موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: بمناسبة مولد سيدنا الإمام على زين العابدين (1)
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 07, 2012 10:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6438

مسهد زين العابدين


بسم الله الرحمن الرحيم ( الحمد لله الذى فضل نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على جميع المخلوقات وجعله سراجا وهاجا وقمرا منيرا لتسضيىء به جميع الموجودات وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وبيته الطاهرين وعترته نسلا بعد نسل الى يوم الدين ( آمين )


1- ما ذكره المقريزى فى المواعظ والاعتبار
2- البداية والنهاية لأبن كثير
3- ابن عساكر فى تاريخ دمشق
4- كتاب بحر الانساب للنجفى
5- ما ذكره الشعرانى فى الطبقات الكبرى



أولا : يقول المقريزى فى المواعظ والإعتبار ج4 ض 436
===============================

هذا المشهد فيما بين الجامع الطولونى ومدينة مصر تسميه العامة مشهد زين العابدين وهو خطأ وإنما هو مشهد رأس زيد العابدين بن على المعروف يزين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب عليه السلام ويعرف فى القديم بمسجد محرس الخصى * قال القضاعى مسجد محرس الخصى بنى على رأس زيد بن على بن الحسين ين على بن أبى طالب حين انفذه هشام بن عبد الملك الى مصر ونصب على المنبر بالجامع فسرقه أهل مصر ودفنوع فى هذا الموضع وقال الكندى فى كتاب الامراء * وقدم إلى مصر فى سنة اثنتين وعشرين ومائة أبو الحكم بن أبى الابيض القيسى خطيبا برأس زيد بن على رضوان الله عليه يوم الاحد لعشر خلون من جمادى الآخر واجتمع الناس اليه فى المسجد * وقال الشريف محمد بن أسعد الحوانى فى كتاب الجوهر المكنون فى ذكر القبائل والبطون وبنو زيد بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام الشهيد بالكوفة ولم يبق له عليه السلام غير رأسه التى بالمشهد الذى بين الكومين بمصر بطريق جامع ابن طولون وبركة الفيل وهو من الخطط يعرف بمسجد محرس الخصى ولما صلب كشفوا عورته فنسج العنكبوت فسترها ثم انه بعد ذلك احرق وذرى فى الريح ولم يبق منه الا رأسه التى بمصر وهو مشهد صحيح لانه طيف بها بمصر ثم نصبت على المنبر بالجامع بمصر فى سنة اثنتين وعشرين ومائة فسرقت ودفنت فى هذا الموضع الى أن ظهرت وبنى علهيا مشهده وذكر ابن عبد الظاهر أن الافضل بن أمير الجيوش لما بلغته حكاية رأس زيد أمر يكشف المسجد وكان وسط الأكوام ولم يبق من معالمه الا محراب فوجد هذا العضو الشريف قال محمد بن منجب بن الصيرفى حدثنى الشريف فخر الدين أبو الفتوح ناصر الزيدى خطيب مصر وكان من جملة من حضر الكشف قال لما خرج هذا العضو رأيته وهو هامة وافرة وفى الجبة أثر فى سعة الدرهم فضمخ وعطر وحمل الى دار حتى عمر هذا نالمشهد وكان وجد أنه يوم الأحد تاسع عشرى ربيع الأول سنة خمس وعشرين وخمسمائة وكان الوصول به فى يوم الاحد ووجد أنه فى يوم الاحد ** ( زيد بن على )** بن الحسين بن على بن أبى طالب كنيته أبو الحسن الامام الذى تنسب اليه الزيدية احدى طوائف الشيعة سكن المدينة وروى عن أبيه على بن الحسين الملقب زين العابدين وعن أبان بن عثمان وعبيد الله بن أبى رافع وعروة بن الزبير وروى عنه محمد بن شهاب الزهرى وزكريا ابن أبى زائدة وخلق ذكره ابن حبان فى النقات وقال رأى جماعة من الصحابة وقيل لجعفر بن محمد الصادق عن الرافضة انهم يتبرؤن من عمك زيد فقال برىء الله ممن تبرأ من عمى كان والله اقرأ بالكتاب الله أفقهنا فى دين الله وأوسلنا للرخم والله ما ترك فينا الدنيا ولا لآخرة مثله وقال أبو اسحاق السبيعى رأيت زيد بن على فلم أر فى أهله مثله ولا أعلم منه ولا أفضل وكان افصحهم لسانا وأكثرهم زهدا وبيانا وقال الشعبى والله ما ولد النساء أفضل من زيد بن على ولا أفقه ولا أشجع ولا أزهد وقال ابو حنيفة شاهدت زيد بن على كما شاهدت أهلهفما رأيت فى زمانه أفقه منه ولا أعلم ولا أسرع جوابا ولا ابين قولا لقد كان منقطع القرين وقال الاعمش ما كان فى أهل زيد بن على مثل زيد ولا رأيت فيهم أفضل منه ولا أفصح ولا أعلم ولا أشجع ولقد وفى له من تابعه لاقامتهم على المنهج الواضع وسئل جعفر ن محمد الصادق عن خروجه فقال خرج على ما خرج عليه آباؤه وكان يقال لزيد حليف القرآن وقال خلوت بالقرآن ثلاث عشرة سنة أقرأ وأتدبره فما وجدت فى طلب الرزق رخصة وما وجدت ابتغوا من فضل الله الا العبادة والفقه وقال عاصم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب لقد أصييبت عندكم رجل ما كان فى زمانكم مثله ولا أراه يكون بعده مثله زيد ين على لقد رأيته وهو غلام حدث وانه ليسمع الشىء من ذكر الله فيغشى عليه حتى يقول القائل ما هو بعائد الى الدنيا وكان نقش خاتم زيد ( أصبر تؤجر ) ( اصدق تنج ) وقأ مرة قوله تعالى وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم فقال ان هذا لوعيد وتهديد من الله ثم قال اللهم لا تجعلنا ممن تولى عنك سفاستبدلت به بدلا وكان اذا كلمه انسان وخاف ان يهجم على أمر يخاف منه مأثما قال له يا عبد الله أمسك أمسك كف كف اليك اليك عليك بالنظر لنفسك ثم يكف عنه ولا يكلمه وقد اختلف فى سبب قيام زيد وطلبه الامر لنفسه فقيل ان زيد بن على وداود بن على بن عبد الله بن عباس ومحمد بن عمر بن على بن أبى طالب قدموا على خالد بن عبد الله القسرى بالعراق فأجازهم ورجعوا الى المدينة فلما ولى يوسف بن عمر العراق بعد عزل خالد كتب الى هشام بن عبد الملك وذكر له ان خالدا ابتاع أرضا بالمدينة من زيد بعشرة آلاف دينار ثم رد الارض عليه فكتب هشام الى عامل المدينة أن يسيرهم اليه ففعل فسألهم هشام عن ذلك فأقروا بالجائزة وانكروا ما سوى ذلك وحلفوا فصدقهم وأمرهم بالمسير الى العراق ليقابلوا خالد فساروا على كره وقابلوا خالد فصدقهم وعادوا نحو المدينة فلما نزلوا القادسية راسل اهل الكوفة زيدا فعاد اليهم * ويقول المقريزى أنه أصاب بسهم فى فى جبهته اليسرى من قبل أصحاب يوسف بن عمر بعث طائفة من الماشية فرموا اصحاب زيد وهو يقاتل ودخل عليهم الليل فرمى بسهم فى الجبهة اليسرى ثبت فى دماغه فأنزلوا زيد فى دار ابو بطيب فانتزع النصل فضج زيد ومات رحمه الله لليلتين خلتا من صفر سنة اثنتين وعشرين ومائة وعمره اثنتان وأربعون سنة ولما مات اختلف أصحابه في أمره، فقال بعضهم نطرحه في الماء. وقال بعضهم بل نحز رأسه ونلقيه في القتلى. فقال ابنه يحيى بن زيد: والله لا يأكل لحم أبي الكلاب. وقال بعضهم ندفنه في الحفرة التي يؤخذ منها الطين ونجعل عليه الماء، ففعلوا ذلك وأجروا عليه الماء، وكان معه مولى سنديّ فدلّ عليه، وقيل رآهم قصّار فدل عليه، وتفرّق الناس من أصحاب زيد، وسار ابنه يحيى نحو كربلاء، وتتبع يوسف بن عمر الجرحى في الدور حتى دل على زيد في يوم جمعة، فأخرجه وقطع رأسه وبعث به إلى هشام بن عبد الملك، فدفع لمن وصل به عشرة آلاف درهم، ونصبه على باب دمشق، ثم أرسله إلى المدينة وسار منها إلى مصر، وأما جسده فإن يوسف بن عمر صلبه بالكناسة ومعه ثلاثة ممن كانوا معه، وأقام الحرس عليه، فمكث زيد مصلوباً أكثر من سنتين حتى مات هشام ووليَ الوليد من بعده، وبعث إلى يوسف بن عمر أن أنزل زيداً وأحرقه بالنار، فأنزله وأحرقه وذرّى رماده في الريح، وكان زيد لما صلب وهو عريان استرخى بطنه على عورته حتى ما يُرى من سوءته شيء، ومرّ زيد مرّة بمحمد ابن الحنفيهّ فنظر إليه وقال: أعيذك بالله أن تكون زيد بن عليّ المصلوب بالعراق، وقال عبد الله بن حسين بن عليج بن الحسين بن عليّ: سمعت أبي يقول: اللهمّ إنْ هشاماً رضي بصلب زيد فاسلبه ملكه، وإنْ يوسف بن عمر أحرق زيداً اللهمّ فسلط عليه من لا يرحمه، اللهمّ وأحرق هشاماً في حياته إنْ شئت، وإلاّ فأحرقه بعد موته. قال فرأيت والله هشاماً محرقاً لما أخذ بنو العباس دمشق، ورأيت يوسف بن عمر بدمشق مقطعاً، على كلّ باب من أبواب دمشق منه عضو. فقلت يا أبتاه وافقت دعوتك ليلة القدر، فقال لا يا بنيّ، بل صمت ثلاثة أيام من شهر رجب، وثلاثة أيام من شعبان، وثلاثة أيام من شهر رمضان، كنت أصوم الأربعاء والخميس والجمعة، ثم أدعو الله عليهما من صلاة العصر يوم الجمعة حتى أصلي المغرب، وبعد قتل زيد انتفض ملك بني أمية وتلاشى إلى أن أزالهم الله تعالى ببني العباس.
وهذا المشهد باق بين كيمان مدينة مصر يتبرّك الناس بزيارته ويقصدونه لا سيما في يوم عاشوراء، والعامّة تسميه زين العابدين، وهو وهم، وإنما زين العابدين أبوه، وليس قبره بمصر، بل قبره بالبقيع، ولما قُتل الإمام زيد سوّدت الشيعة، أي لبست السواد، وكان أوّل من سوّد على زيد شيخ بني هاشم في وقته الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، ورثاه بقصيدة طويلة، وشعره حجة احتج به سيبويه، توفي سنة تسع وعشرين ومائة

وفى البداية والنهاية لأبن كثير الجزء التاسع يقول
===========================



ثم دخلت سنة ثنين وعشرين ومائة


ففيها كان مقتل زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكان سبب ذلك أنه لما أخذ البيعة ممن بايعه من أهل الكوفة، أمرهم في أول هذه السنة بالخروج والتأهب له، فشرعوا في أخذ الأهبة لذلك.
فانطلق رجل يقال له: سليمان بن سراقة إلى يوسف بن عمر نائب العراق فأخبره - وهو بالحيرة يومئذ - خبر زيد بن علي هذا ومن معه من أهل الكوفة، فبعث يوسف بن عمر يتطلبه ويلح في طلبه.
فلما علمت الشيعة ذلك اجتمعوا عند زيد بن علي فقالوا له: ما قولك يرحمك الله في أبي بكر وعمر؟
فقال: غفر الله لهما، ما سمعت أحدا من أهل بيتي تبرأ منهما، وأنا لا أقول فيهما إلا خيرا.
قالوا: فلم تطلب إذا بدم أهل البيت؟
فقال: إنا كنا أحق الناس بهذا الأمر، ولكن القوم استأثروا علينا به ودفعونا عنه، ولم يبلغ ذلك عندنا بهم كفرا، قد ولوا فعدلوا، وعملوا بالكتاب والسنة.
قالوا: فلم تقاتل هؤلاء إذا؟
قال: إن هؤلاء ليسوا كأولئك، إن هؤلاء ظلموا الناس وظلموا أنفسهم، وإني أدعو إلى كتاب الله وسنة نبيه ، وإحياء السنن وإماتة البدع، فإن تسمعوا يكن خيرا لكم ولي، وإن تأبوا فلست عليكم بوكيل.
فرفضوه وانصرفوا عنه ونقضوا بيعته وتركوه، فلهذا سموا: الرافضة من يومئذ، ومن تابعه من الناس على قوله سموا: الزيدية.
وغالب أهل الكوفة منهم رافضة، وغالب أهل مكة إلى اليوم على مذهب الزيدية، وفي مذهبهم حق، وهو تعديل الشيخين، وباطل وهو اعتقاد تقديم علي عليهما، وليس علي مقدما عليهما، بل ولا عثمان على أصح قولي أهل السنة الثابتة، والآثار الصحيحة الثابتة عن الصحابة، وقد ذكرنا ذلك في سيرة أبي بكر وعمر فيما تقدم.
ثم إن زيدا عزم على الخروج بمن بقي معه من أصحابه، فواعدهم ليلة الأربعاء من مستهل صفر من هذه السنة.
فبلغ ذلك يوسف بن عمر، فكتب إلى نائبه على الكوفة وهو: الحكم بن الصلت يأمره بجمع الناس كلهم في المسجد الجامع، فجمع الناس لذلك في يوم الثلاثاء سلخ المحرم، قبل خروج زيد بيوم.
وخرج زيد ليلة الأربعاء في برد شديد، ورفع أصحابه النيران وجعلوا ينادون: يا منصور يا منصور، فلما طلع الفجر إذا قد اجتمع معه مائتان وثمانية عشر رجلا.
فجعل زيد يقول: سبحان الله !! أين الناس؟
فقيل: هم في المسجد محصورون.
وكتب الحكم إلى يوسف يعلمه بخروج زيد بن علي، فبعث إليه سرية إلى الكوفة، وركبت الجيوش مع نائب الكوفة، وجاء يوسف بن عمر أيضا في طائفة كبيرة من الناس، فالتقى بمن معه جرثومة منهم فيهن خمسمائة فارس، ثم أتى الكناسة فحمل على جمع من أهل الشام فهزمهم، ثم اجتاز بيوسف بن عمر وهو واقف فوق تل، وزيد في مائتي فارس ولو قصد يوسف بن عمر لقتله، ولكن أخذ ذات اليمين، وكلما لقي طائفة هزمهم.
وجعل أصحابه ينادون: يا أهل الكوفة اخرجوا إلى الدين والعز والدنيا، فإنكم لستم في دين ولا عز ولا دنيا.
ثم لما أمسوا انضاف إليه جماعة من أهل الكوفة، وقد قتل بعض أصحابه في أول يوم.
فلما كان اليوم الثاني اقتتل هو وطائفة من أهل الشام فقتل منهم سبعين رجلا، وانصرفوا عنه بشرِّ حال.
وأمسوا فعبأ يوسف بن عمر جيشه جدا، ثم أصبحوا فالتقوا مع زيد فكشفهم حتى أخرجهم إلى السبخة، ثم شد عليهم حتى أخرجهم إلى بني سليم، ثم تبعهم في خيله ورجله حتى أخذوا على المسناة ثم اقتتلوا هناك قتالا شديدا جدا، حتى كان جنح الليل رمي زيد بسهم فأصاب جانب جهته اليسرى، فوصل إلى دماغه، فرجع ورجع أصحابه، ولا يظن أهل الشام أنهم رجعوا إلا لأجل المساء والليل.
وأدخل زيد في دار في سكة البريد، وجيء بطبيب فانتزع ذلك السهم من جبهته، فما عدا أن انتزعه حتى مات في ساعته رحمه الله.
فاختلف أصحابه أين يدفنونه، فقال بعضهم: ألبسوه درعه وألقوه في الماء.
وقال بعضهم: احتزوا رأسه واتركوا جثته في القتلى.
فقال ابنه: لا والله لا تأكل أبي الكلاب.
وقال بعضهم: ادفنوه في العباسية.
وقال بعضهم: ادفنوه في الحفرة التي يؤخذ منها الطين ففعلوا ذلك، وأجروا على قبره الماء لئلا يعرف.
وانفتل أصحابه حيث لم يبق لهم رأس يقاتلون به، فما أصبح الفجر ولهم قائمة ينهضون بها، وتتبع يوسف بن عمر الجرحى هل يجد زيدا بينهم، وجاء مولى لزيد سندي قد شهد دفنه فدل على قبره فأخذ من قبره، فأمر يوسف بن عمر بصلبه على خشبة بالكناسة، ومعه نضر بن خزيمة، ومعاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري، وزياد النهدي.
ويقال: إن زيدا مكث مصلوبا أربع سنين، ثم أنزل بعد ذلك وأحرق، فالله أعلم.
وقد ذكر أبو جعفر بن جرير الطبري: أن يوسف بن عمر لم يعلم بشيء من ذلك حتى كتب له هشام بن عبد الملك: إنك لغافل، وإن زيد بن علي غارز ذنبه بالكوفة يبايع له، فألح في طلبه وأعطه الأمان، وإن لم يقبل فقاتله.
فتطلبه يوسف حتى كان من أمره ما تقدم، فلما ظهر على قبره حز رأسه وبعثه إلى هشام، وقام من بعده الوليد بن يزيد فأمر به فأنزل وحرق في أيامه، قبح الله الوليد بن يزيد.
فأما ابنه يحيى بن زيد بن علي فاستجار بعبد الملك بن بشر بن مروان، فبعث إليه يوسف بن عمر يتهدده حتى يحضره.
فقال له عبد الملك بن بشر: ما كنت لآوي مثل هذا الرجل وهو عدونا وابن عدونا.
فصدقه يوسف بن عمر في ذلك، ولما هدأ الطلب عنه سيَّره إلى خراسان فخرج يحيى بن زيد في جماعة من الزيدية إلى خراسان فأقاموا بها هذه المدة.
قال أبو مخنف: ولما قتل زيد خطب يوسف بن عمر أهل الكوفة فتهددهم وتوعدهم وشتمهم.
وقال لهم فيما قال: والله لقد استأذنت أمير المؤمنين في قتل خلق منكم، ولو أذن لي لقتلت مقاتلكم وسبيت ذراريكم، وما صعدت لهذا المنبر إلا لأسمعكم ما تكرهون.

وقال ابن عساكر فى تاريخ دمشق
=====================


أخذه رجل دفنه في بستان له وصرف الماء عن الساقية ، وحفر له تحتها ودفنه وأجرى عليه الماء ، وكان غلام له سندي في بستان له ينظر فذهب إلى يوسف فأخبره . وقال ابن الأثير : رآهم قصّار فدل عليه فبعث إليه يوسف بن عمر الثقفي فاستخرجوه وحملوه على بعير . قال أبو الفرج : قال نصر بن قابوس : فنظرت والله إليه حين أُقبل به على جمل قد شُدّ بالحبال وعليه قميص أصفر هروي فأُلقي من البعير على باب القصر كأنه جبل ، وقطع الحكم بن الصلت رأسه وسيره إلى يوسف بن عمر وهو بالحيرة ، فأمر يوسف أن يصلب زيد بالكناسة هو ونصر بن خزيمة ومعاوية بن إسحاق وزياد النهدي ، وأمر بحراستهم . وبعث بالرأس إلى الشام فصلب على باب مدينة دمشق ، ثم أُرسل إلى المدينة . ثم أن يوسف بن عمر تتبّع الجرحى في الدور . قال المسعودي : ففي ذلك ( أي صلب زيد ) يقول بعض شعراء بني أُمية ، وهو الحكم ( الحكيم ) بن العباس الكلبي يخاطب آل أبي طالب وشيعتهم من أبيات :
صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة ولم أر مهدياً على الجذع يصلب
وبعد البيت
وقستم بعثمان عليــاً سفاهـة وعثمان خيــر من علي وأطيب
وفي البحار : أن الصادق (عليه السلام) لما بلغه قول الحكم رفع يديه إلى السماء وهما يرعشان فقال : (( اللهم إن كان عبدك كاذباً فسلط عليه كلبك )) . فبعثه بنو أُمية إلى الكوفة ، فبينما هو يدور في سككها إذ افترسه الأسد ، واتصل خبره بجعفر فخر لله ساجداً ، ثم قال : (( الحمد لله الذي أنجزنا ما وعدنا )) . ورواه ابن حجر أيضاً في صواعقه . وقد نظم المؤلف قصيدة في الرد على الحكيم الكلبي ، وتوجد في القسم الأول من الرحيق المختوم ونوردهم هنا شيئاً منها ، أولها :
لـقد لامـني فـيك الوشاة iiوأطنبوا ورامـوا الـذي لم يدركوه iiفخيبوا

أرقـت وقـد نـام الخلي ولم iiأزل كـأني عـلى جـمر الغضى iiأتقلب
عـجبت وفي الأيام كم من iiعجائب ولـكنما فـيها عـجيب iiوأعـجب
تـفاخرنا قـوم لـنا الـفخر iiدونها عـلى كـل مخلوق يجيء iiويذهب
ومــا سـاءني إلا مـقالة iiقـائل إلـى آل مـروان يضاف iiوينسب
( صـلبنا لكم زيداً على جذع iiنخلة ولـم أر مهدياً على الجذع iiيصلب )
فـإن تـصلبوا زيـداً عـناداً iiلجده فـقد قـتلت رسـل الإله iiوصلبوا
وأنـا نـعد الـقتل أعـظم iiفخرنا بـيوم بـه شـمس النهار iiتحجب
فـما لـكم والـفخر بـالحرب iiأنها إذا مـا انـتمت تنمى إلينا iiوتنسب
هداة الورى في ظلمة الجهل iiوالعمى إذا غـاب مـنهم كوكب بان iiكوكب
كـفاهم فـخاراً أن أحـمد iiمـنهم وغـيرهم أن يـدعوا الفخر iiكذبوا


وفي أمالي الصدوق في الحديث الثاني من المجلس ( 62 ) : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه الله) ، حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن حمزة بن حمران : دخلت إلى الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال لي : (( ياحمزة من أين أقبلت ؟ قلت : من الكوفة . فبكى حتى بلت دموعه لحيته فقلت له : يابن رسول الله ، ما لك أكثرت البكاء ؟ قال : ذكرت عمي زيداً وما صُنع به فبكيت . فقلت له : وما الذي ذكرت منه ؟ فقال : ذكرت مقتله وقد أصاب جبينه سهم فجاء ابنه يحيى فانكب عليه وقال له : أبشر يا أبتاه ، فإنك ترد على رسول الله وعلى فاطمة والحسن والحسين (صلوات الله عليهم) . قال : أجل يابني . ثم دعي بحدّاد فنزع السهم من جبينه فكانت نفسه معه ، فجيء به إلى ساقية تجري عند بستان زائدة فحفر له فيها ودفن وأُجري عليه الماء ، وكان معهم غلام سندي لبعضهم فذهب إلى يوسف بن عمر من الغد فأخبره بدفنهم إياه ، فأخرجه يوسف بن عمر فصلبه في الكناسة أربع سنين ، ثم أمر به فأُحرق بالنار وذرّي في الرياح . فلعن الله قاتله وخاذله وإلى الله جل اسمه أشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيه بعد موته ، وبه نستعين على عدونا وهو خير مستعان )) .
قال المفيد في الإرشاد : ولما قتل زيد بلغ ذلك من أبي عبدالله (عليه السلام) كل مبلغ وحزن له حزناً شديداً عظيماً حتى بان عليه ، وفرق من ماله على عيال من أُصيب مع زيد من أصحابه ألف دينار . وفي أمالي الصدوق في الحديث ( 13 من المجلس 54 ) : حدثنا أبي ، حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن عبدالرحمن بن سيابة قال : دفع إلي أبو عبدالله الصادق جعفر بن محمد ألف دينار وأمرني أن أُقسمها في عيال من أُصيب مع زيد بن علي فقسمتها . فأصاب عبدالله بن الزبير أخا فضيل الرسان أربعة دنانير . وفي عمدة الطالب : روى الشيخ أبو نصر البخاري عن محمد بن عمير عن عبدالرحمن بن سيابة قال : أعطاني جعفر بن محمد الصادق ألف دينار وأمرني أن أُفرقها في عيال من أُصيب مع زيد ، فأصاب كل رجل أربعة دنانير .
قال أبو الفرج : ووجّه يوسف برأسه إلى هشام مع زهرة بن سليم ، فلما كان بمضيعة ابن أُم الحكم ضربه الفالج فانصرف وأتته جائزته من عند هشام .
وفي معجم البلدان ( ج 8 ص 77 ) عند الكلام على مصر : وعلى باب الكورتين مشهد فيه مدفن رأس زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتل بالكوفة وأُحرق وحمل رأسه فطيف به الشام ، ثم حمل إلى مصر فدفن هناك . وفي عمدة الطالب قال الناصر الكبير الطبرستاني : لما قتل زيد بعثوا برأسه إلى المدينة ونصب عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً وليلة كأنهم يريدون أن يقولوا : يامحمد ، هذا رأس ولدك الذي قتلناه بمن قتل منا يوم بدر ، نصبناه عند قبرك . وروى أبو الفرج بإسناده عن الوليد بن محمد الموقري : كنت مع الزهري بالرصافة فسمع أصوات لعابين فقال لي : انظر ما هذا ؟ فأشرفت من كوة في بيته فقلت : هذا رأس زيد بن علي . فاستوى جالساً ثم قال : أهلك أهل هذا البيت العجلة ! فقلت له : أو يملكون . قال : حدثني علي بن حسين عن أبي عن فاطمة : أن رسول الله (ص) قال لها : المهدي من ولدك .
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن الوليد بن

وفى كتاب بحر الانساب أو المشجر الكشاف لأصول الاسدة الأشراف للعلامة السيد محمد بن احمد
==================================================

بن عميد الدين الحسينى الشهير بالنجفى المتوفى سنة 433هــ ص 11 يقول : تقول العامة سيدى زينهم وهو ضريح ومسجد يقصد من شارع السيدة زينب ( مكتوب عليه ) شارع زين العابدين بجوار قسم السيدة زينب بمصر قال فى كتاب العدل الشاهد ما نصه :** والصحيح ان المدفون بهذا المسجد انما هو رأس زيد بن الامام على زيد العابدين ابن الامام الحسين ** وقال المقريزى تسمى العامة هذا المشهد بمشهد زين العابدين وهو خطأ والصحيح أنه هو مشهد زيد ابن على المعروف بزين العابدين بن الامام الحسين بن على بن ابى طالب عليهم السلام وقال الشريف محمد ابن اسعد الجوانى فى كتاب الجوهر المكنون فى ذكر القبائل والبطون وبنو زيد بن على زين العابدين بن الامام الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام الشهيد بالكوفة ولم يبق له عليه السلام غير رأسه التى بالمشهد الذى بمصر بطريق جامع ابن كولون وبركة القيل وهو من الخطط يعرف بمسجد محرس الخص *
.

وفى الطبقات الكبرى للشعرانى ج 1 ص 27 يقول :
===========================

على زين العابدين بن الحسين بن على بن ابى طالب رحمه الله وهو على الاصغر وأما الاكبر فقتل مع الحسين رضى الله عنهم أجمعين وكان رضى الله عنه يقول اذا نصح العبد لله تعالى فى سره أطلعه الله تعالى على مساوى عمله فتشاغل بذنوبه عن معايب الناس وكان يقول كانت المصاحف لا تباع انما يأتى الرجل بورقة عند امنبر فيقول الرجل المحتسب فيكتب له من أول البقرة ثم يجىء غير ه حتى يتم المصحف * قالوا ولما قتل أخوه كان عمره ثلاث عشر سنة الا انه كان مريضا نائما على فراش فلم يقتل وكان اذا توضأ اصفر وجهه فيقول له أهله ما هذا الذى يعتادك عند الوضوء فيقول أتدرون بين يدى من أن أقوم وكان اذا مشى لا تجاوز يده فخده ولا يخطر بيده وكان اذا بلغه عن اح أنه ينقصه ويقع فيه يذهب اليه فى منزله ويتلطف به ويقول يا هذا أن كان ما قلته فى حقا فيغفر الله لى وان كان باطلا فغفر الله لك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وكان رضى الله عنه يقول فقد الأحبة غربة وكان يقول عيادة الأحرار لا تكون الا شكرا لله لا خوفا ولا رغبة وكان يقول كيف يكون صاحبكم من اذا فتحتم كيسه فأخذتم منه حاجتكم فلم ينشرح لذلك وكان رضى الله عنه يقول لاصحابه احبونا حب الاسلام لله عز وجل فانه ما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارا أشارة الى ما وقع له مع عبد الملك بن مروان حين حمله من المدينة الى الشام مثقلا بالحديد فى يديه ورجليه وعنقه فلما دخل الزهرى على عبد الملك قال له ليس على بن الحسين حيث يظن من جهة الخلافة انما هو مشغول بنفسه وبعبادة ربه عز وجل فقال نعم ما شغل له نفسه واطلقه وكان رضى الله عنه يحب ان لا يعينه على طهوره أحد وكان يستقى الماء لطهوره ويحضره قبل أن ينام وكان لا يترك قيام الليل لا سفرا ولا حضرا وكان يقول ان الله يحب المؤمن المذنب التواب وكان رضى الله عنه يثنى على أبى بكر وعمروعثمان ويترحم عليهم وكان يصلى فى كل يوم وليلة ألف ركعة وكانت الريح تهيج فيخر مغشيا عليه ولما حج قال لبيك فوقع مغشيا عليه فتهشم
واستطال عليه رجل فتطاول فتغافل عنه فقال له الرجل اياك أعنى فقال له على زين العابدين وعنك اذا أغصنى وخرج يوما من المسجد فلقبه رجل فسبه وبالغ فى سبه فبادرت اليه العبيد والموالى فكفهم عنه وقال مهلا على الرجل صم أقبل عليه فقال ماستر عنك من أمرنا أكثر ألك حاجة نعينك عليها فاستحى الرجل فألقى اليه خميصته التى عليه وأمر له بعطاء فوق ألف درهم فقال الرجل أشهد انك من أولاد الرسول عليه الصلاة والسلام * توفى رضى الله عنه بالبقيع سنة تسع وتسعين وهو ابن ثمان وخمسين نة وحملت راسه الى مصر ودفنت بالقرب من مجراة الماء الى القلعة بمصر العتيقة رضى الله تعالى عنه
**(( يتبع ))** الشريف على محمود محمد على حفيد النسابة حسن قاسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط