانا الحسن المثنى بن مولانا الحسن السبط بن مولانا أمير المؤمنين كرم الله وجهه ورضى الله عنهم أجمعين

مولده رضى الله عنه ومنشؤه وصفته :

العم أيها الأخ فى الله السالك طريق أهل الله ، أن شيخنا الإمام العلامة الهمام ، ذا النسبتين الطاهرتين المعنوية والحسية ، سراج الأولياء ، وتاج الأصفياء ، القطب الغوث ، والفرد الليث ، الولى الصالح ، والكوكب الواضح ، شبخ الكريقة ، وإمام الطالبين للحقيقة ، مربى المريدين ومرشد السالكين وزمزم أسرار الواصلين ، من سلك مسالك البرار فشملته عواطف النبى المختار ، السارى سره فى الوجود ، المقتبس من نوره كل موجود ، ولد حفظه الله ومتعنا ببقائه ورضاه بالمحلة الكبرى سنة 1269 ، ونشأ بها فى حجر والده المرحوم بكرم الله ، فحفط القرآن وأتم العلوم الظاهرة ، ومال غلى العلوم الآخرة ، فسلك على يد استاذه ومربيه ، وهوالذى رباه ، وفى حرجه أنشأه ، فكان رضى الله عنه مثال الكرم والاستقامة ، والورع والزهد ، تبدو على وجهه دلائلل الأنوار ، وتشرق من جبينه لوامع الأذكار .

نشأ رضى الله عنه عفيقا ، طاهر النفس ، ورعا زاهدا ، متحققا بمقامات الإحسان ، وأرثا لمكارم جده صلى الله عليه وسلم متمسكا بآداب مشايخه ، رضوان الله عليهم أجمعين ، ولما كملت معانيه ، وتحققت لدى الطالبين جواهر مبانيه ، اجلسه الحق على بساط النور وكرمه وشرفه على ممر الدهور ، ولما حانت وفاة أستاذه أمره بالإرشاد وخلع عليه خلع القبول والإمداج ، فورث السرين ، سر أستاذه ، وسر ذاته الشريفة ، وقد بشره أستاذه بحضرة فحول الرجال ، بانتشار الطريق على ممر الأيام والليال ، فكان بحمد الله ما أخبر به ، وكثرت على يديه الطلاب ، وسمعت إلى داره الأقطاب ، مقتبسين من أنواره الذاتية ، معارفه الجبروتية ، ومواهبه اللدنية ، ولسان حالهم ينشد يقول :

يا سادتى إنى أتيت بذلتى ووالدمع من عينى بدا فوق الخدود




واشتغل رضى الله عنه بالتجارة فى أيام بدايته ، كما هو شأن الكرام ، اقتداء بجده المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فكان نعم التاجر الصدوق .

أحواله رضى الله عنه : أحوال خاصة الخاصة من الأولياء ، كثير الصمت دائم الفكر والذكر ، مستغرقا فى شهود عظم المالك .

صفته رضى الله عنه : مربوع القامة ، أبيض اللون ، اقنى الأنف ، أدعج العينين ، يشرق من جمال وجهه أنوار ، يهتدى السائر بها فى الظلام ، بشوش الوجه ، طلق المحيا ، جميل الطلعة ، دائم الابتسام ، يمشى هونا ، تنزل بساحته الأكابر والأصاغر ، متواضعا يتواضع للكبير والصغير ، والرفيع والوضيع ، يجالس الفقراء ، وينتصر للضعفاء ، كريما للغرباء ، مواسيا للفقراء ، محسنا للمساكين والبؤساء ، باذلا قصارى جهده فى قضاء مصالح المسلمين ، سالبا إرادته لرب العالمين ، قد علاه نور الجمال ، تلحظه العين بالإجلال ، إشاراته خفية ، وأقواله مرضية ، ومذاكراته نورانية ، ورث المقامات المحمدية ، أجمعت الناس على ولايته ، وأشير غليه بين الأخيار ، واشتهر أمره فى البلاد والأمصار ، وقصدته أهل الفضل والإحسان من اقصى البلاد والأقطار ، مستمطرين من فيض إمداده المدرار ، فمنهم النجباء الأخيار ، ومنهم السادة الأطهار ، اللهم حقق نسبتنا غليه ، واقمنا لخدمته ، والوقوف بين يديه ، رضى الله عنه وأرضاه ، ونفعنا به وبأسراره . آمين

ذكر شيوخه وموصليه بسلسلة الأنوار : العم أيها المحب الواصل ، ان شيخنا حجة العارفين ، وقدوة الواصلين ، ومعدن أنوار السالكين ، ومصباخ الطريقة وشمس الحقيقة ، وارث العلوم الدقيقة ، بحر العرفان ، ومجمع البحرين فيه يلتقيان / ومعنا الله بحياته ، وأفاض علينا من بوارق نظراته ، أخذ الطريقة ، وتلقى أنوار الحقيقة ، عن البحر الزاخر ، والكوكب الزاهر ، قطب الأقطاب ، ومربى الأحباب ، ومرشد الطلاب ، كعبة القاصدين ، وملجاء الطالبين ، ومرشد الفقراء والسالكين ، إلى مقام التمكين ، الدال على الله بالله ، المقتبس من أنوار مولانا رسول الله عترتى ورجائى ، مولاى أبى الهجى السيد محمود الوفائى الحسينى الشاذلى ، من ذرية تاج العارفين بن الوفا المتوفى ببغداج فى أوائل القرن الخامس ، وضريحه بها يزار ، قدس الله سره ، كان سيدة محمود الوفائى قدس الله سره ، عالما عاملا ، ومربيا كاملا ، زاهدا عارف ، جمع بين الهمة والمقال ، فاقتدت به الرجال ، وورث القطبانية الكبرى

وتلمذ له جماعة كثيرون جلهم أولياء واصلون ، كانت أخلاقه محمدية وأحواله مرضية ، وأقواله صوفيه ، ومعارفه غيبية ، وله كلام عال فى طريق القوم ونفس عال فى علم الحقائق .

ولد قدس الله سره بفيشا سليم ونشأ بها حتى بلغ مبالغ الرجال وحار درجات الكمال **وله تآليف نفيسة ، منها : كتاب الروضة الشاذلية ، وكتاب معاهد التحقيق ن وله أحزاب وتوحهات

وكرامات وبشارات .

توفى قدس الله سره بطندتا ( طنطا ) يوم الأثنين 22 محرم سنة 1328 ، بعد قدومه من الحج ودفن بطندتا بالقرافة وله ضريح يزار ومقام تلوح عليه الأنوار

وهو تلقى الطريقة العلية عن الأستاذ المربى الكامل والشيخ الهمام الواصل ، مولانا شمس الدين محمد المكى الفاسى قدس الله سره ، كان من المشايخ المربين ، ومن أهل الحقائق والتمكين ، كانت أيامه زاهية زاهرة ، ولياليه بذكر الله عامره وعيناه لإرشاد المريدين ياقظة ساهرة وكان قدس الله سره عالما عاملا ، زاهدا عارفا ، جامعا بين الحقيقة والشريعة ، انتشرت الطريقة فى الأقطار الحجازية والديار الشامية والمصرية على يديه اشتهار الشمس المضيئة وأخذ عنه جم غفير ، توفى قدس الله سره بمكة شرفها الله تعالى ودفن مع والده بالمعلى ، ( المعلى : موضع بين مكة وبدر ) اللهم أمدنا وأحبتنا وانفعنا بسره آمين

وهو قدس الله سره أخذ الطريقة والحقيقة من أستاذه ووالده شمس الطريقة ، ومعدن الحقيقة ، وارث العلوم والأسرار ، المحمدى الخلق ، حجة الواصلين ، وإمام المحققين الكاملين ، مزيل القناع ، من عمت أنواره جميع البقاع ، سيدنا واستاذنا سيدى محمد بن مسعود الفاسى قدس سره ، وقد ترجمه سيدى محمود الوفائى قدس الله سره فى كتابه ( معاهد التحقيق ) فقال رضى الله عنه فى السؤال التاسع والأربعين ما نصه : وأما السؤال التاسع والأربعون عن احوال أستاذنا الشيخ العارف بالله سيدى محمد الفاسى وسلسلته من طريق الإمام الشاذلى رضى الله عنه ، ونسبنا إليه ، فالجواب عنه والله أعلم : أنه لما لمعت على قلبى بوارق الرشد والهداية ، وارتحلت إلى نور اليقين من ظلمة الشك والغواية ، جمعنى الله على الأنوار الفاسية المدنية الشاذلية ، بمسجد السلطان الحنفى بالمحروسة ايام دخول الشيخ فى سنة 1289 غلى الديار المصرية الذى تعطرت بطيب شذاه جميع المحافل والزوايات ، وقد اقلفنى رعد محبته ، فأمطر قلبى سحائب الفضل ، فأنبتت أرضه كل الركات ، ولما شاهدت من صور تجلى الجمال فى نعوت الكمال ما به طاش عقلى ، واندهش من ذلك لبى ، هجرت الأهل والأوطان ، ولزمت الأعتاب بطنطا بين يدى أبى الفتيان ، وبإذن الأستاذ جائنى خليفته ببندر السويس العارف بالله سيدى ومولانا أحمد عثمان فى عشر ذى الحجة سنة 1290 ، وهو من أهل التحقيق ، وزال عنى ما أجده من التعويق ، وصار يتردد إلى ، وأنا إذ ذاك قائم بالحضرتين مع الإخوان ، وكلما ازددت سكرا اوددت صحوا ، حتى أدركتنى العناية الربانية ، وجذبتنى يد القدرة الإليهة ، فردتنى إلى عالم حسى ، ورجوعى إلى ربى بربى ، واجتمعت بابن المشار إليه حسا ومعنى أستاذى سيدى محمد شمس الدين المكى رضى الله عنه ، حين شرف السويس فى سنة 1293 ، بعد وفاة والده رضى الله عنه ، فأعرقنى لذيذ خطابه فى بحار التوحيد ، وسقانى شراب الصفا ، فتضلعت من البقاء والتفريد ، وأمرنى بالوجه إلى مكة المشفة ، وكنت وقتها خاليا من الدراهم ، فما مضى على سنة إلا وقد من الله على ببركته بما ينوف عن المئة وعشرين جننيها ن فأخذتها ميراثا عن والدى ، وتوجهت إلى مكة حسبما أمرنى فى سنة اربع وتسعين ، وعند دخولى الزاوية العامرة سطعت على أنوار الرجال ، فدهشت من الجمال والجلال ورأيت من أوصاف المتجردين ما لا تحويه العقول ، وأنشد لسان الحال يقول :

أبرق بدا من جانب الغور لامع أم ارتفعت عن وجه سلمى البراقع

فعند ذلك أخذ بيدى الأستاذ المكى قدس سره ن واجلسنى بين يديه ، وتذاكر معى مذاكرة سرية ، وأدخل فى فمى لقمة من طعام كان بيننا ، فكشف لى عن أسرار لا ينبغى إفشاؤها إلا لذوى المعارف الربانية ، فجددت عليه الطريق ، وقد جدد عليه من قبلى خلفاء والده للإشارة النبوية ، إذ قال له والده قبل وفاته بجمع من أكابر علماء الحرم ومن معهم أهل السنة المحمدية : الحمد لله الذى بشرنى فيك جدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنك خليفتى من بعدى ، فكان ذلك سببا لتمسك العلماء والفضلاء وأكابر أهل المشرف بأذياله زيادة على ما كانوا عليه منه ، لأنه تحقق بمعارف أهل العرفان بعد أن أخذ عن والده ، وتربى فى حجره ، وربى كثيرا من المريدين فى حياته غلى أن أراد الله عموم نفعه للعباد ، فأذن له والده فى الإرشاد لعلمه أنه نال الهنا وبلغ المراد ، فنشر الطريقة ، وأظهر الحقيقة ووصل المنقطعين إلى أعلى المقامات ، ولذلك كانت تشد إليه الرحال من كل الجهات ، وقد ظهرت على يديه من الكرامات حال حياة والده وبعدها ما لا يحصى .

وبعد أخذى عليه الطريق ألبسنى المرقعة بعد نزولى من الحج ورجوعى إلى الزاوية عقل أيام التشريق ، ثم قمت بخدمة الإخوان المتجريدين إلى أن أمرنى الأستاذ بالرجوع إلى البلاد المصرة كما كنت بها لإقامة شعائر الطريقة الشاذلية وببركته قد جمع الله علينا ** اقول : قوله : ( من نثق به فى طريق الله ) إشارة إلى اجتماعه بمولانا الأستاذ العقاد رضى الله عنه فإنه خليفته ، ووارث مقامه كم بعده ، وقد كان ذلك من قبل فى عالم المعنى ، كما شوهد فى عالم الحس ، والله أعلم * جعلنا الله من المتمسكين به حتى نلقاه .

وفى أعلام التاريخ المصرى ج14

مات فى سنة 1319 – 1900 – 1901 الشيخ العارف بالله تعالى أكمل العارفين أبو الفيض السيد محمود بن عفيف الدين بن السيد على الوفائى ينتهى نسبه الى السيد منصور الحائكى بن السيد ناص رالمقدسى ومنه فى السيد بدر بن يوسف دفين وادى المنصور ظاهر مدينة القدس ، وانتقل من اسلافه الى مصر السيد علم الدين سليمان الوفائى وأوطن دكرنس وانتسل بها اولاده وحفدته السادة الوفائية اهل دكرنس – ولد المترجم فى شعبان سنة 1264 بناحية فيشا سليم بمديرية الغربية وقرأ بالمسجد الأحمدى بطنطا على المرحوم الشيخ جاد الأباصيرى والسيد محمد الشناوى الشافعى والشيخ محمد عمارة السمرباوى شيخ الجامع الأحمدى والشيخ عثمان بدوى والعلامة السيد امام القصبى شيخ الجامع الاحمدى والشيه عبد الله الحفناوى المالكى والشيخ محمد الجندى والشيخ عبد الرحمن الققاص والشيخ بكرى بن عبد الرحمن الحنفى مفتى السادة الحنفية بطنطا ، ولما أتم تحصيله أجيز وتصدر للتدريس بالجامع الأحمدى ثم جاور بالمدينة المنورة على ساكنها وآله أفضل الصلاة والسلام ثم عاد الى طنطا وحضر دروس الشيخ عبد الرحمن القطب النواوى والعلامة الشيخ عبد اللطيف الرافعى فى الحديث والفقه الحنفى ولما حضر الشيخ المربى سيدى محمد بن مسعود الفاسى شيخ الطريقة الشاذلية الفاسية المدنية الى مصرى فى سنة 1284 أخذ عنه الطريقة العلية وبه تأدب وتهذب وتكمل بولده ووارث سره الشيخ محمد بن محمد المكى حين ورد مدينة السويس فى سنة 1293 وتصدر للتذكير وارشاد السالكين وجلس للوعظ بالمسجد الأحمدى وأطاف الناس حوله ولم يزل دائبا على الذكر والتذكير والدرس والوعظ حتى توفى فى يوم الاثنين 22 من شهر المحرم من هذه السنة بعد قدومهمن الحج للمرة الثانية ودفن بزاويته بطنطا وضريحه ظاهر يزار وله تآليف فى التصوف مفيدة منهها كتاب الروضة الشاذلية ( ومن ) اشهر الآخذين عليه شيخنا صاحب المقام المعمور بطنطا السيد محمد العقاد شيخ السادة الفاسية بن احمد بن احمد بن مصطفى المحلى ولد بالمحلة الكبرى مديرية الغربية سنة 1269 وعانى فى طلب العلم ثم اتجه نحو التجارة وأخذ عن المترجم فى سنة 1292 ثمتبحر واوطن بطنطا بعد وفة شيخه وقد خلف شيخه وتصدر للذكر والتذكير وانتشرت الطريقة الفاسية على عهده انتشارا عميما وكان مثال الجد والاستقامة وله القدم الراسخ فى العلم والمعرفة ، أخذ عنه وانتفع به الجم الغفير من العلماء وغيرهم كالشيخ محمد الاحمدى الظواهرى شيخ الجامع الاحمدى وشيخ الجامع الازهر والقاضى الشيخ مصطفى الطحاوى والشيخ محمد الدردير الشندويلى

وأخذ عن المترجم ايضا شيخنا الذاكر الناسك المتبحر المرحوم الشيخ نسيم بن عبد الله بن عبد القادر بن سليمان ولد بتقلا التابعة لكردفان فى سنة 1258 وقدم الى مصر فالتحق بخدمة المرحوم حسين باشا الدرامة له وبه عرف ولبث فى خدمة زمنا ثم تجرد وسلك الطريقة الخلوتية واجتمع بالمترجم فى سنة 1296 فأخذ عنه الطريقة العليا وأذن بالتصدير للذكر فنفع الله به الجم الغفير وأقبل عليه الخاص والعام وسادته البركة وظهرت عليه علائم الخير وأطاف الناس حوله أينما حل واجتمع به الغفير رحمه الله تعالى بما لم يخص به غيرى توفى فى يوم الاحد اول ذى القعدة سنة 1343 ودفن بزاوية عمرت له بطنطا وضريحه بها ظاهر يزار ثبت الله قلوبنا على محبته ونفع بهم



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعــــــــــــــــلام الغربيـــــــــــــــــة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 13, 2022 12:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112



مولانا سيدى محمود نسيم الشاذلى




وارث سر أبيه ، لم لم ينتقل والده رحمه الله حتى ورث السرين ك سر ذاته الشريفة ، وسر والده قدس سره ، ونال الخلافتين : المعنوية والحسية ، فصار إمام الفريقين ، وواحدا من اثنين ، فاشير إليه وكثرت الأمداد عليه .

نشأ رضى الله عنه وأرضاه ومتعنا برضاه ، وافاض علينا من فوض إمدادته عفيفا طاهر النفس محبا للعبادة ، ورعا تقيا ، صالحا صادق الأنفاس ، متخلقا بالأخلاق الحميدة ، وما زالت تعلوه الأنوار بساحته الرجال من سائر القرى والأمصار حتى أذنت العناية بانتقال والده قدس سره العالى إلى دار النعيم ، حيث العز المقيم ، والفوز العظيم ، فورث شيخنا رضى الله عنه سره ، ومنحه بره ، فلوحظ بالأنوار ، وأشرقت عليه أنوار والده وأسرراره ، وجددت عليه تلامذة والده الطريق ، لما علموا أنه من أهل التحقيق ، فزادت الخيرات عليه ، وكثرت الأمداد لديه ، وصار من كمل الرجال ، ومن أهل الفضل والكمال ، ولقد رايته وكانت أول رؤيتى له ، فتمثل لى فى شخص والده ، ولقد شاهدت منه أسرارا وأحوالا بهرت عقلى ، وقادتنى غليه ، وسمعت من مذاكرته ما يبهر العقول فى معناه ، وكنت أسبح فى بحر مدده قبل ملاقاتى به حتى أكرمنى الله بلقائه .

تربى قدس سره فى حجر الأولياء والدلال والكمال ، وقد فتح الله على يديه الطريق ، وحل مسكلات هذا الفريق .

ولقد حدثنى بعض الإخوان أصلح الله لى وله الشأن ، أن سيدنا ومولانا الأستاذ السيد محمد أحمد العقاد رضى الله عنه يحترمه ويجله ويعظمه لمكانة والده قدس سره العزيز ، ولا شك أنه كذلك ، فإنه رضى الله عنه أمة لوحده ، دعا الخلق إلى الحق وأجلسهم على بساط الصدق ** وهو عندى من أشياخى الذين تبركت بلقائهم ، وانتفعت بهم ، ويكفينا فى فضائله ما هو مشاهد بالعيان من خدمته إخوانه ، وتغربه عن الأوطان فى حل مشكلاتهم ، فأينما شرف أى جهة ما ، يشرق عليها شموس أنواره البهية ، وتتلألأ فى سمائها كواكب أنواره المحمدية ، فتزهو فى ربوعها أنواره البهية ، فانتشرت به البركات ، وعمت الخيرات ، فهو سراج وهاج سطعت أنواره فى قلوب المريدين والمحبين من أهل الإخلاص ، وإن ما اتصف به مولانا الأستاذ الجليل من كمال الهداية ، ومحاسن الأخلاق ، والتمسك بأهداب الفضيلة والدين ، والعلم الغزير والأدب الجم ، والتقوى والزهد والدعوة إلى الله عز وجل ، وما يببثه فى ارواح الأحباب قد قربه من الله تعالى ، وكشف له الحجاب .

وقد أعطاه الله تعالى نورا عظيما ، وأودع فيه سرا مكنونا ، وجعله صراطا مستقيما ، دعا الناس للهداية ، نفع الله به الطريق ، وسلك بنا مسالك أهل التحقيق ، وأماتنا على حبهم ، وحشرنا فى حزبهم وتحت لوائهم بجاه المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، آمين .
======================================================


سيدى الشيخ نسيم حلمى الدرمللى
( .... - 1343 )
يقول حسن قاسم :




النور الساطع ، والبرهان القاطع ، حجة الله فى أرضه ، الصوفى الجليل ، العارف بالله ، الذاكر الأواه ، الدال على الله بالله لله فى الله ، أحد أركان هذه الطريق وقطب يعتمد عليه فى أسرار أهل التحقيق ، صاحب الكرمات الظاهرة والمعارف الزاهرة ، والفتوحات الكثيرة ، الباهرة ، فاتح البلدان ، ومربى الإخوان ، وموصل السالكين إلى حضرة الرحمن ، الزاهد المحقق الورع المدقق أبوالمكارم والأنوار ، والمتحلى بتاج الفخار سيدى ومولاى الشيخ نسيم بن سيدى عبد الله بن عبد القادر بن سليمان من آل سليمان القبيلة المعروفة بأرض كردفان

ولد رضى الله عنه بها ، وحفظ القرآن ، وورد مصر ، ودخل الأزهر الشريف وحضر دروس المشايخ ، حتى كمل أمره ، ونال أعلى الدرجات ، فأخذ الطريقة ذوقا وإشراقا من شيخه ومربيه أبو القيض سيدى محمود الوفائى قدرس الله سره ، وبشره ببشارات ، وأمده بسائر الإمدادات ، وقد تحقق ما بشره به ، وظهرت على يديه عجائب وغرائب وكان رضى الله عنه من أكابر الرجال الراسخين ومن الأقطاب العارفين المعدودين ، ومن أهل الوجدان والتمكين ، لا يستطيع الناظر إليه تحقيق النظر لما علاه من أنوار خير البشر .ساح رضى الله عنه فى البلاد ، ونشر الطريقة بين العباد ، وايده الله بالفتوح فاشتهرت الطرقة على يديه .

كان رضى الله عنه إذا سار تلحظه الأعين يالإجلال أينما سار وكانت تنزل العلماء بساحته ملتمسين من بركاته وفحاته .

وكان رضى الله عنه نظره إكسير ، ومججه كثير ، له تأثير يجلب المريد بنظراته ، ويدنيه لا بالكلام والدليل بل بإشاراته ، والسبب الأقوى ففى اندماجى فى سلك هذا الطريق إنما هى نظرة من نظراته ، وعطفه من عطفاته ، وهو اول من صحبت من الأشياخ ، ونلت والله بصحبته خيرا كثيرا من الحسن والمعنى ، كما هو الحس مشاهد ، فجزاه الله عنا أحسن الجزاء ، حيث أمجنا بهذا العطاء ، ولقد فتحت لى الله أبواب القبول ، فصرت فى مدده أجول حتى من الله على بجزيل النعم ، وأول تاليفى هذه الطبقات ، وبعد وفاته بقليل من الوقات ، رأيته فى منامى فى حضرة قدسية ، وخلوة نورانية ، يرتدى ملابس بيضاء وأتى غلى هرولة وأشار إلى بإشارات خفية ، ففهمت القصد والنية ، وحمد الله على هذه العطية ن وكنت قد شرعت فى درج مناقبه فى هذه الكبقات فعلمت أنه غذنت إلهى ، وعلامة التيسير فقيدت ما سطرت ، إذا بإذنه قيدت ، ولولا أن جاء الإذن عاريا عن التقييد لقلت : هل من مزيد ؟ فالحمد لله على هذا التقييد

كان رضى الله عنه ىية فى التحقيق ، مناقبه لا تحد ولا يقف لها عند حد ، فهو البحر المحيط الزاخر ، ومنبع السر والمدد الزاهر ، ظاهره ، وباطنه محمدى ، وإن شئت قلت : نورانيا رحمانيا .
كان رضى الله عنه آيه فى الجمال ، يغلب بسطه على جماله ، فتظهر عليه علائم أهل المحبة والدلال ، متصفا بصفات أهل الكمال ، من التواضع والذل ، والانكسار ، والتقشف فى الملبس وتقليل الأكل ، ودوام الذكر والفكر .

وكان قد أقامه الله رحمة للعباد ، فكان آية من آياته العظمى ، ارتضع من ثدى التربية الربية إلى أن ارتوى من الحقائق الإلهية ، والمعارف الغيبية ، فصار ركنا شديدا يأوى
إليه كل ذى عقل سديد ، وتعطر بطيب النفحات والإمداد حتى صار من أقطاب الدلالة والإرشاد فكم أروى قلوب الواردين ! وانعش أرواح المريدين ! وهذب نفوس السالكين
! تطهر بماء اللاهوت بنعت التخلى عن هويات الناسوت ، فهو نرو أشرق بين قلوب العارفين ، فاستمد منه من استمد ، وسعد بوصاله من سعد ، تفجرت من بين أصابعه
ينابيع الحكم الإليهة .

كانت مذاكراته رضى الله عنه نورانية ، لها تأثير فى القلوب فيا سعادة من جلس بين يديه ، ويا فوز من سعى إليه ، وصار من المقربين لديه .

وله كرامات وبشارات مشهورة بين الطائفة الشاذلية قدس الله أنوارهم وأسرارهم العلية ، وحققنا لهم بالتبعية ، وإن تتبعنا كراماته فلا نحصيها ، ومازالت أنواره فى القلوب مشرقة وزاهرة ، وذكراه باقية ، نفعنا الله بها ، وجعلنا على أثره ن توفى رضى الله عنه غرة ذى القعدة سنة ألف وثلاث مئة وثلاث وأربعين

وكان يوم وفاته يوما مشهودا كثر أسف الناس عليه وما عم خبر وفاته بين الطائفة إلا وهلعت القلوب أسف عليه ، فرحمه الله رحمة واسعة ودفن رضى الله عنه بطنطا بمدافن أسيادنا آل العقاد رضى الله عنهم وله ضريح يزار ومقام تحفة الأنوار وعليه قبة معقودة ومقصورة ممدودة ولاناس يتوافدون إليه ويتوسلون به إلى الله لديه ، والحوائج عنده مقضية ، بعطفه خير البرية وقد زرته مرارا وأمدنى بنفحاته كما أمدنى بها حال حياته ، اللهم إنا نسألك بسره لديك الذى منحته ، وبلذيذ وصالك الذى به أدنيته وقربته ، أن تسفينا من بحر حبه وأ تمدنا وأحبتنا وإخواننا بمدده . آمين



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعــــــــــــــــلام الغربيـــــــــــــــــة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 31, 2022 1:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

أبو النجا الفوى



فى الكواكب الدرية للمناوى

( 787 ) أبو النجا الفوى صاحب الوعظ العذب الرائق والكلام الذى أصبح وهو على ظهر الراض فائق ، نشأ ببلدة فوة فحفظ القرآن ثم سافر إلى القاهرة فقطن بالجامع الأزهر ، واشتغل بعلم الفراءات والتفسير ، ثم صار علىالكرسى للوعظ ، فأقبل الناس عليه ، وصارت مجالسه حافلة ، ثم أقبل على التصوف وسلك سبيل التجرد وجد واجتهد حتى صار من أرباب الأحوال والكرامات والكشف الصريح ، بحيث أنه لا يكاد يخطر على جليسه خاطر سوء ، إلا قال له ك إلزم الأدب ! فلذلك ترك أكثر الناس مجالسته .

وكان إذا سافر إلى بلده فوه ، ثم عاد إلى مصر ، ووصلت مركبه إلى بولاق ، ذهب الناس أفواجا يتلقونه كأنه سلطان ، ويكون ذلك يوم عيد عندهم .

ومن كراماته أنه إذا لقن إنسانا ، يصير يسمع نطق جميع الموجودات ، حتى الجماد

وله تصانيف فى التصوف وغيره ومنها أنه نظم الروضة والمنهاج وشرح المغنى لأبن هشام فى ست مجلدات وله موشحات فى ضمنها شطحات

مات بفوة ويقال أنه تقطب ليلة موته ولهذا كان هجير أصحابه فى طريق جنازته

هذى جنازة عاشق *** ليلة وصائو مات



ولم يزالوا كذلك حتى دفن

وفى طبقات أبن الملقن

أبو النجا الفوي المغربي؟ - 532 للهجرة



أبو النجا سالم الفوي المغربي. مات بعد الخمسمائة. قال الشيخ عتيق، وكان أخص الصحابة: " صحبته من بلده، ولم أفارقه إلى أن مات بفوه، في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.

قال الشيخ عتبق: " كنا في صحبته أربعين ولياً، فكان كل بلد يستوعب ما فيه من الرجال إلى ان وصلنا الموصل، خرج بري الرجل وإذا بقضيب البان المشهور، دخل باطماره وشعثه. قال: " ابن الشيخ؟ " ، قلنا: " خرج! " ، قال: " خرج شيطانك! " . فأظهر العيظ، ورمى اطماره عنه، وهو قائم على جنب البركة عرياناً، يسكب الماء بيده على جسده ثم لبس أطماره وخرج. فبعد ساعة والشيخ قد جاء، فلما دخل كأنه أدرك شيئاً، قال لنا: " من جاءكم؟ " ، فأخبرناه بمن جاء فقال: " صدق!. كنت في تلك الساعة جالساً مع أمام الموصل، ينافقني وأنافقه " .

قم اقبل قضيب البان، فقال: " اخبرني بكل رجل رأيته، من بلادك إلى هنا " فذكر له رجالا، وقضيب البان يقول في كل منهم: " وزنه ربع رجل ونصف رجل " ، إلى ان ذكر له رجلين، فقال له عن كل منهما، " هذا وازن وهذا كامل " ثم ذكر شيخاً كان مشهوراً في بلاد المشرق والمغرب، قال له: " من الرجال من يرفع صيته ما بين المشرق والمغرب، ولا يسري عند الله جناح بعوضة! " ثم ودعه، وكان من أكابر المحدثين في زمنه، وما في وقته مثله.

وقال: " كنت في بدايتي، ما سمعت عن أحد من الرجال انه عمل عملاً إلا عملته؛ حتى ذكرت الملائكة، وان غداءهم التسبيح، فأقمت مدة أتغذى بالذكر، واشبع منه، كما اشبع بالطعام " .

وكنت مرة على جبل الربوة - بدمشق - فقلت: " يا رب! " . الذي تطيره في الهواء، كيف يفعل؟! " ، فما فرغ من الكلام إلا وأخذني و رفعني في الهواء، صوب السماء، إلى ان صارت دمشق تحتي كدور الدرهم؛ قلت " اشهد انك على كل شيء قديراً. ردني إلى موضعي! " . وكرامته جمة

--------------------------------------------------------------------------------------------------

سيدى محمد المرشدى قدس الله سره



يقول على مبارك فى الخطط الجزء16 ص 82

( منية مرشد )


قرية من مديرية الغربية بمركز دسوق فى شرقى بحر رشيد على ثلثمائة متر وفى شمال مطوبس بنحو ثلاثة آلاف متر وفى جنوب برنبال بثلاثة آلاف وخمسمائة متر وبها جامع بمنارة بداخله مقام الشيخ المرشدى يعمل له مولد كل سنة فى شهر مسرى ويستمر ثمانية أيام

قال أبن بطوطة فى رحلته : سمعت وأنا بالأسكندرية بالشيخ الصالح العابد المنفق من الكون أبى عبد الله المرشدى وانه من أولياء الله الكبار المكاشفين منقطع بمنية ابن مرشد وله هناك زاوية ولا خديم له ولا صاحب ويقصده الأمراء والورزاء وتأتيه الوفود من كل طوائف الناس كل يوم فيطعمهم الطعام وكل واحد منهم ينوى أن يأكل عنده طعاما أو فاكهة أو حلوى فيأتى لكل واحد بما نواه وربما كان ذلك فى غير أيامه وتأتيه الفقهاء لطلب الخطط فيولى ويعزل وذلك كله من أمره مستفيض وقد قصده سلطان مصر الملك الناصر مرات من موضعه فخرجت من مدينة الاسكندرية قاصدا هذا الشيخ نفعنا الله تعالى به فوصلت قرية تروجة ثم الى مدينة منهور أم مدائن البحيرة ثم الى مدينة فوة وبالقرب منها زاوية الشيه أبى عبد الله المرشدى فتوجهت اليه فلما دخلت اليه قام الى وعانقنى وأكرمنى وأحضر الطعام فواكلنى وامرنى بالنوم عنده على سطح الزاوية فنمت فرأيت فى الرؤيا تلك الليلة كأنى على جناح طائر يطير بى فى سمت القبلة ثم يتيا من عنها ثم يشرق ثم يذهب فى ناحية الجنوب ثم يبعد الطيران فى ناحية المشرق ونزل بى فى أرض مظلمة خضراء وتركنى بها فعجبت من هذه الرؤيا وقلت فى نفسى ان كاشفنى الشيخ برؤياى هذه فهو كما يحكى عنه ، فلما غدوت لصلاة الصبح قدمنى اماما لها ثم أتاه من كان بائتا عنده من الزوار والامراء وغيرهم فيودعهم وانصرفوا وزودهم كعيكا صغارا ثم صلى الضحى ودعانى وكاشفنى برؤياى فقصصتها عليه فقال لى سوف تحج وتزو النبى صلى الله عليه وآله وسلم وتجول بلاد اليمن والعراق وأرض الترك وبلاد الهند وتبقى بها مدة طويلة وستلقى بهاأخى لشاد الهندى ويخلصك من شدة تقع فيها ثم زودنى كعيكات ودراهم وودعته ومذ فارقته لم أرى أسفارى الا خيرا ولم ألق فيمن لقيتهم مثله الى الوى سيدى محمد الموله بارض الهند

ويقول المناوى فى الكواكب الدرية ج2 ص 187 طبعةالمكتبة الأزهرية

( 588 ) محمد المرشدى : هو محمد بن عبد الله المرشدى ، الشيخ الكبير ، الولى الشهير ، عارف وافر العرفان ، مثمر الأفنان ، كان فقيها شافعيا ، له كرامات ، وأحوال ، وحوارق عظيمة على مر السنين والأجال

كراماته : ان كل من ورد عليه ، يأتيه بما يشتهيه فى خاطره من الأطعمة ، ويقدمه بين يديه ، وقد اشتهر هذا عنه وشاع ، وامتلأت به البقاع ، ولو ورد عليه الف نفس فما دونها ، وجاءوه فى أى وقت كان من غير هدية يهدونها ، وجدوا عنده ما يكفيهم ، ويكفى دوابهم وشيوخهم وشبابهم ، ولم يكن يقبل لأحد شيئا البته

ولم يزل على حاله إلى ان درج إلى خالقه على السداد ، وسكن لحده إلى يوم الميعاد ، فى رمضان سنة سبع وثلاثين وستمائة عن نحو ستين عام ، مات ببلده منية مرشد بقرب فوه

-----------------------------------------------------------------------------------

الشيخ أحمد السطيح ( السطيحة )



يقول المناوى فى الكواكب الدرية ج 4

أحمد السطيح ، كا كسيحا ، يركبه خادمه على فرس ، فى حضنه كالطفل ، وكان له طرطور جلده طويل ، وعليه جبة حمراء ، وكانت آثار الولاية ظاهرة عليه لكل من يراه ، وكان مع ذلك ، لطيف المباسطة ، حسن المعاشرة ، وكان زرعه واسعا ، وتأتيه الهدايا من كل فج ، وكان على قدم الفرغل ، يلبس النعل الجديد ، فيذوب فى أسبوع ويوجد فيه الحصى والرمل .

حكت زوجته : أنه كان يتطور بعد العشاء ، فيصير شابا إلى الفجر ، فيعود غلى الزمانة ، وكان متزوجا أربعا .

وله كرمات منها أن من رد شفاعته ، عطب ، وهزأ به إنسان ، وحاكاه فى طرطوره وهيئته ، فتورم عنقه ، وأشرف على الموت ، فأتى به إليه ، فضحك ، وقال تزاحمنى على الكساح ، ثم دهن عنقه بزيت ، وتفل عليه ، فبرأ .

ونزل بجماعته فى مركب ، فأخرجوه منها ، فغرقت .

وسخر منه إنسان ولبس طرطورا مثله ، فأكل شوك لحلاح ، فوقف فى حلقه فمات حالا

وخطب بكرا ،فأبت ، وقالت : ضاقت الدنيا حتى أتزوج كسيحا ! فلجقها الفالج حالا ، فماتت بعده مدة

وشفع عند كاشف منوف ( بلد بالمنوفية ) فى محبوس ، فقيل : شفاعته ، فلما خرج ، أعاده إلى الحبس ، فظهر فى عنقه غدة ، فمات فى يومه

وحضر مجلسه سماع بدسوق ، فطعته فقير عجمى ، فقال : إقرأوا الفاتحة ، واسألوا الله أن يأخذ حقنا ! فـأصبح مشنوق ، ميتا على حائط ، لا يدرى من شنقه

وأتى بإمرأة كسيحة ، فدهنها بزيت ، وتفل عليها ، فقامت ، فقيل له : إعمل هذا لنفسك ! قال : أنا ما اعتقد نفسى ، وأيضا أنا مع الإذن ، لا مع محبة نفسى !

مات سنة اثنين وأربعين وسبعمائة ودفن بزاوية خارج شبرا قبالة قويسنا بالغربية قى قبة

يقول الشعرانى فى الطبقات ج 2

الشيخ أحمد سطيحة رحمه الله تعالى * كان من الرجال الراسخين صحبته عشرين سنة واقام عندى أياما وليالى وكان رضى الله عنه يقول ما أحببت احدا فى عمرى وقدرك ، وكان رضى الله عنه على قدم الشيخ أحمد الفرض رضى الله عنه فى لبسه كل جمعة مركوبا جديدا يقطعه مع أنه سطيحة لا يتحرك وكان رضى الله عنه يتكلم فى الخواطر ويقضى حوائج الناس عند امراء وولاه الامور وطريقه مخلاة بلا معارض ووقعت له كرمات كثيرة منها أن أم زوجته تسللت عليه لية فرأته قد انتصب قائما سليما من الكساح كاحسن الشباب فلما شعر بها زجرها فخرست وتكسحت وعميت ألى أن ماتت ، وكان رضى الله عنه لم يزل فى عصمته أربع نساء وكان كفه أبين من العجين ، خفى الصوت لا يتكلم الا عمسا كثيرا المباسطة خفيف الذات ولما وردت عليه من بلد سيدى أحمد البدوى قال كم نفر معك فقلت سبعة قال قل بيت الوالى ثم ضيفنا ضيافة كثيرة تلك الليلة وكان على زاويته الوارد كثيرا يعشى ويعلق على البهائم وله زرع كثير والناس تقصده بالهدايا من سائر البلاد وكان يحضنه خادمه على الفرس كالطفل وله طرطور جلد طويل وله زناق من تحت ذقنه ويلبس الحبب الحمر وكانت آثار الولاية لائحة عليه اذار آه الانسان يلا يكاد يفارقه * ومن كراماته أنه وقف على باب زاويتى مرة وهو فى شفاعة عند الباشا فقال يكون خاطركم معنا فى هذه الشفاعة فأخذتنى حالة فرأيت نفسى واقفا على باب الكعبة فقال يا هوه أبعدت عنا وكان رضى الله عنه يعرف سريان القلوب وكان رضى الله عنه صائم الدهر ، توفى سنة 742 ودفن بزاويته بشبرى قبالة الغربية وقبره ظاهر يزار وكان يدعوا عليها بالخراب على أهلها الذى كانوا ينكرون عليه فوقع بينهمالقتل وخربوا وهى خراب الى وقتنا هذا فقلت له الفقير يعمر بدله والا يخربها فقال هؤلاء منافقون وفى حصادهم مصلحة للدين فنسأل الله أن يخفظنا من الشيطان والحمدلله وحده



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعــــــــــــــــلام الغربيـــــــــــــــــة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أغسطس 01, 2022 1:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112


أبو ذؤيب الهذلي



هو شاعر مخضرم جاهلي إسلامي، أسلم على عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يره. ذكر محمد بن إسحاق بن يسار قال‏:‏ حدثني أبو الآكام الهذلي عن الهرماس بن صعصعة الهذلي عن أبيه أن أبا ذؤيب الشاعر حدثه قال‏:‏ «بلغنا أن رسول الله عليل فاستشعرت حزناً وبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها ولا يطلع نورها فظللت أقاسي طولها حتى إذا كان قرب السحر أغفيت فهتف بي هاتف وهو يقول‏:‏ خطب أجل أناخ بالإسلام بين النخيل ومعقد الآطام قال أبو ذؤيب‏:‏ فوثبت من نومي فزعاً فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح فتفاءلت به ذبحاً يقع في العرب، وعلمت أن النبي قد قبض وهو ميت من علته فركبت ناقتي وسرت، فلما أصبحت طلبت شيئاً أزجر به فعن شيهم يعني القنفذ وقد قبض على صل يعني الحية فهي تلتوي عليه والشيهم يقضمها حتى أكلها فزجرت ذلك فقلت الشيهم شيء مهم والتواء الصل التواء الناس عن الحق على القائم بعد رسول الله ثم أولت أكل الشيهم إياها غلبه القائم بعده على الأمر فحثثت ناقتي حتى إذا كنت بالغاية فزجرت الطائر فأخبرني بوفاته ونعب غراب سانح فنطق بمثل ذلك فتعوذت بالله من شر ما عن لي في طريقي وقدمت المدينة ولها ضجيج بالبكاء كضجيج الحاج إذا أهلوا بالإحرام»‏.‏

فقلت‏:«‏ مه‏. قالوا‏:‏ قبض رسول الله فجئت إلى المسجد فوجدته خاليا فأتيت بيت رسول الله فأصبت بابه مرتجا وقيل هو مسجى وقد خلا به أهله فقلت‏:‏ أين الناس فقيل‏:‏ في سقيفة بني ساعدة صاروا إلى الأنصار‏».‏

وأكمل قائلا: «فجئت إلى السقيفة فأصبت أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح وسالما جماعة من قريش ورأيت الأنصار فيهم سعد بن عبادة بن دليم وفيهم شعراء وهم‏:‏ حسان بن ثابت وكعب بن مالك وملأ منهم فآويت إلى قريش وتكلمت الأنصار فأطالوا الخطاب وأكثروا الصواب وتكلم أبو بكر فلله دره من رجل لا يطيل الكلام ويعلم مواضع فصل الخصام والله لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد له ومال إليه‏، ثم تكلم عمر بعده بدون كلامه ومد يده فبايعه وبايعوه ورجع أبو بكر ورجعت معه».‏

قال أبو ذؤيب‏:‏ «فشهدت الصلاة على محمد وشهدت دفنه ثم أنشد أبو ذؤيب يبكي النبي ‏»:‏ رأيت الناس في عسلاتهم| ما بين ملحود له ومضرح}} |متبادرين لشرجع بأكفهم| نص الرقاب لفقد أبيض أروح}} |فهناك صرت إلى الهموم ومن| يبت جار الهموم يبيت غير مروح}} |كسفت لمصرعه النجوم وبدرها| وتزعزعت آطام بطن الأبطح}} |وتزعزعت أجبال يثرب كلها| ونخيلها لحلول خطب مفدح}} |ولقد زجرت الطير قبل وفاته| بمصابه وزجرت سعد الأذبح}} |وزجرت أن نعب المشحج سانحا| متفائلاً فيه بفأل الأقبح}}

قال‏:‏ «ثم انصرف أبو ذؤيب إلى باديته فأقام بها».

توفي أبو ذؤيب في خلافة عثمان بن عفان بطريق مكة قريبا منها ودفنه ابن الزبير‏.‏ وغزا أبو ذؤيب مع عبد الله بن الزبير إفريقية ومدحه‏.‏ وقيل‏:‏ إنه مات في غزوة إفريقية بمصر منصرفًا بالفتح مع ابن الزبير فدفنه ابن الزبير ونفذ بالفتح وحده‏.‏ وقيل‏:‏ إن أبا ذؤيب مات غازيا بأرض الروم ودفن هناك وإنه لا يعلم لأحد من المسلمين قبر وراء قبره‏. وكان عمر ندبه إلى الجهاد فلم يزل مجاهدًا حتى مات بأرض الروم. ودفنه هناك ابنه أبو عبيد وعند موته قال له‏:‏ «أبا عبيد رفع الكتاب واقترب الموعد والحساب في أبيات‏».‏

قال محمد بن سلام‏:‏ قال أبو عمرو‏:‏ «وسئل حسان بن ثابت من أشعر الناس فقال حيا أم رجلا قالوا: حيا. قال‏:‏ هذيل أشعر الناس حيا‏»‏ وأضاف ابن سلام وأقول: «إن أشعر هذيل أبو ذؤيب».‏ نننن وقال عمر بن شبة‏:‏ «تقدم أبو ذؤيب على جميع شعراء هذيل بقصيدته العينية التي يرثي فيها بنيه‏».‏

وقال الأصمعي‏:‏ أبرع بيت قالته العرب بيت أبو ذؤيب‏:‏ «والنفس راغبة إذا رغبتها»

وهذا البيت من شعره المفضل الذي يرثي فيه بنيه وكانوا خمسة أصيبوا في عام واحد وفيه حكم وشواهد وله حيث يقول‏ في مقدمته:‏

عبد الله بن جزء الزبيدي



(عبد الله بن الحارث بن جَزْء بن عبد الله بن معد يكرب بن عمرو بن عسم، بمهملتين؛ وقيل بالصاد بدل السين، بن عَمرو بن عَوِيج بن عمرو بن زُبيد الزُّبيدي. حليف أبي وَدَاعة السهمي)) ((حَكَى الطَّبَرِيُّ أنه كان اسمه العاصي فسماهُ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عبد الله.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((عَبْدُ اللّه بن الحَارِث بن جَزْءِ بنِ عَبْدِ اللّهِ بن مَعْدِيكَرِب بن عمرو بن عُسْم ــ وقيل عُصْم ــ بن عمرو بن عُرَيْج بن عَمْر بن زُبَيْد الزُبَيْدِي وزبيد من مَذْجِج من اليمن)) ((قال ابن منده: هو ابن أَبي مالك بن الحارث بن عُبَيْد بن مالك)) أسد الغابة. ((ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي عَلِيٍّ، واستدركه أبو موسى؛ وهو عبد الله بن الحارث بن جزء، نُسِب لجده، فلا وَجْهَ لاستدراكه.)) الإصابة في تمييز الصحابة.

((يكنى أَبا الحارث)) أسد الغابة.

((وقع لابن منده فيه خَبْطٌ فاحش؛ فإنه حكى عن ابن يونس أنه شهد بَدْرًا، وأنه قُتل باليمامة؛ وهذا أظنه في حقِّ عمه مَحْمِية بن جَزء. فالله أعلم.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((هو ابن أَخي محْمِيَة بن جَزْءِ الذي كان على المقاسم يوم بدر.)) أسد الغابة.

((صحب النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ونزل بمصر وروى عنه المصريّون. وقال عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة عن عُبيد الله بن أبي جعفر، قال: رأيتُ على عبد الله بن الحارث بن جَزْء عمامةً حَرْقانيّة، فسألت ابن لهيعة عن الحرقانيّة فقال السوداء.)) الطبقات الكبير.

((أَخبرنا إِسماعيل بن علي بن عُبَيد اللّه وغيره قالوا بإِسنادهم إِلى محمد بن عيسى قال: حدثنا قُتَيبة، أَخبرنا ابن لَهِيعة، عن عُبَيد اللّه بن المُغِيرة، عن عبد اللّه بن الحارث بن جزءٍ قال: "ما رأَيت أَحدًا أَكثر تبسمًا من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم". وروى دَرَّاج أَبو السَّمْح، عن عبد اللّه بن الحارث الزبيدي، عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أَنه قال: "إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَحَيَّاتٍ مِثْلَ أَعْنَاقِ الْبُخْتِ تَلْسَعُ أَحَدَهُمْ الْلَّسْعَةَ فَيَجِدَ حُمَّتَهَا أَرْبَعِيْنَ خَرِيْفًا"(*) .)) ((أَورده أَبو بكر بن أَبي علي في الصحابة، وروى عن حَيْوَة بن شُرَيْحُ، عن عُقْبَةِ بن مسلم، عن عبد اللّه بن جَزْء الزبيدي قال: أَكلنا مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم شِواءَ ونحن في المسجد، ثم أُقيمت الصلاة، فلم نزد على أَن مسحنا أَيدينا بالحصى. أَخرجه أَبو موسى وقال: كذا أَورده، وإِنما هو عبد اللّه بن الحارث بن جَزْءَ .)) أسد الغابة. ((روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أحاديث حفظها، وسكن مصر، فروى عنه المصريون؛ ومن آخرهم يزيد بن أبي حبيب.))

((قَالَ ابْنُ يُونُس: مات سنة ست وثمانين بعد أن عمي. وقيل سنة خمس. وقيل سبع. وقيل ثمان؛ وكانت وفاته بسَفْط القدور؛ قاله الطحاوي.)) ((هو آخر مَنْ مات بمصر من الصحابة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((سكن مصر وتوفي بها بعد أَن عُمر طويلًا.)) أسد الغابة.

--------------------------------------------------------------------------------------------


الشيخ محمد بن عمر الغمري (ت 849هـ) رحمه الله تعالى



هو أبو عبد الله شمس الدين محمد بن عمر بن أحمد الواسطي الغمري المحلي .

وصفه المناوى بقوله:"صوفى علت منازله، واشتهرت بين الأنام فضائله..".

أصله من واسط، ومولده بمنية غمر (بمصر) وإليها نسبته. وُلد بمدينة ميت غمر بشمال مصر سنة 786هـ، ونشأ بها، وحفظ القرآن عند الفقيه الصالح الشيخ أحمد الدمسيسى، وحفظ كتاب "التنبيه" فى فقه الشافعية وغير ذلك.. ثم قدم القاهرة وأقام بالجامع الأزهر حيث أخذ على مشايخه فى الفقه وفى غيره من العلوم..

وكان فى غاية التقلل، حتى أنه كان يظل الأسبوع طاويا (جائعا)، وكان يتقوت بقشر الفول وقشر البطيخ ونحو ذلك. فى تلك الأثناء لازم التجرد والتعبد، واعتزل وسعى إلى سادات الصوفية وصحب بعضهم كالشيخ عمر الوفائى، لكنه انتفع بالشيخ أحمد الزاهد وتمت تربيته على يديه.

كان يعيش من كسب يده. وأقام بالمحلة، وانقطع للدرس والعبادة، وكثر مريدوه. وابتنى بالقاهرة جامعا، وجدد عدة جوامع. وتوفي بالمحلة.

قال عنه العلماء:

أقبل الناس عليه – من العامة والخاصة – يطلبون الطريق، وقصده آخرون للزيارة والتبرُّك به من جميع الأقطار، ولم يؤثِّر ذلك فيه شيئا، بل ظل على لزوم الجد والزهد..

قال السخاوى: كل ذلك مع إقباله على ما يقربه إلى الله، وصحة عقيدته، ومشيه على قانون السلف، والتحذير من البدع والحوادث، وإعراضه عن أهل الدنيا جملة بحيث لا يرفع لأحد منهم رأسًا – ولو كان عظيما.. مع مزيد تواضعه مع الفقراء وإجلاله للعلماء بالقيام لهم والترحيب بهم، وورعه وتعفُّفِه وكرمه ووقاره ومحاسنه الجمَّة.

ووصفه الشعرانى بقوله: كان من العلماء العاملين، والفقراء الزاهدين المحققين، سار فى الطريق سيرة صالحة، وكانت جماعته فى المحلة الكبرى وغيرها يُضرب بهم المثل فى الأدب والاجتهاد.

وكان على خلق كريم.. وقع غلاء فى سنة من السنين، فأخرج جميع ما فى المخزن من القمح فباعه للناس، وصار يشترى مثل الناس، وقال فى ذلك: "إن الله يكره الرجل المتميز عن أخيه".

وكان مقبول الشفاعة، يمشى بنفسه فى حوائج الناس مع قدرته على أن يقضيها بقلبه، وكان يقول: إن الحديث ورد فيمن مشى فى قضاء الحاجة لافيمن يقضيها بقلبه.

قال المناوى: حج مرارًا وجاور، وزار القدس. وكان لمزيد كماله لا يتحاشى عن سؤال الفقهاء عما يعرض له من المسائل الفقهية، ولا عن سؤال الحافظ ابن حجر عما توقف فيه من الأحاديث..
وسلك طريق شيخه فى الجمع والتأليف، مستمدا منه ومن غيره. من تصانيفه: "قواعد الصوفية "و"محاسن الخصال فى بيان وجوه الحلال" و"النصرة فى أحكام النظرة "و"الانتصار لطريق الأخيار" و "فَتْحُ المنة فى التلبس بالسنة" فى أربعة مجلدات، و"الوصية الجامعة" و"المناسك" وغيرها..

ولم يزل على حاله حتى لقى ربه فى ليلة الثلاثاء آخر يوم فى شعبان سنة 849هـ، وصُلى عليه فى غد اليوم التالى، ودُفن فى جامعه بالمحلة الكبرى، وكان له مشهد عظيم. وتأسّف الناس على فقده، وكثر الثناء عليه..

ويقول المناوى فى الكواكب الدرية

هو محمد بن عمر بن أحمد ، الشيخ شمس الدين ابو عبد الله الواسطى ن ثم الغمرى ، ثم المحلى الشافعى ، المعروف بالغمرى ن صوفى علت منازله ، واشتهرت بين الأنام فضائلة جمل بقلم تآليفه الطروس ، وشرح بحسن ترفه وتصوفه النفوس .

ولد سنة ست وثمانين وسبعمائة تقريبا بمنية غمر ونشأ بها ، فحفظ القرآن الكريم والتنبيه ، ثم قدم القاهرة ، فأقام بالجامع الأزهر للاشتغال مدة ، وأخذ عن شيوخ الجامع الأزهر الفقه ، وعن الماردينى فى الميقات ، وتدرب بغيره فى الشهادة ، وتكسب بها مدة قلية لكونه كان فى غاية التقلل حتى كان يقع له أنه يطوى اسبوعا كاملا ويتقت بقشر الفول ، وقشر البطيخ ، ونحو ذلك ، لازم التعبد والجر ، واعتزل دهرا طويلا بعدما تفقه قليلا وصحب غير واحد من سادات الصوفية كالشيخ عمر الفوائى الحائك وغيره ، لكن لم يفتح له ولا على يد الشيخ أحمد الزاهد فلزمه خمسة عشرة سنة ، وأقبل عليه بكليته ، حتى فتح له فأذن له فى التربية والارشاد وتصدى لذلك بكثير من النواحى وقطن المحلة البرى باشارة الشيخ كما تقدم ، وكان بها مدرسة يقال لها ( الشمسبة ) فنزلها ووسعها واحكم بناءها وعمل فيها خطبة وانتفع به اهل تلك الناحية وظهرت بركته وعلت درجته ثم عمر بالقاهرة بخط سوف أمير الجيوش جامعا كانت الحظة مفتقرة إليه جدا ومن بركته انه عكف فيه جماعة من الفضلاء ويقال ان الزاهد كان خطب لعمارة الجامع المذكور .

وقع الغلاء ، فأخرج جميع ما عنده من القمح ، فباعه ، وصار يشترى لفقرائه كالناس بأغلى ، وقال : أن الله يكره العبد المتميز على إخوانه

وحج مرارا وجاور ، وزار القدس وكان لمزيد كماله لا يتحاشى عن سؤال الفقهاء عما يعرض له من المسائل الفقهية ولا عن سؤال الحافظ بن حجر عما توقف فيه من الأحاديث وسلك طريق شيخه فى الجمع والتأليف مستمدا منه ومن غيره

ومن تصانيفه : النصرة فى أحكام الفطرة ، ومحاسن الخصال فى بيان وجوه الحلال ، والعنوان فى تحريم معاشر الشباب والنسوان ، والمحكم المضوبط فى تحريم عمل قوم لوط ، والانتصار لطريق الأخيار ، والرياض المزهرة فى اسباب المغفرة ، وقواعد الصوفية ، وهو كتاب حسس ، قرأه علىه شيخ الاسلام السنيكى ( الشيخ زكريا الأنصارى والسنيكى نسبة الى سنيكة بليدة فى اعمال الشرقية بمصر ) والحكم المشروط فى بيان الشروط ، جمع فيه جميع شروط أبواب الفقه ، ومنح المنة فى التلبس بالسنة ، فى أربع مجلدات والوصية الجامعة وأخرى فى المناسك .

ومن كراماته ما مر أنه نام عن وقد القناديل ، فأشار إليها فأشتعلت

ومنها أنه دخل عليه أحمد النحال ، فوجد له سبعة أعين ، ، فغشى عليه ، فلما أفاق ، قال له الشيخ : إذا كمل الرجل صار له سبعة أعين على عدد أقاليم الدنيا

ومنها أنه كان يقعد فى الهواء متربعا أخبر الشيخ زكريا الأنصارى أنه رآه كذلك

ومنها أن السلطان غضب على ابن عمر أمير الصعيد ف مر برجل عثر حمارة فقال يا غمرى فقال من الغمرى ؟ قال : رجل من الأولياء قال : وأنا أقول ياغمرى فعلم الشيخ فأرسل بعض فقرائه وقال أذا طلعوا به للسلطان فاطلع معه فإن رأيته أغلظ عليه فضع سبباتك على الإبهام وتحامل عليها لكل من فى الموكب حتى السلطان تضيق نفسه ويختنق فكان كذلك فأطلقه
وقالوا كان عقيما فى لرجال ، لم يكمل على يده أحد بعد الشيخ أحمد الزاهد وإنما انتشرت طريقه عن الشيخ مدين ، والعقم كمال فى بعض الرجال !

مات فى شهر شعبان سنة تسع وأربعين وثمانمائة ودفن بجامعه بالمحلة وكان له مشهد عظيم وتأسف الناس على فقده وكثر الثناء عليه قدس الله سره ونفعنا به آمين



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 21 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 18 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط