موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سيدى مدين رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 25, 2012 2:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123
الزاهد الورع الصوفى المغربى سيدى مدين
رضى الله عنه توقى سنة 851هـ
لازلنا فى الطريق ونحن من أهل الطريق من الشارع الموصل من شارع كلوت بيك إلى ميدان باب الشعرية وسارع يسمى بأسم صاحبة الولى الذى سنلقى عليه نظرة فى القريب وهو شارع باب البحر وعلى يسار الساير الى ميدان باب الشعرية نجد مسجد قديم مملوء بالمياة الجوفية وكاد أن يتدثر كما هو موضخ بالصور وبحارة بأسم هذا الولى الصالح وهى حارة ( مدين ) الذى أطلق عليها هذا الأسم لوجود ضريحه بها فقد قمت بزيارته وقرأت له الفاتحة
















يوجد هذ المسجد كتب عليه بسم الله الرحمن الرحيم ( ألا أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنزن
العارف بالله سيدى مدين أحمد الاشمونى رضى الله عنه .
قال عنه المقريزى فى الخطط ج 5 ص 110 يقو ل:-
======================== هذا الجامع فى خط باب الشعرية بداخل حارة مدين قائم على أربع أعمدة من الرخام وفرشة الأرضية بالرخام وفيد ضريح لصاحب المقام وكما هو موشح بالصور وله مولد سنوى يقام


والشيخ مدين هو مدين بن أحمد الاشمونى رضى الله عنه أحد أصحاب سيدى أحمد الزاهد كان من أكابر العارقين .


























ويقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية ج 2 ض 89 :=
============================== هو الشيخ مدين مدين بن أحمد الاشمونى رضى الله عنه أحد أصحاب سيدى الشيخ احمد الزاهد رضى الله عنه كان من أكابر العارفين وأنتهت اليه تربية المريدين فى مصر وقراها وتفرعت عنه السلسة المتعلقة بطريقة أبى القاسم الجنيد رشى الله عنه قالوا : وكان رضاعته على يد سيدى أحمد الزاهد رضى الله عنه وفطامه على يد سيدى محمد الحنفى رضى الله عنه فإنه لما توفى سيدى أحمد الزاهد رضى الله عنه جاء إلى سيدى محمد رضى الله عنه وأقام عنده مدة فى زاويته مختليا بنغسه فى خلوة ثم طلب من سيدى محمد الاذن بالسفر إلى زيارة الصالحين بالشام وغيره فأعطاه الأذن فقام مدة طويلة سائحا فى الأرض لزيارة الصالجين ثم رجع إلى مصر فأقام بها واشتهرت وشاع امره وانتشر وقصده الناس واعتقده واخذو عليه العهود وكثرت أصخابه فى مصر وغيرها ولما بلغ أمره سيدى الشيخ أبا العباس خليفة سيدى محمد الحنفى قال لا اله الا الله وظهر مدين بعد هذه المدة الطويلة والله لقد أقام غتده سيدى فى هذه الزاوية نحو الاربعين يوما حتى كمل .
وهو من زرية سيدى أى مدين المغربى التلمسانى وجده الأدنى على المدفون بطلبلية بالمنوفية ووالده مدفون بأشمون وكلهم أولياء صالحون واول من جاء من بلاد المغرب جده الذى فى طبلية فدخلها .
وأما والده رحمه الله أنتقل الى أشمون فولد سيدى مدين واشتغل بالعلم حتى صار يفتى الناس واسلم من أشمون عدة بيوت من النصارى منهم أولاد اسحق ومنهم الصديرتة





مقام سيدى مدين
=================
وتقول الدكتورة سعاد ماهر فى مساجد مصر وأولياؤها :=
======================= ينتسب الشيخ مدين الى جده الاكبر الشيخ ابى مدين المغربى من أعيان مشايخ المغرب من القرن السادس الهجرى وكان يعرف فى بلاد المغرب العربى باسم الشيخ شعيب وكان جميل الخلقة متواضعا زاهدا ورعا محققا ظريفا متحليا بكل مكارم الاخلاق وأجتمعت المشايخ على تعظيمه وإجلاله وتادبوا بأدبه وكثر تلاميذه ومريديه وزاعت شهرته فى كل شمال افريقيا وقد نشأ الشيخ شعيب فى بلدة ( بجاية ) بالمغرب الأقصى وأنجب ولده مدين معرف باى مدين وظل يمارس الوعظ والارشاد فى جامع البلدة حتى بلغ الثمانين من عمره وعرف فى كل بلاد المغرب وسمع به الامير فطلب حضوره للتبرك به وقد ذكرت الدكتورة سعاد ماهر كرامات سيدى مدين الأشمونى ووصف المسجد كاملا فى الجزء الاول ص 158

وفى مقال عثثرت عليه لأحد الكتاب قال :
========================

أبو مدين الغوث هو : أبو مدين شعيب بن حسين بن أسعد الأنصارى الأندلسى الأصل ، من أحواز إشبيلية( [1]) . ولد رضى الله عنه نحو سنة (515 هـ) ، وذلك أنهم ذكروا أنه توفى رضى الله عنه وقد ناهز الثمانين( [2]) ، وكانت وفاته رضى الله عنه سنة (594 هـ) على الراجح .
وهو رضى الله عنه أحد أقطاب الطريق الصوفى ، وأحد من تدور حوله سلاسل السادة الشاذلية ، وكان الشيخ محيى الدين ابن عربى تلميذه يحب أن يكنيه أبا النجا ، ويذكر أن أبا مدين كان يعرف فى العالم العلوى بذلك ، وقع ذلك منه فى عدة مؤلفات له( [3]) . ولسنا الآن بصدد الترجمة له خاصة وقد استوفيناها فى محل آخر( [4]) ، لكننا بصدد الحديث عن مفهوم الكرامة عنده وعند تلميذه الشيخ الأكبر ابن عربى ، مع التعرض لموقف غيرهما من محققى القوم من هذه القضية .
وإنما خصصنا أبا مدين بالكلام والإبراز لأنه أحد أكثر الأولياء الذين حكيت عنه عجائب الكرامات والخوارق( [5]) ، وكذلك الشيخ الأكبر ابن عربى ، ولا أخفى تعجبى من موقفهما الأصيل من الكرامات والذى تكشف لى أثناء قيامى بدراسة شيخ الشيوخ أبى مدين الغوث والذى يبدو كالمتعارض مع كثرة الكرامات المروية عنهما ، فمع المضى قدما فى الدراسة تجمع لدى الكثير من الكرامات المروية عنه فى ثنايا تراجمه المبثوثة فى المصادر ، وتجمع لدى أيضا أقوالهما التى تعبر عن رأيهما فى الكرامات ، مما كان لا بد من إبرازه فى الدراسة ، وأيضا محاولة نشره وتعميم النفع به كموضوع مستقل يسعى لنشر المفاهيم الصوفية الصحيحة كما هى عند محققى القوم .
على أننا سنتعرض سريعا فى أثناء الكلام وتحت عنوان مستقل إلى موقف غيرهما من محققى القوم ليظهر لنا أن هناك رؤية واحدة تجاه هذه القضية ، تلك الرؤية التى ستتكشف لنا كلما مضينا قدما فى البحث .
وتبرز أهمية الموضوع من المفارقة بين ما تحتله الكرامة الحسية من أهمية تعلو كلما دنونا من القاعدة الشعبية فى الأوساط الصوفية حتى يصل الأمر إلى أنه لا يعترف لولى بأنه ولى حتى ((يظهر كرامة)) ، وتنخفض أهميتها كلما ارتفعنا إلى قمة الهرم الصوفى واقتربنا من المتحققين بالطريق والشيوخ
الكاملين ، والذى ينظرون إليها على أنها لعب ولهو وزينة وتكاثر ، وأن الكرامة المعنوية هى الكرامة الحقيقية ، ومن ثم قرروا أن أكبر كرامة هى الاستقامة .
إننا اليوم فى أمس الحاجة إلى أن نلتف حول كل شيخ صادق رزقه الله علما وحالا وذوقا ، وشيد أمره على الكتاب والسنة ، لنحتذى منه علما ، أو نسترق منه هَدْيا ، أو نلتمس منه قبسا ، أو نصلح به شأنا ، ولا ينبغى لنا ونحن نسعى سعيا حثيثا وراء شيوخنا أن نقيم لهم الموازين بما أظهروه من الخوارق ، فلا يلين لهم قيادنا إلا إذا أظهروا كرامة ، وكفى بالمريد بلادة وغلظة وبُعْدا أن يفعل بشيخه ذلك ، فالاستقامة أكبر كرامة ، وكم من مدعين للمشيخة تمخرقوا لأتباعهم بالحيل والسحر والملاعيب فأوقعوا أنفسهم فى الكبائر ليثبتوا لأتباعهم أنهم أصحاب كرامة حتى يتبعوهم .
والشيخ الحق الكامل المتشرع لا يحتاج إلى كرامة ، والمريد الصادق لا يطلبها لنفسه ، ولا يطالب بها شيخه .
ولن يتطرق كلامنا هنا عن إثبات الكرامة إذ أنه موضوع قد استوفى بحثه العديد من العلماء المتقدمين( [6]) ، ولهذا سنبنى كلامنا على التسليم بوقوعها ، ويكون محل البحث عن موقع الكرامة ومنزلتها عند أبى مدين وابن عربى والمحققين .
الكرامة عند أبى مدين الغوث :
قال أبو مدين رحمه الله تعالى : ((كرامات الأولياء نتائج معجزاته صلى الله عليه وسلم))( [7]) . وهو فى ذلك يعبر عن مذهب أهل السنة فى الكرامات .
ومن جانب آخر فإنه لا يتجاوز بالكرامات حجمها الذى قدر لها ، ويعلى من جانب الاستقامة والالتزام بأحكام الشرع ، وشأنه فى ذلك شأن مشايخ القوم جميعا ، والذين صرحوا بأن أكبر كرامة دوام الاستقامة .
وفى هذا المعنى يقول الشيخ أبو مدين : ((إذا رأيتم الرجل تظهر له الكرامات وتنخرق له العادات فلا تلتفتوا إليه ولكن انظروا كيف هو عند امتثال الأمر والنهى)) (حكم أبى مدين رقم 173) .
وهنا يرشد شيخ الشيوخ أبو مدين مريديه والسالكين من بعدهم إلى المعيار الحقيقى الذى ينبغى أن يتخذ لمعرفة رجال وشيوخ التصوف الحقيقيين وهو : امتثال الأمر والنهى ، فامتثال الأمر والنهى هو التصوف الحقيقى ، وربما عبروا عنه بالاستقامة أيضا ، وما زلت أقرأ قوله ((فلا تلتفتوا إليه)) وأعجب من انعكاس الأحوال ، فإنه لا يلتفت الآن إلا إلى كل ممخرق مدع ، وينصرف أغلب الناس عن الشيوخ الحقيقيين القائمين بأمر الله ، وعزاؤنا أن هذا الانعكاس أمر قديم كما يظهر من كلام الشيخ أبى مدين ، والناس تعجبها البطالة .
وقال التادلى : سمعت أبا على الصواف يقول : سمعت أبا مدين يقول : ((الملتفت إلى الكرامات كعابد الأوثان ، فإنه إنما يصلى ليرى كرامة))( [8]) .
فلم يكن رضى الله عنه ليهتم لأمر الكرامات إلا فى حدود هذا الفهم ، عالما بما فى الكرامات من استدراج وعلل وآفات ربما وقفت بالسالك عن الترقى فى مدارج السلوك .
وهذه الحكمة النافعة من سيدى أبى مدين من الوضوح والقوة اللذين لا يحتاج معهما إلى تعليق ، وحكمته تلك عليها نور الوراثة المحمدية فقد قال سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم ...)) الحديث ، وهكذا كل من تعلق بشىء دون الله فهو له عابد ، ومن سلك طريق التصوف فظهرت عليه الكرامة فالتفت إليها انقطع سلوكه ، وصار عبد الكرامة لا عبد الله ، وصارت الكرامة فى حقه وثن من الأوثان والعياذ بالله .
فالشيخ أبى مدين فى هذه الحكمة يضع أيدينا على علة خطيرة من علل الطريق .
ويقول سيدى أبو مدين : ((الموت كرامة والفوت حسرة وندامة . الموت انقطاع عن الخلق والفوت انقطاع عن الحق)) (الحكم 19 ، 20) .
فالموت هنا ليس بمعناه الحسى يعنى ذهاب الحياة ، بل الموت بمعناه الصوفى ، والذى يحدده الشيخ أبو مدين بأنه : انقطاع عن الخلق ، وهو بهذا المعنى كرامة من الكرامات ، فإن الانقطاع عن الخلق وعدم التعلق بهم ، وعدم النظر إليهم فى المعاملة ، وصرف الهمة عنهم ، وعدم الإقبال عليهم أو الفرح بالإقبال منهم ، فإن من انقطع عن الخلق فقد برئ من شىء كثير من علل الطريق وآفاته ، من ثم صار الموت بهذا المعنى كرامة .
وقد كان الشيخ أبو مدين يلجأ إلى الأخذ بالأسباب الظاهرة ولا يسعى إلى خرقها بينما كان مريدوه يرجون تحقيق أمورهم بالكرامات وخرق العادات ، فمما رواه التادلى عن أبى عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد الأنصارى قال : سمعت أبا مدين يحدث أن أبا عمران (يعنى موسى الحلاج وهو أحد تلاميذه) غاب عنه مدة ثم جاء وهو يتكلم على الناس فلما فرغ من كلامه قام إليه أبو عمران فسلم عليه فقال له أبو مدين : على من هى الضيافة : أعلى الزائر أم على المزور فسكت أبو عمران فقال له أبو مدين : علىّ الرغفان وعليك العسل . فأمر أبو مدين أن تشترى أرغفة ، وقال لأبى عمران : انظر أنت فى العسل . فقال له : نعم ، فاستدعى صحفة ووضعها بخارج البيت ، ثم أتى زاوية البيت وصلى ركعتين ، وخرج ثم طلب من أبى مدين ثوبه فأداره على الصحفة ، ثم عاد إلى البيت فصلى فيه ركعتين ثم خرج فأدخل الصحفة مملوءة عسلا أبيض فأكلنا منه . قال الشيخ أبو مدين : فلقد أكلنا من ذلك العسل خمسة وعشرين يوما وهو على حالته لم ينقص فخفت أن يكون معلوما لى فتصدقت به( [9]) .
فانظر كيف أخذ أبو مدين بالأسباب واشترى خبزا ، وانظر كيف فعل مريده أبو عمران الحلاج ، رغم أن ما حصل له من الرزق إنما كان ببركة أبى مدين أيضا ، ثم كيف تصدق أبو مدين بالعسل آخر الأمر .
وللشيخ موقف حاسم من الدعوى ، حيث إن دعوى المقامات والأحوال والكرامات من أخطر ما يقع من مدعى التصوف ، ولهذا يقول الشيخ : "المدعى منازع للربوبية" (حكمة 75) .
ويذكر ابن عربى أن شيخه أبا مدين كان على قدر عظيم من التوكل على الله وتفويض الأمر إليه ، فإن العارف يعلم أن الأمر الذى بيده تعالى ليس له وأنه مستخلف فيه ، ثم قال له الحق : هذا الأمر الذى استخلفتك فيه وملكتك إياه اجعلنى واتخذنى وكيلا فيه ، فامتثل الشيخ أبو مدين أمر الله فاتخذه وكيلا ، فكيف يبقى لمن شهد مثل هذا الأمر همة يتصرف بها ، ولهذا قال بعض الأبدال للشيخ عبد الرزاق : قل للشيخ أبى مدين بعد السلام عليه : يا أبا مدين لم لا يعتاص علينا شىء وأنت تعتاص عليك الأشياء ، ونحن نرغب فى مقامك وأنت لا ترغب فى مقامنا( [10]) .
وابن عربى هنا فى هذا النص يضع أيدينا على أمر يقع لبعض سالكى طريق التصوف وهو أن يرزقه الله همة يتصرف بها فى الكون ، فيتصرف ومن هنا تقع له الكرامات ، وأن من كمل حاله وتحقق بمقام التوكل على الله لا تبقى له همة يتصرف بها ، ومن هنا تعتاص الأشياء على أبى مدين ، ولا تعتاص على من هو دونه فى المقام من الأولياء لفرحهم بما رزقهم الله من الهمة والقدرة على التصرف ، بينما ذهبت همة أبى مدين فى الوقوف مع الله حسب مراده ، ومن كان هكذا من رجال الله كان أعلى درجة ممن تخرق له العادات.
وكان أبو مدين دائم الشهود كما كان صاحب غيرة ومن ثم كان يظهر الكرامات غيرة على دعوة الرسل أن ترد ، ويشرح لنا ابن عربى رحمه الله تعالى ذلك فيقول فى الباب (242) فى معرفة عين التحكم : ((عين التحكم عند القوم التصرف لإظهار الخصوصية بلسان الانبساط فى الدعاء وهذا ضرب من الشطح وقريب منه لما يتوهم من دخول النفس فيه إلا أن يكون عن أمر إلهى ... فعين التحكم مخصوص بالرسل فى إظهار المعجزات والتحدى بها عن الأمر الإلهى ... مثل قوله صلى الله عليه وسلم : أنا سيد الناس يوم القيامة فلما كان فى قوة هذا اللفظ إظهار الخصوصية عند الله ، ومن هو مشغول بالله ما عنده فراغ لمثل هذا ، ومن شغل أهل الله بالله امتثال أمر الله ، فأخبر صلى الله عليه وسلم حين علم فقال : ولا فخر ، أى : ما قصدت الفخر ، أى : هكذا أمرت أن أعرفكم ، فإن العارف كيف يفتخر والمعرفة تمنعه ، ومشاهدة الحق تشغله ولا يظهر مثل هذا ممن ليس بمأمور به إلا عن رعونة نفس أو فناء لغلبة حال يستغفر الله من ذلك إذا فارقه ذلك الحال الذى أفناه ، وقد يظهر مثل هذا من صاحب الغيرة خاصة وهو مذهب شيخنا أبى مدين ... فلا يدل على إظهار الخصوصية وذلك بأن يرى الإنسان دعوة الرسل تُرَدُّ ويتوقف فى تصديقها ... فيقوم هذا العبد مقام وجود الرسول فيدعى ما يدعيه الرسول من إقامة الدلالة على صدق الرسول فى رسالته نيابة عنه فيأتى بالأمر المعجز على طريق التحدى للرسول لا لنفسه فيظهر منه ذلك( [11]) .
وفى هذا المعنى يقول الشيخ العارف الكبير سيدى أحمد الزاهد : كل فقير لا يظهر له برهان لا يحترم له جناب( [12]) .
ومما حكى عن الشيخ أبى مدين أنه "... من جملة كراماته رضى الله عنه أنه كان راكبا فى سفينة فتأتى إليه الأولياء على الماء والهواء سائرين يأخذون عنه الطريق فقال رجل : هذا الشيخ لو كان فى غير السفينة لغرق فكيف هذا ؟ الرجال يأتونه ويأخذون عنه الطريق فبلغ الشيخ هذا القول فقال : هذا شىء ما قصدناه ولا طلبناه ..."( [13]) ، وهذا ما يؤكد لنا أن أبا مدين كان فى المرتبة العليا من رجال الله الذين ذكرهم ابن عربى ، وكثير من كراماته أما فى بداية سلوكه ، أو ظهرت من مقام الغيرة كما تقدم .
وهكذا يتضح مما سبق من آراء الشيخ أبى مدين فى الكرامات أن الشيخ متسق فى آرائه مع مذاهب أهل السنة فى العقيدة والفقه ، وأنه أحد الأئمة الذين التزموا آداب الكتاب والسنة ، وسعوا إلى العمل بها وتطبيقها وتربية المريدين عليها .







وقال أخر
مدين
رأس هذه الأسرة شعيب بن حسين الأندلسي الزاهد أبو مدين 514 - 593 للهجرة. المعروف ب أبو مدين التلمساني شيخ أهل المغرب توفى سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة ب تلمسان.جال وساح، واستوطن بجاية مدة، ثم تلمسان. ذكره ابن الآبار وأثنى عليه، قال: " مات في نحو التسعين وخمسمائة بتلمسان، وكان من أخره كلامه: " الله الحي!، ثم فاضت نفسه ". ويؤكدالباحث جمال الدين فالح الكيلاني في كتابه الامام عبد القادر الجيلاني تفسير جديد انه من تلاميذ الامام الجيلاني وشيخ القادرية في المغرب العربي وقال محي الدين بن العربي: كان سلطان الوارثين أخاه عبد الحق، وكان إذا دخل عليه وجد حالة حسنة سنية، فيقول: " وهذا وارث على الحقيقة! ومن علامات صدق المريد - في بدايته - انقطاعه عن الخلق، أو فراره؛ ومن علامات صدق فراره عنهم وجوده للحق؛ ومن علامات صدق وجوده للحق رجوعه للخلق " والشيخ أبى مدين التلمساني المغربي من أعيان مشايخ المغرب في القرن السادس الهجرى، وكان يعرف في بلاد المغرب باسم الشيخ شعيب، وكان جميل الخلقة متواضعا زاهدا ورعا محققا ظريفا متحليا بكل مكارم الأخلاق، فأجمعت المشايخ على تعظيمه وإجلاله وتأدبوا بأدبه وكثر تلاميذه ومريدوه وذاعت شهرته في كل شمال أفريقيا. وقد نشأ الشيخ شعيب في بلدة بجاية بالمغرب الأقصى وأنجب ولده مدين هناك فعرف بأبى مدين، وظل يمارس الوعظ والإرشاد في جامع البلدة ومدرستها حتى بلغ الثمانين من عمره وعرف في كل بلاد المغرب، وسمع به أمير المؤمنين أحد أحفاد الأدارسة، وخليفة المغرب الأقصى في ذلك الوقت وكان موجودا بمدينة تلمسان فأرسل في طلبه. ويقص علينا الشعرانى وغيره من مؤرخى الطبقات قصة ذهابه إلى تلمسان فيقول: وكان سبب دخوله تلمسان أن أمير المؤمنين لما بلغه خبره أمر بإحضاره من (بجاية) ليتبرك به، فلما وصل الشيخ شعيب إلى تلمسان، قال: مالنا للسلطان، الليلة نزور الإخوان، ثم نزل وذهب إلى المسجد الجامع هناك، واستقبل القبلة وتشهد وقال: ها قد جئت ها قد جئت، وعجلت إليك رب لترضى، ثم قال: الله الحى، ثم فاضت روحه إلى بارئها قبل أن يرى السلطان ".ومن أقوال الشيخ أبى مدين المأثورة : ليس للقلب إلا وجهة واحدة متى توجه إليها حجب عن غيرها وكان يقول :الغيرة أن لا تعرف ولا تعرف وأغنى الأغنياء من أبدى له الحق حقيقة من حقه وأفقر الفقراء من ستر الحق حقه عنه.وبعد وفاة الشيخ شعيب حوالي سنة 580هجرية وقيل 593هجرية جاء ولده مدين إلى مصر واستقر في مدينة طبلية من أعمال المنوفية وكان عند مجيئه من تلمسان بالمغرب فقيرا معدما لا يملك شيئا. ولكن صلاحه وورعه وتقواه جعل أهل طبلية يلتفون حوله، وأكرموا وفادته وتفانوا في حبه حتى أنه عندما أراد الرحيل إلى بلد أخر لم يمكنوه من الخروج من بلده طبلية حتى مات. أما ولده أحمد أبو مدين الأشموني الذى ذهب إلى أشمون بعد وفاة والده وكان وليا صالحا كوالده وجده فاحبه الناس وكانوا يترددون عليه لتبرك به وعرف بالأشمونى أما ولده مدين بن أحمد الأشموني فقد أشتغل هناك بالعلم حتى صار يفتى الناس وقد أسلم على يديه كثير من بيوت النصارى بأشمون منهم أولاد إسحاق الصديرية والمقامة والمساعنة وهم مشهورون في أشمون. ولم يقنع شيخنا مدين بن أحمد الأشمونى بما حصل عليه من علم في أشمون فسأل كبار الفقهاء والشيوخ النصح والمشورة فلما عرفوا منه أنه يريد الطريق إلى الله تعالى واقتفاء آثار القوم أشاروا عليه أن لابد له من شيخ، فخرج إلى القاهرة وقد وافق خروجه مجئ الشيخ محمد الغمرى يبحث هو الآخر عن شيخ له، وهنا يحدثنا الشعرانى عما حدث لهما إذ يقول: فسألوا عن شيخ يأخذون عنه من مشايخ مصر فدلوهما على سيدى محمد الحنفى الموجود ضريحه ومسجده الآن بحى الحنفى ب السيدة زينب فبينما هما في شارع بين القصرين (الصاغة الآن) وإذ بشخص من أرباب الأحوال قال لهما: ارجعا ليس لكما نصيب الآن عند الأبواب الكبار، ارجعا إلى الشيخ الزاهد، فرجعا إليه فلما دخلا عليه، تنكر لهما ولكنه سرعان ما رضى عنهما ولقنهما العلم وأخلاهما (أى أعطاهما خلاوى للإقامة بها). ويضيف الشعرانى فيقول: ففتح الله على سيدى مدين بن أحمد بن مدين بن شعيب رضى الله عنه في ثلاثة أيام وأما سيدى محمد الغمرى فأبطأ فتحه نحو خمس عشرة سنة.ولما توفى الشيخ الزاهد ذهب الشيخ مدين إلى سيدى محمد الحنفى وصحبه وأقام عنده مدة في زاويته مختليا في خلوة حتى إذا ما وضع قدمه على أول الطريق، طلب من الشيخ محمد الحنفى إذنا بالسفر إلى زيارة الصالحين بالشام وغيره، فأعطاه الشيخ محمد إذنا ،فأقام مدة طويلة سائحا في الأرض لزيارة الصالحين ،ثم رجع إلى مصر فأقام بها واشتهر وشاع أمره وانتشر وقصده الناس واعتقدوه وأخذوا عليه العهود، وكثر أصحابه ومريدوه في إقليم مصر وغيرها. ولما بلغ أمره الشيخ أبو العباس المرسى خليفة الشيخ محمد الحنفى قال : لا إله إلا الله ظهر مدين بعد هذه المدة الطويلة ،والله لقد أقام عند سيدى في هذه الزاوية نحو الأربعين يوما حتى كمل ومن هنا نرى أن الشيخ محمد أخذ أول الطريق عن الشيخ الزاهد وانتهى عند الشيخ محمد الحنفى، ولذلك قيل كان رضاعه على يد الشيخ الزاهد وفطامه على يد سيدى محمد الحنفى. ولما مات الشيخ مدين سنة 851 هجرية دفن في زاويته التي أقيم عليها مسجده الموجود حاليا في خط باب الشعرية بداخل حارة مدين وبه ضريح سيدى مدين ويعمل له مولد كل سنة ومنافعه كاملة وشعائره مقامه ويتكون ضريح الشيخ مدين من حجرة مربعة الشكل بأركانها العليا مقرنصان كانت تعلوها في الأصل قبة سقطت وأقيم بدلا منها سقف خشبى مسطح. وفى وسط الحجرة توجد المقبرة وفوقها تركيبة خشبية عليها كسوة من القماش ويعلو المدخل الرئيسى للمسجد الذى يقع في الجهة الغربية المئذنة وهى تتكون من أربع دورات :الدورة الأولى والثانية ترجعان إلى القرن التاسع الهجرى أى إلى عصر الشيخ مدين.أما الدورتان الثالثة والرابعة فتجديدات ترجع إلى العصر العثمانى

(1)الطبقات الكبرى :ج 1 ص 154، الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية.
(2) الطبقات الكبرى :ج2 ص 101.
(3) الخ طط التوفيقية: ج5 ص
( الشريف على محمود محمد على
)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 30 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط