والأن نرى ما قاله المقريزى
*******************
فى الجزء الثانى من كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية الجزء 2 ص 427 تأليف تقى الدين أبى العباس أحمد بن على المقريزى المتوفى سنة 845هـ قال :-
يذكر أن هذا الرأس الشريف لما أخرج من المشهد بعسقلان وجد دمه لم يجف وله ريح كريح المسك فقدم به الاستاذ مكنون فى عشارى من عشايات الخدمة وأنزل به إلى الكافورى ثم حمل فى السرداب الى قصر الزمرد(1) ثم دفن عند قبة الديلم(2) بباب دهليز الخدمة فكان كل من يدخل الخدمة يقبل الأرض أمام القبر وكانوا ينحرون فى يوم عاشورا ند القبر الابل والبقر والغنم ويكثرون النوح والبكاء ويسبون من قتل الحسين ولم يزالوا على ذلك حتى زالت دولتهم ** وقال ابن عبد الظاهر مشهد الامام الحسين صلوات الله عليه قد ذكرنا أن طلائع بن رزيك المنعوت بالصالح كان قد قصد نقل الرأس الشريف من عسقلان لما خاف عليها من الفرنج وبنى دامعه خارج باب زويلة ليدفنه به ويفوز بهذا الفخار فغلبه أهل القصر على ذلك وقالوا لا يكون ذلك الاعندنا قعمدوا الى هذا المكان وبنو له ونقلوا الرخام اليه وذلك فى خلافة الفائز على يد طلائع فى سنة تسع وأربعين وخمسمائة * وسمعت من يحكى حكاية يستدل بها على بعض شرف هذا الرأس الكريم المبارك وهى أن السلطان الملك الناصر رحمه الله لما أخذ هذا القصر وشى إليه بخادم له قدر فى الدزلة المصرية وكان زمام القصر وقيل له انه يعرف الأموال التى بالقصر والدفاتر فأخذ وسئل فلم يجيب بشىء وتجاهل فأمر صلاح الدين بن يوسف الأيوبى نوابه بتعذيبه فأخذه متولى العقوبة وجعل على رأسه خنافس وشد عليها قرمزية وقيل ان هذه أشد العقوبات وان الانسان لا يطيق الصبر عليها ساعة إلا تنقب دماغه وتقتله ففعل ذلك به مرارا وهو لا يتأوء وتوجد الخنافس ميته فعجب من ذلك وأحضره وقال له هذا سر فيك ولا بد أن تعرفنى به فقال والله ما سبب هذا إلا وأنى لما وصلت رأس الامام الحسين حملتها قال وأى سر أعظم من هذا وراجع فى شأنه فعفا عنه * ولما ملك السلطان الملك الناصر جعل به حلقة تدريس وفقهاء وفضها للفقية البهاء الدمشقى وكان يجلس للتدريس عند المحراب الذى بالضريح خلفه فلما وزر معين الدين حسين بن شيخ الشيوخ بن حموية ورد إليه أمرهذا المشهد بعد اخوته من أوقافه ما بنى به ايوان التدريس الآن وبيوت الفقهاء العلوية خاصة وأحترق هذا المشهد فى الأيام الصالحية فى سنة بضع وأربعين وستمائة وكان الامير جمال الدين بن يعمور نائبا عن الملك الصالح فى القاهرة وسببه أن أحد خزان الشمع دخل ليأخذ شيأ فسقطت منه شعله فوقف الأمير جمال الدين المذكور بنفسه حتى طفىء وأنشدته حينئذ فقلت **
قالوا تعصب للحسين ولم يزل *** بالنفس للهمول المخوف معرضا
حتى أنضوى ضوء الحريق وأصبح المسود من تلك المخاوف أبيضــا
الارض الاله بما أتى فكأنـــــــــــه *** بين الانام بفعله موسى الرضــــــا
وقال المقريزى فى ( خبر الحسين ) هو الحسين بن على بن أبى طالب واسمه عبد مناف بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد ماف بن قصى أبو عبد الله وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع وقيل سنة ثلاث وعق رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سابعة بكبش وحلق رأسه وأمر أن يتصدق بزنته فضة وقال أرونى ابنى ما سميتموه فقال على بن أبى طالب حربا فقال بل هو حسين وكان أشبه الناس بالنبى صلى الله عليه وسلم ما كان اسفل من صدره وكان فاضلا دينا كثير الصوم والصلاة والحج وقتل يوم الجمعة لعشرة خلون من المحرم يوم عاشورا سنة احدى وستين من الهجرة بموضع يقال له كربلاء من أرض العراق بناحية الكوفة ويعرف الموضع أيضا بالطف قتله سنان بن انس اليحصبى وقيل قتله رجل من مذحج وقيل قتله شمر بن ذى الجوشن وكان أبرص وأجهز عليه خولى بن يزيد الاصبحى من حمير حز رأسه واتى عبيد الله بن زياد وقال :-
اوقر ركابى فضة وذهبــــا *** انى قتلت الملك المحجبـــــا
قتلت خير الناس أما وأبــا *** وخيرهما اذ ينسبون نسبـــا
وقيل قتله عمرو بن سعد بن أبى وقاص وكان الامير على الخليل التى أخرجها عبيد الله بن زياد الى قتل الحسين وأمر عليهم عمرو بن سعد ووعده أن يوليه الرى ان ظفر بالحسين وقتله وقال بن عباس رضى الله عنهما رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم نصف النهار وهو قائم أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم فقلت بأبى أنت وأمى ما هذا قال هذا دم الحسين لم اول التقطه منذ اليوم فوجدته قد قتل فى ذلك اليوم وهذا البيت زعموا قديما لا يدرى قائله
اترجو أمة قتلت حسينا *** شفاعة جده يوم الحساب
وقال السرى : لما قتل الحسين بن على بكت السماء عليه وبكاؤها حمرتها وعن عطاء فى قوله تعالى فما بكت عليهم السماء والأرض قال بكاؤها حمرة أطرافها وعن على بن مسهر قال حدثتنى جدتى قال كنت أيام الحسين جارية شابة فكانت السماء اياما كأنها علقة وعن الزهرى بلغنى انه ل يقلب حجر من أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين الا وجد تحته دم ويقال انالدنيا أظلمت يوم قتل ثلاثا ولم يمس أحد من زعفرانهم شيأ فجعله على وجهة الا احترق وانهم اصابوا ابلا فى عسكر الحسين يوم قتل فنحروها وطبخوها فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسبقوا منها شيأ وروى أن السماء أمطرت دما فأصبح كل شىء لهم ملآن دما *
(1) قصر الزمرد : هو من جملة القصر الكبير وعرف بقصر قوصون ثم عرف فى زمننا بقصر الحجازية وقيل له قصر الزمرد لانه كان بجوار باب الزمرد أحد أبواب القصر ووجد به فى سنة بضع وسبعين وسبعمائة تحت التراب عمودان عظيمان من الرخام الابيض فعمل لهما ابن عابد رئيس الحراريق السلطانية اساقيل وجرهما الى المدرسة التى أنشأها الملك الأشرف شعبان بن حسين تجاه الطبلخانة من قلعة الجبل
(2) باب الديلم : وكان يدخل منه إلى المشهد الحسينى وموضعه الآن درج ينزل منها إلى المشهد تجاه الفندق
أضرحة القبة
*********
يقول فضيلة الإمام محمد زكى إبراهيم رائد العشيرة المحمدية وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى كتابه مراقد أهل البيت بالقاهرة ما نصه ( قد ابلغنى الأخ المرحوم الشيخ عرفة الكبير شيخ المسجد الحسينى السابق أنه عرف من سابقيه عند تجديد المسجد الحسينى بأمر السلطان الخليفة عبد العزيز (1) فى زيارته لمصر كان الضريح الطاهر ينزل الزوار إليه بعدد من السلالم فأنشأ المهندسون سقف عظيما على مستوى أرض المسجد فوق القبة فتكونت فوق القبر غرفة وضع فيها مقصورة صغيرة وبعض التحف القيمة على سبيل التذكار ونقلت المقصورة الخشبية إلى ضريح السيدة رقية (2) واستبدل بها مقصورة نحاسية حتى أهدى سلطان البهرة (3) المقصورة الفضية الموجودة الآن على الضريح وقد أمر الخديوى إسماعيل باشا بتكلفة المهندس راتب باشا (3) بالاشراف على عمارة المشهد الحسينى وقد فتح الخديوى بجوار المسجد شارع السطة الجديدة ( الموسكى ) (4)
(1) السلطان عبد العزيز : أنشئ شارع عبدالعزيز فى ايام الخديوى اسماعيل وسمى باسم الخليفة السلطان عبدالعزيز حينما زار مصر وهو يمتد من العتبة الخضراء وينتهى بميدان الجمهورية ( عابدين سابقا ) ، ويعتبر هذا الشارع من اهم الشوارع التجارية فى القاهرة حيث كان هذا الشارع من فترة قريبة اكبر سوق لبيع الاجهزة الالكترونية فى القاهرة ثم تحول هذا الشارع حديثا الى محلات لبيع اجهزة المحمول .
(2) مسجد السيدة رقية : ضريح السيدة رقية بنت الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه وهى بشارع الاشرف على يمين السالك إلى ضريح السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنهما وهو مقابل لمسجد السيدة سكينة الإمام الحسين وضريح شجرة الدر
(3)
• سلطان البهرة : ومما نشر فى الصحف والمجلات فى عام 1956 :
أن سلطان طائفة البهرة بالهند الدكتور سيف الدين طاهر كان قد
زار ضريح سيدنا الحسين بكربلاء ، وعقد العزم على أن
يهدى إليه مقصورة فخمة من الفضة المطعمة بالذهب ،
فرأى سيدنا الحسين فى منامه وقال له :
لاعليك ، إن ضريحى بكربلاء لا بأس به ، ولكن أحضرها إلى مقامى بالقاهرة .
وقد روى سلطان طائفة البهرة هذه القصة ، ويعزو إليها السبب
فى إهدائه للمقصورة المقامة الآن على ضريح سيدنا الحسين بالقاهرة .
ومما وقع لكاتب هذه السطور (والحديث لمؤلف الكتاب
الذى نقتبس بعض صفحات كتابه سيدنا الإمام الحسين )
بارك الله فيه وجزاه خير الجزاء وجعلنا وإياه فى كنف سيد الشهداء
وهو يروى فى كتابه :
أننى اعتدت زيارة سيدنا الحسين منذ أكثر من ربع قرن من الزمان ،
وفى خلال هذه الفترة أنعم الله علىَّ بمنح وخيرات
أضعها تحت نظر القراء تحدثاً بنعمة الله .
ففى إحدى هذه الزيارات دعوت الله عز وجل أن أحج
إلى بيته الحرام وأزور رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام -
وكانت حالتى المالية لا تسمح بذلك ، فرأيت فى منامى
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور سيدنا الحسين فى مقامه هذا ،
وقلت له يا رسول الله ، أرجو من الله أن أؤدى فريضة الحج هذا العام على نفقتك .
فبشرنى صلى الله عليه وسلم بذلك ، وقدم لى كشفا بأسماء
من سيؤدون الحج فى ذلك العام على نفقته ، وقرأت اسمى فى هذا الكشف .
وقد أكرمنى الله فعلاً بأن يسر لى أداء الفريضة فى ذلك العام 1395هـ _1975مـ .
وفى عام 1403هـ أثناء تدوينى لهذه الصفحات رأيت سيدنا الحسين
رضى الله عنه جالساً فى ضريحه يسطع فى وجهه النور ،
وتعلوه الهيبة والجلال ، وبيده ريشة وهو يدون تاريخ حياته ،
ثم أشار إلى أحد حكام مصر السابقين وقال لى :
لا تنس أن تذكر أنه فى عهد هذا تم إحضار المقصورة وتوسعة المسجد .
وقد رأيت فى منامى الشيخ عبد المقصود رضى الله عنه - بعد انتقاله -
وهو يزور سيدنا الحسين فى العديد من المرات . وفى إحدى هذه المرات
أدخلنى على ضريح سيدنا الحسين رضى الله عنه ، وكشف الله لى عن منزلته ،
فرأيت نوراً باهراً لم أرَ مثله ، ويعجز القلم عن تصويره ،
وكم من الكرامات أظهرها الله لعبده الحسين ، واستجيبت الدعوات وانفرجت الكربات .
وقد أكرمنى الله سبحانه وتعالى بصحبة رجال عارفين
عاشقين لسيدنا الحسين رضى الله عنه ، وسمعت منهم كثيراً
مما يؤكد أن سيدنا الحسين فى مكانه هذا ، وأنهم قد حظوا برؤيته
(4) الموسكى : أطلق اسم الموسكى على هذا الحي العريق نسبة إلى الأمير عز الدين مؤسك قريب السلطان صلاح الدين الأيوبى وهو الذي أنشأ القنطرة المعروفة بقنطرة الموسكى ويوجد شارع باسم الأمير مـؤسك متفــرع من شارع عبد العزيز تخليدا لمؤسس هذا الحي العريكان واحد من الأمراء وكان قريباً لصلاح الدين الأيوبي، أنشأ قنطرة باسمه في المنطقة التي عاش فيها وبنى فيها قصراً له، إنه الأمير عز الدين مؤسك والذي بنى القنطرة المعروفة بقنطرة الموسكي في المنطقة التي سميت باسمه الموسكي، ورغم كل ذلك مات الأمير عز الدين مؤسك في دمشق. وعندما جاءت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 قام جنود الحملة بهدم بيوت الأمراء والهاربين خارج القاهرة فهدموا منطقة قنطرة الموسكي وأنشأوا طريقاً من قنطرة الموسكي إلى ميدان جامع أزبك وهذا الطريق هو شارع الموسكي حالياً. ثم جاء محمد علي والذي أمر بتوسيع أزقة وشوارع منطقة الموسكي وتسوية وتمهيد هذه الطرقات والشوارع، ثم أمر بتسمية شوارع القاهرة وترقيمها، واطلق اسم شارع الموسكي على الشارع المؤدي من زاوية الموسكي حتى الإستبالية الملكية بالأزبكية وهى مستشفى الأزبكية التي جددها محمد علي وجعلها ملحقة بمدرسة الطب والولادة بالقصر العيني. ونظراً لكثرة النشاط التجاري وقدوم الأجانب وإزدحام الموسكي بدأ محمد علي في إنشاء شارع السكة الجديدة وهو شارع الأزهر الآن (( أنتهى التعليق ))
ووزارة الصالح طلائع بن رزيك والقبة الموجودة الآن من بقايا القصر الكبير الشرقى كانت تسمى بقبة الديلم أحد أبوابه ( الديلم طائفة من الجند ) وطلائع المذكور توفى يوم الثنين 19 رمضان سنة 556هـ 13/9/1161م ويذكر من أمره أنه بعد قدوم الرأس الكريم إلى القاهرة أراد أن يبنى مسجدا لدفنه فلم يتهيأ له ذلك لما تقدمت الاشارة إليه 8 فلما دفن الرأس الكريم بالقصر أمر ببناء المسجد لاقامة الصلاة والشعائر الدينية فكمل بناءه فى سنة 555هـ 1160م * ويتبين من هذا أن الرأس لم يوضع فيه أصلا كما توهم بعض المؤرخين بل عند وصوله وضع فى القصر مباشرة وذلك بعد مكثه ببستان كافور الأخشيد فترة من الزمن من نفس اليوم والبستان المذكور كان فى المنطقة التى عرفت قديما ببستان الكافورى التى تبتدى الآن من شارع الشعرانى الجوانى إلى المدرسة الباسطية وبيت البكرى ويقال ان المكان الذى وضع فيه الرأس الكريم محله الأن زاوية أبى يوسف الطيب خليفة المقام الأحمدى الباقية إلى اليوم وفى أول دولة صلاح الدين الأيوبى مؤسس دولة الأكراد الأيوبية أجرى أبو القاسم بن يحيى بن ناصر السكرى ( المعروف بالزرزور ) فى هذا المشهد عمارة وجعل له مسجدا يتصل به وباشر ذلك ولده ومن أثار هذه العمارة الباقية إلى هذا التاريخ ** أما المنارة الصغيرى القائمة على الباب الأخضر ( باب الديلم ) ولما وزر لصلاح الدين المذكور القاضى الفاضل عبد الرحيم بن على البيسانى العسقلانى المتوفى سنة 596هـ بنى ميضأة وساقية بمؤخر المسجد المذكور وحبس عليهما وعلى المسجد أرض كانت له بقرية ( منية الأصبغ ) التى عرفت فى زمن الفاطميين بالخندق * للحكاية المعروفة * وهى الآن عزبة الدمرداش وقرية مسروح بن سندر الصحابى وملحقاتهما (ثم) تجدد بعد ذلك فى عهد الملك الظاهر بيبرس والناصر محمد ابن قلاوون والبناء الحالى من آثار المرحوم الخديوى إسماعيل
الآثار النبوية المحفوظة بالمسجد الحسينى (1)
********************************
لهذه الآثار الشريفة أخبار تتأحمسلسل فى التواريخ وتنتقل بالباحث من زمن إلى زمن ومن مكان إلى مكان حتى تصل به إلى مستقرها المحفوظة به الآن * وأول ما عرف عنها أنها كانت عند بنى إبراهيم بينبع واستفاض أنها بقيت موروثة عندهم من الواحد إلى الواحد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أشتراها فى القرن السابع أحد بنى حنا بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة – أحد وزراء الأماثل المتوفى سنة 707هـ * ونقلها إلى مصر وبنى لها رباط على النيل عرف برباط الآثار وهو المروف الآن بجامع أثر النبى * وقد ذكر هذا الرباط المقريزى فى خططه وابن دقماق فى الانتصار وابن كثير فى البداية والنهاية والقلقشندى فى صبح الأعشى واين أياس فى تاريخه والحلبى فى نور النبراس وأحمد المقرى صاحب نفح الطيب فى فتح المتعال المطبوع بالهند وابن بطوطة فى الرحلة فى أخرين .
(1) والآثار النبوية كتب فيها رسالة ممتعة أستاذنا المحقق العلامة أحمد باشا تيمور رحمه الله تعالى ومنها لخصت جل ما ذكر وهو كتاب نفيس طبع عام 1951م بمطابع مصر فى حوالى 130 صفحة *
أحمد باشا تيمور : العلامة أحمد بن إسماعيل بن محمد تنكور المشهور بأحمد باشا تيمور
(1288 هـ/1871م - 1348 هـ/1930م) أديب مصري بارز، من أب كردي وأم تركية. برز من هذه
الأسرة أخته الشاعرة المثقفة عائشة التيمورية وهي رائدة من رائدات الحركة النسوية في العالم
العربي. وكذلك برز ولداه: محمد ومحمود تيمور من رواد القصة والرواية.
ولد أحمد تيمور في القاهرة لأب كردي وأم تركية. مات أبوه وعمره ثلاثة أشهر فربته أخته عائشة
التيمورية صاحب هذه الخزانة هو أحمد تيمور كان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق وعضواً بالمجلس الأعلى لدار الكتب قال الزركلي: "كان رضي النفس، كريمها، متواضعاً فيه انقباض عن الناس. توفيت زوجته وهو في التاسعة والعشرين من عمره، فلم يتزوج بعدها مخافة أن تسئ الثانية إلى أولاده، وإنقطع إلى خزانة كتبه ينقب فيها ويعلق ويفهرس ويؤلف إلى أن أصيب بفقد ابن له اسمه محمد سنة 1340 هجرية، فجزع ولازمته نوبات قلبية، انتهت بوفاته عام 1348 هـ/1930م
تألفت بعد وفاته لجنة لنشر مؤلفاته تعرف بـ"لجنة نشر المؤلفات التيمورية أخرجت العديد من مؤلفاته. جمع أحمد تيمور باشا مكتبة قيمة غنية بالمخطوطات النادرة ونوادر المطبوعات (نحو 19527 مجلداً وعدد مخطوطاتها 8673 مخطوطاً)، أهديت إلى دار الكتب بعد وفاته. وقد دون تيمور باشا بخطه على أغلب مخطوطات مكتبته ما يفيد إطلاعه عليها وسجل على أول المخطوط بخطه "قرأناه" وكان يعد لكل مخطوط قرأه فهرساً بموضوعاته ومصادره وأحياناً لأعلامه ومواضعه ويضع ترجمة لمؤلف الكتاب بخطه
وضع تيمور باشا فهرساً ورقياً بخطه لمكتبته، وجعل لكل فن فهرساً مستقلا خاصاً. وكانت هذه الفهارس موجودة في قاعة المخطوطات بمبنى دار الكتب القديم بباب الخلق متاحة للباحثين
أحمد باشا تيمور
(آثار القدم الشريفة على الأحجار)
قال أحمد تيمور باشا في كتابه الآثار النبوية 40 المعروف الآن من هذه الأحجار سبعة أربعة منها في مصر وواحد بقبة الصخرة وواحد بالقسطنطينية وواحد بالطائف وهي حجارة سوداء إلى الزرقة في الغالب عليها آثار أقدام متباينة في الصورة والقدر لا يشبه الواحد منها الآخر وقد آلف العلامة أحمد ابن محمد الوقائي الشافعي المعروف بابن العجمي 1086 رسالة سماها تنزيه المصطفى المختار عما لم يثبت من الأخبار: بين فيها عدم صحة هذه الأخبار
(الآثار النبوية في تركيا)
1) سن من الأسنان النبوية 2) نعلان نبويتان 3) خرقة السعادة وهي على زعمهم البردة التي وهبها النبي عليه السلام للشاعر كعب بن زهير 4) حجر عليه أثر القدم الشريف 5) السجادة النبوية 6) قبضة سيف من السيوف النبوية 7) القوس النبوية اللواء 9) ماء من الغسل النبوي: قلت تركيا مقر آخر خلافه إسلامية يقال أخذوا بعض هذه الآثار من آخر خليفة عباسي في القاهرة المتوكل على الله وهم يبالغون في تعظيم هذه الآثار ويعدونها من مفاخر دولتهم لكن أحمد باشا قال أن الذي بعث بالآثار النبوية للسلطان سليم هو الشريف بركات أمير مكة سنة 923 هـ وهذا يذكره مؤرخوا الترك ولا تذكره المصادر العربية إلا ابن إياس في تاريخه ورجح القول الذي يقول أن الآثار كانت عند شريف مكة بينما الرأي الآخر مبنى على الاستنتاج لاعلى النقل لتوهمهم أن الآثار النبوية عند الخلفاء من مستلزمات الخلافة ومكملاتها.
(الشعرات النبوية الباقية إلى اليوم)
ذكر أحمد تيمور شعرات موجودة بالمسجد الحسيني في القاهرة وشعرات بالقسطنطينية – شعرات بعكا – حيفا – طبرية وذكر عدداً من المدن الشامية الأخرى هذا ما تيسر لي من نقل هذه المعلومات العامة المتعلقة بالآثار النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. والحمد لله رب العالمين
مسجد أثرالنبى
---===---
إنه فى اليوم التاسع من ذى الحجة لعام 1431هـ وبعد صلاة الظهر توجهت إلى مسجد ينسب اسمه إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسجد ( أثر النبي)بمصر القديمة
وقد زرت المسجد وليت ركعتين تحية المسجد وصليت على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد صلاة العصر قمت بزيارة داخل المسجد
والتقيت له عدة صور من الداخل والخارج وبالحث عن أصول المسجد وجدت الأتي :-
تقول الدكتورة سعاد ماهر أستاذة التاريخ فى موسوعاتها ( مساجد مصر وأولياؤها فى ج1ص413
أجمع كل من كتب من المؤرخين عن المخلفات النبوية الموجودة بالقاهرة من أنها كانت عند بنى إبراهيم بن ينبع وقيل إنها تلقوها بالميراث نعن آبائهم وأجدادهم الأولين من أجيال متعاقبة تمتد إلى زمن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى القرن السابع الهجري أشترى هذه المخلفات من على إبراهيم ينبع وزير مصري اسمه الصاحب تاج الدين وبنى لها رباط على النيل عرف فيما بعد برباط الآثار سماه بن دقماق بالرباط الصاحبى التاجي نسبة إلى بانيه الصاحب تاج الدين والذى يعرف الآن بأثر النبي
قال ابن إياس فى تاريخ مصر ج1ص99 فى حوادث المحرم 889هـ
وفية توفى الشيخ ولى الدين أحمد شيخ الآثار النبوية وقاضى ثغر دمياط والذى قد عينه فى هذه الوظيفة الصاحب تاج الدين
وجاء فى الضوء اللامع للسخاوى جذص738
أنه فى سنة 870هــ استقر العز الكنانى بالشيخ ولى الدين أبو زرعة أحمد شيخا على الآثار ثم نقل قاضيا لدمياط وتوفى بها
ويقول المقريزي فى الخطط والمتوفى سنة 840هـ فى ج1ص295
فى وصف هذا الرباط بأنه خارج مصر بالقرب من بركي الجيش مطل على النيل ومجاور للبستان تعرف بالمعشوق وهذا الرباط عمره الصاحب التاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين محمد
ولد الصاحب بهاء الدين على – كما يقول المقريزي فى خططه فى الآثار النبوية ص32امن آثار لسبب فى تسميته باسم رباط الآثار وإنما قيل له رباط الآثار لأن فيه قطعة خشب وحديد يقال إن ذلك من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم استراها الصاحب تاج الدين بمبلغ(( ستين ألف درهم )
فضة من بنى إبراهيم ينبع وحملها إلى هذا الرباط وهى به إلى اليوم أى عصر القرن 15م
أما ابن بطوطة فى ج1 ص 55 فى رحلته يقول
فى ليلة خروجي من الصعيد برسم الحجاز الشريف بالرباط الذى بناه الصاحب تاج الدين بدير الطين وهو رباط عظيم وفيه قطعة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم والميل الذى كان يكتحل به والدر فش وهو الذى كان يخسف به نعله ومصحف أمير المؤمنين على بن أبى طالب الذى بخط يده رضي الله عنه ويقول إن الأحب أشترى هذه الآثار الكريمة النبوية بمائة ألف درهم وبني الرباط وجعل فيه الطعام للوارد والصادر والجراية لخدمة الآثار الشريفة
أما السيوطي فى حسن المحاضرة ج2 ص48
يقول فى القرن الحادي عشر الهجري عن الرباط ولم يزال الرباط عامر بالمصلين والزوار حتى تبدلت الدولة واختلت الأحوال فنقلت منه الآثار الشريفة خوفا عليها من السرقة
أما على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية ج 6 ص 52 فيقول
فقد اقتبس من الخطط المقريزي بل زاد فيه الشعر
يا عين ان بعد الحبيب وداره – ونأت مرابعه وشط مزاره فلقد ظفرت من الزمان بطائل ان لم ترايه فهذه آثاره
وقال بن أيبك الصفدى :
أكرم بآثار النبى محمد== من زاره استوفى السرور مزاره
يا عين دون فأنظرى وتمتعي إن لم ترية فهذه آثــــــــــــاره
أما أحمد باشا تيمور فقد دون كتاب شرح فيه الآثار النبوية وهو مكون من 130 صفحة يقول هذا كتاب الآثار النبوية بقلم العلامة أحمد تيمور باشا
ويقول ابن المتوج
هذا الرباط عمره الصاحب تاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين محمد ولد الصاحب بهاء الدين بن حنا بجوار بستان المعشوق ومات رحمه الله قبل تكملته
(( ولد الوزير تاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين محمد بن الوزير الصاحب بهاء الدين فى سابع شعبان سنة أربعين وستمائة .
هذا حصاد أعمالي فى وقفة يوم عرفة التاسع من ذى الحجة لعام 1431هـ
الشريف ( على محمود محمد على )
التبرك بآثار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
==========================
التبرك بآثار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من شعره أو ظفره أو ثوبه أمر حسن موافق لشريعة الله،
وقد حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجة الوداع وقال للحلاق: "اقسم الشعر" فقسمه بين الناس
كما في صحيح البخاري. وفي عمرته بعد حجته أخذ خالد بن الوليد رضي الله عنه شعر ناصية الرسول صلى
الله عليه وسلم تبركًا به ووضعه في قلنسوته، ففقدها مرة في بعض غزواته، ففتش عنها حتى وجدها فقال:
إن فيها شعر ناصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، ما كانت معي في غزوة إلا رُزقت النصرة. أخرجه أبو يعلى في مسنده
وتناقل المسلمون شعرات الرسول صلى الله عليه وسلم من يد إلى يد إلى هذا العصر، وقد ظهرت بركات من ذلك.
والتبرك لغة هو طلب البركة أي الخير، والتبرك اصطلاحًا هو: طلب الحصول على الخير على وجه السبب،
معناه أريدُ من الله أن يجعل لي البركة من أجل الرسول أو الولي، وليس المراد أن يخلق الرسول أو الولي البركة،
لأن عقيدة كل مسلم أن الأنبياء والأولياء لا يخلقون شيئًا، بل هم أسباب، والله يخلق البركة.
واعلم أرشدنا الله وإياك أن التبرك بآثار الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين سنّة مأثورة عند المؤمنين،
لِما لهم من الفضل على سائر الخلق، والكرامة عند الله تعالى.
ولا شك أن ءاثار رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوة خلق الله وأفضل النبيين أثبتُ وجودًا وأشهر ذكرًا وأظهر بركة
، وقد شهدها الجمع الغفير من أصحابه، وأجمعوا على التبرك بها والاهتمام بجمعها، وهم الهداة المهديون، والقدوة الصالحون،
فتبركوا بشعراته صلى الله عليه وسلم وبفضلِ وَضوئه وبعرقه وبثيابه وءانيته وبمس جسده الشريف، وبماء جبّته،
كما عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وبغير ذلك مما عرف من ءاثاره الشريفة التي صحت بها الأخبار
عن الأخيار. فلا جرم إن كان التبرك بها سنة الصحابة رضي الله عنهم، واقتفى ءاثارهم في ذلك مَنْ نهج نهجهم
من التابعين وصلحاء المؤمنين. وقد وقع التبرك ببعض ءاثاره صلى الله عليه وسلم في عهده وأقره ولم ينكر على
المتبرك، فدل ذلك دلالة قاطعة على مشروعيته، ولو لم يكن مشروعًا لنهى عنه صلى الله عليه وسلم وحذّر منه،
بل تدل الأخبار الصحيحة وإجماع الصحابة على مشروعيته.
ففي صحيح البخاري أن عبد الله بن سلام الصحابي الذي هو ممن أوتي أجره مرتين قال لأبي بردة:
"ألا أسقيك في قدح شرب النبي صلى الله عليه وسلم فيه".
وقد أخرج البخاري في صحيحه أيضًا بإسناده إلى سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه حديثًا قال فيه
: "فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه، ثم قال: "اسقنا يا سهل"،
فأخرجت لهم هذا القدح فأسقيتهم فيه، قال أبو حازم: "فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا منه تبركًا برسول
الله صلى الله عليه وسلم"، قال: "ثم استوهبه بعد ذلك عمر بن عبد العزيز من سهل فوهبه له".
وأخرج البخاري في صحيحه بإسناده إلى إسرائيل بن يونس عن عثمان بن عبد الله بن مَوهب مولى ءال طلحة
أنه قال: أرسلني أهلي إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، بقدح من ماء [وقبض إسرائيل ثلاث أصابع]
من فضة فيه شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شئ بعث إليها مِخْضَبَه،
فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمرًا. والجلجل شئ يشبه القارورة يحفظ فيه ما يُراد صيانته
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: "والمراد أنه كان من اشتكى أرسل إناءً إلى أم سلمة فتجعل فيه
تلك الشعرات وتغسلها فيه وتعيده فيشربه صاحب الإناء أو يغتسل به استشفاءً بها فتحصل له بركتها".
وقال القسطلاني: "والحاصل من معنى هذا الحديث أن أم سلمة كان عندها شعرات من شعر النبي صلى الله عليه
وسلم حمر محفوظة للتبرك في شئ مثل الجلجل ، وكان الناس يستشفون بها من المرض، فتارة يجعلونها في
قدح من ماء ويشربونه، وتارة في إجَّانة من الماء فيجلسون في الماء الذي فيه الجلجل الذي فيه تلك
الشعرات الشريفة". و الإجَّانة وعاء يُحفظ فيه الماء. اللهم انفعنا وارفعنا ببركة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم.
التبرك بآثار النبي
كان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتبركون بآثار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته وبعد مماته ولا زال
المسلمون بعدهم إلى يومنا هذا على ذلك، وجواز هذا الأمر يُعرف من فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذلك
أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ شَعَره حين حَلَق في حَجة الوداع وأظفاره.
أما اقتسام الشعر فأخرجه البخاري ومسلم من حديث أَنَس ، ففي لفظ مسلم عنه قَالَ : لَمَّا رَمَى صلى الله عليه
وسلم الْجَمْرَةَ وَنَحَرَ نُسُكَهُ وَحَلَقَ نَاوَلَ الْحَالِقَ شِقَّهُ الأَيْمَنَ فَحَلَقَهُ ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الأَنْصَارِىَّ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ثُمَّ
نَاوَلَهُ الشِّقَّ الأَيْسَرَ فَقَالَ « احْلِقْ ». فَحَلَقَهُ فَأَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ فَقَالَ « اقْسِمْهُ بَيْنَ النَّاسِ ».
وَفِي رِوَايَة : فَبَدَأَ بِالشِّقِّ الْأَيْمَنِ فَوَزَّعَهُ الشَّعَرَةَ وَالشَّعَرَتَيْنِ بَيْنَ النَّاسِ.
ومعنى الحديث أنه وزّع بنفسه بعضاً بَيْنَ النَّاسِ الذين يلونه وأعطى بعضًا لأَبِي طَلْحَةَ ليوزعه
في سائرهم، ففيه التبرك بآثار الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأن الشعر لا يأكل انما يستعمل في غير الأكل.
ثم تبع الصحابة في تبركهم بآثار النبي من أسعده الله وتوارد ذلك الخلف عن السلف فلو كان التبرك به
في حال الحياة فقط لبين ذلك وخالد بن الوليد رضي الله عنه كانت له قلنصوة وضع في طيها شعر
من ناصية رسول الله أي مقدم رأسه لما حلق في عمرة الجعرانة وهي أرض بعد مكة الى جهه الطائف
فكان يلبسها يتبرك بها في غزواته روى ذلك أبو يعلى.
وأما الأظفار فأخرج الإمام أحمد في مسنده أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلّم أظفاره وقسمها بين الناس.
أما جُبَّته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد أخرج مسلم في الصحيح عَنْ عبد الله بن كيسان مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ
أَبِى بَكْرٍ قَالَ : أَخْرَجَتْ إِلَىَّ جُبَّةَ طَيَالَسَةٍ كِسْرَوَانِيَّةً لَهَا لِبْنَةُ دِيبَاجٍ وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ فَقَالَتْ
هَذِهِ جبةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ حَتَّى قُبِضَتْ فَلَمَّا قُبِضَتْ قَبَضْتُهَا وَكَانَ
النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُهَا فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى يُسْتَشْفَى بِهَا.
وَعَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ حِذْيَمٍ قَالَ : وفدتُ مع جَدِّى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :يا رسول الله
إِنَّ لِى بَنِينَ ذَوِى لِحًى وَدُونَ ذَلِكَ وَإِنَّ ذَا أَصْغَرُهُمْ فأدناني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ
رَأْسي وَقَالَ « بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ ». قَالَ الذَيَّالٌ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ حَنْظَلَةَ يُؤْتَى بِالرَجُلِ الوَارِمِ وَجْهُهُ أَوِ الشَّاةِ
الْوَارِمِ ضَرْعها فَيَقُولُ : بِسْمِ اللَّهِ عَلَى مَوْضِعِ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَمْسَحُهُ فَيَذْهَبُ
الْوَرَمُ. رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه
وَعَنْ ثابت قال: كنت إذا أتيت أنساً يخبر بمكاني، فأدخل عليه، فآخذ بيديه فأقبّلهما، وأقول: بأبي
هاتان اليدان اللتين مستا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبّل عينيه وأقول: بأبي هاتان العينان
اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أبو يعلى. وختاما نذكر القصة الشهيرة وهي أن سيدنا
أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه الذي هو أحد مشاهير الصحابة والذي هوأوّل من نزل
الرسول صلى الله عليه وسلم عنده لما هاجر من مكة إلى المدينة، جاء ذات يوم إلى قبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع وجهه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم تبركًا وشوقًا.
روى ذلك الإمام أحمد عن داود بن أبي صالح قال: أقبل مروان يومًا فوجد رجلاً واضعًا وجهه
على القبر فقال: أتدري ما تصنع؟ فأقبل عليه أبو أيوب فقال: نعم جئت رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولم ءات الحجر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تبكوا على الدين إذا وليه
أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله" رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط.
وبعد هذا كله وغيره من الأدلة الثابتة تين لنا أن التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآثاره
الشريفة جائز ولا يحرمه الا كل مخالف لم يعرف الحق ولا أهله
فقّهنا الله في علم الدين وثبتنا عليه ويسر لنل سبل تعلمه وتعليمه بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ودليلُ التبرك برسول الله صلى الله عليه وسلم من كتاب المناقب في صحيح البخاري كذلك:
حَدَّثنَا الْحَسَنُ بْنُ مَنْصُورٍ أَبُو عَلِي حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ بِالْمَصِّيصَةِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ سَمِعْتُ
أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْهَاجِرَةِ إِلَى الْبَطْحَاءِ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى
الظُّهْرَ رَكْعَتَيْن وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ، وَقَامَ النَّاسُ فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ يَدَيْهِ فَيَمْسَحُونَ بِهَا
وُجُوهَهُمْ، قَالَ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي فَإِذَا هِىَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ.
قال الحافظ عند هذا الحديث:
وأخرج أبو يعلى والطبراني من حديث أبي هريرة فى قِصّة الذي استعانَ به
صلى الله عليه وسلم على تجهيزِ ابنَتِه "فلم يكن عندَه شىء، فاستَدعى بقارورة فسَلت له فيها مِن عَرقِه
وقال له: مُرْها فلْتَطَيّب به"، فكانت إذا تَطيّبت به شَمّ أهلُ المدينة رائحةَ ذلكَ الطِّيب فسمّوا بيت المطيَّبين"،
وروى أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح عن أنس "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
مَرّ فى طريق من طرقِ المدينة وُجد منه رائحة المسك، فيقال مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم".
من مرقاة المفاتيح
773 ) ( وعن أبي حجيفة ) هو وهبِ بن عبد الله السُّوائي بضم السين والمد
( قال رأيت رسول الله بمكةَ وهو بالأبطح ) بفتح الهمزة محل أَعلى مِن المعلى إلى جهة
مِنى وهو في اللغة مَسِيل واسعٌ فيه دقاق الحصا والبطيحة والبطحاء مِثله صار عَلماً
للمسيل الذي ينتهي إليه السّيل من وادي منى وهو الموضع الذي يسمى محصباً أيضاً
( في قُبة حمراء مِن أَدَم ) بفتحتين جمع أديم أي جِلد ( ورأيت بلالاً أخَذَ وَضُوء رسول الله )
بفتح الواو بقية الماء الذي توضأ به رسول الله أو ما فضل مِن أعضائه في
الوضوء ( ورأيتُ الناس يَبتدرون ) أي يتَسابقون ( ذلك الوضوء ) أي إلى أخذِ ماءِ
وضوئه ( فمن أصابَ ) أي أخَذ ( منه ) أي من بلال ( شيئاً ) من الماء أو صادَف
ووَجد من ذلك الماء شيئاً قليلاً وقَدراً يَسيراً ( تمسّح به ) أي مسَح به وجهه وأعضاءه
لينال برَكته عليه السلام ( ومن لم يُصِب منه ) أي من بَلل يدِ بلال ( أخَذ مِن بَلل يدِ صَاحبِه.
[align=center]أبدؤها بقول بسم الله
الله يالله الله يالله
أبدؤها بقول بسم الله تنزه الرحمن عن أشباه
وأَحْمَدُ الإلهَ ذَا الجلاَلِ لفضلِهِ بالهَدْي والنوال
ثُمَّ الصلاةُ والسلام منا على نَبِيٍّ للفَلاح سنا
طريقةَ التبرُكِ الميمونَة في ذاكَ أهلُ العِلمِ يتبَعونَه
فإن رأيتُم من أتاكم يَدَّعي بأنَّهُ غيرَ الهُدىَ لَم يتبعِ
وقد أحَلَّ حُرْمَةً ضلالا من جهلِه أو حرَّمَ الحلالاَ
قولوا له إذْ حَرَّمَ التبرُكَ بأثرِ النبيِ زادَ شرك
إن اقتسامَ الشعْرِ يا مُماري رواهُ مُسلِمٌ كذا البخاري
وقِسْمَةُ الأظفارِ أيضاً تُسْنَدُ صحيحةً كَما رواهَا أحمدُ
وجُبَّةُ النبيِّ سَلْ أسماء أما رأت في مائِها الشفاء؟
هاكَ دليلاً من أبي أيوبِ يمسُّ بالخدِ ثرى المحبوبِ
أنْعِم به ردًّا على من أنكرا جئتُ رسولَ الله ليس الحجرا
فمُسلمٌ أولاهما رواها صحيحةَ الإسنادِ عن مولاها
وأحمدٌ روى الحديثَ الثاني ردَّ الصحابيِ على مروان
وخالدٌ للجيشِ في قَلَنْسُوَة قالَ اطلبُوا سببُ ذاك ما هو
لأنّ في الطيات شعْراتِ النبي وذاك في اليرموك يروي البيهقي
ومَسحُ أحمدٍ لرأس حنظلة بكفه وداعياً بالخير له
من جاءَهُ والوجهُ منه وارم بِمَسْحَةٍ يَعودُ وهْو سالم
بَرَكَةُ النبي طابَ عَرْفُهُ موضعُ كَفِّهِ فكيفَ كَفُّه
الطبراني روَى وأحمدُ مُطَوَّلاً عن الثقاتِ يُسنِدُ
وثابتٌ قد كرَّرَ التقبيلا يداً وعيناً رأتِ الرسولا
وأنسٌ عن مثلِ ذاك ما زَجَر مُجَوِّزاً روى أبو يعلى الأثر
يا إخوتي مِن فَضلِهِ تبرَّكُوا تَمَسكُوا بهَدْيهِ لا تَتْرُكوا
أجازَه نبيُّنا المعَظمُ فَفَتشُوا عَن ذَيْلِ مَن يُحَرِّمُ
فإنه أخو الجهولِ في الغَبا ومثله يأبى الكريمُ يَصْحَبا
نظمْتُها مُرشِدةً عزيزَة أكْرِمْ بها في الخيرِ من أرْجوزَ[/align]