موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سيدى على الخواص رضى الله عنه بالحسنية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 03, 2012 10:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114
[size=200]مسجد سيدى على الخواص البرلسى


مسجد سيدى على الخواص البرلسى رضى الله عنه هو داخل حارة الخواص بالحسنية على يمين الذاهب إلى العباسية من شارع الحسنية – وقد أنشأه الشيخ رمضان الصائغ لشيخه سيدى بركات الخياط المدفون بالقبة الموجودة بالمسجد المتوفاه عام 922هـ وسميت بزاوية الشيخ بركات ولم تشتهر الزاوية المذكورة باسم الخواص رضى الله عنه إلا بعد دفنه مع الشيخ بركات الخياط شيخه فى آواخر جماد الثانى سنة 945هـ ومن هذا التاريخ لا يعرف المسجد إلا بمسجد الخواص وذلك حينما توفى رضى الله عنه كان يروا أن يدفن بالقرافة الصغرى بالإمام الشافعى ولما صاروا به نحو ذلك ودخلوا به جامع الحاكم للصلاة عليه تغلبت فتوات الحسنية على المشيعين ذلك لما كانوا يعتقدون فيه من الكرامات ودفن فى هذا المسجد وقد لقب بالخواص لأنه كان يصنع المقاطف من الخوص والبرلسى وأيضا بالبرلس نسبة إلى البرلسى قرية فى شمال الدلتا0
وكان رضى الله عنه أميا لا ييقرأ ولا يكتب ولكنه يتكلم عن معانى القرآن الكريم والسنة المشرفة كلاما نفيسا تحار فيه علماء زمانه
والمسجد مدفون فيه أيضا عبد الرحمن المجذوب المتوفى عام 944هـ وعبد القادر الظاهرى والشيخ رمضان الصائغ والشيخ ناصر الدين النحاس المتوفى سنة 945هـ ، وفى يوم الجمعة قمت بالزيارة إلى مسجدى سيدى البيومى وسيدى الخواص وقرأت لهم الفاتحة
التعليق :

اصطنع الحق تعالى احبائه لنفسه ورباهم على عينه وجعل قلوبهم خزائن معرفته فاودع فيهم من دقائق سره لا تدركه العقول . الا انهم انوار الله المتلألئة في سماء مملكته , وعباده الساجدون على بساط خدمته من دنا من ساحتهم أحلوه خير مقام ومن فاز بصحبته نال الوصال الى الملك العلام . من اولئك الواصلين والاعلام المربين , معدن التقى والاخلاص ,وصفوة الاولياء الخواص سيدي نور الدينعي الخواص البرلسي .
سيد من سادات القوم وركن من اركان الطريق , وشيخ تربى على يديه ائمة واعلام وحسبك ان من ابنائه في الطريق : الامام العارف ترجمان التصوف سيدي عبد الوهاب الشعراني .
والامام الخواص شخصية صوفية تحتل الذروة في عرفانها وتحققها باسمى المقامات , فلو ذهبنا نتعرف على تلك المواهب التي منحها القطب الخواص لضاقت بنا السطور وتحيرت منا العقول ازاء هذه المنح الاصطفائية التي لا يحدها وصف ولا حصر , ولكن سنسير من عمق هذه الشخصية ما تهيأ لنا .
فليسمح لنا العارف الخواص ان نقتبس من اضواء سيرته المباركة ونسبح في بحر عطائه بالفكر والتامل لنعرف فضل الله تعالى على اوليائه , وفضلهم على سائر الناس .
وفي مقدمة التصوف على العارف الخواص نتساءل عن المنهل الصوفي الذي شرب منه ثم سقى منه غيره , ولكي نطمئن الى كل ما سنعرف عن الخواص من مواهب الهية وفتوحات ربانية حين نعلم انه تربى صوفيا على يد القطب المحمدي سيدي ابراهيم المتبولي . يقول العلامة المناوي في الترجمة الشخصية للعارف الخواص ( وكان في ابتداء امره يبيع الجميز وهو شاب عند الشيخ ابراهيم المتبولي بالبركة , ثم أذن له ان يفتح دكان زيات , فمكث بها نحو اربعين سنة , ثم ترك , وصار يضفر اتلخوص حتى مات ) , ومكانة القطب المتبولي غير خافية على من له قدم في المعرفة الصوفية , ويكفي ان نشير هنا الى سمو منزلته كشيخ للعارف الخواص من خلال تلك العبارة التي قالها متحدثا بنعم الله : ( نحن في الدنيا خمسة لا شيخ لنا الا رسول الله : ( الجعيدي – يعني نفسه – والشيخ ابو مدين والشيخ عبد الرحيم الفتاويب والشيخ ابو السعود بن ابي العشائر والشيخ ابو الحسن الشاذلي ) ان هؤلاء الخمسة الذين ذكرهم العارف المتبولي يمثلون المدرسة المحمدية في عصرهم وهم سادة اهل الارض في عرفانهم بالله وصدق عبوديتهم له .
وانطلاقا من مضمون هذه الحقيقة التي تعرفنا بمقام القطب المتبولي شيخ العارف الخواص فانا ولا شك سنجد الكثير والكثير من ثمار هذه التربية , فقد اسلم سيدي علي نفسه لشيخه ليوصله الى مقامات الرجال , فتعهد شيخه بالصقل والتريبة حتى صارت صورة شيخه منعكسة في شخصه . ولقد كان القطب المتبولي بعده لكي يكون خليفته من بعده .
لقد آثر عن سيدي علي الخواص ما يشير الى انه كان ابراهيمي المقام اذ ذكر الامام الشعراني في مننه ان شيخه كان يقول : ( أخذت طريقي هذه عن سيدي ابراهيم المتبولي عن رسول الله وتارة يقول : أخذت طريقي هذه عن ابينا ابراهيم الخليل ) .
واجتماع الولي بالنبي انما هو اجتماع في عالم الارواح بعد صفاء روح الولي وتحررها من كثافة ترابيته ولا تتنافى تلك المتابعة الابراهيمية التي أشرنا اليها مع متابعةالرسول الاعظم لأن ما هو لسيدنا ابرهيم انما هو بالاصالة لسيدنا محمد لأنه نبي الانبياء .
ثم لقد تحقق سيدي علي الخواص فيما بعد بالارث المحمدي بحكم وراثته لمقام سيخه المتبولي , فلقد ذكر الامام الشعراني عن الشيخ ابي الفضل الاحمدي ان سيدي عليا لم يمت حتى صار يأخذ عن رسول الله بلا واسطة .
ولذلك يفخر القطب الشعراني بأن بينه وبين رسول الله في التربية رجل وواحد هو شيخه الخواص , ولقد ورث سيدي الخواص سيدي ابراهيم المتبولي وصار بعده قطبا راسخا في الولاية , ولقد كان من مظاهر هذا الارث ان شيخه كان يقام له سماط كل سنة على سد يأجوج ومأجوج ويحضره جميع الاولياء من سائر اقطار الارض وهو بمثابة حفل تكريم يحتفل فيه الاقطاب بسيدي ابراهيم وتتلاقى انوار العارفين في هذا المشهد الروحي العظيم ونعم النفحات والبركات ارجاءالكون ,, وقد ظل هذا السماط يقام للقطب المتبولي حتى انتقل الى جوار مولاه , فلما ورثه القطب الخواص صار يقيم السماط الذي كان يقام لشيخه بل لقد زاد سماطه على سماط شيخه بان صار يحضره ارواح الشهداء والانبياء اضافة لجمع الاولياء اجمعين .
وقبل ان نترك الحديث عن تربية الامام الخواص الصوفية : نضيف انه نهل الى جوار المورد المتبولي من مورد شيخ آخر هو سيدي محمد ابو البركات الخياط : وهو الذي دفن الشيخ الخواص بضريحه المقام بالحسينية بمصر . ولقد أنبأه شيخه أبو البركات بذلك مسبقا وهو حي , اذ قال له : ( يا علي : لا يشتهر الضريح والمزارالا بك) وقد تحقق ما قاله الشيخ : إذ لم يشتهر الضريح الا بعد ان لحق سيد علي بربه وانتقل الى جوار شيخه سنة949 هـ فعرف المزار واشتهر بسيدي علي الخواص مع انه اصلا لشيخه ابي البركات .
والان وبعد تطوافنا بمنابع التاثر الروحي التي استمد منها العارف الخواص ذاتيته الصوفية , لنتعرف على ثمار هذا التاثر ونتسلق ذرى هذه القمة الشامخة لنقف على مشارف الفتح الالهي في شخص العارف الخواص , وهنا نجد لزاما علينا ان ندخل البيت من بابه .
وباب الخواص هو الامام الشعراني الذي تتلمذ على يديه ونال في فتحه الالهي , لقد ذهب اليه وهو من اعلم الارض بشرع الله وافقههم في دينه واكثرهم موسوعية و الماما بشتى فنون المعرفة , ذهب هذا الامام بكل ما يحمله من مواهب الى رجل امي ليدخله الى حضرة الله ولكن هذا الامي – رغم اميته- كان كنزا مخفيا من كنوز الله في ارضه , فتسلم هذا الامي ذلك العالم ليقول له : ( انك لست بعالم بعد , لانك تاخذ علمك عن المحددثات واما نحن فناخذ علمنا عن الله بلا واسطة , وهذا العلم الذي بلا واسطة هو العلم اللدني , والسبيل اليه هو تربية النفس وتطهير القلب من الاغيار لتحل فيه الانوار , , وأمره ان يبيع كل كتبه ويتصدق بثمنها وان يترك طلب العلم تماما لمدة سنة كاملة ثم يحضر اليه , ففعل ذلك بين يديه ولقنه الذكر , وأخذ عليه العهد واعطاه الورد وقال له : ( يا عبد الوهاب لا يفتح عليك الا بروضة المقياس فاذهب اليها في غد بالدواة والقرطاس وانتظر الفتح الالهي ) . فامتثل الامام الشعراني امر شيخه .
وفي روضة المقياس جاء الفتح الالهي فاخذ يدون في قراطيسه من فيض الهامه ويعرضها على شيخه لكن الشيخ يأمره بمحوهالان فيها شائبة علم مكتسب وما زال يكتب ويمحو حتى تمحض له العلم اللدني فقال له الشيخ : ( لقد تم امرك وعلا قدرك وشاع ذكرك وروى قلبك عن ربك فاكتب ما شئت ) .
ويخبرنا الامام الشعراني انه بعد فتحه قد غطس في بحر علوم شيخه القطب الخواص خمس مرات وفي كل مرة وجد صيدا من خزائن علومه اللدنية , فلما اراد ان يغطس السادسة استحال البحر حجرا اذ قال نال نصيبه من بحر علوم شيخه العارف , حديث الامام الشعراني عن هذه الغطسات الخمس :قد لايجد متسعا في عقول الكثيرين او في تصورهم , ولكن موضوعية البحث تلح في طلب الحقيقة ايا كان مدى تصورها , يقول العارف الشعراني انه حينما غطس في المرة الاولى في بحر علوم شيخه وجد جملة العلوم التي برزت من اللوح المحفوظ الى جميع هذا العالم على اختلاف طبقاته من الصديقية العظمى الى اخر درجات الولاية.
وفي المرةالثانية وجد جملة ايات من القران الكريم وتحت كل اية تفسيرها بما شاء الله من العلوم .
وفي الثالة : وجد جملة الاحاديث النبوية الشريفة بشروحها ودلالاتها وعلومها التي لا تحصى .
وفي الرابعة : وجد علم التاويل الخاص بتأويل ما أخذه عن الكمل من اهل الله تعالى .
وفي الخامسة وجد جملة من الحقائق المتفرقة التي لا تتنازع فيها العقول الانسانية ...
والامر الذي يحير الالباب بعد كل هذا العطاء الالهي الذي لا يحده تصور ان الامام الشعراني يصرح بان ما وقف عليه في غطساته الخمس لا يمثل حقيقة ما منحه شيخه الخواص من فتح الهي , اذ يقول : ان بحر علوم شيخنا لا يدرك لا قرار , ولذلك قصدت حين غطست فيه المواضع القريبة من الساحل رفقا بالسامعين اذ الغور في ذلك لا مرقى لغالب الاولياء اليها فضلا عن غيرهم .
ترى ماذا يخامر عقولنا ازاء تلك المواهب الالهية وقد جاوزت مدى التفكير وخرجت عن حد التصور ؟؟؟
حقيقة : لا يسعنا الا ان نرددها في خشوع واجلال : ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ .
ولنتابع السير مع هذا الولي العارف المعرف في حدود قدرتنا ما اتاه الله من فضله , لقد كان الشيخ الامي اذا تحدث في معاني القرآن اتى بما يحير افهام جهابذة العلماء ,ومع ذلك فقد كان يترفق على عقولهم ويمسك عما لا يطيقونه من خزائن علمه .
ولقد كان يقل : ( من العلماء – ويعني نفسه – من يعطيه الله حكمة كل حرف تكرر في القران العظيم وجميع الكتب المنزلة من اي حرف شاء منه , ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) .
ومرة أخرى يقول : ( لا يصير الرجل عندنا معدودا من أهل الطريق الا ان كان عالما بالشريعة المطهرة مجملها ومبينها ناسخها ومنسوخها خاصها وعامها ومن حهل حكما واحدا منها سقط من درجة الرجال ).
و لقد قصدنا ان نشبع الحديث عن الجانب العلمي عند الخواص لنؤكد تلك الحقيقة الصوفية الراسخة ( مااتخذ الله من ولي جاهل ولواتخذه لعلمه ).
ولقد اكدت تلك الحقيقة ذاتها من قبل حينما راينا الولي الامي سيدي عليا الخواص في موقف الاستاذ المعلم لامام العلماء في عصره القطب الشعراني الذي صنف كتابا من اجابات شيخه الامين على اسئلته في مختلف افاق العلوم والحقائق والمتشابهات ,وقد كان الشيخ يجيبه عنها تارة بالسريانية وتارة بالعبرية او العربية .
وقد اسمى الامام الشعراني كتابه ( درر الغواص على فتاوي سيدي علي الخواص ) . وهذا الكتاب آية فريدة في علوم الحقائق ولسان الاشارات ,ثم لنعرج الان على احوال الشيخ ومناقبه وكراماته التي تخبرنا بمنزلته بين اهل الله تعالى : لقد ذكر الامام الشعراني ان سيدي عليا رضي الله عنه كان ينظر الى الشخص فيعرف من أنفه جميع ما ارتكبه من المعاصي والاثام بفراسته الصادقة . وكان ينظر في الميضأة التي يتوضأ فيها الناس فيعرف جميع الذنوب التي غفرت وخرت في الماء من غسالتها .ويعرف أهل تلك الذنوب التي غفرت على التعيين ويميز بين غسالة كل ذنب وآخر من كبائر وصغائر ومكروهات . وكان اذا نظرفي دواة الحبر يرى الحروف التي تكتب منها الى ان يفرغ الحبر . وقد اخبر تلميذه سيدي افضل الدين ذات مرة حين راى دواة بالسطرالاول الذي سيكتب منها فترقب الكاتب حتى كتب فوجد كتابته منطبقة مع ما اخبر الشيخ حرفا حرفا .
ويقول الامام النبهاني عنه في ( جامع الكرامات ) وكان اميا لا يكتب ولا يقرأ , كان يتكلم على معاني القرآن العظيم والسنة المشرفة كلاما نفيسا يحار فيه العلماء !!
ثم ينقل عن الامام الشعراني قوله ( وكان شيخنا الشيخ علي الخواص يعرف بين الاولياء بالنسابة : لانه ينسب كل حيوان للجد الاول لذلك الجنس ) .
وكان يرى في الليل والنهار معاريج اعمال الناس الى السماء على التعيين ,وكان كشيخه المتبولي لا يصلي الظهر بمصر ابدا بل يصليه بالجامع الابيض ( برملة لد ) وقد شهد له من هناك بصلاته الظهر دائما .وكان رضي الله عنه من ارباب الفتوة الذين يتحملون عن الامة البلايا والمحن باجسامهم وارواحهم ,وكان من اصحاب التصريف النافذ ,وقد سمع الامام الشعراني سيدي محمد بن عنان يقول ( االشيخ علي البرلسي اعطي التصريف في ثلاثة ارباع مصر وقراها ) .وسمعه مرة اخرى يقول : ( لا يقدر احد من ارباب الاحوال ان يدخل مصر الا باذن الشيخ علي الخواص ) .
ويذكر الامام الشعراني ان سيدي عليا كان يعرف اصحاب النوبة في سائر اقطار الارض ويعرف درجات الفتح في قلوب العارفين .... وعن سائر اولياء الله اجمعين, وبعد فمعذرة لمولاي القطب الخواص اذ لم اف بحق مقامه السامي في حديثي القصير القاصر . وأنى يستطيع من هو راسف في قيود انيته الترابية ان يصف من تحرر من كل القيود وتجرد لمولاه وحبيبه فقرب منه انس به حيث هناك ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . رضي الله عنك يا مولانا الخواص وسقانا من نبعك المصفى احلى واصفى ما يختص به الخواص من عباد الله تعالى آمين .
________________________________________
المصدر : من كتاب بحر الولاية المحمدية في مناقب اعلام الصوفية . للاستاذ الدكتور جودة محمد ابو اليزيد المهدي , ص575-583.



________________________________________
ان العارف بالله سيدى على الخواص كان يرى ذنوب الناس وهو يتوضاء للصلاه وكان اذا جلس امامه اى بشر عرف زنوبه منز ولدته امه


ألجواهر و الدرر مما استفاده سيدي عبد الوهاب الشعراني من شيخه سيدي علي الخواص رضي الله عنه
( منقولا من كتاب الجواهر و الدرر للأمام القطب العارف بالله أبي المواهب عبد الله بن احمد الشعراني المتوفى سنة 973 من تاريخ هجرة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم )
الجوهرة الأولى ׃ ياقوت
قال سيدي عبد الوهاب سالت سيدي عليا الخواص رضي الله عنه ׃ إذا كان كل شيء في الوجود حيا دراكا عند أهل الكشف فبأي شيء زاد الحيوان على الجماد في شهود العامة ? فقال رضي الله عنه مجيبا ׃ زاد الجماد بالشهوة فقط على الإدراك وقد جاء في السنة الصحيحة ما يشهد لمعرفته بالله تعالى و بأوامره ومعرفته بكل شيء وفهمه كل كلام و لكنه عاجز عن إسماعنا النطق بالله تعالى إلا أن ينطقه الله تعالى لنا معجزة لنبي أو كرامة لولي , لا سيما الحيوان الصامت , أي بالنسبة لمخاطبتنا كما ستأتي الإشارة إليه قريبا .

و قد كان صلى الله عليه وسلم راكبا يوما على بغلته فمر على قبر دائر فجفلت البغلة فقال صلى الله عليه وسلم ׃ إنها رأت صاحب هدا القبر يعذب فلذلك نفرت . و في الصحيح أن كل شي ء يسمع عذاب القبر إلا الجن و الأنس , و قد شهد دلك جماعة من ألأولياء عن طريق كشفهم رضي الله عنهم , منهم الشيخ محمد بن عنان رضي الله عنه و شفع له , فمن دلك اليوم ما سمع له صياح , و أخبر الشيخ محمد أن دلك المعذب كان كيالا للحبوب . ولما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة و تعرض كل الأنصار لزمام ناقته قال صلى الله عليه وسلم ׃ دعوها فإنها مأمورة , ولا يؤمر إلا من يعقل .

و في القران العظيم " وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم " و الأمثال هم المشتركون في صفات النفس كلهم حيوان ناطق إلا أن كل جنس يقل في غيره معرفة اصطلاحه في نطقه لبعضه و الله أعلم , ثم قال تعالى فيهم ׃ " ثم إلى ربهم يحشرون " يعني كما تحشرون أنتم و هو قوله تعالى " إذا الوحوش حشرت " يعني للشهادة يوم الفصل و القضاء ليفصل الله تعالى بينهم كما يفصل بيننا , فيأخذ للشاة الجماء ( التي ليس لها قرن ) من الشاة القرناء , كما ورد في دلك دليل على أنهم مخاطبون مكلفون من عند الله من حيث لا يشعر المحجوبون , و يؤيد قوله " و إن من أمة إلا خلا فيها ندير " فنكر الله تعالى الأمة و النذير وهم من جملة الأمم , فقلت له ׃ فهل نديرهم من دواتهم أو خارج عنهم من جنسهم ؟ فقال ׃ كل دلك يكون , ولكن لايعلم دلك إلا من أشهده الله تعالى , انه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم , مع انه تعالى ذكر أن الشياطين يوحون إلى الأنس ما يجادلون به بعضهم و يظن المجادل انه من عند نفسه , وإنما هو من عند الشيطان أوحى إليه من حيث لا يشعر لحجابه , ثم لا يجادل دائما إلا المحجوبون لأنه ليس من أهل الكشف جدال في شيء .

و قد ورد أيضا في الكلاب أنها أمة من الأمم , وكذلك ورد في النمل و الفأر والحشرات أنها أمم حتى كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول ׃ حتى فيهم ابن عباس مثلي . فقلت له ׃ فهل تشبيه الحق تعالى من ضل من عباده بالأنعام في قوله تعالى ׃ " إن هم كالأنعام " بيان لنقص الأنعام عن الإنسان أم لكمالها في العلم بالله تعالى ؟ فقال رضي الله عنه ׃ لا أعلم و لكن سمعت بعضهم يقول ׃ – ليس تشبيههم بالأنعام نقصا في الأنعام إنما هو لبيان كمال مرتبتها في العلم بالله حتى حارت فيه ,- فالتشبيه في الحقيقة واقع في الحيرة لا في المحار فيه .فلا اشد حيرة من العلماء بالله تعالى , فأعلى مايصل إليه العلماء في العلم بالله تعالى مبتدأ البهائم التي لم تنتقل عنه , أي عن أصله و إن كانت متنقلة في شؤونه بتنقل الشؤون اللاهية , لأنها لاتثبت على حال , و لهدا كان من وصفهم الله تعالى من هؤلاء القوم أظل سبيلا من ألأنعام لأنهم يريدون الخروج من الحيرة عن طريق فكرهم و نظرهم , ولا يمكن لهم دلك و البهائم علمت دلك ووقفت عنده ولم تطلب الخروج عنه ودلك لشدة علمها بالله تعالى .

فقلت له ׃ إذا ما سميت بهائم إلا لكون أمر كلامها و أحوالها أبهم على غالب الخلق , لا لأن الأمر أبهم عليها هي ؟
فقال رضي الله عنه ׃ و الأمر كذلك فانه إنما كان إبهام أمرها من حيث جهل الخلق بدلك وحيرتهم فيه فلم يعرفوا صورة أمرها كما علمه أهل الكشف , فقلت له ׃ فما سبب حيرة الخلق في أمر الحيوانات ؟ فقال رضي الله عته ׃ سببها ما يرنه من أعمال بعض الحيوانات الصادرة عنها مما لا يصدر إلا عن فكر و روية صحيحة , ونظر دقيق , ولم يكشف الله تعالى لهم من عقلها ومعرفتها , ولا يقدرون على إنكار ما يرنه يصدر عنها من الصنائع المحكمة فحاربوا , وهب أن هؤلاء المحجوبين يتأولون ما جاء في الكتاب و السنة من نطقهم ونسبة القول إليهم فليت شعري ما يفعلون فيما يرنه مشاهدة كالنحل في صنعها أقراص الشمع وما في صنعتها من الحكم و الآداب مع الله تعالى , وكالعناكب في ترتيب الحبالات لصيد الذباب حيث جعل الله أرزاقها فيه , وما يدخره النمل وبعض الحيوانات من أقواتهم وبناء أعشاشهم و إقامتها من القش و الطين ونحو دلك على ميزان معلوم وقدر مخصوص و احتياطهم على أنفسهم في أقواتهم فيأكلون نصف ما يدخرونه خوف الجدب فلا يجدون ما يتقوتون به , فادا كان دلك عن نظر فهم يشبهون أهل النظر فأين عدم العقل الذي ينسب إليهم وان كان دلك علما ضروريا فقد أشبهونا فيما لا ندركه إلا بالضرورة , فلا فرق إذا بيننا و بينهم , ولو رفع الله عن أعين الخلق حجاب العمى كما رفعه عن أهل الشهود وبصائر أهل الأيمان لرأوا عجبا , وفي عشق الأشجار بعضها بعضا وطلب اللقاح أظهر آية لأهل النظر إذا أنصفوا . – انتهى – والى اللقاء في الجوهرة الثانية إن شاء الله , وصلى الله على سيدنا محمد و على اله و أصحابه أجمعين و الحمد لله رب العالمين .

==================================================================
الشيخ علي الخواص - مصر
يذكر الشيخ عبدالوهاب الشعراني في كتابه "لواقح الأنوار فى طبقات الأخيار" قصصاً عن كرامات شيخه وأستاذه علي الخواص فيقول عنه :"كان لايراه أحد قط يصلي الظهر في جماعة ولاغيرها، بل كان يرد باب حانوته وقت الآذان فيغيب ساعة ثم يخرج، فصادفوه في الجامع الأبيض برملة لد في فلسطين في صلاة الظهر وأخبر الخادم فى الجامع الأبيض أنه دائماً يصلي الظهر عندهم، وهذا يعني أنه كان من أهل الخطوة الذين تطوى لهم الأرض ليذهبوا أينما شاءوا"، وقد سأل الشيخ عبدالوهاب الشعراني أستاذه علي الخواص عن أحوال أهل الخطوة من المتصوفين الذين يظهر عنهم الخوارق مع عدم صلاتهم وصومهم ، فقال : "ليس أحد من أولياء الله له عقل التكليف إلا وهو يصلي ويصوم ويقف على الحدود، ولكن هؤلاء لهم أماكن مخصصة يصلون فيها كجامع رملة لد (الجامع الأبيض ) وبيت المقدس (المسجد الأقصى) وجبل ق وسد إسكندر (السد المذكور فى القرآن) والذى بناه ذو القرنين وغيرها من الأماكن المشرفة أو التي انكسر خاطرها بين البقاع بقلة عبادة ربها فيها، فأرادوا جبر خاطرها وإكرامها بالصلاة، ومنهم جماعة يصلون بعض الصلاة في هذه الأماكن وبعضها فى جماعة المساجد، وكان سيدي إبراهيم المتبولي يصلى الظهر دائماً فى الجامع الأبيض برملة لد فكان علماء حارته ينكرون عليه ويقولون لأي شئ لا تصلي الظهر أبداً مع كونه فرضاً عليك كغيره من الصلوات الخمس فيسكت والله تعالى أعلم

يقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية فى الجزء الرابع ص 110 وجامع الخواص هو بحارة الخواص بالحسنية على يسار الذاهب من الحارة إلى السور المطل على باب النصر بالقرب من موضع معروف بالزلاقة وبه منبر وخطبة وشعائر مقامة ، وفيه ضريح سيدى على الخواص رضى الله عنه عليه قبة صغيرة وله حضرة كل أسبوع ومولد سنوى وقد ذكرنا مناقبه من طبقات تلميذه سيدى عبد الوهاب الشعرانى فى الكلام على بلدته البرلس توفى رضى الله عنه سنة خمس واربعين وتسعمائة ودفن بزاويته .
ويقول سيدى عبد الوهاب الشعرانى فى الطبقات الكبرى بالجزء الثانى ص 130
كان رضى الله عنه يتكلم على معانى القرآن الكريم والسنة المشرفة كلاما نفيسا تحير فيه العلماء وكان محل كشفه اللوح المحفوظ
عاش سيدى على الخواص فى القرن العاشر الهجرى وهو من قرية البرلس التابعة لكفر الشيخ .
ويقول المقريزى إن بعض أهالى البرلس عرب قرشيون من بنى عدى وكعب وجاء فى كتاب المستطرف أن فى البرلس أقواما يعرفون قيافة الأثر ( أى الاسدلال بالاقدام ) والقيافة على نوعين قيافة البشر وقيافة الأثر ، فأما قيافة البشر فالاستدلال بصفات اعضاء الإنسان : فإذا عرض على أحد منهم نولود فى عشرين تفر ليلحقه باحدهم ، استطاع عن علم أن يلحقه بأحدهم ، وقد تخصص فة ذلك نفر من بنى مدلج ، وأما قيافة الاثر ، فالاستدلال بالأقدام والحوافز والخفاف
( الشريف على محمود محمد على )
[/size]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 15 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط