في تاريخ بدعة عدم وقوع الطلاق الثلاث.[1]
نبأ العليم الخبير نبيه المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما يكون بعده من انقسام الأمة إلى فرق تزيد على السبعين ، كلها في النار إلا واحدة وهي الملتزمة طريق رسول الله وأصحابه عليه وعليهم الصلاة والسلام.
وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الحجاب بين الأمة وبين هذه الفتن الناجمة عن تلك الفرق ، ففي الصحيحين "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أهل مجلسه ذات يوم : أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة ؟ فقال حذيفة : أنا ".... الحديث ، إلى أن قال عمر لحذيفة "إنما أسأل عن الفتنة التي تموج كموج البحر ، فقال حذيفة - وكان أعلمهم بما يكون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرور والفتن ، لكثرة سؤاله الرسول عنها - مالك ولها يا أمير المؤمنين ؟ إن بينك وبينها باباً مغلقاً . قال عمر : أيكسر الباب أم يفتح ؟ قال حذيفة بل يكسر.
قال رضي الله عنه : ذلك أحرى ألا يغلق إلى يوم القيامة.
فسألوا حذيفة عن الباب من هو ؟
فقال : الباب عمر.
وهذا من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام ، حيث أخبر أن الفتن لا تظهر مادام عمر حياً ، فكان كما أخبر.
فلما انتقل عمر رضي الله عنه إلى جوار ربه بدأت بذور الفتن تنمو وتتشعب حتى ظهر مصداق ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفرق.
يتبع إن شاء الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش :
[1] للعلامة الأزهري المحدث الفقيه الصوفي فضيلة الشيخ سلامة القضاعي العِزَامي من كتابه : البراهين الساطعة في رد بعض البدع الشائعة.