موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: على سفح المقطم والحكم العطائية ( ابن عطاء الله )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 17, 2012 11:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6115
[color=#7f0041] إبن عطاء الله السكندرى
************
***********
هو الشيخ الإمام تاج الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء السكندرى الجذامى نسبا المالكى مذهبا الشاذلى طريقة ، وهو من أصل عربى فأجداده من الجذاميين من قبيلة كهلان التى ينتهى نسبها إلى بنى يعرب بن قحطان من العرب.
ولد بن عطاء بمدينة الأسكندرية حيث كانت تقيم أسرته وكان جده يشتغل بالتدريس .
ويقول الدكتور التفتازانى إن مولده بين سنتى 658هـ - 679هـ وقد تتلمذ ابن عطاء على يد أشهر فقهاء الأسكندرية فى ذلك العصر وهو الفقيه ناصر الدين الدين المنبر الجذامى الاسكندرى إذ كانت الاسكندرية فى ذلك العصر مركزا هاما من المراكز العلمية بمصر وكان والده معاصرا للشيخ أبى الحسن الشاذلى مؤسس الطريقة الشاذلية .
وفى كتب التراجم قسم حياة بن عطاء الله إلى ثلاثة أقسام أولها: أمضاه مدينة الاسكندرية طالبا لعلوم عصره الدينية من تفسير وحديث وفقه وأصول ونحو
والثانى : من حياته سنة 674هـ عند التقائه بأبى العباس المرسى واصطحابه له وينتهى بحضوره إلى القاهرة ومما هو جدير بالذكر أن أبن عظاء الله لم ينقطع عن طلب العلم بسلوكه كريق الصوفية .
والثالث : من حياته يبدأ من وقت أرتحاله من الأسكندرية ليقيم بالقاهرة وينتهى بوفاته سنة 709 هـ .
يقول الإمام الغزالى فى كتابه أحياء علوم الدين :
=========================
والذين يستندون فى هذا المسلك إلى أساس من اعتزال النبى صلى الله عليه وسلم وتعبده بغار حراء قبل نزول الوحى حتى صفت نفسه وتهيأ لنور النبوة والعزل عند ابن عطاء الله تعنى الأنقطاع المعنوى لا الحقيقى عن الخلق بحيث يكون السالك مراقب نفسه على الدوام ومحازرا أن يشغل ذهنه بالعالم فإذا أحكم الصوفى عزلته وألفت نفسه الوحدة دخل الخلوة ويعرف الخلوة بأنها وسيلة للوصول إلى سر الخلق فهى تبتل إلى الله وانقطاع عن غيره تعالى .
لقد أصبح ابن عطاء الله بعد وفاة شيخه أبى العباس المرسى سنة 686هـ هو القائم على طريقته والداعى لها هذا بالاضافة إلى قيامه بالتدريس بمدينة الأسكندرية فلما رحل للقاهرة اشتغل بالتدريس واعظ
من كراماته رضى الله عنه :
==============
ولكى ولى كرامة تسنت له فقد ذكره الإمام عبد الوهاب الشعرانى فى طبقاته الكبرى بعض الكرامات التى تنسب إلى ابن عطاء وعددها دال على منزلته كصوفى كامل واصل إلى الله .
فيروى بن حجر العسقلانى :
==============
إن ثلاثة قصدوا محله فقال أحدهم لو سلمت من العائلة لتجردت ، وقال الآخر أنا أصلى واصوم ولا أجد من الصلاح ذرة ، فقال الثالث أن صلاتى ما ترضينى فكيف ترضى ربى . فلما حضروا مجلسه قال فى غثناء كلامه ومن الناس من يقول كذا وكذا وأعاد كلامهم بعينه .
وبقول المناوى فى الكواكب الدرية :
===================
واقعتين أخرتيين خارقتيين للعادة وعدهما من قبيل الكرامات ،
الأولـــى : أن الشيخ الكمال الهمام زار قبره فقرأعنده سورة هود حتى وصل إلى قوله تعالى ( فمنهم شقى وسعيد ) فأجابه ابن عطاء الله من القبر بصوت عال يا كمال ليس فينا شقى ، فاوصى أن يدفن بجواره .
والثانية : ان رجلا من تلاميذ ابن عطاء الله حج فرأى الشيخ ابن عطاء الله فى المطاف وخلف المقام وفى السعى وفى عرفة فلما رجع سأل عن الشيخ هل خرج من البلد فى غيبته فى البلاد الحجازية قالوا: لا فدخل إليه وسلم عليه فقال له من رأيت فى سفرك من الرجال ؟ قال يا سيدى رأيتك ، فتبسم وقال الرجل الكبير يملأ الكون لودعى القطب من حجر الأحباب
ويقول السخاوى فى تحفة الأحباب وبغية الطلاب :
======================
العالم القطب عطاء الله السكندرى : هو الشيخ الإمام العالم القطب الارف بالله تعالى الشيخ تاج الدين أبو الفضل أحمد بن عطاء الله السكندرى المالكى الشاذلى وهو تلميد أبى العباس المرسى وتلميذ الشيخ أبى الحسن الشاذلى وتلميذ عبد السلام مشيش وتلميذ الشيخ عبد الرحمن العطار رضى الله تعالى عنهم أجمعين وهو من كبار مشايخ الشاذلية وله كتب ومصنفات وله الديوان المشهور وله ذرية لاقية ومسجده معروف بالقاهرة بخط الجامع الأزهر ومناقبه مشهور ويضيق الوقت من وصفها .

ويقول بعض الكتاب والمعاصرين عنه الأتى :
========================
سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه
نسبه
هو تاج الدين سيدي أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الحمن بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاء الله الجذامي نسباً المالكي مذهباً الاسكندري داراً القرافي مزاراً الصوفي حقيقة الشاذلي طريقة أعجوبة زمانه ونخبة عصره وأوانه الجامع لأنواع العلوم من تفسير وحديث وفقه وتصوف ونحو وأصول وغير ذلك قطب العارفين وترجمان الواصلين ومرشد السالكين رضي الله عنه وأرضاه .
سلوكه طريق أهل الله
كان رضي الله عنه في أول حاله منكراً على أهل التصوف حتى أنه كان يقول : من قال أن هنالك علماً غير الذي بأيدينا فقد افترى على الله عز وجل ولكن بعد أن سلك على يد أهل الصوفية وعرف مقامهم قال : كنت أضحك على نفسي في هذا الكلام .
قال رضي الله عنه في كتابه لطائف المنن : جرت بيني وبين أحد أصحاب سيدي أبو العباس المرسي رضي الله عنه قبل صحبتي له وقلت لذلك الرجل : ليس إلا أهل العلم الظاهر وهؤلاء القوم يدّعون أموراً عظيمة وظاهر الشرع يأباها ، قال رحمه الله وسبب اجتماعي به أن قلت في نفسي بعد أن جرت تلك الخصومة : دعني أذهب أنظر إلى هذ الرجل فصاحب الحق له أمارات . قال فأتيته فوجدته يتكلم في الأنفاس التي أمر الشارع بها فأذهب الله ما كان عندي وصار رحمه الله من خواص أصحابه ولازمه اثني عشر عاماً حتى أشرقت أنواره عليه وصار من صدور المقربين .
كان رحمه الله ونفعنا بأسراره متكلماً على طريق أهل التصوف واعظاً انتفع به خلق كثير وسلكوا طريقه قال له مرة شيخه سيدي أبو العباس المرسي رضي الله عنه إلزم فوالله لئن لزمت لتكونن مفتياً في المذهبين - يريد مذهب أهل الشريعة ومذهب أهل الحقيقة – ثم قال والله لا يموت هذا الشاب حتى يكون داعياً إلى الله وموصلاً إلى الله والله ليكونن لك شأن عظيم والله ليكونن لك شأن عظيم والله ليكونن لك كذا وكذا فكان كما أخبر
من كراماته رضي الله عنه أن رجلاً من تلامذته حج فرأى الشيخ في المطاف وخلف المقام وفي المسعى وفي عرفة . فلما رجع سأل عن الشيخ هل خرج من البلد في غيبته في الحج فقالوا لا ، فدخل وسلم على الشيخ فقال له سيدي بن عطاء الله رضي الله عنه من رأيت في الحج في سفرتك هذه من الرجال فقال الرجل يا سيدي رأيتك . فتبسم وقال : الرجل الكبير يملأ الكون ومن كراماته رضي الله عنه أن الكمال بن الهمام رضي الله عنه الفقيه المحدث زار قبره فقرأ عنده سورة هود حتى وصل إلى قوله تعالى ( فمنهم شقي وسعيد ) فأجابه من القبر سيدي ابن عطاء الله بصوت عال : يا كمال ليس فينا شقي . فأوصى الكمال بن الهمام رضي الله عنه أن يدفن هناك .
مؤلفاته
وله مؤلفات كثيرة رحمه الله تعالى ومتداولة سارت بذكرها الركبان منها الحكم العطائية التي أفرد كثير من العلماء كتبهم في تفسير تلك الحكم ذات العبارات الرائقة والمعاني الحسنة الفائقة قصد فيها إيضاح طريق العارفين والموحدين وتبيين مناهج السالكين حتى قالوا في حق الحكم العطائية كادت أن تكون الحكم قرآناً يتلى ، ومن كتبه رضي الله عنه التنوير ومفتاح الفلاح وتاج العروس وعنوان التوفيق في آداب الطريق – شرح بها قصيدة الغوث أبو مدين – ومن كتبه القول المجرد في الاسم الفرد
توفي رضي الله عنه بالمدرسة المنصورية بمصر سنة /709/هجرية ودفن بمقبرة المقطم بسفح الجبل بزاويته التي كان يتعبد فيها ومقامه يزار يتوسل به الصالحون ويتبرك فيه الصغير والكبير

قال رحمه الله:
- تشَوُّفُك إلى ما بَطُنَ فيك من العيوب خيرٌ مِن تشوُّفِك إلى ما حُجِبَ عنك من الغيوب.
- الحقُّ ليسَ بمحجوب,وإنما المحجوب أنتَ عن النظرِ إليه,إذ لو حَجبهُ شيءٌ لستره ما يحجبه,ولو كان له ساترٌ لكان لوجوده حاصر,وكلُّ حاصرٍ لشيءٍ فهو له قاهرٌ, "وهوَ القَاهِرُُ فَوْقَ عِبَادِه".
- إذا لم تُحْسِن ظنَّكَ به-أي:بالله-لأجل حُسنِ وصْفِه,فَحَسِّن ظنَّك بهِ لأجل معاملته معك , فهل عَوَّدَكَ إلاَّ حسنًا؟ وهل أسدى إليك إلاَّ مِنَنًا؟.
- خَفْ من وجودِ احسانهِ إليك ودوامِ إساءتِك معهُ أنْ يكون ذلك استدراجًا لك," سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيثُ لاَ يَعْلَمُون".
- من علامات موت القلب:عدمُ الحزنِ على ما فاتك من الموافقات,وترك الندم على ما فعلتَهُ من وجود الزلاَّت.
- لا يعظُمُ الذنبُ عندك عظمة ًتصدُّك عن حسنِ الظنِّ بالله تعالى, فإنَّ مَن عرفَ ربَّهُ استصغرَ في جنبِ كرمِهِ ذنبَه.
- اجتهادُك فيما ضُمِنَ لك وتقصيرُك فيما طُلِبَ منك دليلٌ على انطِماسِ البصيرةِ منك.
- ما نفَعَ القلبَ شيءٌ مثل عُزلةٍ,يدخلُ بها ميدان فكرة.
- ما بَسَقتْ أغصانُ ذلٍّ إلاَّ على بذرِ طمَع.
- مَن لم يشكر النِعمَ فقد تعرَّضَ لزوالها, ومن شكرها فقد قيَّدها بعِقالها.
- مَن رأيتَهُ مُجيبًا عن كلِّ ما سُئلَ, ومُعبِّرًا عن كلِّ ما شهِد,وذاكِرًا كلَّ ما علِم, فاستدل بذلك على وجودِ جهلِه.
نبذة وتنبيه
======
ولد ابن عطاء الله(واسمه:أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله) بمدينة الإسكندرية بمصر حيث كانت تقيم أسرته,وحيث كان جده مشتغلاً بتدريس الفقه على المذهب المالكي,فنشأ ابن عطاء الله كجده فقيهاً مشغلاً بالعلوم الشرعية وكان يطمح إلى بلوغ منزلة جده,كما لازم بعد ذلك أبا العباس المرسي ملازمة تامة وأخذ عنه التصوف,ولما رحل إلى القاهرة كان يدرس في الأزهر العلوم الشرعية من فقهٍ وحديثٍ وغيرها إلى جانب تدريسه للتصوف ووعظه لعامة الناس,ويمكن القول بأنَّ تصوفه تصوفٌ إسلامي سُنِّي بعيدٌ عن الشطحات الصوفية والتخبطات التي يبرأ منها الدين,وذلك لأنه لم يتأثر بالآراء والمعتقدات والفلسفات الأجنبية التي ذهبت بكثير من المتصوفين كل مذهب حتى أتوا بأفكارٍ وأقوالٍ يبرأ منها الإسلام,وذلك لأنه عاش في مصر حيث كانت السيادة لمذهب أهل السنة. قال عنه تاج الدين السبكي في كتابه (طبقات الشافعية):"إنه كان إمامًا عارفًا صاحب إشارات وكرامات وإن له قدمًا راسخًا في التصوف". وقال عنه صاحب الديباج المذهب:"كان جامعًا لأنواع العلوم من تفسير وحديث وفقه ونحو وأصول وغير ذلك,وكان رحمه الله متكلماً على طريق التصوف,واعظًا انتفع به خلقٌ كثير" وذكر السيوطي أن طريقته لم يكن بها أدنى عوج.
تنبيه:لا يظن أحدٌ أنني بإيرادي هذه الحِكم أميل إلى التصوف, كلاَّ, فوالله ما نرضي بكتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم والأئمة المعتبرين كالشافعي وأحمد أبو حنيفة ومالك وعلماء الحديث بديلاً, ولكنَّ الإسلام علمنا الإنصاف والعدل في كل شيءٍ, فلا مانع من أن نأخذ من حسنات الناس-أيًا كانوا- ونترك سيئاتهم فالرسول-صلى الله عليه وسلم – يقول:"الحكمة ُضالةُ المؤمن, أنَّى وجدها فهو أحقُّ بها" بل في صحيح البخاري أن أبا هريرة قد جعله الرسول صلى الله عليه وسلم على صدقة الفطر فجاءه شيطان في صورة رجل وسرق من تمر الصدقة,ثلاثة أيام, وفي اليوم الأخير قال لأبى هريرة:أتركني وسأعلمك كلمات ينفعك الله بها,فعلَّمه(إذا أويت إلى فراشك فاقرأ:الله لا إله إلا هو الحي القيوم-آية الكرسي-فإنه لا يزال عليك من الله حافظ حتى تُصبح) فأقرَّه الرسول على ذلك القول فقال(صدقك وهو كذوب) فهذا الحديث يعلمنا قبول الحق من قائله وإن كان شيطانًا(جنيًّا).
1. بسم الله الرحمن الرحيم
الحكمة رقم 6 :

لا يَكُن تأخُّرُ أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجباً ليأسك ؛ فهو ضَمِنَ لك الإجابة فيما يختاره لك ، لا فيما تختاره لِنَفسك ، وفي الوقت الذي يُريد ، لا في الوقت الذي تُريد .

شرح الحكمة رقم 6 :

أي : لايكُن تأخر وقت العطاء المطلوب مع الإلحاح ، أي : المُداومة في الدعاء موجباً ليأسك من إجابة الدعاء ، فهو سبحانه ضَمِنَ لك الإجابة بقوله : { ادعوني أستجب لكم } فيما يختاره لك ، لا فيما تختاره لنفسك ، فإنه أعلم بما يَصْلُحُ لك منك ، فربما طلبت شيئاً كان الأولى لك منعه عنك ، فيكون المنع عين العطاء ، كما قال المصنف فيما يأتي : ربما منعك فأعطاك ، وربما أعطاك فمنعك . يشهد ذلك من تَحَقَّقَّ بمقام : { وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلمُ و أنتم لا تعلمون } ، ولذا قال بعض العارفين : ومَنعُكَ في االتحقيق ذا عينُ إعطائي .

وكذلك ضَمِن لك الإجابة في الوقت الذي يُريد ، لا في الوقت الذي تريد ، فَكُن مُوسَويَّ الصبر ، فإن الصبر وعدم الاستعجال أولى بالعبيد . ألا ترى أن موسى كان يدعو على فرعون وقومه ، وهارون يُؤَمِّن على قوله : { ربنا اطمس على أموالهم } إلى آخر ما قص الله في كتابه المكنون ، وبعد أربعين سنة حصل المدعوُّ به ، وقال : { قد أجيبت دعوتكما فاستقيما و لاتَتَّبعَانِّ سبيل الذين لا يعلمون } . وفي الحديث : (( إنَّ الله يُحبُّ الملحين في الدعاء )) .

وورد : أن العبد الصالح إذا دعا الله تعالى قال جبريل : يا رب عبدك فلان اقض حاجته ، فيقول : (( دَعُوا عَبْدِي فإني أحب أن أسمعَ صوته )) . فَقُم بما أمركَ الله به من الدعاء ، وسَلِّم له مراده فربما أجابك ، وادَّخر لك بدل مطلوبك ما تنال به الحسنى و زيادة .
ترجمة سيدي بن عطاء الله السكندري :

هو أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عيسي بن عطاء الله السكندري، أحد أركَان الطريقة الطريقة الشاذلية الصوفية التي أسسها الشيخ أبو الحسن الشاذلي 1248 وخَلِيفتُه أبو العبَاس المرسي 1287

وَفد أجداده المَنسوبون إلى قَبيلةِ جذَام، إلى مصر بعد الْفتح الإسلامي واستوطنوا الإسكندرية حيث ولد ابن عطَاء الله حَوالي سنة 1260 ونَشأ كجدهِ لوَالده الّشيخ أبى مُحمد عبد الْكريم بن عطَاء الله، فَقيهاً يَشتغلُ بالعُلومِ الشَرعية حيث تلقي منذ صباه العَلوم الدينية والشرعية واللغوية، وكان في هذا الطَور الأول من حيَاتِه ينُكر على الصوفية إنكارا شَديداً تعصباً منه لعلومِ الفقهَاءِ. فما أن صحب شيخه أبو العباس المرسي 1286 واستمع إليه بالإسكندرية حتى أعجب به إعجَأباً شديداً وأخذ عنه طريق الصوفية وأصبح من أوَائل مُريديه. حيث تَدرج ابن عطَاء في منَازلِ الْعلم والمَعرفةِ حتى تَنبأ له الشيخ أبو العبَاس يوماً فقَال له: (الزم، فو الله لئن لزمت لتكونن مُفتياً في الْمذهبين) يَقصدُ مَذهب أهل الحَقيقة وأهل العلم البَاطن.

أخذ عن ابن عطاء الله بعد ذلك الكثير من التلامذةِ منهم ابن المبلق السكندري، و تَقي الدين السبكى شيخ الشَافعية، وتوفي ابن عطاء ودفن بالقَاهرةِ عَام 1309. ولا يزال قَبره مَوجوداً إلى الآن بجبَانة سيدي على أبو الوفاء تحت جبل المُقطمِمن الجهةِ الْشرقية لجبَانة الإمام الليث. ترك ابن عطَاء الكثير من المُصَنفات و الكُتب منها ما نسيه الزمن وغمرته ريَاح السَنون، لكن أبرز ما بقي له:
لطَائف المنن، في منَاقبِ الشيخ أبى العباس وشيخه أبى الحسن
القصد المُجرد في مَعرفةِ الاسم المُفرد
عنوانُ التوفيقُ
تَاجُ العروسُ الحاوى لتهذيب النفوس
مفتاحُ الفلاحُ، ومصبَاحُ الأرواح
الحَكم العطَائية، وهي أهم ما كتبه وقد حظيت بقبول وانتشَار كبير ولا يزال بعضها يُدرس في بعض كُليات جامعة الأزهر، كما تَرجم المُستشرق الانجليزى آرثر اربري الكثير منها إلى الانجليزيه، وترجم الأسبانى ميجيل بلاسيوس فَقرات كثيرة منها مع شرح الرندى عليها.
"ملاحظة "
إبن عطاء الله هو أحد شيوخ الولي الصالح سيدي عبد القادر بن محمد ، وفقا لسلسلة الطريقة الشيخية ، حيث يقول في قصيدته الياقوت :
عـــن ابـــن عـطــاء الله بــحــر عـلـومـنـا *** عــن المـرتـضـى الـمـرسـي أحـمــد حـلــة
مــعـــارف مــنـــه لــلـــورى ومـــواهـــب *** فــحــاز بــهــا مــجــد الــعــلى والـجـلالــة
إلـى الشاذلـي السامـي أبـي الحسـن iالـذي *** بحـوز الكمـال أضحـى بحـر الحقيقـة
إلى آخر القصيدة_______________________________________
قال الشيخ المحقق الإمام أبو الفضل تاج الدين أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندري
======================================================
1- من علامة الاعتماد على العمل، نقصان الرجاء عند نزول الزلل.
2- إرادتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية، و إرادتك الأسباب مع إقامة الله في التجريد انحطاط عن الهمة العليــة.
3- سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار.
4- أرح نفسك من التدبير، فما قام به غيرك لا تقم به لنفسك.
5- اجتهادك فيما ضمن لك و تقصيرك فيما طلب منك، دليل على انطماس البصيرة منك.
6- لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجبا ليأسك، فهو ضمن لك الإجابة، فيما يختاره لك، لا فيما تختاره لنفسك، و في الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد.
7- لا يشككنك في الوعد عدم وقوع الموعود، و إن تعين زمنه، لئلا يكون ذلك قدحا في بصيرتك و إخمادا لنور سريرتك.
8- إذا فتح لك وجها من التعرف فلا تبال معها إن قل عملك، فإنه ما فتحها عليك إلا وهو يريد أن يتعرف إليك، ألم تعلم أن التعرف هو مورده عليك، و الأعمال أنت تهديها إليه، و أين ما تهديه إليه مما هو مورده عليك.
9- تنوعت أجناس الأعمال لتنوع واردات الأحوال، و الأعمال صور قائمة، و أرواحها وجود الإخلاص فيها.
10- ادفن وجودك في أرض الخمول، فما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه.
11- ما نفع القلب مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة.
12- كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته، أم كيف يرحل إلى الله و هو مكبل بشهواته، أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله و لم يتطهر من جنابة غفلاته، أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار و هو لم يتب من هفواته.
13- الكون كله ظلمة، و إنما أناره وجود الحق فيه، فمن رأى الكون و لم يشهده فيه، أو عنده، أو قبله أو بعده، فقد أعوزه وجود الأنوار، و حجبت عنه شموس المعارف بسحب الآثار .
14- مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه، كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الذي أظهر كل شيء، كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الذي ظهر بكل شيء، كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الذي ظهر في كل شيء، كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الذي ظهر لكل شيء، كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الظاهر قبل كل شيء، كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو أظهر من كل شيء، كيف يتصور أن يحجبه شيء و لولاه ما كان وجود كل شي.. يا عجبا كيف يظهر الوجود في العدم، أم كيف يثبت الحادث مع من له وصف في القدم.
15- ما ترك من الجهل شيء، من أراد أن يحدث في الوقت غير ما أظهره الله فيه.
16- إحالتك الأعمال على وجود الفراغ من رعونات النفس.
17- لا تطلب منه أن يخرجك من حالة ليستعملك فيما سواها، فلو أراد لاستعملك بغير إخراج.
18- ما أرادت همة سالك أن تقف عندما كشف لها، إلا و نادته هواتف الحقيقة الذي تطلب أمامك، و لا تبرجت ظواهر المكونات إلا و نادتك حقائقها إنما نحن فتنة فلا تكفر.
19- طلبك له اتهام له، و طلبك منه غيبة منك عنه، و طلبك لغيره لقلة حيائك منه، و طلبك من غيره لوجود بعدك عنه.
20- ما من نفس تبديه إلا و له قدر فيك يمضيه.
21- لا تترقب فروغ الأغيار، فإن ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له فيما هو مقيمك فيه.
22- لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار، فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها و واجب نعتها.
23- ما توقف مطلب أنت طالبه بربك، و لا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك.
24- من علامات النجاح في النهايات، الرجوع إليه في البدايات.
25- من أشرقت بدايته أشرقت نهايته.
26- ما استودع في غيب السرائر، ظهر على شهادة الظواهر.
27- شتان بين ما يستدل به و ما يستدل عليه، و المستدل به عرف الحق لأهله فأثبت الأمر من وجود أصله، و الاستدلال عليه من عدم الوصول إليه، و إلا فمتى غاب حتى يستدل عليه، و متى بعد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه.
28- لينفق ذو سعة من سعته،( الواصلون إليه)، و من قدر عليه رزقه، (السائرون إليه).
29- اهتدى الراحلون إليه بأنوار التوجه، و الواصلون لهم أنوار المواجهة، فالأولون للأنوار، و هؤلاء الأنوار لهم، لأنهم لله ، لا لشيء دونه، قل الله، ثم ذرهم في خوضهم يلعبون.
30- تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب خير من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب.
31- الحق ليس محجوب، و إنما المحجوب أنت عن النظر إليه، إذ لو حجبه شيء لستره، ما حجبه، و لو كان له ساتر لكان لوجوده حاصر، و كل حاصر لشيء فهو له قاهر.. و هو القاهر فوق عباده.
32- اخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناقض لعبوديتك، لتكون لنداء الحق مجيبا، و من حضرته قريبا.
33- أصل كل معصية و غفلة الرضا عن النفس، و أصل كل طاعة و يقظة و عفة عدم الرضى منك عنها.
34- و لأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه، فأي علم لعالم يرضى عن نفسه، و أي جهل لجاهل لا يرضى عن نفسه.
35- شعاع البصيرة يشهدك قربه منك، و عين البصيرة تشهدك عدمك لوجوده، و حق البصيرة يشهدك وجوده، لا عدمك و لا وجودك.
36- كان الله و لا شيء معه، و هو الآن على ما عليه كان.
37- لا تتعد نية همتك إلى غيره، فالكريم لا تتخطاه الآمال، و لا ترفعن إلى غيره حاجة هو موردها عليك، فكيف يرفع غيره ما كان هو له واضعا، من كان لا يستطيع أن يرفع حاجة عن نفسه فكيف يكون لها عن غيره رافعا.
38- إن لم تحسن ظنك به لأجل حسن وصفه، فحسن ظنك به لحسن معاملته معك، فهل عودك إلا إحسانا، و هل أسدى إليك إلا مننا.
39- العجب كل العجب ممن يهرب مما لا انفكاك له عنه، و يطلب ما لا بقاء معه، ( فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور ).
40- لا ترحل من كون إلى كون، فتكون كحمار الرحى، يسير و المكان الذي ارتحل إليه هو المكان الذي ارتحل منه، و لكن ارحل من الأكوان إلى المكون، و أن إلى ربك المنتهى، و انظر إلى قوله صلى الله عليه و سلم فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله، و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ، و افهم قوله صلى الله عليه و سلم، و تأمل هذا الأمر إن كنت ذا فهم.
41- لا تصحب من لا ينهضك حاله، و لا يدلك على الله مقاله، ربما كنت مسيئا فأراك الإحسان منك صحبتك إلى من هو أسوأ حالا منك.
42- ما قل عمل برز من قلب زاهد، و لا كثر عمل برز من قلب راغب.
43- حسن الأعمال نتائج الأحوال، و حسن الأحوال من التحق في مقامات الإنزال.
44- لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه، لأن غفلتك من وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره، فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة، و من ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور، و من ذكر مع وجود حظور إلى ذكر مع وجود غيبة عما سوى المذكور، و ما ذلك على الله بعزيز.
45- من علامات موت القلب، عدم الحزن على ما فاتك من الموبقات، و ترك الندم على ما فعلته من الزلات.
46- لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله، فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه.
47- لا صغيرة إذا قابلك عدله، و لا كبيرة إذا قابلك فضله.
48- لا عمل أرجى للقلوب من عمل يغيب عنك شهوده و يحتقر عندك وجوده.
49- إنما أورد عليك الوارد لتكون به عليه واردا، و أورد عليك الوارد ليستسلمك من يد الأغيار و ليحررك من رق الآثار.
50- أورد عليك الوارد ليخرجك من سجن وجودك إلى فضاء شهودك.
51- الأنوار مطايا القلوب، و الأسرار و النور جند القلب، كما أن الظلمة جند النفس، فإذا أراد أن ينصر عبده أمده بجنود الأنوار و قطع عنه مدد الظلم و الأغيار.
52- النور له الكشف، و البصيرة لها الحكم، و القلب له الإقبال و الإدبار.
53- لا تفرحك الطاعة لأنها برزت منك، و افرح بها لأنها برزت من الله إليك، قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا، هو خير مما يجمعون.
54- قطع السائرين إليه و الواصلين إليه عن رؤية أعمالهم و شهود أحوالهم، أما السائرون فلأنهم لم يتحققوا الصدق مع الله فيها، و أما الواصلون فلأنه غيبهم بشهوده عنها.
55- ما بسقت أغصان ذل إلا على بذر طمع.
56- ما قادك شيء مثل الوهم.
57- أنت حر مما أنت عنه آيس، و عبد لما انت له طامع.
58- من لم يقبل على الله بملاطفات الإحسان قيد إليه بسلاسل الامتحان.
59- من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها و من شكرها فقد قيدها بعقالها.
60- خف من وجود إحسانه إليك و دوام إساءتك معه أن يكون ذلك استدراجا لك، سنستدرجهم من حيث لا يعلمون.
61- من جهل المريد أن يسيء الأدب فتتأخر العقوبة عنه، فيقول لو كان هذا سوء أدب لقطع الإمداد و أوجب الإبعاد، فقد يقطع المدد عنه من حيث لا يشعر، و لو لم يكن إلا منع المزيد، و قد يقام مقام البعد و هو لا يدري، و لو لم يكن إلا أن يخليك و ما تريد.
62- إذا رأيت عبدا أقامه الله بوجود الأوراد، و أدامه عليها مع طول الإمداد، فلا تستحقرن ما منحه مولاه، لأنك لم تر عليه سيما العارفين و لا بهجة المحبين، فلولا وارد ما كان ورد.
63- قوم أقامهم الحق لخدمته، و قوم اختصهم بمحبته، كلا نمد، هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك، و ما كان عطاء ربك محظورا.
64- قلما تكون الواردات الإلهية إلا بغتة لئلا يديها العباد بوجود الاستعداد.
65- من رأيته مجيبا عن كل ما سئل، و معبرا عن كل ما شهد، و ذاكرا كل ما علم، فاستدل بذلك على وجود جهله.
66- إنما جعل الدار الآخرة محلا لجزاء عباده المؤمنين، لأن هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم، و لأنه أجلّ أقدارهم عن أن يجازيهم في دار لا بقاء لها.
67- من وجد ثمرة عملها عاجلا فهو دليل على وجود القبول آجلا.
68- إذا أردت أن تعرف قدرك عنده فانظر في ماذا يقيمك.
69- متى رزقك الطاعة و الغنى به عنها، فاعلم أنه قد أسبغ عليك نعمه ظاهرة و باطنة، و خير ما تطلب منه ، ما هو طالبه منك.
70- الحزن على فقدان الطاعة مع عدم النهوض إليها من علامات الاغترار.
71- ما العارف من إذا أشار وجد الحق أقرب إليه من إشارته، بل العارف من لا إشارة له لفنائه في وجوده، و انطوائه في شهوده.
72- الرجاء ما قارنه عمل، و إلا فهو أمنية.
73- مطلب العارفين من الله تعالى الصدق في العبودية، و القيام بحقوق الربوبية.
74- بسطك كي لا يقيمك في القبض، و قبضك كي لا يقيمك في البسط، و أخرجك عنهما كي لا تكون لشيء دونه.
75- العارفون إذا بسطوا أخوف منهم إذا قبضوا، و لا يقف على حدود الأدب في البسط إلا قليل.
76- البسط تأخد النفس منه حظها و القبض لا حظ للنفس فيه.
77- ربما أعطاك فمنعك، و ربما منعك فأعطاك، و متى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء.
78- الأكوان ظاهرها غرة، و باطنها عبرة، فالنفس تنظر إلى ظاهر غرتها، و القلب ينظر إلى باطن عبرتها.
79- إن أردت أن يكون لك عزا لا يفنى، فلا تستعزن بعز يفنى.
80- الطي الحقيقي أن تطوى مسافة الدنيا عنك حتى ترى الآخرة أقرب إليك منك.
81- العطاء من الخلق حرمان و المنع من الله إحسان.
82- جل ربنا أن يعامله العبد نقدا فيجازيه نسيئة، كفى من جزائه إياك على الطاعة أن رضيك لها أهلا، و كفى العاملين جزاء ما هو فاتحه على قلوبهم في طاعته، و ما هو مورده عليهم من وجود مؤانسته.
83- من عبده لشيء يرجوه منه، أو ليدفع بطاعته ورود العقوبة عنه، فما قام بحق أوصافه، متى أعطاك أشهدك بره، و متى منعك أشهدك قهره، فهو في كل ذلك متعرّف إليك، و مقبل بوجود لطفه عليك، إنما يؤلمك المنع لعدم فهمك عن الله فيه.
84- ربما فتح لك باب الطاعة و ما يفتح لك باب القبول، و ربما قضى عليك الذنب فكان سببا في الوصول، فمعصية أورثت ذلا و افتقارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا.
85- نعمتان ما خرج موجود منهما، و لا بد لكل مكون منهما نعمة الإيجاد و نعمة الإمداد، أنعم عليك أولا بالإيجاد، و ثانيا بتوالي الإمداد، ففاقتك لك ذاتية، و ورود الأسباب مذكرات لك بما خفي عليك منها، و الفاقة الذاتية لا ترفعها العوارض، فخير أوقاتك وقت تشهد فيه وجود فاقتك، و ترد فيه إلى وجود ذاتك.
86- متى أوحشك من خلقه فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الأنس به، و متى أطلق لسانك بالطلب فاعلم أنه يريد أن يعطيك، و العارف لا يزول اضطراره و لا يكون مع غير الله قراره.
87- أنار الظواهر بأنوار آثاره، و أنار السرائر بأنوار أوصافه، لأجل ذلك أفلت أنوار الظواهر و لم تأفل أنوار السرائر، و لذلك قيل
إن شمــس النهــار تغــرب بليــــــل و شمــس القلـوب ليسـت تغيــب
88- ليخفف ألم البلاء عليك أنه تعالى هو المبتلي لك، فالذي واجهتك منه الأقدار هو الذي عودك حسن الاختيار، و من ظن انفكاك لطفه عن قدره فذلك لقصور نظره.
89- لا يخاف عليك أن تلبس الطريق عليك، و إنما يخاف عليك من غلبة الهوى عليك.
90- سبحان من ستر سر الخصوصية بظهور البشرية، و ظهر بعظمة الربوبية في إظهار العبودية.
91- لا تطالب ربك بتأخر مطلبك، و لكن طالب نفسك بتأخر أدبك.
92- متى جعلك في الظاهر ممتثلا لأمره، و رزقك في الباطن الاستسلام لقهره، فقد أعظم المنة عليك.
93- ليس كل من ثبت تخصيصة كمل تخليصه ، لا يستحقر الورد إلا جهول، الوارد يوجد في الدار الآخرة، و الورد ينطوي بانطواء هذه الدار، و أولى ما يعتنى به ما لا يخلف وجوده، و الورد هو طالبه منك، و الوارد أنت تطلبه منه، و أين ما هو طالبه منك مما هو مطلبك منه،
94- ورود الإمداد بحسب الاستعداد، و شروق الأنوار على حسب صفاء الأسرار.
95- الغافل إذا أصبح ينظر ماذا يفعل، و العاقل إذا أصبح ينظر ماذا يفعل الله به.
96- إنما يستوحش العباد و الزهاد من كل شيء لغيبتهم عن الله في كل شيء، فلو شهدوه في كل شيء لم يستوحشوا من شيء.
97- أمرك في هذه الدار بالنظر إلى مكوناته، و سيكشف لك في تلك الدار عن كمال ذاته.
98- علم منك أنك لا تصبر عنه فأشهدك ما برز منه، لما علم الحق منك وجود الملل لون لك الطاعات، و علم ما فيك من وجود الشره حجرها عليك في بعض الأوقات، ليكون همك إقامة الصلاة لا وجود الصلاة، فما كل مصل مقيم.
99- الصلاة طهرة للقلوب من أدناس الذنوب، و استفتاح لباب الغيوب.
100- الصلاة محل المناجاة، و معدن المصفاة، تتسع فيها ميادين الأسرار، و تشرق فيها شوارق الأنوار، علم وجود الضعف منك فقلل أعدادها، و علم احتياجك إلى فضله فكثر إمدادها.
101- متى طلبت عوضا عن عمل طولبت بوجود الصدق فيه، و يكفي المريب وجود السلامة.
102- لا تطلب عوضا عن عمل لست له فاعلا، يكفي من الجزاء لك على العمل إن كان له قابلا.
103- إذا أراد أن يظهر فضله عليك خلق و نسب إليك، لا نهاية لمذامك إن أرجعك إليك، و لا تفرغ مدائحك إن أظهر جوده عليك، فكن بأوصاف ربوبيته متعلقا و بأوصاف عبوديتك متحققا.
104- منعك ألا تدعي ما ليس لك من المخلوقين، أفيبيح لك أن تدعي وصفه و هو رب العالمين.
105- كيف تخرق لك العوائد و أنت لم تخرق من نفسك العوائد.
106- ما الشأن وجود الطلب، و إنما الشأن أن ترزق حسن الأدب.
107- ما طلب لك شيء مثل الاضطرار، و لا أسرع بالمواهب لديك مثل الذلة و الافتقار.
108- لو أنك لا تصل إليه إلا بعد فناء مساويك و محو دعاويك لن تصل إليه أبدا، و لكن إذا أراد أن يوصلك إليه غطى وصفك بوصفه و نعتك بنعته، فوصلك إليه بما منه إليك لا بما منك له.
109- لولا جميل ستره لم يكن عمل أهلا للقبول، أنت إلى حلمه إذا أطعته أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته.
110- الستر على قسمين ستر عن المعصية و ستر فيها، فالعامة يطلبون من الله الستر فيها، خشية سقوط مرتبتهم عند الخلق، و الخاصة يطلبون الستر عنها خشية سقوطهم من نظر الملك الحق.
111- من أكرمك إنما أكرم فيك وجود ستره، فالحمد لمن سترك ليس الحمد لمن أكرمك و شكرك.
112- ما صحبك إلا من صحبك و هو بعيبك عليم، و ليس ذلك إلا مولاك الكريم.
113- خير من تصحب من يطلبك لا لشيء يعود منك إليه.
114- لو أشرق لك نور اليقين لرأيت الآخرة أقرب إليك من أن ترحل إليها، و لرأيت محاسن الدنيا قد ظهرت كسفة الفناء عليها.
115- ما حجبك عن الله وجود موجود معه، إذ لا شيء معه، و لكن حجبك عنه توهم موجود معه.
116- لولا ظهوره في المكونات ما وقع عليها وجود الصفات، و لو ظهرت صفاته اضمحلت مكوناته.
117- أظهر كل شيء لأنه الباطن، و طوى وجود كل شيء لأنه الظاهر.
118- أباح لك أن تنظر إلى المكونات، و ما أذن لك أن تقف مع ذوات المكونات، قل انظروا ماذا في السماوات و الأرض، و لم يقل انظروا السماوات و الأرض، لئلا يدلك على وجود الأجرام،
119- الأكوان ثابتة بإثباته و ممحوة بأحدية ذاته.
120- الناس يمدحونك بما يظنونه فيك، فكن أنت ذاما لنفسك لما تعلمه منها.
121- المؤمن إذا مدح استحيى من الله تعالى أن يثنى عليه بوصف لا يشهده من نفسه، و أجهل الناس من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس.
122- إذا أطلق عليك الثناء و لست بأهل، فأثن عليه بما هو له أهل.
123- الزهاد إذا مدحوا انقبضوا لشهودهم الثناء من الخلق، و العارفون إذا مدحوا انبسطوا لشهودهم ذلك من الملك الحق.
124- متى كنت إذا أعطيت بسطك العطاء و إذا منعت قبضك المنع، فاستدل بذلك على ثبوت طفوليتك و عدم صدقك في عبوديتك.
125- إذا وقع منك ذنب فلا يكن موجبا ليأسك من حصول الاستقامة مع ربك، فقد يكون ذلك آخر ذنب قدر عليك.
126- إذا أردت أن يفتح لك باب الرجاء فاشهد ما منه لك، و إذا أردت أن يفتح لك باب الخوف فاشهد ما منك إليه.
127- ربما أفادك في ليل القبض ما لم تستفده في إشراق نهار البسط، لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا.
128- مطالع الأنوار القلوب، و الأسرار نور مستودع في القلوب، مدده من النور الوارد من خزائن الغيوب.
129- نور يكشف لك به عن آثاره، و نور يكشف لك به عن أوصافه.
130- ربما وقفت القلوب مع الأنوار كما حجبت النفوس بكثائف الأغي_______________________________________
131- ستر أنوار السرائر بكثائف الظواهر إجلالا لها أن تبتذل بوجود الإظهار و أن ينادى عليها بلسان الاشتهار.
132- سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه، و لم يوصل إليهم إلا من أراد أن يوصله إليه.
133- ربما أطلعك على غيب ملكوته و حجب عنك الاستشراف على أسرار العباد.
134- من اطلع على أسرار العباد و لم يتخلق بالرحمة الإلهية كان اطلاعه فتنة عليه، و سببا في جر الوبال عليه.
135- حظ النفس من المعصية ظاهر جلي، و حظها من الطاعة باطن خفي، و معالجة ما خفي صعب علاجه ،
136- ربما دخل الرياء عليك من حيث لا ينظر الناس إليك ،
137- استشرافك أن يعلم الناس بخصوصيتك دليل على عدم صدقك في عبوديتك ،
138- غيب نظر الخلق إليك بنظر الحق إليك، و غب عن إقبالهم عليك بشهود إقباله إليك.
139- من عرف الحق شهده في كل شيء، و من فنى به غاب عن كل شيء، و من أحبه لم يؤثر عليه شيء.
140- إنما حجب الحق عنك لشدة قربه منك، و إنما احتجب لشدة ظهوره، و خفي عن الأبصار لشدة نوره.
141- لا يكن طلبك سببا للعطاء منه، فيقل فهمك عنه، و ليكن طلبك لإظهار العبودية و قياما بحقوق الربوبية ،
142- كيف يكون طلبك اللاحق سببا لعطائه السابق، جل حكم الأزل أن ينظاف إلى العلل .
143- عنايته فيك لا لشيء يريده منك، و أين كنت حين واجهتك عنايته و قابلتك رعايته .
144- لم يكن في أزله إخلاص أعمال و لا وجود أحوال، بل لم يكن هناك إلا محض الأفضال و عظيم النوال.
145- علم أن العباد يتشوفون إلى ظهور سر العناية، فقال يختص برحمته من يشاء، و علم أنه لو خلاهم و ذلك لتركوا العمل اعتمادا على الأزل فقال إن رحمة الله قريب من المحسنين .
146- إلى المشيئة يستند كل شيء، لأن وقوع ما لم يشأ الحق محال، و لا تستند هي إلى شيء، ربما دلهم الأدب على ترك الطلب، اعتمادا على قسمته، و اشتغالا بذكره عن مسألته، إنما يذكر من يجوز عليه الإغفال، و إنما ينبه من يمكن منه الإهمال.
147- ورود الفاقات أعياد المريدين .
148- العيد الوقت الذي يعود على الناس بالمسرة و السرور .
149- ربما وجدت في المزيد من الفاقات ما لم تجده في الصوم و الصلاة .
150- الفاقات بسط المواهب ، فإن أردت ورود المواهب عليك صحح الفقر و الفاقة لديك. إنما الصدقات للفقراء .
151- تحقق بأوصافك يمدك بوصفه، و تحقق بذلك يمدك بعزه، و تحقق بعجزك يمدك بقدرته، و تحقق بضعفك يمدك بحوله و قوته.
152- ربما رزق الكرامة من لم تكمل له الاستقامة،
153- من علامات إقامة الحق لك في الشيء إدامته إياك فيه مع حصول النتائج.
154- من عبر من بساط إحسانه أصمتته الإساءة، و من عبر من بساط إحسان الله لم يصمت إذا أساء.
155- تسبق أنوار الحكماء أقوالهم، فحيث صار التنوير وصل التعبير.
156- كل كلام يبرز و عليه كسوة القلب الذي برز منه .
157- من أذن له في التعبير فهمت في مسامع الخلق عبارته و جليت إليهم إشارته.
158- ربما برزت الحقائق مكشوفة الأنوار إذا لم يؤذن لها في الإظهار.
159- عباراتهم إما لفيضان وجد أو لقصد هداية مريد، فالأول حال السالكين، و الثاني حال أرباب المكنة و المحققين.
160- العبارة قوت لعائلة المستمعين و ليس لك إلا ما أنت له آكل.
161- ربما عبر عن المقام من أستشرف عليه، و ربما عبر عن المقام من وصل إليه، و ذلك يلتبس إلا على صاحب بصيرة.
162- لا ينبغي للسالك أن يعبر عن وارداته، فإن ذلك يقل عملها في قلبه و يمنعه وجود الصدق مع ربه.
163- لا تمدن يدك إلى الأخذ من الخلائق إلا أن ترى أن المعطي فيهم مولاك، فإن كنت كذلك فخذ ما يوافق العلم.
164- ربما استحيى العارف أن يرفع حاجته إلى مولاه اكتفاء بمشيئته فكيف لا يستحيي أن يرفعها إلى خليقته.
165- إذا التبس عليك أمران فانظر أيهما أثقل على النفس فاتبعه، فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقا.
166- من علامة اتباع الهوى المسارعة إلى نوافل الخيرات و التكاسل على القيام بالواجبات.
167- قيد الطاعات بأعيان الأوقات كي لا يمنعك عنها وجود التسويف، و وسع عليك الأوقات كي لا تبقى لك حصة الاختيار.
168- علم قلة نهوض العباد إلى معاملته فأوجب عليهم وجوب طاعته، فساقهم إليها بسلاسل الإيجاب.
169- عجب ربك من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل.
170- أوجب عليك وجود خدمته، و ما أوجب عليك إلا دخول جنته .
171- من استغرب أن ينقذه الله من شهوته أو يخرجه من وجود غفلته فقد استعجز القدرة الإلهية، و كان الله على كل شيء مقتدرا.
172- ربما وردت الظلمة عليك ليعرفك قدر ما به عليك.
173- من لم يعرف قدر النعم بوجدانها عرفها بفقدانها.
174- لا تدهشك واردات النعم عن القيام بحقوق شكرك فإن ذلك مما يحط من وجود قدرك.
175- تمكن الهوى من القلب هو الداء العضال.
176- لا يخرج الشهوة من القلب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق.
177- كما لا يحب العمل المشترك لا يحب القلب المشترك، و القلب المشترك لا يقبل عليه
178- أنوار أذن لها في الوصول و أنوار أذن لها في الدخول.
179- ربما وردت عليك الأنوار فوجدت القلب محشوا بصور الآثار فارتحلت من حيث نزلت.
180- فرغ القلب من الأغيار تملأه بالمعارف و الأسرار.
181- لا تستبطئ من النوال و لكن استبطئ من نفسك وجود الإقبال.
182- حقوق في الأوقات يمكن قضاؤها و حقوق الأوقات لا يمكن قضاؤها، إذ ما من وقت يرد إلا و لله عليك فيه حق جديد و أمر أكيد، فكيف تقضي فيه حق غيره و أنت لم تقض حق الله فيه.
183- ما فاتك من عمرك لا عوض له، و ما حصل لك منه لا قيمة له.
184- ما أحببت شيئا إلا كنت له عبدا و هو لا يحب أن تكون عبدا لغيره.
185- لا تنفعه طاعتك، و لا تضره معصيتك، فإنما أمرك بهذه و نهاك عن هذه لما يعود عليك.
186- لا يزيد في عزه إقبال من أقبل، و لا ينقص من عزه إدبار من أدبر.
187- وصولك إلى الله، وصولك إلى العلم به، و إلا فجل ربنا أن يتصل به بشيء أو يتصل هو بشيء.
188- قربك منه، أن تكون مشاهدا لقربه، و إلا فمن أين و وجود قربه.
189- الحقائق ترد في حال التجلي مجملة و بعد الوعي يكون البيان، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه.
190- متى وردت الواردات إليك، هدمت العوائد عليك، إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها.
191- الوارد يأتي من حضرة قهار، لأجل ذلك لا يصادمه شيء إلا دمغه، بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق.
192- كيف يحتجب الحق بشيء، و الذي يحتجب به هو فيه ظاهر و موجود حاضر.
193- لا تيأس من قبول عمل لم تجد فيه وجود الحضور، فربما قبل من العمل ما لم تدرك ثمرته.
194- لا تزكين واردا لا تعلم ثمرته، فليس المراد من السحابة الأمطار، و إنما المراد منها وجود الأثمار.
195- لا تطلب بقاء الواردات بعد أن بسطت أنوارها و أودعت أسرارها، فلك في الله غنى عن كل شيء، و ليس يغنيك عنه شيء.
196- تطلعك إلى غيره دليل على عدم وجدانك له و استيحاشك لما سواه دليل إلى عدم وصلتك به.
197- النعيم و إن تنوعت مظاهره إنما هو بشهوده، و العذاب و إن تنوعت مظاهره إنما هو لوجود حجابه، فسبب العذاب وجود الحجاب، و إتمام النعيم بالنظر إلى وجه الله الكريم.
198- ما تجده القلوب من الهموم و الأحزان فلأجل ما منعت به من وجود العيان.
199- من تمام النعمة عليك أن يرزقك ما يكفيك و يمنعك ما يطغيك.
200- ليقل ما تفرح به يقل ما تحزن عليه، و إن أردت ألا تعزل فلا تتول ولاية لا تدوم لك.
201- إن رغبتك البدايات زهدتك النهايات، و إن دعاك إليها ظاهر نهاك عنها باطن، إنما جعلها محلا للأغيار و معدنا لوجود الأكدار تزهيدا لك فيها.
202- علم أنك لا تقبل النصح المجرد فذوقك من ذواقها ما يسهل عليك وجود فراقها.
203- العلم النافع هو الذي ينبسط في الصدر شعاعه و ينكشف عن القلب قناعه.
204- خير علم ما كانت الخشية معه، فالعلم إن قارنته الخشية فلك و إلا فعليك.
205- متى آلمك عدم إقبال الناس عليك أو توجههم بالذم إليك، فارجع إلى علم الله فيك، فإن كان يقنعك علم فمصيبتك بعدم قناعتك بعلمه أشد من مصيبتك من الأذى منهم، إنما أجرى الأذى على أيديهم كي لا تكون ساكنا إليهم، أن أراد أن يزعجك عن كل شيء حتى لا يشغلك عنه شيء.
206- إذا علمت أن الشيطان لا يغفل عنك فلا تغفل أنت عمن ناصيتك بيده، جعله لك عدوا ليحوشك به إليه، و حرك عليك النفس لتديم إقبالك عليه.
207- من أثبت لنفسه تواضعا فهو المتكبر حقا، إذ ليس التواضع إلا عن رفعة، فمتى أثبتت لنفسك تواضعا فأنت المتكبر، إذ ليس المتواضع الذي إذا تواضع رأى أنه فوق ما صنع و لكن المتواضع هو الذي إذا تواضع رأى أنه دون ما صنع.
208- التواضع الحقيقي هو الناشئ عن شهود عظمته ، و تجلي صفته.
209- لا يخرجك عن الوصف إلا شهود الوصف، المؤمن يشغله الشاغل لله عن أن يكون لنفسه شاكرا، و تشغله حقوق الله عن أن يكون لحظوظه ذاكرا.
210- ليس المحب الذي يرجو من محبوبه عوضا، أو يطلب منه غرضا، فإن المحب من يبذل لك، ليس المحب من تبذل له.
211- لولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين.
212- لا مسافة بينك و بينه حتى تطويها رحلتك، و لا قطيعة بينك و بينه حتى تمحوها وصلتك.
213- جعلك في العالم المتوسط بين ملكه و ملكوته ليعلمك جلالة قدرك بين مخلوقاته، و أنك جوهرة تنكوي عليك أصداف مكوناته، وسعك الكون من حيث جثمانيتك، و لم يسعك من حيث ثبوت روحانيتك.
214- الكائن في الكون، و لم يفتح له ميادين الغيوب مسجون بمحيطاته، و محصور في هيكل ذاته.
215- أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكون، فإذا شهدته كانت الأكوان معك.
216- لا يلزم من ثبوت الخصوصية عدم وصف البشرية، إنما مثل الخصوصية كإشراق شمس النهار، ظهرت في الأفق و ليست منه،
217- تارة تشرق شموس أوصافه على ليل وجودك، و تارة يقبض ذلك عنك فيردك إلى حدودك، فالنهار ليس منك إليه، و لكنه وارد عليك.
218- دل بوجود آثاره على وجود أسمائه، و بوجود أسمائه على ثبوت أوصافه، و بوجود أوصافه على وجود ذاته، إذ محال أن يقوم الوصف بنفسه، فأرباب الجذب يكشف لهم عن كمال ذاته ثم يردهم إلى شهود صفاته، ثم يرجعهم إلى التعلق بأسمائه ثم يردهم إلى شهود آثاره، و السالكون على عكس هذا، فنهاية السالكين بداية المجذوبين، و بداية المجذوبين نهاية السالكين، فإن مراد السالكين شهود الأشياء لله، و مراد المجذوبين شهادة الأشياء بالله، و السالكون عاملون على تحقيق الفناء و المحو، و المجذوبون مسلوك بهم طريق البقاء و الصحو، لكن لا بمعنى واحد، فربما التقيا في الطريق هذا في ترقية و هذا في تدلية.
219- لا يعلم قدر أنوار القلوب و الأسرار إلا في غيب الملكوت، كما لا تظهر أنوار السماء إلا في شهادة الملك.
220- وجد أن ثمرات الطاعات عاجلا بشائر العاملين بوجود الجزاء عليه آجلا.
221- كيف تطلب العوض عن عمل هو متصدق به عليك، أم كيف تطلب الجزاء عن صدق هو مهديه إليك.
222- قوم تسبق أنوارهم أذكارهم، و قوم تسبق أذكارهم أنوارهم، و قوم تتساوى أذكارهم و أنوارهم، و قوم لآ أذكار و لا أنوار نعوذ بالله من ذلك.
223- ذاكر ذكر ليستنير قلبه، فكان ذاكرا، و ذاكر استنار قلبه فكان ذاكرا، و الذي استوت أنواره و أذكاره فبذكره يهتدى و بنوره يقتدى.
224- ما كان ظاهر ذكر إلا عن باطن شهود و فكر، أشهدك من قبل أن استشهدك فنطقت بألوهيته الظواهر و تحققت بأحديته القلوب و السرائر.
225- أكرمك ثلاث كرامات، جعلك ذاكرا له، و لولا فضله لم تكن أهلا لجريان ذكره عليك، و جعلك مذكورا به إذ حقق نسبته لديك، و جعلك مذكورا عنده ليتم نعمته عليك.
226- رب عمر اتسعت آماده و قلت أمداده، و رب عمر قليلة آماده كثيرة إمداده، فمن بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى ما لا يدخل تحت دوائر العبارة و لا تلحقه الإشارة.
227- الخذلان كل الخذلان، أن تتفرغ من الشواغل ثم لا تتوجه إليه، و تقل عوائقك ثم لا ترحل إليه.
228- الفكرة سير القلوب في ميادين الأغيار، و الفكرة سراج القلب، فإذا ذهبت فلا إضاءة له.
229- الفكرة فكرتان، فكرة تصديق و إيمان و فكرة شهود و عيان، فالأولى لأرباب الاعتبار و الثانية لأرباب الشهود و الاستبصار.
* * * * * * * * * * * * * * * *

بيان حال ابن عطاء الله السكندري وكتابه " الحِكَم الإلهية "
==========================
السؤال: يا شيخ لقد سمعة أحد أئمة المساجد يقول : لو جازت الصلاة أن تُقرأ بغير القرآن : لقُرئ بحِكَم ابن عطاء الله السكندري . أولاً : ما حُكم من يقول مثل هذا الكلام ؟ . ثانياً : هل تجوز الصلاة خلفه أم لا ؟ . ثالثاً : وهل - كما يقول بعضهم - الصوفية تنقسم إلى قسمين : صوفية معتدلة ، وصوفية فيها غلو ، أم أن كل الصوفية مذمومة ، وكل من انتمى إلى الصوفية وقال : أنا صوفي وافتخر بذلك : مشكوك في أمره على الأقل ، إن لم نقل هو ضال ؟ .

الجواب :

الحمد لله

أولاً:

ابن عطاء الله السكندري هو : أحمد بن محمد بن عبد الكريم ، أبو الفضل ، وهو من أهل التصوف الغلاة ، يسير على الطريقة شاذلية الضالة ، وهو من أشد خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية ، وقد ادَّعى عليه عند السلطان ، وألَّب عليه السفهاء ، ت سنة 709 هـ .

ثانياً:

والكلمة المنقولة في السؤال أنه لو جازت الصلاة بغير القرآن : لقرئ ما في كتاب ابن عطاء الله السكندري المسمَّى " الحكَم الإلهية " : هي كلمة قبيحة ، ولا يمكن أن تصدر من عالِم موحِّد ، ولذا وُصف قائلها بأنه من أدعياء العلم ! ؛ لما تحتويه تلك الرسالة من مخالفات شرعية كثيرة ، ومن قبح تلك الكلمة أنه قدَّم كلام ذلك الصوفي على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وكلام الصحابة ، ودرر التابعين .

وأما الصلاة خلفه : فلا تُمنع ؛ لأننا لا نمنع من الصلاة إلا خلف من وقع في الكفر المخرج من الملَّة ، وليس أمر ذلك القائل كذلك ، بل هو جاهل ضال .

ثالثاً:

كتاب " الحكَم الإلهية " قد تتبع ما فيه من ضلالات الشيخ محمود مهدي الإستانبولي رحمه الله ، وذلك في كتابه الماتع " كتب ليست من الإسلام " ، ونقتطف منه قوله رحمه الله :

أ. أقوال يؤيد فيها نظرية وحدة الوجود القائلة بأن الخالق والمخلوق واحد ، ومثلها نظرية الاتحاد والحلول ، وكل ذلك كفر ! .

= " أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكوَّن ، فإذا شهدته : كانت الأكوان معك " .

= " ما العارف مَن إذا أشار وجد الحق أقرب إليه من إشارته ، بل العارف مَن لا إشارة له لفنائه في وجوده ، وانطوائه في شهوده " .

= " لولا ظهوره في المكونات : ما وقع عليها أبصار ، ولو ظهرت صفاته : اضمحلت مكوناته ".

= " الفكرة فكرتان : فكرة تصديق وإيمان ، وفكرة شهود وعيان ! فالأولى لأرباب الاعتبار ، والثانية لأرباب الشهود والاستبصار " .

ب. أقواله في النهي عن دعاء الله ، مما يصادم أصول الشريعة :

= " سؤالك منه اتهام له " .

ويستدلّ ابن عطاء الله على ذلك بحديث باطل على لسان إبراهيم عليه الصلاة والسلام : " حسبي من سؤالي علمه بحالي " ، وهو مخالف للآيات والأحاديث الكثيرة التي تحض على دعاء الله كقوله تعالى : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ) أي : عن دعائي ( سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) غافر/ 60 .

= " من عبده لشيء يرجوه منه ، أو ليدفع عنه ورود العقوبة منه : فما قام بحق أوصافه" .

هذا الكلام هو كقول رابعة العدوية المنحرف ـ إن صح عنها ـ : " ما عبدتك خوفاً من نارك ، ولا رغبة في جنتك ، ولكني عبدتك لأنك أهل للعبادة " وهذا مخالف لعبادة الملائكة الذين يخافون ربهم من فوقهم ، وعبادة الأنبياء الذين يعبدون الله سبحانه رغباً ورهباً ! .

= " ربما دلهم الأدب إلى ترك الطلب " .

ليت هذا الجاهل علم أن الأمر بالعكس ، فإن ترك الطلب هو العصيان ، وقلة الأدب ! .

= " إنما يُذَكّر مَن يجوز عليه الإغفال ، وإنما ينبه من يمكن منه الإهمال " .

تُرى لماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُكثر من الدعاء ويأمر به إلى درجة الإلحاح ! .

= " أنت إلى حلمه إذا أطعته ، أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته " .

هذا الكلام تشجيع على ارتكاب الذنوب ، فما فتح سبحانه باب الطاعة إلا ليكافئ عليها ، جاء في القرآن العظيم : ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ) الأنبياء/ 101 .

ج . أقوال تشجع على تعطيل المواهب والعزائم وتدعو إلى التماوت وترك التدبير :

= " أرح نفسك من التدبير ، فما قام به غيرك عنك : لا تقم به لنفسك " .

= " سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار " ؟.

فما أدرانا بهذه الأقدار ؟! وقد علَّمنا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أن نفِرَّ من قضاء الله إلى قضاء الله ، وقد حضنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ( احرص على ما ينفعك ولا تعجز ) – رواه مسلم - .

هـ. أقوال متناقضة ، وسخيفة :

= " جلَّ ربُنا أن يعامله العبد نقداً فيجازيه نسيئة ! " .

إذا كان الأمر كما قال : فما الفائدة من الآخرة ؟! .

= " إنما جعل الدار الآخرة محلاً لجزاء عباده المؤمنين ؛ لأن هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم ، ولأنه أجلَّ أقدارهم عن أن يجزيهم في دار لا بقاء لها " .

ينظر : كتب ليست من الإسلام ، محمود مهدي الإستانبولي (91-101) .

فهل مثل هذا الكتاب يُمدح ، ويُثنى عليه ، ويُقال في حقه إنه لو جاز قراءة شيء غير القرآن لقرئ به ؟! .
رابعاً:
طريق التصوف فيه مخالفات شرعية كثيرة ، ولا يرضى موحِّد عاقل بأن ينتسب لتلك الطرق المبتدعة ، لا سيما في هذا الزمان ، حيث أصبح الجمع بين التصوف واتباع السنة ، العلمية والعملية ، كالجمع بين الضب والنون ، والماء والنار ، وأصبح الكلام على التصوف الذي عليه مشايخ الطريق المنتسبين إلى السنة والأئمة ، أصبح أمرا نظريا ، لا يؤيده واقع القوم وأعمالهم ، ومن خبر كتبهم وأقوالهم وأحوالهم ـ في هذا الزمان ـ عرف ذلك حق المعرفة .

وأخيرا يقول الدكتور سعيد أبو الأسعاد فى كتابه نيل الخيرات
======================================الملموسة بزيارة أهل البيت والصالحين بمصر المحروسة قال :
=================================
أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله وكنيته تاد الدين وينسب إلى الأسكندرية حيث ولد وعاش إلى أن غادرها إلى القاهرة بعد وفاة شيخه أبى العباس المرسى سنة 686هـ وكانت له اليد الطولى فى العلوم الظاهر والمعرف الباطنة والإمامة فى التفسير والحديث والأصول وصحب المرسى أثنتى عشر نسة وتلقى عنه الطريقة الشاذلية وبعد من أبرز ممثلى التصوف فى القرن السابع الهجرى وكانت بدايته إنكار التصوف وأعتراضا على المرسى ولما كانت وجهته ومقصودة الحق فما ان اجتمع واستمع الى ابى العباس المرسى إلا وأذعن للحق مبايعا لأبى العباس شيخا ومرشدا وابن عطاء الله هو الذى جمع اقوال الشاذلى وتلميذه أبى العباس المرسى وترجم لهما وحفظ لهما وحفظ تراثهما وكان داعية للطريقة الشاذلية .
وجميع الطرق الشاذلية فى مصر ترجع بالسند إليه والى ياقوت العرشى تلميذ المرسى ومن مصنفاته (( الحكم العطائية )) من عيون النثر الصوفى ويستخدم فيها الرمز وتعد المناجاة العطائية من روائع الطاهرين الأدب الصوفى والتنوير فى إسقاط التدبير أى أسقاط الإنسان لتدبيره مع الله تعالى ، والرضا بما يورده عليه ولطائف المنن فى مناقب الشيخ أبى العباس المرسى وشيخه أبو الحسن الشاذلى يذكر فيها من سيرتهما ومناقبهما واحزابهما .
وابن عطاء الله السكندرى من العلماء العاملين الوارثين للأنبياء والمرسلين والكرامة من خرق للعادة أى مخالفة لما تعوده الناس من أمور الحياة يجريها الله لمن يشاء من عباده تكريما وبشرى لهذا الولى فالله هو القائل فى محكم آياته ( لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ) ولم يقل سبحانه وتعالى فى حياتهم الدنيا بل جعلها مستمرة مادامت فى الدنيا حياة سواء فى حياتهم او بعد مماتهم وهذه الكرامات يريها الله أيضا من شاء من عباده رضى الله تعالى عن هذا الولى الذى كرمه الله بالكرامات العديدة وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبن
.
[/color]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 18 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط