موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الإمام الشافعى رضى الله تعالى عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 04, 2012 11:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121
[b] [size=200][color=#6f0039]الإمــــــام الشــــــافعـــــى
رضى الله تعالى عنه
******************
فى يوم من الإيام شدنى الشوق إلى زيارة عالم من علماء الأمة الإسلامية ، عالم من الأشراف سليل بيت النبوة رضى الله تعالى عنه عالم(قريش ملأ طباق الأرض علما)
هذا الحديث ( حديث عالم قريش ) هذا الحديث ورد من طريق عبد الله بن مسعود (1) وأبى هريرة وعلى بن أبى طالب وابن عباس ( فحديث ابن مسعود ) قال – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا قريشا فان عالمها يملأ الارض علما اللهم أذقت أولهم عذابا فأذق آخرهم نوالا ) هذا الحديث ذكره العالم النسابة الدكتور حسن قاسم فى عدة مقالات سوف ننشرها عن الإمام الشافعى رضى الله عنه فى 6/7/1934 م .
(1) التعليق : عبد الله بن مسعود : هذا الرحل التقى الورع محدث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففى يوم ما وإذ بى بعد صلاة الفجر وأنا رجل يمشى عند حجر سيدنا إسماعيل عليه السلام فسئلت أعرابى من هذا الرجل ؟ فقال لى إنه عبد الله بن مسعود محدذ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وهذه الرؤية بعد عدة رؤيات رأيتها فى شهر رمضان والعيد ( إنتهى )
تقول الدكتورة سعاد ماهر فى موسوعاتها ( مساجد مصر وأولياؤها ) فى الجزء الثانى ص 140
الشافعى هو : ابو عبد الله بن ادريس بن العباس بن عثمان بن نافع بن السائب بن عبيد بن يزيد بن هاشم بن عبد مناف فهو عربى ، قريشى هاشمى يلتقى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جده عبد مناف
ولد الإمام الشافعى رضى الله عنه بغزة سنة 150 هـ وهى السنة التى توفى فيها الإمام أبو حنيفة وكان مولده بمدينة غزة من أرض فلسطين ، وروى عن الشافعى أنه قال ( ولدت باليمن فخافت أمى على الضيعة ، فخرجتنى إلى مكة وأنا بن عشرة )
وذهب البعض فى التوفيق بين الروايتين إلى القول بأنه ولد بغزة ونشأ بعسقلان وهى بلدة تبعد نحو ثلاثة فراسخ من غزة كانت تسكنها قبائل اليمن .
نشأ الشافعى فى أسرة فلسطينية فقيرة ومات أبوه وهو صغير فأنتقلت به أمه إلى مكة لتحافظ على شرف النسب ( أم الشافعى ) تدعى فاطمة بنت عبد الله الأزدية نسبة إلى قبيلة الازد التى قال فى شأنها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : الأزد أسد الله فى الأرض يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم وليأتين على الناس زمان يقول الرجل ياليتنى كنت أزديا و ياليت أمى كانت أزدية )
شب الشافعى فقيرا ضيق العيش حتى أضطر وهو يطلب العلم إلى الكتابة على قطع الخزف والجلود وسعف النخيل ، حفظ القرآن الكريم وهو صغير وأخذ يحفظ الأحاديث النبوية ويكتبها ورحل إلى البادية وعاشر قبيلة هذيل (1) قرابة عشرة سنين ليأخذ عنها قواعد اللغة العربية وكلماتها فحفظ أشعار هذيل وأخبارها فكانت هذيل أفصح العرب .
(1) هذيل اسم رجل اسمه هذيل بن مدركة بن الياس ثم بعد ذلك أصبح اسم قبيلة وهذه القبيلة من قبائل العرب القديمة قبل الإسلام وتضم عدة قبائل ووجودها حتى الآن .
=========================
تعلم الشافعى الرمى إلى جوار العلم حتى كان يرمى عشرة سهام فلا يخطىء فى سهم منهم وقال فى ذلك ( كانت همتى فى شيئين : فى الرمى والعلم ، فصرت فى الرمى يحيث أصيب من عشرة عشرة وسكت فقال له بعض من سمعه والله أنت فى العلم اكثر منك فى الرمى )
عاصر الإمام مالك وأخذ عنه العلم وقراء الموطأ وظل الشافعى مع الإمام مالك إلى أن مات الإمام مالك عام 179 هـ ، تولى عملا فى نجران ظهر فيه ذكاؤه وعدله وكان الشافعى يزم الحكام الظالمين وينقدهم ثم تولى على اليمن ، كما عاصر هارون الرشيد فأعجب به فكان الشافعى قوى الحجة سريع البديهة .
شيوخه فى العراق : وكيع بن الجراح وقد قمت بزيارة مقامه وقرأت عليه الفاتحة وهو يبعد عن الإمام الشافعى بحوالى مائتين متر تقريببا وهو على يمين الطريق المؤدى إلى مسجد الغ/ام الشافعى وهو داخل حجرة مربعة الشكل يتوسطها القبر وبها شباك حديد وباب من الخشب القديم .
حضر لمصر عام 198هـ وألف عديد من الكتب منها كتاب الأم والرسالة وشرح الفقه وأصبح له مذهب وتوفى الشافعى رضى الله عنه ليلة الخميس بعد المغرب فى آخر ليلة من شهر رجب سنة 204 هـ وعمره أربعة وخمسون عاما ودفن يوم الجمعة بالقرافة الصغرى
ويقول المقريزى فى الخطط والأعتبار : توفى رضى الله عنه بفسطاط مصر وحمل على الأعناق حتى دفن فى مقبرة بنى زهرة أولاد عبد الله بن عبد الحكم بن عوف الزهرى وعرفت بتربة أولاد عبد الحكم .ويقول المقريزى ان الملك الكامل دفن ابنه بجوار قبر الشافعى وبنى قبة كبيررة فى القبر وأنتهى الملك الكامل من بناء القبة فى يوم الأحد السابع من جماد الثانى سنة 608هـ التى بلغت تكاليفها خمسين الف دينار .
ويقول ابن الياس : إن السلطان قيتباى أمر بأجراء تصليحات بضريح الإمام الشافعى ذلك سنة 885هـ تحت اشراف شمس الدين ابن الزمن رئيس الأعمال المعمارية .
وذكر السخاوى فى الضوء اللامع ج8ص361 فى ترجمته لأبن الزمن وعمر قبة الشافعى وجدد رخامها وزخرفتها .
وفى الجزء السادس من الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك ص 22 يقول : رضى الله عنه هذا الجامع بالقرافة الصغرى حيث مشهد الإمام الشافعى رضى الله عنه بقرب جامع الإمام الليث أنشأه الأمير عبد الرحمن كتخدا فى مكان المدرسة الصلاحية وعلى باب الضريح وجد هذا الشعر
مسجد الشافعى بحر علوم ****
أشرقت شمسه بنور محمد
ويقول النابلسى فى رحلته : خرجنا إلى زيارة الإمام الشافعى رضى الله عنه فدخلت الى قبته المبنية على قبره فوجدناها قبة واحدة كبيرة متسعة جدا لا يرى مثلها فى البنيان وفى داخلها محراب عظيم وقبر الشافعى فى الجهة الشمالية وفيه شباك يكل على القبور فى القرافة وبجانب قبره قبر شيخه وقد روى فى المنام وهو يقول زورو شيخى فإنى ما أنا بشىء إلا به ، وفى الجهة الخارجية وجد على القبة سفينة مربوطة بالهلال وهو لوضع الحبوب للطيور .
أقوال الكتاب والعلماء عنه
محمد بن إدريس الشافعي
أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ (150 هـ/766 م - 204 هـ/820 م)، أحد أبرز أئمّة أهل السنة والجماعة عبر التاريخ، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلاميّ. كما ويُعَدّ مؤسّس علم أصول الفقه، وأول من وضع كتابًا لإصول الفقه سماه "الرسالة". وهو مجدد الإسلام في القرن الثاني الهجري كما قال بذلك أحمد بن حنبل[1]، كما بشّر به رسول الإسلام محمد في قوله[2]: «لا تسبوا قريشًا فإن عالمها يملأ الأرض علماً» [3]، حيث قال أبو نعيم عبد الملك بن محمد الإسفراييني: لا ينطبق هذا إلا على محمد بن إدريس الشافعي[4].
اسمه ونسبه وعائلته
========== هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع بن سائب بن عبد الله بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشي المطّلبي الشافعي الحجازي المكّي[5]. يلتقي في نسبه مع النبي محمد في عبد مناف بن قصي.
وأما نسبه من جهة أمه، ففيه قولان:
===================
• الأول فأن اسمها "فاطمة بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب" كما جزم به سليمان الجمل[6]، * بينما اعتبر الرازي والبيهقي وغيرهما أن هذا القول ضعيف وأن الصواب والأشهر هو القول الثاني وهو أنها امرأة أزدية من الأزد من اليمن [6][7].
أما زوجته فهي "حميدة بنت نافع بن عبسة بن عمرو بن عثمان بن عفان" ومن أولاده منها أبو عثمان محمد بن محمد بن إدريس، وهو الأكبر من ولده وكان قاضيًا بمدينة حلب وله ابن آخر يقال له الحسن بن محمد بن إدريس مات وهو طفل وهو من سريته. وللشافعي من امرأته العثمانية بنتان فاطمة وزينب[6].
مولد ونشأته
=======
ولد الشافعي سنة 150 هـ (وهي السنة التي توفّي فيها أبو حنيفة) في حيّ اليمن في غزة في فلسطين[5][8]، وقيل في عسقلان[9]. مات أبوه وهو صغير فحملته أمه إلى مكة وهو ابن سنتين لئلا يضيع نسبه، فنشأ بها وقرأ القرآن وهو ابن سبع سنين وأقبل على الرمي حتى فاق فيه الأقران وصار يصيب من عشرة أسهم تسعة، ثم أقبل على العربية والشرع فبرع في ذلك وتقدم، ثم حُبب إليه الفقه[5]، فحفظ الموطأ وهو ابن عشر، وأفتى وهو ابن خمس عشرة سنة[4]، يقول عن نفسه: «كنت أنا في الكتاب أسمع المعلّم يلقن الصبي الآية فأحفظها أنا، ولقد كان الصبيان يكتبون ما يُملى عليهم فإلى أن يفرغ المعلّم من الإملاء عليهم قد حفظت جميع ما أملى، فقال لي ذات يوم: ما يحل لي أن آخذ منك شيءًا»[10].
طلبه للعلم وأسفاره
==========
في مكة المكرمة
========
كان الشافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر وأيام العرب والأدب، ولزم قبيلة هذيل في البادية يتعلم كلامها ويأخذ طبعها، وكانت أفصح العرب، فبقي فيهم سبع عشرة سنة يرحل برحيلهم وينزل بنزولهم ويحفظ أشعارهم[10] حتى قال الأصمعي عنه: «صحّحتُ أشعار هُذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن إدريس»[8]، فلما رجع إلى مكة جعل الشافعي ينشد الأشعار ويذكر الآداب والأخبار وأيام العرب، فمرّ به رجل من بني عثمان من الزبيريين فقال: «يا أبا عبد الله، عزّ عليّ أن لا يكون مع هذه اللغة وهذه الفصاحة والذكاء فقه، فتكون قد سدت أهل زمانك»[10]، فتأثر الشافعي بكلامه وعزم على التوجه لتعلم الفقه فقرأ على ابن عيينة، ثم جالس مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة (والذي أخذ عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس وعبد الله بن الزبير وغيرهما، عن جماعة من الصحابة، منهم: عمرو بن علي، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وغيرهم[4])، فأخذ عنه الفقه، حتى أذن له بالإفتاء وهو في سن العشرين[8]. كما وقرأ القرآن على إسماعيل بن قسطنطين، عن شبل، عن ابن كثير، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن رسول الله [4]. يقول الشافعي عن نفسه: «أقمت في بطون العرب عشرين سنة أخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن فما علمت أنه مرّ بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد»[5].
رحلته إلى المدينة المنورة
==============
اشتهر اسم مالك بن أنس في زمن الشافعي وتناقل الناس كتابه الموطأ[11]، فأراد الشافعي أن يرحل إلى المدينة المنورة للأخذ عن مالك العلم، فكان أول ما فعله قبل سفره هو حفظ الموطأ، فحفظه في تسع ليالٍ[10]، ثم قصد بعدها المدينة المنورة وهو يومئذ ابن اثنتي عشرة سنة[9] وقيل: عشرين سنة[8]، فقدم على مالك ومعه توصية من والي مكة إليه، فلما لقيه قال له مالك: «يا محمد، اتق الله واجتنب المعاصي فإنه سيكون لك شأن»[10]، ثم قرأ عليه الموطأ، فأعجب به وبقراءته فلازمه الشافعي حتى وفاة مالك سنة 179 هـ. قال عنه الشافعي: "إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، وما أحد أمنّ عليّ من مالك بن أنس. مالك بن أنس معلمي وعنه أخذت العلم"[12]. وفي الوقت نفسه أخذ عن إبراهيم بن سعد الأنصاري، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومحمد بن سعيد بن أبي فديك وغيرهم[11].
رحلته إلى اليمن
=========
بعد وفاة مالك بن أنس عاد الشافعي إلى مكة، وصادف قدوم والي اليمن إلى مكة، فطلب من الشافعي أن يذهب معه للعمل في نجران في اليمن، فذهب معه وأصبح والي نجران، فحكم فيهم بالعدل، فوجد معارضة من الناس حتى وشوا به ظلمًا إلى الخليفة هارون الرشيد أنه يريد الخلافة[4]، فأرسل في استدعائه سنة 184 هـ، لكنه لما حضر بين يدي الخليفة في بغدادأحسن الدفاع عن نفسه بلسان عربي مبين، وبحجة ناصعة قوية؛ فأعجب به الخليفة، وأطلق سراحه[11].
رحلته إلى بغداد
=========
بقي الشافعي في بغداد، والتقى بمحمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة فاستفاد منه وأخذ عنه العلم حتى قال: «حملت عن محمد بن الحسن وَقر بعير، ليس فيه إلا سماعي منه»[8]. وقد بقي في ضيافة محمد بن الحسن مدة من الزمن نحو سنتين عاد بعدها إلى مكة[4]. انتقل بعدها الشافعي إلى بغداد وقدمها للمرة الثانية سنة 195 هـ حاملاً كتبًا حاويةً للمناهج والقروع التي استنبطها[8]، فاجتمع به جماعة من العلماء منهم: أحمد بن حنبل، وأبو ثور، والحسين بن علي الكرابيسي، والحارث بن شريح البقال، وأبو عبد الرحمن الشافعي، والزعفراني، وغيرهم[4]. وأخذ يملي هذه الكتب على تلاميذه، فدوّنوا "الرسالة" و"الأمّ"، وقد كتبها تلميذه الزعفراني. وبقي ينشر العلم مدة سنتين، حتى شاع ذكره فسمي بـ "ناصر الحديث"[5]. عاد بعدها إلى مكة، ثم رجع إلى بغداد للمرة الثالثة سنة 198 هـ مكث فيها عدة أشهر.
رحلته إلى مصر
=========
خرج الشافعي من بغداد قاصدا مصر سنة 199 هـ وحين خروجه قيل له: "أتذهب إلى مصر وتتركنا؟" فقال لهم: "هناك الممات". وحينما دخل مصر أقام في الفسطاط واشتغل في طلب العلم وتدريسه، وفي تلك المدة غيّر الشافعي الكثير من اجتهاداته وأملى من جديدٍ كتبه على تلاميذه في الفسطاط مجدِّدًا لآرائه، وقد خالف بعضها وأقرّ أكثرها[8]. وكان رَاويته لهذه الكتب الجديدة هو الربيع بن سليمان المرادي. وصار للشافعي بهذا نوعان من الكتب؛ أحدهما: كتبه التي بالعراق، وهي القديمة، والأخرى بمصر وهي الجديدة. ولهذا قال بعضهم: إنّ له مذهبين: أحدهما قديم، والآخر جديد.
صفة مجالسه
========
حدث الربيع بن سليمان قال: «كان الشافعي يجلس في حلقته إذا صلى الصبح، فيجيئه أهل القرآن فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه تفسيره ومعانيه، فإذا إرتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر، فإذا إرتفع الضحى تفرقوا، وجاء أهل العربية والعروض والنحو والشعر فلا يزالون إلى قرب انتصاف النهار، ثم ينصرف، رضي الله عنه». وحدث محمد بن عبد الحكم قال: «ما رأيت مثل الشافعي، كان أصحاب الحديث يجيئون إليه ويعرضون عليه غوامض علم الحديث، وكان يوقفهم على أسرار لم يقفوا عليها فيقومون وهم متعجبون منه، وأصحاب الفقه الموافقون والمخالفون لايقومون إلا وهم مذعنون له، وأصحاب الأدب يعرضون عليه الشعر فيبين لهم معانيه». ويقول الربيع: «قال أصحاب مالك كانوا يفخرون فيقولون إنه يحضر مجلس مالك نحو من ستين معمّمًا، والله لقد عددت في مجلس الشافعي ثلاث مئة معمّم سوى من شذ عني»[5].
مصنفاته
====
• كتاب الأم.
• الرسالة في أصول الفقه، وهي أول كتاب صنف في علم أصول الفقه.
• اختلاف الحديث.
• مسند في الحديث، سمي بـ "مسند الشافعي".
• أحكام القرآن.
• الناسخ والمنسوخ.
• كتاب القسامة]].
• كتاب الجزية.
• قتال أهل البغي.
• سبيل النجاة.
• ديوان شعر "ديوان الشافعي"، طبع العديد من الطبعات، منها طبعة بعناية عبد الرحمن المصطاوي، وطبعة بعناية إميل بديع يعقوب، وطبعة بعناية صالح الشاعر.
تلاميذه
======
تلاميذه كثر، ونذكر منهم الأبرز والأشهر:
من تلاميذه في الحجاز
============
• محمد بن إدريس
• [[إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع المطلبي.
• موسى بن أبي الجارود المكي المشهور بأبي الوليد.
• أبو بكر الحميدي.
من تلاميذه في العراق
============
• أحمد بن حنبل
• إبرهيم بن خالد الكلبي أبو ثور.
• أبوعلي الحسين بن على بن يزيد الكرابيسي.
• محمد بن الحسن بن الصباح الزعفراني أبو علي.
• أبو عبد الرحمن احمد بن محمد بن يحيى الأشعري البصري.

من تلاميذه في مصر
===========
• أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي
• إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني
• الربيع بن سليمان المرادي.
• الربيع بن سليمان الجيزي.
• يونس بن عبد الأعلى الصدفي.
• حرملة بن يحيى بن حرملة التجيبي.
• محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
فصاحته وشعره
========
كان الشافعي فصيح اللسان بليغاً، حجّة في لغة العرب ونحوهم، إشتغل بالعربية عشرين سنة مع بلاغته وفصاحته، وبما أنه عربي اللسان والدار والعصر وعاش فترة من الزمن في بني هذيل فكان لذلك أثره على فصاحته وتضلعه في اللغة والأدب والنحو، إضافة إلى دراسته المتواصلة وإطلاعه الواسع حتى أضحى يُرجع إليه في اللغة والنحو. وممن شهد له بذلك:
• قال أبو عبيد: كان الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة.
• قال أيوب بن سويد: خذوا عن الشافعي اللغة.
• قال الأصمعي: صححت أشعار الهذليين على شاب من قريش بمكة يقال له محمد بن أدريس.
• قال أحمد بن حنبل: كان الشافعي من أفصح الناس، وكان مالك تعجبه قراءته لأنه كان فصيحاً.
• حدث أبو نعيم الإستراباذي، سمعت الربيع يقول: لو رأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته لعجبت منه ولو أنه ألّف هذه الكتب على عربيته التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة لم يقدر على قراءة كتبة لفصاحته وغرائب ألفاظه غير أنه كان في تأليفه يجتهد في أن يوضح للعوام.

من أشعاره
=====

أأنـثـر درا بيـن سـارحـة الـبـهـم وأنـظـم مـنـثـوراً لراعيـة الغـنـم
لعمري لئن ضيعـت في شر بلدةٍ فلست مضيعاً فيـهـم غـرر الكـلـم
لـئـن سـهـل الله العزيـــز بلطـفه وصادفـت أهــلاً للعلـوم وللحـكـم
بثثت مفيــداً واستــفدت ودادهــم وإلا فـمـكـنــون لـدى ومـكـتـتــم
ومـن منح الجهـال علما أضـاعه ومـن منـع المستوجبيـن فقد ظلـم
وله أيضا:

اذا المـرء لا يـرعـــاك الا تكـلـفـا فـدعـه ولا تـكـثــر عـلـيــه الـتـأسـفـا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفـي القلب صـبـر للحبيـب ولو جفـا
فـمــا كـل من تهـواه يهـواك قلبـه ولا كـل مـن صـافـيـتـه لـك قـد صفـا
إذا لـم يـكن صفـو الـوداد طبيــعة فـلا خــيــر فـــي ود يــجــئ تـكـلـفـا
ولا خيـر في خـل يخــون خليــلـه ويــلـقــاه مـن بـعــد الـمـودة بـالجـفـا
ويـنـكـر عـيـشـا قـد تـقـادم عـهـده ويظهر سراً قد كـان بالأمس قـد خفـا
سلام علـى الدنـيـا إذا لم يـكن بهـا صديق صدوق صادق الوعد منصفـا
وله أيضاً :

نعيـب زمانـنــا والعيب فيـنـا وما لزمــاننــا عيب سـوانـا
ونهجو ذا الزمان بغيـر ذنب ولو نطق الزمـــان لهجـانـا
وليس الذئب يأكل لحـم ذئب ويأكل بعضنا بعضآً عيـانـا
كما أن له في ذكر آل بيت رسول الله وآله وصحبه:

يا آل بيت رســول الله حبـكـم فرض مـن الله فـي القران أنزلـه
يكفيكم من عظيم الشأن أنـكـم من لم يصلي عليكم لا صلاة لـه
وأيضا في حب أهل بيت النبي وآله وصحبه:

لو فتشوا قلبـي لألفـوا بــه سطــرين قد خُطّا بلا كـاتبِ
العدل والتوحيد في جـانبٍ وحب أهل البيت في جـانبِ
تواضعه وورعه وعبادته
==============
كان الشافعي مشهوراً بتواضعه، تشهد له بذلك مناظراته ودروسه ومعاشرته لأقرانه ولتلاميذه وللناس. وأما ورعه وعبادته فقد شهد له بهما كل من عاشره استاذا كان أو تلميذا، أو جارا، أو صديقا. ويدل على أنه كان عابداً وروي أنه كان يقسم الليل ثلاثة أجزاء: ثلث للعلم، وثلث للعبادة, وثلث للنوم. قال الربيع: كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين مرة كل ذلك في الصلاة. وكان البويطي أحد أصحابه يختم القرآن في رمضان في كل يوم مرة. وقال الحسن الكرابيسي: بت مع الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحواً من ثلث الليل فما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة آية، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه ولجميع المسلمين والمؤمنين، ولا يمر بآية عذاب إلا تعوذ فيها وسأل النجاة لنفسه وللمؤمنين، وكأنما جمع له الرجاء والخوف معاً.
قال أحمد بن يحيى بن الوزير: خرج الشافعي يوماً من سوق القناديل فتبعناه فإذا رجل يسفه على رجل من أهل العلم، فالتفت الشافعي إلينا وقال: "نزهوا أسماعكم عن استماع الخنا كما تنزهون ألسنتكم عن النطق به، فإن المستمع شريك القائل، وإن السفيه لينظر إلى أخبث شيء في إنائه فيحرص أن يفرغه في أوعيتكم ولو ردت كلمة السفيه لسعد رادها كما شقي بها قائلها".
قال الحميدي: خرج الشافعي إلى اليمن مع بعض الولاة فانصرف إلى مكة بعشرة آلاف درهم فضرب له خباء في موضع خارجاً عن مكة فكان الناس يأتونه، فما برح من موضعه ذلك حتى فرقها كلها. وخرج من الحمام مرة فأعطى الحمامي مالاً كثيراً. وسقط سوطه من يده مرة فرفعه إنسان إليه فأعطاه جزاء عليه خمسين ديناراً.
ويدل على قوة زهده وشدة خوفه من الله تعالى واشتغال همته بالآخرة ما روي أنه روى سفيان بن عيينة حديثاً في الرقائق فغشي على الشافعي فقيل له: قد مات، فقال: إن مات فقد مات أفضل زمانه. وروى عبد الله بن محمد البلوي قال: كنت أنا وعمر بن نباتة جلوساً نتذاكر العباد والزهاد فقال لي عمر: ما رأيت أورع ولا أفصح من محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه: خرجت أنا وهو والحارث بن لبيد إلى الصفا وكان الحارث تلميذ الصالح المري فافتتح يقرأ وكان حسن الصوت، فقرأ هذه الآية عليه " هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون " فرأيت الشافعي وقد تغير لونه واقشعر جلده واضطرب اضطراباً شديداً وخر مغشياً عليه فلما أفاق جعل يقول: أعوذ بك من مقام الكاذبين وإعراض الغافلين، اللهم لك خضعت قلوب العارفين وذلت لك رقاب المشتاقين، إلهي هب لي جودك وجللني بسترك واعف عن تقصيري بكرم وجهك. قال: ثم مشى وانصرفنا فلما دخلت بغداد وكان هو بالعراق فقعدت على الشط أتوضأ للصلاة إذ مر بي رجل فقال لي: يا غلام أحسن وضوءك أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة، فالتفت فإذا أنا برجل يتبعه جماعة، فأسرعت في وضوئي وجعلت أقفو أثره، فالتفت إلي فقال: هل لك من حاجة؟ فقلت: نعم، تعلمني مما علمك الله شيئاً، فقال لي اعلم أن من صدق الله نجا، ومن أشفق على دينه سلم من الردى، ومن زهد في الدنيا قرت عيناه مما يراه من ثواب الله تعالى غداً، أفلا أزيدك؟ قلت: نعم. قال من كان فيه ثلاث خصال فقد استكمل الإيمان: من أمر بالمعروف وائتمر ونهى عن المنكر وانتهى،، وحافظ على حدود الله تعالى، ألا أزيدك؟ قلت بلى، فقال: كن في الدنيا زاهداً وفي الآخرة راغباً واصدق الله تعالى في جميع أمورك تنج مع الناجين، ثم مضى، فسألت: من هذا؟ فقالوا: هو الشافعي فانظر إلى سقوطه مغشياً عليه ثم إلى وعظه كيف يدل ذلك على زهده وغاية خوفه! ولا يحصل هذا الخوف والزهد إلا من معرفة الله عز وجل فإنه " إنما يخشى الله من عباده العلماء ".
وحدث محمد بن عبد الله المصري قال : كان الشافعي أسخى الناس بما يجد. قال عمرو بن سواد السرجي : كان الشافعي أسخى الناس عن الدنيا والدرهم والطعام، فقال لي الشافعي: أفلست في عمري ثلاث إفلاسات، فكنت أبيع قليلي وكثيري، حتى حلي ابنتي وزوجتي ولم أرهن قط. قال الربيع بن سليمان: كان الشافعي إذا سأله إنسان يحمرّ وجهه حياء من السائل، ويبادر بإعطائه.
من أقواله
=====
• حبب إليّ من دنياكم ثلاث: ترك التكلف، وعشرة الخلق بالتلطف، والاقتداء بطريق أهل التصوف[13].
• ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ، وما في قلبي من علم، إلا وددت أنه عند كل أحد ولا ينسب لي.
• كل ما قلت لكم فلم تشهد عليه عقولكم وتقبله وتره حقا فلا تقبلوه، فإن العقل مضطر إلى قبول الحق.
• والله ما ناظرت أحدا إلا على النصيحة.
• ما أوردت الحق والحجة على أحد فقبلهما إلا هبته وإعتقدت مودته، ولا كابرني على الحق أحد ودافع الحجة إلا سقط من عيني.
• أشد الأعمال ثلاثة: الجود من قلة، والورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف.
• والله ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة طرحتها لأن الشبع يثقل البدن، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة.
• ما رأيت سميناً أفلح قط.
• ما حلفت بالله تعالى لا صادقاً ولا كاذباً قط. (فانظر إلى حرمته وتوقيره لله تعالى، ودلالة ذلك على علمه بجلال الله سبحانه).
• سئل الشافعي عن مسألة فسكت، فقيل له: ألا تجيب رحمك الله؟ فقال: حتى أدري الفضل في سكوتي أو في جوابي.
• كتب حكيم إلى حكيم: قد أوتيت علماً فلا تدنس علمك بظلمة الذنوب فتبقى في الظلمة يوم يسعى أهل العلم بنور علمهم.
• من ادعى أنه جمع بين حب الدنيا وحب خالقها في قلبه فقد كذب.
• الرياء فتنة عقدها الهوى حيال أبصار قلوب العلماء فنظروا إليها بسوء اختيار النفوس فأحبطت أعمالهم.
• شكوت الي وكيع سوء حفظي فأرشدني الي ترك المعاصي....و اخبرني ان العلم نور. ونور الله لا يهدي العاصي.
قيل عنه


ضريح الإمام الشافعي في القاهرة، والذي يعد واحدًا من أكبر الأضرحة المفردة في مصر[14]
• الذهبي، وصفه بأنه: «الإمام، عالم العصر، ناصر الحديث، فقيه المِلَّة»[5].
• أحمد بن حنبل: «ما مس أحد محبرة ولا قلماً إلا وللشافعي في عنقه منّة».
• أبو نعيم الأصبهاني، وصفه بأنه: «الإمام الكامل العالم العامل ذو الشرف المنيف والخلق الظريف، له السخاء والكرم، وهو الضياء في الظلم، أوضح المشكلات وأفصح عن المعضلات، المنتشر علمه شرقًا وغربًا المستفيض مذهبه برًا وبحرًا، المتبع للسنن والآثار والمقتدي بما اجتمع عليه المهاجرون والأنصار، اقتبس عن الأئمة الأخيار فحدث عنه الأئمة الأحبار».
• أبو ثور: «ما رأينا مثل الشافعي ولا هو رأى مثل نفسه»[4].
• أبو داود: «ما أعلم للشافعي قط حديثًا خطأ»[15].
• الخليفة المأمون بن هارون الرشيد: «لقد خص الله تعالى محمد بن إدريس الشافعي بالورع والعلم والفصاحة والأدب والصلاح والديانة، ولقد سمعت أبي هارون يتوسل إلى الله به والشافعي حيّ يرزق»[10].
• ابن عساكر، وصفه بأنه: «إمام عصره وفريد دهره»[10].
وفاته
قبل وفاة الشافعي ظهر فيه مرض البواسير وهو في مصر، وكان يظن أن هذا المرض إنما نشأ بسبب استعماله اللبان الذي كان يستعمله للحفظ، يقول الشافعي: "استعملت اللبان للحفظ فأعقبني صب الدم سنة". وبسبب هذا المرض ما انقطع عنه النزيف، وربما ركب فسال الدم من عقبيه، وكان لا يبرح الطست تحته وفيه لبدة محشوة، وما لقي أحد من السقم مالقي، فال نزيف أنهكه وأعنته. وقد ترك الشافعي في مدة مرضه هذه (أربع سنوات) ما يملا آلاف الورق من العلم، مع وصلة الدروس والابحاث والمناظرات والمطالعات في الليل والنهار. قال الربيع بن سليمان: أقال الشافعي ها هنا أربع سنين، فأملى ألفا وخمسمائة ورقة، وخرج "الأم" ألفي ورقه و"السنين" وأشياء كثيرة، كلها في أربع سنين.
توفّي الشافعي وقت صلاة العشاء ليلة الجمعة بعد أن صلى المغرب، ودفن بعد العصر يوم الجمعة 30 رجب سنة 204 هـ[9]، وقبره في مصر. ولما أخذ إلى مثواه الأخير، حمل على الأعناق من القاهرة في مصر حتى مقبرة بني زهرة، وتُعرف أيضاً بتربة ابن عبد الحكم. وفي معجم الأدباء، دفن غربي الخندق في مقابر قريش، وحوله جماعة من بني زهرة، ومن ولد عبد الرحمن بن عوف الزهري وغيرهم. وقبره مشهور هناك، مجمع عى صحته ينقل الخلف عن السلف في كل عصر إلى وقتنا هذا، وهو البحري من القبور الثلاثة التي تجمعها مصطبة واحدة، غربي الخندق، وبينه وبين المشهد والقبران الآخران اللذان إلى جنب قبر الشافعي، قبر عبد الله بن الحكم المتوفي سنة 214 هـ وقبر ولده عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المتوفي سنة 257 هـ، ويقول النووي عن قبره:"وقبره بمصر عليه من الجلال، وله من الاحترام ما هو لائق بمنصب ذلك الإمام". وقد أمر صلاح الدين الأيوبي بعمل تابوت خشبي لقبر الشافعي مزخرف مؤرخ عليه سنة 574 هـ واسم الصانع "عبيد أبو المعالي"[16]. كما وقد بُني على قبره قبة جددّها صلاح الدين الأيوبي كُتب عليها[16]:

الشـافعـي إمــام النــاس كلـهـم في العلم والحلم والعلياء والباس
لـه الإمـامـة في الدنـيـا مسلمة كـمـا الخـلافــة في أولاد عبــاس
أصحابه خير أصحاب ومذهبه خير المـذاهب عـنـد الله والنــاس
ديوان الإمام الشافعي رحمه الله
قافية الهمزة
من تجارب الإمام
وطب نفسا إذا حكم القضاء دع الأيام تفعل مـا تشـــاء
فما لحوادث الدنيـا بقــاء ولا تجزع لحــادثة الليـالي
وشيمتك السماحة والوفـاء وكن رجلا على الأهوال جلدا
وسرك أن يكون لها غطـاء وإن كثرت عيوبك في البرايـا
يغطيه - كما قيل- السخـاء تستر بالسخــاء فكل عيـب
فإن شماتة الأعــداء بـلاء ولا تر للأعــداء قــط ذلا
فما في النار للظمآن مــاء ولا ترج السماحة من بخيـل
وليس يزيد في الرزق العناء ورزقك ليس ينقصه التــأني
ولا بؤس عليك ولا رخـاء ولا حزن يدوم ولا ســرور
فأنت ومالك الدنيا ســواء إذا ما كنت ذا قلب قنــوع
فلا أرض تقيه ولا سمــاء ومن نزلت بساحته المنايــا
إذا نزل القضا ضاق الفضاء وأرض الله واسعــة ولكن
فما يغني عن الموت الـدواء دع الأيام تغدر كل حيــن
الدعـــــــاء
وما تدري بما صنع الدعــاء أتهزأ بالدعــاء وتزدريــه
لها أمد، وللأمــد، انقضـاء سهــام الليل لا تخطــي ولكن

حب النساء
إن حب النساء جهد البـلاء أكثر الناس في النساء وقالوا
قرب من لا تحب جهد البلاء ليس حب النساء جهدا ولكن
فراق الأحبة
يعيشها بعد أودائــه واحسرة للفتى ســاعة
رمى به بعد أحبابـه عمر الفتى لو كان في كفه
***





قافية البــاء
سوء التقدير
حق الأديب فباعوا الرأس بالـذنب أصبحت مطرحا في معشر جهلوا
في العقل فرق وفي الآداب والحسب والناس يجمعهم شمل وبينهــم
في لونه الصفر والتفضيل للذهـب كمثل ما الذهب الإبريز يشركه
لم يفرق الناس بين العود والحطب والعود لو لم تطب منه روائحـه
الهوى والعقل
ولم تدر حيث الخطأ والصواب إذا حار أمرك في معنيين
يقود النفس إلى مـا يعــاب فخالف هواك فإن الهوى
هذه هي الدنيا
ولحم الضأن تأكله الكــلاب تموت الأسد في الغابات جوعا
وذو نسب مفارشه التــراب وعبد قد ينام على حريـــر
سلوك الكبار مع الأنذال
وما العيب إلا أن أكون مساببــه إذا سبني نذل تزايدت رفعـــة
لمكنتها من كل نــذل تحـاربـه ولو لم تكن نفسي عليّ عزيـزة
كثير التواني للذي أنا طــالبــه ولو أنني أسعى لنفسي وجـدتني
وعار على الشبعان إن جاع صاحبه ولكنني اسع لأنفع صـــاحبي

عندما تقترب نهاية الإنسان ويشتعل الرأس شيبا
وأظلم ليلي إذ أضاء شهــابهـا خبت نار نفسي باشتعال مفــارقي
على الرغم مني حين طار غرابها أيا بومة قد عششت فوق هــامتي
ومأواك من كل الديار طـرابـها رأيت خراب العمر مني فــزرتني
طلائع شيب ليس يغني خضابهـا أأنعم عيشا بعد ما حل عــارضي
وقد فنيت نفس تولي شبابهــا وعزة عمر المرء قبل مشيبـــه
تنغص من أيامه مستطابـهــا إذا اصفر لون المرء وابيض شعره
حرام على نفس التقي ارتكابهـا فدع عنك سوءات الأمور فإنهــا
كمثل زكاة المال تم نصـابهــا وأد زكاة الجاه واعلم واعلم بأنهـا
فخير تجارات الكراء اكتسابهــا وأحسن إلى الأحرار تملك رقـابهم
فعما قليل يحتويك ترابـهـــا ولا تمشين في منكب الأرض فاخرا
وسيق إلينا عذبهــا وعذابهـا ومن يذق الدنيا فإني طعـمتهــا
كما لاح في ظهر الفلاة سرابهـا فلم أرها إلا غــرورا وبـاطـلا
عليها كلاب همهن اجتذابهـــا وما هي إلا جيفــة مستحيــلة
وإن تجتذبك نازعتك كلابهـــا فإن تجنبتها كنت سلما لأهلهــا
مغلقة الأبواب مرخى حجابهــا فطوبى لنفس أولعت قعر دارهـا
داو السفاهة بالحلم
فأكره أن أكون له مجيبا يخاطبني السفيه بكل قبح
كعود زاده الإحراق طيبا يزيد سفاهة فأزيد حلمـا
حب من طرف واحد
ولا يحبك من تحبـه ومن البلية أن تحــب
وتلح أنت فلا تُغِبُّـه ويصـد عنك بوجهـه
البخل والظلم
سوى من غدا والبخل ملء إهابه بلوت بني الدنيا فلم أر فـيهــم
قطعت رجائي منهـم بـذبـابـه فجردت من غمد القناعة صارمـا
ولا ذا يراني قاعدا عند بـابــه فلا ذا يراني واقفا في طريقــه
وليس الغني إلا عن الشيء لا به غني بلا مال عن النــاس كلهـم
ولج عتوا في قبيح اكتســابـه إذا ما الظالم استحسن الظلم مذهبا
ستدعي له ما لم يكن في حسابـه فكِله إلى صرف الليالي فإنهـــا
يرى النجم تحت ظـل ركـابــه فـكم رأينا ظالمـــا متمــردا
أناخت صروف الحادثات ببـابـه فعـما قليل وهو في غفـلاتــه
ولا حسنات تلتقى في كتــابــه فأصبح لا مال ولا جــاه يرتجى
وصب عليه الله سوط عــذابـه وجوزي بالأمر الذي كان فاعـلا
الله حسبي
وبحسبي إن صح لي فيك حسب أنت حسبي وفيك للقلب حسب
من الدهر ما تعرض لي خطـب لا أبالي متى ودادك لي صـح
ميزان التفاضل
ترقّى على رؤوس الرجال ويخطب أرى الغر في الدنيا إذا كان فاضلا
يقاس بطفل في الشـوارع يلعـب وإن كان مثلي لا فضيلة عـنـده
معاملة اللئيم
فسكوتي عـن اللئيـم جـواب قل بما شئت في مسـبة عرضي
ما ضر الأسد أن تجيب الكلاب ما أنا عــادم الجــواب ولكن
دعوة إلى التنقل والترحال
من راحة فدع الأوطان واغتـرب ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب
وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه
إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب إني رأيت ركـود الـماء يفســده
والسهم لولا فراق القوس لم يصب والأسد لولا فراق الغاب ما افترست
لملَّها الناس من عجم ومن عـرب والشمس لو وقفت في الفلك دائمة
والعود في أرضه نوع من الحطب والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه
وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه
الضرب في الأرض
أنال مرادي أو أموت غريبـا سأضرب في طول البلاد وعرضها
وإن سلمت كان الرجوع قريبا فإن تلفت نفسي فلله درهــــا
هيبة الرجال وتوقيرهم
ومن حَقِـرَ الرجال فلن يهابا ومن هاب الرجال تهيَّبــوه
ومن يعص الرجال فما أصابا وما قضت الرجال له حقوقا
كذب المنجمون
كافر بالذي قضته الكواكب خبِّرا عني الـمنجــم أنِّي
قضاء من المهيمن واجب عالما أن ما يكون وما كان
***
قافية التاء
دفع الشر
أرحت نفسي من هم العداوات لما عفوت ولم أحقد على أحـد
لأدفع الشر عني بالتحيــات إني أحيّي عدوي عند رؤيتـه
كما إن قد حشا قلبي محبـات وأظهر البشر لإنسان أبغضـه
وفي اعتزالهم قطـع المودات الناس داء ،وداء الناس قربهم
هكذا الكرماء
على المقلَّيـن من أهـل المروءات يا لهف نفسي على مال أفرقــه
ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات إن اعتذاري إلى من جاء يسألني
آداب التعلم
فإن رسوب العلم في نفراته اصبر على مـر الجفـا من معلم
تجرع ذل الجهل طول حياته ومن لم يذق مر التعلم ساعــة
فكبر عليه أربعا لوفاتــه ومن فاته التعليم وقت شبابــه
إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته وذات الفتى -والله-بالعلم والتقى
الصديق المثالي
وكل غضيض الطرف عن عثراتي أحب من الإخـوان كـل مواتي
ويحفظني حيــا وبعـد ممــاتي يوافقني في كـل أمـر أريـده
لقـاسمته مالي من الحسنـــات فمن لي بهذا ؟ ليت أني أصبته
على كثرة الإخــوان أهل ثقـاتي تصفحت إخواني فكان أقلهــم
أشحة على الخير
أناسا بعد ما كانوا سكوتا وأنطقت الدراهم بعد صمت
ولا عرفوا لمكرمة ثبوتـا فما عطفوا على أحد بفضل
محط الرجاء
فيمم من بنى لله بيتـا إذا رمت المكارم من كريم
ويكرم ضيفه حيا وميتا فذاك الليث من يحمي حماه
الصفح الجميل
أبرأتـه لله شاكـر منَّتــه من نال مني ، أو علقت بذمته
أو أن أسوء محمدا في أمته أَأُرى مَُعَوِّق مؤمن يوم الجزاء
متى يكون السكوت من ذهب
فخير من إجابته السكوت إذا نطق السفيه فلا تجبه
وإن خليته كـمدا يمـوت فإن كلمته فـرّجت عنـه
قضاة الدهر
فقد بانت خسـارتهـم قضاة الدهــر قـد ضلوا
فما ربحت تجارتهــم فباعـوا الـدين بالـدنيـا
***

قافية الجيم
المخرج من النوازل
ذرعا وعند الله منها المخــرج ولرب نـازلة يضيق بها الفتى
فرجت وكنت أظنها لا تفــرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
عداوة الشعراء
وهذه أبيات ذكرها ابن خلكان في ترجمته للشافعي في كتابه (وفيات الأعيان) وقال:( ومن المنسوب إليه)ا
إن سِيلَ كيف معاده ومعاجه مـاذا يُخبّر ضيف بيتك أهـلـه
ريّا لديه وقد طغت أمواجـه أيقول جاوزت الفرأت ولم أنـل
عما أريد شعابه وفجاجــه ورقيت في درج العلا فتضايقت
والماء يُحبر عن قذاه زُجاجه ولتُخبِرنْ خصـاصتـي بتملقي
وعليّ إكليل الكلام وتاجــه عنـدي يواقيـت القريض ودره
ويرف في نادي الندى ديباجه تربى على روض الرُّبا أزهاره
والشعر منه لعابه ومجاجـه والشاعر المِنطيق أسود سالـح
ولقد يهون على الكريم علاجه وعـداوة الشعراء داء معضـل
***


قافية الحاء
عندما يكون السكوت من ذهب
إن الجـواب لـباب الشر مفتــاح قالوا سكتَّ وقد خُوصمت؟ قلت لهم
وفيه أيـضا لصون العرض إصلاح والصمت عن جاهل أو أحمق شرف
والكلب يُخسى- لعمري- وهو نباح أما ترى الأسد تُخشى وهي صامتة
***






قافية الدال
محن الزمان ومسراته
وسروره يأتيك كالأعيــاد محن الزمان كثيرة لا تنقضي
وتراه رقّا في يد الأوغــاد ملك الأكابر فاسترق رقابهـم
قالوا ترفَّضت
ما الرفض ديني ولا اعتقادي قالوا : ترفضت، قلت : كلا
خير إمام وخيـر هـــادي لكن تـوليـت غيـر شـك
فإني رفضي إلى الـعبــاد إن كان حـب الوليّ رفضا
الناس والكلاب
وأننا لا نرى مما نرى أحـدا ليت الكلاب لنا كانت مجـاورة
والخلق ليس بهاد ، شرهم أبدا إن الكلاب لتَهدى في مواطنهـا
تبقى سعيدا إذا ما كنت منفردا فاهرب بنفسك واستأنس بوحدتها
عدو يتمنى الموت للشافعي
فتلك سبيـل لـست فيها بأوحــد تمنى رجال أن أموت، وإن أمت
ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلد وما موت من قد مات قبلي بضائر
به قبل موتـي أن يكون هو الردى لعل الذي يرجـو فنـائي ويدّعي


الناس بين شامت وحاسد
أخا ثقة عند ابتلاء الشـــدائـد ولمـا أتيت أطلـب عنـدهـم
ونادين في الأحياء هل من مساعد تقلَّبت في دهري رخاء وشـدة
ولم أر فيما سرني حــاســـد فلم أر فيما ساءني غير شامت
من صور غدر الإخلاء
وكنت أحسب أني قد ملأت يـدي إني صحبت النــاس ما لهم عـدد
كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد لمـا بلوت أخــلائي وجـدتهـم
وإن مرضت فخير الناس لم يعـد إن غبت عنهم فشـر الناس يشتمني
وإن رأوني بشـر سرهم نكــدي وإن رأوني بخيـر سـاءهم فرحي
عجبا لمن يضحك والموت يطلبه
لو كان يعلم غيبا مات من كمد كم ضاحك والمنايا فوق هامتــه
ماذا تفكره في رزق بعد غـد من كان لم يؤت علما في بقاء غد
لا تيأسن من لطف ربك
وتخاف في يوم المعاد وعيـدا إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا
وأفاض من نعم عليك مزيـدا فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه
في بطن أمك مضغة ووليـدا لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا


هموم الغــد
فخلِّ الهمَّ عني يا سعيد إذا أصبحت عندي قوت يومي
فإن غد له رزق جديـد ولا تُخْطَـرْ همـوم غد ببالي
فأترك ما أريد لما يريد أُسَلِّم إن أراد الله أمــــرا
لولا... ولولا
لكنت اليوم أشعر من لبيد ولولا الشعر بالعلمــاء يزري
وآل مهلّـَب وبني يزيـد وأشجع في الوغى من كل ليث
حسبت الناس كلهم عبيدي ولـولا خشـية الرحمـن ربي
الشعور بالراحة عند قضاء الحق
ويثقل يومـا إن تركت على عمـد أرى راحـة للحق عند قـضـائـه
وقولك لم أعلم وذاك من الجهــد وحسبك حظـا أن ترى غير كاذب
وصاحبه الأدنى على القرب والبعد ومن يقض حق الجار بعد ابن عمه
وإن نـابـه حق أتوه على قصــد يعش سيـدا يستعذب الناس ذكـره
أفضل ما استفاد المرء
ويأبى الله إلا مـــا أرادا يريد المرء أن يعطى مناه
وتقوى الله أفضل ما استفادا يقول المرء فائدتي ومالي
فوائد الأسفــار
وسافر ففي السفار خمس فوائد تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وعلم وآداب ، وصحبة ماجـد تَفَرُّجُ هم، واكتسـاب معيشــة
الأقربون أولى بالمعروف
كأنك برِّي بــذاك تـحيــد أتاني عذر مـنك في غيـر كنهه
يمينك إن جـاد اللسان تجــود لسانـك هش بالنـوازل وما أرى
وأسلاف صدق قد مضوا وجدود فإن قلت لي بيت وسبط وسبطـة
بكَفيْكَ عَمْدا والبنـاء جـديــد صدقت ولكن أنت خربت ما بنوا
ونال الذي يهـوى لديك بعيــد إذا كان ذو القربى لديك مبعــدا
واشتقت أن تبقى وأنت وحيــد تفرق عـنك الأقربون لشـأنهـم
فياليت شعـري أي ذاك تريــد وأصبحت َ بين الحمد والذم واقفا
عداوة الحاسد
إلا عداوة من عاداك من حسد كل العداوة قد ترجى مودتها

العلم الأُخروي
فاز بفضل من الرشــاد من تعلم للمعـــاد
وفضل نيل من العبـــاد ونال حسنـا لطالبيه

***


قافية الراء
جنان الخلــد
يمسي ويصبح في دنياه سفـارا يا من يعـانق دنيـا لا بقاء لهــا
حتى تعانق في الفردوس أبكارا هلا تركت لذي الدنيا معانقـــة
فينبغي لك ألا تأمن النـــارا إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنهـا

الوحدة خير من جليس السوء
ألذ واشهى من غوى أعاشره إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي
أقر لعيني من جـليس أحاذره وأجلس وحدي للعبادة آمنـا

إحسان الظن بالأيام
فقيل له خير ما استعملته الحذر تاه الأعيرج واستعلى به البطر
ولم تخف سوء ما تأتي به القدر أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت
وعند صفو الليالي يحدث الكدر وسالمتك الليالي فاغتررت بها

قبول العذر
إن يرَّ عندك فيما قال أو فجرا اقبل معـاذير من يأتيك معتذرا
وقد أجلَّك من يعصيك مستترا لقد أطاعك من يرضيك ظاهره


أدب المناظرة
بما اختلف الأوائل والأواخر إذا ما كنت ذا فـضل وعلم
حليمـا لا تـلح ولا تكابـر فناظر من تناظر في سكون
من النكـت اللطيفة والنوادر يفيدك ما استفادا بلا امتنان
بأني قد غلبت ومن يفـاخـر وإياك اللجوج ومن يرائي
يمني بالتقـاطـع والـتدابـر فإن الشر في جنبات هـذا
الدهر يومــان
والعيش عيشان: ذا صفو وذا كدر الدهر يومان : ذا أمن وذا خطر
وتستقر بأقصى قاعـه الــدرر أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وليس يُكسَفُ إلا الشمس والقمـر وفي السماء نجوم لا عداد لهـا
فضل السكوت
إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر وجدت سـكوتي متجرا فلزمتــه
وتاجره يعلو على كل تاجــر وما الصمت إلا في الرجال متاجر
الرضا بالقدر
ولكنني راض بما حكم الدهـر وما أنا راض من زماني بما ترى
فإني بها راض زلكنها قهــر فإن كانت الأيـام خانت عهودنـا
ديـة الـذنـب
ومقام الفتى على الذل عار قيل لي: قد اسى إلـيك فـلان
دية الذنب عندنا الاعتـذار قلت: قد جاءني وأحدث عذرا
الشوق إلى مصر
ومن دونها قطع المهامه والقفر لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر
أســاق إليها أم إلى القبــر فـوالله مـا أدري أللفـوز والغنى
العبرة باللابس لا بالملابس
بفلس لكان الفلس منهن أكثـرا عليّ ثيـاب لـو تبـاع جمـيعـها
نفوس الورى كانت أجل وأكبرا وفيهن نفـس لـو تقاس ببعضهـا
إذا كان عضبا حيث وجهته فرى وما ضر نصل السيف إخلاق غمده
فكم من حسام في غلاف تكسرا فإن تكـن الأيـام أزرت بـبـزتي
احذر مودة الناس
وعن الورى كن راهبا في ديره كن ساكنا في ذا الزمان بِسَيئرِهِ
واحذر مودتهـم تنل من خيـره واغسل يديك من الزمان وأهله
أصحبه في الدهر ولا في غيره إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا
وتركت أعلاهم لـقلة خيــره فتركت أسفلهـم لكثرة شـره
المرء بأصغريه قلبه ولسانه
كشفت حقائقهـا بالنظر إذا المشكلات تصدين لي
وكالحسام اليماني الذكر لسـان كشقشقة الأرحبي
أسائل هذا وذا ما الخبر ولست بإمعة في الرجال
جلاّب خير وفراج شر ولكنن مدره الأصغـرين

كثرة الأخلاء وقلة الأعداء
وإن عدوا واحدا لكثير وليس كثيرا ألف حلِّ لواحد
أمر فوق أمري
وأحمد همتي وأذم دهـري أفكر ف نوى إلفي وصبري
لرب الناس أمر فوق أمري وما قصرت في طلب ولكن
من نكد الدنيا على الإنسان
ومن تُحِب يحب غيرك ومن الشـقـاوة أن تحب
وهو يريــد غيــرك أو أن تريد الخير للإنسان
***




قافية السين
البحث عن صديق
قريب من عدو في القياس صديق ليس ينفع يوم بؤس
ولا الإخوان إلا للتــآسي وما يبقى الصديق بكل عصر
أخا ثـقة فألهاني التماسي عبرت الدهر ملتمسا بجهدي
كأن أناسها ليـسوا بناسي تنكرت البلاد ومن عليهــا
منــاجــاة
في السر والجهر والإصباح والغلس قلبي بـرحمتـك اللهـم ذو أنس
إلا وذكـرك بين النفْس والنفَــس وما تقلـبت من نومي وفي سِنتي
بأنـك الله ذو الآلاء والـقـــدس لقد مـننت عـلى قلبي بمعـرفة
ولم تكـن فاضحي فيهـا بفعل مُسي وقد لأتيت ذنوبا أنت تعلمهــا
تجعل عليّ إذا في الديـن مـن لبس فامنن علـيّ بذكر الصالحين ولا
ويوم حـشري بـما أنزلت في عبس وكن معي طول دنيـاي وآخرتي
وقفة الحر بباب نحس
ونزع نفـس، ورد أمـس لقلع ضرس، وضرب حبس
ودبغ جـلـد بغيـر شمس وقـر بـرد، وقـود فـرد
وصرف حب بأرض خرس وأكل ضـب ، وصيـد دب
وبيـع دار بـربع فلـس ونفـخ نار، وحمـل عـار
وضـرب ألف بحبل قلـس وبـيع خف ، وعـدم ألف
يرجو نـوالا بباب نحـس أهون مـن وقفـة الحــر
العلم مغرس كل فخر
واحذر يفوتك فخـر ذاك المغـرس العلم مغرس كـل فخر فافتخـر
من هـمـه في مطعــم أو ملبـس واعلم بأن العـلم ليس ينالـه
في حـالتيه عـاريـا أو مـكتـسي إلا أخـو العلم الذي يُعنى بـه
واهجـر لـه طيب الرقــاد وعبّسِ فاجعل لنفسك منه حظا وافـرا
كنت أنت الرئيس وفخر ذاك المجلس فلعل يوما إن حضرت بمجلس
***






قافية الصاد
شهــادة حــق
وأشهد أن الـبعـث حـق وأخـلص شهدت بأن الله لا رب غيــره
وفعل زكي قــد يـزيـد وينقـص وأن عرى الإيمان قول مبيــن
وكان أبو حفص على الخير يحرص وأن أبـا بكــر خليفـة ربـه
وأن عـليـا فـضـلـه مـتخصص وأًُشهـد ربي أن عثمان فاضل
لحى الله مـن إيـاهــم يـتنقـص أئمـة قـوم يهتدى بهداهــم
نور الله لا يهدى لعاص
فأرشدني إلى ترك المعاصي شكوت إلى وكيع سوء حفظي
ونور الله لا يهـدى لعـاص وأخـبرني بأن العـلم نــور
***



قافية الضاد
عادة الأيام
وقد ملكت أيديكم البسط والقبضا إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضي
وعضتكم الدنيـا بأنيابها عضــا فماذا يرجَّى مـنكم إن عـزلتــم
ومن عادة الأيام تسترجع القرضا وتسترجـع الأيـام ما وهبتكــم
يا راكبــا
واهتف بقـاعد خيفها والناهض يا راكبـا قف بالمحصب من منى
فيضا كملتطم الفرات الفـائض سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى
فليشهد الثقــلان أني رافضي إن كان رفضا حب آل محمــد
***




قافية العيـن
أحب الصالحين
لعلّي أن أنال بهـم شفاعـة أحب الصالحين ولست منهم
ولو كنا سـواء في البضاعة وأكره مَن تجارته المعاصي
فن النصيحة
وجنبني النصيحة في الجماعة تعمَّدني بنصحك في انفرادي
من التوبيخ لا أرضى استماعه فإن النصح بين الناس نـوع
فلا تجزع إذا لم تعط طاعـة وإن خالفتني وعصيت قولي
الاشتغال بعيوب النفس عن عيوب الآخرين
أشغله عن عيوب غيره ورعه المرء إن كان عاقلا ورعا
عن وجع الناس كلهم وجعـه كما العليل السقيم أشغـله
لمن نعطي رأينا
فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه ولا تعطين الرأي من لا يريده
الحب الصادق
هذا محال في القياس بديـع تعصي الإله وأنت تظهر حبه
إن المحب لمن يحب مطيـع لو كان حبك صادقا لأطعتـه
منه وأنت لشكر ذاك مضيع في كل يوم يبتديك بنعمــة
الذل في الطمع
حـسبي بعلمي إن نـفــع
ما الــذل إلا في الطمــع
من راقـب الله رجــــع
ما طــار طير وارتفــع
إلا كـما طـار وقــــع
سهام الدعــاء
فأوقعه المقدور أي وقـوع ورب ظلوم قد كفيت بحربــه
وأدعيـة لا تتقى بـدروع فما كان لي الإسلام إلا تعبــدا
سهام دعاء من قِسِّي ركوع وحسبك أن ينجو الظلوم وخلفه
مُنْهلَّة أطرافها بـدمــوع مُريَّشة بالهدب من كل ساهــر
القناعة والطمع
والحـر عبـد إن طمع العبـد حـر إن قنـع
شيء يشين سوى الطمع فاقنـع ولا تقنع فـلا
***


قافية الفـاء
مدَّعي الصداقة
فـدعه ولا تـكثر عليه التأسفــا إذا المرء لم يرعـاك إلا تكلفــا
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفـا ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
ولا كل من صافـيته لك قد صفـا فما كل من تهواه يهــواك قلبـه
فلا خـير في ود يجيء تكلـفــا إذا لم يكن صفو الوداد طبيعــة
ويلقاه من بعد الـمـودة بالجفــا ولا خـير في خـل يخـون خليله
ويظهر سرا كان بالأمس قد خفــا وينكر عيشا قد تقـادم عهــده
صديق صدوق صادق الوعد منصفا سلام على الدنيا إذا لم يكن بهـا
كيف الوصول؟
قلل الجبـال ودونهن حتـوف كيف الوصول إلى سعاد ودونها
والكف صفر والطريق مخوف والرجل حافيـة ولا لي مركب
وسعاد هي رمز للمحبوب.. والحب الأكبر هو حب الله.. ويا شقاء من لم ينل رضا ر به عز وجل
الذباب والعقاب
وجنى الذباب الشهد وهو ضعيف أكل العقاب بقوة جيف الفلا
ذئاب في ثياب متنسكين
وإذا خلو فهم ذئاب خراف ودع الذين إذا أتوك تنسكوا
***
قافية القاف
فضل التغرب
ولا تكن من فراق الأهل في حرق ارحل بنفسك من أرض تضام بها
وفي التغرب محمول على العنـق فالعنبر الخام روث في موطنــه
في أرضه وهو مرمى على الطرق والكحل نوع من الأحجار تنظـره
فصار يحمل بين الجفن والحـدق لما تغرب حاز الفضل أجمعــه
أيهما ألذ؟
من وصل غانية وطيب عنــاق سهـري لتنقيـح العلوم الذ لي
أحلى مـن الدّّوْكـاء والعشــاق وصرير أقلامي على صفحاتها
نقري لألقي الـرمل عـن أوراقي وألذ من نقر الفتـاة لدفهــا
في الدرس أشهى من مدامة ساق وتمايلي طربـا لحل عويصـة
نومـا وتبغي بعـد ذاك لحــاقي وأبيت سهـران الدجى وتبيته
دليل على القضاء وحكمه
عودا فأثـمر في يديه فصــدق فإذا سمعت بأن مجدودا حــوى
ماء ليشـربه فغـاض فحـقـق وإذا سمعت بأن محـرومـا أتى
بنجوم أقطــار السـمـاء تَعلُّقي لو كان بالحـيل الـغنى لوجدتني
ضدان مفترقــان أي تفــرق لكن من رُزق الحجـا حُرم الغنى
ذو همة يُبلـى بـرزق ضيــق وأحق خلـق الله بِالْهمِّ امــرؤ
بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق ومن الدليل على القضاء وحكمه
أجرا ولا حمــدا لغير موفــق إن الـذي رزق الـيسار فلم ينل
والجــد يفـتح كل باب مغلـق والجد يدني كل أمر شــاسـع

حفظ الأسرار
ولا عليه غـيـره فهو أحمــق إذا المرء أفشى سره بلسانـه
فصدْرُ الذي يستودع السر أضيق إذا ضاق المرء عن سر نفسه
ماذا بقي من أخلاق الناس؟
شوك إذا لمسوا، زهر إذا رمقوا لم يبق في الناس إلا المكر والملق
فكن جحيما لعل الشوك يحتـرق فإن دعتك ضرورات لعشرتهــم
مشاعر الغريب
وخضوع مديون وذلة موثق إن الغريب له مخافة سارق
ففؤاده كجنــاح طير خافق فإذا تذكر أهـلـه وبـلاده
التوكل على الله
وأيقنـت أن الله لا شك رازقي توكلت في رزقي على الله خـالقي
ولو كان في قاع البحار العوامق وما يك من رزقي فليـس يفوتني
ولو لم يكن مني اللسـان بناطق سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه
وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق ففي أي شيء تذهب النفس حسرة
هل يرتبط الرزق بالعقل
لما ظفرت من الدنيا بمرزوق لو كنت بالعقل تعطى ما تريد إذن
فلست أول مجنـون ومرزوق رزقت مالا على جهل فعشت بـه
العلم رفيق نافع
قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق علمي معي حـيثمــا يممت ينفعني
أو كنت في السوق كان العلم في السوق إن كنت في البيت كان العلم فيه معي
الصديق الجاهل
ومن البر ما يكون عقوقا رام نفعا فضر من غير قصد
***






قافية الكاف
القناعة رأس الغنى
فصرت بأذيالها ممتســك رأيت القناعة رأس الغنى
ولا ذا يراني به منهمــك فلا ذا يراني على بابـه
أمر على الناس شبه الملك فصرت غنيا بلا درهـم
تول أمورك بنفسك
فتـول أنت جميع أمرك ما حك جلدك مثل ظفرك
فاقصد لمعترف بفضلك وإذا قصدت لحـاجــة
فتنة عظيمة
وأكبر منه جـاهل متنسك فســاد كبيـر عالم متهتك
لمن بهما في دينه يتمسك هما فتنة في العالمين عظيمة
***


قافية اللام
المثل الأعلى
ليس الفقيه بنطقه ومقالـه إن الفقيـه هو الفقيـه بفعلـه
ليس الرئيس بقومه ورجاله وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه
ليس الغني بملكه وبمالــه وكذا الغني هو الغني بحالــه
صن النفس عما يشينها
تعش سالما والقول فيك جميـل صن النفس واحملها على ما يزينهـا
نبا بك دهـرا أو جفـاك خليـل ولا تـوليـن النـاس إلا تجـمــلا
عسى نكبات الدهـر عنك تزول وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد
إذا الريح مالت، مال حيث تميل ولا خير في ود امــرئ متـلـون
ولكـنهم في النائبـات قليــل وما أكثر الإخوان حيـن تعـدهــم
تواضع العلماء
آراني نقص عقلي كلما أدبني الدهــر
زادني علما بجهلي وإذا ما ازددت علما
دعوة إلى التعلم
ولي أخو علم كمن هو جاهـل تعلم فلي المرء يولد عالـمــا
صغير إذا التفت عليه الجحافل وإن كبير القوم لا علم عـنـده
كبير إذا ردت إليه المحـافـل وإن صغير القوم إن كان عالما
إدراك الحكمة ونيل العلم
يكدح في مصلحة الأهـل لا يدرك الحكمة من عمره
خال من الأفكار والشغـل ولا ينــال العلم إلا فتى
سارت به الركبان بالفضل لو أن لقمان الحكيم الذي
فرق بين التبن والبقــل بُلي بفقر وعـيـال لمـا
أبواب الملوك
فلا يكن لك في أبوابهم ظــل إن الملوك بـلاء حيثما حـلـوا
جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا ماذا تؤمل من قوم إذا غضبـوا
إن الوقوف على أبوابهــم ذل فاستعن بالله عن أبوابهم كرمـا
حب أبي بكر وعلي رضي الله عنهما
روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل إذا نحن فضلنـا عليـا فإننــا
رميت بنصب عند ذكري للفضــل وفضل أبي بكر إذا ما ذكرتــه
بحبيهما حتى أوسـد في الرمــل فلا زلت ذا رفض ونصب كلاهما
آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم
فرض من الله في القرآن أنزله يا آل بيت رسول الله حبكم
من لم يصل عليكم لا صلاة له يكفيكم من عظيم الفخر أنكم
إحداث البدع
في الدين بالرأي لم يبعث بها الرسل لم يفتأ الناس حتى أحدثوا بدعا
وفي الذي حملوا من حقـه شغــل حتى استخف بحق الله أكثرهـم
علو الذكر
حتى يزين بالذي لم يفعــل المرء يحظى ثم يعلو ذكــره
يشقى ويُنْحلُ كل ما لم يعمل وترى الشقي إذا تكامل عيبه
المعاملة بالمثل
إذا شئت لا قيت امرأ لا أُشاكله وأنزلني طول النوى دار غربة
ولو كان ذا عقل لكنت أعاقلـه أحامقه حتـى يقـال سجيــه
حاسد النعمة
مداراته عزت وعز منالهـا وداريت كل الناس لكن حاسدي
إذا كان لا يرضيه إلا زوالها وكيف يداري المرء حاسد نعمة
الفضل للذي يتفضل
وما الفضل إلا للذي يتفضل على كل حال أنت بالفضل آخذ
ذل الحياة وهول الممات
كلا وجدناه طعـما وبيــلا ذل الحياة وهول الممات
فمشيا إلى الموت مشيا جميلا فإن كان لا بد إحداهمـا
***

قافية الميم
فضل العلم
ولو ولدته آبــاء لئــام رأيت العلـم صاحبه كريــم
يُعَظِّمَ أمره القوم الكــرام وليس يــزال يرفعه إلى أن
كراعي الضأن تتبعه السوام ويتبعـونـه في كل حــال
ولا عرف الحلال ولا الحرام فلولا العلم ما سعدت رجـال
المهلكات الثلاث
وداعية الصحيح إلى السقام ثلاث هن مهلكة الأنـام
وإدخال الطعام على الطعـام دوام مُدامة ودوام وطء
العلم بين المنح والمنع
وأنظم منثورا لراعية الغنـم أأنثر درا بين سارحة البهــم
فلست مُضيعا فيهم غرر الكلم لعمري لئن ضُيعت في شر بلدة
وصادفت أهلا للعلوم والحكـم لئن سهل الله العزيز بلطفــه
وإلا فمكنون لدي ومُكْتتـــم بثثت مفيدا واستفدت ودادهـم
ومن منع المستوجبين فقد ظلم ومن منح الجهال علما أضاعـه
عفُّوا تعفّ نساؤكم
وتجنبوا ما لا يليق بمسلـم عفوا تعف نساؤكم في المحرم
كان الزنا من أهل بيتك فاعلم إن الزنا دين فإن أقرضتــه


الجود بالموجود
على الجوع كشحا والحشا يتألم أجود بموجود ولو بت طاويــا
ليخفاهم حـالي وإني لمعــدم وأظهر أسباب الغنى بين رفقتي
حقيقا فإن الله بالحال أعـلــم وبيني وبين الله أشكـو فـاقتي

كما تدين تدان
سبل المودة عشت غير مكرم يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا
ما كنت هتاكا لحرمة مسلـم لو كنت حرا من سلالة ماجد
إن كنت يا هذا لبيبـا فافهـم من يَزْنِ يُزْنَ به ولو بجداره

أنا عند رأيي
ولقد كفاك معلمي تعليمي ولقد بلوتك وابتليت خليقتي

مناجــاة
بمخفي سر لا أحيط به علمــا بموقف ذلي دون عـزتك العظمـى
بمد يدي استمطر الجود والرحمى بـإطراق رأسي باعـترافي بذلتـي
لعزتها يستغرق النثر والنظمــا بأسمائك الحسنى التي بعض وصفها
بمن كان مكنونا فعُرف بالأسمـا بعهد قديـم من ألسـت بـربكــم؟
محبا شرابا لا يضام ولا يظمــا أذقنا شراب الأنس يا من إذا سقـى

الرغبة في عفو الله
وإن كنتُ يا ذا المن والجود مجرما إليك إلـه الخلـق أرفــع رغبتي
جعلت الرجـا مني لعفوك سلمــا ولما قسـا قلبي وضـاقت مذاهبي
بعفوك ربي كان عـفوك أعظمــا تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنتــه
تـجـود وتعـفو منة وتكرمـــا فما زلتَ ذا عفو عن الذنب لم تزل
فكيف وقد أغوى صفيك آدمـــا فلولاك لـم يصمـد لإبلـيس عابد
أهنـــا؟ وأمـا للسعير فأندمــا فياليت شعــري هل أصير لجنة
تفيض لفرط الوجد أجفانه دمـــا فلله در العـــارف الـنـدب إنه
على نفسه من شدة الخوف مأتمـا يقيـم إذا مـا الليل مد ظلامــه
وفيما سواه في الورى كان أعجمـا فصيحا إذا ما كـان في ذكـر ربه
وما كان فيها بالجهـالة أجرمـــا ويذكر أيامـا مضـت من شبابـه
أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلمـا فصار قرين الهم طول نهـــاره
كفى بك للراجـيـن سؤلا ومغنمـا يقول: حبيبي أنـت سؤلي وبغيتي
ولا زلت منـانـا عليّ ومنعـمــا ألـست الذي غذيتني وهــديتني
ويستر أوزاري ومـا قـد تقدمــا عسى من لـه الإحسان يغفر زلتي
ولولا الرضـا ما كنت يارب منعمـا تعاظمني ذنبـي فأقبلت خاشعــا
ظلوم غشــوم لا يـزايـل مأتمـا فإن تعف عني تعف عـن متمرد
ولو أدخلوا نفسي بجــرم جهنمـا فإن تنتـقـم مني فلست بآيـس
وعفوك يأتي العبد أعلى وأجسمــا فجرمي عظيم من قديم وحــادث
ونور من الرحمن يفترش السمــا حوالي َّ فضل الله من كل جانـب
إذا قارب البـشرى وجاز إلى الحمى وفي القلب إشراق المحب بوصله
يطالعني في ظلـمـة القبر أنجمــا حوالي إينــاس من الله وحـده
وأحفظ عـهد الـحب أن يتثلمــا أصون ودادي أن يدنسـه الهوى
تلاحـق خـطوى نـشوة وترنمـا ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى
ومن يرجه هـيهات أن يتندمـــا ومن يعتصم بالله يسلم من الورى
من فضل العلم
أن يجعل الناس كلهم خدمــه العلم من فضله لمن خدمه
يصون في الناس عرضه ودمه فواجب صونه عليه كمـا
بجهله غـير أهـلـه ظلمــه فمن حوى العلم ثم أودعه
استعارة الكتب
قل للذي لم تر عينا من رآه مثله
ومن كان من رآه قد رأى من قبله
لأن ما يجنـه فاق الكـمال كلـه
العلم ينهى أهله أن يمنعوه أهلـه
لعله يبـذله لأهـلـه لعـلــه[ الشريف على محمود محمد على /size]
[/
[/b
]color]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 8 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط