موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 11 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: حقيقة شرك العرب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 06, 2010 8:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 11, 2010 11:21 pm
مشاركات: 28
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة شرك العرب
ــــــ
كان المشركون كانوا يعتقدون في الأصنام بعض ما يعتقدونه في الله وبناء عليه عبدوها كآلهة أخرى تشارك الله تعالى بعض خصائصه .
ولذا فهم يقولون (( أجعل الآلهة إلهاً واحدا)).
وقال تعالى في بيان مقالهم يوم القيامة ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ) فتأمل في قوله نسويكم برب العالمين .
وقال تعالى عنهم {إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون }
وقالوا في التلبية (لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك)
وجاء أيضا في السيرة أن بعد عودة عتبة بن ربيعة من عند النبي صلى الله عليه وسلم دون تحقيق أي مكسب، قرر أبو جهل قتل النبي صلى الله عليه وسلم، فنادى: يا معشر قريش، إن محمدًا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وشتم آلهتنا، .......أهـ
أنظر الي قول أبو جهل : شتم آلهتنا، " فهم الهة وليسوا عباد صالحين يتخذوهم واسطه بينهم وبين الله كما يظن البعض .
بل هي الهة تضر وتنفع من دون الله وليس بإذن الله كما سيأتي بيان ذلك .
وجاء في سبب نزول سورة الكافرون .
بينما النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة اعترضه الأسود بن المطلب والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف والعاص بن وائل، وكانوا من زعماء قريش.
فقالوا‏:‏ يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرًا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرًا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه، فأنزل الله تعالى فيهم‏:‏ ‏{‏قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ‏{
قال ابن عباس‏:‏ قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ نحن نعطيك من المال ما تكون به أغنى رجل بمكة، ونزوجك من شئت، ونطأ عقبك؛ أي نمشي خلفك، وتكف عن شتم آلهتنا، فإن لم تفعل فنحن نعرض عليك خصلة واحدة هي لنا ولك صلاح، تعبد آلهتنا اللات والعزى سنة، ونحن نعبد إلهك سنة؛ فنزلت السورة‏ .
وقيل أنه لما عاد وفد قريش ليطرح على النبي صلى الله عليه وسلم خطة معدلة، فقالوا له: يا محمد ( صلى الله عليه وسلم) تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة، فأنزل الله ‏:‏‏{‏قُلْ أَفَغَيْرَ الله ِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ‏{‏ ‏[‏الزمر‏:‏64‏]‏
انظر الي قولهم نعبد الهك وتعبد آلهتنا فهم لهم الهة غير الله وليس الله هو الالهة الأحد المتفرد بالعبادة عندهم وليس ما يعبدون من دونه رجال صالحين يتخذوهم واسطة بينهم وبين الله بل هم عندهم الهة تنفع وتضر من د ون الله لذلك جاء في مواضع أخر من كتاب الله أنهم كانوا يخوفون النبي صلي الله عليه وسلم به كما سيأتي بيانه إن شاء الله .
فأين ما يدعيه البعض أنهم قالوا علي أصنامهم أنهم ليسوا الهة بل مجرد عباد صالحين يقربونهم من الله أو يتخذوهم شفعاء بإذن الله .
اين ذلك من كتاب الله وسنة نبيه وواقع شرك العرب التاريخي .

فليفهم قول الله تعالي بحسب السياق كامل وبحسب مجموع الادلة الأخري وبحسب الجمع بينهم والا وقع من وقع في الضلال بسبب تركه لادوات فهم كتاب الله وربط الدليل الجزئي بالكلي .
فبالرغم من نسبة العرب العدنانية ــ وقريشا بالأخص ـ كما أسلفنا، أكثر الخلق، والتصرف في الكون إلى الله تبارك وتعالى، بالرغم من ذلك فقد كانوا ينسبون بعض ذلك إلى غيره، كنسبة التحكم في الموت، والتقدير إلى «مناة»، آلهة الموت (المنية)، والمتحكمة في مقادير البشر ونسبة الضر والنفع من دون الله فضلاً عن نسبتهم هؤلاء الأغيار إلى الله نسبة قرابة وتولد، أي مشاركة في «الجوهر الإلهي»، أو في «الجنس الإلاهي»، أو في «النسب الإلاهي»، بمعنى أو آخر، كما جاءت بذلك النصوص الثابتة الصحيحة:
تنوع عقائد العرب في الجاهلية
وقد بين المسعودي تنوع عقائد العرب قائلا :
" كانت العرب في جاهليتها فرقا ، منهم الموحد المقر بخالقه المصدق بالبعث والنشور موقنا بأن الله يثيب المطيع ويعاقب العاصي ، وقد تقدم ذكرنا في هذا الكتاب وغيره من كتبنا من دعا الله عز وجل ونبه أقوامه على آياته في الفترة كقس بن ساعدة الأيادي ورئاب الشني وبحيرا الراهب وكان من عبد القيس .
وكان من العرب من أقر بالخالق وأثبت حدوث العالم وأقر بالبعث والإعادة وأنكر الرسل وعكف على عبادة الأصنام ، وهم الذين حكى الله عز وجل قولهم ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ( ، وهذا الصنف هم الذين حجوا إلى الأصنام وقصدوها ، ونحروا لها البدن ونسكوا لها المناسك وأحلوا وحرموا .
ومنهم من أقر بالخالق وكذب بالرسل والبعث ، ومال إلى قول أهل الدهر وهؤلاء الذين حكى الله تعالى إلحادهم وخبر عن كفرهم بقوله تعالى (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ( فرد الله عليه بقوله)مَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ( .
ومنهم من مال إلى اليهودية والنصرانية . ومنهم المار على عنجهيته الراكب لهجمته .
وقد كان صنف من العرب يعبدون الملائكة ويزعمون أنها بنات الله فكان يعبدونها لتشفع لهم إلى الله وهم الذين أخبر الله عز وجل عنهم بقوله تعالى ( وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ ( وقوله تعالى (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَ أهـ . تاريخ المسعودي ج1 ص 439
نعم يظهر من الخبر الذي رواه ابن أبي حاتم عن محمد بن عثمان المخزومي أنهم اعتقدوا بذكورة بعضها ، قال : " إن قريشا قيضوا لكل رجل من أصحاب محمد رجلا يأخذه ، فقيضوا لأبي بكر طلحة بن عبيد الله ، فأتاه وهو في القوم ، فقال أبو بكر : إلام تدعوني ؟ قال : ادعوك إلى عبادة اللات والعزى ، قال أبو بكر : وما اللات ؟ قال : أولاد الله ، قال : وما العزى ، قال : بنات الله ... " أهـ فتح القدير ج4 ص 638 .
ويؤيد ذلك قوله تعالى (وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ( الأنعام /100 .
وقال الشيخ الطاهر ابن عاشور في بيان معتقدات العرب :
" وقد كان دين العرب في الجاهلية خليطا من عبادة الأصنام ومن الصابئية عبادة الكواكب وعبادة الشياطين ومجوسية الفرس وأشياء من اليهودية والنصرانية ، فإن العرب لجهلهم حينئذ كانوا يتلقون من الأمم المجاورة لهم والتي يرحلون إليها عقائد شتى متقاربا بعضها ومتباعدا بعض ، فيأخذونه بدون تأمل ولا تمحيص لفقد العلم فيهم ، فإن العلم الصحيح هو الذائد عن العقول من أن تعشش فيها الأوهام والمعتقدات الباطلة ، فالعرب كان أصل دينهم في الجاهلية عبادة الأصنام وسرت إليهم معها عقائد من اعتقاد سلطة الجن والشياطين ونحو ذلك .
فكان العرب يثبتون الجن وينسبون إليهم التصرفات ، فلأجل ذلك كانوا يتقون الجن وينتسبون إليها ويتخذون له المعاذات والرقى ويستجلبون رضاها بالقرابين وترك تسمية الله على بعض الذبائح ، وكانوا يعتقدون أن الكاهن تأتيه الجن بالخبر من السماء ، وإن الشاعر له شيطان يوحي إليه الشعر ، ثم إذ أخذوا في تعليل هذه التصرفات وجمعوا بينها وبين معتقدهم في ألوهية الله تعالى تعللوا لذلك بأن للجن صلة بالله تعالى ، فلذلك قالوا : الملائكة بنات الله من أمهات سروات الجن كما أشار إليه قوله تعالى (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ( الصافات / 158 ، وقال (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ * أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ * أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( الصافات / 149 -152 ومن أجل ذلك جعل كثير من قبائل العرب شيئا من عبادتهم للملائكة وللجن ، قال تعالى (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ( سبأ / 40 -41 .
والذين زعموا أن الملائكة بنات الله هم قريش وجهينة وبنو سلمة وخزاعة وبنو مليح ، وكان بعض العرب مجوسا عبدوا الشيطان وزعموا أنه إله الشر وأن الله إله الخير ، وجعلوا الملائكة جند الله والجن جند الشيطان ، وزعموا أن الله خلق الشيطان من نفسه ثم فوض إليه تدبير الشر فصار إله الشر ، وهم قد انتزعوا ذلك من الديانة المزدكية القائلة بإلهين ، إله الخير وهو ( يزدان ) وإله الشر وهو ( أهرمن ) وهو الشيطان " 1) التحرير والتنوير ج6 ص 243 - 244 ..

يتبع
[/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 13, 2010 1:55 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 11, 2010 11:21 pm
مشاركات: 28
فمن معتقدات المشركين
منها اعتقاد البنوة لله - تعالى الله عن ذلك - :
وقد حدد آيات سورة النجم أسماء آلهتهم التي اعتقدوا أنها بنات الله ، قال تعالى
" أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ) النجم / 19 – 23 .
قال الطبري في تفسيرها : " يقول تعالى ذكره أفرأيتم أيها المشركون اللات وهي من الله ألحقت فيه التاء فأنثت كما قيل عمرو للذكر وعمرة للأنثى وكما قيل للذكر عباس ثم قيل للأنثى عباسة فكذلك سمى المشركون أوثانهم بأسماء الله تعالى ذكره وتقدست أسماؤه فقالوا من الله اللات ومن العزيز العزى وزعموا أنهن بنات الله تعالى الله عما يقولون وافتروا " أهـ تفسير الطبري ج26 ص 77 .
قال ابن كثير : " يقول تعالى مقرعا للمشركين في عبادتهم الأصنام والأنداد والأوثان واتخاذهم لها البيوت مضاهاة للكعبة التي بناها خليل الرحمن... قال ابن جرير وكانوا قد اشتقوا اسمها من اسم الله فقالوا اللات بتشديد التاء ... ثم قال تعالى ( أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى ) أي أتجعلون له ولدا وتجعلون ولده أنثى وتختارون لأنفسكم الذكور... ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى ) يقول تعالى منكرا على المشركين في تسميتهم الملائكة تسمية الأنثى وجعلهم لها أنها بنات الله تعالى الله عن ذلك " أهـ تفسير ابن كثير ج4 ص 271
وقال الشوكاني في ( فتح القدير ) :" أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى ) أي كيف تجعلون لله ما تكرهون من الإناث وتجعلون لأنفسكم ما تحبون من الذكور وذلك قولهم إن الملائكة بنات الله وقيل : المراد كيف تجعلون اللات والعزى ومناة وهي إناث في زعمكم شركاء لله ومن شأنهم أن يحتقروا البنات " أهـ فتح القدير ج5 ص 131
نعم يظهر من قوله تعالى( وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ * بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) الأنعام /100- 102
أن بعضهم جعل أبناء ذكورا لله كما جعل له الإناث وتجد التصريح بعقيدتهم أن الملائكة بنات الله
وقال البخاري في «الجامع الصحيح المختصر»: [باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم لقوله: } يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي{، إلى قوله: }عما يعملون{،} بخساً{، نقصاً، قال مجاهد: }وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً{، قال كفار قريش: الملائكة بنات الله، وأمهاتهم بنات سروات الجن! قال الله: }ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون{، ستُحْضَر للحساب].
وقال الحافظ في «فتح الباري شرح صحيح البخاري»: [قوله باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم أشار بهذه الترجمة إلى اثبات وجود الجن وإلى كونهم مكلفين ... إلخ) في كلام طويل، إلى قوله: (قوله: (وقال مجاهد وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا الخ)) وصله الفريابي من طريق بن أبي نجيح عن مجاهد به وفيه فقال أبو بكر: (فمن أمهاتهم؟!)، قالوا: (بنات سروات الجن ...الخ)، وفيه قال علمت الجن أنهم سيحضرون للحساب قلت وهذا الكلام الأخير هو المتعلق بالترجمة وسروات بفتح المهملة والراء جمع سرية بتخفيف الراء أي شريفة].
وفي «فتح الباري شرح صحيح البخاري»: [... قال أبو عبيدة في قوله تعالى إن يدعون من دونه إلا إناثا: (الا الموات حجراً أو مدراً أو ما أشبه ذلك والمراد بالموات ضد الحيوان)، وقال غيره: (قيل لها إناث لأنهم سموها مناة واللات والعزى وإساف ونائلة ونحو ذلك)، وعن الحسن البصري: لم يكن حي من أحياء العرب الا ولهم صنم يعبدونه يسمى أنثى بني فلان! وسيأتي في الصافات حكاية عنهم أنهم كانوا يقولون الملائكة بنات الله، تعالى الله عن ذلك، وفي رواية عبد الله بن أحمد في مسند أبيه عن أبي بن كعب في هذه الآية قال مع كل صنم جنية، ورواته ثقات].
وقال البخاري في «الجامع الصحيح المختصر»: باب تفسير سورة الصافات. وقال مجاهد: }وبين الجنة نسبا{، قال كفار قريش: (الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجن!)
وفي «فتح الباري شرح صحيح البخاري»: [قوله باب وقالوا أتخذ الله ولدا سبحانه كذا للجميع وهي قراءة الجمهور، وقرأ بن عامر: قالوا بحذف الواو، واتفقوا على أن الآية نزلت فيمن زعم أن لله ولداً من يهود خيبر ونصارى نجران ومن قال من مشركي العرب الملائكة بنات الله فرد الله تعالى عليهم]. لاحظ نص الحافظ على إجماعهم: (واتفقوا ...)
وفي «تفسير الجلالين»: ونزل في النضر بن الحارث وجماعته: }ومن الناس من يجادل في الله بغير علم{، قالوا: الملائكة بنات الله، والقرآن أساطير الأولين، وأنكروا البعث وإحياء من صار ترابا!
وفي «تفسير الجلالين»: }وجعلوا له من عباده جزءً{، حيث قالوا: الملائكة بنات الله، لأن الولد جزء من الوالد، والملائكة من عباده تعالى، }إن الإنسان {، القائل ما تقدم }لكفور مبين {، بين ظاهر الكفر!
وفي «تفسير الجلالين»: }إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى{، حيث قالوا هم بنات الله!
أما قولهما في «تفسير الجلالين»: }وجعلوا{، أي المشركون، }بينه{، تعالى، }وبين الجنة{ أي الملائكة لاجتنانهم عن الأبصار }نسبا{، بقولهم إنها بنات الله. فهو خطأ، لأن العرب تفرق بين الجن والملائكة، وإنما عنوا أنه، تعالى وتقدس، صاهر إلى سروات الجن فولدن له الملائكة، كما سبق مراراً!
وجاء في «ضعفاء العقيلي»: [حدثنا أحمد بن داود حدثنا أحمد بن منيع حدثنا أبو سعد الصغاني قال حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي عالية عن أبي، رضي الله تعالى عنه، أن المشركين قالوا للنبي، صلى الله عليه وسلم: (انسب لنا ربك!)، فنزلت قل هو الله أحد]، وهو في «التاريخ الكبير»، وفي «التاريخ الصغير (الأوسط)»
ضرورة التجانس بين الابن والأب دليل على شركهم في الربوبية
فالأمر الأول الذي يبرز اعتقادهم بأن للأبناء المزعومين قدرات ذاتية خارقة ضرورة وجود تجانس في ماهية الأب والابن وإلا لم يكن ابنا ، ويمكن أن نقول بأن منطلق تصورهم الباطل مذكور في قوله تعالى ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ( الصافات / 158 ، فعن مجاهد قال : " قال كفار قريش : الملائكة بنات الله ، فسأل أبو بكر من أمهاتهم ؟ فقالوا : بنات سروات الجن ، يحسبون أنهم خلقوا مما خلق منه إبليس ، وعن قتادة : " قالت اليهود : إن الله تبارك وتعالى تزوج إلى الجن فخرج منهما الملائكة " (1) .
وقال القرطبي : " القائل ذلك كنانة وخزاعة ، قالوا : إن الله خطب إلى سادات الجن فزوجوه من سروات بناتهم ، فالملائكة بنات الله من سروات الجن " أهـ الجامع لأحكام القرآن ، المجلد الثامن ، ج15 ص 121 .
وهناك عبارة للقرطبي ينبغي الوقوف عندها ، قال : " ومن أجاز أن تكون الملائكة بنات الله فقد جعل الملائكة شبها لله لأن الولد من جنس الوالد وشبهه "المصدر السابق ، المجلد الثامن ، ج16 ص 66،
ومثلها عبارة النسفي في تفسيره حيث قال : " ثم أكد كذبهم بقوله ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ ( لأنه منزه عن النوع والجنس وولد الرجل من جنسه ( وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ ) وليس معه شريك في الألوهية ، ( إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ ( لانفرد كل واحد من الآلهة بالذي خلقه " تفسير النسفي ج2 ص 142
وأشار إلى ذلك الآلوسي بقوله : " ولم يستدل على انتفاء اتخاذ الولد إما لغاية ظهور فساده أو للاكتفاء بالدليل الذي أقيم على انتفاء أن يكون معه سبحانه إله بناء على ما قيل : إن ابن الإله يلزم أن يكون إلها ، إذ الولد يكون من جنس الوالد وجوهره " روح المعاني ، المجلد العاشر ، ج 18 ص 90.
مثل هذه العبارات تظهر لك بأنه لا معنى للاعتقاد بوجود أبناء لله إلا أن يحمل على وجود موجود آخر هو من جنس الله تعالى عن ذلك ، فيرون أن الأبناء مثل أبيهم ، ولا معنى للمثلية إلا أن لها أثر في الخلق والتدبير ، فلا معنى لأن يقال إنها بنات الله ولكن لا حول ولا قوة لها إلا التشفع بها ، فهي آلهة عبدت واستغيث بها لأنها أرباب لها قدراتها الخارقة ومستقلة عن الإله الأكبر ، ولولا أنهم يريدون التجانس بين الأب وأبنائه في ماهية الرب أي وحدة الجنس والجوهر لاكتفوا باعتبارها ملائكة ولم تكن هناك حاجة لادعاء بنوتها .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 26, 2010 12:35 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 11, 2010 11:21 pm
مشاركات: 28
[align=center]تابع
ومن معتقدات المشركين
كانوا يعتقدون نسبة أفعال إلى غير الله تعالى كالضر والنفع من دونه لأصنامهم
كشريكة لله أو استقلالاً عن الله تعالى فهناك من المخلوقات من يستقل بتدبير بعض أمور الكون وهذا شرك في الربوبية .
فمن أدلة ذلك : *قول الله تعالى {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء}
فالآية صريحة في الدلالة على أنهم يعتقدون في آلهتهم أن لها القدرة على الإضرار
*ومنها قول الله تعالى {أليس الله بكاف عبده ويخوِّفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فماله من هاد ،ومن يهد الله فماله من مُضلٍّ أليس الله بعزيز ذي انتقام ،ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ..}
ووجه الاستدلال بالآية أنها تصرح بأن المشركين يخوفون الرسول صلى الله عليه وسلم بآلهتهم لاعتقادهم أن لها القدرة على الضر والنفع
قال البغوي في تفسيره للآية :وذلك أنهم خوفوا النبي صلى الله عليه وسلم معرة معاداة الأوثان ،وقالوا لتكفن عن شتم آلهتنا أو ليصيبنك منهم خبل أو جنون .انتهى كلام البغوي
فكلامهم صريح بقدرة آلهتهم على الإضرار وذلك فعل من أفعال الربوبية الذي أشركوا فيه .
*ومنها قوله تعالى {واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا}
فالآية ظاهرة الدلالة في أنهم عبدوا ألهتهم لأنهم يعتقدون أنها تحقق لهم العز والنصر ،وهذا فعل من أفعال الربوبية .
ومن الأدلة قول الله تعالى {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون (54) من دونه فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون (55) }
قال ابن جرير الطبري في تفسيره : وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن قول قوم هود : أنهم قالوا له، إذ نصح لهم ودعاهم إلى توحيد الله وتصديقه، وخلع الأوثان والبراءة منها: لا نترك عبادة آلهتنا، وما نقول إلا أن الذي حملك على ذمها والنهي عن عبادتها ، أنه أصابك منها خبل من جنون . انتهى كلامه رحمه الله .
إذن فهم يعتقدون أن لها القدرة على أن تصيبه بالمرض والجنون وهذا شرك بالله في الربوبية لأنه لا يضر ،ولا ينفع حقيقة إلا الله جل جلاله.
ومن معتقدات المشركين
اعتقادهم القدرة علي الرزق مع الله .
*والدليل قوله تعالى {إنما تعبدون من دون الله أوثاناً وتخلقون إفكاً إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم زقاً فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون }
وهذه الآية تبين أنهم يعتقدون أن الهتهم ترزق ،إذ لا يصلح أن يقال لمن يعتقد أن الرزق بيد الله وحده بلا شريك وأن الآلهة ليست إلا سبباً من الأسباب { إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم زقاً فابتغوا عند الله الرزق} لأن رد ذلك سيكون واضحاً إذ سيقولون :نحن نعلم أن الله هو المالك للرزق وحده وأن الآلهة لا تملكه فأصبحت الدعوة إلى ذلك من العبث .والله منزه عن ذلك .
فدل بالجمع بين هذه الآيات وبين الآيأت الأخرى التي يقرون بأن الله يرزق أنهم يعتقدون أن آلهتهم شركاء في ذلك ،لأنها تملك ذلك كما أن الله يملك ذلك في اعتقادهم الكفري.
فهم لا يجحدون كون الله يملك الرزق ،ولكنهم لا يفردونه بذلك بل يعتقدون أن له شركاء في ذلك. وهذا واضح جلي بأدنى تدبر .
ومن معتقدات المشركين
وكانوا يجعلون النجوم شركاء لله ومنها الشعرى
قال تعالى {وأنه هو رب الشعرى } قال ابن جرير :يقول تعالى ذكره: وأن ربك يا محمد هو رب الشعري، يعني بالشعرى: النجم الذي يسمى هذا الاسم، وهو نجم كان بعض أهل الجاهلية يعبده من دون الله.
وقال الألوسي في تفسيره لهذه الآية : ومن العرب من كان يعّظمها ويعتقد تأثيرها في العالم ويزعمون أنها تقطع السماء عرضاً ،وسائر النجوم تقطعها طولاً ،ويتكلمون على المغيبات عند طلوعها ففي قوله تعالى : { وأنه هو رب } إشارة إلى نفي تأثيرها .انتهى كلام الألوسي .
وقال القطان في تفسيره: {وأنه هو رب الشعرى } وقد نص بشكل خاص بأنه رب الشعرى اليمانية ( ألمع نجم في كوكبة الكلب الأكبر ، وألمع ما يرى من نجوم السماء ) - لأن بعض العرب كانوا يعبدونها . وكان قدماء المصريين يعبدونها أيضا ، لأن ظهورها في جهة الشرق نحو منتصف شهر تموز قبل شروق الشمس - يتفق مع زمن الفيضان في مصر الوسطى ، وهو أهم حادث في العام ، وابتداء عام جديد .انتهى وهذا واضح فيما ذكرت من اعتقادهم مشاركتها لله في أفعاله ويعبدونها أيضاً.
ومن الأدلة :مارواه الإمام البخاري والإمام مسلم عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال : ( هل تدرون ماذا قال ربكم؟ ) ، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ( قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب) . ولهما من حديث ابن عباس بمعناه وهي سبب نزول قول الله تعالى { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون }.وعليه تعلم أنهم يعتقدون أن الأنواء ترزقهم الغيث فأين هذا من الشهادة لهم بأنهم أفردوا الله بأفعاله؟!
يتبع[/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 27, 2010 12:15 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 11, 2010 11:21 pm
مشاركات: 28
[align=center]ومن معتقدات المشركين اعتقادهم أن التمائم تدفع الضر لا على وجه السببية بل على جهة الاستقلال أو الشراكة لله تعالى.
أما دليل ذلك: فقوله صلى الله عليه وسلم (( من تعلق تميمة فقد أشرك) ، ولابن أبي حاتم عن حذيفة أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى فقطعه، وتلا قوله: ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) .
ولا وجه لصرف ذلك إلى الشرك الأصغر إلا ظن من ظن وغيره أنهم وحدوا الله في أفعاله ،وهذا باطل ،بل هم مشركون في ذلك الشرك الأكبر .
ولذا فالنصوص الشرعية تبقى على ظاهرها حتى يرد ما يصرفها عن ظاهرها من أدلة أخرى .
قال ابن قتيبة في غريب الحديث :التميمة خرزة كانت الجاهلية تعلقها في العنق ،وفي العضد تتوقى بها وتظن أنها تدفع عن المرء العاهات ،وكان بعضهم يظن أنها تدفع المنية حيناً. ويدلك على ذلك قول الشاعر [ من الطويل ]
إذا مات لم تفلح مزينة بعده * فنوطي عليه يا مزين التمائما. انتهى كلامه
وقال ابن الأثير الجزري رحمه الله :إنما جعلها شركاً لأنهم أرادوا بها دفع المقادير المكتوبة عليهم ،فطلبوا دفع الأذى من غير الله تعالى الذي هو دافعه .قال :فكان المعنى في هذا إن علقها معتقداً أنها تضر وتنفع كشريك لله فهو شرك مخرج من الملة . انتهى
وقال الإمام ابن عبد البر وهذا كله تحذير ومنع مما كان أهل الجاهلية يصنعون من تعليق التمائم والقلائد يظنون أنها تقيهم وتصرف البلاء عنهم وذلك لا يصرفه إلا الله عز وجل وهو المعافي والمبتلي لا شريك له فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كانوا يصنعون من ذلك في جاهليتهم .أ ـ هـ من كتاب التمهيد17/ 161
قال الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني عن الطيرة : وإنما جعل ذلك شركاً لاعتقادهم أن ذلك يجلب نفعاً أو يدفع ضراً فكأنهم أشركوه مع الله تعالى . أنتهى من فتح الباري10/213
وجاء في الملل والنحل للشهرستاني ج2ص248قال :كان قصي بن كلاب يقول :
أرباً واحداً أم ألف رب : أدين إذا تقسمت الأمور
تركت اللات والعزى جميعاً : كذلك يفعل الرجل الصبور .
وقيل هي لزيد بن عمرو بن نفيل .
فتأمل في قوله أم ألف رباً فستجد أنهم يعتقدون التصرف والتدبير والعبادة لأرباب لا لرب واحد .
النصوص الروائية والتاريخية تدل على اعتقادهم بأن آلهتهم تضر وتنفع الواضح في النصوص التاريخية أن عقيدتهم كانت تقوم على الاعتقاد بأنها آلهة تضر وتنفع في نفسها ، إذ أنهم ينسبون الضر والنفع إليها ، لا أنهم موحدون في الربوبية يعتقدون بأن التدبير بيد الله فقط وكل ما تستطيع الآلهة الأخرى القيام به هو مجرد الشفاعة عند الإله الأكبر ، وإليك بعض النصوص الروائية والتاريخية التي تدل على اعتقادهم بأن آلهتهم تضر وتنفع لقدراتها الذاتية :
1- روى ابن هشام في سيرته قال : " حدثني بعض أهل العلم أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره ، فلما قدم مآب من أرض البلقاء وبها يومئذ العماليق ... رآهم يعبدون الأصنام ، فقال لهم : ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ؟ قالوا له : هذه أصنام نعبدها ، فنستمطرها فتمطرنا ، ونستنصرها فتنصرنا ، فقال لهم : ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه ، فأعطوه صنما يقال له هبل ، فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه " (1 أهـ. سيرة ابن هشام ج1 ص 94 - 95
قولهم : فتمطرنا وتنصرنا عبارة صريحة في أنهم ينسبون تلك الأفعال إلى آلهتهم ، وليس ذلك إلا لأنهم يعتقدون بوجود قدرة ذاتية لها على ذلك .
2- وكذلك روى الطبري في تفسير قوله تعالى (وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ( الزمر/36 عن قتادة أنه قال : " بعث رسول الله (ص) خالد بن الوليد إلى شعب بسقام ليكسر العزى ، فقال سادنها وهو قيمها : يا خالد أنا أحذركها إن لها شدة لا يقوم إليها شيء ، فمشى إليها خالد بالفأس فهشم أنفها " أهـ
فصريح كلامهم أن لها شدة بنفسها لا من خلال الشفاعة .
3- وقال السهيلي عند الحديث عن مبدأ قصة الأوثان في قوم نوح ورواية البخاري لذلك : " وذكر الطبري هذا المعنى وزاد أن سواعا كان ابن شيث وأن يغوث كان ابن سواع وكذلك يعوق ونسر كلما هلك الأول صورت صورته ، وعظمت لموضعه من الدين ولما عهدوا في دعائه من الإجابة فلم يزالوا هكذا حتى خلفت الخلوف وقالوا : ما عظم هؤلاء آباؤنا إلا لأنها تزرق وتنفع وتضر واتخذوها آلهة " أهـ الروض الأنف ج1 ص 168
فهي ترزق وتنفع وتضر بنفسها ، بل صريح العبارة أنهم إنما اتخذوها آلهة لأنها ترزق وتنفع وتضر .
4- وروى ابن عبد البر في ترجمة ضمام بن ثعلبة عن ابن عباس قال : " بعث بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله (ص) فقدم عليه ... قال : يا ابن عبد المطلب إني سائلك ومغلظ عليك في المسألة فلا تجدن في نفسك قال : لا أجد في نفسي سل عما بدا لك ، قال : أنشدك بالله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك ، الله أمرك أن نعبده وحده لا نشرك به شيئا وأن نخلع هذه الأوثان التي كان آباؤنا يعبدون معه قال : اللهم نعم ... .قال : فأتى بعيره فأطلق عقاله ، ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه ، فكان أول ما تكلم به أن قال : بئست اللات والعزى ! قالوا : مه يا ضمام اتق البرص ، اتق الجذام ، اتق الجنون ، قال : ويلكم إنهما والله ما تضران وما تنفعان " . الاستيعاب ج2 ص 304 - 305
فقولهم : اتق ... يعنى خف منها ، فكان جوابه أنها لا تضر ولا تنفع ، مما هو صريح في اعتقادهم بأنها قادرة ، كما أن صريح رده بأنها غير قادرة على شيء .
5- وروى ابن حجر في ترجمة ( زنيرة ) عن سعد بن إبراهيم : " قال : كانت زنيرة رومية فأسلمت ، فذهب بصرها ، فقال المشركون : أعمتها اللات والعزى ، فقالت : إني كفرت باللات والعزى ، فرد الله بصرها ، وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من رواية زياد البكائي عن حميد عن أنس قال : قالت لي أم هانئ بنت أبي طالب : أعتق أبو بكر زنيرة ، فأصيب بصرها حين أعتقها ، فقالت قريش : ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى ، فقالت : كذبوا وبيت الله ، ما يغني اللات والعزة ولا ينفعان ، فرد الله إليها بصرها " الإصابة ج 8 ص 91 .
فكما ترى نسبوا إذهاب البصر إلى آلهتهم اللات والعزى .
6- وقال الفيرزو آبادي : " كان غاوي بن عبد العزى سادنا لصنم لبني سليم ، فبينا هو عنده إذ أقبل ثعلبان يشتدان حتى تسنماه فبالا عليه ، فقال بيت من الشعر :
أرب يبول الثعلبان برأسه لقد ذل من بالت عليه الثعالب
، ثم قال : يا معشر سليم لا والله لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع ، فكسره ولحق بالنبي صلي الله عليه وسلم، فقال : ما اسمك ، فقال : غاوي بن عبد العزى ، فقال : بل أنت راشد بن عبد ربه " القاموس المحيط ج1 ص 80 كلها عبارات صريحة في أنهم كانوا يرون أن آلهتهم تنفع وتضر بنفسها باعتقاد وجود قدرة ذاتية لها على ذلك .
فلا صحة مطلقاً، إذاً، لما يقال أن المشركين لم يكن لديهم شرك في ما يسمونه «الربوبية»، أو شرك في الأسماء والصفات، بل هذا هو عين شركهم وحقيقته، لا غير، وهو أقبح أنواع الشرك على الإطلاق: شرك الذات، ومشاركة الرب في الأسماء والصفات أو في بعضها، أو مساواته ونديته ولو في اعتبار واحد منها، أو تشبيه الله بخلقه، وغير ذلك من الفظائع.
وعلى ذلك الشرك في الذات والأسماء والصفات، وبعض الربوبية، ترتب عليه الإشراك في العبادة والحكم والتشريع.
ومن الخطأ أيضاً تصور وجود من يعتقد أن الله لا شريك له في أي فعل من الأفعال في الكون إيجاداً وإمداداً وغير مستقل عن الله في ذلك ومع ذلك يعبده من دون الله تعالى لأنها لا يمكن عادة أن يعبده إلا إذا كان يصرف له شيء من خصائص الربوبية فحين ذلك سيعبده لأنه يرجو منه النفع ودفع الضر.!
وسبب هذه الشبهة هو اعتقادهم أن الكفار قد وحّدوا الله بأفعاله .!
وقد سبق بيان بطلان هذه الشبهة بالأدلة الواضحة كما في المبحث الأول .
فالرب هو الإله والإله هو الرب جل جلاله .
فالرب هو الإله والإله هو الرب جل جلاله .
فمن أقر بأن الرب جل جلاله لا يوجد معه رب سواه فلن يعبد غيره.
إذا علمنا ذلك علمنا قطعاً المسائل التالية :
1ـ الخطأ في الخلط بين مسألة الإيمان بوجود الله تعالى ومسألة توحيد الربوبية.
فمن يقرر أن توحيد الربوبية هو إفراد الله بأفعاله من الغلط أن يقرر أنه لم يغلط فيه إلا القليل من المشركين كفرعون والدهرية !
وقد مر بيان أن أكثر الكفار قد كفروا بأفعال الله إما باعتقاد لشريك له أو الجحد أو اعتقاد استقلال غير الله بذلك.
2ـ الخطأ في اعتقاد عدم التلازم بين مفهوم الإله والرب شرعاً لأن كلاهما للدلالة على الله وحده لا شريك له .
3ـ الخطأ في تصور الانفكاك بين الإشراك في العبادة والإشراك في الربوبية .
لأنه من المستبعد عبادة الإنسان لشيء لا يعتقد أنه شريك لله في شيء من أفعال الربوبية أو مستقل عن الله تعالى في ذلك.
4ـ الخطأ في دعوى أن الرسل عليهم السلام ما أرسلوا إلا لتحقيق توحيد الألوهية لأن الناس موحدون في الربوبية .!

الخلاصة : إذا تبين لك ما سبق علمت أموراً مهمة فمنها:
1ـ أن المشركين أشركوا في الربوبية والعبادة لا في العبادة فقط كما يظن
2ـ أن الشهادة للمشركين في عصر الرسل بتوحيد الله في أفعاله وهو توحيد الربوبية شهادة باطلة ،فاحذر من شهادة الزور فكيف تلقى الله بشهادة كهذه ؟!
3ـ أن الأحكام الدينية تؤخذ من مجموع النصوص لا من تجزئتها ،فكونهم أقروا لله بالخلق والرزق وبعض الأفعال فلا يعني ذلك أنهم موحدون في الربوبية لأن معنى الربوبية أوسع من ذلك لأنه إيمان وتوحيد لله بجميع أفعاله لا بعضها
.
[/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 27, 2010 2:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 11, 2010 11:21 pm
مشاركات: 28
[align=center]إبطال شبهة الاستدلال بقوله تعالى : هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ
على أن تعلق كفار قريش بكونهم جعلوا الملائكة والأنبياء شفعاء كما أن المسلمين جعلوا الأنبياء والأولياء شفعاء .
وهذا باطل لبطلان التصور الذي نتج عنه فساد الحكم .
فأما الآية فيأخذ حكمها بمعرفة ثلاثة أشياء:
الشيء الأول :يعلم حكمها بتمام معناها وتمام معناها يكون بذكر الآية كاملة غير مجتزئة عن سباقها وسياقها .
الشيء الثاني:بضم النصوص الأخرى في هذا المعنى ـ أي معنى الشفاعة ـ.
الشيء الثالث: ذكر أقوال العلماء في تفسير ذلك فلها تفسير محفوظ عن علماء الأمة رحمهم الله تعالى.

فأما الآية :فتمامها بذكر ما قبلها وبعدها فقد قال تعالى {ويعبدون من دون الله ما لا يضر هم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون }
وجاء في هذا المعنى آيات أخرى: فمنها قوله تعالى {ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}
فالشفاعة التي كانوا يعتقدونها شفاعة من دون الله، أي شفاعة لا ترد، أو لا تحتاج إلي استئذان، وليست هي الشفاعة بإذن الله التي أثبتها الله كرامة لأنبيائه وأوليائه،
قال ابن تيمية – رحمه الله – في [مجموع الفتاوى : 1/149-150]:[-- والثاني : أنه يراد بذلك نفي الشفاعة التي يثبتها أهل الشرك ومن شابههم من أهل البدع : من أهل الكتاب والمسلمين ، الذين يظنون أن للخلق عند الله من القدر أن يشفعوا عنده بغير إذنه ، كما يشفع الناس بعضهم عند بعض ، فيقبل المشفوع إليه شفاعة شافع لحاجته إليه رغبة ورهبة ، وكما يعامل المخلوق المخلوق بالمعاوضة . فالمشركون كانوا يتخذون من دون الله شفعاء من الملائكة والأنبياء والصالحين ، ويصورون تماثيلهم ، فيستشفعون بها ويقولون : هؤلاء خواص الله ، فنحن نتوسل إلى الله بدعائهم وعبادتهم ليشفعوا لنا ، كما يتوسل إلى الملوك بخواصهم ، لكونهم أقرب إلى الملوك من غيرهم ، فيشفعون عند الملوك بغير إذن الملوك ، وقد يشفع أحدهم عند الملك فيما لا يختاره ، فيحتاج إلى إجابة شفاعته رغبة ورهبة . فأنكر الله هذه الشفاعة فقال تعالى : {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} --]أهـ

فلو اعتقد المتوسل أن المتوسل به، أو المستشفع به، يشفع بدون استئذان، أو له عند الله شفاعة لا ترد، أو يجير على الله، أو يفلت من قبضة الله، أو أنه يعجز الله هرباً، فقد جعله نداً مساوياً لله في هذا الاعتبار المعين، وقد اتخذه من ثم إلاهاً من دون الله، فهو بمجرد هذا الاعتقاد مشرك كافر، وتوسله عبادة لغير الله، فهي إذاً زيادة شرك وكفر.
أن الشفاعة على قسمين :
القسم الأول :شفاعة على وجه السببية دون مجاوزة لكونه سبب فقط لا ينفع ولا يضر إلا بإذن الله ،فهذه لا شرك فيها أبداً .وهذا الذي يعتقده الناس في الأنبياء والأولياء .
القسم الثاني :اعتقاد أن لهم شيء من خصائص الربوبية فيعتقد أنهم شركاء لله في ملكه من تدبير أو شفاعة أو غيرها من ما يملكه أويعبدهم بأي عبادة ويجعل عبادتهم شفاعة له عند الله جل جلاله . فهذا شرك مخرج من الملة وعليه ينزل قوله تعالى ﴿ ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قل أتنبئون الله بما لايعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون﴾ ففي عقيدتهم عدة أشياء متلازمة :
[أنهم يعبدونهم من دون الله ]،[ويكذبون على الله فيدعون أنهم شفعاء لهم عنده ] [ثم بيّن أنهم مشركون بالله ]فقال ((سبحانه وتعالى عما يشركون)) فهذه ثلاثة أشياء.
قال أهل التفسير ومنهم الإمام القرطبي ((قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض)) أي أتخبرون الله أن له شريك في ملكه أو شفيع بغير إذنه والله لا يعلم لنفسه شريكاً في السماوات ولا في الأرض لأنه لا شريك له فلذلك لا يعلمه. أ ـ هـ
وكثير ممن يستدل بالآية على تكفير المستغيثين يورد الآية مجتزئة عن سياقها وسباقها فيورد منها ((وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ)) ولا يذكر ما قبل ذلك ولا ما بعده مما يوضح معنى الآية .
والمشركون يعتقدون فيها بعض ما يعتقدونه في الله وبناء عليه عبدوها كآلهة أخرى تشارك الله تعالى بعض خصائصه ولذا فهم يقولون (( أجعل الألهة إلهاً واحدا)).وقال تعالى في بيان مقالهم يوم القيامة ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ) فتأمل في قوله نسويكم برب العالمين . وتأمل في النصوص الكثيرة الدالة على الشرك في الربوبية ولذلك عبدوهم.

إذن تلخص مما سبق
أن المشركين عبدوا غير الله واعتقدوا أنهم شركاء لله في التصرف وفي استحقاق العبادة .
وهذا يعني عندنا: أنهم اتخذوهم آلهة، واعتقدوا استحقاقهم لأفعال التقديس والخضوع والتعظيم والمحبة والنسك والتقرب التي استحقت بذلك أن تسمَّى «عبادة» لأنهم وسائط تقرب إلى الله لاعتبارات فصلها القرآن في مواضع أخرى، منها:
(1) أن تلك الآلهة بنات الله ومن ثم ذوي «طبيعة» إلاهية، أي أنهم من «عنصر» أو «نسب»، أو «جوهر» إلاهي،
(2) أو أنهم أنداد يجيرون على الله ويحتاج الله إلى إرضائهم، وكسب ولائهم،
(3) أو أن الله لا يعلم أحوال العباد إلا بإخبارهم، أو لا يستطيع الفعل والتنفيذ إلا بواسطتهم، فهو من ثم فقير محتاج إليهم،
(4) أو أنهم يفلتون من الله ويعجزونه هرباً كما كانت العرب تعتقد في الجن،
أو غير ذلك من الاعتبارات، تعالى الله عن ذلك كله علواً كبيراً.
وقد أقمنا قواطع الأدلة على بطلان قولكم، وصحة قولنا عموما فيما سلف، فأصبح قولنا من المحكمات، وهو الواجب تطبيقه في هذه الحالة المخصوصة التي تحتمل عدة معان، أي لكونها من المتشابهات. والواجب هو رد المتشابه إلى المحكم، والا وقعنا في الزيغ والضلالة.
وحتى أهم الآيات التي يستدل بها أصحاب الرؤية الوهابية مثل قوله تعالى (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ )
فقولهم ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ( تتحدث عن عقيدتهم بوجود أبناء لله إذ الآية التي بعدها هي قوله تعالى ( لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء ( الزمر / 3- 4 ،
فالكلام عن قوم يعتقدون بأن هناك بنات لله تعبد معه تقربا إليه ، وهي أرباب صغيرة وآلهة صغيرة يؤمنون بوجودها مع إيمانهم بالله الإله والخالق الأعظم .
والذي نريد قوله بأن هذا الحديث المتنوع في القرآن عن عقيدة العرب هي تفاصيل لعقيدة وديانة واحدة عند العرب ، وهذا لا يعني نفي وجود خلاف بينهم في بعض التفاصيل ، والمهم هنا أن الذين يقرون بخالقية الله هم أنفسهم الذين يعتقدون بأن هناك آلهة مع الله هي أبناؤه
وهم الذين استدل عليهم القرآن بدليل التمانع ، وهو مختص برد شرك الربوبية .
والآيات التالية من سورة المؤمنون تجمع الأمور الثلاثة ، ولذا هي أكبر دليل على أنهم في عقيدتهم بوجود أبناء لله كانوا يشركون بالله في الربوبية والا لم يرد عليهم القرآن بدليل التمانع القائم على فرضية استقلالية الأرباب المتعددين في التأثير في شئون الكون ؟
قال تعالى ( قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ( المؤمنون 84- 92 .
فالواضح من الآيات أنها في صدد تصحيح ضلالتهم العقائدية المتمثلة في ادعاء الولد لله وتخيل أن يكون هناك إله مع الله ، فتبدأ الآيات بأخذ الإقرار منهم بخالقية الله وتدبيره للكون ، ثم تذكر عقيدتهم الباطلة في اتخاذ الولد ووجود الشريك فيقول ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ ( ثم يبطل قولهم بدليل التمانع (إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ )، وتؤكد خاتمة الآيات أي قوله تعالى ( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ( إنها بصدد رد عقيدتهم الباطلة بوجود أبناء لله أو تعدد الآلهة .
لذا قال البيضاوي ( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) من الولد والشريك لما سبق من الدليل على فساده " .أهـ تفسير البيضاوي ج2 ص111
والاستدلال وإن كان ينصب على تعدد الآلهة ونفي الربين الشريكين ، لكنه دليل على نفي الولد في الوقت نفسه ، وقد صرح المفسرون بأن الاستدلال على نفي الإلهين هو نفسه دليل على نفي الابن
قال القرطبي : " وهذا الذي يدل على نفي الشريك يدل على نفي الولد أيضا لأن الولد ينازع الأب في الملك منازعة الشريك " .أهـ الجامع لأحكام القرآن ، المجلد السادس ج12 ص134 – 135
وقال الشوكاني : (وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ( أي غلب القوي على الضعيف وقهره وأخذ ملكه كعادة الملوك من بني آدم ، وحينئذ فذلك الضعيف المغلوب لا يستحق أن يكون إلها ، وإذا تقرر عدم إمكان المشاركة في ذلك وأنه لا يقوم به إلا واحد تعين أن يكون هذا الواحد هو الله سبحانه ، وهذا الدليل كما دل على نفي الشريك فإنه يدل على نفي الولد ".أهـ فتح القدير ج3 ص 587
وقال الآلوسي : " ولم يستدل على انتفاء اتخاذ الولد إما لغاية ظهور فساده أو للاكتفاء بالدليل الذي أقيم على انتفاء أن يكون معه سبحانه إله بناء على ما قيل : إن ابن الإله يلزم أن يكون إلها ، إذ الولد يكون من جنس الوالد وجوهره ".أهـ روح المعاني المجلد 10 ، ج18 ص90
وقال الشيخ ابن عاشور : " وإنما لم يستدل على امتناع أن يتخذ الله ولدا لأن الاستدلال على ما بعده مغن عنه ، لأن ما بعده أعم منه وانتفاء الأعم يقتضي انتفاء الأخص ، لأنه لو كان لله ولد لكان الأولاد آلهة ، لأن ولد كل موجود إنما يتكون على مثل ماهية أصله كما دل عليه قوله تعالى( قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ) الزخرف / 81 أي له " .أهـ التحرير والتنوير ج 18 ص 93
فأين ما يدعيه البعض أنهم قالوا علي أصنامهم أنهم ليسوا الهة بل مجرد عباد صالحين يقربونهم من الله أو يتخذوهم شفعاء بإذن الله .
اين ذلك من كتاب الله وسنة نبيه وواقع شرك العرب التاريخي .
فليفهم قول الله تعالي بحسب السياق كامل وبحسب مجموع الادلة الأخري وبحسب الجمع بينهم والا وقع من وقع في الضلال بسبب تركه لادوات فهم كتاب الله وربط الدليل الجزئي بالكلي .
ولمن أردت المزيد في بيان حال مشركي مكة وبيان ما هو نوع الشفاعة التي كانوا يطلبونها منهم بالعبادة لهم .
فعليه بمراجعة كتاب التوحيد للدكتور أبو محمد المسعري .
وكتاب التعليقات علي كشف الشبهات لغيث ابن عبد الله الغالبي
وكتب التفاسير والتاريخ

أنتهي البحث ويرجي من الادارة التثبيت
[/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 27, 2010 9:33 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23775

الفاضل " طالب علم جديد"

لسنا فى حاجة لأخذ عقيدتنا من المسعري أو غيره

كتب الأشاعرة والماتريدية تكفي

كما أن نقول أئمة السلف غير المشوه واضحة جلية متينة

وقد قرأت في مشاركة سابقة لا أدري أين ذهبت ما يلي :



" أخى الكريم سؤال لك هل الدكتور المسعرى وهو صاحب سعد الفقيه ؟ أم ماذا ؟

وإذا كان هو فأنصحك لله ألا تقرأ له حيث أن فكره مشتت بين السلفيين والإصلاحيين وأيضاً

له توجه قاعدى نسأل الله العفو والعافية ولن أعقب أكثر من ذلك فشاهد

الرابط التالى له إن كان هو هو :


http://www.youtube.com/watch?v=lPIlCLn7EFA




انتهت المشاركة ولا أدري أين ذهبت

وشكرا



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 27, 2010 11:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 11, 2010 11:21 pm
مشاركات: 28
[align=center]السلام عليكم
الأخ الفاض محمود صبيح

لا أدر أي كتب فيها التفصيل كما في كتاب المسعري عن حقيقة الشرك والعبادة ....لعله لجهلي
فماذلت طلب علم جديد
فهل لك أن تدلني علي من كتب مثل المسعري في هذه المسألة ....مع مناقشة ابن تيمية وابن عبد الوهاب والصنعاني والشوكاني كما فعل المسعري .
جزاك الله خيرا
أما عن باقي فكر المسعري فلا يهمني الا الحق عنده .
ويقنا لم أقراء حتي الان من فصل العبادة وبينها مع مناقش فكر ابن تيمة وابن عبد الوهاب وغيرهم ممن تابعوهم علي ذلك .....غير المسعري .
ولعلي أنقل جزء منها هنا إن شاء الله
وكما يقال الحكمة ضالة المؤمن ....
والحق يؤخذ من أي أحد كان
ولو وجدت من كتب مثله من أئمة السلف ....لكفاني هذا
فأنتظر من حضرتك أسماء مراجع لكتب السلف .....جزاك الله خيرا
[/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 28, 2010 1:49 am 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23775

بل أحيلك إلى بعض المشاركات منها:


كلام العلامة العربي التباني
viewtopic.php?t=2065&highlight=%C7%E1%CA%E6%CD%ED%CF

القول السديد فى إبطال تقسيم كلمة التوحيد
viewtopic.php?t=396&highlight=%C7%E1%CA%E6%CD%ED%CF


نقض قاعدة تقسيم كلمة التوحيد
viewtopic.php?t=143&highlight=%C7%E1%CA%E6%CD%ED%CF


مــــا هــــو الــشـــرك
viewtopic.php?t=1213&highlight=%C7%E1%CA%E6%CD%ED%CF

نقض قاعدة ابن تيمية فى تعريف العبادة
viewtopic.php?t=141&highlight=%C7%E1%CA%E6%CD%ED%CF


رسالة في الرد على الوهابية السلفية؟؟
viewtopic.php?t=2709&postdays=0&postorder=asc&start=0

نقد تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية لفضيلة العلامة حجة الإسلام يوسف الدجوي الأزهري
viewtopic.php?t=2471&highlight=%C7%E1%CA%E6%CD%ED%CF



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 28, 2010 11:51 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1352

الأخ / طالب علم جديد

السلام عليكم ورحمة الله


حدثتنا فى مشاركتك عن رحلة الشرك والكفر عند العرب ... وطبعا ذلك فى الجاهلية ..

حيث الأصنام والأوثان .. وحيث لم يكن دين .. ولا رسالة .. ولا مفاهيم صحيحة عن الجناب الإلهى .

وأخذتنا فى رحلتك – أو من نقلت عنه – وذكرت أنواعا شتى عن الكفر والشرك تلبسوا بها .

ثم ظهر النور الأكرم .. والرحمة المهداة .. سيدنا ومولانا حضرة رسول الله صلى الله عليه وآله

وسلم .. فأظهر الدين وأتم معالم الرسالة .. وأوضح للناس سبل الخبر .. ونهاهم عن مهاوى

الضلال ... وأحكم لهم معانى الألفاظ .. ومدلولاتها .. وما الحقيقى والظاهر منها .. وماهو

المجازى والمؤول .. ومنها :

الكفر .. والشرك .. والنفاق .. والإسلام .. والإيمان .. والهجرة .. إلى غير ذلك .

وسؤالى لك

- ماهى ثمرة ما نقلت لنا ... ؟

- وهل هناك إسقاط لما نقلته على شئ معين .. بقصد .. أو بدون قصد ؟


وأرجو منك – يا أخى – أن تطلع وتقرأ بعناية تلك الكتب التى ذكرها السيد الشريف الدكتور /

محمود صبيح .

شكرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 30, 2010 4:46 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يونيو 08, 2010 4:09 am
مشاركات: 1130
[font=Traditional Arabic]إلى الأخ : " طالب العلم الجديد "
السلام عليكم وبعد :
الواضح من كلامك أنك تعقد مقارنة بين شرك العرب قبل الإسلام وبين
طرف آخر غامض ,

فمن فضلك وضح الآتي :

- لقد قلت : " إبطال شبهة الاستدلال بقوله تعالى : هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ
على أن تعلق كفار قريش بكونهم جعلوا الملائكة والأنبياء شفعاء كما أن المسلمين جعلوا الأنبياء والأولياء شفعاء
" .

- فهل يمكنك أن تحدد أي طائفة من المسلمين تقصد ؟
فقد قرنتها بكفار قريش !
والتكفير ليس أمرا هينا .
ثم قلت :
" فالشفاعة التي كانوا يعتقدونها شفاعة من دون الله، أي شفاعة لا ترد، أو لا تحتاج إلي استئذان " .

ونحن لا نعلم أن هناك من المسلمين قد عبد الأنبياء والأولياء ,
وقلت :
" وليست هي الشفاعة بإذن الله التي أثبتها الله كرامة لأنبيائه وأوليائه "

فمن من المسلمين يعتقد أن هناك شفاعة بغيرإذن الله سبحانه وتعالى ؟

وأكدت عليه بكلام ابن تيمية :
" أنه يراد بذلك نفي الشفاعة التي يثبتها أهل الشرك ومن شابههم من أهل البدع : من أهل الكتاب والمسلمين ، الذين يظنون أن للخلق عند الله من القدر أن يشفعوا عنده بغير إذنه "

فوضح لنا من هم أهل البدع الذين فعلوا ذلك من المسلمين حتى نحذر منهم
لأنك تكلمت عن الشرك في الجاهلية بكثرة مفرطة , ثم ألمحت أن هناك شرك عند المسلمين مثل مشرك أهل الجاهلية واستخدمت التشبيه في قولك : " كما أن المسلمين جعلوا الأنبياء والأولياء شفعاء "
فمن الأولى أن توضح أي الطوائف من المسلمين التي تعتقد ذلك حتى نحذر منها .
وضح ذلك أولا لأن هناك كثيرا من النقاط في هذا الموضوع أريد أن أناقشها معك
وشكرا لك .
[/font]

_________________
قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب
على ورق من خط أحسن من كتب
وأن تنهض الأشراف عند سماعـه
قياما صفوفا أو جثيا علـى الركـب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 30, 2010 5:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 11, 2010 11:21 pm
مشاركات: 28
السلام عليكم
كلامي هنا المقصود به الرد علي زعم الوهابية اتباع ابن تيمية ... أن المسلمون وقعوا في عين ما وقع فيه المشركون ... من طلب الوساطة والشفاعة

واستدلالي بكلم ابن تيمية لتأكيد أن الشفاعة والوساطة الشركية ليست أي شفاعة وليست أي وساطة حتي عند امامهم
ومن ارد التصحيح فليفعل ..... ومن اراد التوضح فليفعل ..........
وإن شاء الله اراجع الروابط واري ما بها


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 11 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 2 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط