موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

كتاب هذا الحبيب ( سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم )
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=17&t=37865
صفحة 1 من 1

الكاتب:  حسن قاسم [ الاثنين أغسطس 25, 2025 6:04 am ]
عنوان المشاركة:  كتاب هذا الحبيب ( سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم )



هذا_الحبيب

الحلقة

( 1 )

السيرة النبوية العطرة





بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

البداية

إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق سيدنا {{ محمدا صلى الله عليه وسلم }} وهو خير الخلق وأكرم الناس وأفضل العباد قاطبة وآخر الأنبياء وخاتمهم فنظر الله إلى خلقه فقسمهم فرقتين :
_
فجعل نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم في خير فرقة ثم ما زال يختارهم خياراً من خيار [[ أي نسبه صلى الله عليه وسلم المتصل من آدم إلى الرسول نسب كريم طاهر نقي[[
من أصلاب الرجال الطاهرة ، إلى أرحام النساء الطاهرة ، ما كان في نسبه سفاح جاهلية ، بل خرج من نكاح إلى نكاح إلى أن شرّف هذا الوجود صلى الله عليه وسلم .

ونبدأ بجده عبد المطلب جد النبي الأول وعبد المطلب لقب وليس اسمه الحقيقي أما اسمه {{ شيبة الحمد{{

فمن أين جاء اسم عبد المطلب ؟

أبوه اسمه هاشم كان سيد قريش وتزوج من يثرب [[ يثرب هي مايعرف الآن بالمدينة المنورة ، لما هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم سماها ، المدينة المنورة ، وطيبة ، وطابة ، لأنه كره اسم يثرب ، لأن يثرب من الثرب أي الفساد ]] وكان هاشم هو زعيم رحلتا الشتاء والصيف ، فكانوا في الصيف يسافرون بالتجارة لبلاد الشام وفي الشتاء يسافرون لليمن وهاشم من الأشراف .. وكان من عادة الأشراف أن يأخذوا زوجاتهم معهم فلما خرج لرحلة الصيف إلى بلاد الشام ، وكان هاشم مصطحب زوجته معه وكانت قد حملت بعبد المطلب {{ شيبة الحمد {{

ولما وصلت يثرب جاءها المخاض وولدته فتركها هاشم عند أهلها وتابع رحلته إلى بلاد الشام للتجارة ، وأثناء رحلته توفي في مدينة غزة ودفن فيها فسميت {{غزة هاشم }} أصبح عبد المطلب يتيم الأب وتربى عند أخواله واسمه بينهم {{ شيبة الحمد {{
__
فجاء من مكة عمه أخو أبيه ، هاشم وكان اسمه {{ المطلب}} قال لأمه ابن أخي شيبة يجب عليه أن يلحق بقريش فإنهم أهله وقومه لأنه أصبح كبير وهو الآن غريب بين القوم .. ونحن أهل شرف في قومنا لا يجوز أن يبقى ابن أخي عندكم .. قالت أمه نخيّره ؟فعندما سألوا شيبة الحمد قال بل ألحق بقومي [[ مع أنه كان صغير بالعمر بس مسألة الشرف كانت عنده عظيمة ]] الآن خرج عمه المطلب ومعه ابن أخيه شيبة إلى مكة ، لما وصلوا مكة ودخلها مع هذا الغلام الصغير .. قالت قريش المطلب أحضر معه عبد من العبيد [[ اعتقدوا أنه اشترى عبد جديد .. فظنوا أن شيبة عبد من العبيد قد اشتراه المطلب ]]فأصبحوا يقولون {{ عبد … المطلب }}قال لهم المطلب لا لا .. إنه شيبة ابن أخي .. فمشى الاسم عليه من أول دخوله مكة وصاروا يسموه عبد المطلب .. أما اسمه الحقيقي {{{{ شيبة الحمد }}} وعبد المطلب لقب ._________



هذا الحبيب

( 2 )

السيرة النبوية العطرة

(( حفر بئر زمزم ))




أصبح شيبة الحمد ، المعروف بلقب { عبد المطلب } رجل كبير وأصبح { سيد قريش } وكان له الشرف الكبير بين العرب وخاصةً عندما حفر بئر زمزم

بئر زمزم كان مطمور بالتُراب من زمنٍ بعيد ، كانت قريش تسمع عنهُ بالقصص القديمة ، إلى أن رأى عبد المطلب جدّ النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا في منامهِ .نهُ بالقصص القديمة ، إرأى عبدالمطلب رؤيا تكررت معه أكثر من مرة ، شخص يأمره بحفر بئر زمزم عند الكعبة ، ويحدد له مكان الحفر ، وكان بئر زمزم قد دفن بالتراب بسبب فعل الزمن فلما استيقظ من نومه ،أخذ يفكر بالرؤيا المتكررة ، ويتذكر قصص قديمة ، التي كانت تروى أنه على زمن إسماعيل عليه السلام ، عندما كان رضيعاً ، انفجر بئر تحت قدميّ إسماعيل عليه السلام ، وأن أهل مكة دائماً يذكرون في مجالسهم ، أن هناك بئر في مكة مطمور لا يعرف مكانه ، وأن كل الآباء حفروا وبحثوا عن هذا البئر ، ولكنهم لم يجدوا هذا البئر المبارك زمزم .فر ، وكان بئر زمزم قد فخرج عبد المطلب لقريش ، وقص عليهم الرؤيا التي رأها [[ أي أن هناك مكان محدد يجب حفره يوجد تحته ماء زمزم ]] فقالوا له : دلنا على ذلك المكان !!فأشار لهم إلى ذلك المكان الذي عند الكعبة ، فرفضوا جميعاً أن يحفر في هذا المكان والسبب {{ أن المكان الذي أشار إليه عبد المطلب ، يقع بين صنمين من الأصنام التي تعبدها قريش ، صنمٌ اسمه ( أساف)

والآخر اسمه ( نائلة ) فحاول عبد المطلب أن يقنعهم ، ولكن رفضوا بشدة }}وكان عبد المطلب عنده ، ولد وحيد ، وهذا يعني في قريش أن ليس له عزوة ولا عشيرة ولا عصبية يدافعون عنه ، وفي أيامهم ، كان كل شيء يمشي ويعتمد على القبائل والعصبية ،فحزن عبد المطلب حُزنا شديدا واعتصر قلبه من الألم ، ثم وقف عنِد باب الكعبة ، وقلبه يعتصر من القهر ونذر لله إن وهبتني عشرة من الأولاد الذكور ، وبلغوا مبلغ الرجال ، واستطعت حفر بئر زمزم ، لأذبحنّ أحد أبنائي . في مكة مطمور لا يعرف فلم يمض عام إلا وقد ولدت زوجته الولد الثاني ، وكل عام يرزق أولاد من زوجاته حتى صار عددهم {{ عشرة }} وكبروا وأصبحوا رجال وعصبة ، وأصبح عبد المطلب صاحب عصبة وحمية في قريش ، فحفر بئر زمزم ولم يتجرأ أحد على منعه ، وخرج الماء ، فلما رأت قريش الماء فرحت فرحاً كبيراً ، بعملهِ هذا ،الآن أصبح عبد المطلب مُطالب بأن يوفي {{ نذره }} وهو أن يذبح أحد أولاده العشرة عند باب الكعبة.___



هذا_الحبيب

( 3 )

السيرة النبوية العطرة

(( عبدالله الذبيح والد النبي صلى الله عليه وسلم ))




الآن أصبح عبد المطلب مُطالب بأن يوفي بنذره ، ويذبح أحد أولادهِ ، عند باب الكعبة فجمع أولادهُ العشرة ، وأخبرهم عن نذرهِ لله أمام باب الكعبة ، وأنه يجب عليه أن يوفي نذره .فقالوا له :_ يا أبانا .. ليس بوسعنا أن نقول لك ، إلا كما قال إسماعيلُ لأبيه !! إفعل ما تؤمر ستجِدُنا إن شاء الله من الصابرين [[ أي افعل ما تُريد ، وماتراه مناسباً [[
______
وكان أصغر أبناء عبد المطلب ، هو عبدالله والدِ النبي المصطفى {{ صلى الله عليه وسلم

وكان أحب أبناء عبد المطلب ، كان يحبُه حباً كبيراً [[ ولا حظوا معي ، سبحان الله الذي أختار لنبيه صلى الله عليه وسلم قبل مولده أسم أبيه ( عبدالله )
كل أبناء عبد المطلب العشرة ،لايوجد فيهم واحد إسمه مقرون بإسم الله عزوجل ، إلا والدِ النبي صلى الله عليه وسلم فإسم أبو طالب ... عبد مناف وإسم أبو لهب الحقيقي .. عبد العزة تخيلوا لو كان الإسم محمد بن عبد العزة ؟؟ لا يصلح أبداً مع حبيب الله .. فمن الذي إختار الإسم لوالد النبي ؟؟

إنه الله جل في علاه ليكون أسم حبيبه ونبيه {{ محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم }} فهذا من حفظ الله لنبيه حتى قبل مولده [[

كان عبدالله والد النبي صلى الله عليه وسلم ، أقرب إخوته إلى الله ، كيف لا يكون أقربهم ، وهو يحمل

}}ا لنور المحمدي {{
______
قال لهم عبد المطلب : يا أبنائي

اكتبوا أسمائكم على القدح[[ لم يكن عندهم أستخارة ، في الجاهلية كان هناك رجل عند الكعبة متخصص بعمل ما نسميه اليوم القرعة ، كان إسمها ( الأزلام ) فماهي الأزلام ؟؟ هي قطع خشب صغيرة تشبه السهم

و عددها ثلاثة يكتب على كل واحدةٍ منها كلمة

1 - إفعل
2 - لا تفعل
3 - غفل ليس فيه شيء

فإذا أردوا أن يسافروا ، أو لهم حاجة مهمة ، وأحتاروا في أمرهم ، إستخدموا ( الأزلام ) فإن خرج أفعل .. فعلوا وإن خرج لا تفعل ... تركوا وإن خرج غفل .. أعادوا القرعة
فلما تشرف الوجود بالنور المحمدي صلى الله عليه وسلم ، نسخ ذلك كله ونهى عنه ..وأرشدنا الى الاستخارة [[
_____
فكتبوا أسماءهم ، وذهب عبد المطلب الى المسؤول عن الأزلام ، عند الكعبة وقال له : أريد أن أنحر أحد أولادي ، قرباناً لرب هذا البيت ، ووفاءًا لنذري .خذ هذه الأقداح ، قد كُتبت عليها أسماءُهم العشرة ، خذها وإضرب عليها [[ أي إعمل لهم قرعة [[
ورب الكعبة ، أيهم خرج إسمه نحرته اليوم عند باب الكعبة !!ثم توجه عبد المطلب لباب الكعبة ، والدموع تنهمر من عينيه ،حتى سالت على خديه ، ورفع يديه عند باب الملتزم وأخذ يدعو الله يارب لا تجعل السهم يخرج على عبدالله ، ويدعو الله ويستغيثه ، يارب ابنائي كلهم لو نحرتهم أهون عندي من عبدالله ، كان عبدالمطلب يحبه حباً كبيراً والسبب [[ نور النبوة المحمدي الذي يحمله عبدالله من رسولنا وحبيب قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم ]]فلما قاموا بالأزلام ( القرعة ) خرج السهم على عبدالله

فتألم عبد المطلب ألم شديد ، وتغير لون وجهه ثم أخذ بيد عبدالله و وضعه أمام باب الكعبة ، وأراد أن يذبحه على الفور [[ لك أن تتخيل قلب عبد المطلب وشعوره في هذا الموقف ، صحيح كانوا في جاهلية ولكن عندهم الرجولة والوفاء بالعهد ، ولو على أنفسهم ))وضع عبد المطلب إبنه عبد الله أمام الكعبة ، وأخرج سكينه ،وإستعد لذبحه .
__ __

هذا_الحبيب

) 4 )

السيرة النبوية العطرة

(( فداء عبدالله والدِ النبي صلى الله عليه وسلم ((



____
وضع عبد المطلب ابنه عبدالله ، أمام الكعبة واستعد لذبحه وكانت أندية قريش حول الكعبة . [[ الأندية : هي عبارة عن مجالس لقريش ، كانوا يجلسون جماعات مع بعضهم البعض ، كل جماعة تجلس مع أصحابها ، اسمها أندية ، وتكون الكعبة أمامهم مباشرةً ، وكل ما يحدث عند الكعبة يرونه [[
_____
فلما استعد عبد المطلب لذبح عبدالله ، ضجت قريش كلها [[ لأن أهل قريش كان عندهم علم بقصة النذر والذبح ]] وقام الناس من مجالسهم مسرعين ، حتى وصلوا إلى عبد المطلب ، وأمسكوا بعبد الله وأبعدوه ، ثم وقفوا بين عبدالمطلب وعبدالله ، ثم صاحوا بأعلى أصواتهم

لاااا واللات والعزى ، لا ندعك تذبحه حتى تعذر فيه ؛ [[ أي حتى نجد حلا لهذا النذر ]].. يا عبد المطلب :_ أنت سيد قومك ، وكبيرهم وقدوتهم ، إن ذبحت ولدك ، ستكون سُنة [[ عادة ]] في قريش ، كل رجل نذر ، سيذبح ابنه عند الكعبة .قال عبد المطلب :_ يا قوم .. لعل الله ابتلاني كما ابتلى جدكم إبراهيم ، بولده إسماعيل ؟؟

قالوا لا ، لا لن ندعك تذبحه حتى تُعذر فيه .قال لهم .. وما الحل ؟؟

فصاح أحدهم ، فلنحتكم إلى الكهان !! وصاح آخر ننطلق إلى سجاح عرافة يثرب، [[ يثرب هي نفسها المدينة المنورة حالياً ، لما دخلها الحبيب صلى الله عليه وسلم ، أنارت وأضاءت وأشرقت من نور وجهه صلى الله عليه وسلم [[ .

- ننطلق إلى سجاح عرافة يثرب [[ امرأة اسمها سجاح كاهنة في يثرب ، كانت تُعرف بعرافة يثرب ]] نسألها لعلها تجد لك مخرجا ، عرافة يثرب خير من ينهض بالأمر [[ أي أفضل كاهنة تستطيع أن تحل هذا الأمر ]] فسكت عبد المطلب عن الكلام ، ولم يعد له سبيل لرفض كلامهم ، ونزلت عليه السكينة والارتياح ثم نظر إلى القوم، وقال :_ ننطلق إلى سجاح عرافة يثرب.
______
فصاح الجميع وعلت أصواتهم بالفرح ، انتشر الخبر في مكة كلها كالنار بالهشيم وضجت مكة بأصوات الفرح ، وأطلت النساء بفرح، ينظرن إلى عبد الله بشفقة ورحمة ، كانت كل فتيات مكة يتمنون عبد الله زوجاً لهن ، كان كل من نظر إليه يراه مكسواً بالجمال والهيبة والأنوار {{ إنه نور حبيبكم المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يحمله عبدالله }}، الكل ينظر إليه وينظرون إلى صبره لهذا الموقف الصعب ، هذا الفتى الجميل صاحب الوجه المضيء ، إنه جميل، وما أكثر الجمال في قريش ، ولكن جمالهُ نادر يشف عن جمال الروح ، ففي جماله شيء غريب ، نور يكسوه في وجهه، شيئاً لا ترى مثله في وجه شباب قريش [[ هناك كثير من الروايات في كتب السيرة قد تحدثت عن جمال عبدالله والنور الذي كان يكتسيه ولكن اكتفيت بالشرح لضيق الوقت [[.
______
فركبوا جميعاً ، وانطلقوا إليها ، فلم يجدوها في يثرب ، كانت في خيبر ، فلحقوا بها إلى خيبر ، فلما دخلوا على كاهنة يثرب ، نظرت إليهم تلك العجوز الكبيرة في العمر نظرة ذكاء وفراسة ، وقص عليها عبدالمطلب خبره وخبر ابنه عبدالله. __ _



هذا_الحبيب

( 5 )

السيرة النبوية العطرة

(( كاهنة يثرب ، وعبدالله الذبيح ))




فلما أخبرها عبد المطلب بالأمر قالت الكاهنة ، أمهلوني اليوم وارجعوا إلي في الغد ، حتى يأتيني قريني فأسأله !! [[ كان الكهنة والعرافين علاقتهم مع الجن ، تسأل قرينها أي الجني الذي تتعامل معه ]] فتركوها ورجعوا ....
_____
قلنا إن عبد المطلب جد { النبي صلى الله عليه وسلم } ولد في يثرب ( المدينة المنورة ) يتيم الأب عند أخواله بني النجار .الآن عبدالمطلب كان من عادته إن وصل المدينة المنورة ، ذهب لزيارة أخواله والتجول في أسواق المدينة ، لما خرجوا من عندها لم يذهب عبد المطلب لزيارة أخواله من بني النجار ولم يذهب الى أسواق المدينة يتذكر طفولته فيها ، كان مشغول البال بمصير ابنه عبدالله ، فقام يتضرع ويدعو الله أن يوفقه لما يرضاه .
______
رجعوا في اليوم الثاني إلى الكاهنة ، فقالت لهم قد جاءني الجواب ، كم دية الرجل عندكم إذا قتل ؟؟ [[ أي رجل منكم قتل رجل ، كم تدفعوا ديته مقابل أن يرضى أهله ]]
قالوا :_ نعطيهم عشرة من الأبل

قالت :_ إذنٍ تُقدِموا صاحبكم [[ تعني عبدالله ]] وتقدموا عشرة من الأبل ، واطرحوا القدح [[ أي تكتبوا اسم عبدالله على القدح الأول ، وعلى الثاني تكتبوا عشرة من الأبل ، قرعة ]]واضربوا عليها وعلى صاحبكم القدح ، فإن خرجت عليه زد من الأبل عشرة [[ اعملوا قرعة بين عبدالله والعشرة من الإبل فلو خرجت القدح في القرعة باسم العشرة من الإبل = فقد رضي ربكم بالفداء

فإن خرجت باسم عبدالله = يجب عليكم أن تزيدوها عشرة وتعيدوا القرعة ]]قال عبد المطلب : وإن خرجت عليه مرة أخرى ماذا نفعل ؟؟

قالت : تزيدوا عشرة ثم عشرة حتى تخرج ، على الإبل حتى يرضى ربكم ويفدى هذا الغلام ، ولا تتردد ، واعلم أنك ستنال رضا الآلهة ونجاة صاحبك .
______
يقول النبي صلى الله عليه وسلم {{ أنا ابن الذبيحين }}والمقصود أبوه عبد الله .. وأبوه الثاني إسماعيل عليه السلام ، لما رأى إبراهيم خليل الله عليه السلام ، رؤيا تأمره بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام ، فصدق الرؤيا وهمّ بذبحه ، ففداه الله بذبح عظيم ، جده الأكبر للنبي صلى الله عليه وسلم ، نبي الله إسماعيل عليه السلام {{ أنا ابن الذبيحين {{
______
ففرحت قريش جميعاً وأصبحت قريش ترفع صوتها وتتفاخر بالكرم والسخاء والنخوة .وأخذوا يصيحون ، بأعلى أصواتهم !! يقولون :_ واللات والعزى .. لنفدي عبد الله وإن لم يبق في مكة إبل .
______
ورجعوا مكة ، والناس في مكة حزينة ، وفي قلق لأن عبدالله كان في مكة من أحب الناس إليهم ، وكان أجمل شباب قريش وأكرمهم خلقاً .. كيف يذبح؟؟ فصار عندهم قلق وكآبة شاع الخبر في مكة واجتمعوا الناس وأحضروا عشرة من الإبل

وتقدم عبدالله وقدموا عشرة من الإبل .. طرحوا القدح فخرج السهم على عبدالله !! فأضافوا عشرة فخرج السهم على عبدالله !! فألحقوها عشرة فخرج السهم على عبد الله !!!

فما زالوا يزيدون عشرة فوق عشرة يلحقونها عشرة حتى بلغت الإبل مائة على التمام عشر عشرات فخرج السهم على الإبل ، صرخت قريش بصوت عالي ، قد رضي ربك يا عبد المطلب فقال لااا .. قالوا لم لا ، يا سيد قومك ؟ [[ ما القصة يا عبد المطلب القدح أول مرة طلع على عبد الله مباشرة هممت لذبحه ]] قال لهم حتى اضرب القدح ثلاث فإن خرجت على الإبل ثلاث هنا أعلم أن ربي قد رضي ، وإلا فلابد من ذبح الولد قالوا كما تريد [[ فقاموا بالقرعة ثلاث مرات وفي كل مرة تخرج على الإبل ]] فقال عبد المطلب الآن اطمئن قلبي، وأن ربي قد رضي وكان فداء عبدالله 100 من الإبل ، نحروا الإبل وجعلها عبد المطلب طعام للناس والسباع والوحوش في الجبال لا يمنع عنها أحد ، فرحت قريش بفداء عبد الله فرحاً ما بعده فرح .. ثم أخذ عبد المطلب بيد ابنه عبد الله و سار به باتجاه الكعبة


( منقول من نجاة عبد الفتاح )




الكاتب:  حسن قاسم [ الاثنين أغسطس 25, 2025 2:17 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: كتاب هذا الحبيب ( سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم )





هذا_الحبيب

( 6 )

السيرة النبوية العطرة

(( زواج سيدنا عبدالله من ستنا آمنة بنت وهب ))



_______
لما فرحت قريش بفداء عبدالله ، أخذ عبد المطلب بيد ابنه عبدالله ، وسار به إلى الكعبة ، والناس ينظرون ، وطاف به بالبيت سبعاً ، فنظرت قريش إليهم ، فرأت نورا يخرج من عبدالله {{ نورا يتهلل في وجهه ، تحرك نور النبوة المحمدي في وجهه لأنه يحمل نور نبينا وحبيبنا صلى الله عليه و سلم ، فدار نور النبوة في وجهه }} وجاءت قريش تهنئ عبد المطلب ، في نجاة ولده .
________
عبد المطلب مازال يتذكر كلام ذلك الحبر اليهودي في اليمن عندما كان في رحلة الشتاء ودخل اليمن نزل عند حبر من اليهود ، فقال الحبر لعبد المطلب متعجباً ، رجل من أهل الديور !! [[ بمعنى يسأله متعجب أنت من أهل الكتاب ]]يا عبدالمطلب ، أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك [[ تأذن لي أتفحص جسدك ، وكأن عنده علامات إذا وجدت فيه ، تدل على شيء ]] قال : نعم إذا لم يكن عورة

فلما نظر الحبر لجسده وتفحصه

قال له : أشهد أنك تحمل بين يديك .. ملكاً .. ونبوة ، قال الحبر إذا رجعت تزوج من بني زهرة ، يا عبد المطلب ، سيخرج من ذريتك رجل ذو أمر عظيم ، يجمع بين الملك والنبوة ، وسيكون فخر ٌ لقبيلتين من العرب هم {{ بني هاشم .. وبني زهرة {{

فلما رجع تزوج من (( هالة بنت وهب)) من بني زهرة وبقي هذا الكلام في رأس عبد المطلب ، فقرر أن يزوج عبدالله ويفرح به ، يزوجه من ( بني زهرة ) من آمنة ، أملاً بكلام ذلك الحبر اليهودي لعله يتحقق حلمه .
________
فعلمت قريش ، أن عبد المطلب قرر أن يزوج ابنه عبدالله من بني زهرة ، وانتشر الخبر في مكة ، حتى أن فتيات مكة مرضن ولزمن الفراش ، عندما سمعن هذا الخبر تأسفاً وحسرة فكل فتاة كانت تتمنى أن تكون زوجة لهذا الرجل المبارك .
________
فذهب عبد المطلب إلى سيد بني زهرة ، أبي آمنة {{ آمنة بنت وهب ، أم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم }} وخطب آمنة لابنه عبدالله ،كان عمر (عبدالله) والدِ النبي صلى الله عليه وسلم « ١٨ » عاما

كان عمر ( آمنة ) أم النبي صلى الله عليه وسلم « ١٤ » عاما ويقال ١٦

وفي نفس اليوم تزوجها عبدالله ودخل بها [[ وكانت عادة العرب ، العريس يبقى في ديار أهل العروس ، ثلاثة أيام وبعدها يأخذ زوجته ، ويرجع إلى أهله ]] فحملت آمنة {{ بسيد ولد آدم ، حملت بالنور المهداة للعالمين ، حملت بخير خلق الله أجمعين ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم {{
_


هذا_الحبيب
الحلقة

(( 7 ))

السيرة النبوية العطرة

(( وفاة والدِ حضرة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ))



عندما مضت ثلاثة أيام ، أخذ عبدالله عروسه آمنة بنت وهب وارتحل بها إلى قومه ، وبعد أيام تجهزت القافلة لرحلة الصيف ، التي كانت مُتجهة لبلاد الشام ، فاختاروا فيها عبدُالله العريس ، كي يكون في القافلة مع بعضِ إخوته .
__
فودّع عبدالله عروسه ( آمنة بنت وهب ) ولم يكن عِنده عِلم ، أنه لن يراها بعد اليوم أبداً ، ولم يكن عِندهُ عِلم أن آمنة قد حملت له بطفل {{ هو حبيبُ ربِ العالمين ، وخيرُ خلقِ الله أجمعين }} ودّعها عُبدالله ثم انطلق مع القافلة إلى بلاد الشام .
__
بعد أشهر رجعت القافلة ، ليس فيها عبدالله !! فسأل عبد المطلب أين عبدالله ؟؟ قالوا له : لا تقلق يا شيخ مكة ، تركناه عند أخواله في بني النجار ، في يثرب ( المدينة المنورة ) فقد أصابه بعض المرض ، وعندما يتعافى سيرجع ، تركناهُ هناك فلقد خُفنا عليه من مشقة السفر .
__
فنظر عبد المطلب إلى ابنه الكبير (( الحارث )) قال يابني انطلق على الفور إلى يثرب ، وأحضر عبدالله ولو في هودج الذي يحملُ النساء (( الهودج .. هو مثل الخيمه التي تكون على ظهر الجمل تحمل النساء ، في السفر ، فلما ذهب الحارث ، ووصل يثرب وجد القوم في عزاء ، فسأل عن أخيه !!!! فقالوا له : قد مات أخوك عبدالله وذلك قبره ، فوقف عند قبرِ أخيه وبكى حتى أفرغ حُزنه بالبكاء عليه ثم رجع الى مكة ، وأخبر أباه ، فكانت الفاجعة ، وضجت مكة وقريش بهذا الخبر [[ سبحان الله قبل أشهر يُفدى بمائةٍ من الإبل وبعد شهرين يدركهُ الموت !! ماالسر في ذلك ؟؟ حتى يخرُج من صُلبهِ ، محمدٌ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم [[

حزنت مكة كلها ، على وفاة عبدالله
__
وكانت آمنة قد حملت بهذا الطفل المبارك ، الذي سيكون رحمة للعالمين .لم تكن تعلم آمنة أنها حامل ، لأنها كانت صغيرة بالعمر ولأنها أول مرة تحمل . تقول آمنة : _ لم أعرف أني حامل ، إلا أنني أنكرت حيضتي [[ أي انقطع عنها الحيض ]] فلما كان الشهر الثاني من وفاة زوجها عبد الله ، رأت رؤيا .. هتف هاتفٌ في أذنها وهي نائمة




هذا_الحبيب

الحلقة « 8 »

السيرة النبوية العطرة

(( حمل السيدة آمنة بسيد الخلق ، صلى الله عليه وسلم ))



فرأت آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم ، رؤيا تقول :_ هتف هاتف في أذني وأنا بين النائم واليقظان

قال لي :_ يا آمنة هل شعرتِ أنك حملتِ ؟؟ تقول آمنة ، فكأني شعرتُ أني أقول له ، لا أدري !!قال : _ يا آمنة قد حملتي ، بسيد هذه الأمة ونبيها ، فإذا ولدته فسميه{{ محمد }}

قالت فكان ذلك مما أكد لي الحمل

ثم عرفت آمنة أنها حامل بعد انقطاع الحيض ، فعلم عبد المطلب أن آمنة قد حملت .

ففرح عبدالمطلب فرحاً كبيراً ، وفرحت مكة كلها بهذا الخبر ثم ذهب ليهنئ آمنة فقالت له آمنة ، أريد أخبرك عن رؤيا رأيتها ، فلما قصت عليه الرؤيا تذكر عبد المطلب جميع ما مر به من مُبشرات ، وأنه سيخرُج من صُلبهِ مولود له شأن عظيم

وتذكر تلك الرؤيا في منامه {{ أنه رأى سلسلة من فضة خرجت من ظهره ، حتى صعدت للسماء ، ثم رجعت إلى شجرة خضراء لها غصون ولها ظل ،فجاء جميع الخلق وتعلقوا بها }} ولأنه كان يسافر كثيراً ، فكان يقابل الأحبار والعرافين وأهل الكتاب ، وكانوا جميعهم يبشرونه ، أنك في ظِل نبي آخر الزمن هو فخرٌ للعرب كلها ، ولن يخرج إلا من دائرة بيتك .وقص رؤياه لأهل المعرفة والكتاب ، ولِمن كان عِندهُ علم بتفسير الرؤى فقالوا له : _ يخرج من صُلبك مولود يكون له شأن عظيم في الأرض والسماء !!

فلما قصت عليه آمنة الرؤيا ، تهلل وجهه بالسعادة وقال :_ يا آمنة اكتمي رؤياك ولا تحدثي بها أحداً

يا آمنة .. إن أهل الكتاب أخبروني وبشروني بنبي آخر الزمن المنتظر ولعل الجنين الذي في بطنك يكون هو ، فإن لأهل الكتاب حوله إشاعة كبيرة ..

ومضت الأشهر والأيام وآمنة تقول لم أجد في حملي كما تجد النساء ، لم أشعر به ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء،[[ أي ، لا وحام ، ولا تعب ، ولا دوخة ، ولا إرهاق ولا ألم ]]حتى أني أذهب للبئر ، لأشرب أرى ماء البئر قد ارتفع للأعلى ، فأشرب منه فإذا انتهيت رجع {{ وذلك ببركة من تحمل ، صلى الله عليه وسلم }}

فأخبرتُ بعض النساء حولي ، فقلن لي ، علقي حديداً في عضديك ورقبتك [[ يعني مثل أيامنا هذه ، تعليق الطوق في الرقبة ، على شكل عين وما إلى ذلك ، من الدجل ، لترد العين والحسد وأذى الجن كما يعتقد بعض الناس وهذا مخالف طبعا " للعقيدة]]قالت ففعلت ، فما مضى يوم إلا قطع [[ أي الطوق ]]فتركته ولم ألبسه .. ومضت الأشهر حتى دخلت في الشهر التاسع ، وهنا قبل مولده صلى الله عليه وسلم بخمسين يوما وقع حدث عظيم اهتزت له مكة والعرب ...
__ _


هذا_الحبيب « 9 »

السيرة النبوية العطرة

/align]


قبل مولدِ النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين يوم ، وقعت حادثة إهتز لها العرب جميعاً ، وهي حادثةُ الفيل ، وكانت من إرهاصاتِ النُبوة قبل مولدهِ فما هي _ الإرهاصة ، والمعجزة ، والكرامة ، والإستدراج ، والإهانة هم خمسُ أسماءٍ لمسمىً واحد وهو {{ الأمرُ الخارقُ للعادة }}

الإرهاصة [[ هي أمرٌ خارق ، يحدثُ لأي نبي قبل مولده ، أو قبل أن ينزل الوحي عليه ، وهي عبارة عن تجهيز لحضوره ، تماماً مثل حادثة( أصحاب الفيل ) قبل مولده صلى الله عليه وسلم ، بخمسين يوماً ، وسنأتي على ذكرها ]]

المعجزة [[ عندما يُوحى إلى نبي ويتسلم مهام الرسالة ، ويقول للناس إني رسول الله إليكم ، ويأتي بأمر خارقٍ للعادة ، دليل على صدقهِ ورسالته ، تُسمى معجزة ]]

الكرامة [[ أمرٌ خارق ، يحدث لإنسان صالح ... مثل الصحابة رضوان الله عليهم ، والأولياء ، تسمى كرامة ]]

الإستدراج [[ تكون لإنسان منافق ، يعتقد الناس أنه من الصالحين يستدرجهُ الله بأمرٍ خارق ، حتى يوردهُ في النهاية للهاوية ، تُسمى إستدراج ]]قال تعالى {{ سنستدرجُهم من حيثُ لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين }}

الإهانة
هي أمرٌ خارق ، يحدثُ لمن يدّعي أنهُ نبي ، مثل مسليمة الكذاب إدعى مسيلمة النبوة ، وأنه شريكٌ لمحمد في الأرض بالرسالة .قومهُ كانوا يعلمون أنه كاذب ، فأردوا أن يستهزأوا به ، قالوا:_ يا مسيلمة ، محمد قد ظهر على يده خوارق

قال :_ لهم ماذا تريدون ؟؟ قالوا :_ بلغنا أن محمداً ، قد بصق في عين أحد أصحابه ، بعد أن قُلعت من مكانها في إحدى الغزوات [[ يقصدون الصحابي قتادة رضي الله عنه ، عندما قُلعت عينه في (غزوة أُحد) فجاء يحملُها على كفه ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم وأرجعها مكانها وبصق عليها ، فرجعت تبرُق في وجهِ قتادة و عادت مكانها وكان يقول قتادة والذي بعث محمداً بالحق ، لإني أرى فيها أفضل من عيني السليمة ]] قال مسيلمة :_ أحضروا لي رجل أعور ، فأحضروا له رجل أعور

فبصق في عينهِ من أجلِ ان يُشفى ، فعميت عينه [[ هذا أمر خارق ، لو بصق كل الناس في عين شخص ، لا يعمى ]] فضحك الناس عليه قال لهم :_ هاتوا غيرها قالوا له :_ بلغنا أن محمداً ، جاء إلى بئر ماء مالح وقليل لا يسقي الظمأن ، فبصق فيه فكثر الماء وإمتلئ البئر على الفور .

فذهب مسيلمة معهم ، إلى بئر فيه ماءٌ قليل ، فبصق فيه مسيلمة فجف الماءُ على الفور لم يبقى فيه نُقطة ماء واحدة . [[ هذا مايُسمى الإهانة ولكنها خارقة للعادة ]]

ومن الإرهاصات قبل مولده صلى الله عليه وسلم {{حادثة أصحابُ الفيل }}
وكانت هذه الحادثة بمثابة ، لفت لأنضارِ العالمَ كُله ، لهذا المكان الذي سيولدُ فيه سيدُ الخلق وإمام المرسلين {{ سيُدنا محمد صلى الله عليه وسلم }} كان ذلك الحدث الضخم الغريب العجيب ، الذي لم يسمع به العالم من قبل ، فما قصة أصحابُ الفيل ، ولماذا أراد أبرهة هدمَ الكعبة ؟؟
_ _






[align=center]هذا_الحبيب

« ١٠ »

السيرة النبوية العطرة

(( حادثة أصحاب الفيل ، الجزء الأول))


___

قال تعالى

{{ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول }}

عندما استولى ملك الحبشة على أرض اليمن

ولى عليها رجل حاكماً عليها ، من الأحباش إسمه (( أبرهة الأشرم ))

[[ الأشرم لقب له ، كان ابرهة رجلاً .. قصير وناصح ، تبارز يوماً مع رجل ضخم ، فضربه الرجل بالحربة على جبهته فشرم حاجبهُ ، وأنفه ، وعينه ، وشفته ، أي جرحها ]] لذلك سمي أبرهة الأشرم

فكان (( أبرهة حاكم لليمن )) وله جيش قوي ، وبما أنه حاكم جديد على هذه البلد ، ولا يعرف طبيعة أهلها

استغرب عندما رأى كثير من أهل اليمن ، يشدون الرحال الى مكة ، في موسم الحج ، فسأل أتباعه

ما ذاك ؟؟

قالوا له :_ يحجون

قال لهم :_ والى أي شيء يحجون ؟؟

قالوا له :_ الى الكعبة

قال _ وماهي الكعبة ؟؟

قالوا :_ هي بيت يعتقد العرب ، أنه بيت الله في الأرض ، بناه جدهم إبراهيم

قال :_ اخبروني عنه ، من أي شيء صنع هذا البيت ؟؟

قالوا له :_ من الحجارة ولا سقف له !!!

قال لهم :_ وما كسوته ؟؟

قالوا له :_ كسوته من مخطوطات يمنية [[ كان ستار الكعبة في الجاهلية ، يصنع في بلاد اليمن ، قطع قماش تسمى مخطوطات ، لونها أحمر ، واسود ]]

ففكر أبرهة بالأمر ، ثم أستشار المقربين منه ، قال ما رأيكم أن نبني كنيسة للعرب في اليمن ، أفضل من هذا البيت ؟؟

فأعُجبوا بالفكرة ، و وافقوه على فكرته .
__
فبدأ ببناء كنيسة عظيمة في صنعاء ، وبالغ جداً في زخرفتها ، وزينها بأنواع ، الزمرد ، والياقوت ، وكساها بأجمل القماش

[[ حتى يجذُب الناس إليها ، ويصرف انظارهم عن الكعبة ]]

ثم طلب من العرب ، أن يحجوا إليها .. فأستهزء العرب منه قالوا نترك كعبة أبينا أبراهيم بيت الله ، لنحج الى كنيسة أبرهة ؟؟!!!

ومضت الأيام ولم يأتي إليها أحد [[ فشعور أبرهة ، كان شعور الفشل والخيبة ]]
لم يستجب الناس إليه ، حتى جاء رجل من أهل الحجاز ليلاً ، ودخلها ، حتى وصل إلى أرفع واجمل مكان فيها ، وتغوط عليها [[ يعني قضى حاجته عليها ]] ثم لطخها بالنجاسة

وقال :_ هذا حجنا إليها يا أبرهة ، ثم أنصرف
__
في الصباح ، عندما استيقظ أبرهة من نومه ، أخبروه حاشيته ، بما حدث ليلاً من ذلك الرجل
فأشتعل أبرهة من الغضب ، وأقسم ليهدمنا كعبة العرب ، وحمل حملته على العرب
وجهز جيش ضخم لم يُرى مثله ، لكي يهدم { الكعبة}

وينتقم منهم ، وتقدم أبرهة بجنده بفيل عظيم ، في طريقه كان يبعث جنوده على قبائل العرب ليغزوهم ، ويأخذ طعامهم وشرابهم ، لينفقها على جيشه ، حاولت قبائل عربية بالتصدي له ولكن بأت بالفشل والهزيمة أمام جيشه ، بعض القبائل العربية عندما سمعت بقدومه ، تركت منازلها وهربت الى الجبال ، كل العرب وقبائل العرب لم تستطع الوقوف في وجه أبرهة وجنده كان جيش ابرهة عبارة عن [[ عاصفة دمرت ، قبائل العرب ]]


الكاتب:  حامد الديب [ الأربعاء أغسطس 27, 2025 8:09 am ]
عنوان المشاركة:  Re: كتاب هذا الحبيب ( سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم )

اللهم صل وسلم وبارك على الحبيب

حبيب الله نور عرش الله

سيدنا محمد النبى الامى الأمين

وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين

بارك الله فيكم

الكاتب:  حسن قاسم [ الأربعاء أغسطس 27, 2025 1:27 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: كتاب هذا الحبيب ( سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم )




: هذاالحبيب

الحلقة ( 11 )

السيرة النبوية العطرة

(( حادثة أصحاب الفيل، الجزء الثاني ))





، انطلق به في اتجاه الكعبة ، وكان من تجهيزات هذا الجيش [[ الفيلة والخيل والجمال ]]
وتقدم أبرهة بجنده ، وكان يركب على فيل عظيم ، وأمر جنده أن يتبعوه .كان الطريق إلى مكة طويلا" ، فكان كل ما مر على قبيلة من قبائل العرب ، بعث فرقة من جنده أغاروا عليها ، ينهب أموالهم وأغنامهم وإبلهم [[ ليطعم جيشه الضخم ، ]] بعض القبائل عندما سمعت بمسير أبرهة وجيشه ، خافوا وهربوا وتركوا ديارهم ، وبعض العرب حاولوا قتاله ، ولكن فشلوا
__
وحين وصل إلى منطقة قريبة من مكة ، فأقام فيها ثم أرسل فرقة من جيشه ، فنهبت الإبل والأغنام لقريش ، التي كانت ترعى في الجبال والشعاب [[ من ضمنها ، إبل لعبد المطلب ، جد الحبيب صلى الله عليه وسلم ]]فلما علم أهل مكة بالأمر ، اجتمعوا للتشاور ، وكان الخوف الشديد يملأ بيوت مكة قالوا لا طاقة لنا بأبرهة وجيشه ثم بعث أبرهة ، رسول من عنده لأهل مكة قال له :_ اذهب إليهم ، واسأل عن سيد هذه البلده وقل له {{ إن الملك يقول لك ، إنه لم يأت لحربكم ، فإنما أتيت لهدم هذا البيت ، فلا تتعرضوا لنا للقتال ، وأخلو لنا المكان كي نهدم هذا البيت ، فإن قالوا لك أنهم لا يريدون القتال ، فأحضر لي سيدهم أتشاور معه }}
فدخل رسول أبرهة مكة ، وسأل عن سيد قريش قالوا له : عبد المطلب سيد مكة وشيخها فحضر عبد المطلب ، فقال له الرسول ما أمره به أبرهة فقال عبد المطلب :_ والله لا نريد حربه ، وليس عندنا طاقة لحربه ولكن ، هذا بيت الله الحرام ، وبيت خليله إبراهيم ، فإن أراد الله منع أبرهة من بيته وحرمه منعه وإن أراد أن يخلي بينه وبين بيته ، فنحن لاطاقة لنا بقتال أبرهة فقال له الرسول : _ انطلق معي يا شيخ مكة ، فالملك يريد مقابلتك .
__
فذهب عبد المطلب لمقابلة أبرهة ، فاستأذن بالدخول عليه قال أبرهة :_ من هذا الذي يطلب الدخول ؟؟
قالوا له :_ هذا عبد المطلب شيخ مكة ، هو الذي يطعم الناس والطير والسباع ، من كرمه وجوده ، ويؤمن الحجيج ويسقي الماء (( فأعجب أبرهة بخصال عبد المطلب )) ، وعندما رآه أبرهة ، وثب واقفاً ، ورحب به ، وكان من عادة أبرهة يجلس على سرير ملكه ، والناس تجلس تحته ، فأراد أن يُجلس عبدالمطلب بجانبه لشدة هيبته ، و كره أن تراهُ حاشيته وهو يجلسه بجانبه فنزل أبرهة عن سريره ، وجلس على البساط وأجلسه معه إلى جانبه ثم قال أبرهة لترجمانه ‌‌‏:‌‌‏ قل له ‌‌‏:‌‌‏ ما حاجتك ‌‌‏؟‌‌‏ فقال له ذلك الترجمان ، فقال ‌‌‏:‌‌‏ حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي ، فلما قال له ذلك ، قال أبرهة لترجمانه ‌‌‏:‌‌‏ قل له ‌‌‏:‌‌‏ قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ، أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك ، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئتُ لهدمه ، ولا تكلمني فيه ‌‌‏!‌‌‏ قال له عبدالمطلب ‌‌‏:‌‌‏ إني أنا رب الإبل [[ أي صاحبها ]] وإن للبيت رباً سيحميه قال ‌‌‏أبرهة :‌‌‏ ما كان ليمتنع مني [[ أي لا يستطيع رب البيت أن يقف بوجهي ]] قال عبد المطلب له :‌‌‏ أنت وذاك ‌‏[[ بمعنى أنت حر ]] فأعاد له أبرهة الإبل ، وأخذ يضحك ويقول للبيت رب يحميه ، للبيت رب يحميه

رجع عبد المطلب لمكة واجتمع بقومه قالوا له قريش :_ما الحيلة يا شيخ مكة ؟[[ ماهو الحل ]] قال لا حيلة لنا لا نستطيع رد أبرهة ولكن الله يستطيع . فاصعدوا إلى رؤوس الجبال ولا تقاتلوا واتركوه هو ورب البيت . ثم قال لقومه اصعدوا إلى الجبال وانظروا ما يكون بين أبرهة ورب البيت ، صعدوا و أخذوا يترقبون وينظرون .مكة تترقب وكل العرب في الجزيرة العربية تنتظر أخبار أبرهة وهدمه للكعبة
________
تجهز أبرهة هو وجنده لدخول ، مكة وهدم {{ الكعبة }} فلما وصل أبرهة للكعبة ، وكان يركب على أعظم وأكبر فيل في الحبشة هذا الفيل كان إذا تقدم ، تقدمت خلفه كل الفيلة ، وإذا برك تبرك كل الفيلة ، فلما وصل هذا الفيل ورأى الكعبة ، برك وبرك خلفه كل الفيلة فأداروا وجهه إلى جهة اليمن فقام يجري وقامت كل الفيلة خلفه تتبعه ، فوجهوه للكعبة فبرك للأرض ولم يتحرك فأمرهم أبرهة بضربه بالحديد فضربوه ، فأبى الحركة ، فوجهوه راجعاً إلى اليمن ، فقام يهرول ، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى مكة فبرك ‌‌‏قال أبرهة :_ اسقوه الخمر كي يفقد عقله ، لعله استجاب فاسقوه الخمر ولكن من غير فائدة فاشتعل أبرهة غضباً من الفيل وسل سيفه وطعن الفيل بين عينه فأراده قتيلاً
________
وفجأة شعروا ، بأشعة الشمس تنحجب ، نظروا فوقهم ، وإذ هي طيور كالغمام الممطر قد حجبت ضوء الشمس من كثرتها ، جاء أمر الله العلي ا…

هذا الحبيب

الحلقة « 12 »

السيرة النبوية العطرة

((مولد الحبيب المصطفى ﷺ))



_______

ولد ﷺ وتشرف هذا الكون بأطهر مخلوق وأشرفهم عند ربِ العالمين في صباح يوم الاثنين من ربيع أول

- ما الحكمة بأنهُ ولد في شهر ربيع أول ؟ لماذا لم يولد في رمضان وهو أشرف الشهور ؟ ولماذا لم يولد في الأشهر الحرم ؟ ولماذا لم يولد يوم الجمعة ؟
لأن الشهور والأيام هي التي تتشرف، بالرسول ﷺ ، ولا يتشرف هو بالأيام،
فلو كانت ولادته في رمضان أو الأشهر الحُرُم لقال الناس: بورك فيه بفضل تلك الأيام ولكن رسولنا ﷺ أشرف من تلك الأيام، فالأيام والشهور هي التي تتشرف بولادته، لذلك كان شهر ربيع الأول من الأشهر المباركة،حتى عندما يُذكر اسم الربيع ، تطمئن القلوب والنفوس له .
________
▪ولادته:
كانت ولادته ﷺ أول ساعة من النهار.
قالوا عند الفجر، والبعض قال عند الضحى- أول ما تظهر الشمس - آمنة أمّ النبي ﷺ هي التي ستخبرنا ما حدث معها عند الولادة عن طريق الصحابية الجليلة شفاء- رضي الله عنها-.

شفاء : هي أم الصحابي الجليل ، عبد الرحمن بن عوف-رضي الله عنه- كانت من الأوئل الذين أسلموا، وهي القابلة التي وقفت مع آمنة أثناء الولادة.
________
تقول آمنة أم النبي ﷺ أخذني ما يأخذ النساء- تقصد الطلق- ولم يكن عندي أحد، ولم يعلم بي من أحد- كانت وحيدة في البيت- تقول : فسمعت جبّةً عظيمة، مثل شيء ضخم وقع على الأرض وأصدر صوتا عظيما، فخفت، فسمعت صوتا بعده أكبر من الذي قبله ، فزاد خوفي، ثم رأيت نورا في المكان خرج منه، كجناح أبيض ، ورأيت كأن رجالا قد وقفوا في الهواء وبأيديهم أباريق من فضة، فأخذني المخاض- بدأت الولادة- فخرج مني نور أضاءت له قصور الشام، فكشف الله عن بصري فرأيت مشارق الأرض ومغاربها، فدخلت عليها شفاء - رضي الله عنها- تقول شفاء : فنزل ﷺ من أمه لا كما ينزل الصبية- شفاء عندها خبرة- فهي التي كانت تولد نساء مكة، فهي تعرف أن المولد عندما ينزل ، ينزل من رأسه للأسفل ، تقول شفاء : نزل معتمدًا على ركبتيه وكفيه ، ساجدًا ينظر بطرف عينه للسماء، كالمتضرع المبتهل لله، ثم تقول شفاء : فحملته ، ونظرتُ إلى وجهه وإذا به كالقمر ليلة البدر يتلألأ نورًا وريحه ريح كالمسك يسطع منه ، فأردت أن أصنع له ما يصنع للمولود ، فإذا به لا يحتاج شيء ، مقطوع السرة - أرادت شفاء أن تقطع السرّة الحبل السري- وتنظفه مثل أي مولود، تقول شفاء: كان مختوناً مطهرًا طهور الأطفال، نظيف مطيب ، ريحه المسك ، مكحل العيون .
________

تقول شفاء: فما كان منّي إلا أن ألبسته ثيابه وأعطيته لأمه، لأنه ليس بحاجة لشيء ﷺ ، يقول الحبيب المصطفى عن نفسه : ( إنّي دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت )
________
ولد المصطفى ﷺ وتشرف الكون بولادته، وأرسلت آمنة إلى جده عبد المطلب على الفور وكان عند الكعبة أنه قد ولد لك مولود فتعال فانظر إليه، فلما سمع الخبر عبد المطلب انطلق مسرعًا إليها مسرورًا مندهشًا تغمره السعادة ، ولد لابني عبدُالله الذي توفى قبل شهور مولود ، فلما وصل عبدالمطلب ونظر إلى الرسول ﷺ .
__ _

هذا_الحبيب

الحلقة « 13 »

السيرة النبوية العطرة

(( يوم تشريفه لهذا الوجود ، صلى الله عليه وسلم ))



__
فلما وصل عبد المطلب ، ونظر للرسول صلى الله عليه وسلم ، وإذا به كالبدر ، ثم نظر إلى صفاتهِ [[ وكما قلنا من قبل إنه كان يسمع من أهل الكتاب ، في سفره ، عن صفات نبي آخر الأمة ]]فلما رآه ، هنا أيقن أن هذا المولود ، سيكون نبي هذه الأمة
فحمله عبدالمطلب ، ورفعه للأعلى ، يريد أن يعلن اسمه ، وقال يا آمنة
فرفعت آمنة يدها (( بمعنى انتظر يا شيخ مكة ، لا تُعلن اسمه))وقالت آمنة :_ يا شيخ مكة ، لقد ولد ... لا كما يولد الصبيان ولد ، ساجداً إلى الأرض ، معتمداً على ركبتيه ويديه ، ينظر إلى السماء ، مختوناً ، يفيح منه المسك وقد هتف لي هاتف مرة أخرى عند ولادته ، يا آمنة سميه{{ محمد }}
فابتسم عبد المطلب مندهشاً مسروراً ، وارتسمت السعادة في وجهه وقال :_ أي ورب البيت ، فلقد عزمت أن أسميه {{ محمدا }}
قالت :_ ولِم يا شيخ مكة ، عزمت على هذا الاسم ؟؟قال :_ يا آمنة ، لقد رأيتُ رؤيا في منامي ، فسألت أهل الرؤى عنها فقالوا لي :_ يخرج من صُلبك رجلٌ ، يطيعهُ أهل السماء والأرض ، فإني أُحب أن أسميه محمدا رجاءً {{ أن يحمده من في السماء وأن يحمده الناس على الأرض }}فأعلن اسمه محمد {{ صلى الله عليه وسلم }}
__
فدخلت ثويبة [[ ثويبة كانت ، جارية لأبي لهب ، وكانت تسكن قريبة من بيت آمنة ]] فلما سمعت الخبر ،انطلقت على الفور مسرعة
وهي تنادي ، يا أبا لهب ، يا أبا لهب
[[ كان لقبهُ أبو لهب ، قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، اسمه الحقيقي ( عبدُ العزة ) ولقبه أبو لهب ، لأنه كان شديد الجمال ، وكانوا يرون وجهه كأنه طلعت الشمس ولهبها ،ولكن لم ينفعه جمالهُ لعدم إيمانهِ بالله ]]فقال أبو لهب :_ ويحك يا جارية ، ما الأمر ؟؟!!!!قالت :_ ولِدَ لأخيك عبد الله مولود قال :_ يا جارية أحقاً ما تقولين ؟؟!!!!!
قالت :_ نعم ، أي ورب البيت ، وقد سماهُ أبوك ( أي عبد المطلب ) سماه {{ محمداً }} فقال لها من شدة فرحه ، وأنتي حرةٌ طليقة يا ثويبة !!!!(( فأعتقها وأصبحت حرة ))
__
فلا أحد يستطيع وصف ، فرح ثويبة في تلك اللحظة ، إلا أنها من شدة فرحها بالعتق ، انطلقت مسرعة إلى آمنة ، وقالت يا آمنة أعتقني أبو لهب بسبب هذا الصبي ثم حملته وضمته إلى صدرها {{ صلى الله عليه وسلم }} ثم قالت يا آمنة هل تسمحين لي أن أرضعه ؟؟ فسمحت لها فأرضعته ثويبة ، فكان أول لبن دخل فمه صلى الله عليه وسلم لبن ثويبة.
__
فأول مرضعة للرسول صلى الله عليه وسلم كانت … ثويبة أرضعته من لبن ابنها {{ مسروح }} فمسروح أخو النبي صلى الله عليه وسلم ، من الرضاعة وأرضعت ثويبة أيضاً
سيد الشهداء {{ حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه}}عم الرسول صلى الله عليه وسلم فكان حمزة ، عم النبي وأخا النبي بالرضاعة .كان قريبا في العمر منه في سن الرضاعة ، وكان حمزة قد سبق الرسول صلى الله عليه وسلم بسنتين من العمر
كما أنه قريب له من جهة الأم ، فأمه هالة بنت وهيب ، ابنة عم آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم
لذلك عندما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الزواج من ابنة حمزة ، قال {{ لا تَحلُ لي ، يحرمُ من الرضاع مايحرمُ من النسب ، هي بنت أخي من الرضاعة }}
__
ثم أرضعته … أمه آمنة [[ أرضعته أمه سبعة أيام على التوالي .. وليس كما يقول بعض الجاهلين ، رفض أن يرضع من أمه هذا الكلام مكذوب .. أرضعته أمه سبعة أيام لبن اللبان .. حليب اللبان يعرفه النساء ، يعطي المناعة للطفل والصحة ]]
ثم أرضعته … حليمة السعدية التي سيأتي ذكرها بالتفصيل





هذا_الحبيب

« 14 »
السيرة النبوية العطرة

(( الأحبار والرهبان ، يوم مولده صلى الله عليه وسلم

))


_
حملهُ عبد المطلب ، حتى وصل الكعبة ، وفُتِح لهُ بابها ، ودخل إليها وهو يحمله ، ثم خرج وطاف فيها ، وهو مسرور ويردد ويقول {{ الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام أعيذه بالبيت ذي الأركان من كل حاسد }}
ثم رجع إلى آمنة ، أعطاها أياه
وقال لها :_ أحرصِ عليه ثم أنطلق عبد المطلب مسرعاً ، إلى الراهب النصراني (( عيص)) يستوثق منه .
_
أهل الكتاب ، الأحبار والرهبان ، في شهر مولده كلهم كانوا منتظرين مولدهُ ، وعندهم علامات ظهور نجمه وصفاته ، وأن مولده في مكة
فلم يكن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم مفاجأة .. بل علم به الكثير من أهل الكتاب الرهبان {{ علماء الدين النصارى }} الأحبار {{ رجال الدين اليهود }} عندنا في دين الاسلام ، لا يوجد شيء إسمه رجال دين فليس منا إلا عالم أو متعلم ليس عندنا ترتيب هرمي في الإسلام يشبه الرتب العسكرية في الإسلام {{رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه }} عندنا في الإسلام {{ بدويّ ، يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو جالس على الأرض مع الناس فيسأل : أيّكم محمد ؟؟ }} في الإسلام ليس هناك واسطة بينك وبين الله {{وإذا سألك عبادي عَني فإني قريب أجيب دَعوة الداع إذا دعان }} فذهب عبد المطلب يستوثق من الراهب النصراني {{ عيص }} عن هذا المولود ، لأنه كان يرجو أن يكون لهذا المولود شأن عظيم .من هو الراهب عيص ؟؟رجل جاء من بلاد الشام الى مكة ، راهب من النصارى ، وسكن في طرف مكة في صومعة ، و إسمه عيص وكان {{ هو المرجع الوحيد في علم النصارى في ذلك الوقت }} عندما اقترب مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، جاء لمكة ينتظر مولده .سكن عيص في أطراف مكة ، فكان يدخل مكة كل فترة من الزمن ، ويجلس في أندية قريش [[ قلنا أن الأندية كانت حول الكعبة ، مجالس يجلسون فيها الرجال ، فيها يجتمعون ويتحدثون ]] فيدخل الراهب عيص ، في أندية قريش ، وأسواقها ويسأل يقول :_ يا معشر قريش ، هل ولد فيكم مولود ؟؟
وله من الصفات ، كذا وكذا !!!
فيقولون له :_ يا عيص ، الذي تصفه لم يولد بعد!!! فيقول لهم عيص :_ وربِ موسى وعيسى ، ما تركتُ بلاد الخمر والخمير [[ يقصد بلاد الشام ، وخيراتها ]] وجئت هنا ،إلا في طلب هذا المولود ، فإن هذا زمن خروجه
يولد في بلدكم [[ أي مكة ]] هو خاتم الأنبياء والمرسلين ،وبه تُختم الشرائع
من أطاعه فقد أهتدى ، ومن عصاه فقد خاب وخسر [[ فكان كل فترة ، يمر ويسألهم ، فيقولون له ولد فلان وفلان ، ويعطونه أوصافهم ، فيقول لهم ، لا لا ليس هو ]]
__
ففي أول يوم من مولدهِ صلى الله عليه وسلم وفي صبيحة ذلك اليوم ، لما ولد صلى الله عليه وسلم ،وأخذه جده وطاف به بالكعبة ورأى صفات المولود ،ورجع أعطاه لأمه ، وأوصاها عليه ، هنا تذكر عبد المطلب الراهب عيص فأراد أن يذهب إليه ويستوثق منه الخبر .
__
إنطلق عبد المطلب مسرعاً ، إلى صومعة عيص ، فعندما وصل للصومعة ، أخذ ينادي عيص .. عيص
فقال له عيص :_ كن أباه يا شيخ مكة فقال عبد المطلب مستغرباً :_ من ؟!!! قال عيص :_ لقد ولد الذي كنت قد حدثتكم عنه ، وربِ موسى وعيسى إنه وجع يشتكي ثلاثة أيام ثم يعافى [[ أي هذا المولود قد أصابه بعض المرض ]] إحفظ لسانك يا عبدالمطلب [[ أي لا تتكلم عنه لأحد ]]
فإنه لايحسد حسده أحد [[ أي إذا علموا عنه شيء ، فالناس الحاقدة ، ستسعى لأذيته ، وإذا وقع في مصيبة يتشمتون به ]] وأياك واليهود ، فيبغون عليه ، كما بغوا على الأنبياء قبله [[ أي اليهود معروفون أنهم قتلة الأنبياء ، فإذا سمعوا به اليهود قتلوه ، كما قتلوا الأنبياء قبله ]]فقال عبد المطلب :_ يا عيص !! لقد ولد لأبني (( عبدالله المتوفى قبل أشهر ولد ))
فقال عيص :_ هو ذاك ياعبدالمطلب ، هو ذاك ، وربِ موسى وعيسى
إنا لنجد في كتبنا أنه يولدُ يتيماً ، فإحفظ لسانك وإحرص عليه .
__
في أخبار كثيرة ، عن الأحبار اليهود والرهبان من النصارى بمعرفتهم ، في يوم مولدهِ وصفاته ولكن نكتفي بقصة الراهب عيص و يكفينا قوله تعالى فيهم {{ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}}



هذا_الحبيب

الحلقة « 15 »

السيرة النبوية العطرة

((التماس المراضع له صلى الله عليه وسلم ))



________
تشرف الكون بسيدنا {{ محمد صلى الله عليه وسلم
وأرضعته أمه سبعة أيام على التوالي .. ثم التمس له المراضع .
______
لماذا أالتمِس له المراضع ؟؟
كان من عادة قريش أصحاب السيادة[[ أي الذين يملكون المال ]]
يحبون أن يتربى أبناءهم خارج مكة فلم يكن يسترضع في مكة كلها ، إلا الأغنياء وأصحاب السيادة . وذلك لثلاثة أسباب
________
١_ يخافون على أولادهم من وباء مكة في مواسم الحجيج [[ كان يأتي ناس كثير للحج ، والتجارة من شتى البلاد ، ومنهم من يحمل الأمراض المعدية معه ، فيخافون على أطفالهم الرضع ، من انتقال الأمراض ، فالكبار يستطيعون التحمل ، أما الرضع لا يتحملون ]]
فكانوا يحبون أن يربى الولد في أول عمره ، في البادية حيث الهواء النظيف والبيئة النقية ، وعندما يكبر ويشتد عوده ، يرجع إلى أهله .
________
٢ _ اللغة العربية ، في مكة ، لم تكن بتلك الفصاحة المطلوبة [[ كان أهل البادية ، في ذلك الزمن ، مشهورون بفصاحة اللسان ، فكانت اللغة العربية عندهم أكثر فصاحة ]] فيتعلم الطفل الصغير ، فصاحة اللسان من صغره

________
٣_ أسياد مكة ، كانوا يحبون من الزوجة ، أن تتفرغ لزوجها ، وتتزين له ، لأنه من الأشراف ولا تنشغل عن زوجها ، بالرضاعة والحضانة .
وربما يسأل أحدهم ، إذا كان هذا من أحد الأسباب ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولد يتيماً ، ولا يوجد لآمنة زوج ، لكي تتفرغ له ؟؟ [[ السبب لأن جده عبدالمطلب ، لم يرض ان ينقص قدر هذا المولود اليتيم ، أمام بقية الأولاد في مكة ، وأراد أن يجبر خاطر آمنة وقلبها ، ولوكان يتيماً يا آمنة ، فإن محمداً ، سيسترضع مثله مثل أبناء الأشراف ولن ينقص عليه شيء ]]
صلى الله عليه وسلم
________
المراضع ، وهم نساء ، كانوا يأتون ، من البادية لمكة مع أزواجهم في العام إما مرة أو مرتين .فجاء قوم من بني سعد [[ هم أهل حليمة السعدية ، مرضعة الحبيب صلى الله عليه وسلم ]] يريدون رؤية ، أطفال مكة الرضع ، من يطلب مرضعة حاضنة ، يطوفون بين أسياد قريش ، ويسألون هل منكم من يريد مرضعة ؟؟ هل منكم من يحب أن نحتضن ولده ؟؟ فلم يبق منهم مرضعة إلا عُرض عليها ، النبي صلى الله عليه وسلم فيسألوا :_ من أبو هذا الصبي [[ يريدون رؤية أباه ، فالأب هو الذي سيدفع لهم المال ]] فيقال لهم :_ أبوه عبدالله ، مات وأمه حامل به !! فتتغير ملامحهم ورغبتهم في حضانته ، ويقولون لا رغبة لنا ، لعلكم تجدون غيرنا ، ثم ينصرفون [[ لأنهم يريدون الأجر والكرم من والد الصبي ، صحيح أن جده عبد المطلب شيخ مكة ، ولكن المعروف لدى الجميع أن الكرم الأكثر يكون من الأب ]] ومهما كانت الأسباب

إنها إرادة الله عزوجل ، أليس هذا محمد صلى الله عليه وسلم {{حبيب الله }} ألم يخبره بمنزلته عند رب العالمين {{ واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا }}نترك الأسباب ، وننظر الى إرادة المسبب ، فالله عزوجل سبحانه ، صرف كل المراضع عنه ، إلا حليمة السعدية

اللهم صلى وسلم وبارك وأنعم على سيدنا حضرة النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

(( يتبع إن شاء الله تعالى ))



الكاتب:  حسن قاسم [ الأربعاء أغسطس 27, 2025 4:04 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: كتاب هذا الحبيب ( سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم )





هذا_الحبيب

« 16 »
السيرة النبوية العطرة

(( حليمة السعدية الجزء الأول ))



_______
صرف الله عزوجل ،كل المراضع عنه صلى الله عليه وسلم ، إلا {{ حليمة السعدية }} تقول حليمة :_
والله مابقي من صواحبي [[ يعني صاحباتي ]] إمرأة إلا أخذت رضيعاً غيره ، وأنا لم أجد غيره ، فكرهت أن أرجع من غير رضيع [[ حليمة السعدية ، وزوجها أبو كبشة ، الذي يقرأ السيرة ويتعمق فيها ، يدرك أنهما كانا ، طيبين ، وحظهم في الدنيا قليل ، ولكن الله إذا أعطى أدهش ]]
________
فعزمت حليمة السعدية على أخذ هذا اليتيم ، هي لم تره بعد تقول حليمة :_ فذهبت إلى عبدالمطلب ، فإستقبلني قال :_ من أنتِ ؟؟
قلت :_ حليمة السعدية فقال :_ بخٍ بخ ، سعد وحلم ، خصلتان إذا إجتمعتا ، ففيهما خير الدهر وعز الأبد [[ تفائل بإسمها ]] يا حليمة عندي غلاما" يتيماً ، وقد عرضتهُ على نساء بني سعد فأبين أن يقبلن ، فهل لك أن تُرضيعه ، فعسى أن تسعدي به ؟؟
فقلت له :_ حتى أسال صاحبي [[ أي زوجها ، أبو كبشة ]] تقول فرجعت فسألت زوجي ، فتهلل وجهه وأشرق ، وكأن الله قذف في قلبه الفرح والسرور فقال لي :_ نعم يا حليمة خذيه ، ماذا تنتظرين ؟؟فرجعت إلى عبد المطلب فوجدته ، جالساً ينتظرني ، فأستهل وجهه فرحاً ، عندما رأني .ثم أخذني وأدخلني على آمنة فرحبت بي آمنة وقالت لي :_ أهلاً وسهلاً ، تفضلي بالدخول
تقول حليمة :_ فدخلت في البيت الذي فيه محمد فلما نظرت إليه !!!
{{ فإذا هو مُغطى في صوف ، أبيض من اللبن ، يفوح منه المسك ،وتحته حريرة خضراء نائمٌ على ظهره ، فأشفقت أن أوقظه لحسنه وجماله }}
تقول حليمة :_ فأقتربت منه رويداً ، رويدا" ، ووضعت يدي على صدره
فلما وضعت يدي ، تبسم ، ثم فتح عيناه ، ونظر إليّ ، فخرج من عينيه نور دخل عنان السماء ، فما كان مني إلا أن حملته وضممته و قبّلته ، ثم أخذته ورجعت إلى رحلي .
________
تقول حليمة :_ فحملته وكان معي أخاه [[ أي تقصد أبنها الذي ولدته واسمه عبدالله ، أخو النبي صلى الله عليه وسلم ، من الرضاعة ]]
ثم ... أعطيت إبني لأبيه أبا كبشة [[ أي زوجها ]] وكنت قد أتيت إلى مكة على أتان [[ أي أنثى الحمار ]] كانت هزيلة ضعيفة ، وكان معنا ناقة ، والله لقد جف ضرعها [[ حتى الناقة التي مع حليمة ليس فيها حليب ، وكانت سنة جفاف ]] __


____

هذا_الحبيب

الحلقة ( 17)

السيرة النبوية العطرة

(( حليمة السعدية ، الجزء الثاني ))




________
أخذت حليمة النبي صلى الله عليه وسلم ، ورجعت إلى رحلها تقول وكنت قد أتيت إلى مكة على أتانِ [[ أي أنثى الحمار ]] هزيلة ضعيفة ، وكان معنا ناقة ، والله لقد جف ضرعها .فكانت تركب على هذه الأتان وهم ذاهبون لمكة تقول حليمة :_ فكانوا يسبقوني ، وأتاني [[ أنثى الحمار ]] التي ، أركبها لا تستطيع أن تلحق بهم !! فيقولون :_ يا حليمة ، يا حليمة قد أعييتي الركب [[ أي أسرعي قليلاً ، فقد تأخرنا ، ، بسبب سيرك البطيء ]] تقول حليمة :_ فلما أخذت محمدا ، ورجعت به إلى راحلتي ، عرضت عليه ثديي ، وما كان في صدري مايشبع ابني [[ عبدالله أخو النبي في الرضاعة ، كان لا يرتوي من حليب أمه حليمة ]] فلا ننام الليل من بكاءه فلما وضعت محمداً ، في حجري ، وعرضت عليه ، ثديي الأيمن ، فاهتز صدري وانفجر فيه اللبن .فشرب حتى ارتوى {{صلى الله عليه وسلم }} ففرحت فأعطيته ، ثديي الآخر فلم يأخذه [[ وكأن الله عزوجل ، ألهمه أن له شريكا في هذا اللبن ، فأخذ واحدا وترك الآخر لأخيه عبدالله ، لأنه صلى الله عليه وسلم جاء بالعدل ، فإن لم يعدل محمد رسول الله ، فمن يعدل ؟؟ ]] تقول حليمة :_ فلم يأخذ محمد صلى الله عليه وسلم الثاني طوال سنتين قالت :_ فوضعت ابني على الثدي الثاني ، فرضع وشبع .
________
ثم قام زوجي أبو كبشة ، إلى الناقة [[ الناقة التي معهم ضرعها قد نشف ، ليس فيها حليب ]] فقام إليها وإذا ضرعها قد امتلأ باللبن فقال أبو كبشة لحليمة :_ وهو يضحك من الفرح ، يا حليمة ألم أقل لك أن هذا الصبي بركة ؟؟ فحلبها وشربنا ونمنا بخير ليلة ________
في الصباح ، تجهز القوم للسفر ، ليعودوا لديارهم ، ديار بني سعد [[ المسافة من مكة ، لديار بني سعد ، حوالي 150 كم ،منطقة جبلية ومرتفعة عن سطح البحر ، جوها لطيف ]] تقول حليمة :_ ركبت أتانِ [[ الحمارة ]] كانت لما تركب حليمة
هذه الحمارة من كثر ماهي نحيفة ، تضرب أقدامها بعضها ببعض ، حتى جرحت تقول :_ فلما ركبت وحملت محمداً معي ، وإذا بها انطلقت وكأنها تسابق الركب وصاحباتي يقولون :_ يا حليمة ، يا حليمة ، أتعبتينا في طريقنا إلى مكة ، ونحن ننتظرك لتلحقي بنا والآن أتعبتينا ونحن نلحق بك أليست هذه أتانك [[ الحمارة]] التي أتيت بها من ديارنا ؟؟فترد عليهم حليمة :_ بلى هي يقولون لها :_ قولي لنا ، ماشأنها ماالذي حل بها [[ أي ماقصتها ]]تقول :_ لا أدري
فيقولون لها :_ فعلاً إن أمرها لعجيب [[ كانت ضعيفة جدا ماالذي جعلها بهذه القوة ]]{{ ذلك ببركة نبيكم وحبيبكم محمد صلى الله عليه وسلم }}
________
حتى اقتربوا من سوق عكاظ [[ الذي كانت قبائل العرب ، تجتمع في هذا السوق للتجارة ، وتعرض بضاعتها ، وتبدأ كل قبيلة تلقي الشعر والقصائد بمدح قبائلهم ويتفاخروا بينهم ، فيعكظ كل واحد على الآخر بالشعر ، أي يتفاخر ، لذلك كان هذا سبب تسميته سوق عكاظ ]]
طبعاً كل منطقة تجارية ، من الذي يتواجد فيها دائماً ؟؟{{ اليهود طبعاً ، فاليهود إذا بحثت عنهم ،تجدهم عند المال ، هم أهل المادة ، سياستهم مسك العصب الرئيسي للاقتصاد}}
لما نظر أحبار اليهود ، لقافلة بني سعد قادمة من بعيد ، عرفوا أنها هذه القافلة تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم !!!
كيف عرفوا ؟؟



هذا_الحبيب

« 18»

السيرة النبوية العطرة

(( حليمة السعدية ، الجزء الثالث ))


_______

فلما رأى أحبار اليهود المتواجدين في سوق عكاظ ، قافلة بني سعد من بعيد وهي مُقبلة ، علِموا أنها تحمل ، رسول آخر الزمن وخاتم الأنبياء والمرسلين {{ صلى الله عليه وسلم}}
فكيف عرف أحبار اليهود ؟؟ هذا الأمر يوجد في كتبهم ، صفات نبي آخر الزمان من صفاته عندهم أنه {{ مظلل بالغمام ، صلى الله عليه وسلم }}
________
بني سعد قادمون نحوهم ، ومعهم حليمة تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحبار اليهود جالسين في سوق عكاظ
فلما نظر الأحبار للقافلة ، تأتي من بعيد ، كان فوقها غمامة ، والسماء كُلها ، لا يوجد فيها غيمة ، إلا هذه الغيمة !! كانت إذا وقف الركب توقفت الغيمة فوقهم ، وإذا مشوا تمشي معهم !!! فنظر الأحبار الى بعضهم البعض ، مندهشين فقال أحدهم :_ وربِ موسى إن هذه القافلة تحمل أحمد !!! فأتفقوا على أن يعرضوا أنفسهم على القافلة ، على أنهم عرافين [[ تمثيلية يقومون بها على القافلة ، أنهم عرافين مايعرف عندنا اليوم فتاحين ، يقرأو الكف ، ويتنبأ بالمستقبل ويقرأ الفنجان ، فمن خلال هذه التمثيلية ، يستطيعون أن يعرفوا من خلالها ، على أحمد وله علاماته عندهم ]]
فعرضوا أنفسهم ، على القافلة وكانوا أكثر من حبر فتهافت الناس عليهم ،
حليمة السعدية ، أحبت مثل باقي النساء معها ، أن ترى ما هو سر هذا المولود الذي تحمله ، فقد أحست هي وزوجها ، ببركته صلى الله عليه وسلم وكان عندهم جهل في هذه الأمور .
________
فقالت حليمة لأحدهم :_ أُريد أن أُريك ، هذا المولود فقال لها الحبر :_ أين ولدك ؟؟ فعرضت عليهم النبي {{ صلى الله عليه وسلم }}فلما نظروا إليه ، وأخذوا يتفحصوا صِفاته ، إرتسمت في وجوههم الدهشة ، وأخذوا ينظرون لبعضهم البعض ثم ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لها :_ ماهذه الحمرة في عينيه ؟!! {{ وكان في بياض عيونهِ صلى الله عليه وسلم ، حمرة لا تفارقه ، وهي نوع من أنواع الجمال ، عروق رقيقة حمراء في بياض عينه صلى الله عليه وسلم }} فقالت حليمة :_ لا أدري هي في عينيه من ساعة ولادته !!
فقالوا لها :_ أيتيمٌ هو ؟؟ هنا حليمة أحست بسؤالهم ودهشتهم ، بشيء غريب ، خوُّفها منهم فقالت حليمة :_ لا ، ليس يتيم ، وهذا أبوه ، وأشارت إلى أبي كبشة فقال واحد من الأحبار اليهود للآخر :_ أتراه هو ؟؟فأجابه الآخر :_ إي وربِ موسى وعيسى هو !!! قال الله تعالى {{ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم }} ثم صرخ في الركب [[ أي بقبيلة بني سعد ، قوم حليمة ]]
أيها الناس أقتلوا هذا الصبي ، فإنه إن بلغ مبلغ الرجال ليسفهن أحلامكم ،وليبدلنّ دينكم ، وليكفرنّ من مضى من آبائكم ، ويلٌّ للعرب ويلٌ للعرب ..فصرخت حليمة في وجهه وقالت :_ ويلٌ لك أنت ، أطلب لنفسك من يقتلك ، أما نحن فلا نقتل ولدنا !!!!!فقال الآخر :_ ألم تقل لك أنه ليس يتيم فقال له :_ نعم ، لوكان يتيماً ، لقتلته الآن فلما سمعت حليمة قولهم ، ضمته لصدرِها وهربت فيه بين الناس وأختفت عنهم ، وهي خائفة أن يكتشفوا أنه يتيم
وتأكدت حليمة ، أن هذا الصبي تدور حوله أمور غير عادية .
________
تقول حليمة وصلنا إلى ديار بني سعد فما بقي بيت من ديار بني سعد إلا فاح منه ريح العود ، وكنا نلاحظ هذا الشيء كل يوم ، حتى كل ديار بني سعد لاحظت هذا الشيء ...




هذا_الحبيب

الحلقة « 19 »

السيرة النبوية العطرة

(( حليمة السعدية ، الجزء الرابع ))




_______
تقول حليمة :_ وصلنا إلى ديار بني سعد ، فلم يبق بيت في ديار بني سعد ، إلا فاح منه ريح العود
وكانت أرضنا عجفاء [[ أي أصابها الجفاف من قلة الماء ، ناشفة ، لا يوجد ربيع في الأرض ]] وكانت الأغنام ، تسرح وترجع هزيلة ، و لم يدخل في بطنها شيء من طعام وليس في ضرعها اللبن .
_______
تقول حليمة :_ فلما قدمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، أصبحت أغنامي تعود وقد شبعت ، وقد امتلأ ضرعها باللبن كنا نرى الخضرة في أفواهها ، وليس في أرضنا نبتة [[ ترجع الأغنام ، وما يزال موجود أثر الأعشاب في فمها ، والأرض قاحلة ليس فيها عرق أخضر ]] فيصرخ أصحاب الأغنام بالرعاة [[ الرعاة الذين يعملون عندهم ]]_ويحكم !!!! اسرحوا بالأغنام حيث تسرح أغنام حليمة
ألا ترون أغنامها !!! ترجع وقد شبعت والخضرة ، في أفواههم ألا تعلمون أين تسرح أغنام حليمة ؟؟!!
فيقول الرعاة :_ والله إنا لنسرح معاً ، وترجع أغنامها معنا ولكن نرى أغنام حليمة ، لا ترفع رؤوسها عن الأرض ، وهي تأكل وتمضغ ، وليس في الأرض نبتة واحدة خضراء [[ أغنام حليمة ، تأكل من الأرض ، الأرض عبارة عن رمل وحجارة ، لا يوجد عشب ليُأكل ، والرعاة مستغربون ]] وذلك ببركته {{ صلى الله عليه وسلم }}
________
تقول حليمة :_ فكنا نحلب أغنامنا ، ولا نهمل أهلنا [[ عام جفاف ، بني سعد ليس عندهم حليب ، كانت حليمة ، ترسل لهم بالحليب الذي عندها ]] تقول :_ ففاض الخير كله ، على ديار بني سعد {{ ببركته صلى الله عليه وسلم }}
________
هنا الناس ، أصبحوا يتفاءلون بهذا الصبي اليتيم فأصبحوا ، إذا مرض أحدهم أو أصابته عِلة تقول حليمة :_ يأتي إلينا يقول :_ أين محمد ؟؟ فيأخذ بيده الصغيرة ، ثم يضعها على المريض ، فيبرأ في حينه وكذلك إذا أصاب بعيرهم أو شاة شيء من المرض
يحملون محمدا ، يضعوه على ظهرها فتبرأ بإذن الله
________
تقول حليمة :_ وأخذ محمد {{ صلى الله عليه وسلم }} يشب شبابا ليس كشباب الصبي يشب في يوم ما يشب غيره في شهر [[ كان يكبر بسرعة صلى الله عليه وسلم ]] حتى إذا بلغ عمره عاما ، وكأنه عامين
فلما رأينا هذا الخير والبركة منه ، وقد أصبح عمره سنتين رغبت أنه يبقى عندي بعد السنتين [[ لأن مدة الرضاعة سنتين ]] وكنت قد وعدت ، أمه آمنة ، أن نرجعه لها بعد عامين ، فعزمت أن أرجعه لأمه وأنا عندي نية في داخلي أن أرجع محمدا معي ، بعدما استأذن أمه
________
التي تروي الحديث {{ حليمة السعدية ، رضي الله عنها }}
أسلمت وقد أدركت نزول الوحي ، وهي صحابية ، ولها رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أطال الله في عمرها حتى أنها ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، ودفنت بالبقيع في المدينة المنورة ، بجانب عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ولأن حليمة صحابية يؤخذ بحديثها ، وكان الصحابة الكرام ينادونها {{ أم النبي }} صلى الله عليه وسلم
________
تقول رجعنا به إلى مكة فلما رأته أمه آمنة وجدّه عبد المطلب وكأنه غلام جفر [[ والجفر الذي يبلغ من العمر أربع سنين ، عمره سنتين ، ولكن اعتقدوا عمره أربع سنين ]]
تقول سرّوا بحسن التربية ونموه السريع صلى الله عليه وسلم





هذا_الحبيب

« 16 »
السيرة النبوية العطرة

(( حليمة السعدية الجزء الأول ))


_______
صرف الله عزوجل ،كل المراضع عنه صلى الله عليه وسلم ، إلا {{ حليمة السعدية }} تقول حليمة :_
والله مابقي من صواحبي [[ يعني صاحباتي ]] إمرأة إلا أخذت رضيعاً غيره ، وأنا لم أجد غيره ، فكرهت أن أرجع من غير رضيع [[ حليمة السعدية ، وزوجها أبو كبشة ، الذي يقرأ السيرة ويتعمق فيها ، يدرك أنهما كانا ، طيبين ، وحظهم في الدنيا قليل ، ولكن الله إذا أعطى أدهش ]]
________
فعزمت حليمة السعدية على أخذ هذا اليتيم ، هي لم تره بعد تقول حليمة :_ فذهبت إلى عبدالمطلب ، فإستقبلني قال :_ من أنتِ ؟؟
قلت :_ حليمة السعدية فقال :_ بخٍ بخ ، سعد وحلم ، خصلتان إذا إجتمعتا ، ففيهما خير الدهر وعز الأبد [[ تفائل بإسمها ]] يا حليمة عندي غلاما" يتيماً ، وقد عرضتهُ على نساء بني سعد فأبين أن يقبلن ، فهل لك أن تُرضيعه ، فعسى أن تسعدي به ؟؟
فقلت له :_ حتى أسال صاحبي [[ أي زوجها ، أبو كبشة ]] تقول فرجعت فسألت زوجي ، فتهلل وجهه وأشرق ، وكأن الله قذف في قلبه الفرح والسرور فقال لي :_ نعم يا حليمة خذيه ، ماذا تنتظرين ؟؟فرجعت إلى عبد المطلب فوجدته ، جالساً ينتظرني ، فأستهل وجهه فرحاً ، عندما رأني .ثم أخذني وأدخلني على آمنة فرحبت بي آمنة وقالت لي :_ أهلاً وسهلاً ، تفضلي بالدخول
تقول حليمة :_ فدخلت في البيت الذي فيه محمد فلما نظرت إليه !!!
{{ فإذا هو مُغطى في صوف ، أبيض من اللبن ، يفوح منه المسك ،وتحته حريرة خضراء نائمٌ على ظهره ، فأشفقت أن أوقظه لحسنه وجماله }}
تقول حليمة :_ فأقتربت منه رويداً ، رويدا" ، ووضعت يدي على صدره
فلما وضعت يدي ، تبسم ، ثم فتح عيناه ، ونظر إليّ ، فخرج من عينيه نور دخل عنان السماء ، فما كان مني إلا أن حملته وضممته و قبّلته ، ثم أخذته ورجعت إلى رحلي .
________
تقول حليمة :_ فحملته وكان معي أخاه [[ أي تقصد أبنها الذي ولدته واسمه عبدالله ، أخو النبي صلى الله عليه وسلم ، من الرضاعة ]]
ثم ... أعطيت إبني لأبيه أبا كبشة [[ أي زوجها ]] وكنت قد أتيت إلى مكة على أتان [[ أي أنثى الحمار ]] كانت هزيلة ضعيفة ، وكان معنا ناقة ، والله لقد جف ضرعها [[ حتى الناقة التي مع حليمة ليس فيها حليب ، وكانت سنة جفاف ]] __


____


هذا_الحبيب

الحلقة ( 17)

السيرة النبوية العطرة

(( حليمة السعدية ، الجزء الثاني ))


________
أخذت حليمة النبي صلى الله عليه وسلم ، ورجعت إلى رحلها تقول وكنت قد أتيت إلى مكة على أتانِ [[ أي أنثى الحمار ]] هزيلة ضعيفة ، وكان معنا ناقة ، والله لقد جف ضرعها .فكانت تركب على هذه الأتان وهم ذاهبون لمكة تقول حليمة :_ فكانوا يسبقوني ، وأتاني [[ أنثى الحمار ]] التي ، أركبها لا تستطيع أن تلحق بهم !! فيقولون :_ يا حليمة ، يا حليمة قد أعييتي الركب [[ أي أسرعي قليلاً ، فقد تأخرنا ، ، بسبب سيرك البطيء ]] تقول حليمة :_ فلما أخذت محمدا ، ورجعت به إلى راحلتي ، عرضت عليه ثديي ، وما كان في صدري مايشبع ابني [[ عبدالله أخو النبي في الرضاعة ، كان لا يرتوي من حليب أمه حليمة ]] فلا ننام الليل من بكاءه فلما وضعت محمداً ، في حجري ، وعرضت عليه ، ثديي الأيمن ، فاهتز صدري وانفجر فيه اللبن .فشرب حتى ارتوى {{صلى الله عليه وسلم }} ففرحت فأعطيته ، ثديي الآخر فلم يأخذه [[ وكأن الله عزوجل ، ألهمه أن له شريكا في هذا اللبن ، فأخذ واحدا وترك الآخر لأخيه عبدالله ، لأنه صلى الله عليه وسلم جاء بالعدل ، فإن لم يعدل محمد رسول الله ، فمن يعدل ؟؟ ]] تقول حليمة :_ فلم يأخذ محمد صلى الله عليه وسلم الثاني طوال سنتين قالت :_ فوضعت ابني على الثدي الثاني ، فرضع وشبع .
________
ثم قام زوجي أبو كبشة ، إلى الناقة [[ الناقة التي معهم ضرعها قد نشف ، ليس فيها حليب ]] فقام إليها وإذا ضرعها قد امتلأ باللبن فقال أبو كبشة لحليمة :_ وهو يضحك من الفرح ، يا حليمة ألم أقل لك أن هذا الصبي بركة ؟؟ فحلبها وشربنا ونمنا بخير ليلة ________
في الصباح ، تجهز القوم للسفر ، ليعودوا لديارهم ، ديار بني سعد [[ المسافة من مكة ، لديار بني سعد ، حوالي 150 كم ،منطقة جبلية ومرتفعة عن سطح البحر ، جوها لطيف ]] تقول حليمة :_ ركبت أتانِ [[ الحمارة ]] كانت لما تركب حليمة
هذه الحمارة من كثر ماهي نحيفة ، تضرب أقدامها بعضها ببعض ، حتى جرحت تقول :_ فلما ركبت وحملت محمداً معي ، وإذا بها انطلقت وكأنها تسابق الركب وصاحباتي يقولون :_ يا حليمة ، يا حليمة ، أتعبتينا في طريقنا إلى مكة ، ونحن ننتظرك لتلحقي بنا والآن أتعبتينا ونحن نلحق بك أليست هذه أتانك [[ الحمارة]] التي أتيت بها من ديارنا ؟؟فترد عليهم حليمة :_ بلى هي يقولون لها :_ قولي لنا ، ماشأنها ماالذي حل بها [[ أي ماقصتها ]]تقول :_ لا أدري
فيقولون لها :_ فعلاً إن أمرها لعجيب [[ كانت ضعيفة جدا ماالذي جعلها بهذه القوة ]]{{ ذلك ببركة نبيكم وحبيبكم محمد صلى الله عليه وسلم }}
________
حتى اقتربوا من سوق عكاظ [[ الذي كانت قبائل العرب ، تجتمع في هذا السوق للتجارة ، وتعرض بضاعتها ، وتبدأ كل قبيلة تلقي الشعر والقصائد بمدح قبائلهم ويتفاخروا بينهم ، فيعكظ كل واحد على الآخر بالشعر ، أي يتفاخر ، لذلك كان هذا سبب تسميته سوق عكاظ ]]
طبعاً كل منطقة تجارية ، من الذي يتواجد فيها دائماً ؟؟{{ اليهود طبعاً ، فاليهود إذا بحثت عنهم ،تجدهم عند المال ، هم أهل المادة ، سياستهم مسك العصب الرئيسي للاقتصاد}}
لما نظر أحبار اليهود ، لقافلة بني سعد قادمة من بعيد ، عرفوا أنها هذه القافلة تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم !!!
كيف عرفوا ؟؟



هذا_الحبيب

« 18»

السيرة النبوية العطرة

(( حليمة السعدية ، الجزء الثالث ))
_______

فلما رأى أحبار اليهود المتواجدين في سوق عكاظ ، قافلة بني سعد من بعيد وهي مُقبلة ، علِموا أنها تحمل ، رسول آخر الزمن وخاتم الأنبياء والمرسلين {{ صلى الله عليه وسلم}}
فكيف عرف أحبار اليهود ؟؟ هذا الأمر يوجد في كتبهم ، صفات نبي آخر الزمان من صفاته عندهم أنه {{ مظلل بالغمام ، صلى الله عليه وسلم }}
________
بني سعد قادمون نحوهم ، ومعهم حليمة تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحبار اليهود جالسين في سوق عكاظ
فلما نظر الأحبار للقافلة ، تأتي من بعيد ، كان فوقها غمامة ، والسماء كُلها ، لا يوجد فيها غيمة ، إلا هذه الغيمة !! كانت إذا وقف الركب توقفت الغيمة فوقهم ، وإذا مشوا تمشي معهم !!! فنظر الأحبار الى بعضهم البعض ، مندهشين فقال أحدهم :_ وربِ موسى إن هذه القافلة تحمل أحمد !!! فأتفقوا على أن يعرضوا أنفسهم على القافلة ، على أنهم عرافين [[ تمثيلية يقومون بها على القافلة ، أنهم عرافين مايعرف عندنا اليوم فتاحين ، يقرأو الكف ، ويتنبأ بالمستقبل ويقرأ الفنجان ، فمن خلال هذه التمثيلية ، يستطيعون أن يعرفوا من خلالها ، على أحمد وله علاماته عندهم ]]
فعرضوا أنفسهم ، على القافلة وكانوا أكثر من حبر فتهافت الناس عليهم ،
حليمة السعدية ، أحبت مثل باقي النساء معها ، أن ترى ما هو سر هذا المولود الذي تحمله ، فقد أحست هي وزوجها ، ببركته صلى الله عليه وسلم وكان عندهم جهل في هذه الأمور .
________
فقالت حليمة لأحدهم :_ أُريد أن أُريك ، هذا المولود فقال لها الحبر :_ أين ولدك ؟؟ فعرضت عليهم النبي {{ صلى الله عليه وسلم }}فلما نظروا إليه ، وأخذوا يتفحصوا صِفاته ، إرتسمت في وجوههم الدهشة ، وأخذوا ينظرون لبعضهم البعض ثم ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لها :_ ماهذه الحمرة في عينيه ؟!! {{ وكان في بياض عيونهِ صلى الله عليه وسلم ، حمرة لا تفارقه ، وهي نوع من أنواع الجمال ، عروق رقيقة حمراء في بياض عينه صلى الله عليه وسلم }} فقالت حليمة :_ لا أدري هي في عينيه من ساعة ولادته !!
فقالوا لها :_ أيتيمٌ هو ؟؟ هنا حليمة أحست بسؤالهم ودهشتهم ، بشيء غريب ، خوُّفها منهم فقالت حليمة :_ لا ، ليس يتيم ، وهذا أبوه ، وأشارت إلى أبي كبشة فقال واحد من الأحبار اليهود للآخر :_ أتراه هو ؟؟فأجابه الآخر :_ إي وربِ موسى وعيسى هو !!! قال الله تعالى {{ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم }} ثم صرخ في الركب [[ أي بقبيلة بني سعد ، قوم حليمة ]]
أيها الناس أقتلوا هذا الصبي ، فإنه إن بلغ مبلغ الرجال ليسفهن أحلامكم ،وليبدلنّ دينكم ، وليكفرنّ من مضى من آبائكم ، ويلٌّ للعرب ويلٌ للعرب ..فصرخت حليمة في وجهه وقالت :_ ويلٌ لك أنت ، أطلب لنفسك من يقتلك ، أما نحن فلا نقتل ولدنا !!!!!فقال الآخر :_ ألم تقل لك أنه ليس يتيم فقال له :_ نعم ، لوكان يتيماً ، لقتلته الآن فلما سمعت حليمة قولهم ، ضمته لصدرِها وهربت فيه بين الناس وأختفت عنهم ، وهي خائفة أن يكتشفوا أنه يتيم
وتأكدت حليمة ، أن هذا الصبي تدور حوله أمور غير عادية .
________
تقول حليمة وصلنا إلى ديار بني سعد فما بقي بيت من ديار بني سعد إلا فاح منه ريح العود ، وكنا نلاحظ هذا الشيء كل يوم ، حتى كل ديار بني سعد لاحظت هذا الشيء ...




هذا_الحبيب

الحلقة « 19 »

السيرة النبوية العطرة

(( حليمة السعدية ، الجزء الرابع ))




_______
تقول حليمة :_ وصلنا إلى ديار بني سعد ، فلم يبق بيت في ديار بني سعد ، إلا فاح منه ريح العود
وكانت أرضنا عجفاء [[ أي أصابها الجفاف من قلة الماء ، ناشفة ، لا يوجد ربيع في الأرض ]] وكانت الأغنام ، تسرح وترجع هزيلة ، و لم يدخل في بطنها شيء من طعام وليس في ضرعها اللبن .
_______
تقول حليمة :_ فلما قدمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، أصبحت أغنامي تعود وقد شبعت ، وقد امتلأ ضرعها باللبن كنا نرى الخضرة في أفواهها ، وليس في أرضنا نبتة [[ ترجع الأغنام ، وما يزال موجود أثر الأعشاب في فمها ، والأرض قاحلة ليس فيها عرق أخضر ]] فيصرخ أصحاب الأغنام بالرعاة [[ الرعاة الذين يعملون عندهم ]]_ويحكم !!!! اسرحوا بالأغنام حيث تسرح أغنام حليمة
ألا ترون أغنامها !!! ترجع وقد شبعت والخضرة ، في أفواههم ألا تعلمون أين تسرح أغنام حليمة ؟؟!!
فيقول الرعاة :_ والله إنا لنسرح معاً ، وترجع أغنامها معنا ولكن نرى أغنام حليمة ، لا ترفع رؤوسها عن الأرض ، وهي تأكل وتمضغ ، وليس في الأرض نبتة واحدة خضراء [[ أغنام حليمة ، تأكل من الأرض ، الأرض عبارة عن رمل وحجارة ، لا يوجد عشب ليُأكل ، والرعاة مستغربون ]] وذلك ببركته {{ صلى الله عليه وسلم }}
________
تقول حليمة :_ فكنا نحلب أغنامنا ، ولا نهمل أهلنا [[ عام جفاف ، بني سعد ليس عندهم حليب ، كانت حليمة ، ترسل لهم بالحليب الذي عندها ]] تقول :_ ففاض الخير كله ، على ديار بني سعد {{ ببركته صلى الله عليه وسلم }}
________
هنا الناس ، أصبحوا يتفاءلون بهذا الصبي اليتيم فأصبحوا ، إذا مرض أحدهم أو أصابته عِلة تقول حليمة :_ يأتي إلينا يقول :_ أين محمد ؟؟ فيأخذ بيده الصغيرة ، ثم يضعها على المريض ، فيبرأ في حينه وكذلك إذا أصاب بعيرهم أو شاة شيء من المرض
يحملون محمدا ، يضعوه على ظهرها فتبرأ بإذن الله
________
تقول حليمة :_ وأخذ محمد {{ صلى الله عليه وسلم }} يشب شبابا ليس كشباب الصبي يشب في يوم ما يشب غيره في شهر [[ كان يكبر بسرعة صلى الله عليه وسلم ]] حتى إذا بلغ عمره عاما ، وكأنه عامين
فلما رأينا هذا الخير والبركة منه ، وقد أصبح عمره سنتين رغبت أنه يبقى عندي بعد السنتين [[ لأن مدة الرضاعة سنتين ]] وكنت قد وعدت ، أمه آمنة ، أن نرجعه لها بعد عامين ، فعزمت أن أرجعه لأمه وأنا عندي نية في داخلي أن أرجع محمدا معي ، بعدما استأذن أمه
________
التي تروي الحديث {{ حليمة السعدية ، رضي الله عنها }}
أسلمت وقد أدركت نزول الوحي ، وهي صحابية ، ولها رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أطال الله في عمرها حتى أنها ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، ودفنت بالبقيع في المدينة المنورة ، بجانب عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ولأن حليمة صحابية يؤخذ بحديثها ، وكان الصحابة الكرام ينادونها {{ أم النبي }} صلى الله عليه وسلم
________
تقول رجعنا به إلى مكة فلما رأته أمه آمنة وجدّه عبد المطلب وكأنه غلام جفر [[ والجفر الذي يبلغ من العمر أربع سنين ، عمره سنتين ، ولكن اعتقدوا عمره أربع سنين ]]
تقول سرّوا بحسن التربية ونموه السريع صلى الله عليه وسلم



هذا_الحبيب

الحلقة « 20 »

السيرة النبوية العطرة


(( حليمة السعدية ،الجزء الخامس ))



تقول حليمة : رجعنا بهِ إلى مكة ، فأخذتُ أحدث آمنة وجدّه عبد المطلب عن محبتنا له وحبهُ لنا .
[[ ، في محاولة منها ، لإقناعهما بأن يرجع معها ، لأنها وقومها يحبون محمداً وقد تعلقوا به ، وهو أيضا يحبهم ومتعلق بهم ]] .
هنا آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم ، فهمت من كلام حليمة أنها تريد أن ترجعه معها .
فقالت آمنة :ماشأنك يا حليمة ؟؟!!
[[ يعني إلى أي شيء ، تريدين أن تصلي ، ادخلي بالموضوع]] فسكتت حليمة ثم رفعت رأسها بخجل وقالت : أحببناه يا آمنة !!! ولا نتحمل فراقه ، وإنّا رأينا البركة فيه ، وإنا نُحب أن يبقى عندنا عامين آخرين نأمن عليه من وباء مكة [[وفعلاً في ذلك الوقت بدأت تظهر أمراض بمكة ، بعد هلاك جيش أبرهة ، في حادثة الفيل ، وأجساد جنوده التي تعفنت ]] وظلت حليمة تقنع آمنة ، وتحدثها برغبتها في إرجاعه معها حتى وافقت آمنة ثم قالت آمنة : ياحليمة ألا أخبرك عن ولدي هذا ؟؟
[[ أي هل أحدثك عن ولدي أشياء لا تعرفينها ]] يا حليمة ، احرصي عليه فإن لابني هذا شأن [[ وأخذت تحدثها ، عن حمله و ولادته ، وكيف نزل ساجداً ، وعن النُور الذي خرج منه ]] احرصي عليه يا حليمة .
رجعت حليمة وأخذت النبي {{ صلى الله عليه وسلم }} معها إلى ديار بني سعد ، ليقيم عند حليمة وبني سعد عامين آخرين .
تقول حليمة : ونحن في طريق رجوعنا ، مررنا بركب من الحبشة ، وفيهم أهل الكتاب [[ قافلة من الحبشة ، فيهم من أهل الكتاب الذين على دين سيدنا عيسى عليه السلام ، النصارى ، والحبشة كان منتشر فيها دين النصارى ]] .
تقول حليمة : فعرضت الصبي عليهم بغية ، أن أتأكد وأتعرف [[ حليمة رضي الله عنها ، كان عقلها مشغول بالتفكير ، ماالسر الذي يحمله هذا الصبي ، وخاصة ما رأته من بركته ، وحديث أمه آمنة عنه ، فأحبت أن تعرف من أهل الكتاب الرهبان معلومات أخرى عن هذا الصبي لأن عندهم علم من الكتاب ]] .
تقول : فعرضته على راهب فيهم وقلت له : ألا ترى ولدي هذا ؟؟!! قال الراهب : مابه ؟؟قلت له : إن له أموراً غريبة ، انظر إلى حمرة عينيه هذه !!!قالت فنظر فيه الراهب وأخذ يتفحصه فقال متعجباً : ما هذه الحمرة أيشتكي شيئاً في عينيه ؟ فقلت له : لا ، هي ترافقه منذ ولادته !!ثم نظر إليه ، واستمر في تفحصه ثم قال :ما اسمه ؟قلت له :{{ اسمه محمد }}
فقال وهو مندهش : هل ولد يتيماً ؟؟!!! تقول حليمة :فأحببت أن أصدقه الحديث قلت له :نعم قد ولد يتيماًفأخذ يقبّل الصبي وقال لمن معه إي وربِ عيسى ،إي وربِ عيسى إنه نبي !! فأقبل مَن معه مسرعين ، وأمسكوا الصبي ، ثم أخذوا يقبلون رأسه ، ويضمونه إلى صدورهم ثم قالوا لها :لنأخذنّ هذا الغلام، ولنذهبنّ به إلى ملكنا وبلدنا ، فإن هذا الغلام سيكون لنا لأن له شأناً، ونحن نعرف أمره [[ أصبحوا يتحايلون على حليمة ، يريدون أن يأخذوه معهم إلى ملك الحبشة ، فلقد عرفوا أمره ، وأنه نبي آخر الزمان ]] .
تقول حليمة :فلم أكد أنفلت به منهم
هل لاحظتم كيف أن النصارى كانوا يخافون على الرسول من القتل ، أما اليهود فهم أهل أذية وقتل وغدر في الأرض ، قال تعالى :
{{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى }}



(( يتبع ان شاء الله تعالى ))

الكاتب:  حسن قاسم [ الخميس أغسطس 28, 2025 1:08 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: كتاب هذا الحبيب ( سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم )


هذا الحبيب
السيرة النبوية العطرة
الحلقة «21 »
(( حادثة شق الصدر ، ))



تقول حليمة رضي الله عنها : رجعنا إلى ديار بني سعد
وأخذ النبي يشب شبابه مع إخوته في الرضاعة بعدما فطمته عن الرضاعة {{ هنا نبدأ بالسيرة ، و أول نطقه وكلامه، صلى الله عليه وسلم }} .
تقول حليمة : نطق مبكراً ، وكان أفصح الصبيان نطقاً وكلاماً .
تقول :جاء محمد {{ صلى الله عليه وسلم }} في يوم من الأيام فقال لي : يا أماه مالي لا أرى إخوتي في النهار ؟ فقلت له :يا بني ، إنّ لنا أغناماً يسرحون بها ، إلى الليل .
فقال :إني أحب أن أراهم في النهار .
وفي اليوم التالي أرادإخوته الخروج لرعاية الأغنام فقال لها :يا أماه ، هل تأذنين لي أن أرعى الغنم معهم ؟؟ فقلت له :يا بني ، أنت صغير !!فقال إخوته :يا أماه يا أماه ، دعي محمداً يسرح معنا ، نحن نرعاه ، لا تخافي عليه ، سنعتني به .
[[ إخوته من حليمة هم ، الشيماء ، وعبدالله ، وأنيسة]] ، وكانت الشيماء دائما تلاعبه وتقوم برعايته مع أمها وتحبه ،وعندما تبحث عنه حليمة تجده مع الشيماء تلاعبه وهي تنشد له الشعر (هذا أخٌ لي لم تلدهُ أمي .. وليسَ من نسلِ أبي وعمي) ويكون حولها يضحك ويلعب. -رضي الله عن الشيماء ،فقد أسلمت وكانوا يسمونها أيضا أم النبي صلى الله عليه وسلم - فخرج النبي معهم ، ولم يُكمل العام الثالث من عمره ،فأصبح يخرج ويسرح معهم بالأغنام ، ولا يفارق إخوته ، وما كاد النبي أن يتم العام الرابع من عمره.
تقول حليمة : وفي يوم من الأيام ، خرج معهم كعادته فما إن انتصف النهار حتى جاء ابني عبد الله ومعه أخ له وعدد من الصبية يركضون ويصرخون يا أمااااه يا أمااااه ، أدركي أخي القرشي ، ولا أراك تدركينه [[ بمعنى إما أن تلحقيه أو لا ]] .
تقول حليمة :ففزعت وقمت أنا وأبوه بسرعة و قلنا :ماالخبر ما بال محمد ؟!! قالوا :ونحن بين الأغنام ، جاء إلينا رجلان ، طوال القامة ، عليهما ثياب بيضاء ، أخذا محمداً من بيننا ، ثم صعدا به إلى أعلى الجبل ، فلحقناهما ونحن نقول لهما ماذا تريدان منه ، اتركاه ، إنه ليس منا اتركاه ، إنه قرشي انه ابن سيد مكة ، فلم ينطقا بأية كلمة ، ولم نستطع اللحاق بهما ورأيناهما من بعيد قد أضجعاه في طشت معهما ، وأخذا يشقان بطنه وتقول حليمة : فانطلقت أنا وأبوه مسرعين فزعين ، وأخذت أصيح بأعلى صوتي وااا ضعيفاه ،يا وحيداه ، يا يتيماه .
فلما وصلت حليمة وزوجها ، نظرا إلى الجبل فرأياه جالساً على قمته وهو منتقع اللون أصفر ، ينظر الى السماء ... تقول : فانطلقت نحوه مسرعة ، ثم احتنضته وقبلته ، ثم احتضنه أبوه ، ثم قلت يا بني : ماالذي جرى لك أخبرني ؟!
فقال لها : إني بخير ، بينما أنا بين إخوتي أقبل إلينا رجلان عليهما ثياب بيضاء فأخذاني من بين الصبية ،وقال أحدهم للآخر .. أهو؟ فقال له :هو ثم وضعاني في شيء معهما بكل لطف ثم شق أحدهما صدري إلى منتهى عانتي وأنا أنظر إليه ولم أجد لذلك مساً [[ يعني لايوجد وجع أوألم ]] وأخرج أحشائي ثم أخرج منها شيئاً لا أعرفه ثم غسلها بالثلج ، ثم أعادها مكانها فقال له صاحبه :قد قُمت بما وُكّل إليك فتنحى [[ بمعنى أن مهمتك التي قد وُكلت بها قد انتهت ]]ثم جاء الآخر فوضع يده على صدري ومسح عليه فرجع صدري والتحم كما كان، وكشف لهم (صلى الله عليه وسلم) عن بطنه أي انظروا .. فلما نظروا رأوا مثل جرح قد التحم من جديد ثم تابع النبي كلامه وقال ذلك الرجل لصاحبه : زنه بعشرة من قومه [[ أي ضع الميزان أو زنه]] فوضعاني في شيء ووضعا عشرة رجال في شيء آخر [[يعني مثل كفتي الميزان ]] فوزنتهم ثم قال له : زنه بمئة ، فوضعا مئة رجل فرجحتهم وطاش الميزان [[ في لغتنا اليوم ، طبش الميزان ]]ثم قال : زنه بمئة ألف،فوضعا مئة ألف في كفة ، فلما وضعاني في الأخرى، رجح الميزان ، وتتطاير الرجال في السماء ، فرأيتهم كأنهم يتساقطون عليّ ، فقال له : دعه ، فوالله لو وزنته بأهل الأرض جميعاً لرجحهم .
ثم قالا :لا تخف يا {{ حبيب الله }} فإنك لو تعلم ما يُراد منك لقرت عينك ثم ضمّاني لصدريهما وقبلاني. ثم طارا في السماء وأنا أنظر إليهما
يا أمي ، هل سيعودان ؟ [[ هذا حديث صبي عمره أربعة أعوام ، سبحانك يارب ]] .
ويتابع النبي صلى الله عليه وسلم حديثه لأصحابه عن حادِثة شق الصدر : عندما أقبلت حليمة وهي تصيح وتقول وااضعيفاه وااوحيداه واا يتيماه ،سمعتها الملائكة من بعيد فلما قالت :وااضعيفاه ، يقول صلى الله عليه وسلم فأكبوا عليّ ـ يعني الملائكة - وضموني إلى صدورهم وقبّلوا رأسي وما بين عينيّ ، وقالوا حبذا أنت من ضعيف ثم قالت : يا وحيداه ، فأكبوا علي وضموني إلى صدورهم مرة أخرى وقبّلوا رأسي وما بين عيني ، وقالوا :حبذا أنت من وحيد وما …

هذا_الحبيب
الحلقة « 22 »
السيرة النبوية العطرة
(( تكملة لما حدث ، بعد حادثة شق الصدر ))



قبل أن نُكمل {{ معذرة فقد فاتني أن أذكر لكم ،في حادثة شق الصدر ، كيف خُتم كتف النبي صلى الله عليه وسلم ، بخاتم النبوة }} يقول صلى الله عليه وسلم عن يوم شق الصدر
قال أحد الملائكة للآخر اختمه بختم النبوة قال فوضع شيئاً كأنه النجمة بين كتفيّ ، فأصبح صلى الله عليه وسلم يشعر وكأن بين أكتافه خاتم. .
يصف الصحابة رضوان الله عليهم ، خاتم النبوة !!قالوا : من نظر إليه ، هو لحمٌ بارز وفيه شعرات ، والشعرات التي في هذا اللحم ، من تأملها وأمعن النظر في ترتيب الشعرات يقرأ فيها {{ منصور }} بمعنى أنك يارسول الله صلى الله عليه وسلم ، منصور وأمرك ظاهر .
[[خاتم النبوة سيأتي ذكره كثيراً في السيرة ، لهذا أحببت أن أشرحه ]]
وهو من بعض العلامات الموجودة عند أهل الكتاب من اليهود والنصارى فمن وُجد بين كتفيه فهو نبي آخر الزمان وخاتم الأنبياء والمرسلين .
تقول حليمة :فأخذناه وحدثنا قومنا بني سعد فخافوا عليه من الجن والشيطان وقالوا يا حليمة : أحضري له كاهنًا ليرى ما القصة ؟!
تقول حليمة : فأخذنا محمداً إلى كاهن ومحمد يقول مالي ومال الكاهن ليس بي شيء أنا بخير ،ولكن لأنه كان صغيراً غلبناه وأخذناه إلى الكاهن .
هذا الكاهن يهودي كان يسكن في قرية بجانب ديار بني سعد ، تقول حليمة :دخلنا على الكاهن ، وأخذت أقصّ عليه ، ما رآه محمد من أمور غريبة فقال لي الكاهن : اُصمتي يا امرأة ، ودعيني أسمع الصبي ونظر إلى محمد ، وقال حدثني يا غلام ماذا جرى لك ؟
تقول حليمة :فحدثه كما حدثنا أنا وأباه من قبل ، فلم يزد كلمة ولم ينقص كلمة قالت فلما سمع الكاهن حديثه كاملاً.. قام من مكانه فزعاً ووقف على قدميه،ثم أمسك بمحمد وضمه إليه ،وصاح بأعلى صوته : يااا للعرب ياااا للعرب من شرٍ قد اقترب ، اقتلوا هذا الصبي ، واقتلوني معه ، لئن تركتموه ، وبلغ مبلغ الرجال [[ أي أصبح رجلا" ]] ليبدلنّ دينكم ، وليسفهنّ عقولكم ، وعقول آبائكم وليخالفنّ أمركم وليأتينّكم بدين لم تسمعوا به من قبل، اقتلوه واقتلوني معه تقول حليمة :فانتزعت الصبي من بين يديه ، وصرخت في وجهه ، أجّن أعتّه [[ يعني أنت واحد مجنون ، ومعتوه ]] اُطلب لنفسك من يقتلك ،أما نحن فلا نقتل ولدنا ، ثم أخذتُ محمدا ، وخرجتُ به مسرعة ، فما زال يصرخ ، اقتلوه لا تدعوه اقتلوه واقتلوني معه حتى وقع مغشياً عليه .
تقول حليمة :ثم علمت بعد حين أنه قد هلك [[ما كان مغمى عليه بل سقط ميتا]] هكذا هم اليهود أعداء الله ورسله .
تقول حليمة :رجعت بمحمد ، إلى ديار بني سعد ، ففاح ريح المسك ، أكثر مما كنّا نجد من قبل ، تقول : وأصبحنا نتخوف على محمد بعد تلك الحادثة فقال قومُنا لزوجي أبي كبشة : نرى أن تُرجع الصبي لأهله قبل أن يظهر منه شيء [[ أي نخاف أن يحدث له مكروه ، وتظهر له أمور عجيبة أخرى ]] يا أبا كبشة : أرجعه إلى أهله ، فقد انتهت مدة كفالته
تقول حليمة :وأنا لا أريد أن أرجعه ، فقد تعلق قلبي به ولكن قومنا غلبونا وخوفونا من الأمر فقررنا أن نرجعه لأهله .
تقول حليمة :فلما كنا على مشارف مكة[[ أي اقتربنا بالوصول إلى مكة ]] غفلت عن محمد ساعة فلم أجده ، بحثنا عليه بين الركب فلم أجده !!!
بحثنا حولنا فلم نجده حتى كادت الشمس أن تغيب ، وأنا أصيح وأقول و اا محمداه فقال أبوه : لنذهب إلى مكة ، ولنخبر جده عبدالمطلب بما حدث تقول حليمة : فدخلنا مكة وكان عبد المطلب ، جالساً في حجر الكعبة.
__ _

هذا_الحبيب
الحلقة « 23 »
السيرة االنبوية العطرة
(( انتهاء حضانته عند حليمة ، ورجوعه لمكة)) صلى الله عليه وسلم :




فلما دخلوا إلى مكة ، وجدوا عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم ، جالساً في حجر الكعبة
تقول حليمة فقلنا : لقد قدمنا بمحمد ، فقاطعهم وقال ، ليس الآن موعد قدومكم [[ أي رجعتم مبكرين قبل انتهاء فترة حضانته]]قالوا قدمنا لشأن [[ لسبب ]] ولكن أضللناه في مشارف مكة ، ضاع منا فلا ندري أين هو !!فوثب عبد المطلب على قدميه مفزوعاً لمّا سمع الخبر .
ثم وقف على باب الكعبة الملتزم ، وذرف الدموع الغزيرة ثم رفع يديه عند باب الملتزم وقال : لاهما [[ أي في لغة العرب ، اللهم ]]لاهما ردّ لي محمداً ، رده لي ، ثم اتخذ عندي يداً
أنت الذي سميته محمداً [[ تذكر الهاتف الذي قال لأمه آمنة إذا ولدته فسميه محمداً ]]تقول حليمة : فإذا عبد المطلب يسكت ، ويضع أذنه على باب الكعبة ، وكأنه ينصت لشيء بالكعبة يكلمه ونحن لا نسمع
ثم قال : هااا .. أين نجده ؟
فقلنا : ما الأمر يا شيخ مكة ؟!!
قال : عرفت أين محمداً
[[ عبد المطلب سمع صوتاً من داخل الكعبة وهو يدعو الله أن يردّ له محمداً صلى الله عليه وسلم ويقول له :لا تخافوا على محمد من الضياع فإن له ربّاً يحميه]]فقال عبد المطلب هاا .أين نجده ؟فسمع الصوت نفسه
يقول : بوادي تهامة عند الشجرة اليمنى .
تقول حليمة : فأسرع عبد المطلب وركب فرساً وركب خلفه ورقة بن نوفل [[ سيأتي ذكر ورقة بن نوفل بعد نزول الوحي ]]تقول : وانطلقا وانتظرناهما عند البيت .
لما ذهب عبد المطلب إلى وادي تهامة ، مثل ما سمع من الهاتف [[ كان يعرف محمداً صلى الله عليه وسلم ،الصبيّ ذا العامين ، والآن أصبح عمره أربعة أعوام فتغير شكله وملامحه وكبر ]]لما وصل رآه يمسك بغصن شجرة يسحبه ويتركه .. يسحبه ويتركه فقال عبد المطلب : من أنت يا غلام ؟ فقال : {{ أنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب شيخ مكة }} ،فبكى عبد المطلب ، و ذرفت دموعه على خديه وقال :وأنا جدك يا حبيبي ، فداك نفسي ، ثم اقترب منه وحمله ، وحضنه ، وأخذ يقبّله ، وأجلسه في مقدمة فرسه في حضنه ، ثم رجع إلى مكة وهو يحمد الله ثم نحر عشرين ناقة وعدداً من الغنم
وأولم وليمة و دعا أهل مكة كلهم لفرحة برجوع محمد صلى الله عليه وسلم .
بعض العلماء يقول :إن سبب نزول قوله تعالى {{ ألم يجدك يتيما فآوى ، ووجدك ضالا فهدى }}هو سبب هذه الحادثة .
تقول حليمة : ونمنا تلك الليلة في ضيافتهم وأكرمونا فقالت آمنة :يا حليمة لِم أسرعت بعودة محمد ولم تنته مدة كفالته ؟ كُنتِ حريصة على أن يمضي عندك عامين أو أكثر ولم ينته العامان بعد ؟
قالت حليمة :قد أدّينا ما علينا[[ أي انتهت تربيتنا له ]] وأحببت أن أرده إليكِ سالماً معافى ، لأن الأم تشتاق لولدها !! فضحكت آمنة
و قالت : ما هذا شأنك أبدا [[ لا ليست هذه هي القصة فأنا لم أقتنع ]] يا حليمة لن أدعك تتركين هذا المنزل حتى تخبريني خبر محمد ، [[ تكلمي الصدق لماذا رجعت قبل أن ينتهي موعد حضانته ما الذي حصل ]] .
تقول حليمة :وقد علمت آمنة أني أُخفي عنها شيئاً فقلتُ سأحدثك ولكن ما جرى ليس لنا به شأن [[ ليس لنا علاقة ]]فهو خارج عن إرادتنا قالت آمنة : تحدثي ولا تخافي من شيء، تقول حليمة : فحدثتها بكل ما جرى ثم التفتت آمنة لمحمد وقالت : ما الذي جرى معك يا ولدي ؟؟فحدثها القصة كاملة صلى الله عليه وسلم فضحكت آمنة وقالت يا حليمة أوَخفتِ عليه من الشياطين ؟ [[ أي يا حليمة من كل عقلك خايفة عليه من الشياطين ]] قالت :نعم تخوفنا عليه .
قالت آمنة يا حليمة : ألم أخبركِ خبر حملهِ ، وولادته ، وأنّ لابني هذا شأناً وأني لما حملت به قيل لي قد حملت بسيد هذه الأمة فإذا وضعته فسميه محمداً .
يا حليمة : إن لابني هذا شأناً لا سبيل للشياطين عليه أبداً دعيه وارجعي راشدةً .
تقول حليمة : فأكرموني أكثر مما يكرم قوم مرضعاً فرجعنا ونحن فرحون أن محمداً الذي ربيناه سيكون له شأن كبير أكثر من فرحتنا بالعطايا التي أعطونا إياها {{ وحق لك أن تفرحي ، يا حليمة ، هنيئاً لكِ ، يا مرضعة حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم }} .
رجعت حليمة رضي الله عنها وأرضاها وقد شهدت الإسلام وأسلمت هي وزوجها أبو كبشة وابنها .
تقول حليمة :رجعت [[ وهي تكمل حديثها هذا الذي ترويه لعبدالله بن جعفر رضي الله عنه ]] فتقول :فما رأيت محمدًا صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا مرتين ؛ بعد زواجه بخديجة رضي الله عنها جئت أبارك زواجهما .. وشكوت إليه ضعف حالنا فكلم خديجة رضي الله عنها فأعطتني عشرين ناقة وأعطتني خيراً كثيراً ورأيته يوم حُنين حين ظفر بأعدائه [[ انتصر عليهم]]
جلس يقسم غنائم حُنين فأقبلت إليه فلما رآني وثب قائمًا على قدميه وفتح ذراعيه مرّحباً وهو يقول : أمي .. أمي ..مرحبا بأمي !!وأفسح لي ثم خلع رداءه عن كتفيه ووضعه على الأرض وأجلسني عليه وأكرمني غاية الإكرام صلى الله عليه وسلم.

هذا_الحبيب
الحلقة « 24 »
السيرة النبوية العطرة
(( آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم))




رجع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمه آمنة وانتهت مدة الحضانة عند حليمة السعدية ، فأصبحت آمنة ترى من محمد خصالاً تتعجب منها {وكان صلى الله عليه وسلم ، له أدب رفيع } فقد كان دائماً يجلس وينظر إلى السماء ،أكثر من الأرض .
تقول أمه آمنة :كان ينظر إلى السماء أكثر من نظره إلى الأرض ، وخلوته أكثر من جلوته [[يعني أنه كان معتزلاً أكثر من أن يختلط بالصبية والأهل ]] .
وكان إذا وُضع الطعام ينتظر ولا يبدأ ولا يمد يده قبل الآخرين ، فإذا قيل له كُل مد يده وأكل ، وهكذا ما زالت آمنة ترى خصائصه حتى أمضى عندها عامين وأصبح في عامه السادس.
والآن ستروي لنا بركة الحبشية أم أيمن رضي الله عنها وأرضاها -وهي صحابية جليلة كانت من أوائل العبيد الذين أسلموا وكان الذي يملكها أبو النبي عبد الله المتوفى وانتقلت بالوراثةللنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقها النبي وزوّجها لزيد بن حارثة رضي الله عنه فأنجبت لزيد (أسامة) ، ستروي لنا ما الذي حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند آمنة .
والجدير بالذكر أن بركةكانت حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، تقوم برعايته وخدمة آمنة أم النبي ، وكانت تلازمهما دائماً .
تقول بركة : قالت آمنة لعبد المطلب يوماً ، ألا تأذن لنا يا شيخ مكة أن نذهب إلى يثرب بالقافلة ، فنزور أنا و محمد قبر عبد الله و أعرّفه على قبر والده ؟ قال :نعم يا آمنة ، ولكن حتى أجد قوماً آمن عليكم معهم فإذا وجدتهم أرسلتكم معهم قالت : فلمّا خرج قوم من أشراف مكة إلى يثرب ، جهزنا عبد المطلب وأرسلنا معهم .
خرجت آمنة مع ولدها ومعها (بركة) حتى وصلوا إلى يثرب {{ المدينة المنورة }} فذهبت القافلة تكمل تجارتها ونزلت آمنة والرسول صلى الله عليه وسلم وبركة ضيوفاً عند بني النجار أخواله .
أخذت آمنة بيد ابنها محمد، ووقفت عند قبر أبيه وقالت له : يا بني هذا قبر والدك عبدالله فقال لها : ولِم يا أمي ، لا يكلمنا ؟!
فقالت : يا بني إنه قد مات ، والذي يموت ، لا يتكلم أبداً ، ولا يرجع إلى أهله ، يا بني هذا مكان جسده ، ولن نلتقي به أبداً [[ هنا تعرّف صلى الله عليه وسلم على معنى الموت ، ولم يكن يعرف معنى الموت الحقيقي ، حتى وقف على قبر أبيه ، وأن والده بهذا المكان وأنه لن يراه أبداً ]] صلى الله عليه وسلم .
جلسوا في يثرب حوالي شهر ، وكان يخرج صلى الله عليه وسلم فيلعب مع الصبيان من بني النجار فتعلم السباحة عندهم .
وكان يلعب كما يلعب الصبية ، و لكن كان مميزاً بينهم ، بأدبه وأخلاقه وكان اليهود منتشرين حول يثرب ، وهم أهل كتاب فلفت انتباههم أمر غريب ! إذ كانوا يسمعون صراخ الأطفال وهم يلعبون {{ ها قد جاء محمد المكي ، محمد القرشي ذهب ، محمد المكي تعال معنا هنا ، محمد القرشي هيا نذهب هناك }} كأي أطفال يلعبون ، ويعلو صوتهم باللعب ، ومعروف عندهم في كتبهم ، بهذه الأسماء من صفات نبي آخر الزمن {{ محمد المكي المدني القرشي }} وقد لاحظ اليهود غمامة [[ غيمة]] تظلهم وهم يلعبون فإذا كان محمداً وحده ، وبقي الصبية لوحدهم أصبحت الغمامة فوق رأسه ، فأصبح أهل الكتاب ينتبهون ويتابعون أخبار هذا الصبي .

هذا الحبيب
الحلقة « 25 »
السيرة النبوية العطرة
(( وفاة آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم ))




أصبح أهل الكتاب ينتبهون ويتابعون أخبار هذا الصبي .
تقول بركة :كنت لا أفارقه بوصية من أمه آمنة ، فرأيت أهل الكتاب ، يختلفون إليه كثيراً [[ تقصد اليهود ، يأتي واحد ويذهب الآخر ، يراقبون النبي صلى الله عليه وسلم ]] ويترددون إليه كثيراً ، ويسألونها عنه ، كيف ينام ؟ كيف يأكل ؟ ماذا يعمل ؟ يسألونها عن أحواله .
تقول : جاء إليه حبران من اليهود
فقالوا : ما اسمك يا غلام ؟
قال صلى الله عليه وسلم : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قالت : فأخذوا ينظرون في عينيه ورأسه ويتفحصونه كثيراً ثم كشف أحدهم عن كتفيه ووضع يده على خاتم النبوة ، وقال :هو ، هو ، وربِ عيسى وموسى إنه هو !!!
فقال الآخر : أأنت واثق مما تقول ؟
قال : نعم وهذا خاتم النبوة بين كتفيه ، ثم انصرفا .
تقول بركة أم أيمن :ثم رجعتُ به إلى أمه ، ولم ينتصف النهار حتى جاء رهط منهم إلينا [[ رهط يعني مجموعة]] ، قالوا يا بركة : أخرجي لنا أحمد [[ معروف في كتبهم اسمه أحمد ]] ،قالت لهم : ما عندنا أحمد ، قالوا لها:هذاالذي تقولون عنه محمداً فقالت لهم :اسمه محمد وليس أحمد قالوا :محمد أو أحمد شيء واحد ، أخرجي لنا محمداً،فقلت لهم : إنه نائم ، ولم أخرجه لهم وأخبرت أمه بالأمر وبما سمعت من أهل الكتاب فأخبَرت آمنة أخواله من بني النجار ، فخافوا عليه من اليهود ، وسمحوا لها أن ترجع إلى مكة ،وكان هناك قافلة راجعة إلى مكة ، فخرجت آمنة ومعها ابنها محمد وبركة معهم .
وفي الطريق عصفت الريح والرمال ، فتوقفت القافلة أياماً وأصاب آمنة المرض فتأخرت القافلة ، فاستأذن أهل القافلة بالرحيل وتركوا معها بعض الناس يرعونها وكان مرضها في قرية يقال لها الأبواء [[ الأبواء منطقة بين مكة والمدينة، وهي أقرب إلى المدينة ، وسميت بذلك لأن السيول تتبوّأها ، يعني تحل وتستقر فيها ]] .
تقول بركة:فمكثنا أياماً نعالج مرضها ولكنها لاتستجيب ،والمرض يشتد بها
وذات ليلة أخذ المرض يشتد بها أكثر وأكثر فعلمت آمنة أنها ستموت فقالت آمنة: يابركةقربي مني محمداً قالت :فقربته ، فوضعت يدها على رأسه تتلمسه وتنظر إليه -وعمره ستةأعوام -وتقول :
بـارك الله بك مـن غلام
ياابن الذي من حومة الحمام
نجا بعـون الملك المنعـام ..
فُودي غداة الضرب بالسهام
بمائـة مـن إبـل سـوام ..
إن صح ما أبصرت في المنام
فأنـت مبعوث إلى الأنـام ..
من عند ذي الجلال والإكرام
تقول بركة : كانت آمنة ، تكرر بيت الشعر أكثر من مرة ،وهي تنظر إلى ابنها ،وكأنها تودعه ثم قالت : يا بركة لا تغفلي عن محمد ، فإن أهل الكتاب يعتقدون أنه نبي مبعوث ، و إن ألدّ أعدائه اليهود فأنا لا آمنهم عليه فلا تجعليه يغيب عن ناظرك .
ثم قالت :{{ يا بني ،كل حي ميت وكل جديد بال وكل كبير يفنى وأنا ميتة وذكري باقِ وقد تركت خيراً وولدت طهراً }} ثم ماتت ويدها على النبي صلى الله عليه وسلم .
قالت بركة : وأخذ محمد يكلمها فلا ترد عليه،فأغمضتُ عينيها ،وضممتُ يدها إلى صدرها ، وحاولت أن أبعد الصبي عنها ،ولكنه تمسك بها ،وهو يقول وينادي : أمي أمي ثم نظر إليّ وقال :لمَ لا ترد أمي عليّ ؟؟!! تقول بركة :فاضطررت أن أقول له لقد ماتت يا بني !!! [[ هنا تذكر كلام أمه عن الموت ، قبل أيام عند قبر أبيه ، و أن الذي يموت لا يرجع إلى أهله أبداً ]] قالت : فذرفَ محمد دمعاً غزيراً وهو متعلق بها ،وحاولت أن أبعده عنها فقال القوم الذين معي : دعيه يابركة بجانب أمه فبقي طوال الليل بجانبها ولم ينم ،يضمها ويبكي ولانسمع إلا بكاءه وتنهده ، فكنت آتي إليه ، كي أُدير وجهه عن أمه ، من شدة البكاء ،كي لا يراها صلى الله عليه وسلم .
قالت فلما كان النهار شققنا لها قبراً في الرمال ، وأخذنا نحفر لها القبر ، وهو يحفر معنا ويبكي فلما هممنا بدفنها ، تعلق بها وأصر أن ينزل معها في حفرتها ولما أتعبنا قال القوم لا بأس أنزلوه في حفرتها قليلاً ،قالت : فنزل وتمدد بجانبها بالحفرة وضمها إليه وهو يبكي فأنزل دمعاً كثيراً ، ثم أخرجوه من الحفرة ،ووضعوا عليها الرمال و أخذت أم أيمن يده لتذهب به، فقال لها :نأخذ أمي معنا !! فلم ترد عليه .
وبعد أن انتهى الدفن تابعت (بركة) سيرها إلى مكة ومعها محمد ولما وصلتها توجهت مباشرة إلى بيت جده عبد المطلب، ثم طرقت الباب فإذا بعبد المطلب يفتح الباب ثم ينظر للصبي ويقول : أين أمك يا محمد ؟ فبكى وأخذ يردد ماتت ، ماتت ، فضمه عبد المطلب إلى صدره، وقال له : أنت ابني ، أنت ابني .
رجعت ام أيمن تحضن اليتيم المضاعف يتمه ،وقد كفله جده عبد المطلب .
صلى الله وسلم عليك يا حبيبي يا رسول الله


هذا_الحبيب
الحلقة « 26»
السيرة النبوية العطرة
(( كفالة عبدالمطلب للنبي صلى الله عليه وسلم ))



_________
رجع الصبي المضاعف يتمه إلى جده بعد وفاة أمه آمنة تقول بركة :_ لما رجعت مكة وأنا أحتضن محمدا ، نظر إلينا عبد المطلب ، بعد أن علم بوفاة آمنة، واحتضن الصبي ، وبكى
ثم أخذنا وأسكننا في داره [[ أي في دار عبد المطلب ]] وقال :_ يا بركة لا تدعي محمد يغيب عن نظرك ليلاً ولا نهاراً فإني لا آمن عليه أهل الكتاب
________
يقول العباس رضي الله عنه ، عم النبي صلى الله عليه وسلم يقول :_ فَرَقَّ له رقة لم نعهدها من قبل !!! [[ يقصد عبد المطلب ، كان الحنان بقلبه للنبي بشكل لا أحد يتخيله ]]
وصب به صبابة لم يصبها بولد من أبنائه .أصبح النبي صلى الله عليه وسلم ، عند جده عبد المطلب كل شيء بحياته تعلق فيه كثيراً
فكان إذا وضع الطعام لا يقربه ، إلا إذا جاء محمد ووضعه في حجره وأعطاه أفضل طعامه
________
يقول العباس رضي الله عنه :_كان لعبد المطلب سيد مكة فِراش في حجر الكعبة يجلس عليه ولا يجلس عليه غيره .كان له فراش فيه ، لا يجلس عليه غيره حتى كان حرب بن أمية [[ حرب بن أمية ، وهو شيخ من شيوخ قريش يكون أبوه لأبو سفيان ، وكان بمثابة السيد الثاني في مكة بعد عبد المطلب ]]حتى حرب بن أمية ومن دونه ، يجلسون على الأرض حول الفراش وعبد المطلب يجلس على الفراش فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام يافع في السابعة من عمره فيجلس عليه ، يجلس على مفرش جده عبد المطلب
فيذهب أعمامه يبعدونه !!!فيقول عبد المطلب :_ دعوا ابني يجلس عليه فإنه يحس من نفسه بشرف [[ يعني يحس أن له مكانة ]] وأرجو من الله أن يبلغ من الشرف مالم يبلغه عربي قبله ولا بعده [[ والله يا جد نبينا ، لقد حقق الله رجاءك ، فأي مخلوق من خلق الله جميعا ، بلغ الشرف الذي بلغه صلى الله عليه وسلم ؟ ونحن الآن بعد 1400 سنة ، نفديه بأرواحنا صلى الله عليه وسلم]]ثم يجلس عبد المطلب ويجلسه على يمينه يمسح على ظهره ورأسه ويقول :_ إن لإبني هذا شأن فاعرفوه يا أبنائي [[ يكلم أولاده عن ابن أخيهم محمد ]]
________
يقول العباس :وكان عبد المطلب جالس يوم في حجر الكعبة وعنده ضيف وهو أسقف نجران وهو من أهل اليمن [[الأسقف يعني أعلى رتبة عند الرهبان النصارى]]وكما قلنا من قبل ، أن عبد المطلب عنده أصدقاء كثير ومعارف من اليمن ، عندما كان يسافر رحلة الشتاء إلى اليمن . هذا الأسقف كان جالساً مع عبد المطلب ، ويتكلم معه فقال الأسقف لعبد المطلب : إنا نجد في كتبنا صفة نبي من ولد إسماعيل ، في هذا البلد مولده [[ أي مكة ]] وإن من صفاته كذا وكذا ، وأخذ يحكي له أوصافه ، وهو يتحدث معه أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عمره 8 سنين دخل على جده ، فنظر الأسقف إليه فقام الأسقف وأخذ يتفحصه وينظر إلى عيونه وظهره وقدميه
________
قال له عبد المطلب :_ ما الأمر ؟
فقال الأسقف :هو ذا ، هو ذا ، يا شيخ مكة قال عبد المطلب: ما هو ؟ !!قال الأسقف :_ هو ذا الذي أحدثك عنه نبي هذه الأمة
يا عبد المطلب :_ من يكون هذا الغلام قال له :_ هذا إبني قال الأسقف :_ لا ؛ إنه يولد يتيماً !!!
فقال عبد المطلب :_ نعم إنه ابن ابني عبد الله قال الأسقف :_ما فعل أبوه ؟ فقال له :_مات وأمه حبلة به
قال الأسقف :_الآن أنت صدقتني ، إنا نجد في كتبنا أنه يولد يتيماً ويموت أبوه وهو في بطن أمه
يا عبد المطلب هل تضاعف يتمه ؟ ألم يفقد أمه ؟ قال :_ بلى ماتت أمه وهو الآن في حضانتي فقال الأسقف :_ أنظر يا عبد المطلب إلى قدم هذا الصبي ، ثم أنظر إلى قدم جدكم إبراهيم [[قصده عن مقام إبراهيم عند الكعبة الذين ذهبوا للعمرة ورأوا علامات قدم سيدنا إبراهيم بالصخر في مقام إبراهيم عليه السلام الذي بجنب الكعبة قفص ذهبي]] أنظر يا عبدالمطلب إلى قدم هذا الصبي ، ثم أنظر إلى قدم جدكم إبراهيم التي في المقام
فهل تجد قدم أشبه بها من قدم هذا الصبي ؟؟قالوا :_ فنظرنا فوجدناها تشبهها ، مع فارق الحجم فنظر عبد المطلب إلى أولاده {{يقول العباس كنا إذا جاء أبونا عبد المطلب سيد مكة وجلس على فراشه في حجر الكعبة وقفنا على رأسه ، وكان عدد أولاده تسعة يقول كنا نقف على رأسه وحوله ، خدمة له وتعظيماً }} فنظر عبد المطلب إلى أولاده وهم واقفين
وقال :_ يا أبنائي تحفظوا على ابن أخيكم محمداً ألا تسمعون ما يقال فيه ؟!!!!!فقال الأسقف :_ إني أوصيك يا عبد المطلب أن تحذر عليه يهود
هل لاحظتم كم تحذير جاء في السيرة من اليهود حتى النصارى يعرفون بأن ألد أعداء محمد وأمته هم يهود ..وعندما وصل المدينة صلى الله عليه وسلم وكان اليهود يسكنون حولها ينتظرون نبي آخر الأمة يخرج منهم ، نزلت عليه صلى الله عليه وسلم ، أطول سورة في القرآن {{ سورة البقرة }} جلها تتكلم عن اليهود وغدرهم وملخصها
{{ يهود .. وعهود .. لا يلتقيان أبداً .. أبداً ..


هذا_الحبيب
الحلقة « 27 »
السيرة النبوية العطرة
(( وفاة عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم ))


________

ومازال النبي صلى الله عليه وسلم بكفالة جده عبد المطلب يرعاه خير رعاية ، ويعزه ويقدمه على أعمامه
حتى بلغ صلى الله عليه وسلم سن الثامنة من عمره
______
تقول بركة :_ غفلت عنه يوماً [[ أي لم تنتبه له ، نامت ]]
وإذا بعبد المطلب عند رأسي يصرخ بي بأعلى صوته يا بركة !!!
ألم أقل لك لا تغفلي عن محمد ؟
قلت له :_ هو ذا يلعب عندي
قال :_ أين هو ؟ أتعلمي أين وجدته ؟
وجدته عند الصبية عند السدرة ، ألم أقل لك أني لا آمن عليه يهود ؟
[[ هل لاحظتم ، عبد المطلب هنا أيقن أن اليهود لا أمان لهم]] لا تجعليه يا بركة يغيب عن نظرك
________
بلغ صلى الله عليه وسلم من العمر 8 سنين مرض عبد المطلب وجلس في سريره وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بقى جالساً عند سريره لا يفارقه شعر شيخ مكة عبد المطلب بدنو الأجل فأرسل لأولاده وبناته الستة و وقفوا حول سريره تسعة رجال ومحمد صلى الله عليه وسلم واقف عند رأسه ثم نظر إليهم وبكى بكاءً مُراً ، فقال له أبو طالب [[ وأبو طالب لم يكن أكبر أولاده]]
قال أبو طالب :_ ما هذا الخوف يا شيخ مكة ما عهدناك كذلك ؟ [[ أي لماذا هذا الخوف لم نعهدك تخاف من شيء ، كل حياتك رجل شجاع ،وسيد قومك ]] قال :_ يا بني إني لا أخاف الموت فإن الموت مصير كل حي ، لقد مات إبراهيم وإسماعيل وهما عند الله خير مني ولكن الذي يحزنني ويؤلم قلبي {{ هذا اليتيم }} إني أوقن [[ أي متأكد ]] أن له شأن وأنّ كل أهل الكتاب رأيتهم يجمعون أنه نبي منتظر ليتني أدرك ذلك الزمن [[ تمنى عبد المطلب أن يرى محمد صلى الله عليه وسلم لما يبعث ]] فقال أبو طالب :_ لا تحزن يا شيخ مكة نحن نعاهد الله ونعاهدك أن يكون محمداً أحب إلينا من أولادنا وأنفسنا
________
فوكّل عبد المطلب كفالة محمد إلى أبي طالب [[ أبو طالب العم الشقيق للرسول صلى الله عليه وسلم يعني أبو طالب وعبد الله والد النبي أخوة من أب وأم واحدة ]] انتقلت الكفالة إلى ابي طالب ومازال عبد المطلب حي على سريره ثم نظر عبد المطلب إلى الصبي اليتيم الذي تعلق فيه كثيراً [[وأيضاً تعلق صلى الله عليه وسلم فيه كثيراً ، فقد رأى منه حنان الأب والأم رأى منه كل العطف ]]
نظر للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يبلغ من العمر 8 سنين ووضع يده عبد المطلب على رأس النبي ومسح عليه وهو ينظر إليه ثم خرجت روحه ويده على رأس النبي وعينيه تنظر إليه .
_______
هنا أدرك صلى الله عليه وسلم أن جده منبع الحنان بعد أمه قد مات
وتذكر قول أمه [[ يا بني الذي يموت لا يرجع إلى أهله ولا نلتقي به أبداً]]
تقول بركة :_ فبكى الصبي بكاءً مُراً ، وأنا أنظر إلى محمد يقف عند سرير جده يصب دمعاً غزيراً فما استطعنا أن نبعده عنه .ثم دفن عبد المطلب في الحجون [[مقبرة معروفة بمكة لحد الآن ]]و انتقل صلى الله عليه وسلم إلى كفالة عمه أبو طالب


هذا الحبيب
لحلقة « 28 »
من\السيرة النبوية العطرة
(( كفالة أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم ))



انتقل صلى الله عليه وسلم ، مع حاضنته بركة {{ أم أيمن }} إلى كفالة عمه أبي طالب ، بعد وفاة جده عبد المطلب ، (أبو طالب كنية وليس اسمه ، أما اسمه الحقيقي فهو عبد مناف) .
أبو طالب هو أبو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة رضي الله عنها .
*زعم شيعة علي رضي الله عنه ، أن اسم أبي طالب هو {{ عمران }} ،
لقوله تعالى {{إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين }} وقد أخطؤوا في ذلك خطأً كبيراً ، ولم يتأملوا القرآن من قبل أن يقولوا هذا البهتان ، فلو تابعوا تتمة قراءة الآيات لوجدوا بعدها قوله تعالى {{إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً }} وكانت تعتقد أن الذي في بطنها ذكر ، فولدت أنثى ، وهي السيدة مريم ابنة عمران ، فعمران هو أبو السيدة مريم أم نبي الله عيسى عليه السلام ، وعمران وهو جد نبي الله عيسى عليه السلام .
كان أبو طالب ، قليل المال ، إذ لم يكن من أصحاب الأموال الوفيرة ، لأن عنده أولاداً كثيرين ، ولكنه كان صاحب شرف وكرم في قومه .
حرّم الخمر على نفسه كما حرمها أبوه عبد المطلب على نفسه من قبل
وكان محبوباً لدى الجميع فورث الزعامة من أبيه عبد المطلب وأصبح شيخ مكة .
انتقل صلى الله عليه وسلم ، إلى دار عمه أبي طالب ، وعاش بينهم وكأنه واحد من أولاد أبي طالب ، حتى أن أبا طالب كان يعزه أكثر من أولاده ، وكان أبو طالب لا يقبل أن ينام إلا
أن ينام النبي صلى الله عليه وسلم بجانبه ، ويفضله على جميع أولاده . عاش النبي صلى الله عليه وسلم في كفالة عمه وعمره ثمانية أعوام إلى أن بلغ مبلغ الرجولة ، ولم ينفصل عن عمه إلا بعد زواجه بالسيدة خديجة رضي الله عنهاوأرضاها[[يعني عاش في بيت عمه أبي طالب من عمر ثمانية أعوام حتى 25 عاماً ]] .
تقول بركة (( أم أيمن )) انتقلنا إلى دار أبي طالب وكان كثير الأولاد قليل المال ، كان إذا وضع الطعام انتشلت الصبية الطعام انتشالا .. حرصاً على الشبع[[ أي مثل السباق قبل أن ينفد الطعام ]] .
تقول بركة : كان عيال ، أبي طالب إذا أكلوا جميعاً ، أو فرادى لم يشبعوا وكانوا إذا شربوا لبناً من القعب ، شربوه بسرعة [[ القعب ما نسميه الآن ، زبدية مصنوعة من الخشب ]] لأن اللبن قليل،وغيرمتوفر وكان أبو طالب يؤثر الحجيج وزوار البيت على أولاده في الدار [[ يعني كان يكرم ضيوف الحرم أكثر من أولاده ]] .
تقول بركة :فلما كان صلى الله عليه وسلم يأكل معهم يشبعون جميعاً ، وتزيد فضلة من الطعام وإذا أكلوا ولم يكن موجوداً معهم لم يشبعوا ولم يكفهم الطعام .
وقد لاحظ أبو طالب هذا الأمر فأصبح يضع الطعام فطوراً وغداءً وعشاءً [[يعني الوجبات كلها ]] ثم يقول لأولاده :مكانكم لا تأكلوا حتى يمد محمد يده لأنه كان صلى عليه وسلم ، لا يمد يده قبل أحد [الصبية كانوا يأكلون مباشرة فينتشلون الأكل وما كان صلى الله عليه وسلم ، يمد يده إلا إذا زاد الطعام ، فيمد يده ويأكل ]] فمنع أبوطالب ، أولاده أن يمدوا أيديهم قبل أن يبدأ محمد بالأكل فإذا بدأ وأكل شبعوا جميعاً وزاد من الطعام ، ويحضر أبو طالب القعب من اللبن ، ويعطيه لمحمد أولاً
ويقول له :اشرب يا بني فيقول له صلى الله عليه وسلم :بل أنت يا عم [[يعني أنت أولاً يا عمي ]] ،فيقول له أبو طالب : لا أنت أولاً ، إنك نسمة مباركة فإذا بدأ محمد بالشرب شربوا جميعاً وشبعوا، وبقي من اللبن زيادة وإذا شربوا قبله لا يشبعون فكان يقول أبو طالب : إن محمداً صبي مبارك .
تقول بركة : كانت الصبية يصبحون كعادتهم شعثاً رمصاً [[ وهذا شيء طبيعي عند كل الأطفال من اللعب والركض والغبرة فتجد شعرهم غير مرتب ومجعداً ومنفوشاً ، والرمص هو الصفار الذي يكون في عيون الصغار ، عندما يصحون من النوم ]] وكان محمد من دون كل الصبية يصبح كحيلاً دهيناً طيب الرائحة كأنما الدهن على رأسه [[يعني أن شعره صلى الله عليه وسلم مرتب وناعم ما فيه تجاعيد كأنه مدهون بالزيت ، وعيناه كحيلتان لا أثر للرمص فيهما ]] .
تقول بركة :وكان كلما تقدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعمر نلتمس من بركاته صلى الله عليه وسلم أحداثاً كثيرة .
وسنذكر بعض كرامته صلى الله عليه وسلم ، وهو في كفالة أبي طالب ، قبل نزول الوحي وللتنبيه كي لانقع في الخطأ لا نقول {{ قبل النبوة ، وبعد النبوة }}هذا خطأ يقع فيه كثير من الناس {{ رسولنا الكريم نبي قبل أن ينفخ بآدم الروح ، (كنت نبياً وآدم منجدل في طينته) ، فهو في بطن أمه كان نبياً ، وولد وهو نبي وكبر وهو نبي ، و عاش في كفالة عبد المطلب وهو نبي ،وعاش في كفالة أبي طالب وهو نبي }}لا نقول قبل النبوة وبعدها بل نقول [[ قبل البعثة ، وبعد البعثة ،أو قبل نزول الوحي ، وبعد نزول الوحي ]]


هذا الحبيب
السيرة النبوية العطرة
الحلقة 《 29 》
(( قصة الراهب بحيرا )) :




ولم يزل صلى الله عليه وسلم ينشأ النشأة الطيبة الصالحة ، برعاية من الله عز وجل ويشب مع شباب مكة ، حتى بلغ من العمر اثني عشر عاماً، وجاء موسم رحلة الصيف إلى الشام ، وكان من عاداتهم برحلة الشتاء والصيف ، أن يخرج مع القافلة الزعماء [[ من أجل أن يحافظوا على القافلة ، ولايستطيع أحد أن يعترضها في الطريق ]] ، وكان أبو طالب يستعد للسفر على رأس هذه القافلة فلما جاء يوم السفر وقف أبو طالب يودع أهله .
يقول العباس رضي الله عنه : فبدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم فعانقه صلى الله عليه وسلم ، وتعلق بعنقه ، وتمسك فيه وصب دمعاً غزيراً[[حال نبيناصلى الله عليه وسلم ،كأي صبي عمره اثنا عشرعاماً ، لا يوجد له أب ، ولا أم ، ولاجد ، وقد تعوّد على عمه وحنانه ،وعطفه ،فأصبح لا يقدر على فراقه]] قال :يا عم لمن تتركني في مكة ؟؟ قال أبو طالب : لقد أصبحت رجلاً يا بني !!
قال : ولكن لا أحب أن أفارقك ، وأحب أن أرحل معك وأتعلم التجارة .
يقول العباس : فرّق له قلب أبي طالب وفاض حنانه عليه فقال : لاوالله لن أدعك لأحد وإني عند عهدي لعبد المطلب ، ستذهب معي يا محمد فودع أبو طالب الأهل وأركب محمداً أمامه على البعير وانطلق به إلى بلاد الشام .
يقول العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو راوي الحديث :فو الله الذي لا إله إلا هو .. ما أن خرجت القافلة من أرض الحرم والموسم صيف حتى رأينا غمامة (غيمة) جاءت من بعيدوأظلت البعير الذي يركبه صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب وانتبهت لذلك قريش فكانوا لايجدون الظل إلا على البعير الذي يركبه أبو طالب ومحمد إذا مشى تمشي الغمامة معه ، وإذا توقف توقفت فوقه .. فعلمت قريش أن هذه الغمامة تظل محمداً [[ و لم يعطوا لهذا الأمر أهمية ، وكانوا يقولون يتيم ،تعطف عليه السماء ]] .
وصلت القافلة إلى مشارف الشام [[ المقصود بمشارف الشام هنا ، أول الدخول من المنطقة الجنوبية من الأردن لفلسطين ]] ، وكان هناك راهب من رهبان النصارى اسمه (بحيرا) يسكن هناك فمن هو بحيرا ؟
[[بحيرا لقب عند النصارى وليس اسمه الحقيقي يُطلق على كل من يعلم علم النصرانية الحق من غير تحريف ، أي وراثة من فلان إلى فلان إلى فلان إلى سيدنا عيسى عليه السلام ]] لقبه بحيرا ، أما اسمه الحقيقي فهو {{ جورج }} وكان هذا الراهب يعلم العلم الكبير علم الكتاب الحق .
مرت القافلةالتي أتت من مكةوتحمل الرسول صلى الله عليه وسلم مرت من جانب صومعة العابد بحيرا وكانت قريش تمر كل سنة من جانبه ولم يكن يتكلم معهم ، إلا في حال إذا طلبوا منه الماء فيسقيهم ويسلم عليهم ولا يهتم بهم .
فلما كان الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه القافلة [[ طبعاً بحيرا ، كان عنده علم بمولد نبي آخر الزمن مثل باقي الأحبار والرهبان ، فقد عرف ليلة مولده وطلوع نجمه ، لأنه يعلم الكتاب وأسرار النجوم كغيره من الرهبان،فلمّارأى الأحبار والرهبان النجم عرفوا أنه ولد نبي آخر الزمن ، ومولده في أرض الحرم ]] .
كان بحيرا ، يجلس في صومعته ، ويراقب القوافل فلما قدمت قافلة مكة [[ وكان لقافلة مكة موعد ؛متى تأتي ، ومتى ترجع من الشام ]] .
نظر بحيرا من صومعته ، فرأى قافلة قريش ، فوقها غمامة ، تظل الركب ، تمشي إذا مشوا ، وتقف إذا وقفوا ، فتذكر بحيرا ما كان يقرؤه ، من بقايا تعاليم الكتاب (أحمد المظلل بالغمام ، نبي آخر الزمان ) ،فأخذ يراقب الطريق فرأى أمراً غريباً وإشارة عجيبة،لقد رأى الشجريسجد كلّما مرت القافلة من عنده [[ وهذه إشارة كان يعرفها الرهبان ، لا يستطيع باقي الناس من العوام أن يراها ]] رأى الشجر يسجد سجوداً [[ليس كسجودنا ]] كانت القافلة كل ما اقتربت منه ، تتدلى أغصانها إلى الأرض فتهبط[[ ليس سجود عبادة بل انحناء ، يسمونه سجوداً ]] كأن الأشجار تقول :{{ مرحباً بك يا نبي الله ، مرحباً بك يا حبيب الله ، مرحباً بك يا خير خلق الله ، صلى الله عليه وسلم }} .
نزل بحيرا من صومعته مسرعاً يسلم عليهم ويستكشف الأمر فقال : من شيخ القوم ؟ قالوا :شيخنا أبو طالب ، فقال : يا أبا طالب يا سيد القوم ، قد صنعت لكم طعاماً وأريد أن تحضروا جميعاً ، ولا يتخلف منكم رجل واحد ، وربِ موسى وعيسى إن هذا الغلام ابن أخيك هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وكشف قميصَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : انظر هذا هو خاتم النبوة بين كتفيه ، وربِ موسى وعيسى لئن رآه اليهود ، ليكيدوا له الشر فإن ألد أعدائه اليهود ،فارجعْ به مسرعاً إلى مكة .
سمع أبو طالب نصيحة بحيرا ، وتعجل الرجعة للحرم ووضع أميراً غيره على القافلة .
رجع بعدد من الرجال ولم يدخل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى الشام أبداً .


هذا الحبيب
الحلقة« 30 »
من السيرة النبوية العطرة
((شبابه صلى الله عليه وسلم وعمله في رعي الأغنام ))





رجع النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب إلى مكة وما زال الله ينبته نباتاً حسناً على مكارم الأخلاق استعداداً لمايعدّهُ له من حمل الرسالة
الشريفة .
كان شباب من الصحابة من أهل المدينة جالسين حول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحبوا أن يتعرفوا على حياة الرسول أكثر مما يعرفونه عنه فقالوا : يا رسول الله حدثنا عن بدء أمرك فقال لهم صلى الله عليه وسلم : (بُعثت وأنا أرعى الغنم لقومي وما بعث الله نبياً إلا ورعى الغنم ) .
ما الحكمة من رعي الأغنام ؟؟ ولماذا اختار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم هذه المهنة ؟؟ .
إن رعاية الأغنام ، تعلّم الصبر ، وتعلم الرحمة ، تعلمك كيف تعتني بصغير الغنم ، فإذا وُلد مولود صغيرحمله الراعي وصبر عليه حتى يكبرويرعى بنفسه ، وكذلك يصبر على الكبار عندما يسرحون ،لأن الذي يصبر على هذه المخلوقات الضعيفة ، ويرعاها ويألفها،ويصبر على تفرقها ، وتجمعها ويساعد الضعيف منها ، ويرد العدو من الحيوانات المفترسة عنها يتعلم كيف يرعى أمور الرعية ، فينتقل من رعاية الغنم إلى رعاية الأمم ، ويقود أمته صلى الله عليه وسلم قيادة حكيمة .
يقول صلى الله عليه وسلم في حدث آخر : كنت أرعى الأغنام خارج مكة ، فإذا كان الليل أتيت أطراف مكة راجعاً بالأغنام ثم أسرح بها في اليوم الثاني ، فسمعت يوماً عزفاً [[ مثل صوت عرس من بعيد]] فقال صاحب لي : يا محمد اعتنِ أنت بغنمي حتى أسمر مع من يسمرون [يعني أروح أسهر معهم في الحفلة] وسمعنا عزفاً على الغرابيل [[ يعني صوت عزف على الدفوف الكبيرة وغناء][ يقول :صلى الله عليه وسلم وجاءصاحبي يحدثناسمعت وسمعت وكان عرساً لأحد أبناء مكة ، يقول صلى الله عليه وسلم : (فتشوقت للذهاب إلى العرس وأنا شاب في السادسة عشرة من عمري ) (أحبَّ أن يذهب ليرى تلك السهرة عندما سمع كلام صاحبه) .
قال صلى الله عليه وسلم:فقلت له في الليلة الثانية :اعتن أنت بأغنامي لعلي أذهب إلى مكة وأسمر كما سمرتَ ، يقول صلى الله عليه وسلم:فذهبت حتى إذا كنت عند أطراف مكة بمكان أكاد أسمع منه الصوت ، فضرب الله على أذنيّ فنمت فما أيقظني إلا حرّ الشمس ، فلما رجعت قال لي صاحبي :ماذا صنعت ، قلت لا شيء ضرب الله على أذنيّ فنمت قبل أن أصل قال :لا عليك لعلك كنت متعباً اذهب الليلة قال :فلما كانت الليلة التالية ذهبت فلما وصلت إلى المكان نفسه الذي وصلت إليه في الليلة السابقة ، ضرب الله على أذنيّ ونمت مرة أخرى في مكاني ولم أصل إليهم ، فلما رأيت ذلك علمت أن الله لا يحبه لي ،فلم أرجع إليه أبداً {{العصمة للأنبياء قبل البعثة وبعد البعثة}} .
الله عزوجل عصم نبيه من المعازف والغناء ، فماذا يعني ذلك ؟؟
يعني ذلك أن الغناء والمعازف لا يجوز الاستماع إليها .
أصبح الرسول صلى الله عليه وسلم يكسب قوته من تعبه فيرعى أغنام قريش فيعطونه الأجر على ذلك ، فينفق على نفسه من عرق جبينه وتعبه صلى الله عليه وسلم ، ومازال صلى الله عليه وسلم يرعى الأغنام ويعمل بها ، إلى أن بعثه الله سبحانه وتعالى نبياً .
لم يزل صلى الله عليه وسلم ينشأ النشأة الصالحة على مكارم الأخلاق حتى بلغ من العمر 25 عاماً ،حيث هناك حدث جديد وجميل ينتظر الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد استعدت قريش للخروج في رحلة الصيف إلى بلاد الشام ، وكان هناك في مكة سيدة فاضلة اسمها {{خديجة بنت خويلد الأسدية}} رضي الله عنها وأرضاها .


(( يتبع إن شاء الله تعالى ))

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/