اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm مشاركات: 1450
|
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
فهذه فتوى للإمام العلامة ابن حجر الهيتمى .. يوضح فيها كذب ابن ابن تيمية وأعوانه على السادة الصوفية ... وبيان فتاواه المخالفة الخارقة لما عليه علماء المسلمين
ولطول الفتوى والرد .. فقد قسمتها مشاركات .. تسهيلا على القارئ ... ولأنها عدة مسائل
نتوكل على الله .... ونبدأ
فقال رحمه الله فى الفتاوى الحديثية (ص: 83) – المسألة 69
وَسُئِلَ نفع الله بِهِ بِمَا لَفظه :
لِابْنِ تَيْمِية اعْتِرَاض على متأخري الصُّوفِيَّة .. وَله خوارق فِي الْفِقْه وَالْأُصُول فَمَا مُحَصل ذَلِك؟
فَأجَاب بقوله :
ابْن تَيْمِية .. عبد .. خذله الله وأضلَّه .. وأعماه وأصمه وأذلَّه
وَبِذَلِك صرح الْأَئِمَّة الَّذين بينوا فَسَاد أَحْوَاله وَكذب أَقْوَاله ...
وَمن أَرَادَ ذَلِك .. فَعَلَيهِ بمطالعة كَلَام الإِمَام الْمُجْتَهد الْمُتَّفق على إِمَامَته وجلالته وبلوغه مرتبَة الِاجْتِهَاد أبي الْحسن السُّبْكِيّ ... وَولده التَّاج ... وَالشَّيْخ الإِمَام الْعِزّ بن جمَاعَة ... وَأهل عصرهم ... وَغَيرهم من الشَّافِعِيَّة والمالكية وَالْحَنَفِيَّة
وَلم يقصر اعتراضه على متأخري الصُّوفِيَّة ... بل اعْترض على مثل عمر بن الْخطاب .. وَعلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا كَمَا يَأْتِي.
وَالْحَاصِل ... أنْ لَا يُقَام لكَلَامه وزن ... بل يَرْمِي فِي كلّ وَعْر وحَزَن
ويعتقد فِيهِ ... أَنه مُبْتَدع ضالّ .. ومُضِّلّ جَاهِل غال ... عَامله الله بعدله ... وأجارنا من مثل طَرِيقَته وعقيدته وَفعله ... آمين.
وَحَاصِل مَا أُشير إِلَيْهِ فِي السُّؤَال ... أَنه قَالَ فِي بعض كَلَامه :
إِن فِي كتب الصُّوفِيَّة مَا هُوَ مَبْنِيّ على أصُول الفلاسفة الْمُخَالفين لدين الْمُسلمين ... فيتلقى ذَلِك بِالْقبُولِ .. مَنْ يطالع فِيهَا من غير أنْ يعرف حَقِيقَتهَا
كدعوى أحدهم أَنه مُطلَّع على اللَّوْح الْمَحْفُوظ ... فَإِنَّهُ عِنْد الفلاسفة كَابْن سينا وَأَتْبَاعه .. النَّفس الفلكية - وَيَزْعُم أَن نفوس الْبشر - تتصل بِالنَّفسِ الفلكية .. أَو بِالْعقلِ الفعَّال .. يقظة أَو مناماً
وهم يدّعون ... أَن مَا يحصل من المكاشفة يقظة أَو مناماً ... هُوَ بِسَبَب اتصالها بِالنَّفسِ الفلكية عِنْدهم ... وَهِي سَبَب حُدُوث الْحَوَادِث فِي الْعَالم
فَإِذا اتَّصَلت بهَا نفس الْبشر ... استنقش فِيهَا مَا كَانَ فِي النَّفس الفلكية
وَهَذِه الْأُمُور لم يذكرهَا قدماء الفلاسفة وَإِنَّمَا ذكرهَا ابْن سينا، وَمن يتلَقَّى عَنهُ ..
وَيُوجد من ذَلِك فِي بعض كَلَام أبي حَامِد .. وَكَلَام ابْن عَرَبِيّ .. وَابْن سبعين
وأمثال هَؤُلَاءِ تكلمُوا فِي التصوف، والحقيقة على قَاعِدَة الفلاسفة لَا على أصُول الْمُسلمين
وَلَقَد خَرجُوا بذلك إِلَى الْإِلْحَاد ... كإلحاد الشِّيعَة، والإسماعيلية، والقرامطة، والباطنية .. بِخِلَاف عُبَّاد أهل السّنة والْحَدِيث ومتصوفتهم .. كالفُضَيلْ وَسَائِر رجال الرسَالَة
وَهَؤُلَاء أعظم النَّاس إنكاراً لطرق مَنْ هم خيرٌ من الفلاسفة .. كالمعتزلة والكرامية .. فَكيف بالفلاسفة
وَأهل التصوف ثَلَاثَة أَصْنَاف :
قوم على مَذْهَب أهل الحَدِيث وَالسّنة كهؤلاء الْمَذْكُورين ...
وَقوم على طَريقَة بعض أهل الْكَلَام من الكرامية وَغَيرهم ...
وَقوم خَرجُوا إِلَى طَرِيق الفلسفة مثل مَسْلك من سَلَك رسائل إخْوَان الصَّفَا .. وَقطعَة تُوجد فِي كَلَام أبي حَيَّان التوحيدي
وَأما ابْن عَرَبِيّ وَابْن سبعين وَنَحْوهمَا ... فَجَاءُوا بِقطع فلسفية غيروا عبارتها وأخرجوها فِي قالب التصوف
وَابْن سينا .. تكلم فِي آخر الإرشادات على مقَام العارفين بِحَسب مَا يَلِيق بِحَالهِ ... وَكَذَا مُعظم من لم يعرف الْحَقَائِق الإيمانية.
وَالْغَزالِيّ ذكر شَيْئا من ذَلِك فِي بعض كتبه ... لَا سِيمَا فِي الْكتاب المضْنُون بِهِ على غير أَهله، ومشكاة الْأَنْوَار وَنَحْو ذَلِك
حَتَّى ادّعى صَاحبه أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ فَقَالَ :
شَيخنَا دخل فِي نظر الفلاسفة ... وَأَرَادَ أَن يخرج مِنْهُم فَمَا قدر
لَكِن أَبُو حَامِد يكفِّر الفلاسفة فِي غير مَوضِع .. وبَيَّن فَسَاد طريقتهم .. وَأَنَّهَا لَا تحصِّل الْمَقْصُود
واشتغل فِي آخر عمره بالبخاري وَمَات على ذَلِك .. وَقيل إِنَّه رَجَعَ عَن تِلْكَ الْكتب
وَمِنْهُم مَنْ يَقُول إِنَّهَا مكذوبة عَلَيْهِ
وَكثر كَلَام النَّاس فِيهَا لأَجلهَا ... كالمازري .. والطرطوشي .. وَابْن الْجَوْزِيّ .. وَابْن عقيل وَغَيرهم
انْتهى حَاصِل كَلَام ابْن تَيْمِية.
يتبع بمشيئة الله تعالى
|
|