موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: مقامات آل البيت(-القطب الشعرانى )لحسن قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 14, 2013 3:57 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6428

القطب الشعرانى ( ... – 973 )


يقول النسابة حسن قاسم فى كتابه عن سيدى عبد الوهاب الشعرانى رضى الله عنه



صورة


صورة



صورة


صورة

صورة




الإمام العامل ، والهمام الكامل ، إنسان عين ذوى الفضائل ، وعين إنسان الواصلين ، من ذوى الفضائل العابد ، الزاهد الفقيه ، المحدث ، الصوفى ، المربى المسلك ن قطب دائرة فلك المتقين ، قدوة الأولياء والعارفين ، فريدة الأتقياء والواصلين ، ووارث علوم الأنبياء والمرسلين ، المنتظم بسلسلة ( علماء أمتى كأنبياء بنى إسرائيل ) (1)----------------------------------------------------------------------------------
(1) أخرجه الألبانى
فى السلسلة الضعيفه 666 والفتنى فى ( تذكرة الموضوعات 20 وعلى القارى فى الأسرار المرفوعة 247 والعجلونى فى كشف الخفاء 2/83 والشوكانى فى الفوائد المجموعة 786 والسيوطى الحلبى فى الدرر المنتثرة فى الأحاديث المشتهرة 113 .
مرشد الخلائق إلى سواء السبيل ، المختص بشرائف عواطف الملك التواب ، المتفيض عليه من كمال الأسرار والمعارف من لدن العليم الوهاب ، قطب الأنجاب والأبدال والأقطاب ، استاذ أهل الأرشاد والتسليك الشريف حسا ومعنى ، حسبا ونسبا ، بلا تحقيق ، طاهر النسبتين ، المتمتع بمشاهدة جمال الحضرتين ، تاج الدين ، وغوث المسلمين ، وأستاذ المتصوفين ، وملاذا أهل التميكن ، صاحب المدد الأكبر ، والفضل الذى لا يحصر ، أبو المواهب شرف الدين سيدنا ومولانا عبد الوهاب بن سيدنا أحمد بن سيدنا شهاب الدين على الشعرانى الأنصارى الشافعى ، المحمدى ذاتا وصفاتا ، الشاذلى طريقة وحقيقة ، المجاهد الغازى ، قطب الطريقة الشعرانية الشاذلية ، وعين أعيان أهل الدوائر العلية .
كان رضى الله عنه من أصحاب الدوائر الكبرى المتمكين فى الولاية من يوم *(ألست بربكم )* } الأعراف :172 { وكان باطنه وظاهره محمديا ، وإن شئت قلت خضريا نورانيا .
تربى رضى الله عنه يتيما بكفالة نبى الله سيدنا الخضر عليه السلام ، وبنظرات جده سيدى شهاب الدين رضى الله عنه ، فولد ونشأ رضى الله عنه وليا من أولياء الله تعالى ، ولما ترعرع وصار فى ريعان شبابه ، ظهرت فيه علامات النجابة ومخايل الولاية ، فاجتهد فى طلب العلوم ، وحفظ القرآن الكريم ، وبعض المتون ، وحاز العلوم والفنون ، وتستر بالفقه حتى كمل رشده ، وطار ذكره ، اشتغل بالطريق فلاحت علييه بشارات أهل التحقيق ، وصار ركنا من أركان الطريق يعتمد عليه ، وقد أقامه الله رحمة للعباد ، لما أجتمع بسيد العباد ، وجامهد جهاد الأبطال حتى عد من فحول الرجال .
ومكث سنين طوالا لا يتضجع على الأرض ليلا ولا نهارا ، بل أتخذ له حبلا فى سقف خلوته ، فجعله فى عنقه ليلا حتى لا يسقط ، وكان يطوى الايام المتوالية ، ويديم الصوم ، ويفطر على أوقيه من الخبز ، ويجمع الخرق من الكيمان ، فيتخذها مرقعة فيستتر بها ، وكانت عمامته من شراميط الكيمان ، وقصاصة الجلود واستمر على ذلك حتى قويت روحانية ، فصار يطير من صحن جامع الغمرى إلى سطوحه ، ورأى فى مجلسه الجنة والنار ، والصراط والحشر ، والحوض ، وكشف عنه الحجاب ، فشاهد الأمور العجاب ، ورأى ما خلف جبل قاف ، وتكلم بسائ اللغات ، واستأنست به الوحوش ، وتكلم بما يبهر العقول ، وشهدت بفضله الأئمة الأعلام ، ودانت له رقاب الأنام ، وخدمته الإنس والجان ، والوحوش بفضله جميع الآكام ( التل ) واطلع على عجائب مخلوقات الله ، وبلغ به الورع والزهد منتهاه حتى إذا مشى رحمه الله فى الأسواق ، تندلق علهي الناس أى اندلاق ، واعتقدته جميع الخلائق ، حتى اليهود والنصارى ، واسلم على يديه الكثيرر منهم ، وتاب على يديه من العصاه ما لا يحصر عدده وصاروا من فقراته ، لما امدهم بمدده ، وكان يسمع لزوايته دوى كدوى النحل ليلا ونهارا من خارج أبواب النصر .
خدم المشايخ والأولياء فخدمته أهل الأرض والمساء ، وسعوا له حبوا على وجوههم ، وأذعنت له الأمراء رغم أنوفهم ن كانت تأتى غليهم الشفاعات ، فيقبلونها صاغرين ، ويجبرون أصحابها ويردونهم سالمين .
وكان رضى الله عنه مجاب الدعوة ، عظيم السمعة ، لين الجانب ، بساما متواضعا متقشفا ( ترك الترفع والتعم ) .
وكان يلبس فى بدايته الملابس الغالية ، ويجالس العلماء ويلاطفهم ، وكان مواظبا على السنة المحمدية ، مراعيا للمذاهب الأربعة لا يفرق بينهم ، وقد اطلعه اللهسبحانه وتعالى على مقاماتهم ، وكان يقول : جزاهم الله عنا خيرا .
وكان رضى الله عنه موزعا أوقاته على العبادة ما بين تأليف وتصنيف ، وذكر وتذكير وصلاة على البشير النذير ، وتربية بالدلال والكمال .
أعطى رضى الله عنه ناطقة جميع الأولياء ، وكانت تنبت الأولياء بساجة ، كما تنبت الأرض بماء السماء .
وكان رضى الله عنه متخلقا بأخلاق أهل الله ، مؤثرا على نفسه ، كريما يعطى عطايا الملوك ، وينفق على الفقراء وذوى الحاجات ، وكان يجتمع عنده بالزاوية نحو مئة من الفقراء فكان يقوم بهم نفقة وكسوة .
وكان عظيم الهيبة وافر الحرمة ، يأتى إلى بابه أكابر الأمراء ، فتارة يجتمعون به وتارة لا يجتمعون .
وكان رضى الله عنه ذا همة عالية ، فكان يأتيه الكتاب الكبير الحجم ، فيطالعه ويراجعه ، ويضع عليه تقريرراته فى ليلة واحدة وارسل له ناصر الدين اللقانى ( مدونة الإمام ملك ) (1) رضى الله عنه مع النقيب ، ليراجع فيها مسألة اشكلت عليه فى الظاهر ، فلما أتى بها النقيب ، وصل إليه فى الزاوية مساء ، فأعطاها له ن وأراد الانصراف ، فقال له : حتى تأخذها فى الصباح ، وبات عندنا هذه الليلة ، فبات النقيب ، وأخذ المدونة سيدى عبد الوهاب ، ودخل خلوته ، وبعد مضى زمن يسير ، خرج من الخلوة ، وردها إليه ، فأصبح الرجل ، ومضى إلى سيدى ناصر الدين ، والمدونة معه ، ففتحها سيدى ناصر الدين اللقانى ، فوجد عليها تقريرات وتصليحات ، فتعجب غاية العجب ، فسأله نقيبه عن ذلك ، فقال : لا أعلم غير أن سيدى عبد الوهاب لما أخذها منى ، ودخل خلوته ، ردها غلى بعد عشرين درجة ن فلم أفتحها ، واحضرتها إليك كما هى ، ولقد رايته يا سيدى والله ما ترك وردا من أوراده ، ولا تهجداته .
وكانت الأمراء وأرباب الجاه يحبونه محبة شديدة ، ويعتقدونه لصلاحه وورعه ، وكان السلطان الغورى رحمه الله يحبه محبة شديدة ويعتقده اعتقادا جازما ، وأهدى له مرة سجادة وشاشا عرضه سبعى أذرع وطوله ثلاثون ذراعا أهداها له سلطان الهند فى قشرة الجوزة ، فأعطى رضى الله عنه الشاش لأخيه سيدى مولانا عبد القادر وابقى السجادة ولم يستعملها مدة حياته ، ولم يردها على السلطان أدبا منه ، وكان هذا ديدنه ، ومشربه الدب مع ولاة الأمور ، ومن دونهم ، يراعى حرمة الفقير والغنى ، والكبير ، وهذه قطرة من بحر فضائله .
وكيف لنا أن نقوم بحصر مناقبه ؟ فهو إمام المحققين على الإطلاق ، ومربى المريدن بأقوى قواعد التمكين ن ووفاتح أقفال غوامض معنوايات غشارات المحققين ومعبر رموز محلات مشكلات العارفين ، واسطة عقد السالكين وريحانة وجود الواصلين ، الذي أقامته القدرة الألهية ، ورتبته العناية الربانية ، والللطائف الرحمانية ، فسلك الطريقة الإلهية ، متبعا للكتاب العزيز والسنة المحمدية ، وتفقه حتى وصل غلى الغاية ، فى مذهب السادة الشافعية ن وفتح الله عليه بالافتتاحات الربانية .
(1) كتاب المدونة : فى مذهب الإمام مالك وأخذها عن ابن القاسم ، وكان أول من شرع فى تصنيف المدونة اسد بن الفرات الفقيه المالكى بعد رجوعه من العراق ، واصبها أسئلة سأل عنها ابن القاسم فأجابه عنها وجاء بها أسد بن الفرات غلى القيروان وكتبها عنه سحنون وكانت تسمى الأسدية ثم رحل بها سحنون الى ابن القاسم فعرضها عليه وأصلح فيها مشائل ( للتوسع انظر وفيات الأعيان 3/181 ترجمة سحنون )
( أسد بن الفرات ) : أبو عبد الله أسد بن الفرات بن سنان قاضي القيروان، تلميذ مالك بن أنس. ولد سنة 142 هـ/759 م بحرّان من أعمال ديار بكر بالشام (وأصله من نيسابور). رحل أبوه من حرّان إلى القيروان في جيش محمد بن الأشعث عام 144هـ/761م وأخذه معه وهو طفل فنشأ بها وتفقه فيها. تلقى العلم بإفريقية عن علي بن زياد ثم ارتحل إلى المشرق في طلب العلم سنة 172 هـ/788م، وأخذ عن الإمام مالك، ثم ارتحل الي العراق وأخذ عن أبي يوسف والشيباني مذهب أبي حنيفة. ثم ارتحل إلي مصر، فقابل أئمة الفقة من أصحاب مالك، فأخذ عن ابن القاسم. اشتغل بعد رجوعه بالتدريس ونشر العلم. فكان يدرس المذهبين الكبيرين السائدين في العالم الإسلامي إذ ذاك، مذهب أهل الحديث في المدينة النبوية، ومذهب أهل الرأي في بغداد. فتتلمذ عليه الكثير أمثال سحنون بن سعيد. وهو أول من أدخل مذهب الإمام مالك إلى الجزائر.اتخذ ابن الفرات القيروان مقراً له بعد عودته، فأقبل عليه الناس من كل مكان، من المغرب والأندلس، فاشتهر أمره وظهر علمه وارتفع قدره، وجاءته الأسئلة من أقصى البلاد ليجيب عنها فكان يجلس إليه أتباع مذهب مالك، وأصحاب المذهب العراقي، فيأخذ في عرض مذهب أبي حنيفة، وشرح أقوال العراقيين، فإذا فرغ منها صاح صائح من جانب المجلس: "أوقد المصباح الثاني يا أبا عبد الله"، فيأخذ في إيراد مذهب مالك وشرح أقوال أهل المدينة، فكان هذا نهجاً جديداً في دراسة الفقه المقارن.
( سحنون ) الامام سحنون
160 – 240هــ

هو أبو سعيد عبد السلام سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي. من أشهر فقهاء المالكية بالمغرب العربي. ولد بمدينة القيروان سنة 160 هـ وتتلمذ لأكبر علمائها. رحل إلى المشرق طالبا للعلم سنة 188 هـ فزار مصر والشام والحجاز. عاد الإمام سحنون إلى القيروان سنة 191 هـ وعمل على نشر المذهب المالكي ليصبح بذلك المذهب الأكثر انتشارا في إفريقية والأندلس. تولّى القضاء سنة 234 هـ/848م حتى وفاته في رجب سنة 240 هـ، ودفن بالقيروان.
