: نصوص أدلة الأستاذ حسن قاسم :-
يقول الأستاذ : إن على باشا مبارك ذكر فى خططه أنه لم يقف على أول من أنشأ هذا المسجد قبل القرن العاشر الهجري وأنه نقل عن الرحالة ابن جبير ما زاره من المشاهد التى من جملتها مشهد لزينب بنت الإمام يحي بن الحسين بن على 0
ثم ذكر فضيلته أن الإمامين : الطبري وابن الأثير كلاهما جزم باستقرار السيدة زينب فى المدينة 000 فمنعا لهذا الإيهام أقول :
أولا : كلام محمد الكوهن الفاسى :
( جاء فى رحلة الفقيه الأديب الرحالة أبو عبد الله محمد الفاسى )
التى علمها فى أواخر القرن الرابع الهجري أنه دخل القاهرة فى 14 من المحرم سنة 365هـ والخليفة يومئذ أبو النصر نزار بن المعز لدين الله أبى تميم الفاطمى فزار جملة من المشاهد من بينها هذا المشهد وذكر ما عاينه من الصفة التى كانت عليها وقتئذ ، فقال :
دخلت ( مشهد زينب بن على ) على ما قيل لنا ، فوجدناه داخل دار كبير وهو فى طرفها البحري يشرف على الخليج ، فنزلنا إليه بدرج وعاينا الضريح ، فوجدنا عليه ( دربوزا ) يعنى (درابزين ) قيل لنا نه من الخشب القمارى ، فاستبعدنا ذلك ، لكن شممنا منه رائحة طيبة ، ورأينا بأعلى الضريح قبة بناء من الجص ، ورأينا فى صدر الحجرة ثلاثة محاريب ، أطوالها الذى فى الوسط ، وعلى ذلك كله نقوش غاية فى الإتقان ، ويعلو باب الحجرة ( زليخة قرأنا فيها بعد البسملة ) و( أن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا ) هذا ما أمر به عبد الله ووليه أبو تميم أمير المؤمنين الإمام العزيز بالله صلوات الله تعالى عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه المكرمين 0
أمر بعمارة هذا المشهد على مقام السيدة الطاهرة بنت الزهراء البتول : زينب بنت الإمام على بن أبى طالب صلوات الله تعالى عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه المكرمين 0
وهذه الرحلة من محفوظات مكتبة عارف بك بالمدينة ( إذن فالضريح موجود معروف من قبل القرن الرابع قبل الفاطميين بل من القرن الثاني كما سيأتي ) 0
ثانيا : كلام السخاوى
ذكر السخاوى فى كتاب ( أوقاف مصر ) أن الحاكم بأمر الله أوقف على هذا المشهد مشهد السيدة زينب ومشاهد أخرى عدة قرى وضياع ( كأطفيح ) و( صول ) وغيرهما 0
ثالثا : ابن الأثير والطبري وابن عساكر وابن طولون :
الطبري وابن الأثير لما ذكر محنة الحسين التى شاركته فيها أخته زينب لم يتعرضا لذكر وفاتها وإلا فكانا ذكرا ما عرفناه عن ذلك والمؤرخون الذين تعرضوا لذكر تلك بعضهم تضاربت أقوالهم ، فلم يخرجوا بنتيجة تفيد الباحث ، وقليل منهم ذكروا أنها دخلت مصر بعد مصرع أخيها بيسير من الزمن وأقامت بها أشهر ودفنت بها 0
ومن هؤلاء الذين قالوا بدخولها مصر ( الحافظ بن عساكر الدمشقي مؤرخ القرن السادس الهجري : ذكر ذلك فى تاريخه الكبير المحفوظ بالمكتبة الخالدية بدمشق ، والمؤرخ ابن طولون الدمشقي فى رسالة مستقلة ( إذن فالقبر كان معروفا قبل القرن السادس ) رابعا : الشريف الأزورقانى :
( فى كتاب الأنساب ( كبحر الأنساب للشريف الأزورقانى ) من علماء القرن السابع الهجري ، وابن عنبة الحسنى من علماء القرن الثامن الهجري ومن تقدمهم من علماء النسب لم يذكروا أن ( ليحي بن زيد ) الشهيد عقبا ، لقتله لما خرج بعد قتل بأبيه ( بالجوزجان ) على ( نصر بن بشار ) وإلى خرسان وكان من أمره أن قتل بيد مسلم بن أحون الذى بعثه نصر المذكور فى 3000 ثلاثة الأف رجل ، فقتلوه فى سنة 125هـ وله من العمر 18 عاما ، وأنظر كتاب الفرق للبغدادي والمعارف لابن قتيبة ( وإذن فزينب هذه ليست ابنته وبينه وبينها زمن طويل )
خامسا : نتيجة ما سبق
فما ذكره فى رحلة ابن جبير ونقله صاحب الخطط وصححه فضيلته الأستاذ كلاهما خطأ واضح ، إذ أن زينب التى زار مشهدها ابن جبير هى زينب بنت يحي المتوج يحي بن الحسن المثنى ين زيد بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب دخلت مصر سنة 193هـ مع عمتها السيدة نفيسة بنت الحسن لأنور العلوي أمير المؤمنين فى أواسط القرن الثاني الهجري ومشهدها الذى زاره ابن جبير فى القرافة شرقي الشافعي لا فى هذه المنطقة الواقع بها المشهد الزينبي ( انظر رحلة ابن جبير المخطوطة ) وهذا المشهد معروف بالقرافة وهو المشهور الآن بمشهد العيناء ( فاطمة بنت القاسم بن محمد المأمون بن جعفر الصادق ) لدفنها به هي الأخرى مع زينب بنت يحي المتوج وكان إلى أواخر القرن الثاني الهجري ويعرف بمشهد السيدة زينب بنت يحي المتوج وهى وأبوها وجمع من أقاربها ، دخلوا مصر وماتوا بها ولهم مشاهد معروفة وقد ورد ذكر هذا المشهد فى كثير من كتب السخاوى والكواكب السائرة للسكري الذى هو آخر مؤلف فى المزارات المصرية ( وهذه المراجع جميعها مشهورة ومتداولة )
سادسا : القول الفصل للعبيدلى :
الذى قضى على هذا الخلاف الواقع فيه جمهرة المؤرخين من قرون عديدة رسالة استنسختها من حلب بواسطة أحد أصدقائي ( للعبيدلى ) الحسن بن يحي بن جعفر (( الحجة )) بن عون الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن على بن زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب المولود سنة 124 هـ بالعقيق بأرض ( الحجاز ) بقصر ابن عاصم ، المتوفى بمكة سنة 277هـ مؤلفها المذكور ( أخبار الزينبيات ) ذكر فيها كل من سميت ( زينب ) من آل البيت وغيرهم ، فترجم لزينب هذه الكبرى وأختها الوسطى والصغرى وذكر فيها فى آخر ترجمة زينب الكبرى إنها بعد سيرت للشام ثم للمدينة ثارت فتنة بينها وبين عمرو بن سعيد الأشدق والى المدينة من قبل يزيد فاستصدر أمر يزيد بنقلها من المدينة فنقلت منها إلى مصر ، فدخلتها على مسلمة بن مخلد وكان دخولها فى أول شعبان سنة 61هـ إلى رجب سنة 62هـ وتوفيت يوم الأحد مساء لأربعة يوما مضت من رجب من السنة المذكورة بموضع يقال له ( الحمراء القصوى ) حيث بساتين الزهري ( هناك شارع باسم شارع جنان الزهري أمام مجلة المصور بميدان السيدة ) إذن فهذا المشهد معروف من قبل القرن الثاني 0
هذا محصل ما ذكره العبيدلى النسابة من القرن الثالث فى ترجمة السيدة زينب الكبرى بنت على ، إذن بقى لنا أن نتعرف : ما هى هذه الخطة ( الحمراء القصوى ) التى ذكر أنها دفنت بها فنقول :------
سابعا : الحمراء القصوى
إن المقريزي قد تكفل لنا بتعريفها ، وبسط لنا ما أعنانا عن مؤنه البحث ، فإذا هى هذه المنطقة الواقع بها الضريح الزينبي الآن ، وليس بعد هذا البيان بيان 0
((( وصفوة القول : إنى لما عثرت على هذا الرسالة المذكورة التى تعد الحجر الأساسي الذى قضى لنا على هذا الخلاف والذى كمم أفواه المتعنتين من معاصرينا )
ثامنا : هكذا انقطع الشك باليقين :
بهذا التحقيق العلمي التاريخي الموثق لا يكون هناك وجه على الإطلاق للجاجة والتشكيك والاستشكال والمعارك التى تدور من حين لأخر والتي يثيرها خصوم أهل البيت تحت شعار أو أخر تشكيكا فى وجود رفات السيدة زينب رضى الله تعالى عنها بمرقدها المعروف بالقاهرة وما هو إلا الغل والفتنة والحقد المرير على آل البيت أحياء وموتى باسم التوحيد المفترى عليه وباسم السنة المظلومة والأمر يومئذ لله 0
إلى كل من تعنت وتشدق على آل البيت الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام نقول لهم اتقوا الله فينا واتقوا الله فى أنفسكم – إلى كل من تعالى وأنكر وجود السيدة الطاهرة وإلى وجود رأسي أخيها فهذه أدلة كافية لكي تتقوا الله