موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سيدى عبد اله المحضى رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 29, 2011 9:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


أمـــــــه : السيدة فاطمة النبويــة بنت مولانا الإمام الحسين رضى الله تعالى عنه وسبق الكلام عنها فى الفاطميات ومقامها بسوق السلاح بالدرب الاحمر
والــــــده : سيدنا الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الامام على بن السيدة الزهراء رضى الله تعالى عنها وهى سيدة نساء العالمين
مقامــــــة : بشارع الشيخ ريحـــان بحى عــابـــدين .
ويقول حسن قاسم فى مقاله :
( عبدالله المحض) وسمى بالمحض ( أى الخالص ) لسمو قدره نسبا وحسبا ويلقب بالكامل لكماله وكان شيخ بنى هاشم وسيدا من ساداتهم روى الحديث عن أمه وعبد الله بن جعفر وسعيد بن ابان وروى عنه مالك وسفيا ن الثورى ومات رضى الله عنه بقصر ابن أبى هبيرة ظاهر الكوفة سنة 145هـ 0
على المشهور وله من العمر 75سنة ( وإليه ينسب المشهد الذى بجهة عابدين بشارع الشيخ عبد الله ويزار بحسن النية ) وقبره فى موضع الحبس على شاطئ الفرات ( وقد) أنجب أولادا صالحين تشعبت ذريتهم فى أقطار المماليك الاسلامية وانحصرت فيهم الخلافة الى آخر أيامها 0 (( التعليق ))
عبد الله الكامل (المحض) بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنه
...........................

يروي أبو الفرج الأصفهاني: «وكان عبد الله بن الحسن بن الحسن شيخ بني هاشم، والمقدم فيهم وذا الكثير منهم فضلا، وعلما وكرما.
- حدثني أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: حدثنا علي ابن أحمد الباهلي قال: سمعت مصعبا الزبيري يقول: انتهى كل حسن إلى عبد الله بن الحسن وكان يقال: من أحسن الناس ؟ فيقال: عبد الله بن الحسن، ويقال: من أفضل الناس ؟ فيقال: عبد الله بن الحسن، ويقال : من أقول الناس ؟ فيقال: عبد الله بن الحسن.
- وحدثنا الحسن بن علي الخفاف قال: حدثنا مصعب مثله.
- حدثني محمد بن الحسين الاشناني، وحسين بن علي السلولي قالا: حدثنا عباد ابن يعقوب قال: حدثنا تلميذ بن سليمان قال: رأيت عبد الله بن الحسن بن الحسن وسمعته يقول: أنا أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وآله ولدني رسول الله صلى الله عليه وآله مرتين.
- حدثني أحمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: حدثني إسماعيل ابن يعقوب قال: حدثني عبد الله بن موسى قال: أول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين عبد الله بن الحسن بن الحسن.
- حدثني محمد بن الحسين الاشناني، قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا بندقة بن محمد بن حجارة الدهان قال: رأيت عبد الله بن الحسن فقلت: هذا والله سيد الناس كان ملبسا نورا من قرنه إلى قدميه.
- حدثني أحمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: حدثني عيسى بن عبد الله ابن محمد بن عمر بن علي قال: ولد عبد الله بن الحسن في بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله في المسجد. ». ("مقاتل الطالبيين" للأصفهاني).
- «حدثني أحمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: حدثني هارون ابن موسى الفروي قال: سمعت محمد بن أيوب الرافعي يقول: كان أهل الشرف وذوا القدر لا ينوطون بعبد الله بن الحسن أحدا.
- وحدثني أبو عبيد محمد بن أحمد الصيرفي قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار قال: حدثنا عمرو بن عبد الغفار الفقيمي عن سعيد بن أبان القرشي قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز فدخل عليه عبد الله بن الحسن وهو يومئذ شاب في إزار ورداء، فرحب به وأدناه وحياه. وأجلسه إلى جنبه وضاحكه ثم غمز عكنة من عكن بطنه وليس في البيت يومئذ إلا أموي فلما قام قالوا له: ما حملك على غمز بطن هذا الفتى ؟ قال: إنى أرجو بها شفاعة محمد صلى الله عليه وآله.
- حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا فضل المصري قال: حدثنا القواريري قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن ابان مثله.
- حدثني عمر بن عبد الله بن جميل العتكي قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني إسماعيل بن جعفر الجعفري قال: حدثني سعيد بن عقبة الجهني قال: إنى لعند عبد الله بن حسن بن حسن إذا أتاني آت فقال: هذا الرجل يدعوك فخرجت فإذا بأبي عدي الأموي الشاعر فقال: اعلم أبا محمد فخرج إليه عبد الله، وابناه وهم خائفون فأمر له عبد الله بأربعمائة دينار وأمر له ابناه بأربعمائة دينار وأمرت له هند بمائتي دينار فخرج من عندهم بألف دينار.
- حدثني أحمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن موسى قال: حدثني أبي أن عبد الله بن الحسن كان يصلي على طنفسة في المسجد وأنه خرج فأقامت تلك الطنفسة دهرا لا ترتفع.
- حدثني أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا يحيى بن الحسن قال: حدثنا علي بن أحمد الباهلي قال: حدثنا مصعب بن عبد الله قال: سئل مالك عن السدل فقال: رأيت من يرضى بفعله عبد الله بن الحسن يفعله. (وقصد سدل الشعر).
وقال صاحب عمدة الطالب: إنما سمى المحض لأن أباه الحسن بن الحسن وأمه فاطمة بنت الحسين وكان يشبه برسول الله وكان شيخ بني هاشم في زمانه. وقيل له: بما صرتم أفضل الناس؟ قال: لأن الناس كلهم يتمنون أن يكونوا منا ولا نتمنى أن نكون من أحد، وكان قوي النفس شجاعاً وربما قال من الشعر شيئاً فمن شعره :
بيض غرائر ما هـن بريبة كظباء مكة صيدهن حــرام
يحسبن من لين الكلام زوانيا وصدهن عن الخنا الإسلام
========================================================================

كان الامام عبد الله المحض، ولد بالمدينة المنورة ونشأ فيها بين أهل البيت وهم أهل العلم والفضل والتقوى،
وبعد ان نبغ واشتهر التف حوله عدد كبير من الناس ينتهلون من علمه وفضله،
فوشى به بعض اهل الفتنة لدى الخليفة العباسي (ابي جعفر المنصور)
فاسقدمه مع اسرته الى بغداد سنة (144 للهجره) وحبسهم في سجن فيها وعذ بهم ومات بعضهم بالتعذ يب ، ومات الامام عبد الله المحض في الحبس ودفن في ضاحية من ضواحي بغداد الجنوبية.
وقبره هنالك يزار وقد انشئ عنده مسجد صغير يسمى مزار السيد عبدالله وهو يقع على الضفة الجنوبية من قناة اليوسفية وعلى بعد عشر كليومترات الى الغرب من قرية ( اليوسفية) الكائنة على مسافة (20) كيلو مترا الى الجنوب من (جسر الخر) حيث يمر فيها الطريق الموصل بين بغداد والحلة.

ولقد اقامت ذرية الامام عبد الله المحض في بغداد حتى زال الاضطهاد عن العلويين في عهد الخليفة العباسي (المأمون) حيث تفرق العلويون في الامصار ومنهم ذرية الامام عبد الله المحض ، فقد هاجر بعضهم الى الحجاز واليمن وقامت لهم امارات فيها وهم السليمانيون اولاد سليمان بن عبد الله المحض ، وهاجر بعضهم الى الغرب وقامت لهم فيه امارات لازالت قائمة وهم (الادارسة) ، اولاد ادريسى بن عبدالله المحض . وهاجر بعضهم الى بلاد فارس ومنهم من سكن جيلان وكانت لهم الامارة الروحية فيها
وهم (الجونيون) اولاد موسى الجون بن عبد الله المحض.

سميت الاسرة العلوية التي نشأت في جيلان باسم اشراف جيلان ، وقد نشأ الشيخ عبد القادرالجيلاني رحمه الله في كنف هذه الاسرة الطيبة ، فكان هذا المنشأ الكريم قاعدة لشخصية هذا الشيخ الجليل .
مرقد عبدالله المحض
هو ابومحمد عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب اميرالمؤمنين (عليه السلام)، استشهد في سجن المنصور الدوانيقي بالهاشمية في العراق يوم الاضحى سنة 145 هجري و قد بلغ عمره خمساً و سبعين سنة و استشهد معه في السجن ستة على انواع من القتل، و قد استشهد معه اخوته و بنو عمومته من آل الحسن مثل الحسن بن الحسن بن الحسن السبط، و ابراهيم بن الحسن بن الحسن السبط و امهم فاطمة بنت الحسين بن علي (عليه السلام)، و يعقوب و اسحاق و محمد ابن الحسن، و ابوالحسن علي العابد بن الحسن بن الحسن بن الحسن السبط المعروف بذي الثفنات، و روي ان بعضهم دفن حياً مثل ابراهيم بن الحسن و ان عبدالله بن الحسن طرح عليه البيت، و ورد انه ردموا عليهم السجن و ما توا فيه. مرقد عبدالله المحض و آل الحسن بالهاشمية في محافظة بابل و قبورهم في بناية واحدة مستطيلة الشكل، تعرف بالقبور السبعة رضوان الله عليهم، تبعد القبور السبعة حدود الفرسخ عن ناحية الكفل على الطريق العام القديم من الكوفة إلى القاسم كان عبدالله يدعي بالمحض لأن اباه الحسن المثنى بن الحسن السبط و امه فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) و كان يشبه رسول الله (صلى الله عليه و آله) و كان شيخ بني هاشم في زمانه و يقال فيه: انه من اكرم الناس و اجمل الناس و اسخى الناس و افضل الناس. تولى صدقات اميرالمؤمنين (عليه السلام) بعد ابيه الحسن، و كان شجاعاً خطيباً شاعراً لسناً مهاباً وقوراً و كريماً
فى المجمع العلمى للأنساب نقول
عبدالله المحض (1)
أبو محمّد عبدالله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، المدني التابعي.
أمه فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام. وأمها أمّ اسحاق بنت طلحة بن عبيدالله.
سُمّي المحض لأن أباه الحسن بن الحسن، وأمه فاطمة بنت الحسين، فهو هاشميّ خالص لأنّه ثمرة التقاء بين الفرعين المباركين: الحسني والحسيني.
نشأته:
نشأ وتربى تربية علوية خالصة، في كنف والده الإمام الحسن بن الحسن السبط ووالدته السيدة فاطمة بنت الحسين السبط. متجمعة في هذا الوليد صفات وسمات الحق الخالص.
تلقّى تعاليم الإسلام الحقة منذ نعومة أظفاره، وشبّ عليها. حفظ القرآن الكريم ورضع أحاديث جده الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وسيرته الفاضلة الكريمة، فتربى على تلك المثل الكريمة. ثمّ كان له إلمام كبير بمأساة كربلاء، حيث أنّ جده الحسين أبا أمه وقد ربّت أمه، فيه الصبر عند الابتلاء والتحمل. وكان لهذه التربية من هذه السيدة العظيمة عظيم الأثر في تكوين شخصية سيدنا ومولانا عبدالله المحض خلال دولة العباسيين.
ولادته:
ولد سنة 70 هـ، كان شيخ بني هاشم والمقدم فيهم وذا الكثير منهم فضلاً وعلماً وكرماً.
وكان يقال: مَن أحسن الناس ؟ فيقال: عبدالله بن الحسن ويقال: من أفضل الناس ؟ فيقال: عبدالله بن الحسن، ويقال: مَن أقول الناس ؟ فيقال: عبدالله بن الحسن.
وكان يقول: أنا أقرب الناس من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولدني رسول الله مرتين، وقد ولدني بيت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
رئاسته:
كان عليه السّلام شيخ بني هاشم في عصره ومن سادات أهل المدينة وعبّادها وعلمائها.
كان له شرف وهيبة في نفوس الناس، وكان من المقرّبين لعمر بن عبدالعزيز.
في بلاط الخليفة: (2)
روى سعيد بن أبان القرشي قال: كنت عند عمر بن عبدالعزيز فدخل عليه عبدالله بن الحسن ـ وهو يومئذ شاب ـ في أزار ورداء، فرحّب به وأدناه وحياه وأجلسه إلى جنبه وضاحكه، ثمّ غمز عكنه من عكن بطنه وليس في البيت يومئذ إلا أموي، فلما قام قالوا له:
ما حملك على غمز بطن هذا الفتى ؟
قال: إني أرجو بها شفاعة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ثمّ قال عمر بن عبدالعزيز للأمويين:
إن الثقة حدثني حتّى كأني أسمعه من في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
« إنما فاطمة بضعة مني، يسرّني ما يسرّها » وأنا أعلم أن فاطمة لو كانت حيّة لَسرّها ما فعلت بابنها.
قالوا: فما معنى غمزك بطنه، وقولك ما قلت ؟
قال: إنه ليس لأحد من بني هاشم إلاّ وله شفاعة، فرجوت أن أكون في شفاعة هذا. وروى عن سيدنا ومولانا عبدالله بن الحسن رضي الله عنه قال:
أتيت باب عمر بن عبدالعزيز في حاجة فقال لي: إذا كانت لك حاجة فأرسل إليّ أن أكتب، فإني أستحي من الله أن أراك على بابي.
ولا يُستغرب هذا من عمر بن عبدالعزيز، فهو الذي منع سبَّ سيدنا ومولانا عليّ بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على المنابر، ووزّع عليهم سهم ذوي القربى وهو خُمس الفيء، فقسّمه بينهم بالتساوي رجالاً ونساء صغاراً وكباراً.
كذلك شجع الفقهاء ورواة الحديث على إظهار الأحاديث الصحيحة التي في آل البيت، ومنع المدسوسة على آل البيت والتي وضعها سابقوه من بني أمية؛ لكرههم وحقدهم على بني هاشم.
زواجه:
تزوج عليه السّلام ثلاث زيجات أثمرت ذرية مباركة أنارت للأمة طريق الحق ووقفت أمام الباطل مرافعة باللسان والبنان، حتّى ذهب كثير منهم في سبيل الحق إلى جنات النعيم.
الزواج الأول:
من هند بنت أبي عبيدة بن عبدالله بن ربيعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبدالعُزّى بن قُصيّ بن كلاب. فأنجبت من سيدنا عبدالله المحض ذرية طيبة مباركة أضاء بهم الزمن، وبقوا منارات هدى للناس يضيئون لهم الحياة ويأخذ بأيديهم إلى طريق الحق والسعادة، وهم: 1. محمد ذو النفس الزكية 2. إبراهيم قتيل باخمرى 3. موسى الجَون.
الزوجة الثانية:
قرينة بنت ركيح بن أبي عبيدة، وهي بنت أخ هند بنت عبيدة. فأنجبت: السيّد يحيى صاحب الديلم.
الزوجة الثالثة:
عاتكة بنت عبدالله المخزومية. فأنجبت: سليمان وإدريس. من هؤلاء الأبناء بنو الحسن كان لهم أثر في تاريخ المسلمين حيث: أسس ادريس بن عبدالله بن حسن دولة في المغرب عُرفت باسم دولة الأدارسة، وهو الجدّ الأبعد لسادتنا الأدارسة.
أدخلَ البربرَ في الإسلام، وأنشأ دولة إسلامية قوية امتدت حتّى أسبانيا وفرنسا (3).
وأسس يحيى بن عبدالله بن حسن كذلك دولة في المشرق العربي. ويوصف بصاحب الديلم، حيث أنه أنشأ دولة في بلاد الديلم.
أما محمّد ذو النفس الزكية فقد ورث كثيراً من الصفات في هذه الأسرة الهاشمية، من حب العلم والورع والتعبد، حتّى أنه لُقّب بالنفس الزكية.
واتصفت هذه الأسرة الهاشمية بالكرم والسخاء والمروءة والشهامة، حتّى جعلت الناس تميل إليهم.
ولذلك إذا كانت الصفات الخلقية والخلقية تُنقل إلى الأبناء والأحفاد فهي أوضح ما تكون في الأسرة الطالبية الهاشمية، فكلهم يجابهون الخصوم مجابهة علنية ولا يعوّلون على أسلوب المكر والدهاء.
وأصدق دليل على ذلك: عندما طلب ابن عباس رضي الله عنه من سيدنا عليّ رضي الله عنه أن يرسله إلى معاوية ليعرف كيف يتعامل معه، فيقول له سيدنا عليّ كرم الله وجهه: « لستُ من مكرك ومكر معاوية في شيء، ولا أُعطيه إلاّ السيف حتّى يغلب الحق على الباطل ».
ويظفر عليّ رضي الله عنه بألدّ أعدائه في صفّين، ثمّ يتركه مروءةً وشهامة.
وكذلك فعل ابنه محمّد بن الحنفية عندما ظفر بمروان بن الحكم في معركة الجمل، تركه، وكان سأله مروان القرابة والرحم.
هذه المجابهة للخصوم هي التي سنراها في تصرفات محمّد وأخيه إبراهيم الغَمر اللذين استشهدا في مواجهة جيوش المنصور العباسي، آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر في وجه جيوش الطغيان.
أما موسى بن عبدالله المحض فهو جدّي الأبعد، فقد أسس بنوه فيما بعد إمارة الحجاز التي استمرت فيهم متوارثة جيلاً بعد جيل.
مناقبه وفضله:
سيدنا عبدالله بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب القرشي الهاشمي، تابعيّ، روى عن أبيه وأمه فاطمة بنت الحسين وعن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب وغيرهم.
وروى عنه جماعة منهم: سفيان الثوري، والدواردي، ومالك.
كان معظَّماً عند العلماء. كان عابداً كبير القدر. كان رضي الله عنه من شيوخ بني هاشم والمقدَّمين فيهم، وبذّ الكثير منهم فضلاً وعلماً وكرما.
روى عليّ بن أحمد الباهلي قال: سمعت مصعباً الزبيري يقول: انتهى كل حسَن إلى عبدالله بن الحسن. وكان يقال: من أحسن الناس ؟ فيقال: عبدالله بن الحسن. ويقال: من أفضل الناس ؟ فيقال: عبدالله بن الحسن، ويقال: من أقوى الناس ؟ فيقال: عبدالله بن الحسن.
روى عبّاد بن يعقوب قال: حدثنا تليد بن سليمان قال: رأيتن عبدالله بن الحسن وسمعته يقول: « أنا أقرب الناس من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولدني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مرتين ».
كذلك روى عبدالله بن موسى الجون قال: أول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين: عبدالله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب.
روى بندقة بن محمد بن حجارة قال: رأيت عبدالله بن الحسن فقلت: هذا والله سيد الناس، كان مُلبَساً نوراً من قَرنه إلى قدمه.
كذلك روى أحمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: حدثني عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب قال: وُلد عبدالله بن الحسن في بيت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في المسجد.
قال عنه يحيى بن معين: كان ثقةً صدوقاً.
روايته للحديث: (4)
روى عبدالله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين.
عن فاطمة عليها السّلام قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا دخل المسجد قال: بسم الله والحمد لله، وصلّى الله على رسوله، اللهم اغفر لي ذنوبي وسهّل لي أبواب رحمتك. وإذا خرج قال مثل ذلك إلاّ أنه يقول: اللهم اغفر لي ذنوبي، وسهل لي أبواب رحمتك وفضلك.
عن عبدالله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها عن أمه فاطمة الكبرى بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قالت: قال رسول الله: « لا يلومنّ إلا نفسه مَن بات وفي يده غمر ».
روى عبدالله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها عن أمه فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قالت:
قال رسول الله: « ما التقى جندان ظالمان إلاّ تخلّى الله عنهما ولم يبال أيهما غلب، وما التقى جندان ظالمان إلاّ كانت الدبرة على أعتاهما ».
محنة عبدالله بن الحسن عليه السّلام في سجن المنصور، ومحنة وآل بيته الكرام: (5)
سنة 144 هـ حجّ بالناس أبو جعفر المنصور فتلقّاه الناس، وكان من ضمن مَن تلقّاه سيدنا عبدالله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، فأجلسه المنصور على السِّماط، ثمّ جعل يحادثه بإقبال زائد وسأله عن ابنَيه إبراهيم ومحمّد، فحلف عبدالله بن الحسن أنه لا يدري أين صارا من أرض الله. وصدق في ذلك، ثمّ ألحّ المنصور على عبدالله في طلب ولدَيه، فغضب عبدالله من ذلك وقال: والله لو كانا تحت قدمَيّ ما دللتُك عليهما. فغضب المنصور وأمر بسجنه وأمر ببيع رقيقه وأمواله، فلبث في السجن ثلاث سنين.
ثمّ لم يكفِ المنصور قطيعة الرحم، بل مِن ظُلمه وتعسّفه سَجَن جميع آل الحسن بدون جريمة اقترفوها، وهم: عبدالله بن حسن، والحسن بن الحسن، ومحمد بن عبدالله بن عثمان بن عفان أخوه لأمه، ومحمد بن إبراهيم بن الحسن، وإبراهيم بن الحسن، وعليّ بن الحسن بن حسن، والحسن بن الحسن بن الحسن.
ثمّ نقلهم من سجنهم هذا إلى سجن آخر بالكوفة.
وقد أركبهم في محامل ضيّقة وعليهم القيود والأغلال، فأجتاز بهم المنصور وهو في هودجه. فناداه عبدالله بن الحسن: والله يا أبا جعفر ما هكذا صَنَعْنا بأُسرائكم يوم بدر!
فأخسأ ذلك المنصور وقفل عليه ونفر عنهم. ويقصد بذلك سيدنا عبدالله بن حسن أسْرَ سيدنا العباس بن عبدالمطلب يوم بدر.
وقد جعلهم المنصور في سجن لا يسمعون فيه أذاناً ولا يعرفون فيه وقتاً للصلاة إلا بتلاوة أجزاء من القرآن كان يقرأها الحسن بن الحسن يُعرف بهما وقت الصلاة.
عقّب ابن كثير على تعذيب آل الحسن ووفاتهم في سجن المنصور فقال: فعل المنصور ما يستحقّه من عذاب الله ولعنته.
روى عبدالله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عليهما السّلام قالت:
سمعت أبي يقول: يُقتل منكِ ـ أو يصاب منك ـ نفر بشط الفرات، ما سبقهم الأولون ولا يدركهم الآخِرون.
روى عبدالله بن الحسن قال: قالت: أمي فاطمة بنت الحسين عليه السّلام:
« رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في النوم فقال لي: يا بُنيّة، لا تخسري ميزانك وأقيمي وزنه وثقّليه بقراءة آية الكرسي، فما قرأها مِن أهلي أحد إلاّ ارتُجَّت السماوات والأرض بملائكتها وقَدّسوا بزجل التسبيح والتهليل والتقديس والتحميد، ثمّ دَعَوا بأجمعهم لقارئها يُغَفر له كل ذنب ويُجاوَز عنه كل خطيئة ».
روى عبدالله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أم كلثوم بنت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ورضي عنهما قالت:
أنَسِيتُم قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خمّ: « مَن كنتُ مولاه فعليّ مولاه »، وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة » (6).
روى عبدالله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قالت:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم، إلا ولْدَ فاطمة، فإني أنا أبوهم وأنا عصبتهم.
هذا ما تيسّر لنا جمعه على شح المصاد ر التي بين أيدينا، ولا شك أن هناك أحاديث أخرى في الكتب التي لم تصل إلى أيدينا تليق بمكانة شيخ بني هاشم.
استشهاده:
استُشهد سيدنا عبدالله بن الحسن في سجن المنصور العباسي وكثيرٌ من أهل بيته، بعد أن لاقى صنوف العذاب على يد جلاوزة بني العباس.
يقول ابن كثير: « إنه قُتل في السجن عمداً، وكان عمره يوم مات خمساً وسبعين سنة، صلّى عليه أخوه الحسن بن الحسن المُثّنى ».
أبناؤه:
كما تقدّم معنا، فإن سيدنا عبدالله أنجب ذرية طيبة مباركة نشرت الإسلام ودافعت عن الآخرين، آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر.
استشهد كثير منهم في تحقيق هذا الهدف السامي، وهم:
1. محمد النفس الزكية 2. إبراهيم قتيل باخمرى 3. موسى الجَون 4. يحيى صاحب الديلم ( إمام الديلم ) 5. سليمان 6. إدريس إمام المغرب
.
________________________________________


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 22 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط