[b][s
ize=200]بسم الله الرحمن الرحيم ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين ءامنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الأخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم )
وفيما رواه الإمام مسلم قال :
العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى، مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]، فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]
سيدى أبو بكر الطرطوشى رضى الله عنه
مدينة طرطوشة
Tartosa
مدينة طرطوشة بلد الشيخ أبو بكر بن الوليد الطرطوشى أحد أكبر أئمة المالكية خلال القرن الخامس و السادس الهجريين كان من اهل الزهد و الورع * ولد سنة 450 هــ وخرج إلى مكه للحج و طلب العلم ومنها ذهب إلى العراق ثم إلى الشام ثم مصر
و توفى بمدينة الإسكندرية فى عام 520 هــ و قبره و مسجده لا يزالان هناك معروفان من أشهر ما ألف كتاب سراج الملوكو طرطوشة يصفها ابن تغري بردي بقوله "
======================
..و طرطوشة مدينة كبيرة من مدن الأندلس تقع علي سفح جبل و هي إلي الشرق من مدينة بلنسية و قرطبة و بينها و بين البحر عشرون ميلا "..
و هي مدينة منيعة يحيط بها سور حصين من الصخر بناه بنو أمية و هي قريبة من البحر متقنة العمارة ".
و في هذه المدينة الأندلسية الكبيرة نشأ الفقيه و العالم أبو بكر الطرطوشي و عاش بها فترة طفولته و صباه و تلقي علومه الأولي في مسجدها الكبير.
أولا يقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية ج 7 ص 70
=============================
مسجد الطرطوشى ( صاحب سراج الملوك ) كان متخربا فأصلحه المرحوم السيد إبراهيم مورو سنة 1270 وقد تمت اصلاحه وتنظيمه المرحومة والدة الخديوى وهو الآن مقام الشعائر من الاوقاف
فى سير أعلام النبلاء :
===========
هو الإمام الكبير، قاضي الأندلس والإسكندرية أبو بكر محمد بن الوليد بن خلف بن سليمان بن أيوب الفهري الأندلسي الطرطوشي، وُلد سنة 451هـ بمدينة طرطوشة في شمال الأندلس، نشأ على طلب العلم فحفظ القرآن صغيرًا وقرأ المدونة وتفقه على يد كبير علماء المالكية بالأندلس أبي الوليد الباجي، وأخذ ينهل من علوم الأندلس، ثم خرج لطلب العلم في المشرق وذلك منذ سنة 478هـ فدخل العراق والشام والحجاز ثم استقر بالإسكندرية ولم يرجع إلى الأندلس. كان الطرطوشي من العلماء العاملين السابقين لزمانهم، والطرطوشي بالإسكندرية على الرغم من وقوع مصر وقتها تحت حكم الدولة الفاطمية العبيدية الخبيثة, لأنه قد وجدها خالية من العلماء قفرًا ممن يفتي الناس بالحق، وذلك بعد أن قتل ظلمة العبيديين الأئمة والعلماء والفقهاء فيها، فاستقر بها حسبة لله ولتعليم المسلمين بها.
وبجانب علمه الغزير وإمامته في الدين، كان الطرطوشي إمامًا في الزهد والورع والعبادة، ينفق كل ماله فلا يدخر شيئًا، حتى أنه لم أمره الطاغية أمير الجيوش بنفيه إلى القاهرة لم يكن عنده متاع سوى أقلامه فقط، وقد جعل داره مدرسة لطلاب العلم الشرعي، ينفق عليهم ويعلمهم، وكان يتريض بهم كل خميس للترويح عن نفوسهم, وقد بلغ تعداد تلاميذه في مدرسته 360 طالبًا.
كان للطرطوشي كرمات ربانية تدل على صلاح حاله وإمامته في الناس, فقد حاول الوزير الأفضل أن يؤذيه ونفاه إلى القاهرة وحدد إقامته في مسجد صغير فدعا عليه الطرطوشي فأصبح ميتًا وولي مكانه «المأمون البطائحي» وكان شديد الاحترام والحب للطرطوشي، وهو الذي ألف الطرطوشي له رسالته الشهيرة «سراج الملوك» في واجبات الحاكم والمحكوم الشرعية. للطرطوشي رد شهير على كتاب إحياء علوم الدين للغزالي، تتبع فيه السقطات والبدع الموجودة في الكتاب, ولو قدر لهذا الرد أن ينتشر لما ذاع صيت الإحياء أبدًا، وقد كان الطرطوشي شديدًا على البدع والمبتدعين, وعلى الرغم من أن دولة الفاطميين مليئة بالبدع والكفريات، إلا أنه لم يداهن أو ينافق أو حتى يقبل عطاءً منهم أبدًا، وقد توفي رحمه الله في 26 جمادى الأولى 520هـ ودفن بالإسكندرية.
كتاب سراج الملوك :
وكتاب "سراج الملوك" يتألف من أربعة وستين فصلا تتناول سياسة الملك وفن الحكم وتدبير أمور الرعية، وقد تناول في كتابه الخصال التي يقوم عليها الملك والخصال المحمودة في السلطان والتي تمكّن له ملكه، وتسبغ الكمال عليه، والصفات التي توجب ذم السلطان، وعرّج على ما يجب على الرعية فعله إذا جنح السلطان إلى الجور، وتناول صحبة السلطان وسيرته مع الجند، وفي اقتضاء الجباية وإنفاق الأموال.وتحدث الطرطوشي في كتابه عن الوزراء وصفاتهم وآدابهم، وتكلم عن المشاورة والنصيحة باعتبارهما من أسس الملك، وعرض لتصرفات السلطان تجاه الأموال والجباية، ولسياسته نحو عماله على المدن، وتناول سياسة الدولة نحو أهل الذمة، وما يتصل بذلك من أحكام، وتحدث عن شئون الحرب وما تتطلبه من سياسة وتدبير.وللطرطوشي إلى جانب هذا الكتاب القيم عدد آخر من الكتب منها:
مختصر تفسير الثعالبي، وشرح لرسالة الشيخ ابن أبي زيد القيرواني، في الفقه المالكي والكتاب الكبير في مسائل الخلاف، وكتاب الفتن،وكتاب الحوادث والبدع، أو بدع الأمور محدثاتها .وعن وفاة أبي بكر الطرطوشي يقول المقريزي أن الطرطوشي توفي سنة 520هـ..
وصف مسجد الطرطوشي:
يوجد ضريح الطرطوشي الآن بحي الباب الأخضر , و هو باب الإسكندرية الغربي(باب الكراستة بمنطقة الجمرك) و يتكون المسجد من بناء مستطيل الشكل به ثلاث صفوف من الأعمدة كل صف مكون من عمودين تعلوها عقود مدببة .
و تقسم صفوف الأعمدة المسجد إلي أربعة أروقة موازية لحائط القبلة و للمسجد دور ثان يشغل ثلث مساحته تقريبا و يعرف باسم "الصندرة" و هو خاص بالسيدات و يقع الضريح خلف قبله المسجد مباشرة و يحتوي علي مقبرة الطرطوشي و مقبرة تلميذ محمد الأسعد, و بالضريح عمودأن تيجانهما من طراز قديم مما يدل علي أنهما من أقدم أجزاء الضريح
تقول الدكتورة سعاد ما يلى :
===============
تقول الدكتورة سعاد ماهر أستاذة كرسى الآثار الإسلامية فى كلية الآداب جامعة القاهرة وهى أول سيدة مصرية منحتها دمعية سانت مارتينون الدولية فى عام 1968 أول وسام علمى دولى تمنحه هذه الجمعية لسيدة فى العالم تقديرا لخبرتها فى الآثار الإسلامية والقبطية وصاحبى موسوعة مساجد مصر وأولياؤها الصالحون ج 1 ص 330 :
** هو أبو بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب القرشى الفهرى الطرطوشى المشهور بابن أبى رندقة ** ولد فى سنة 450هـ أو 451 هـ فى مدينة طرطوشة وإليها ينسب ** وطرطوشة مدينة كبيرة من مدن الندلس ، وتقوم على سفح جبل إلى الشرق من مدينة بلنسية وقرطبة ، وبينها وبين البحر عشرون ميلا ، وهى مدينة منيعة يحيط بها سور حصين من الصخر بناه بنو أمية ، ويضيف ابن تغرى بردى ( وهى قريبة من البحر متقنة العمارة مبنية على نهر ابره ) *
وفى هذه المدينة الأندلسية الكبيرة نشأ فقيهنا وعالمنا أبو بكر الطرطوشى وفيها أمضى فترة طفولته وحداثة صباه وفى مسجدها الكبير تلقى علومه الاولى ولما شب عن الطوق رحل الى مدن الاندلس ليستزيد من العلم ويتصل بكبار العلماء والفقهاء وانتهى به المطاف فلا سرقسطة بالاندلس حيث التقى بعالمها الكبير القاضى أبى الوليد الباجى فأخذ عنه بعد وفاة بن حزم طريقته فى مناقشة ونقد الموضوعات الدينية والعلمية *
وتضيف الدكتورة سعاد ماهر قائلة : على اننا لا نعرف شيئا عن اسرة ابى بكر الطرطوشى فإن المارجع التى أرخت له لم تذكر شيئا يذكر عن اسرته أما عن كلمة (( أبى رندقة )) فترجعها المارجع الاوربية الى أصل فرنسى تريد من وراء ذلك ارجاع الى اسبانيا المسيحية ولكن ذلك غير صحيح إذ أن نسبه واضح كما قدمنا وينتهى الى قريش *
ويقول الدكتور الشيال : والذى نرجحه اعتماد على ما جاء فى كتابه سراج الملوج من قصص وروايات عن افراد اسرة والدته وعن والده أن والده كان عالما او من المشتغلين بالعلم ولذلك وجه ابنه هذه الوجهة وان اسرته كانت على شىء من الثراء ولذلك استطاع ابو بكر الطرطوشى ان يعيش فى وطنه حتى الخامسة والعشرين من عمره *
وفى سنة 476 هـ غادر الطرطوشى وطنه متجها الى المشرق لتأدية فريضة الحج وقد استقر بمكة قليلا بعد أداء الفريضة يلقى بها بعض الدروس ومنها استأنف رحلته الى بغداد وكانت بغداج فى ذلك الوقت مزدحمة بالعلماء والفقهاء وكانت المدرسة النظامية هناك فى قلب الحركة العلمية والفكرية ومن رجال المدرسة الذين تعاقبوا على التدريس بها والذين أخذ عنهم الطرطوشى ابو اسحاق الشيرازى وأبو بكر الشاش وابو نصر بن الصباغ وفى بغداد اتجه الطرطوشى الى التصوف متأثرا فى ذلك بحياة العلماء الذين قابلهم هناك فبدأ من ذلك الخين ياخذ نفسه به حتى عده من كتبوا عنه واحدا من المتصوفة الزاهدين وقد سمع كثيرا من الشعر من شيوخه العراقيين ورواه عنهم فيما بعد فى كتابه ( سراج الملوك) *
و قضي الفترة التي عاشها في الشام يعلم الناس و يفقههم في أمور دينهم فاقبل عليه الناس و أحبوه و أصبحت شهرته في الشام واسعة وذاع صيته و عاش هناك متقشفا عابدا زاهد قليل الاختلاط بالناس.
و بعد أن استقر الطرطوشي فترة من الزمن في بلاد الشام آثر أن ينتقل إلي مصر فرحل إليها و استقر بمدينة رشيد غير أنه سرعان ما أنتقل للإقامة في الإسكندرية بناء علي طلب أعيانها و فقهائها و لذلك قصة ترويها كتب التاريخ.
ذلك أن الإسكندرية عند وصول الطرطوشي إليها قادما من الشام و مارا برشيد كانت وشيكة الخروج من أزمات خطيرة و منها المجاعة الكبرى التي حدثت في عهد المستنصر الفاطمي في القرن الخامس الهجري نتيجة انخفاض النيل سبع سنوات فاشتد الغلاء و أنتشر الوباء حتى عم مصر كلها فاستعان الخليفة المستنصر بواليه علي عكا أمير الجيوش بدر الجمالي
, وبعد موت الخليفة المستنصر بادر وزير الأفضل شاهنشاه بن بدر الجمالي فاجلس اصغر أولاد المستنصر أبا القاسم احمد علي عرش الخلافة فغضب الابن الأكبر نزار و فر إلي الإسكندرية فحاصر الأفضل الإسكندرية بجيش كبير حصارا شديدا و نصب عليها المجانيق فأصاب الإسكندرية كثير من الخراب و التدمير و أنتقم الأفضل بعد دخوله المدينة من أهلها .
.فقتل كثيرا من علمائها
و عند ذلك أحس أهل الإسكندرية بحاجتهم الشديدة إلي فقيه كبير يتصدر حلقات الدرس في مساجدها ليفقه الناس في أمور دينهم فلما علموا بوجود أبي بكر الطرطوشي بمدينة رشيد كونوا وفدا من أعيانهم و فقهائهم يتقدمهم قاضي المدينة أبي جديد و توجهوا إلي رشيد حيث قابلوا الطرطوشي و طلبوا منه المجئ إلي الإسكندرية و الحوا في طلبهم فقبل رجائهم
و أنتقل إلي الإسكندرية.
و بدأ يدرس الفقه و ينشر العلم علي مذهب –مذهب الإمام مالك و توافد الناس عليه و تجمعوا حوله و تزايد تلاميذه الذين يتخذون عنه و يقرأون عليه و يستفيدون من علمه.
و تجدر الإشارة إلي أن الطرطوشي كأن يعلم المذهب المالكي علي الرغم أن المذهب الرسمي للدولة الفاطمية وقتها كأن هو المذهب الشيعي و لكن مدينة الإسكندرية ظلت مدينة سنية علي مذهب الإمام مالك ...
ويرجع السبب في ذلك إلي مرابطة كثير من القبائل العربية بها فقد دأب الخلفاء الراشدون الأربعة و كذا خلفاء الدولتين الأموية و العباسية علي أن يبقي ربع الجيش الموجود بمصر بمدينة الإسكندرية لحمايتها و حماية حدود مصر الشمالية..
كما كانت الإسكندرية دائما محط رحال المغاربة الذاهبين إلي الحج أو العائدين منه .
و لعل هذا يفسر لنا رغبة أهل الإسكندرية الملحة في مجئ الطرطوشي إليهم.
كما يفسر السبب في وفود الكثير من علماء و أئمة أهل المغرب إليها.
وقد تزوج الطرطوشي سيدة فاضلة تقية من بيت من اكبر بيوت الإسكندرية ..وهي ابنة خال تلميذه و خليفته أبي الطاهر.
و قد كان الطرطوشي عالما شجاعا و فقيها معتزا بنفسه لا يخشى في الحق لومة لائم فقد حدث أن سمع بما يأتيه الوزير الأفضل شاهنشاه من الظلم و التعسف مع الرعية فعزم علي السفر ألي القاهرة لمقابلة الوزير لا ليسأله حاجة لنفسه بل ليطلب منه الرفق بالرعية و إشاعة العدل بينهم و في ذلك الوقت قال ابن أنه دخل علي الأفضل بن أمير الجيوش بمصر منبسط تحته مئزره فوعظ الأفضل حتى أبكاه
و قد صنف الشيخ أبو بكر الطرطوشي كتاب" سراج الملوك" للمأمون الذي تولي وزارة مصر بعد الأفضل, وقد اثبت الطرطوشي موعظته هذه في كتابه"سراج الملوك" كما أنتقد صراحة إعمال قاضي الإسكندرية التي كأن يقترفها من سكان الإسكندرية الضعفاء و الفقراء.
و قد كان من اثر تصرفات الطرطوشي هذه مع كبار رجال الدولة و انتقاده لهم أن أمر الوزير الأفضل شاهنشاه باستدعائه إلي القاهرة وحدد إقامته في جامع الرصد بالفسطاط ثم أفرج عنه الوزير البطائحي بعد شهر من اعتقاله بعد وفاة الأفضل .
عاد الطرطوشي إلى الإسكندرية واستأنف حياته السابقة: حياة الدرس والإقراء،
وبدأ يؤلف كتابًا في فن السياسة والحكم، وما يجب أن يكون عليه الراعي والرعية،
وأتم هذا الكتاب في سنة واحدة وسماه "سراج الملوك" وتوجه به إلى القاهرة (516 هـ = 1122م) ليقدمه إلى الوزير الجديد "مأمون البطائحي"،
فاستقبله أحسن استقبال وجلس بين يديه؛ إمعانًا في التقدير والإجلال، وأغدق عليه عطفه ورعايته.
وقد هيأت حياة الاستقرار التي عاشها الطرطوشي في الإسكندرية الفرصة له للتأليف في كثير من فروع العلم
فقد ألف في التفسير و الفقه علم السياسة و فن الحكم و المجتمع و أحواله إلي غير ذلك من العلوم وقد بلغ عدد الكتب التي ألفها الطرطوشي نحو اثنين وعشرين كتابا..
لم يتبقى منها غير تسعة كتب .. من أهمها كتابه الشهير " سراج الملوك "
** كتاب سراج الملوك :
وكتاب "سراج الملوك" يتألف من أربعة وستين فصلا تتناول سياسة الملك وفن الحكم وتدبير أمور الرعية، وقد تناول في كتابه الخصال التي يقوم عليها الملك،
والخصال المحمودة في السلطان والتي تمكّن له ملكه، وتسبغ الكمال عليه، والصفات التي توجب ذم السلطان،
وعرّج على ما يجب على الرعية فعله إذا جنح السلطان إلى الجور، وتناول صحبة السلطان وسيرته مع الجند، وفي اقتضاء الجباية وإنفاق الأموال.
وتحدث الطرطوشي في كتابه عن الوزراء وصفاتهم وآدابهم، وتكلم عن المشاورة والنصيحة باعتبارهما من أسس الملك،
وعرض لتصرفات السلطان تجاه الأموال والجباية، ولسياسته نحو عماله على المدن، وتناول سياسة الدولة نحو أهل الذمة، وما يتصل بذلك من أحكام،
وتحدث عن شئون الحرب وما تتطلبه من سياسة وتدبير.
وللطرطوشي إلى جانب هذا الكتاب القيم عدد آخر من الكتب منها:
مختصر تفسير الثعالبي،
وشرح لرسالة الشيخ ابن أبي زيد القيرواني، في الفقه المالكي،
والكتاب الكبير في مسائل الخلاف،
وكتاب الفتن،
وكتاب الحوادث والبدع، أو بدع الأمور محدثاتها .
وعن وفاة أبي بكر الطرطوشي يقول المقريزي أن الطرطوشي توفي سنة 520هـ..
وجاء فى النجوم الزاهرة : وكان فى اسبعين من عمره ودفن فى مسجده فى باب البحر وقد توالت يد الاصلاح والتعمير على المسجد كما أن البحر قد طغى على معظم أجزائه ولم يبق منه الا الضريح وجزء صغير ملحق به .
وصف مسجد الطرطوشي الآن
=================
يوجد ضريح الطرطوشي الآن بحي الباب الأخضر , و هو باب الإسكندرية الغربي(باب الكراستة بمنطقة الجمرك) و يتكون المسجد من بناء مستطيل الشكل به ثلاث صفوف من الأعمدة كل صف مكون من عمودين تعلوها عقود مدببة .
و تقسم صفوف الأعمدة المسجد إلي أربعة أروقة موازية لحائط القبلة و للمسجد دور ثان يشغل ثلث مساحته تقريبا و يعرف باسم "الصندرة" و هو خاص بالسيدات و يقع الضريح خلف قبله المسجد مباشرة و يحتوي علي مقبرة الطرطوشي و مقبرة تلميذ محمد الأسعد, و بالضريح عمودأن تيجانهما من طراز قديم مما يدل علي أنهما من أقدم أجزاء الضريح * الشريف على محمود محمد على
[/b][/size]