من أشهر مؤلفاته المدونة الكبرى التي جمع فيها مسائل الفقه على مذهب مالك بن أنس.
للإمام سحنون ضريح يقع بالقرب من مدينة القيروان.
ورد في “وفيات الأعيان” لابن خلكان:
” أبو سعيد عبد السلام بن سعيد بن حبيب بن حسان بن هلال بن بكار بن ربيعة التنوخي الملقب سحنون الفقيه المالكي، قرأ على ابن القاسم وبن وهب وأشهب ثم انتهت الرياسة في العلم بالمغرب إليه، وكان يقول قبح الله الفقر، أدركنا مالكاً وقرأنا على ابن القاسم. كان أصله من الشام من مدينة حمص قدم به أبوه مع جند أهل حمص وولي القضاء بالقيروان وعلى قوله المعول بالمغرب. وصنف كتاب ” المدونة ” في مذهب الإمام مالك رضي الله عنه، وأخذها عن ابن القاسم وكان أول من شرع في تصنيف ” المدونة ” أسد بن الفرات الفقيه المالكي بعد رجوعه من العراق وأصلها أسئلة سأل عنها ابن القاسم فأجابه عنها، وجاء بها أسد إلى القيروان وكتبها عنه سحنون، وكانت تسمى “الأسدية ” ثم رحل بها سحنون إلى ابن القاسم في سنة ثمان وثمانين ومائة فعرضها عليه وأصلح فيها مسائل ورجع بها إلى القيروان في سنة إحدى وتسعين ومائة، وهي في التأليف على ما جمعه أسد ابن الفرات أولاً غير مرتبة المسائل ولا مرسمة التراجم، فرتب سحنون أكثرها وبوبه على ترتيب التصانيف واحتج لبعض مسائلها بالآثار من روايته من موطإ ابن وهب وغيره، وبقيت منها بقية لم يتمم فيها سحنون هذا العمل المذكور، ذكر هذا كله القاضي عياض وغيره.
وذكر لي بعض الفقهاء المالكية أن الشيخ جمال الدين أبا عمرو المعروف بابن الحاجب الفقيه المالكي النحوي -الآتي ذكره بعد هذا إن شاء الله تعالى واسمه عثمان – قال: إن أسد بن الفرات الفقيه المالكي جاء من الغرب إلى مصر وقرأ على ابن القاسم وأخذ عنه “المدونه ” وكانت مسودة وعاد بها إلى بلاده فحضر إليه سحنون وطلبها منه لينقلها فبخل عليه بها فرحل سحنون إلى ابن القاسم وأخذ عنه ” المدونة ” وقد حررها ابن القاسم فدخل بها إلى الغرب وعلى يده كتاب ابن القاسم إلى أسد بن الفرات يقول فيه: تقابل نسختك بنسخة سحنون فالذي تتفق عليه النسختان يثبت والذي يقع فيه الاختلاف فالرجوع إلى نسخة سحنون، وتمحى نسخة ابن الفرات فهذه هي الصحيحة فلما وقف ابن الفرات على كتاب ابن القاسم عزم على العمل به، فقال له أصحابه: إن عملت هذا صار كتاب سحنون هو الأصل وبطل كتابك، وتكون أنت قد أخذته عن سحنون، فلم يعمل بكتاب ابن القاسم، فلما بلغ ابن القاسم الخبر قال: اللهم لا تنفع أحداً بابن الفرات ولا بكتابه، فهجره الناس لذلك، وهو الآن مهجور، وعلى كتاب سحنون يعتمد أهل القيروان.
وجاء في “سير أعلام النبلاء” للذهبي:
” الإمام العلامة فقيه المغرب أبو سعيد عبد السلام بن حبيب بن حسان بن هلال بن بكار بن ربيعة بن عبد الله التنوخي الحمصي الأصل المغربي القيرواني المالكي قاضي القيروان وصاحب المدونة ويلقب بسحنون ارتحل وحج.
وسمع من سفيان بن عيينة والوليد بن مسلم وعبد الله بن وهب وعبد الرحمن بن القاسم ووكيع بن الجراح وأشهب وطائفة.
ولم يتوسع في الحديث كما توسع في الفروع.
لازم ابن وهب وابن القاسم وأشهب حتى صار من نظرائهم وساد أهل المغرب في تحرير المذهب وانتهت إليه رئاسة العلم وعلى قوله المعول بتلك الناحية وتفقه به عدد كثير وكان قد تفقه أولاً بإفريقية على ابن غانم وغيره وكان ارتحاله في سنة ثمان وثمانين ومائة وكان موصوفاً بالعقل والديانة التامة والورع مشهوراً بالجود والبذل وافر الحرمة عديم النظير.
أخذ عنه: ولده محمد فقيه القيروان وأصبغ بن خليل القرطبي وبقي بن مخلد وسعيد بن نمر الغافقي الإلبيري الفقيه وعبد الله بن غافق التونسي ومحمد بن عبد الله بن عبدوس المغربي ووهب بن نافع فقيه قرطبة ويحيى بن القاسم بن هلال الزاهد ومطرف بن عبد الرحمن المرواني مولاهم ويحيى بن عمر الكناني الأندلسي وعيسى بن مسكين وحمديس وابن مغيث وابن الحداد وعدد كثير من الفقهاء.
فعن أشهب قال: ما قدم علينا أحد مثل سحنون.
وعن يونس بن عبد الأعلى قال: سحنون سيد أهل المغرب. وروي عن ابن عجلان الأندلسي قال: ما بورك لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه ما بورك لسحنون في أصحابه فإنهم كانوا في كل بلد أئمة.
وروي عن سحنون قال: من لم يعمل بعلمه لم ينفعه علمه بل يضره.
وقال سحنون: إذا أتى الرجل مجلس القاضي ثلاثة أيام متوالية بلا حاجة فينبغي أن لا تقبل شهادته.
وسئل سحنون: أيسع العالم أن يقول: لا أدري فيما يدري؟ قال: أما ما فيه كتاب أو سنة ثابتة فلا وأما ما كان من هذا الرأي فإنه يسعه ذلك لأنه لا يدري أمصيب هو أم مخطئ.قال الحافظ أحمد بن خالد: كان محمد بن وضاح لا يفضل أحداً ممن لقي على سحنون في الفقه وبدقيق المسائل. وعن سحنون قال: أكل بالمسكنة ولا أكل بالعلم محب الدنيا أعمى لم ينوره العلم ما أقبح بالعالم أن يأتي الأمراء والله ما دخلت على السلطان إلا وإذا خرجت حاسبت نفسي فوجدت عليها الدرك وأنتم ترون مخالفتي لهواه وما ألقاه به من الغلظة والله ما أخذت ولا لبست لهم ثوباً. وعن سحنون قال: كان بعض من مضى يريد أن يتكلم بالكلمة ولو تكلم بها لانتفع بها خلق كثير فيحبسها ولا يتكلم بها مخافة المباهاة وكان إذا أعجبه الصمت تكلم ويقول: أجرأ الناس على الفتيا أقلهم علماً. وعنه قال: أنا أحفظ مسائل فيها ثمانية أقاويل من ثمانية أئمة فكيف ينبغي أن أعجل بالجواب؟ وقيل: إن زيادة الله الأمير بعث يسأل سحنوناً عن مسألة فلم يجبه فقال له محمد بن عبدوس: أخرج من بلد القوم أمس ترجع عن الصلاة خلف قاضيهم واليوم لا تجيبهم؟!. قال: أفأجيب من يريد أن يتفكه يريد أن يأخذ قولي وقول غيري ولو كان شيئاً يقصد به الدين لأجبته.
وعنه قال: ما وجدت من باع آخرته بدنيا غيره إلا المفتي. وعن عبد الجبار بن خالد قال: كنا نسمع من سحنون بقريته فصلى الصبح وخرج وعلى كتفه محراث وبين يديه زوج بقر فقال لنا: حم الغلام البارحة فأنا أحرث اليوم عنه وأجيئكم فقلت: أنا أحرث عنك فقرب إلي غداءه خبز شعير وزيتاً. وعن إسماعيل بن إبراهيم قال: دخلت على سحنون وهو يومئذ قاض وفي عنقه تسبيح يسبح به. وعن أبي داود العطار قال: باع حنون زيتوناً له بثمان مائة فدفعها إلي ففرقتها عنه صدقة. وقيل: كان إذا قرئت عليه “مغازي” ابن وهب تسيل دموعه وإذا قرئ عليه الزهد لابن وهب يبكي.وعن يحيى بن عون: قال: دخلت مع سحنون على ابن القصار وهو مريض فقال: ما هذا القلق؟ قال له: الموت والقدوم على الله قال له سحنون: ألست مصدقا بالرسل والبعث والحساب والجنة والنار وأن أفضل هذه الأمة أبو بكر ثم عمر والقرآن كلام الله غير مخلوق وأن الله يرى يوم القيامة وأنه على العرش استوى ولا تخرج على الأئمة بالسيف وإن جاروا قال: إي والله فقال: مت إذا شئت مت إذا شئت. وعن سحنون قال: كبرنا وساءت أخلاقنا ويعلم الله ما أصيح عليكم إلا لأؤدبكم. وعن سحنون قال: ما عميت علي مسألة إلا وجدت فرجها في كتب ابن وهب. وقيل: إن طالباً قال: رأيت في النوم كأن سحنوناً يبني الكعبة قال: فغدوت إليه فوجدته يقرأ للناس مناسك الحج الذي جمعه. وقيل: إنه سمع من حفص بن غياث وإسحاق الأزرق ووكيع ويحيى بن سليم الطائفي وعبد الله بن طليب المرادي وبهلول بن راشد وعلي بن زياد التونسي وعبد الله بن عمر بن غانم الرعيني وشعيب بن الليث المصري ومعن القزاز وأبي ضمرة الليثي ويزيد بن هارون وعدة. قال أبو العرب عمن حدثه: كان الذين يحضرون مجلس سحنون من العباد أكثر من الطلبة كانوا يأتون إليه من أقطار الأرض ولما ولي سحنون القضاء بأخرة عوتب فقال: ما زلت في القضاء منذ أربعين سنة هل الفتيا إلا القضاء؟!…..-----------------------------------------------------------------------------------------------------
ولم يزل معظما فى صدور الصدور ، مبجلا فى عيون الأعيان ، حتى نقله الله تعالى إلى دار كرامته ، عام تسع مئة وثلاثة وسبعين ، ودفن بزاويته بين الصورين ، وحضر جنازته جمع حافل من العلماء والفقهاء والأمراء والفقراء وكان يوما مشهودا فى مصر ، وصلى عليه بالأزهر الشريف ، وقرىء نسبه الشريف على الدكة وحملوه على الأعناق ، حيث مدفنه ، وحضرت جنازته الأولياء الأحياء والأموات ، ورجال الدوائر من الإنس والجن من سكان البرارى والوديان وما وراء البحار ، حتى لم تر قط جنازة بمصر مثل جنازته ، وعكفت الطيور تحوم حول نعشه وبكت عليه الجمادات وتقطعت القلوب أسفا عليه .
وخلف رحمه الله ذكرا باقيا ، وثناء عطرا زاكيا ، وبعد وفاته تناثرت الخيرات على زاويته من كل فج عميق ، فأوقفوا العقارات والأطيان ، وشيدوا له مسجدا جامعا يليق بمقامه ، وضريحا خاصا له ويعاليه قبة معقودة ومقصورة ورتبوا له المرتبات ، وصار مسجدا يعد من أعظم مساجد مصر وضريحه من أجل الأضرحة التى يستجاب عندها الدعاء ومدده فائض بين العباد ، تقصده ذوو الحاجات والمتعشرين ، فيقفون بين يديه ، ويتوسلون إلى الله بكشف الكروب ، وما زاره حد إلا ورد مجبور الخاطر ، وهو رضى الله عنه نصير الضعفاء حيا وميتا ، تردحم الناس عليه وينذرون له النذور والشموع ، وما من أحد حل ساحته إلا وافاض عليه من مدده ، رحمه الله وتقصده أهالى مصر قاطبة ، من كل ملة ، ويؤملون عنده خيرا كثيرا ، اللهم أمدنا بمدده الفياض واحشرنا تحت لوائه ، وأدم علينا بركاته ، آمين
.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقامات آل البيت(-القطب الشعرانى )لحسن قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 28, 2013 1:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8038
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 2 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط