موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 44 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 17, 2007 1:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
الــخـــاتــمة لهذا الفصل

هذه هي أدلة جواز التوسل وهؤلاء هم المتوسلون ولنا تساؤلات أخيرة :

هل أشرك هؤلاء ؟

وهل نقل لنا الأئمة والعلماء الكفر والضلال في كتبهم ؟

أو هل نقلوا لنا ما يدعو إلي الوثنية وعبادة القبور ؟

إذا كان الأمر كذلك فأي ثقة فيهم أو في كتبهم ؟!!

سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم

ومن أين لنا الآن بصحيح الدين إذا كان كل هؤلاء الأئمة والعلماء مشركون ؟

وهل من الواجب علينا السير مع من ؟

مع إجماع الأمة أم مع من شذ وخرق هذا الإجماع ؟

وما هي المحصلة النهائية والأخيرة لأن يسود رأي شاذ مغلوط بين أبناء الأمة ؟

وهل يستحق أصحاب هذا الرأي الشاذ أي تقدير من أبناء الأمة ؟

ومن هو المستفيد من انتشار هذا الفكر المدمر ؟

وكيف تسنى لهذا الفكر الخاطئ الشاذ المغلوط أن يجد كل هذا الصدى بين المسلمين ؟

وهل القائمون علي نشر هذا الفكر يعلمون حقيقته كونه منهجا مباينا ومغايرا لصحيح الدين ؟

أم أن هؤلاء يجهلون هذه الحقيقة وتم التغرير بهم ؟

أم أنهم يجمعون في صفوفهم بين كلا الفريقين ؟

هذه الأسئلة أضعها بين يدي القارئ طالبا منه أن يفكر في إجاباتها بتأني وروية لعلها تزيد من وضوح الصورة لديه .

وإليك أخي القارئ هذه النصائح الغالية التي ستعينك إن شاء الله على الوصول للحقيقة

[ نصائح تفيد بمشيئة الله في الزمن القادم[1]: -

( اعلم هدانا الله وإياك أن أمة الإسلام وإن كانت على خير بفضل الله وإلى يوم يقبض الله كل روح مؤمنة إليه ، إلا أنها في وضع لا تحسد عليه منذ اجتماع الأمم عليها تقسيما وتشريدا وتقتيلا وإسقاطا لخلافتها وتشجيع بعض التيارات التي قال فيها فضيلة مفتى الديار المصرية الشيخ على جمعة ما معناه: صنيعة الاستعمار مثل: الوهابية وهكذا قال علامة الشام الشيخ البوطى في الوهابية ، والقديانية ، والبهائية.

في هذا الزمان عليك :

- بما ينفعك في قبرك ، وفى آخرتك، فلن يسألك ربك ماذا قال الألباني ، وماذا قال ابن تيمية وأعرب ما تحته خط ، معاذ الله من ذلك - اغتنم أوقاتك ولا تجلها تتسرب من بين يديك في المشاحنات والمهاترات {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } هود 118 وأنت لست من أهل الحجة وإقامتها على خلق الله .

عليك: -

بكثرة ذكر الله - كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم - تشوق لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتشوق لرؤيته ، فإن تشوقك للرؤية سيجعلك تغير حساباتك كثيرا ، وستدفعك الرؤية للبحث عن أهل الله بعيدا عن المتنطعين المتشددين الذين أفئدتهم هواء وعقولهم خواء ، فكل يوم بمشيئة الله سوف يظهر فشلهم وكونهم غير مفتوح عليهم بالمرة.

رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها تثبيت في أوقات البلاء ، وفيها عدم شعورك بأنك مقطوع عن الله ورسوله.

- خذ من الدين ما تعرف واترك ما تنكر - ولا تنسى ما كان عليه آبائك وأجدادك من الخير فهم في زمان أفضل من زمانك ، وكان مجموعهم أفضل من مجموع عصرك- لا تنسى ما رواه الإمام مسلم عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم.

" فلو قال لك أحد: بدعة أو حرام ، انظر إلى الناس من مائة سنة (100 سنة) أكان عندهم هذا الأمر بدعة أم لا

ومثال ذلك : الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت الأمة كلها تحتفل به إلا ما ندر وكان الناس على خير ولا يأتى زمان إلا والذي بعده شر منه. فحتى الصلاة غيروا فيها وفى هيئتها، مثل: وضع اليد اليمنى على اليسرى بعد " سمع الله لمن حمد " ، وبعد السجدتين

عليك :

" بجمهور العلماء من الأئمة الأربعة فقط ، وخذ من كتبهم لا من نقل غيرهم عنهم

- وانظر لو أن هناك في كل قرن مائة عالم يكون عددهم ألف عالم حتى سنة ألف هجريا، ماذا قالوا وبماذا حكموا؟

فمثلا :

موضوع التوسل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل من يتكلم معك فيه:

1 ـ من مِن العلماء قال بتحريم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل ابن تيمية ؟ وما هي أسمائهم ؟

2 ـ كم من العلماء خالفه وأثبت التوسل ؟ ، وما هي أسمائهم؟

3 ـ هل هناك من غير تلامذة ابن تيمية صحح أو ضعف الأحاديث الواردة في التوسل ؟

4 ـ هل لو اتبعت الإمام أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة الكبار الذين كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أكون على بدعة أو مشرك؟

وعليك أيضا: بحفظ قلبك - وإن عرفت أحدا من الصالحين فالزمه " .

عليك :

- بالبعد عن الفتن كلها - لا تغرنك الشعارات باسم الخوف على الإسلام - انتظار المهدى وهو مهدى السنة لا مهدى الشيعة

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من ولد فاطمة ، ولم يقل من ولد على ، وليس ذلك تنقيصا لعلى ، بل للفت نظر الشيعة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهم وأقوى وأعظم من على الذي تنزهون جنابه وجناب أزواجه وأصحابه ولا تنزهون جناب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه وأصحابه , من المستحيل أن تكون زيجات على بن أبى طالب كرم الله وجهه زيجات صالحة ، وتكون زيجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ والعياذ بالله ـ فاشلة شؤم على الأمة

فمن المستحيل أن يتزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدة نساء يدارى فيهن وكأنه مغصوب عليهن من أجل أن يتقي أبا بكر وعمر.

من المستحيل أن يكون مع الإمام علىّ آلاف و آلاف من أصحابه صدقوا الوعد ، ولا يكون من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من يحافظ على عهده إلا أفراد قليلون .

نقول للشيعة : انتقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى عن مائة ألف من الصحابة ، المعروفون منهم حوالي عشرة آلاف بدون تقية حتى لا يفضحكم الله ، كم صحابي عندكم تقولون عنهم " رضى الله عنه " بغير استهزاء هل يكملون عندكم مائة أم خمسون أم أقل ؟! هدانا الله وإياكم ) . اهـ

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 17, 2007 11:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
الفصل السادس ويشمل :

- الأدلة الشرعية علي جواز بناء أضرحة الصالحين ورفعها واستحباب إلحاق المساجد بها


- الأدلة الشرعية علي جواز بناء أضرحة الصالحين ورفعها واستحباب إلحاق المساجد بها

ادعى من لا علم له ولا فقه أنه لا تجوز الصلاة في المساجد التي بها أضرحة للصالحين , وتمادي في غيه وضلاله وادعى أنها ذريعة للشرك , وسولت لهم أنفسهم لما سبق لهم من الشقاوة وقالوا بأن هذه المساجد أسوأ حالا من مسجد الضرار , متأولين بفهمهم السقيم ونظرتهم المعوجة لأحاديث نبوية شريفة تأولا في غير موضعه, قصرت بهم عقولهم عن إدراك المعنى الصحيح لها .

وإنما أوقعهم في ذلك ما ابتدعوه من أراء خالفوا وشذوا بها عن مذهب أهل الحق أهل السنة والجماعة , ولو أنهم كانوا من أهل الاتباع لوقفوا حيث وقفت الأمة وساروا بسير أئمتها الأعلام في هدي من نور النبوة , ولو طالعت تراث الأمة لوجدت وعلمت بيقين مدي تلبيسهم وضلالهم وأن الحق بعد عنهم بعد المشرق عن المغرب , وتراث الأمة يقضي بجواز الصلاة في المساجد التي بها أضرحة بل باستحباب ذلك , كما سيظهر الآن من هذا العرض المختصر الذي نقدمه للدلالة علي جواز ذلك :

[ الدليل الأول على جواز بناء المساجد على القبور (1) :

قول الله تعالى في قصة أصحاب الكهف ( كذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قالوا الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً ) والذين غلبوا على أمرهم هم المؤمنون على الصحيح ، لأن المسجد إنما يبنيه المؤمنون ، وأما الكافرون فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ، والدليل من هذه الآية إقرار الله تعالى إياهم على ما قالوا وعدم رده عليهم ، فإن الله تعال إذا حكى في كتابه عن قوم مالا يرضاه ذكر معه ما يدل على فساده وينبه على بطلانه إما قبله وإما بعده ، فإذا لم ينبه على ذلك دل على رضاه تعالى به وعلى صحته إن كان عملاً وصدقة إن كان خبراً

كقوله تعالى : ( إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء ) فإنه أعقبه بقوله : ( قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى )

وقوله تعالى : ( وجعلوا مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً ) فإنه أشار إلى فساد ما زعموا بقوله بزعمهم

وبقوله تعالى : ( سيجزيهم بما كانوا يعملون )

وقوله تعالى : ( وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ) فرده بقوله : ( فقد جاءوا ظلماً وزوراً )

وقوله تعالى : ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً ) فعقبه بقوله ( انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا ) إلى غير ذلك من الآيات التي يطول ذكرها .

وإن من تأمل القرآن وجده لا يقر على باطل يحكيه قولاً كان أو عملا إذ كتابه كله حق ونور وهدى وبيان وحجة لله على خلقه فلا يحكي فيه ما ليس بحق ثم يقره ولا ينبه على بطلانه فإذا ذكر نبأ وأقره دل على صحته وصدقه . ولهذا احتجوا في كثير من المسائل بمثل هذا ، فاحتج أهل الأصول على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة بقوله تعالى حكاية عنهم ( لم نك من المصلين ولم نك تطعم المسكين ) الآية قالوا فلو كان باطلاً لرده عند حكايته ، واحتج الفقهاء على جواز الجعل والضمان بقوله تعالى : ( ولمن جاء به حمل بعير وأن به زعيم ) وعلى اعتماد قول القتيل دمى عند فلان بقصة البقرة ، وعلى النكاح بالخدمة والمنافع بقوله تعالى حكاية عن شعيب ( إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج ) إلى غير هذا ، فلما حكى الله تعالى عن هؤلاء القوم أنهم قالوا : ( لنتخذن عليهم مسجداً ) ولم يرده ولا تعقبه بذم دل على أنه جائز لا حظر فيه .

فإن قيل هذا مسلم لو لم يرد شرعنا بذم ذلك ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أن قال : ( قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا من قبور أنبيائهم مساجد لا يبقى دينان بأرض العرب ) وصح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال – لأم سلمة ( رضي الله عنها ) حين ذكرت له كنيسة رأتها بأرض الحبشة ، وما رأت فيها من الصور – (( أولئك قوم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله )) . وصح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أنه قال : ((ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد إلا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك )) .

فالجواب عن هذا من وجوه :

الوجه الأول :

أن الله تعالى حكى ذلك عن المؤمنين والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حكاه عن اليهود والنصارى وفرق بين حال الفريقين ، فإن المؤمنين فعلوا ذلك للتبرك بآثار الصالحين الذين أكرمهم الله تعالى بهذا الآية وحفظ أرواحهم وأجسامهم تلك القرون الطويلة . واليهود والنصارى يفعلون ذلك للعبادة والإشراك مع الله تعالى . فالدليلان غير متواردين على محل واحد . فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما لعن اليهود والنصارى على اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد يعبدون فيها تلك القبور ويسجدون إليها أو يجعلونها قبلة لاتخاذهم الأنبياء شركاء مع الله تعالى فيما يستحقه من العبادة . والدليل على هذا قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في نفس الحديث : (( ولا يبقى دينان بأرض العرب )) . أي لا تفعلوا مثلهم فتكفروا فيكون بأرض العرب دينان وقد حكم الله تعالى وأمر أن لا يبقى بأرض العرب إلا دين واحد : دين الإسلام وعبادة الله تعالى وحده والكفر لا يكون لمجرد اتخاذ المساجد على القبور ولو للتبرك ، وإنما يكون باتخاذها للعبادة والإشراك بالله تعالى . هذا مما لا يشك فيه مسلم وإلا كانت الأمة كلها كافرة . ولم يصدق خبر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنه لا يبقى دينان بأرض العرب فإن المساجد اتخذت على القبور بعده بقليل بل وفي حياته صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما سيأتي ، واتخذ المسجد على قبره الشريف في عصر كبار التابعين وأفضل القرون بعد قرنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشهادته . وأما الآية فأشارت إلى جواز اتخاذ المساجد على قبور الصالحين للتبرك بهم وزيارتهم وحفظ مآثرهم كما ذكره جمع من المفسرين فدليل الكتاب واد ودليل السنة في واد آخر يؤيده .

الوجه الثاني :

وهو أنه لو كان كل من بنى على المسجد قبراً ولو للتبرك والزيارة ملعوناً كما في الحديث لكان هؤلاء المؤمنون الذي حكى الله عنهم ملعونين أيضاً داخلين في لعنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على من فعل الذي حكاه الله عنهم ، ولو كانوا كذلك لما سكت الله تعالى عن ذمهم ولعنهم والإشارة إلى ضلالهم وخروجهم عن الصراط المستقيم فيما أتوا كما عرف من عادته في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . ومن الباطل الإقرار على حكاية المحرم الملعون فاعله ، فدل ذلك على أن ما فعله هؤلاء القوم هو غير ما يفعله اليهود والنصارى الذي لعنهم الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وأن فعلهم جائز لا شبهة فيه ، كما أنه لا شبهة لنا فيه لا من جهة إتباعهم فإنه لا يلزمنا شرعهم . ولكن من جهة ذكره في كتابنا المنزل بشريعتنا اللازمة لنا المأخوذة من منطوقه ومفهومه وتصريحه وتلويحه يؤيده أيضاً .

الوجه الثالث :

وهو أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (( أولئك كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح اتخذوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تماثيل )) . فاتخاذهم الصور والتماثيل فيه دليل على أنهم يفعلون ذلك لأجل عبادتهم ، وقد شهد العيان بذلك وأثبت التاريخ مثله . وأنهم ابتدأوا عبادة الأصنام بعبادة صور الصالحين وقبورهم ، وهذا لا يوجد منه شيء عند المسلمين .

الوجه الرابع :

أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (( من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء . والذين يتخذون القبور مساجد )) رواه أحمد من حديث عبد الله بن مسعود . وقد ثبت بالسنة أن الذين تدركهم الساعة وهم أحياء كلهم كفار مشركون عبدة أصنام ، وأن الساعة لا تقوم حتى لا يبقى على وجه الأرض من يوحد الله تعالى ولا ينطق باسمه ، وأن القرآن يرفع من الصدور ، وتنفخ ريح حمراء فتقبض روح كل مؤمن ويبقى همج رعاع لا يدينون بدين فعليهم تقوم الساعة ، فاقتران الذين يتخذون القبور مساجد بهم دليل على كفرهم ومشاركتهم إياهم في العلة التي بها كانوا شرار الخلق . وما يذكره أهل الأصول من ضعف دلالة الاقتران تمسكاً ببعض الصور المفيدة لذلك ، هو أضعف من ضعف دلالة الاقتران في زعمهم فلا ينبغي الالتفات إليه لأنه مكابرة للحس فإن قيل إن الكفار كلهم شرار الناس إذ لا شر أعظم من الكفر بالله تعالى فكيف جاز تخصيص هؤلاء من بينهم .

فالجواب :

أن ذلك لإيغالهم في الشر والفساد واختصاصهم بجرائم وعظائم مضافة إلى الكفر ، أما الذين تدركهم الساعة وهم أحياء فقد دلت السنة وذكرت من أوصافهم وفساد أخلاقهم وارتكابهم من الموبقات مالم يأته أحد من الكفار وما هو محرم في سائر الأديان ، بل وما لا تساعد عليه الإنسانية بقطع النظر عن الديانة ، فلذلك كانوا شرار الناس ، وقد شهد العيان والحمد لله بصدق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن أ شراط الساعة قد ظهرت ، وأماراتها قد تتابعت ، وظهرت طلائع أولئك الأشرار الذين عليهم تقوم ، وهم العصريون المفسدون الزنادقة الملحدون ، الذين يسمون المؤمنين المتمسكين بالدين جامدين رجعيين ، فرأينا من كفرهم وإلحادهم ومروقهم وفجورهم وفساد أخلاقهم وقلة حيائهم وشدة وقاحتهم وتهتكهم ومحاربتهم للدين ، وعنادهم في كفرهم وازدرائهم بالدين وأهله ورفعتهم قدر من يحارب الدين ويخرق حدوده ويهتك الشريعة ويسعى في القضاء عليها وإطرائه والمبالغة في مدحه ، والكذب في وصفه بما ليس فيه ، وغير ذلك من أوصافهم الممقوتة التي يشهد معها كل مؤمن بالله ورسوله أنهم شرار الخلق ، هذا وهم في بداية أمرهم ، فكيف إذا وصلوا إلى نهايته عند قيام الساعة . كما أننا نرى الكفار أيضاً قد مرقوا من دينهم الباطل وظهر من أخلاقهم الفاسدة وابتداعهم وتهتكهم وفجورهم مالم يكن في أسلافهم وما هو معدود في دينهم من الكفر والمروق والعصيان والفسوق فبذلك كانوا شرار الناس زيادة على كفرهم وأما الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد للسجود إليها وعبادتها فإنهم كفروا بعد الإيمان وأشركوا بعد التوحيد وجهلوا بعد العلم وارتدوا عن الدين بعد اعتناقه والتحقق من الحق ومعرفته فكانوا شر خلق الله تعالى ولذلك كان من ارتد بعد إيمانه يقتل ولا تقبل توبته ، وكان اليهود مغضوباً عليهم والنصارى ضالين ، وكان الكافر العالم أشد الناس عذاباً يوم القيامة .

والوجه الخامس :

إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في الذين يتخذون القبور مساجد (( أولئك شرار الخلق )) وثبت بالكتاب والسنة المتواترة أن أمته خير أمة أخرجت للناس ، وأنها أشرف الأمم وأفضلها على الإطلاق ، وأنهم عدول يتخذهم الله تعالى شهداء على الأمم السابقة (( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس )) (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) وذكر الله لهم من الفضل ما رغبت الأنبياء والمرسلون فيه وتمنوا أن يكونوا من أمته صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنهم لا يجتمعون على ضلالة ، وإن من لم يتبع سبيلهم فهو من أهل النار (( ومن يتبع غير سبيل المؤمنين )) الآية . وأن ما رأوه حسناً فهو عند الله حسن وكثير من أمثال هذا وقد علم الله تعالى في سابق علمه وما قضاه وقدره في أزله أن هذه الأمة ستتفق وتجمع أولها عن آخرها على بناء المسجد على قبر نبيها أشرف الأنبياء و أفضل المرسلين ، كم علم ذلك بإعلام الله تعالى إياه وأشار إليه كما سيأتي ، وأنهم سيتفقون أيضاً سلفاً وخلفاً على اتخاذ المساجد على قبور الأولياء والصالحين والعلماء والعاملين ، ومن أولئك الأولياء نفسهم من يتخذها على من قبله من شيوخه ويزره في حال بناء المساجد والقباب عليهم بل ويشد الرحال من البلاد البعيدة إلى زيارتهم ، وقد شد الإمام النووي الرحلة من الشام إلى مصر لزيارة قبر الإمام الشافعي الذي عليه مسجد وقبة ، وكم له من ألف نظير في المشرق والمغرب .

فيلزم من هذا التناقض بين خبر الله تعالى وخبر الرسول ، وأن تكون هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وشر أمة أخرجت للناس تتفق على فعل المنكر وتبني على قبر نبيها المسجد ، وكذلك على قبور الأولياء والصالحين منها ، وتكون أمة وسطا عدولاً ، وأمة فاسقة متفقة على عصيان الله تعالى ورسوله ومخالفة أمره جهراً ، وتكون أمة مرحومة مغفوراً لها كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأمة ملعونة باتخاذها المسجد على قبر نبيها كما لعن اليهود والنصارى الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، ويكون أولياء الأمة وعلماؤها العاملون أصحاب المناقب والكرامات الظاهرة أحباء الله تعالى وأصفياءه الذي لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، في حال كونهم أعداء الله تعالى وعصاته ومحاربيه بمخالفة أمره والاتفاق على المنكر المحرم الملعون فاعله ، وأن الأمة لا تجتمع على ضلالة حتى يكون إجماعها على لأمر حجة ودليلاً شرعياً كالكتاب والسنة ، وأن الأمة تجتمع على الضلالة وتتفق على المنكر ومخالفة الله تعالى وأمر رسوله وهذا محال .

الوجه السادس :

أنه معلل بخشية العبادة كما تقدم وكما هو مصرح به في الحديث نفسه فلا يكون تشريعاً عاماً في كل زمان بل هو التشريع المؤقت بزمن خشية وجود العلة ، وهو زمن قرب عهد الناس بالإشراك دون الزمان الذي لم يعد أهله شركاً ولا دار في خلدهم شيء منه ، بل نشأوا على الإيمان واليقين والتوحيد واعتقاد انفراد الله تعالى بالخلق والتدبير ، وأنه لا فاعل إلا الله تعالى ، فهو غير معارض لدليل الكتاب العام في كل زمان ، بل هو مخصص لعمومه بزمن ارتفاع خشية العبادة ، وهو زمن استقرار الإيمان وانتشار التوحيد ورسوخ العقيدة رسوخاً لا يتطرق معه أدنى خلل ولا شك في وحدانية الله تعالى وتفرده بكل معاني الألوهية والربوبية .

ومثل هذا في الشريعة كثير جداً وهو التشريع المؤقت الذي يشرع لعلة ثم يزول بزوال علته ، إلى أنه تارة يكون منصوصاً عليه من الشارع نفسه وهو الناسخ ,المنسوخ ، وتارة لا ينص الشارع على زوال الحكم ونسخه لاحتمال وجود العلة في كل وقت ، ولكنه يشير إلى أن ذلك الحكم غير لازم على الدوام إنما يلزم عند وجود علته فيقول أو يفعل ما يخالف الحكم الأول حتى يظن في بادئ النظر أن بين الأمرين تعارضاً ، والواقع أن الحكم الأول كان عند وجود علته ، والثاني وقع عند انتفائها ، ولذلك كان بعض الصحابة إذا أشكل عليه الأمر وقال للنبي : صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنك يا رسول الله قد فعلت كذا أ, قلت كذا يعني مما يخالف قوله أو فعله الحاضر يجيبه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله . إنما فعلت ذلك لأجل كذا ، ولما رأيت من كذا . وهكذا يكون النهي الوارد عنه في حق من توجد منه علة النهي والإذن والجواز في حق من تنتفي عنه علته .

ومن النوع الأول :

نهيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن زيارة القبور أولاً . لما كانوا قريبي عهد بالشرك ، فلما استقر الإيمان في نفوسهم أباح لهم زيارتها للاعتبار والتذكر والزهد في الدنيا ، ولكنه مع ذلك أمرهم أن لا يقولوا عند القبور من مخاطبة الأموات مالا يوافق التوحيد ولا يقره الإيمان فقال : (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة )) وفي حديث آخر (( فإنها تزهد في الدنيا )) قال (( ولا تقولوا هجراً )) وكذلك نهيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث وعن إدخارها لأجل مجاعة ألمت بالناس ، فلما ذهبت قال (( كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث ، فكلوا وادخروا فإنما نهيتكم من أجل الدافة )) وكذلك نهى في أول الأمر عن القران بين التمرتين لما كان الحال بالمدينة ضعيفاً ، ثم أباح ذلك لما وسع الله عليهم .

ومن النوع الثاني :

وهو الأكثر – نهيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم النساء عن زيارة القبور فإنه لما أباحها للرجال خص النساء باستمرار النهي وشدد عليهن في ذلك لكونهن ناقصات عقل ودين ، ولأن تشبثهن بالعقائد الباطلة شديد فقال : (( لعن الله زوارات القبور )) وقال لنسوة رآهن في المقبرة (( أتدفن ؟ أتحملن ؟ ارجعن مأزورات غير مأجورات )) ولكنه مع ذلك مر يوماً بالمقبرة فوجد امرأة جالسة عند قبر ابنها تبكي فقال لها (( اتقي الله واصبري )) فقالت إليك عني فإنك لم تصبي بمصيبتي وكانت لم تعرفه فتركها وانصرف ولم ينهها عن زيارة اقبر كما قال لغيرها ارجعن مأزورات وذلك لأنها إنما زارت قبر ولدها لما تجد في نفسها من الحزن وعدم الصبر على فراقه فلم يتطرق إلى زيارتها ما يخشى من الفتنة بزيارة القبور المعظمة كقبور الشهداء التي كان غيرها من النسوة يزرنها وكذلك من يأتي منهن بعد ممن يزرن قبور الأولياء والصالحين فإن العلة وهي خشية الافتتان موجودة فيهن فلذلك نهاهن ولعنهن ولم ينه زائرة قبر ابنها .

وكذلك نهى صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن نعي الميت كما رواه الترمذى وابن ماجة من حديث حذيفة بسند حسن حتى كان كثير من الصحابة والتابعين يوصي عند موته أن لا يعلم بموته تمسكاً بهذا النهي ولكن مه هذا نعى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم النجاشي في اليوم الذي مات فيه بالحبشة ونعى زياد وجعفر أيضاً لما قتلا كما في الصحيح فكان نهيه عن النعي أولاً لقطع عوائد الجاهلية وقلع أثرها من النفوس ثم نعى بنفسه لذهاب العلة وعدم وجودها . ونهى صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الطيرة وسماها شركاً ونفى وجودها بالكلية فقال (( الطيرة شرك الطيرة شرك )) ثلاثاً وقال أيضاً (( لا عدوى ولا طيرة )) ومع هذا فكان ، يحب الفال وهو من نوع الطيرة فقد قال عروة بن عامر القرشي ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال (( أحسنها الفال ولا ترد مسلماً فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع بالسيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك )) رواه أبو داود وقال بريدة كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يتطير من شيء وكان إذا بعث عاملاً سأل عن اسمه فإذا أعجبه أسمه فرح به ورؤى بشر ذلك في وجهه وإن كره اسمه رؤى كراهية ذلك في وجهه وإذا دخل قرية سأل عن اسمها فذكر مثله في العامل رواه أبو داود . وقال أنس بن مالك قال رجل يا رسول الله إنا كنا في دار كثير فيها أموالنا فتحولنا إلى دار أخرى فقل فيها عددنا وقلت فيها أموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( ذروها ذميمة )) فنهى عن التطير وسماه شركاً لما كان يعتقده أهل الجاهلية من تأثير الأشياء بذاتها وطبعها ، ومعتقد ذلك مشرك جاعل مع الله فاعلاً ومؤثراً غيره وكان مع ذلك يحب الفال الذي هو من نوعها لاعتقاده أنه مرسل كما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( الفال مرسل والعطاس شاهد عدل )) رواه الحكيم في النوادر من حديث الرويهب ، ومعناه أنه مرسل من قبل الله تعالى مبشراً للعبد بما سيحدثه الله تعالى له من خير وصلاح وبركة ونجاح ،وكان يكره الفال القبيح لعلمه أن الله تعالى أراد خلاف ما يريده العبد منه ، ولذلك كان لا يرجع عنده ويأمر بعدم الرجوع عند التطير لعلمه أن ما قدره الله تعالى وأمضاه هو واقع لا محالة سواء رجع المتطير عن ذلك الأمر أو أمضاه ، بخلاف أهل الجاهلية فإنهم كانوا يعتقدون أن الحوادث مربوطة بذلك صادرة عنها وأنهم إذا رجعوا عند التطير لا يصيبهم شيء مما قدره الله تعالى وأمضاه .

وكذلك نفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم العدوى في أحاديث متعددة وقال مع ذلك (( فر من المجزوم فرارك من الأسد )) وقال (( لا يوردن ممرض على مصح )) ونفى الغول لما كان يعتقده فيه أهل الجاهلية من العقائد الباطلة وأثبته في حديث قال فيه (( إذا تغولت لكم الغيلان فنادوا بالأذان فإن الشيطان إذا سمع النداء أدبره وله حصاص )) وأمر أبا أيوب وأبا هريرة أن يمسكاه لما كان يدخل إلى بيتهما ويأكل لهما من تمر الصدقة ويقول له أجب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما هو معروف وثابت في السنن وغيرها .

ونهى عن الرقى والتمائم والتولة وسماها شركاً وأمر بها في أحاديث أخرى ونهى الله تعالى عن الاستقسام بالأزلام وشرع لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم الاقتراع بالعودة وهو نوع من الاستقسام إلا أن أهل الجاهلية كانوا يعتقدون أن الأصنام هي التي كانت تختار لهم وما شرعه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو لاعتقاد المؤمنين أن الله تعالى هو الذي يختار لهم بما يخرج من العود فهو خروج من مراد العبد واختياره ، إلى مراد الله واختياره ، وكم لهذا من نظير يطول ذكره ويتعذر إحصاؤه وعده ، بل هو مفرد بالتآليف العديدة التي منها ما هو في عدة مجلدات وقد أراد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يهدم الكعبة ويبنيها على أساس إبراهيم عليه الصلاة والسلام ثم تأخر عن ذلك لكون القوم حديثي عهد بجاهلية ، ولذلك لما قدم عهدهم بها هدمها عبد الله ابن الزبير وبناه كما كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم عزم أن يبنيها عليه وقد ترجم البخاري في صحيحه للحديث الوارد بهذا بقوله : باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم الناس عنه فيقعوا فيما هو أشد منه ثم أسند عن الأسود قال لي ابن الزبير كانت عائشة تسر إليك كثيراً فما حدثتك في الكعبة ؟ فقلت قالت : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( يا عائشة لولا قدم حديث عهدهم بكفر لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين باب يدخل الناس وباب يخرجون )) ففعله ابن الزبير .

والمقصود أن مبنى الشريعة على مراعاة مصالح العباد الدينية والدنيوية ومن مصالحهم الدينية نهيهم عن كل ما يخل بعقيدتهم وإخلاص توحيدهم لله تعالى وإن كان مباحاً في نفس الأمر لقيام سبب به يؤدي إلى المحظور فإذا انتفى السبب رجع الفعل إلى إباحته الأصلية ومنه بناء المساجد على القبور .

الوجه السابع :

وإذا ثبت أنها معللة بخشية العبادة واتخاذها قبلة عند الصلاة فالنهي حينئذ يكون خاصاً بما جعل القبر في قبلته ، أما ما جعل القبر فيه ملاصقاً لجداره الغربي بحيث لا يمكن الصلاة إليه أصلاً فهو خارج عن النهي وكثير من المساجد على قبور الأولياء هي بهذه الكيفية .

فبان من هذه الوجوه عدم معارضة الأحاديث لدليل الآية وثبت المطلوب منها وهو الجواز وقد أجاب العلامة التميمى في رسالته عن حديث (( لعن الله اليهود والنصارى )) وحديث (( أولئك شرار الخلق عند الله )) السابقين بقوله :

وأما الحديثان الشريفان :

فالأول منهما النهي فيه عن بناء المساجد على القبر ليس صريحاً وإنما هو كما قال شيخ الإسلام لازم لاتخاذها مساجد كما اتخاذ المساجد عليها يلزمه اتخاذ القبور مساجد قال وبذلك طابق ترجمة البخاري فيفيد أن النهي عن بناء المساجد معلل بإفضائه إلى جعل القبر مسجداً المؤدى فيفيد أن النهي عن بناء المساجد معلل بإفضائه إلى جعل القبر مسجداً المؤدى إلى عبادته فيكون من باب الذرائع .

والحديث الثاني يفهم منه أن بناء المساجد ذمه معلل بما لزمه عرفاً من جعل التصاوير فيه وعبادة تلك الصور لأنه معنى مناسب للحكم وقد التفت إليه الشرع في غير هذا المحل فيحصل الوقوف بأنه العلة كما تقرر في مسالكها قال شيخ الإسلام في هذا الحديث إن الإمام الشافعي حمله على الكراهة وذلك يؤيد ما قلناه من سد الذرائع لأن الإمام لا يقول بالذرائع فلما وجد علة النهي راجعة إليها حمله على الكراهة لتلك القرينة الصارفة عن الحرمة وإذا كان النهي فيها لسد الذرائع فلا تعارض ما تقدم من دليل الجواز لأن سد الذرائع لا ينافي المشروعية فكثيراً ما يكون الشيء مشروعاً بالأدلة الواضحة ويجر إلى أمر ممنوع فيمنع من تلك الحيثية حتى إذا زالت رجع للأصل وعلى هذا يتنزل ما قاله الأستاذ ابن لب في بعض فتاويه من أن النهي في هذه المسألة مخافة أن تعبد القبور ، كما اتفق لمن سلف قبل هذه الأمة وأفتى بناء مسجد بمقبرة اندثرت إذ أمن نبش القبور بأن يكون البناء فوقها دون حفر يصل إلى موضع العظام للأمن في هذه من خشية العبادة المعلل بها النهي وعلى هذا إذا بني المسجد على القبر بلصق الحائط المواجه للقبلة بحيث لا تمكن الصلاة فيه إلا أن يكون القبر خلف المصلي كما هو بزوايا كثيرة في بعض أعمال أفريقية جاز للأمن من الصلاة إليه . وإذا نظرت إلى أن عبادة غير الله تعالى علم من الدين ضرورة منعها وإخراجها المسلم من الدين كانت الذريعة هنا من القسم الملغى لأن ترتيب المقصد فيه على الوسيلة بعيد انتهى .]

هوامش

[1] انظر " إحياء المقبور من أدلة بناء المساجد علي القبور " تأليف الحافظ أحمد عبد الله الصديق الغماري ( صـ 21 – 30 ) .

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 18, 2007 11:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
الدليل الثاني : أن الله قضى باتخاذ المسجد على قبر نبيه .

إن الله تعالى قضى في سابق علمه باتخاذ المسجد على قبر نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند ربه جل وعز أعلى قدراً وأحمى جانباً من أن يقع بجسده الشريف ما هو محرم مبغض لله تعالى ملعون فاعله ، بل هذا من المتيقن المقطوع ببطلانه لأهل الإيمان فلو كان اتخاذ المسجد عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ممنوعاً متخذه لحمى الله تعالى جانب نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم منه ولصرف العباد عنه كما صرفهم عن غيره فلما لم يفعل ذلك دل على أنه جائز ومطلوب ومن اعتقد خلاف هذا فهو قرني ممقوت لم يذق للإيمان طعماً ولا عرف من منزلة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم العليا ومكانته السامية عند ربه شيئاً فهو مدخول العقيدة مختل الإيمان .

الدليل الثالث : أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يدفن في البناء
إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أن يدفن في البناء فقال (( ما قبر نبي إلا حيث يموت )) وحدث بهذا الصديق رضي الله عنه حين اختلف الصحابة رضي الله عنهم في موضع دفنه فقال قوم في البقيع وقال آخرون في المسجد وقال آخرون يحمل إلى أبيه إبراهيم فيدفن معه فلما حدثهم الصديق رضي الله عنه بما عنده في هذا أجمعوا رأيهم واتفقوا عليه ودفنوه في بيت عائشة رضي الله عنها وهو دليل صريح على وجود البناء حول القبر وأن النهي خاص بما كان فوقه لأنا بالضرورة نعلم أن النهي عن البناء ليس هو عن فعل الفاعل وبناء البناء ، وإنما هو عن وجود نفس البناء على القبر وإذا جوز الشارع وجود الميت داخل البناء فقد جوز البناء إذ لا فارق بين أن يوجد بعد الدفن أو قبله لأن الغاية واحدة والصورة متفقة وهي وجود القبر داخل البناء وإذا جاز ذلك فلا فرق بين أن يكون البناء بيتاً أو قبة أو مدرسة لأن الكل بناء والعلة في ذاته لا في أشكاله وصوره فليس النهي متعلقاً بصورة القبة أو المدرسة بل بذات البناء كيفما وجد، وحيث أجاز الشارع الدفن في البيت الذي هو بناء علمنا أن النهي مخصوص بالبناء كيفما وجد،وحيث أجاز الشارع الدفن في البيت الذي هو بناء علمنا أن النهي مخصوص بالبناء الذي هو فوق القبر للعل السابقة غير عام في جميع البناء
.
الدليل الرابع : أن أمره بالدفن في البناء

وإذا ثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أن يدفن في بيته الذي هو بناء فقد تقرر في قواعد الفقه أن الرضي بالشيء رضى بما يؤول إليه ذلك الشيء ، فالذي تزوج امرأة بعد علمه بمرض كذا فيها ثم تزايد ذلك المرض إلى حد يمنع من الاستمتاع فلا رجوع له لأنه رضي بمبادئه فكان راضياً بما يؤول إليه ، وبيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان ملاصقاً للمسجد وبابه شارعة إليه حتى كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا اعتكف يخرج رأسه الشريف إلى عائشة فترجله وهي في البيت وهو في المسجد وقد علم صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن أمته ستكثر وأن المدينة ستتسع وتعظم حتى يصل بناؤها إلى سلع كما أخبر هو صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذلك وأمر بشد الرحلة إلى زيارة قبره الشريف وإلى مسجده للصلاة فيه ورغب في ذلك بقوله (( من زار قبري وجبت له شفاعتي )) و (( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام )) ومسجده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان في عصره صغيراً لا يسع عشر معشار ربع من يقصده من أمته وقبره الشريف واقع في بيت عائشة الذي تسكنه وهو يعلم ضرورة أنه يتعذر على الأمة زيارته وهو في بيت مملوك لامرأة ساكنة فيه يجب تعظيمها واحترامها كما يجب ذلك في حق من يملكه ويسكنه من بعدها ، كما أنه يعلم أن أمته ستدوم إلى قيام الساعة وأن قصدهم لزيارته سيدوم بدوام الأمة وأن البيت الذي سيدفن فيه لا يمكن عادة أن يدوم أكثر من مائة سنة لأنه مبني بالطين واللبن غير محكم البناء فهو يعلم علم اليقين أن بيته المذكور سيؤول أمره إلى أن يدخل في المسجد إذا علم ذلك وأمر بدفنه فيه فهو رضي منه بدخول قبره الشريف في المسجد الذي ستصير الأمة به متخذة على قبره مسجداً كما هو الواقع ، ومن المحال المقطوع به أن يرضى صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما هو محرم ملعون فاعله لا سيما فيما يتعلق بجسده الشريف فدل علي أن اتخاذ المسجد على قبره الشريف غير محرم ولا مكروه وإذا جاز ذلك في حقه جاز في غيره من باب أولى لأن ما يخشى من الفتنة بقبره أعظم مما يخشى من الفتنة بقبر غيره لأن الفتنة إنما تقع من جهة التعظيم ولا يوجد في الأمة من يعظم قبراً أكثر من قبره صلى الله عليه وعلى آله وسلم

الدليل الخامس : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر بأن قبره الشريف سيكون داخل مسجده

إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر بأن قبره الشريف سيكون داخل مسجده وزاد فأخبر بأن ما بين قبره ومنبره روضة من رياض الجنة وهذا منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم إشارة إلى استحباب إدخال قبره الشريف في المسجد لأنه ترغيب يدعو إلى ذلك ، إذ المراد فضيلة الصلاة ما بين القبر والمنبر والترغيب فيها في ذلك الموضع إذا لم يكن القبر الشريف داخل المسجد لا تتصور الصلاة بين القبر والمنبر ولا يتأتى التعبير بقوله ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة لأنه إذا كان المنبر وسط المسجد والبيت الذي فيه قبره الشريف خارج المسجد لم يصح في العادة التعبير بالبينية خصوصاً عند إرادة الصلاة فإن البيت وسوره حاجز بين القبر والمنبر مانع من الصلاة في موضعه فلا يقول ما بين قبري ومنبري رياض من رياض الجنة إلا وهو يريد أن القبر سيكون دخل المسجد ليس بينه وبين المنبر حاجز البيت .

فإن قيل : لفظ الحديث في أكثر طرقه إنما هو (( ما بين بيتي ومنبري )) حتى إن البخاري لما ترجم للحديث بباب فضل ما بين القبر والمنبر وأورد الحديث من حديث عبد الله ابن زيد المازنى ومن حديث أبي هريرة بلفظ (( ما بين بيتي )) شرحه الحافظ في الفتح بقوله : ترجم بلفظ القبر وأورد الحديثين . بلفظ البيت لأن القبر صار في البيت وقد ورد في بعض طرقه بلفظ القبر .

قال القرطبي : الرواية صحيحة بيتي ويروى قبري وكأنه بالمعنى لأنه دفن في بيت سكناه اهـ . وقال في موضع آخر من الفتح قوله (( ما بين بيتي ومنبري )) كذا للأكثر ووقع في رواية ابن عساكر وحده قبري يدل بيتي وهو خطر فقد تقدم الحديث بهذا الإسناد بلفظ بيتي وكذلك هو في مسند مسدد شيخ البخاري فيه . نعم وقع في حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار بسند رجاله ثقات وعند الطبراني من حديث ابن عمر بلفظ القبر . قلت : الجواب عنه من وجوه .

الوجه الأول

أن هذا بالنسبة لرواية البخاري فقط لا بالنسبة لسائر طرق الحديث كما صرح به الحافظ نفسه من كونه ورد بلفظ القبر من حديث سعد بن أبي وقاص بسند رجاله ثقات ، وكذلك من حديث ابن عمر مع أنه لم يرد بلفظ القبر من حديث هذين . فقط بل ورد كذلك من حديث أم سلمة وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن زيد وأبي هريرة وجابر بن عبد الله وعمر بن الخطاب ، ثم إن حديث ابن عمر الذي عزاه الحافظ للطبرانى أخرجه أيضاً جماعة آخرون كلهم بلفظ القبر .

قال الطحاوى في مشكل الآثار حدثنا محمد بن علي بن داود حدثنا أحمد بن يحيى المسعود قال حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة )) .
وقال الخطيب في التاريخ أخبرني ابن علان حدثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن أحمد بن تميم الأنماطى حدثنا موسى بن إسحاق القاضي الأنصاري حدثنا مالك بن يحيى بن المنذر حدثنا مالك به مثله بلفظ القبر .

وقال أيضاً في المهروانيات أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل حدثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا مالك به مثله .

قال الطحاوى : وهذا من حديث مالك يقول أهل العلم بالحديث إنه لم يحدث به عن مالك أحد غير أحمد بن يحيى هذا ، وغير عبد الله بن نافع الصائغ اهـ . وقال الخطيب في المهروانيات : هذا حديث غريب من حديث مالك عن نافع تفرد بروايته عنه أحمد بن يحيى الأحول وتابعه عبد الله بن نافع عن مالك .

قلت وهو ثقة من رجال الصحيح ومتابعته أخرجها أبو نعيم في الحلية .

قال حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا إسحاق بن أبي حسان حدثنا القاسم ابن عثمان الجوعى حدثنا عبد الله بن نافع المدني عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة وإن منبري لعلى حوضي )) .

طريق آخر عن نافع قال الدولابى في الكنى والأسماء حدثنا عن ابن معبد ابن نوح حدثنا موسى ابن هلال حدثنا عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن أخو عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله : (( من زار قبري وجبت له شفاعتي )) وقال : (( وما بين قبري ومنبري ترعة من ترع الجنة )) .

وقال الطحاوى في مشكل الآثار حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقى حدثنا محمد عن عبد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي )) .
طريق آخر عن نافع قال أبو نعيم في تاريخ أصبهان ثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا عمر بن أحمد بن السني ثنا نصر بن علي ثنا زياد بن عبد الله عن موسى الجهينى عن نافع عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام )) قال وقال ابن عمر إن ما بين القبر والمنبر من رياض الجنة .

وحديث سعد بن أبي وقاص أخرجه أيضاً الخطيب في التاريخ من رواية ابنته عائشة عنه بلفظ القبر .

وحديث أم سلمة أخرجه الطحاوى في مشكل الآثار قال حدثنا عبد الغني بن أبي عقيل ثنا سفيان بن عيينة عن عمر الدهني عن أبي سلمة عن أم سلمة ( رضي الله عنها ) قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة وإن قوائم منبري هذا رواسب في الجنة )) .

وحديث أبي سعيد أخرجه البخاري في التاريخ الكبير قال : اسحاق ابن شرقي مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي سمع أبا بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن عمر عن عبد الله بن عمر عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة )) قال لي الحرمى بن حفص وتابعه عفان عن عبد الواحد بن زياد سمع إسحاق .

قلت متابعة عفان أخرجها الخطيب في التاريخ عن أبي نعيم عن أبي الشيخ عن بن الجارود عن محمد بن أحمد بن جهور ثنا عفان ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا إسحاق بن شرقي به مثله بلفظ القبر .

وأخرجها الطحاوى في مشكل الآثار ثنا علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة ومحمد بن علي بن داود قالا حدثنا عفان به مثله أيضاً بلفظ القبر .

وحديث عبد الله بن زيد قال الطحاوى أيضاً ثنا يونس ثنا ابن وهب أن مالكاً حدثه عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد المازنى " أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة " .

قال : وحدثنا الربيع الجيزى ثنا مطرف بن عبد الله ثنا مالك عن عبد اله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد الخطمى أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة )) .

قال : وحدثنا محمد بن خزيمة وفهد بن سليمان جميعاً قالا حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث بن سعد قال حدثني بن الهاد عن أبي بكر بن محمد عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( إن ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة )) .

وحديث أبي هريرة كذلك وقع في رواية مالك في الموطأ على بعض الروايات وهي النسخة المطبوعة مع شرح تنوير الحوالك للحافظ السيوطي :

وحديث جابر أخرجه الخطيب في التاريخ من طريق محمد بن كثير الكوفي ثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة )) .

وحديث عمر أخرجه الإسماعيلي في مسند عمر من رواية عطاء بن زيد الليثى حدثني سعيد بن المسيب عن عمر به ولفظه (( ما بين قبري و اسطوانة التوبة روضة من رياض الجنة )) . وفي لفظ ما بين قبري ومنبري .

الوجه الثاني :

أن ما حكم به الحافظ من الخطأ على رواية ابن عساكر غيره مسلم ولو بالنسبة إلى رواية البخاري إذ يجوز أن يكون الصواب مع من قال قبري ، ويكون الذي قال بيتي أخطأ أو ذهب ذهنه إلى حديث آخر مما ورد بلفظ بيتي . فإن لفظه قبري وقعت كذلك في رواية للموطأ أيضاً ، ويؤيد صحتها ترجمة البخاري بلفظ القبر وقد نص الطحاوى في مشكل الآثار على أن أكثر الروايات لهذا الحديث إنما هي بلفظ قبري لا بيتي ، كما سأذكر نصه قريباً ، وإذا كان ذلك كذلك فلا وجه لتخطئة من قال في رواية البخاري قبري .

الوجه الثالث :

أن المراد بقوله بيتي في الروايات الأخرى هو قوله في هذه الأحاديث قبري لأننا بالضرورة ندري أن المنبر والبيت لم يكن لها هذا الفضل لمجرد أعواد المنبر وحجارة البيت وطينه فإنه لا فضل لخشب على خشب ولا لحجارة على حجارة بل ولا دخل لهما في وجود فضيلة في الدين البتة . وإنما ذلك لتشرف المنبر بوقوفه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الوعظ والتذكير وتبليغ أمر ربه ولوجود قبره الشريف في البيت . إذ المراد هو القبر لأن الفضل راجع إليه لا إلى البيت ، فمن يحاول من أهل العصر أن ينكر وجود رواية قبري للتوصل إلى نفي ما يتعلق به من فضيلة قبره صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنما يحاول عبثاً ويخبط خبطاً عشوائياً . فالحدث سواء ورد بلفظ قبري أو بلفظ بيتي فمعنى اللفظيين واحد وكلاهما راجع إلى القبر الشريف وعلى هذا المعنى نص أكثر المحدثين بل جل من تكلم على الحديث أو شرحه .

قال الطحاوى في مشكل الآثار وفي هذا الحديث معنى يجب أن يوقف عليه وهو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة )) على ما في أكثر هذه الآثار وعلى ما في سواه منها (( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة )) على ما في أكثر هذه الآثار وعلى ما في سواه منها (( ما بين بيتي ومنبري )) ، فكان تصحيحها يجب به أن يكون بيته هو قبره ويكون ذلك علامة من علامات النبوة جليلة المقدار ؛ لأن الله عز وجل قد أخفى على كل نفس ( سواه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) الأرض التي تموت بها لقوله عز وجل ( وما تدري نفس بأي أرض تموت ) فأعلمه الموت الذي يموت فيه والموضع الذي فيه قبره حتى أعلم بذلك في حياته وحتى علمه من علمه من أمته فهذه منزلة لا منزلة فوقها زاده الله تعالى بها شرفاً وخيراً . اهـ .

وقال ابن حزم في المحلى : قد أنذر عليه الصلاة والسلام بموضع قبره بقوله (( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة )) واعلم أنه في بيته بذلك ولم ينكر عليه الصلاة والسلام كون القبر في البيت ، ولا نهى عن بناء قائم ، وإنما نهى عن بناء على القبر قبة فقط أي على نفس القبر ملتصقاً به على هيئة القبة كما جرت به عادة أكثر الناس . وهكذا نص على أن المراد بالبيت القبر كل شراح الحديث كما يعلم من مراجعه شروح البخاري ومسلم وغيرهما فلا نطيل بذكر نصوصهم .

الوجه الرابع :

وعلى فرض أنه أراد نفس البيت لا القبر فقد علم صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإعلام الله إياه أن بيته سيدخل في المسجد وأن قبره سيكون فيه فيكون القبر داخل المسجد وبه صار ما بين البيت والمنبر روضة من رياض الجنة فكيفما دار الحديث دل على المطلوب وهو إذن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإدخال قبره الشريف في المسجد والإشارة إلى ذلك بقوله : (( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة )) .

الدليل السادس : إجماع الصحابة على دفنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بيته .

تم إجماع الصحابة واتفاقهم بعد الاختلاف في موضع دفنه على دفنه في بيته عملاً بما أخبرهم به أبو بكر ( رضي الله عنه ) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلو كان ذلك غير صحيح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو منسوخاً بما ذكره في مرض وفاته مع أن الخبر لا يدخله النسخ لما أجمع الصحابة عليه . وقد قام الدليل على حجية الإجماع ولا سيما إجماع الصحابة ( رضي الله عنهم ) .

الدليل السابع : إجماع التابعين ومن بعدهم .

أجمع التابعون في عهد وجود كبار أئمتهم مثل عمر بن عبد العزيز والحسن وابن سيرين وفقهاء المدينة والكوفة والبصرة والشام وغيرها من أقطار الإسلام . ثم أجمعت الأمة بعدهم على إدخال بيته المشتمل على قبره داخل المسجد وجعله في وسطه . وإجماعهم حجة ولو كان ذلك منهياً عنه لاستحال أن تتفق الأمة في عصر التابعين على المنكر والاجتماع على الضلالة لولا أنهم فهموا من النهي أن المراد به علته التي زالت باستقرار الإيمان ورسوخ العقيدة . لا يقال إنهم سكتوا على ذلك لأجل ضرورة توسعة المسجد فإنه كان في الإمكان توسعته من جهة القبلة والجهة المقابلة لها والجهة الجنوبية لها دون الجهة الشمالية الواقع فيها قبره ( عليه الصلاة والسلام ) لا سيما والآمر بذلك خليفة العصر الذي اشترى البيوت بالمال لإدخالها في المسجد ، فكان يمكنه أن يشتري البيوت الواقعة في غير جهة قبره صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويبقى بيت عائشة الذي فيه القبر الشريف خارج المسجد مجاوراً له ، كما كان في عهده صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما فعل ذلك بمرأى من التابعين والأئمة ولم ينهه أحد منهم عن ذلك دل دلالة قاطعة على جواز واتخاذ المسجد على القبر . وأن المنهي عنه إنما هو قصد الصلاة إلى القبر المؤدي إلى عبادته والإشراك به . ولذلك لما أدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد جعل البيت الذي فيه القبور مثلث الشكل حتى لا يمكن الصلاة إلى القبور .

الدليل الثامن : أن الصحابة بنوا مسجداً على القبر في حياته صلى الله عليه وعلى آله وسلم :

إن الصحابة بنوا على القبر مسجداً في حية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأقرهم على ذلك ولم يأمرهم بهدمه ويستحيل أن يقر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على باطل .

قال ابن عبد البر في الاستيعاب ( 4 / 1614 ) في ترجمة أبي بصير ما نصه – وله قصة في المعازى عجيبة ذكرها ابن إسحاق وغيره ورواها عبد الرازق عن معمر عن ابن شهاب في قصة القضية عام الحديبية – قال : ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلت قريش في طلبه رجلين فقالا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم العهد الذي جعلت لنا أن ترد إلينا كل من جاءك مسلماً فدفعه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الرجلين فخرجا حتى بلغا به ذا الحليفة ، فنزلوا يأكلون من تمرهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين : والله إني لأرى سيفك هذا جيد يا فلان فاستله الآخر وقال أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت فقال له أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد ، وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين رآه (( لقد رأى هذا ذعراً )) فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا رسول الله قد والله وفت ذمتك قد رددتني إليهم فأنجاني الله منهم فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( ويل أمة مسعر حرب لو كان معه أحد )) فلما سمع ذلك علم أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وانفلت منهم أبو جندل بن سهيل بن عمرو فلحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة ، قال فوالله ما سمعوا بعيراً خرجت لقريش إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تناشده الله والرحم ألا أرسل إليهم فمن أتاك منهم فهو آمن . وكان أبو بصير يصلي لأصحابه ويكثر من قوله : الله العلي الأكبر من ينصر الله فسوف ينصره . فلما قدم عليهم أبو جندل كان هو يؤمهم واجتمع إلى أبي جندل حين سمع بقدومه ناس في بني غفار واسلم وجهينة وطوائف من العرب حتى بلغوا ثلاثمائة وهم مسلمون ، فأقاموا مع أبي جندل وأبي بصير وكتب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أبي جندل وأبي بصير ليقدما عليه ومن معهما من المسلمين أن يلحقوا ببلادهم وأهليهم فقدم كتاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أبي جندل وأبو بصير يموت فمات وكتاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بيده يقرأه فدفنه أبو جندل مكانه وصلى عليه وبنى على قبره مسجداً . أهـ باختصار وبلا شك يدري كل ذي حس سليم يعرف سيرة الصحابة مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه لا يمكن إحداث أمر عظيم مثل هذا ولا يذكرونه للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو رسول الله تعالى وخليفته في خلقه والأمر أمره والحكم حكمه والصحابة كلهم جنده ونوابه ومنفذون أمره ، وكذلك يستحيل أن يحدث مثل هذا من أصحابه الذين هم تحت حكمه وأمره ويكون ذلك حراماً ملعوناً فاعله يجر إلى كفر وضلال ، ثم لا يعلمه الله تعالى به ولا يوحي إليه في شأنه ، كما أعلمه بمسجد الضرار وقصد أصحابه من بنائه وأمره بهدمه بل وبما هو أدون من هذا وأقل ضررا بكثير فإذا لا شك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اطلع على بنائهم المسجد على قبر أبي بصير ولم يأمرهم بهدمه إذ لو أمر بذلك لنقل في نفس الخبر أ, غيره ، لأنه شرع لا يمكن أن يضيع بل يستحيل ذلك لخبر الله تعالى أنه حفظ الدين من أن يضيع منه شيء ولا يصل إلى آخر هذه الأمة ما وصل إلى أولها . فلما لم يأمر بهدمه دل ذلك على جوازه . وأما كونه صلى الله عليه وعلى آله وسلم حذر بعد ذلك من اتخاذ المسجد على قبره الشريف بقوله : (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) يحذر ما صنعوا فإنما ذلك لما يخشى من الفتنة بقبره الشريف ، لأن القوم كلهم كانوا أهل جاهلية وعبادة أوثان وصور وأحجار وعهدهم بذلك قريب فلما آمنوا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشاهدوا من معجزاته الظاهرة وكمالاته الباهرة وأحواله العجيبة الخارقة حتى صار أحب إليهم من آبائهم وأمهاتهم وأولادهم وأنفسهم لم يأمن صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يفتتنوا بقبره بعد انتقاله .

وهذا عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وهو من هو قد افتتن عند موته وأنكر أن يكون قد مات أو يلحقه الموت فأخذ سيفه بيده وجعل يقول من قال : إن محمداً مات ضربته بسيفي هذا وذلك لما وقر في نفسه من تلك الكمالات التي لا تتناسب الفناء والموت حتى ذكره الصديق ( رضي الله عنه) بالآية الكريمة (( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل .. )) الآية . فحينئذ ثاب إليه عقله وعلم أم العبد عبد والرب رب فلهذا حذر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من اتخاذ المسجد على قبره في أول الأمر وأشار إلى جواز اتخاذه عند استقرار الإيمان كما فعلت الأمة فأدخلت قبره الشريف في مسجده بعد نحو تسعين سنة من انتقاله . وإنما لم يأمر صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهدم المسجد الذي بني على أبي بصير لأن أبا بصير لا شهرة له بين الناس بفضل حتى يمكن أن يفتتنوا بقبره ، وإنما هو فرد من أفراد المسلمين فلم يخش من المسجد على قبره أي ضرر وخلل في الاعتقاد .

الدليل التاسع : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أصحابه بفتح بيت المقدس :

إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أصحابه بفتح بيت المقدس وأقطع تميماً الداري أرضا بالتحليل تحقيقاً لوعد الله وخبره بالفتح ، وهو يعلم أن بالخليل قبر إبراهيم وإسحاق ويعقوب ( عليهم السلام ) . وعلى هذه القبور معبد وقبة فلم يأمر أصحابه إذ أمرهم أن يدفعوا لتميم الداري الأرض التي أقطعه إياها أن يهدموا البناء الذي هو على قبر إبراهيم وعلى قبر غيره من الأنبياء الموجودين بفلسطين بالقدس والخليل وما بينهما . فدل على أن المراد التحذير من علة ذلك لا من نفس بناء المسجد والقبة .

الدليل العاشر أن الصحابة فتحوا البلاد في زمن الخلفاء الراشدين :

أن الصحابة – رضي الله عنهم – لما فتحوا البلاد في زمن الخلفاء الراشدين لم يهدموا البناء الذي كان على قبور الأنبياء بالشام والعراق وغيرهما من أرض العرب مع قيامهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتنفيذ كل ما أمرت الشريعة به وما ينقل عن عمر – رضي الله عنه – في قبر دانيال فذاك خاص به لما وجد عند قبره من الكتابة التي تخبر بأمور وكوائن غيبية ، وكان عمر – رضي الله عنه – يبالغ في التنفير من كل علم يخشى أن يفتتن الناس به ويعرضون معه عن الكتاب والسنة أو يعتقدون معه خلاف ما يجب أن يعتقد في ذلك المخلوق حتى كان إذا قبل الحجر الأسعد عند الطواف يقول رافعاً صوته ليسمع الناس إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقبلك ما قبلتك ، وإنما كان يفعل هذا لأنه خشي على العرب وهم حديثو عهد بجاهلية وعبادة الحجر أنهم لما يرون المسلمين يقبلون الحجر ربما اعتقدوا أن ذلك لتأثير عنده وتصرف كما كانوا يعتقدونه في الأحجار التي كانوا يعبدونها فلما وجد عند قبر دانيال لوحاً مكتوباً فيه أخبار عن أمور مغيبة وكوائن آتية خاف أن يفتتن الناس بذلك فأمر بهدم البناء الذي على القبر لأن اللوح المذكور ملصق فيه أو الكتابة كانت على نفس البناء الذي على القبر ، أما قبور غيره من الأنبياء فقد أقر عمر – رضي الله عنه – البناء الذي كان عليها ولم يهدمه لأنه لم يكن عليها شيء مما كان على قبر دانيال

الدليل الحادي عشر : أن جماعة من الأنبياء والمرسلين مدفونين في المسجد الحرام
أنه جاء في عدة أحاديث وآثار أن جماعة من الأنبياء والمرسلين مدفونون في المسجد الحرام ما بين زمزم والمقام ، وأخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن منهم نوحاً ، وهوداً وصالحاً ، وشعيباً ، وأن قبورهم بين زمزم والحجر ، وكذلك ورد في قبر إسماعيل أنه بالمسجد الحرام ، وهو أشرف مسجد على وجه الأرض هو ومسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فلو كان وجود القبر في المسجد محرماً لذاته لنبش النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخرجهم فدفنهم خارج المسجد ، فإنه أخبر الله أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء ، وأنهم أحياء في قبورهم ، كما أخبر الله تعالى – بمثل ذلك عن الشهداء ، وأمرنا بأن لا نسميهم أمواتاً فنكون كاذبين في ذلك وهو أحياء ولكن حية برزخية تلائم الكون في القبر ، ولا نتصور كنهها وحقيقتها لأنها من أمور الآخرة التي لا تصل إليها عقول أهل الدنيا . فلما لم يفعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك دل على أن وجود القبر في المسجد أو بناء المسجد على القبر ليس محرماً لذاته وإنما ذلك لعلته التي بانتفائها ينتفي حكمها ، وإذا علمت أن أفضل المساجد على وجه الأرض مسجد مكة ومسجد المدينة اللذان هما الحرمان الشريفان – وقد شاء الله تعالى – وحكم أن يكون في كل منها قبور متعددة ، ففي حرم مكة قبور جماعة من الأنبياء ، وفي حرم المدينة قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقبر صاحبيه – رضي الله عنهما – ومعهما قبر رابع سيدفن فيه عيسى عليه السلام حين نزوله ، كما ورد في بعض الأخبار – تعلم أن الدفن في المسجد أو اتخاذ المسجد في القبر من أشرف الأعمال تأسياً بالحرمين الشريفين ، فكل مسجد ليس فيه قبر فهو ناقص الفضل قليل البركة عديم الأسوة بأفضل المساجد وأشرفها .

الدليل الثاني عشر : الوسائل لها حكم المقاصد :

القاعدة المقررة في الفقه أن الوسائل لها حكم المقاصد واحترام قبر الميت المسلم وتعظيمه بعدم الجلوس عليه والمشي فوقه ونبشه وكسر عظامه مقصود شرعاً ، وضده محرم منهي عنه أشد النهي حتى قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر )) رواه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة ، وورد نحوه بأسانيد صحيحة من حديث عبد الله بن مسعود وعقبة بن عامر وغيرهما ، وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( كسر عظم الميت ككسره حياً )) رواه أبو داود وابن ماجة وابن حبان في الصحيح ، بل بالغ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في تعظيم قبور المؤمنين حتى أمر من رآه يمشي بينها بنعلين أن يخلعهما احتراماً لقبور المؤمنين .

وبالضرورة نعلم أن القبر إذا بقي دون بناء حوش حوله أو بيت أو قبة عليه فهو بلا شك معرض للمشي فوقه والجلوس عليه واندراس أثره ، كما هو مشاهد بالعيان من مرور الناس فوق القبور التي لا بناء عليها . وربما يجهل أن هناك قبراً فيبول ويتغوط فوقه بخلاف القبور المحفوظة بالبناء ، كما أننا شاهدنا مرات متعددة من يحفر قبراً في موضع لا يظنه قبراً فيجد فيه جمجمة ميت وعظام يده ورجليه ، فمنهم من يحيد عن ذلك الموضع ويحفر في مكان آخر ، ومنهم من يحملها فيدفنها في حفرة ، ومنهم من يكسره ويرمي بها . وإنما يقع هذا بالقبور التي لا بناء عليها ، أما المبنية فهي محفوظة من ذلك طول الدهر ما وجد ذلك البناء عليها . فإذا كان البناء فيه مصلحة المحافظة على حرمة الميت وحفظ حقه وفيه مصلحة الحي بامتثال أمر الشارع وعدم اعتدائه على الحدود ، وكونه سبباً موصلاً إلى ذلك ، كان مطلوباً لا محالة لأنه سبب موصل إلى المقصود فيكون له حكمه . وجل أحكام الشريعة والفروع التي شرعها الفقهاء ولم يرد بها نص إنما هي من هذا القبيل ، أعني مأخوذة من طريق الاستدلال .

الدليل الثالث عشر : مالا يتوصل إلى المطلوب إلا به فهو مطلوب .

القاعدة المقررة أيضاً ، أن مالا يتوصل إلى المطلوب إلا به فهو المطلوب ، وزيارة القبور مطلوبة . أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بها ورغب فيها ، وفي زيارة قبره المعظم ، فقال في الأول (( زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة وتزهد في الدنيا )) ، وقال في قبره الشريف : (( من زار قبري وجبت له شفاعتي )) ، وهو حديث صحيح له طرق متعددة أفردها الحفاظ بالتأليف ومنهم التقي السبكي وكتابه مطبوع متداول فلا نطيل بذكر أسانيده وبيان صحته بعد أن بسط ذلك الإمام تقي الدين المذكور ، وكذلك رغب صلى الله عليه وعلى آله وسلم في زيارة قبر الوالدين وزيارة
قبر الأصدقاء والسلام عليهم ، وذكر الأئمة والأولياء أن لزيارة القبور تأثيراً عظيماً في تنوير الباطن ، لا سيما قبور الأولياء والصالحين ، وأن الدعاء عند قبور بعضهم مستجاب كما قال الإمام الشافعي – رضي الله عنه – في قبر موسى الكاظم عليه السلام :- (( إنه الترياق المجرب )) ، وجرب ذلك آلاف مؤلفة من الخلائق في سائر العصور عند قبر القطب ابن مشيش – رضي الله عنه – في المغرب وقبر القطب البدوي – رضي الله عنه – وقبر السيدة نفيسة – رضي الله عنها – بالقاهرة ، وقبور أخرى لغيرهم من أكابر العارفين – رضي الله عنهم – بما إنكاره مكابرة للمحسوس ودفع للمشاهد المعاين الملموس ، فلو لم يبن على قبره صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يدخل في المسجد لاندرس كما اندرست قبور إخوانه من الأنبياء والمرسلين الذين هم مع كثرتهم لا يعرف قبر عشرة ، بل ولا خمسة منهم بسبب عدم البناء عليهم ، ولم يبق محفوظاً إلا قبر إبراهيم – عليه السلام – ومن معه بسبب البناء أيضاً ، ولحرم الناس منفعة زيارته صلى الله عليه وعلى آله وسلم الموجبة لشفاعته لهم ، كما حرموا بركة زيارة غيره من الأنبياء الذي اندرست قبورهم لعدم البناء عليها ، فلما كان البناء موصلاً لهذا المطلوب الشرعي كان مطلوباً لا محالة

الدليل الرابع عشر : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وضع على قبر عثمان بن مظعون صخرة عظيمة .:

أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وضع على قبر عثمان بن مظعون – رضي الله عنه – صخرة عظيمة ، وقال : (( أعلم بها قبر أخي وأدفن إليه من مات من أهلي )) رواه أبو داود وابن ماجة وجماعة ، فهذا تأسيس لوضع العلامة على القبر وتشريع لها وللمحافظة على القبر لا سيما قبور الصالحين والعلامة لا تنحصر في الصخرة ، وإنما وضعها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنها كانت المتيسرة أمامه ساعة الدفن ، وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يتكلف لشيء ، بل يقضي بالموجود في كل شيء من طعام وملبوس ومركوب وغير ذلك .

فإن جازت العلامة على القبر لحفظه من الاندراس فلا فرق بين أن تكون بصخرة أو بغيرها كما أنه إذا جازت الصخرة جاز اثنان وثلاثة وأربعة بحسب ما تدعوه الحاجة إلى إثبات العلامة ، وكذلك يجوز ربط تلك الأحجار بعضها ببعض بالطين والجير لئلا تتبعثر وكونه صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن البناء قد برهنا على أن المراد بالبناء الذي يكون فوق القبر لطمسه لا البناء الذي يكون حول القبر .

الدليل الخامس عشر : ارتفاع قبور الشهداء والصحابة :

إن قبور الشهداء والصحابة كانت مرتفعة كما في صحيح البخاري عن خارجة بن زيد قال رأيتني ونحن شبان في زمن عثمان – رضي الله عنه – أن أشدنا وثبة الذي يثب قبر عثمان بن مظعون حتى يجاوزه ، وقد سبق أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما وضع عليه صخرة : وكون الشاب لا يستطيع أن يثب عليه إلا إذا كان قوياً شديداً يدل على عظم ارتفاعه وتباعد جانبيه وذلك لا يمكن بالتراب وحده ولا بالصخرة وحدها لوجوه :

أحدها : أن وضع التراب الكثير على القبر الزائد على الخارج منه مكروه .

ثانيها : أنه لا يمكن في العادة أن يبقى التراب الكثير مرتفعاً مجموعاً فوق القبر أزيد من ثلاثين سنة .


ثالثها : أن التراب المجلوب لا يمكن أن يرتفع هذا الارتفاع المشار إليه دون أن يخالطه حجارة وطين ، كما أنه لا يمكن أن يدوم هذه المدة الطويلة .. فإنا نرى التراب الذي يجعل على القبر لا يمر عليه سنة أو سنتان حتى يذهب وتنسفه الرياح ويبقى القبر مسوى بالأرض .

رابعها : أن هذا لا يمكن أيضاً بالنسبة للصخرة التي وضعها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند قبره ، لأنها وإن كانت كبيرة فهي لا تصل إلى هذا الحد الذي لا يستطيع أن يثب عليها إلا الشاب القوي . لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حملها بيده الكريمة ووضعها عند القبر ، وأيضاً لو كان ذلك بالنسبة لها لقال : وإن أشدنا الذي يثب الصخرة التي على قبر عثمان مع أنه عبر بالقبر دون الصخرة فدل على أنه كان مبنياً في زمن الخلفاء الراشدين الذين فهموا من وضع العلامة على قبره الأذن في البناء عليه .

وقال ابن أبي شيبة في المصنف : حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن أبي بكر ، قال رأيت قبر عثمان بن مظعون مرتفعاً ، فهذا صريح في أنه كان مبنياً بناء مرتفعاً .

وقال ابن أبي شيبة أيضاً : حدثنا ابن علية عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي ، قال : أتيت على قبور الشهداء بأحد فإذا هي شاخصة من الأرض والقبور المشخصة بالتراب لايمكن عادة أن تبقى من وقت عزوة أحد في السنة الثالثة إلى زمن التابعين ..

خاتمــة

فبان من هذه الأدلة جواز البناء على القبر إذا كان دائراً حوله سواء كان بيتاً أو مدرسة أو قبة أو مسجداً وأن الجمع الذي جمعنا به بين هذه الأدلة الدالة على الجواز وأحاديث النهي الدالة على المنع أو الكراهة جمع واجب متعين لنفي التعارض الواقع ظاهراً بين الأدلة وأن بذلك الجمع المؤيد بالدليل والبرهان ، ارتفع الإشكال في الباب ، وبقي الجواب عن الحديث الذي ذكره السائل أيضاً ، وهو حديث علي – رضي الله عنه – وقوله لأبي الهياج أبعثك على ما بعثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته )) وهو من وجوه :

الوجه الأول : إنه خبر متروك الظاهر بالاتفاق لأن الأئمة متفقون على كراهة تسوية القبر وعلى استحباب رفعه قدر شبر ، بل عند الحنفية قول بوجوب ذلك .

الوجه الثاني : إنه مخالف للسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والصحابة بعده من رفع القبور وتسنيمها ومخالف لقبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصاحبيه كما ذكره السائل نفسه في الأحاديث التي ذكرها حينئذ فلا بد من أحد أمرين : إما أن يكون غير ثابت في نفسه أو هو محمول على غير ظاهره ولا بد .

الوجه الثالث : وإذا ثبت أنه على غير ظاهره وأنه يجب رده أو تأويله ليتفق مع الأحاديث الأخرى التي هي أقوى منه سنداً ومعنى ، فقد أجاب عنه الأئمة والفقهاء كما ذكره غير واحد منهم النووي فقال في شرح المهذب : أجاب عنه أصحابنا قالوا لم يرد تسويته بالأرض ، وإنما أراد تسطيحه جمعاً بين الأحاديث ا.هـ . أي فيكون حجة
للشافعية ومن وافقهم فيما ذهبوا إليه من أن تسطيح القبر أولى من تسنيمه ، ولئن كان هذا المراد به فهو حجة ظاهرة قوية في تأييد مذهبهم .

الوجه الرابع : وهو الصحيح عندنا أنه أراد قبور المشركين التي كانوا يقدسونها في الجاهلية وفي بلاد الكفار التي افتتحها الصحابة – رضي الله عنهم – بدليل ذكر التماثيل معها وإلا فالسنة وعمل الصحابة على خلافه بالنسبة لقبور المسلمين ، وقد مر أن قبور الشهداء كانت مرتفعة ، وأن قبر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصاحبيه – رضي الله عنهما – كانت مرتفعة كما ذكره السائل نفسه في الأحاديث التي احتج بها المنتقد ، وممن فعل ذلك بها علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – نفسه لأنه كان وقتئذ بالمدينة وهو من أهل الحل والعقد في الأمور . لا يفعل أمر مثل هذا إلا بموافقته ؛ ولو كان عنده أمر من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بتسوية القبور لما وافق على رفع قبره وقبر صاحبيه ، فكيف يجوز مع هذا أن يأمر أبا الهياج بتسوية القبور ، وقد سبق أيضاً أن الحكيم الترمذى روى عن فاطمة – عليها السلام – أنها كانت تأتي قبر حمزة فترمه وتصلحه ، وكذلك رواه مسدد في مسنده ونقله عنه ابن عبد البر في التمهيد أنه كانت تتعاهد قبر حمزة – رضي الله عنه – كل سنة وترمه .

وهذا في حياة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنها لم تعش بعده إلا ستة أشهر ، كما أنها ما كانت تخرج لذلك إلا بإذن من زوجها على بن أبي طالب وموافقته ، فلو كان عنده أمر من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
بتسوية القبور كما يقول أبو الهياج لما وافق زوجته على ذلك ، وأيضاً لو كان عنده أمر بذلك من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما تأخر عن تنفيذه لا سيما في زمن خلافته وإفضاء الأمر إليه ، وقد ثبت في الآثار السابقة وغيرها أن قبور الصحابة والشهداء كانت مرتفعة في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم في زمان التابعين ، فوجب أن يكون مراد علي – رضي الله عنه – قبور المشركين ولا بد أن يكون الخبر مردوداً ، وغير هذا لا يكون أصلاً . اهـ [1]


[1] انظر " إحياء المقبور من أدلة بناء المساجد علي القبور " تأليف الحافظ أحمد عبد الله الصديق الغماري ( صـ 30 - 48 )

بتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 20, 2007 10:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
الفصل السابع ويشمل :


- من أقوال العلماء في ابن تيمية


- ثبت ببعض أسماء من رد عليه من أئمة المسلمين


تمهيد

ابن تيمية عالم كبير له ما له وعليه ما عليه , وكل ابن آدم خطاء , فلماذا لا نأخذ منه الصواب ونترك ما سواه ؟

هناك من امتدح ابن تيمية مثل الإمام فلان وفلان .

هذه الكلمات قد نسمعها من بعض الناس إذاحاولنا أن نظهر لهم حقيقة ابن تيمية

ويتغافل أو قد يجهل فعلا قائلها الضرر العظيم الذي يترتب عليها

فمن يقول عن ابن تيمية نأخذ منه الصواب ونترك ما سواه , نقول له وهل تعرف كمّ ما أخطأ فيه ابن تيمية وشذ وخالف به إجماع الأمة ؟ وهل من يخطئ بهذا الشكل تأمل أن تجد لديه من الصحيح ما يسمن أو يغني من جوع ؟

وإذا كنت قد أقررت أنه قد أخطأ, وكانت لديك المقدرة على أن تميز بين ما هو حق وما هو باطل من كلامه , فهل عموم المسلمين لديهم القدرة على ذلك ؟

وألا ترى أن ما وافق ابن تيمية فيه الأمة تجده لدى أئمتها الأعلام الغير مختلف في أمرهم ولم يقال عن أحدهم أن في قلبه ضغينة لسيد الأولين والآخرين كما قيل في ابن تيمية – كما سيأتي - , فيمكن أن نأخذ هذه الموافقات منهم دون التعرض لاستعراض تراث فيه ما فيه من أخطاء ولوثات فكرية وعقائدية , ففي كلامهم وعلومهم غناء عن ابن تيمية وشذوذه .

فإذا كان ما وافق فيه تراث الأمة بالإمكان تلقيه من مصادر أثبت وأوثق , فلم يبق من تراثه إذا إلا ما ضل وشط به وشذ , فيبقى معروضا ذائعا لكل مبتدع ضال , أو جاهل زائغ معوج الفكر سقيم الفهم يبني عليه ما شاء من مذاهب باطلة وأفكار هدامة

أما من يقول أن ابن تيمية قد امتدحه فلان وفلان , قلنا له:

إما من امتدحه يكون جاهلا بحاله غير عالم بما شذ به ويكون في زمنه لا تأثير لتلك الأفكار التيمية الخبيثة الهدامة , فلا يستشعر هذا المادح خطر هذا الشخص حينئذ .

أو يكون ممن هو على شاكلته يتبنى نفس الأفكار والعقائد

أفترى يا أخي من يعرف أخطاء ابن تيمية في حق الله عز وجل وفي حق الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلم - وآل بيته وصحابته , ويعلم أنه يمتدح أمثال أبو يعلى المجسم , يثني بعد ذلك عليه خيرا ؟!

أم ترى من يعلم بافتراءاته على أئمة المسلمين بعد ذلك يوسمه بالإمامة ؟

إن من يفعل ذلك بعد أن يعلم ما سبق فهو لا يقل بدعة وضلالة عن ابن تيمية

وإن مما يندي له الجبين وتنفطر من أجله القلوب أن يوجد علي الساحة اليوم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا لكنهم خالفوا المسلمين في طريقة الاستدلال , فحين يعتمد المسلمون في استدلالهم علي مصادر التشريع المتعارف عليها فيما بينهم من الكتاب والسنة والإجماع وتقريرات العلماء الأثبات أهل الاجتهاد المجمع علي فضلهم وعلمهم وإمامتهم , نجد أن هؤلاء القوم يتركون كل هذه المصادر ولا يعيرونها الانتباه ولا يقيمون لها وزنا , وإنما اعتمادهم في جل استدلالاتهم – إن لم يكن في كلها – علي مصدر واحد هو أقوال ابن تيمية .

والمتتبع لتاريخ هذا الشخص ولنتاجه العلمي والفكري يري أنه ومنذ ظهوره في القرن الثامن الهجري كان موضع انتقاد العلماء حتى من امتدحه في موضع بدعه وخالفه في مواضع أخرى.

كما أن ما أخذ عليه ليس بالأمر الهين واليسير , مما يجعل من اتخاذه كمرجع وسند لتأصيل قواعد فكرية لتيار ما بمثابة تكوين أو تأسيس عامل هدم مدمر في كيان الأمة .

وبعيدا عن تفاصيل حياته وما تعرض له من قيام علماء عصره عليه , وبعيدا عن محاكماته العديدة وفترات حبسه التي كانت تطول بالسنين , فإننا نقدم للقارئ حقيقة ابن تيمية من خلال أقوال الأئمة والعلماء الذين قيضهم الحق جل وعلا لردع أمثاله من أهل البدع والأهواء , والتي تكشف بجلاء حقيقته وحقيقة ما يبث حوله من دعاية كاذبة ومحاولة تصويره في صورة العالم الأوحد المجدد .

وإذا أضفنا ما سبق ذكره من أكاذيبه وافتراءاته في موضوع التوسل فإننا سنعلم بالقطع الحجم الحقيقي لهذا الشخص وأنه لم يكن منذ ظهوره وحتى أكثر من نصف قرن مضى أكثر من شخص مختلف فيه هل هو زنديق أم مختل عقليا أم في قلبه ضغينة لسيد الأولين والآخرين إلي آخر ما قاله وقرره أئمة أثبات في حق هذا الشخص كما سيأتي بيانه من أقوالهم الآتية.

يتبع إن شاء الله تعالى



[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 21, 2007 11:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
من أقوال أهل العلم في ابن تيمية


[ تذكير : بأنه تم تناول ابن تيمية وحقيقته في هذا الموضوع كونه أول من شذ وأنكر التوسل بالحبيب المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - والصالحين بعد انتقالهم - كما سيظهر من أقوال الأئمة الأعلام - كما هو مشار إليه في مقدمة البحث . ]


خاتمة الفقهاء والمحدثين شيخ الإسلام أحمد بن حجر الهيتمي المكي قال عنه في كتابه " الفتاوى الحديثية " (صـ 156 , 157 ) :

1-" ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبى الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العز بن جماعة وأهل عصرهم 00000 ثم قال بعد ذلك"بل اعترض على مثل عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب رضى الله عنهما كما يأتي .

والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن بل يرمى في كل وعر وحزن ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال ومضل جاهل غال عامله الله بعدله وأجازنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله آمين ." اهـ

2-وقال( صـ 158 , 159) " : وهو ما يناسب ما كان عليه من سوء الاعتقاد حتى في أكابر الصحابة ومن بعدهم إلى أهل عصره وربما أداه اعتقاده ذلك إلى تبديع كثير منهم "واعلم أنه خالف الناس في مسائل نبه عليها التاج السبكي وغيره فمما خرق فيه الإجماع قوله في: علىّ الطلاق أنه لا يقع عليه بل عليه كفارة يمين 0000 وأن ربنا سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا محل الحوادث تعالى الله عن ذلك وتقدس,وأنه مركب تفتقر ذاته افتقار الكل للجزء تعالى الله عن ذلك وتقدس وأن القرآن محدث في ذات الله تعالى الله عن ذلك وأن العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوقا دائما فجعله موجبا بالذات لا فاعلا بالاختيار تعالى الله عن ذلك وقوله بالجسمية والجهة والانتقال وأنه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر تعالى الله عن هذا الافتراء الشنيع القبيح والكفر البواح الصريح وخذل متبعيه وشتت شمل معتقديه . " اهـ

3- وقال في (صـ 271 ) : "وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك بل هم على أسوأ الضلال وأقبح الخصال وأبلغ المقت والخسران وأنهى الكذب والبهتان فخذل الله متبعهم وطهر الأرض من أمثالهم .

وقال عنه في كتابه" الجوهر المنظم " (صـ 28 ,29, 30) :

1-" قلت:من هو ابن تيمية حتى ينظر إليه أو يعول في شئ من أمور الدين عليه وهل هو إلا -كما قال جماعة من الأئمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة وحججه الكاسدة حتى أظهروا عوار سقطاته وقبائح أوهامه وغلطاته كالعز بن جماعة-عبد أضله الله تعالى وأغواه وألبسه رداء الخزى وأرداه وبوأه من قوة الافتراء والكذب ما أعقبه الهوان وأوجب له الحرمان ؟!

قد تصدى شيخ الإسلام وعالم الأنام المجمع على جلالته واجتهاده وصلاحه وإمامته التقى السبكي قدس الله تعالى روحه ونور ضريحه للرد عليه في تصنيف مستقل(يقصد كتاب شفاء السقام وسيتأتى الحديث عنه ) أفاد فيه وأجاد وأصاب وأوضح بباهر حججه طريق الصواب فشكر الله تعالى مسعاه وأدام عليه شآبيب رحمته ورضاه .آمين

ومن عجائب الوجود ما تجاسر عليه بعض السذج من الحنابلة فغبر في وجوه مخدراته الحسان التي لم يطمثهن إنس قبله ولا جان وأتى بما دل على جهله وأظهر به عوراء غباوته وعدم فضله فليت إذ جهل استحيا من ربه وعساه إذا أفرط وفرط رجع إلى لبه لكن إذا غلبت والعياذ بالله تعالى الشقاوة استحكمت الغباوة فعياذا بك اللهم من ذلك وضراعة إليك يارب عزت قدرتك في أن تديم لنا سلوك أوضح المسالك، هذا ما وقع من ابن تيمية مما ذكر وان كان عثرة لا تقال أبدا ومصيبة يستمر عليه شؤمها دواما سرمدا ليس بعجيب فانه سولت له نفسه وهواه وشيطانه أنه ضرب مع المجتهدين بسهم وافر وما درى المحروم أنه أتى بأقبح المعايب إذ خالف إجماعهم في مسائل كثيرة وتدارك على أئمتهم سيما الخلفاء الراشدين باعتراضات سخيفة شهيرة وأتى من نحو الخرافات بما تمجه الأسماع وتنفر منه الطباع حتى تجاوز إلى الجناب الأقدس المنزه سبحانه وتعالى عن كل نقص والمستحق لكل كمال أنفس فنسب إليه العظائم والكبائر وأخرق سياج عظمته وكبرياء جلالته بما أظهره للعامة على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم وتضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدمين والمتأخرين حتى قام عليه علماء عصره وألزمو السلطان بقتله أو حبسه وقهره فحبسه إلى أن مات وخمدت تلك البدع وزالت تلك الظلمات ثم انتصر له أتباع لم يرفع الله لهم رأسا ولم يظهر لهم جاها ولا بأسا بل ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بما عصوا وكانوا يعتدون . "اهـ

2-" من خرافات ابن تيمية التي لم يقلها عالم قبله وصار بها بين أهل الإسلام مثلة أنه أنكر الاستغاثة والتوسل به صلى الله عليه وسلم وليس ذلك كما أفتى بل التوسل حسن في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه في الدنيا والآخرة " أهـ من ص148 من كتاب "الجوهر المنظم"

الإمام الكبير الحجة " تقى الدين أبى بكر محمد الحصني" قال عنه في كتابه "دفع شبه من شبّه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل الإمام أحمد":

1-" وها أنا أذكر الرجل وأشير باسمه الذي شاع وذاع واتسع به الباع وصار بل طار في أهل القرى والأمصار وأذكر بعض ما انطوى باطنه الخبيث عليه وما عول في الإفساد بالتصريح أو الإشارة إليه ولو ذكرت كثيرا مما ذكره ودونه في كتبه المختصرات لطال جدا فضلا عن المبسوطات وله مصنفات أخر لا يمكن أن يطلع عليها إلا من تحقق أنه على عقيدته الخبيثة ولو عصر هو وأتباعه بالعاصرات لما فيها من الزيغ والقبائح النحسات قال بعض العلماء من الحنابلة في الجامع الأموي في ملأ من الناس لو أطلع الحصني على ما أطلعنا عليه من كلامه لأخرجه من قبره وأحرقه" اهـ من صـ 54

2- " ولم يزل ينتقل من سجن إلى سجن حتى أهلكه الله عز وجل في سجن الزندقة والكفر" اهـ من صـ 55

3- " فاعلم أنى نظرت في كلام هذا الخبيث الذي في قلبه الزيغ المتتبع ما تشابه في الكتاب والسنة ابتغاء الفتنة وتبعه على ذلك خلق من العوام وغيرهم ممن أراد الله عز وجل إهلاكه فوجدت فيه مالا أقدر على النطق به ولا لي أنامل تطاوعني على رسمه وتسطيره لما فيه من تكذيب رب العالمين في تنزيه لنفسه في كتابه المبين وكذا الازدراء بأصفيائه المنتخبين وخلفائهم الراشدين وأتباعهم الموفقين" اهـ من صـ 59 ,60

4- "000 ما أخبرنا به أبو الحسن على الدمشقي في صحن الجامع الأموي عن أبيه قال كنا جلوسا في مجلس ابن تيمية فذكر ووعظ وتعرض لآيات الاستواء ثم قال واستوى الله على عرشه كاستوائي هذا قال فوثب الناس عليه وثبة واحدة وأنزلوه من الكرسي وبادروا إليه ضربا باللكم والنعال وغير ذلك حتى أوصلوه لبعض الحكام واجتمع في ذلك المجلس العلماء فشرع يناظرهم فقالوا ما الدليل على ما صدر منك فقال قوله تعالى(الرحمن على العرش استوى)فضحكوا منه وعرفوا أنه جاهل لا يجرى على قواعد العلم ثم نقلوه ليتحققوا أمره فقالوا ما تقول في قوله تعالى(فأينما تولوا فثم وجه الله)فأجاب بأجوبة تحققوا أنه من الجهلة على التحقيق وأنه لا يدرى ما يقول" اهـ من صـ 65

5- "وكان الإمام العلامة شيخ الإسلام في زمانه أبو الحسن على بن إسماعيل القونوى يصرح بأنه من الجهلة بحيث لا يعقل ما يقول ويخبر أنه أخذ مسألة التفرقة عن شيخه الذي تلقاها عن أفراخ السامرة واليهود الذين أظهروا التشرف بالإسلام وهو من أعظم الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم" أهـ من صـ 66

6- " ثم اجتمعوا يوم الجمعة ثاني عشر رجب وحضر المجلس صفى الدين الهندي وبحثوا ثم اتفقوا على أن كمال الدين بن الزملكاني يحاقق ابن تيمية ورضوا كلهم بذلك فأفحم كمال الدين ابن تيمية" اهـ صـ 67

7- " ثم إن الشاميين كتبوا فتيا أيضا في ابن تيمية لكونه أول من أحدث هذه المسألة التي لاتصدر إلا ممن في قلبه ضغينة لسيد الأولين والآخرين فكتب عليها لإمام العلامة برهان الدين الفزارى نحو أربعين سطرا بأشياء وآخر القول أنه أفتى بتكفيره ووافقه على ذلك الشيخ شهاب الدين جهبل الشافعي وكتب تحت خطه كذلك المالكي وكذلك كتب غيرهم ووقع الاتفاق على تضليله بذلك وتبديعه وزندقته" اهـ صـ 70

8- "0000 ولابد من إعلام السلطان بما وقع فأخذ الفتوى- يقصد نائب السلطنة على الشام- وجعلها في مطالعه وسيرها فجمع السلطان لها القضاة فلما قرأت عليهم أخذها قاضى القضاة بدر الدين بن جماعة وكتب عليها القائل بهذه المقالة ضال مبتدع ووافقه على ذلك الحنفي والحنبلي فصار كفره مجمعا عليه " اهـ صـ 71

9- " ثم نودي بدمشق وغيرها من كان على عقيدة ابن تيمية حل ماله ودمه " اهـ صـ 73

10- وكان على هذا الاعتقاد تلميذه ابن قيم الجوزية الزرعى وإسماعيل ابن كثير الشركوينى فاتفق أن ابن القيم الجوزية سافر إلى القدس الشريف ورقى على منبر في الحرم ووعظ وقال في أثناء وعظه بعد ؟أن ذكر المسألة وقال ها أنا راجع ولا أزور الخليل ثم جاء إلى نابلس وعمل له مجلس وعظ وذكر المسألة بعينها حتى قال فلا يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه الناس وأرادوا قتله فحماه منهم والى نابلس وكتب أهل القدس وأهل نابلس إلى دمشق يعرفون صورة ما وقع منه فطلبه القاضى المالكي فتردد وصعد إلى الصالحية إلى القاضى شمس الدين بن مسلم الحنبلي وأسلم على يديه فقبل توبته وحكم بإسلامه وحقن دمه ولم يعزره لأجل ابن تيمية.ولما كان يوم الجمعة رابع شعبان جلس القاضى جلال الدين بعد العصر بالمدرسة العادلية واحضر جماعة من جماعة ابن تيمية كانوا معتقلين في سجن الشرع فادعى على إسماعيل بن كثير صاحب التاريخ أنه قال إن التوراة والإنجيل ما بدلا وإنهما بحالهما كما أنزلا وشهدوا عليه بذلك وثبت في وجهه فعزر في المجلس بالدرة وأخرج وطيف به ونودى عليه بما قاله ثم أحضر ابن قيم الجوزية وادعى عليه بما قاله في القدس الشريف وفى نابلس فأنكر فقامت عليه البينة بما قاله فأدب وحمل على جمل ثم أعيدوا في السجن ولما كان يوم الأربعاء احضر ابن قيم الجوزية إلى مجلس شمس الدين المالكي وأرادوا ضرب عنقه فما كان جوابه إلا أن قال أن القاضى الحنبلي حكم بحقن دمى وبإسلامي وقبول توبتي فأعيد إلى الحبس إلى أن أحضر الحنبلي فأخبر بما قاله فأحضر وعزر وضرب بالدرة وأركب حمارا وطيف به في البلد والصالحية وردوه إلى الحبس ولم يزل هذا في أتباعه" اهـ صـ 179 و 180

11-" وكان الشيخ زين الدين بن رجب الحنبلي ممن يعتقد كفر ابن تيمية وله عليه الرد وكان يقول بأعلى صوته معذور السبكي يعنى في تكفيره والحاصل أنه –أي ابن تيمية-وأتباعه من الغلاة في التشبيه والتجسيم والازدراء بالنبي صلى الله عليه وسلم وبغض الشيخين وبإنكار الأبدال الذين هم خلفوا الأنبياء ولهم دواهي أخر لو نطقوا بها لأحرقهم الناس في لحظة واحدة فنسأل الله تعالى العافية ودوامها إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير(وجرسوا)ابن القيم وابن كثير وطيف بهما في البلد وعلى باب الجوزية لفتواهم في مسألة الطلاق والله أعلم" اهـ صــ180

الإمام شيخ الإسلام الحافظ العلامة المجتهد تقى الدين السبكي

قال عنه في كتاب "فتاوى السبكي" :

وهذا الرجل يعني - ابن تيمية- كنت رددت عليه في حياته في إنكاره السفر لزيارة المصطفى ، وفي إنكاره وقوع الطلاق إذا حلف به، ثم ظهر لي من حاله ما يقتضي أنه ليس ممن يعتمد عليه في نقل ينفرد به لمسارعته إلى النقل لفهمه كما في هذه المسألة- أي مسألة في الميراث- ولا في بحث ينشئه لخلطه المقصود بغيره وخروجه عن الحد جدا، وهو كان مكثرا من الحفظ ولم يتهذب بشيخ ولم يرتض في العلوم بل يأخذها بذهنه مع جسارته واتساع خيال وشغب كثير، ثم بلغني من حاله ما يقتضي الإعراض عن النظر في كلامه جملة، وكان الناس في حياته ابتلوا بالكلام معه للرد عليه، وحبس بإجماع العلماء وولاة الأمور على ذلك ثم مات " اهـ (2 /210)

وقد رد عليه أيضا في كتاب كامل أسماه" شفاء السقام في زيارة خير الأنام " قال في مقدمته :

" وضمنت هذا الكتاب الرد على من زعم أن أحاديث الزيارة كلها موضوعة وأن السفر إليها بدعة غير مشروعة وهذه المقالة أظهر فسادا من أن يرد العلماء عليها ولكنى جعلت هذا الكتاب هذا الكتاب مستقلا في الزيارة وما يتعلق بها مشتملا من ذلك على جملة يعز جمعها على طالبها " اهـ من مقدمة الكتاب .

ثم قال عنه في نفس الكتاب أيضا :

"وحسبك أن إنكار ابن تيمية للاستغاثة والتوسل قول لم يقله عالم قبله وصار به بين أهل الإسلام مثلة وقد وقفت له على كلام طويل في ذلك رأيت من الرأي القويم أن أميل عنه إلى الصراط المستقيم ولا أتتبعه بالنقض والإبطال فإن دأب العلماء القاصدين لإيضاح الدين وإرشاد المسلمين تقريب الحق إلى أفهامهم وتحقيق مرادهم وبيان حكمه ورأيت كلام هذا الشخص بالضد من ذلك فالوجه الإضراب عنه " اهـ ص 171

ثم قال عنه في رسالة " الدرة المضية في الرد علي ابن تيمية " وهى مطبوعة ضمن كتاب " التوفيق الرباني في الرد علي ابن تيمية الحراني " :

"أما بعد فإنه لما أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد ونقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد بعد أن كان مستترا بتبعية الكتاب والسنة مظهرا أنه داع إلي الحق هاد إلى الجنة فخرج عن الاتباع إلى الابتداع وشذ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في الذات المقدس وان الافتقار إلى الجزء ليس بمحال وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى وان القرآن محدث تكلم الله به بعد أن لم يكن وانه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الارادات بحسب المخلوقات وتعدى في ذلك إلى استلزام قدم العالم ( والتزامه ) بالقول بأنه لا أول للمخلوقات فقال بحوادث لا أول لها فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوف الحادث قديما ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل ولا نحلة من النحل فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاثة والسبعين التي افترقت عليها الأمة ولا وقفت به مع أمة من الأمم همة وكل ذلك وان كان كفرا شنيعا مما تقل جملته بالنسبة إلى ما أحدث في الفروع فان متلقي الأصول عنه وفاهم ذلك منه هم الاقلون والداعي إليه من أصحابه هم الارذلون وإذا حوققوا في ذلك أنكروه وفروا منه كما يفرون من المكروه ، ونبهاء أصحابه ومتدينوهم لا يظهر لهم إلا مجرد التبعية للكتاب والسنة والوقوف عند ما دلت عليه من غير زيادة ولا تشبيه ولا تمثيل . وأما ما أحدثه في الفروع فأمر قد عمت به البلوى " اهــ من صـ 99 , 100"من الكتاب المذكور .

الإمام تاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي قال عنه في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى" في ترجمة محمد بن عبد الرحيم بن محمد الشيخ صفي الدين الهندي :

" ولما وقع من ابن تيمية في المسألة الحموية ما وقع وعقد له المجلس بدار السعادة بين يدي الأمير تنكز وجمعت العلماء أشاروا بأن الشيخ الهندي يحضر فحضر وكان الهندي طويل النفس في التقرير إذا شرع في وجه يقرره لا يدع شبهة ولا اعتراضا إلا قد أشار إليه في التقرير بحيث لا يتم التقرير إلا وقد بعد على المعترض مقاومته فلما شرع يقرر أخذ ابن تيمية يعجل عليه على عادته ويخرج من شيء إلى شيء فقال له الهندي : ما أراك يا ابن تيمية إلا كالعصفور حيث أردت أن أقبضه من مكان فر إلى مكان آخر وكان الأمير تنكز يعظم الهندي ويعتقده وكان الهندي شيخ الحاضرين كلهم , فكلهم صدر عن رأيه وحبس ابن تيمية بسبب تلك المسألة وهي التي تضمنت قوله بالجهة , ونودي عليه في البلد وعلى أصحابه وعزلوا من وظائفهم ." اهـ( انظر كتاب : التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني صـ ( 34 , 35 )

[ شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني ( 1) :
قال عنه في كتابه"الدرر الكامنة" النقل من صـ (179-182) :

1- " قال الطوفى سمعته يقول من سألني مستفيدا حققت له ومن سألني متعنتا ناقضته فلا يلبث أن ينقطع فأكفى مؤنته وذكر تصانيفه000 ومن ثم نسب أصحابه إلى الغلو فيه واقتضى له ذلك العجب بنفسه حتى زها على أبناء جنسه واستشعر أنه مجتهد فصار يرد على صغير العلماء وكبيرهم قويهم وحديثهم حتى انتهى إلى عمر فخطأه في شئ فبلغ الشيخ إبراهيم الرقى فأنكر عليه فذهب إليه واعتذر واستغفر وقال في حق على أخطأ في سبعة عشر شيئا ثم خالف فيها نص الكتاب منها اعتداد المتوفى عنها زوجها أطول الأجلين وكان لتعصبه لمذهب الحنابلة يقع في الأشاعرة حتى أنه سب الغزالي فقام عليه قوم كادوا يقتلونه" "فذكروا أنه ذكر حديث النزول فنزل عن المنبر درجتين فقال كنزولي هذا فنسب إلى التجسيم ورده على من توسل بالنبي أو استغاث فأشخص من دمشق في رمضان سنة خمس وسبعمائة فجرى عليه ما جرى وحبس مرارا فأقام على ذلك نحو سبع سنين أو أكثر" "وافترق الناس فيه شيعا فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله إن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله وأنه مستو على العرش بذاته فقيل له يلزم من ذلك التحيز والانقسام فقال أنا لا أسلم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام فألزم بأنه يقول بتحيز في ذات الله ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله إن النبي لا يستغاث به وأن في ذلك تنقيصا ومنعا من تعظيم النبي وكان أشد الناس عليه في ذلك النور البكري فإنه لما عقد له المجلس بسبب ذلك قال بعض الحاضرين يعزر فقال البكري لا معنى لهذا القول فإنه إن كان تنقيصا يقتل وإن لم يكن تنقيصا لا يعزر ,ومنهم من نسبه إلى النفاق لقوله في على ما تقدم ولقوله إنه كان مخذولا حيث ما توجه وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها وإنما قاتل للرئاسة لا للديانة ولقوله إنه كان يحب الرئاسة وإن عثمان كان يحب المال ولقوله أبو بكر أسلم شيخا يدرى ما يقول وعلى أسلم صبيا والصبى لا يصح إسلامه على قول,وبكلامه في قصة خطبة بنت أبى جهل ومات ما نسيها من الثناء على قصة أبى العاص ابن الربيع وما يؤخذ من مفهومها فإنه –أي ابن تيمية-شنع في ذلك فألزموه بالنفاق لقوله –أي النبي صلى الله عليه وسلم لعلى-ولا يبغضك إلا منافق ,ونسبه قوم إلى أنه يسع في الإمامة الكبرى فإنه كان يلهج بذكر ابن تومرت ويطريه فكان ذلك مؤكدا لطول سجنه وله وقائع شهيرة وكان إذا حوقق وألزم يقول لم أرد هذا إنما أردت كذا فيذكر احتمالا بعيدا " اهــ

2- ذكر في الدرر الكامنة أيضا (1/176) من قول الحافظ الذهبي :

" بالحق لا يأخذه في الله لومة لائم قال ومن خالطه وعرفه فقد ينسبني إلى التقصير فيه ومن نابذه وخالفه قد ينسبني إلى التغالى فيه وقد أوذيت من الفريقين من أصحابه وأضداده وأنا لا أعتقد فيه عصمة بل أنا مخالف له في مسائل أصلية وفرعية فإنه كان مع سعة علمه وفرط شجاعته وسيلان ذهنه وتعظيمه لحرمات الدين بشرا من البشر تعتريه حدة في البحث وغضب وشظف للخصم تزرع له عداوة في النفوس" اهــ

3- وذكر أيضا من قول الذهبي في " الدرر الكامنة "(1/185) :

" واحتج له بأدلة وأمور لم يسبق إليها وأطلق عبارات أحجم عنها غيره حتى قام عليه خلق من العلماء بالمصرين فبدعوه " اهـ

4- قال عنه في " الدرر الكامنة " أيضا (2/312)في ترجمة أحد اتباع ابن تيمية :

" قال الشهاب ابن حجى كان جيد الفهم مشهورا بالذكاء قال وكان في أواخر أمره قد أحب مذهب الظاهر وسلك طريق الاجتهاد وصار يصرح بتخطئة جماعة من أكابر الفقهاء على طريقة ابن تيمية " اهـ

5- قال عنه في كتاب " فتح الباري" (3/66):

" والحاصل أنهم ألزموا بن تيمية بتحريم شد الرحل إلى زيارة قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانكرنا صورة ذلك وفى شرح ذلك من الطرفين طول وهى من ابشع المسائل المنقولة عن ابن تيمية " اهـ

6- قال عنه أيضا في الفتح (13/410):

" كان الله ولم يكن شئ قبله تقدم في بدء الخلق بلفظ ولم يكن شئ غيره وفى رواية أبى معاوية كان الله قبل كل شئ وهو بمعنى كان الله ولاشيء معه وهى أصرح في الرد على من أثبت حوادث لا أول لها من رواية الباب وهى من مستنشع المسائل المنسوبة لابن تيمية "اهـ

7- قال عنه في كتاب" لسان الميزان "(6/319):

في ترجمة ابن المطهر تعليقا على رد ابن تيمية عليه:

لكن وجدته كثير التحامل إلى الغاية في رد الأحاديث التي يوردها ابن المطهر وان كان معظم ذلك من الموضوعات والواهيات ,لكنه رد في رده كثيرا من الأحاديث الجياد التي لم يستحضر حالة التصنيف مظانها لأنه كان لاتساعه في الحفظ يتكل على ما في صدره والإنسان عامد للنسيان وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي أدته أحيانا إلى تنقيص على رضى الله عنه وهذه الترجمة لا تحتمل إيضاح ذلك وإيراد أمثلته "اهـ]

[ الحافظ شمس الدين الذهبي :قال عنه في كتابه" بيان زغل العلم" " صـ18" ( 2) :

1- " ولاتنازع في مسألة لا تعتقدها واحذر التكبر والعجب بعملك فيا سعادتك إن نجوت منها كفافا لا عليك ولا لك فوالله ما رمقت عيني أوسع علما ولا أقوى ذكاء من رجل يقال له ابن تيمية مع الزهد في الأكل والملبس والنساء ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن وقد تعبت في وزنه وفتشه حتى مللت في سنين متطاولة فما وجدت قد أخره بين أهل مصر والشام ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفروه إلا الكفر والعجب وفرط الغرام في رياسة المشيخة والازدراء بالكبار .فانظر كيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور .نسأل الله المسامحة فقد قام عليه أناس ليسوا بأروع منه ولا أعلم منه ولا أزهد منه بل يتجاوزون عن ذنوب أصحابهم وآثام أصدقائهم وما سلطهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه وما دفعه الله عنه وعن أتباعه أكثر وما جرى عليهم إلا بعض ما يستحقون فلا تكن في ريب من ذلك " اهـ

2- وقال أيضا في نفس الكتاب صـ"22"

" فإن برعت في الأصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة وآراء الأوائل ومحارات العقول، واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسنة وأصول السلف، ولفقت بين العقل والنقل، فما أظنك في ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا والله تقاربها، وقد رأيتَ ما آل أمره إليه من الحط عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل، فقد كان قبل أن يدخل في هذه الصناعة منوَّرا مضيئا على مُحيَّاه سميا السلف، ثم صار مظلما مكسوفا عليه قتمة عند خلائق من الناس، ودجّالا أفّاكا كافرا عند أعدائه، ومبتدعا فاضلا محققا بارعا عند طوائف من عقلاء الفضلاء " اهـ ]

3- وقد أرسل له الحافظ الذهبي رسالة - وهى مطبوعة ضمن كتاب " التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني "- هذا جزء منها :

يا خيبة من اتبعك فإنه مُعَرَّضٌ للزندقة والانحلال، ولا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليًّا شهوانيًّا لكنه ينفعك ويجاهد عنك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه، فهل معظم أتباعك إلا قعيدٌ مربوط خفيف العقل، أو عامي كذّاب بليد الذهن، أو غريب واجم قوي المكر، أو ناشف صالح عديم الفهم، فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل يا مسلم أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار؟ إلى كم تصدقها وتزدري بالأبرار، إلى كم تعظمها وتصغر العباد، إلى متى تُخاللها وتمقت الزهاد، إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح بها والله أحاديث الصحيحين، يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك بل في كل وقت تُغيرُ عليها بالتضعيف والإهدار، أو بالتأويل والإنكار أما آن لك أن ترعوي ؟ أما حان لك أن تتوب وتنيب، أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل. بلى والله ما أذكر أنك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت، فما أظنك تقبل على قولي ولا تُصغي إلى وعظي بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات وتقطع لي أذناب الكلام، ولا تزال تنتصر حتى أقول لكَ: والبتة سكت .اهـ

وقد ذكر الحافظ السخاوى تلك الرسالة في كتابه الإعلان بالتوبيخ(صـ77) وقال عنها:

" وقد رأيت له- أي للذهبي- عقيدة مجيدة ورسالة كتبها لابن تيمية هي لدفع نسبته لمزيد تعصبه مفيدة " اهـ

[ الحافظ ولي الدين العراقي قال عنه في جوابه عن سؤال الحافظ ابن فهد المسمى بالأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية : ( 3 )

" وأما الشيخ تقي الدين ابن تيمية .... لكنه كما قيل فيه : علمه أكثر من عقله , فأداه اجتهاده إلى خرق الإجماع في مسائل كثيرة قيل أنها تبلغ ستين مسألة , فأخذته الألسنة بسبب ذلك وتطرق إليه اللوم وامتحن بهذا السبب , وأسرع علماء عصره في الرد عليه وتخطئته وتبديعه , ومات مسجونا بسب ذلك .

والمنتصر له يجعله كغيره من الأئمة بأنه لا تضره المخالفة في مسائل الفروع إذا كان ذلك عن اجتهاد .

لكن المخالف له يقول : ليست مسائله كلها في الفروع بل كثير منها في الأصول , وما كان من الفروع فما كان سوغ له المخالفة فيها بعد انعقاد الإجماع عليها.

ولم يقع للأئمة المتبوعين مخالفة في مسائل انعقد الإجماع عليها قبله , بل ما يقع لأحد منه إلا وهو مسبوق به عن بعض السلف كما صرح به غير واحد من الأئمة.

وما أبشع مسألتي ابن تيمية في الطلاق والزيارة , وقد رد عليه فيهما معا الشيخ الإمام تقي الدين السبكي وأفرد ذلك بالتصنيف فأجاد وأحسن ." اهـ

الإمام ملا علي القاري الحنفي :

قال في شرحه على الشفاء : " وقد فرط ابن تيمية من الحنابلة حيث حرم السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم كما أفرط غيره , حيث قال : كون الزيارة قربة معلومة من الدين بالضرورة , وجاحده محكوم عليه بالكفر , ولعل الثاني أقرب إلى الصواب لأن تحريم ما أجمع العلماء فيه بالاستحباب يكون كفرا لأنه فوق تحريم المباح المتفق عليه في هذا الباب ." اهـ

الإمام شهاب الدين الخفاجي الحنفي

قال رحمه الله تعالى في شرح الشفاء بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) :

" واعلم أن هذا الحديث هو الذي دعا ابن تيمية ومن تبعه كابن القيم إلى مقالته الشنيعة التي كفروه بها , وصنف فيها السبكي مصنفا مستقلا , وهي منعه زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وشد الرحال إليه , وهو كما قيل :

لمهبط الوحي حقا ترحل النجب
وعند ذلك المرجى ينتهي الطلب

فتوهم أنه حمى جانب التوحيد بخرافات لا ينبغي ذكره , فإنها لا تصدر عن عاقل فضلا عن فاضل سامحه الله تعالى . " اهـ ]

[الإمام العلامة الزرقاني: قال عنه في" شرحه على المواهب اللدنية القسطلاني " (8/314,315) :

" أفلا يستحي هذا الرجل من تكذيبه بما لم يحط بعلمه صار كل من خالف ما ابتدعه بفاسد عقله عنده كالصائل لا يبالى بما يدفعه فإذا لم يجد له شبهة واهية يدفعه بها بزعمه انتقل إلى دعوى أنه كذب على من نسب إليه مباهتة ومجازفة وقد أنصف من قال فيه علمه أكبر من عقله " اهـ ]

الإمام الحافظ عبد الرءوف المناوى:قال عنه في كتابه"فيض القدير(1/39):

1- " إنما النزاع في أمر آخر وهو أن النار أبدية أو مما كتب عليه الفناء وأما كون الكفار لا يخرجون منها ولا يدخلون الجنة فلم يختلف فيه أحد من أهل السنة . وقد نقل ابن تيمية القول بفنائها عن ابن عمر وابن عمرو وابن مسعود وأبي سعيد وابن عباس وأنس والحسن البصري وحماد بن سلمة وغيرهم روى عبد بن حميد بإسناد رجاله ثقات عن عمر : لو لبث أهل النار في النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم يخرجون فيه . وروى أحمد عن ابن عمرو بن العاص : " ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيها أحد " وحكاه البغوي وغيره عن أبي هريرة وغيره . وقد نصر هذا القول ابن القيم كشيخه ابن تيمية وهو مذهب متروك وقول مهجور لا يصار إليه ولا يعول عليه . وقد أول ذلك كله الجمهور وأجابوا عن الآيات المذكورة بنحو عشرين وجها وعما نقل عن أولئك الصحب بأن معناه ليس فيها أحد من عصاة المؤمنين أما مواضع الكفار فهي ممتلئة منهم لا يخرجون منها أبدا كما ذكره الله تعالى في آيات كثيرة " اهـ

2- قال عنه في نفس الكتاب (2/134) :

" ( اللهم إني أسألك ) أطلب منك ( وأتوجه إليك بنبيك محمد ) صرح باسمه مع ورود النهي عنه تواضعا لكون التعليم من جهته ( نبي الرحمة ) أي المبعوث رحمة للعالمين ( يا محمد إني توجهت بك ) أي استشفعت بك ( إلى ربي ) قال الطيبي : الباء في بك للاستعانة وقوله إني توجهت بك بعد قولك أتوجه إليك فيه معنى قوله تعالى { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } ( في حاجتي هذه لتقضى لي ) أي ليقضيها ربي لي بشفاعته سأل الله أولا أن يأذن لنبيه أن يشفع له ثم أقبل على النبي ملتمسا شفاعته له ثم كر مقبلا على ربه أن يقبل شفاعته والباء في بنبيك للتعدية وفي بل للاستعانة وقوله ( اللهم فشفعه في ) أي اقبل شفاعته في حقي ولتقضى عطف على أتوجه إليك بنبيك أي اجعله شفيعا لي فشفعه وقوله اللهم معترضة وما ذكر من أن سياق الحديث هو هكذا هو ما في نسخ الكتاب ووجهه ظاهر وفي المشكاة كأصلها لتقضي لي حاجتي وعليه قال الطيبي : إن قلت ما معنى لي وفي ؟ قلت معنى لي كما في قوله تعالى { رب اشرح لي صدري } أجمل أولا ثم فصل ليكون أوقع في النفس ومعنى في كما في قول الشاعر : .... يجرح في عراقيبها نصلي . . . أي أوقع القضاء في حاجتي واجعلها مكانا له ونظير الحديث قوله تعالى { وأصلح لي في ذريتي } انتهى . قال ابن عبد السلام : ينبغي كون هذا مقصورا على النبي لأنه سيد ولد آدم وأن لا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة والأولياء لأنهم ليسوا في درجته وأن يكون مما خص به تنبيها على علو رتبته وسمو مرتبته . قال السبكي : ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه ولم ينكر ذلك أحد من السلف ولا من الخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يقله عالم قبله وصار بين أهل الإسلام مثله " اهـ

3- وقال أيضا في نفس الكتاب(3/170) :

" وإنما خالف المصنف [ أي السيوطي ] عادته باستيعاب هذه الطرق إشارة إلى بطلان زعم ابن تيمية أنه " لم يرد لفظ الأبدال في خبر صحيح ولا ضعيف إلا في خبر منقطع " فقد أبانت هذه الدعوى عن تهوره ومجازفته [ أي ابن تيمية ] وليته نفى الرواية [ أي وليته حكم بعدم صحة الأحاديث ] بل نفى الوجود [ أي نفى أن يكون قد ورد لفظ الأبدال في خبر صحيح أو ضعيف ] وكذب من ادعى الورود ثم قال : وهذا التنزل لهذا العدد ليس حقا في كل زمن فإن المؤمنين يقلون ويكثرون وأطال وهو خطأ بين بصريح هذه الأخبار بأن كل من مات منهم أبدل بغيره وهذه الأخبار وإن فرض ضعفها جميعها لكن لا ينكر تقوي الحديث الضعيف بكثرة طرقه وتعدد مخرجيه إلا جاهل بالصناعة الحديثية أو معاند متعصب والظن به أنه من القبيل الثاني " اهـ

4- وقال عنه أيضا في نفس الكتاب( 5/237, 238) :

" ( كان يقصر في السفر ويتم ويفطر ويصوم ) أي يأخذ بالرخصة والعزيمة في الموضعين
( قط هق عن عائشة ) رمز لحسنه قال الدارقطني : إسناده صحيح وأقره ابن الجوزي وارتضاه الذهبي وقال البيهقي في السنن : له شواهد ثم عد جملة وقال ابن حجر : رجاله ثقات انتهى فقول ابن تيمية هو كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مجازفة عظيمة وتعصب مفرط " اهـ

5- وقال عنه أيضا في نفس الكتاب (5/300) :

"( لن ) قال الطيبي : لن لتأكيد النفي في المستقبل وتقريره ( تخلو الأرض من ثلاثين ) رجلا ( مثل إبراهيم خليل الرحمن بهم تغاثون وبهم ترزقون وبهم تمطرون ) وهؤلاء هم الأبدال كما سبق وفيه رد على من أنكر وجودهم كابن تيمية ومما يؤيد ذلك قول الشافعي في بعض أصحابه كنا نعده من الأبدال وقول البخاري في بعضهم كانوا لا يشكون أنه من الأبدال" اهـ

6- وقال عنه أيضا في نفس الكتاب(6/116) :

" وأخذ منه السبكي أنه تسن زيارته حتى للنساء وإن كانت زيارة القبور لهن مكروهة وأطال في إبطال ما زعمه ابن تيمية من حرمة السفر لزيارته –يقصد قبر النبي عليه الصلاة والسلام- حتى على الرجال " اهـ

7- وقال عنه أيضا في نفس الكتاب(6/140):

" قال ابن حجر حديث غريب خرجه ابن خزيمة في صحيحه وقال في القلب في سنده شيء وأنا أبرأ إلى الله من عهدته قال أعني ابن حجر وغفل من زعم أن ابن خزيمة صححه وبالجملة فقول ابن تيمية موضوع غير صواب " اهـ

8- وقال عته أيضا في نفس الكتاب(6/240):

" { يطوف عليهم ولدان مخلدون } أي يبقون أبدا على شكل الولدان وحد الرصانة وهذا صريح في أن الجنة أبدية لا تفتى والنار مثلها وزعم جهم بن صفوان أنهما فانيتان لأنهما حادثتان ولم يتابعه أحد من الإسلاميين بل كفروه به وذهب بعضهم إلى إفناء النار دون الجنة وأطال ابن القيم كشيخه ابن تيمية في الانتصار له في عدة كراريس وقد صار بذلك أقرب إلى الكفر منه إلى الإيمان لمخالفته نص القرآن وختم بذلك كتابه الذي في وصف الجنان فكان من قبيل خبر إن أحدكم يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا قدر ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار وقد سلف عن الزمخشري في ذلك ما فيه بلاغ فراجعه وقد قال السبكي في ابن تيمية هو ضال مضل" اهـ

9- وقال عنه أيضا في نفس الكتاب(6/400):

"( لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال ) زاد في رواية فيهم تنصرون وبهم ترزقون وفيه رد على من أنكر وجود الأبدال كابن تيمية " أهـ

[ القاضي الفقيه الرحالة ابن بطوطة : ( 4 )
قال عنه في رحلته ( 1 / 109 , 110 ):

" وكان بدمشق من كبار فقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون إلا أن في عقله شيئا وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس علي منبر الجامع ويذكرهم فكان من جملة كلامه أن قال : إن الله ينزل من سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر " ا هـ ]

الإمام الحافظ عبد الحي الكتاني

ذكر في ترجمة ابن تيمية في " فهرس الفهارس " ( 1 / 201 , 202 ) :

" ومن أبشع وأشنع ما نقل عنه قوله في حديث " ينزل ربنا في الثلث الأخير من الليل " كنزولي هذا . وقال الرحالة ابن بطوطة في رحلته : " وشاهدته نزل درجة من المنبر الذي كان يخطب عليه " وقال القاضي أبو عبد الله المقري الكبير في رحلته ( نظم اللآلي في سلوك الأمالي ) حين تعرض لشيخيه ابني التلمساني ورحلتهما : ناظرا تقي الدين ابن تيمية وظهرا عليه وكان ذلك من أسباب محنته . وكان له مقالات شنيعة من إمرار حديث النزول على ظاهره , وقوله فيه كنزولي هذا , وقوله فيمن سافر لا ينوي إلا زيارة القبر الكريم لا يقصر لحديث لا تشد الرحال . ونقله عنه حفيده أبو العباس المقري في ( أزهار الرياض ) وأقره . ومن أشنع ما نقل عن ابن تيمية أيضا قوله في حق ( شفاء القاضي عياض ) غلا هذا المغيربي " اهـ

الإمام محمد زاهد الكوثري – وكيل المشيخة الإسلامية في دار الخلافة العثمانية –

قال عنه في كتاب : " مقالات الكوثري " صـ350 :

" وابن تيمية هو الذي أذاع كتبهم في الزيغ بمصر والشام بعد أن كانت غير موجودة بهما , وإنما انخدع بكتبه البسطاء لما احتوت عليه من الرد على البدع بقلم سيال غير منتبهين إلى ما في ثنايا كلامه من السموم الفتاكة .

وقال عنه صـ 352 : وقد سئمت من تتبع مخازي هذا الرجل المسكين الذي ضاعت مواهبه في شتى البدع , وفي تكملتنا على " السيف الصقيل " ما يشفي غلة كل غليل , إن شاء الله تعالى , في تعقب مخازي ابن تيمية وتلميذه ابن القيم . وليس القول بالتجسيم وما إلى ذلك بالأمر الهين عند أئمة أصول الدين , وقد جزم النووي في صفة الصلاة من شرح المهذب بتكفير المجسمة , ويقول عنهم ابن فرح القرطبي - صاحب جامع أحكام القرآن – في التذكار : والصحيح القول بتكفيرهم إذ لا فرق بينهم وبين عباد الأصنام والصور . " اهـ

وفي مواضع كثيرة من هذا الكتاب نبه فضيلة الإمام الكوثري – رحمه الله – على الكثير والكثير من شذوذ ابن تيمية في الأحكام الشرعية وخصوصا في مسألة العقائد ومنهج التجسيم الذي كان عليه ابن تيمية .

الإمام محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق قال عنه في تقديمه لكتاب " شفاء السقام "

" ولما أن تظاهر قوم في هذا العصر بتقليد ابن تيمية في عقائده الكاسدة وتعضيد أقواله الفاسدة وبثها بين العامة والخاصة واستعانوا على ذلك بطبع كتابه المسمى بالواسطة ونشره وقد اشتمل هذا الكتاب على كثير مما ابتدعه ابن تيمية مخالفا في ذلك الكتاب والسنة وجماعة المسلمين فأيقظوا فتنة كانت نائمة فقياما بما يجب علينا كنا عزمنا على جمع مؤلف في الرد على ذلك الكتاب حتى لا يقع المسلمون بواسطة ابن تيمية ومن هم على شاكلته في مهواة الضلال والهلاك الأبدية , غير أنا وجدنا كتاب الإمام الجليل والمجتهد الكبير تقي الدين أبي الحسن السبكي المسمى ( بشفاء السقام في زيارة خير الأنام ) أو شن الغارة على من أنكر فضل الزيارة وافيا بالغرض المقصود , آتيا على ما قاله ابن تيمية في ذلك الكتاب وغيره مقوضا لبنيانه مزعزعا لأركانه ماحيا لآثاره ما حقا لأباطيله مظهرا لفساده مبينا لعناده فاكتفينا بطبعه ونشره بين المسلمين ليطلعوا عليه ويعلموا سوء المقاصد وباطل العقائد فيسلكوا سبيل الرشاد والسداد ويعرضوا عن طرق الغي والعناد , ويضربوا بما قاله ابن تيمية وأمثاله عرض الحائط , والله من ورائهم محيط ." اهـ

الإمام يوسف الدجوي عضو لجنة كبار العلماء قال عنه : ( 5 )

" فقد كان – سامحه الله – مولعا بنشر تلك الآراء الشاذة , والعقائد الضالة , كلما سنحت فرصة لقرير معتقده , الذي ملك عليه كل مشاعره حتى أصبح عنده هو الدين كله , على ما فيه من جمود وجحود وخلط وخبط ! ....

وقد كنت يوما مع الأستاذ عبد الباقي سرور عليه رحمة الله , وكان مفتتنا بابن تيمية كثيرا , معجبا بآرائه , إلا أنه كان رجلا عاقلا , وقد لطفنا من افتتانه وقللنا من إعجابه , فقال : إن ابن تيمية إمام كبير ولا أدري لماذا لا يتبعه الناس , ولا يقول بقوله الجمهور ؟

فقلت له ببساطة : إني لا أتبع ابن تيمية مطلقا , لأني إن كنت قد بلغت درجة الاجتهاد فلا أتبع غيري , وإن لم أبلغ درجة الاجتهاد كنت مع الجمهور , لا مع من شذ عنهم , فذلك أحوط في الدين , وأقرب إلى العقل والنقل . فاقتنع – رحمه الله – بتلك الكلمات البسيطة وأعجب بها .
ثم قلت له : إن ابن تيمية – في رأيي – لا يصح أن يكون إماما لأن الإمامة الحقة لا ينالها من يقدس نفسه هذا التقديس , فإنه إذا قدس نفسه كان متبعا لآرائها , غير متهم لها فكان سائرا مع أهوائها , غير منحرف عنها , ومن اتبع هواه ضل عن سبيل الله , من حيث يدري , ولا يدري ومن قدس نفسه لم يتبع سبيل المؤمنين , شاء أم أبى . " اهـ مختصرا

الشيخ محمود خطاب السبكي مؤسس الجمعية الشرعية بمصر قال عنه في كتابه " الدين الخالص " ( 1 / 46 , 47 ) :

" ومن هذا القبيل – كذب وافتراء ابن القيم علي جماعة من أهل العلم – ما زعمه ابن تيمية في كتابه " شرح حديث النزول " من أن إسحاق بن راهويه وعبد الله بن طاهر وجمهور المحدثين وأحمد ابن حنبل يقولون : إن الله ينزل إلى سماء الدنيا ولا يخلو منه العرش فإنه علاوة علي ما فيه من التناقض يلزم عليه إثبات المكان لله تعالى . وقد ثبت بالدليل القاطع العقلي والنقلي استحالة كون الإله سبحانه وتعالي في مكان وإلا لازم احتياجه وانقسامه ..... ومن هنا تزداد علما ببطلان قول ابن تيمية في كتابه المذكور .... فإنه مع كونه افتراء علي سلف الأمة وأئمتها خرافات ومناقضات لا يصح صدورها ممن عنده شائبة تمييز .... وعلي أنه يجب صرف المتشابهات عن ظاهرها ومن تمسك بظاهرها فهو مخالف للمعقول والمنقول مارق من الدين قائل بالتشبيه والتجسيم مبتغ سبيلا غير سبيل المؤمنين " اهـ مختصرا

الحافظ أبى الفضل عبد الله الصديق الغماري قال عنه في كتابه" إتقان الصنعة في تحقيق معنى البدعة" صـ 25 "

" قلت ونقل ابن القيم عن شيخه ابن تيمية أنه كان يثنى على مصنفات الهروى هذا ويحض على قراءتها لأن ابن تيمية كان يعتقد التشبيه"اهـ

وفى آخر الصفحة "بدعة القول بحوادث لا أول لها وهى منقولة عن ابن تيمية كما في فتح الباري " اهـ

السيد الشريف فضيلة الدكتور محمود السيد صبيح قال عنه في كتابه : " أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته " صـ6 :

"وقد تتبعت كثيرا من أقوال مبتدعة هذا العصر فوجدت أكثر استدلالهم بابن تيمية , فتتبعت بحول الله وقوته كلام ابن تيمية فيما يقرب من أربعين ألف صفحة أو يزيد فوجدته قد أخطأ أخطاء شنيعة في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته . وأنت خبير أن جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته أهم عندنا أجمعين من جناب ابن تيمية ." اهـ

فضيلة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور علي جمعة قال عنه في كتابه " البيان لما يشغل الأذهان " صـ 177

"وقداتفقت المذاهب الأربعة علي جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بل استحباب ذلك , وعدم التفريق بين حياته صلى الله عليه وسلم وانتقاله الشريف صلى الله عليه وسلم ولم يشذ إلا ابن تيميه حيث فرق بين التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد انتقاله صلى الله عليه وسلم , ولا عبرة لشذوذه فندعو الأمة إلي التمسك بما اتفق عليه أئمتها الأعلام . " اهـ


هوامش

1- انظر كتاب : " أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته تأليف السيد الشريف فضيلة الدكتور محمود صبيح ( 13 – 16 ) .
2- المرجع السابق صـ 14 .
3- المرجع السابق صـ 17 -20 .
4- المرجع السابق صـ 17
5- انظر كتاب : السلفية المعاصرة إلى أين ؟ ومن هم أهل السنة ؟ لفضيلة الأستاذ الإمام السيد محمد زكي إبراهيم . رائد العشيرة المحمدية

يتبع إن شاء الله تعالى
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 22, 2007 11:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
ثبت ببعض أسماء من رد على ابن تيمية من أئمة المسلمين

من علماء أهل السنة الذين ردوا على ابن تيمية الحرّاني : [1]

ذِكر بعض العلماء والفقهاء والقضاة الذين ناظروا ابن تيمية أو ردوا عليه وذكروا معايبه ممن عاصروه أو جاءوا بعده

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وقدوتنا محمد الأمين وبعد :

قال الله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر). وروى الإمام أحمد من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس أنكم تقرءون هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسَكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وإنّـا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه". فلهذا وجب التحذير من أهل البدع والضلال الذين انحرفوا عن جمهور الأمة الإسلامية. ومن هؤلاء ابن تيمية الحراني. وقد رد عليه عدد كبير من علماء أهل السنة وبينوا انحرافه.

يلي ذكر أسماء بعض من ناظر ابن تيمية المتوفى سنة 728 ص أو ردّ عليه من المعاصرين له والمتأخرين عنه من شافعية وحنفية ومالكية وحنابلة، ونذكر رسائلهم وكتبهم التي ردوا عليه فيها فمنهم:

ا- القاضي المفسر بدر الدين محمّد بن إبراهيم بن جماعة الشافعي المتوفى سنة 733هـ .
2- القاضي محمّد بن الحريري الأنصاري الحنفي.
3- القاضي محمّد بن أبي بكر المالكي.
4- القاضي أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي.
وقد حبس بفتوى موقعة منهم سنة 726 هـ . أنظر عيون التواريخ للكتبي، ونجم المهتدي لابن المعلّم القرشي.

5- الشيخ صالح بن عبد الله البطائحي شيخ المنيبيع الرفاعي نزيل دمشق المتوفى سنة 707هـ.
أحد من قام على ابن تيمية ورد عليه، (أنظر روضة الناظرين وخلاصة مناقب الصالحين لأحمد الوتري". وقد ترجمه الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة.

6-الشيخ كمال الدين محمد بن أبي الحسن علي السراج الرفاعي القرشي الشافعي.
تفاح الأرواح وفتاح الأرباح.

7- قاضي القضاة بالديار المصرية أحمد بن إبراهيم السروجي الحنفي المتوفى سنة 710 هـ .
اعتراضات على ابن تيمية في علم الكلام.

8- قاضي قضاة المالكية علي بن مخلوف بمصر المتوفى سنة 718 هـ. كان يقول: ابن تيمية يقول بالتجسيم وعندنا من اعتقد هذا الاعتقاد كفر ووجب قتله.

9- الشيخ الفقيه علي بن يعقوب البكري المتوفى سنة 724 هـ ، لما دخل ابن تيمية إلى مصر قام عليه وأنكر على ابن تيمية ما يقول.

10- الفقيه شمس الدين محمد بن عدلان الشافعي المتوفى سنة 749 هـ . كان يقول: إن ابن تيمية يقول: إن الله فوق العرش فوقية حقيقية، وان الله يتكلم بحرف وصوت.

11- الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي المتوفى سنة 756 هـ .
الاعتبار ببقاء الجنة والنار.
الدرة المضية في الرد على ابن تيمية.
شفاء السقام في زيارة خير الأنام.
النظر المحقق في الحلف بالطلاق المعلق.
نقد الاجتماع والافتراق في مسائل الأيمان والطلاق.
التحقيق في مسألة التعليق.
رفع الشقاق عن مسألة الطلاق.

12- ناظره المحدث المفسر الأصولي الفقيه محمّد بن عمر بن مكي المعروف بابن المرجل الشافعي المتوفى سنة 716.

13- قدح فيه الحافظ أبو سعيد صلاح الدين العلائي المتوفى سنة 761 هـ .
* أنظر ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر لابن طولون (ص/ 32- 33).
* أحاديث زيارة قبر النبي .

14- قاضي قضاة المدينة المنورة أبو عبد الله محمد بن مسلّم بن مالك الصالحى الحنبلي المتوفى سنة 726 هـ .

15- معاصره الشيخ أحمد بن يحيى الكلابي الحلبي المعروف بابن جهبل المتوفى سنة 733 هـ .
* رسالة في نفي الجهة.

16- القاضي كمال الدين بن الزملكاني المتوفى سنة 727 هـ .
* ناظره وردّ عليه برسالتين، واحدة في مسألة الطلاق الأخرى في مسألة ا لزيارة.

17- ناظره القاضي صفي الدين الهندي المتوفى سنة 715 هـ .

18- الفقيه المحدّث علي بن محمّد الباجي الشافعي المتوفى سنة 714 هـ
ناظره في أربعة عشر موضعا وأفحمه.

19- المؤرخ الفقيه المتكلم الفخر بن المعلّم القرشي المتوفى سنة 725 هـ
نجم المهتدي ورجم المعتدي.

20- الفقيه محمد بن علي بن علي المازني الدهان الدمشقي
رسالة في الرد غلى ابن تيمية في مسألة الطلاق.
رسالة في الرد على ابن تيمية في مسألة الزيارة.

21- الفقيه أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الشيرازي المتوفى سنة 733 هـ
رسالة في الرد على ابن تيمية.

22- رد عليه الفقيه المحدث جلال الدين محمد القزوينى الشافعي المتوفى سنة 739 هـ

23- مرسوم السلطان ابن قلاوون المتوفى سنة 741 و بحبسه.

24- معاصره الحافظ الذهبي المتوفى سنة 748 هـ
* بيان زغل العلم والطلب.
* النصيحة الذهبية.

25- المفسر أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة 745 هـ
* تفسير النهر الماد من البحر المحيط.

26- الشيخ عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعى اليمني ثم المكي المتوفى سنة 768هـ.

27- الفقيه الرحالة ابن بطوطة المتوفى سنة 779هـ .
رحلة ابن بطوطة.

28- الفقيه تاج الدين السبكي المتوفى سنة 771 هـ.
* طبقات الشافعية الكبرى.

29- تلميذه المؤرخ ابن شاكر الكتبي المتوفى سنة 764 هـ
* عيون التواريخ.

30- الشيخ عمر بن أبي اليمن اللخمي الفاكهي المالكي المتوفى سنة 734 هـ.
* التحفة المختارة في الرد على منكر الزيارة.

31- القاضي محمد السعدي المصري الإخنائي المتوفى سنة755 هـ .
* المقالة المرضية في الرد على من ينكر الزيارة المحمدية، طبعت ضمن "البراهين الساطعة" للعزامي.

32- الشيخ عيسى الزواوي المالكي المتوفى سنة 743 هـ.
* رسالة في مسألة الطلاق.

33- الشيخ أحمد بن عثمان التركماني الجوزجاني الحنفي المتوفى سنة 744هـ .
* الأبحاث الجلية في الرد على ابن تيمية.

34- الحافظ عبد الرحمن بن أحمد المعروف بابن رجب الحنبلي المتوفى سنة 795هـ .
* بيان مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة.

35- الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ .
* الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة.
* لسان الميزان.
* فتح الباري شرح صحيح البخاري.
* الإشارة بطرق حديث الزيارة.

36- الحافظ ولي الدين العراقي المتوفى سنة 826 هـ.
الأجوبة المرضية في الرد على الأسئلة المكية.

37 _ الفقيه المؤرخ ابن قاضي شهبة الشافعي المتوفى سنة 851 هـ.
* تاريخ ابن قاضي شهبة.

38- الفقيه أبو بكر الحصني المتوفى 829 هـ.
* دفع شبه من شبه وتمرد وننسب ذلك إلى الإمام أحمد.

39- رد عليه شيخ إفريقيا أبو عبد الله بن عرفة التونسي المالكي المتوفى سنة 853هـ.

45- العلامة علاء الدين البخاري الحنفي المتوفى سنة 841 هـ
كفره وكفر من سماه شيخ الإسلام أي من يقول عنه شيخ الإسلام مع علمه بمقالاته الكفرية، ذكر ذلك الحافظ السخاوى في الضوء اللامع.

41- الشيخ محمد بن أحمد حميد الدين الفرغاني الدمشقي الحنفي المتوفى سنة 867 هـ.
* الرد على ابن تيمية في الاعتقادات.

42- ردّ عليه الشيخ أحمد زروق الفاسي المالكي المتوفى سنة 899هـ .
* شرح حزب البحر.

43- الحافظ السخاوى المتوفى سنة 902 هـ .
*الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ.

44- أحمد بن محمد المعروف بابن عبد السلام المصري المتوفى سنة 931 هـ.
* القول الناصر في رد خباط علي بن ناصر.

45- ذمه العالم أحمد بن محمد الخوارزمي الدمشقي المعروف بابن قرا المتوفى سنة 968 هـ.

46- القاضي البياضي الحنفي المتوفى سنة 1098 هـ.
* إشارات المرام من عبارات الإمام.

47- الشيخ أحمد بن محمّد الوتري المتوفى سنة 980 هـ .
* روضة الناظرين وخلاصة مناقب الصالحين.

48- الشيخ ابن حجر الهيتمي المتوفى سنة 974هـ .
* الفتاوى الحديثية.
" الجوهر المنظم في زيارة القبر المعظم.
حاشية الإيضاح في المناسك.

49- الشيخ جلال الدين الدواني المتوفى سنة 928 هـ
* شرح العضدية.

50- الشيخ عبد النافع بن محمّد بن علي بن عراق الدمشقي المتوفى سنة 926 هـ
* أنظر ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر لابن طولون (ص/ 32- 33).

51- القاضي أبو عبد الله المقري .
* نظم اللالي في سلوك الأمالي.

52- ملا علي القاري الحنفي المتوفى سنة 014 ا هـ .
* شرح الشفا للقاضي عياض.

53- الشيخ عبد الرءوف المناوي الشافعي المتوفى سنة 531 ا هـ
* شرح الشمائل للترمذي.

54- المحذث محمّد بن علي بن علان الصديقي المكي المتوفى سنة 057 ا هـ .
المبرد المبكي في رد الصارم المنكي.

55- الشيخ أحمد الخفاجي المصري الحنفي المتوفى سنة 9 1 0 ا هـ .
شرح الشفا للقاضي عياض.

56- المؤرخ أحمد أبو العباس المقري المتوفى سنة 041 ا.
أزهار الرياض.

57- الشيخ محمّد الزرقاني المالكي المتوفى سنة 122 ا هـ .
* شرح المواهب اللدنية.

58- الشيخ عبد الغني النابلسي المتوفى سنة 43 ا اهـ .
* ذمه في أكثر من كتاب.

59- ذمه الفقيه الصوفي محمّد مهدي بن علي الصيادي الشهير بالرواس المتوفى سنة 1287هـ.

60- السيد محمّد أبو الهدى الصيادي المتوفى سنة 1328 هـ.
* قلادة الجواهر.

61- المفتي مصطفى بن أحمد الشطي الحنبلي الدمشقي المتوفى سنة 1348 هـ
* النقول الشرعية.

62- محمود خطاب السبكي المتوفى سنة 1352 هـ
* الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق.

63- مفتي المدينة المنورة الشيخ المحدث محمد الخضر الشنقيطي المتوفى سنة 1353.
* لزوم الطلاق الثلاث دفعه بما لا يستطيع العالم دفعه.

64- الشيخ سلامة العزامي الشافعي المتوفى سنة 1376 هـ
* البراهين الساطعة في ردّ بعض البدع الشائعة.
*مقالات في جريدة المسلم (المصرية).

65- مفتي الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي المتوفى سنة 1354 هـ .
* تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد.

66-وكيل المشيخة الإسلامية في دار الخلافة العثمانية الشيخ محمّد زاهد الكوثرى المتوفى سنة 1371 هـ
* كتاب مقالات الكوثري.
*التعقب الحثيث لما ينفيه ابن تيمية من الحديث.
* البحوث الوفية في مفردات ابن تيمية.
* الإشفاق على أحكام الطلاق.

67- إبراهيم بن عثمان السمنودي المصري، من أهل هذا العصر.
*نصرة الإمام السبكي برد الصارم المنكي.

68- عالم مكة محمد العربي التبّاني المتوفى سنة 1395هـ .
* براءة الأشعريين من عقائد المخالفين.

69- الشيخ محمّد يوسف البنوري الباكستاني.
* معارف السنن شرح سنن الترمذي.

70- الشيخ منصور محمّد عويس ، من أهل هذا العصر.
* ابن تيمية ليس سلفيا.

71- الحافظ الشيخ أحمد بن الصديق الغماري المغربي المتوفى سنة 1380 هـ
* هداية الصفراء.
* القول الجلي.

72- الشيخ المحدث عبد الله الغماري المغربي المتوفى سنة 1414 هـ .
* إتقان الصنعة في تحقيق معنى البدعة.
* الصبح السافر في تحقيق صلاة المسافر.
* الرسائل الغمارية، وغيرها من الكتب.

73- المسند أبو الأشبال سالم بن جندان الإندونيسي.
* الخلاصة الكافية في الأسانيد العالية.

74- حمد الله البراجوي عالم سهارنبور.
* البصائر لمنكري التوسل بأهل القبور.

75- وقد كفره الشيخ مصطفى أبو سيف الحمامي في كتابه غوث العباد ببيان ا لرشا د.
وقرّظه له جماعة وهم الشيخ محمّد سعيد العرفي، والشيخ يوسف الدجوي، والشيخ محمود أبو دقيقة، والشيخ محمّد البحيري، والشيخ محمّد عبد الفتاح ، والشيخ حبيب الله الجكني الشنقيطي، والشيخ دسوقي عبد الله العربي، والشيخ محمّد حفني بلال.
76- رد عليه أيضا محمد بن عيسى بن بدران السعدي المصري.

77- السيد الشيخ الفقيه علوي بن ظاهر الحداد الحضرمي.

78- مختار بن أحمد المؤيد العظمي المتوفى سنة 1340 هـ
*جلاء الأوهام عن مذاهب الأئمة العظام والتوسل بجاه خير الأنام عليه الصلاة والسلام، رد فيه على كتاب "رفع الملام " لابن تيمية.

79- الشيخ إسماعيل الأزهري.
* مرآة النجدية.

80- الشيخ سراج الدين عباس الإندونيسي المتوفى سنة 1403 هـ .
له كتب في العقيدة حذر فيها من عقائد ابن تيمية.

81- السيد الشريف فضيلة الدكتور محمود السيد صبيح .
*أ خطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلي الله عليه وسلم وأهل بيته "
* خصوصية وبشرية النبي صلى الله عليه وسلم عند قتلة الحسين
* حتى لا تحرم من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

82 - أبو هاشم السيد الشريف .
* ابن تيمية ذلك الوهم الكبير مخالفاته لأهل السنة والجماعة ( التوحيد – رسول الله صلي الله عليه وسلم – آل البيت ) "

هامش
[1] منقول مع بعض الزيادات

يتبع إن شاء الله تعالى
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 2:03 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]-
هذا هو الحجم الحقيقي لابن تيمية سطرته أيادي علماء أفاضل أجلاء قيضهم الحق سبحانه وتعالى للذب عن الدين الحنيف .

- ولتعلم أخي القارئ أن هناك من امتدح ابن تيمية لسعة علمه وحفظه – ولكن أثبت من تتبع كلامه من الأئمة الأعلام عكس ذلك - ولكن هو كما قيل فيه أضله الله على علم ولم يغنى عنه علمه شيئا .

- وهناك من أحسن به الظن لأنه في كل مرة كان يحاكم فيها يعلن أنه تاب ورجع إلى الحق ولكنه سرعان ما يعود لغيه وبدعته , ومن أراد التأكد من ذلك فعليه بمطالعة المصادر المذكورة في هذا الفصل .

- ونحب أن ننوه أن ابن تيمية وحتى أكثر من نصف قرن مضى بقليل كان يذكر هنا في مصر مقرونا باللعنة

- وللتأكد من صدق هذه الجملة الأخيرة ما عليك أخي القارئ إلا النظر إلى ما قاله المدعو "حامد الفقي" مؤسس ما يعرف بجماعة أنصار السنة - وهو أحد من ابتليت بلادنا على يديه بنشر هذه الأفكار المدمرة -فقد جاء في رسالة "بيني وبين الشيخ حامد الفقي"للشيخ أحمد شاكر - نشر دار المعارف بمصر-سنة1955 م :[1]

( وكيف يتوهم متوهم في حامد الفقي الذي وقف حياته على نشر علوم ابن تيمية وتخصص فيها من يوم أن كان اسم ابن تيمية لا يذكر إلا مقرونا باللعنة على ألسنة الوثنيين الجاهلين وما زلت بحمد الله أصبر على ما ينالني من أذى حتى أقبل الناس اليوم على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية يقدرونها قدرها وينتفعون بها ويحرصون عليها ) اهـ

ولا نريد منك أيها القارئ إلا النظر إلى قوله - كان اسم ابن تيمية لا يذكر إلا مقرونا باللعنة – ثم انظر بعدها إلى وصفه لأهل مصر بالوثنيين الجاهلين وهذه هي نظرتهم لكل من خالف دعوتهم الضالة ولا تسأل بعدها لماذا استحل أعضاء الجماعات الإرهابية دماء المصريين وغيرهم من المسلمين

ولتنظر أخي القارئ إلى ما سبق نقله عن الإمام يوسف الدجوي حيث قال :

" وقد كنت يوما مع الأستاذ عبد الباقي سرور عليه رحمة الله , وكان مفتتنا بابن تيمية كثيرا , معجبا بآرائه , إلا أنه كان رجلا عاقلا , وقد لطفنا من افتتانه وقللنا من إعجابه , فقال : إن ابن تيمية إمام كبير ولا أدري لماذا لا يتبعه الناس , ولا بقوله الجمهور ؟

فقلت له ببساطة : إني لا أتبع ابن تيمية مطلقا , لأني إن كنت قد بلغت درجة الاجتهاد فلا أتبع غيري , وإن لم أبلغ درجة الاجتهاد كنت مع الجمهور , لا مع من شذ عنهم , فذلك أحوط في الدين , وأقرب إلى العقل والنقل . فاقتنع – رحمه الله – بتلك الكلمات البسيطة وأعجب بها . " اهـ

وقد وردت هذه الفقرة ضمن رسالة بعث بها الإمام يوسف الدجوي إلى الإمام محمد زاهد الكوثري وهذه الرسالة طبعت لأول مرة في مطبعة الترقي عام 1348هـ [ 2 ] أي منذ ما يقرب من ثمانين عاما

فحتى هذه الفترة كان ابن تيمية لايتبعه الناس ولا يأخذ بقوله الجمهور – كما ورد في الفقرة السابقة –

فهل يعقل أن يصبح رجل كان هذا حاله وحتى فترة قريبة دعامة وركيزة لنهوض الأمة ؟!!

وهل يصح أن نتبع أخطاؤه وشذوذه ونترك إجماع الأمة وجمهور أئمتها من أجل رجل كان وحتى عقود قريبة يذكر اسمه مقرونا باللعنة , ولايتبعه الناس ولا يأخذ بقوله الجمهور ؟!!

وألا يستحق ما حدث من انتشار فكر كان حال صاحبه هكذا , ألا يستحق منا هذا أن نبحث عمن قام على نشره , ولمصلحة ولحساب من ؟ , ومن هو المستفيد من ذلك ؟ وما هو أثر هذا الفكر الضال المضل على الأمة ؟

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا


هوامش
1- نقلا عن كتاب : خصوصية وبشرية النبي صلى الله عليه وسلم عند قتلة الحسين . إعداد وتأليف السيد الشريف دكتور محمود السيد صبيح .( صًـ 360 ) .
2- انظر كتاب : السلفية المعاصرة إلى أين ؟ ومن هم أهل السنة ؟ لفضيلة الأستاذ الإمام السيد محمد زكي إبراهيم . رائد العشيرة المحمدية ( صـ 87 -93) .

يتبع إن شاء الله تعالى
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 11:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
الفصل الثامن :

ويتناول حقيقة هذه الدعوة الضالة – دعوة محمد بن عبد الوهاب النجدي – التي أعادت صياغة وبلورة فكر ابن تيمية السقيم و نشره مرة أخرى بعد أن كان قد قضى نحبه وخبا شرره علي أيدي علماء أجلاء قيضهم الحق سبحانه وتعالى لردع صاحب هذا الفكر الشاذ والمنحرف عندما ظهر لأول مرة في القرن السابع الهجري .

ونستعرض في هذا الفصل :

1- نظرة الوهابية الفعلية إلى عموم المسلمين وأئمتهم .

2- من جرائم الوهابية في حق الأمة الإسلامية

3- من أقوال أئمة المسلمين في ابن عبد الوهاب وبيانهم لحقيقة بدعته .



1- نظرة الوهابية الفعلية إلى عموم المسلمين وأئمتهم .

قد سبق وأوردنا في الفصل الخامس من نقول وتقريرات أئمة الوهابية ما يثبت أنهم أهل ابتداع لا أهل اتباع .

فقد ثبت من أقوالهم مخالفتهم لإجماع الأمة بتكفيرهم للمتوسلين بالحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وبتكفيرهم للمتوسلين بصالحي الأمة المحمدية

فكفروا بقولهم هذا الأمة جمعاء , ما خلا من اتبعهم في غيهم وضلالهم

ونعرض الآن نظرتهم بصفة عامة لأئمة المسلمين المخالفين لهم في بدعهم وضلالاتهم

1- أورد شيخ الإسلام الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني عن ابن تيمية - إمام الوهابية الأول - في كتابه" الدرر الكامنة " النقل من ( صـ 179-182 ) :

" وقال في حق علىّ أخطأ في سبعة عشر شيئا ثم خالف فيها نص الكتاب منها اعتداد المتوفى عنها زوجها أطول الأجلين وكان لتعصبه لمذهب الحنابلة يقع في الأشاعرة حتى أنه سب الغزالي فقام عليه قوم كادوا يقتلونه " اهـ

2- يقول ابن عبد الوهاب في رسالة إلى قاضي الدرعية الشيخ عبد الله بن عيسى في كتاب " تاريخ نجد " لابن غنام ( صـ 310 ) :

" وأنا ذلك الوقت لا أعرف معنى (لا إله إلا الله) ولا أعرف دين الإسلام ، قبل هذا الخير الذي مَنَّ الله به ، وكذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك. فمن زعم من علماء "العارض" أنه عرف معنى (لا اله إلا الله) أو عرف معنى الإسلام قبل هذا الوقت ، أو زعم عن مشايخه أن أحداً عرف ذلك ، فقد كذب وافترى ولبّس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه " اهـ

3 - يقول عبد الرحمن بن حسن حفيد محمد بن عبد الوهاب في كتاب " فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ": باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات: ( صـ 353) :

" وتبعهم على ذلك طوائف من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم، فلهذا كفّرهم كثيرون من أهل السنة " اهـ

4 - يقول عبد الله بن عبد الرحمن أبى بطين مجموعة الرسائل والمسائل النجدية , رسائل وفتاوى عبد الله بن عبد الرحمن أبى بطين ( صـ 179 ) :

" إذا عرفت ذلك عرفت خطأ من جعل الأشعرية من أهل السنة كما ذكره السفاريني في بعض كلامه ويمكن أنه أدخلهم في أهل السنة مداراة لهم لأنهم اليوم أكثر الناس ، والأمر لهم ، والله أعلم مع أنه قد دخل بعض المتأخرين من الحنابلة في بعض ما هم عليه " اهـ
.
5 - يقول صالح ابن فوزان في كتاب "من مشاهير المجددين في الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب" :

" و الأشاعرة والماتريدية خالفوا الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة في كثير من المسائل الاعتقادية وأصول الدين فلم يستحقوا أن يلقبوا بأهل السنة والجماعة " هـ

6 - يقول محمد بن صالح العثيمين في كتابه " لقاء الباب المفتوح ": ( صـ 42) :

" سؤال: النووي وابن حجر نجعلهما من غير أهل السنة والجماعة ؟- قال! العثيمين: فيما يذهبان إليه في الأسماء والصفات ليسا من أهل السنة والجماعة- سؤال: بالإطلاق ليسوا من أهل السنة والجماعة؟- قال العثيمين: لا نطلق " اهـ

7 - يقول عبد العزيز بن باز في كتابه " العقيدة الصحيحة وما يضادها " ( صـ 20 ) :

" ومن العقائد المضادة للعقيدة الصحيحة في باب الأسماء والصفات عقائد أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن سلك سبيلهم في نفي صفات الله عزَّ وجل وتعطيله سبحانه من صفات الكمال ووصفه عز وجل بصفة المعدومات والجمادات والمستحيلات تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا . ويدخل في ذلك من نفى بعض الصفات وأثبت بعضها كالأشاعرة … إلى أن قال أما أهل السنة والجماعة فقد أثبتوا لله سبحانه ما أثبته لنفسه " اهـ

8 - يقول صالح الفوزان في كتابه " نظرات وتعقيبات على ما في كتاب السلفية لمحمد سعيد رمضان من الهفوات " :

يقول: ص 44 (البيهقي عنده شيء من تأويل الصفات فلا يوثق بنقله في هذا الباب)
ويقول ص45 (الحافظ - أي ابن حجر- متأثر بمذهب الأشاعرة فلا عبرة بقوله في هذا) ويشير بهذا إلى العقيدة.
ويقول ص 47 (الخطابي ممن يتأولون الصفات فلا اعتبار بقوله ، ولا حجة برأيه ، وله تأويلات كثيرة) اهـ

9 - يقول محمد صديق حسن الفتوحى في كتابه " الدين الخالص " ( ج1 / 140 ) :
" تقليد المذاهب من الشرك " أهـ فهذا صريح منه بتكفير الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة .

قلت :

مازال مسلسل الكذب والافتراء الوهابي تتوالى صفحاته الواحدة تلو الأخرى , أين إذا دعواهم بأنهم أهل اتباع ؟ ومن إذا يتبعون ؟ ومن أين أتى لهم صحيح الدين ؟

وهم قد أخرجوا بأقوالهم هذه الأئمة الأعلام المعول عليهم في تلقي علوم الشريعة أصولا وفروعا من الملة.

ألا تري أن كبيرهم قد تطاول بالكذب والبهتان علي الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه - كما سبق وبينا في الفصل الخاص به -

وإذ سولت لهم أنفسهم إتباع مثل هذا الشخص فهل يقيمون بعدها وزنا لأي عالم أو إمام فإن كانوا لا يستحون من تخطئة أكابر الصحابة فمن إذا سيسلم منهم ؟

و بما يذكرنا موقف ابن تيمية من تخطئة الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه , وهل نعلم من هم سلفه في تخطئة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ؟

ولذا فلا تعجب إذا رأيت " محمد بن عبد الوهاب " وهو يقول :

" وأنا لذلك الوقت لا أعرف معنى (لا إله إلا الله) ولا أعرف دين الإسلام ، قبل هذا الخير الذي مَنَّ الله به ، وكذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك. فمن زعم من علماء "العارض" أنه عرف معنى (لا اله إلا الله) أو عرف معنى الإسلام قبل هذا الوقت ، أو زعم عن مشايخه أن أحداً عرف ذلك ، فقد كذب وافترى ولبّس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه "

فها هو يشهد علي نفسه بالجهل وها هو يقول بتكفير مشايخه , فمن أين له بما وصفه بهذا الخير الذي هو فيه ؟ أكان هذا وحي إلهام أتي إليه ؟ أم كانت إرهاصات بادعائه للنبوة ولكن لم تكن الفرصة مواتية لذلك ؟

إذا كان قد شهد علي مشايخه بالكفر , فممن تلقي علوم الدين وشرائعه ؟!

وليس العجب من هذا الشخص وأمثاله إنما العجب كل العجب ممن ينساق خلف هؤلاء الناس , من شهد كبيرهم ونادي علي نفسه بالجهل .

هذا وقد ورد مما سبق من تقريرات أئمة هذه الفئة الضالة عبارات تفيد بتكفيرهم وتبديعهم للسادة الأشاعرة والماتريدية , ولأئمة أعلام كحجة الإسلام الإمام الغزالي والحافظ الإمام النووي , والحافظ الإمام ابن حجر العسقلاني, ولمن لا يعلم من هم الأشاعرة , ولمن خال عليه تلبيس وتدليس وتهويل الوهابية نذكر له الآتي :

[ كتب الشيخ الإمام أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله فقال : "الأشعرية أعيان أهل السنة وأنصار الشريعة ،إنتصبوا للرد على المبتدعة من القدرية وغيرهم، فمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السنة، وإذا رفع أمر من يفعل ذلك إلى الناظر في أمر المسلمين وجب عليه تأديبه بما يرتدع به كل أحد". ووقع على هذا الجواب أيضاً بالموافـقة الشيخ أبو بكر محمد بن أحـمد الشاشي تلميذ الشيخ أبي اسحاق ". ا هـ

1ـ فمن حيث العلم فهم جمهور أمة محمد صلى الله عليه وسلم . فلا تكاد تقلب فناً من الفنون إلا ووجدتهم رؤوس ذلك العلم في علم العقيدة ،وعلم الفقه ،وأصول الفقه، والحديث بجميع علومه ،والتفسير ،واللغة بجميع علومها ،والتاريخ والقراءات ،والتجويد ،وليس هناك علم إلا والناس عالة عليهم فيه .

2ـ من حيث العبادة : فهم من سادة الناس في الزهد و العبادة رحمهم الله تعالى ، وانظر كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي ، تجد الجم الغفير من عبّادهم ،وتجّول بناظريك في كتاب إحياء علوم الدين ومنهاج العابدين للإمام الغزالي ،وكٌتب الإمام النووي ،وكتاب التذكرة بأحوال الموتى للإمام القرطبي ،والرسالة القشيرية، وكتاب أصناف المغترين وغيرها كثير.

3ـالأشاعرة ينصرون منهج السلف بالعقل والنقل،وقد صنّف إمام أهل السنّة والجماعة في عصره وبعده إلى يومنا هذا الإمام الأشعري ، المصنفات العظيمة في الردّ على طوائف المبتدعة والمخالفين للإسلام، مملوءة بحجج المنقول والمعقول،. وكانت وفاة الأشعري في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة للهجرة. وصنّف أتباعه من بعده المئات من المجلدات في الردّ على المبتدعة والمخالفين للإسلام بالحجج الدامغة الكثيرة ،والمناظرات العديدة ،قطعوا بها أفحل طوائف المبتدعة من المعطلة والمشبهة والدهريين ،والفلاسفة ،والمنجّمين، ورفعوا لواء مذهب أهل السنة والجماعة في الخافِقَيْن .

وأبرزهم في نشره ثلاثة :الأستاذ أبو بكر بن فُورَك، وأبو إسحاق الإسفراييني، والقاضي الباقلاني، فالأولان نشراه في المشرق، والقاضي نشره في المشرق والمغرب، فما جاءت المائة الخامسة إلا والأمة الإسلامية أشعرية وماتريدية ، ومفوضة لم يشذّ عنها سوى نزر من المعتزلة وشرذمة من المشبّهة وطائفة من الخوارج؛ فلا تجد عالمًا محقّقًا أو فقيهًا مدققًا إلا وهو أشعري أو ماتريدي أوحنبلي مفوض .وهو موافق لمذهب السلف غير مخالف وكان منهجهم توضيح للنوازل التي تشكل نحو الثوابت العقدية، فردعوا شبهات الفلاسفة والماديين ،ونحوهم بكتب عظيمة إلى يومنا هذا .

ولم تكن كتب عويل ،وصراخ عاطفي وإنما كتب منظمة بمقدمات علمية أصيلة يتفق عليها كل العقلاء مسلمهم وكافرهم لا يكابر في ذلك إلا أهل الفوضى الفكرية بأصنافهم فلا كلام يتوجه لهم أصلاً .فالمذهب الحق الذي كان عليه السلف الصالح هو ما عليه الأشعرية والماتريدية والمفوضة ، وهم مئات الملايين من المسلمين فكيف يكون هؤلاء السواد الأعظم على ضلال؟!

ويدل على ذلك ما رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهما: "إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة" وعند ابن ماجة زيادة: ((فإذا رأيتم اختلافًا فعليكم بالسواد الأعظم)). ويقوي هذا الحديث الحديث الموقوف على أبي مسعود البدري: "وعليكم بالجماعة فإن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة" قال الحافظ ابن حجر: "وإسناده حسن"، والحديث الموقوف على عبد الله بن مسعود وهو أيضًا ثابت عنه: "ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحًا فهو عند الله قبيح"، قال الحافظ ابن حجر: "هذا موقوف حسن" وكذا ما صح مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه سلم من قوله: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة" . وقد أفرد قاضي القضاة الشيخ تاج الدين ابن الإمام قاضي القضاة تقي الدين السبكي فصلا ًخاصاً بذكر أكابر المنتسبين إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري ،وذلك أثناء ترجمته في كتابه طبقات الشافعية.

قال الإمام التاج السبكي في طبقاته أثناء ترجمة الأشعري ما نصه: ذكر بيان أن طريقة الشيخ- يعني الأشعري- هي التي عليها المعتبرون من علماء الإسلام ،والمتميزون من المذاهب الأربعة في معرفة الحلال والحرام ،والقائمون بنصرة دين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: قدمنا في تضاعيف الكلام ما يدل على ذلك، وحكينا لك مقالة الشيخ العز ابن عبد السلام ومن سبقه إلى مثلها، وتلاه على قولها حيث ذكروا أن المالكية ،والشافعية والحنفية ،وفضلاء الحنابلة أشعريون ،هذه عبارة سلطان العلماء العز ابن عبد السلام شيخ الشافعية، وابن الحاجب شيخ المالكية، والحصيري شيخ الحنفية، ومن كلام ابن عساكر حافظ هذه الأمة الثقة الثبت: هل من الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق للأشعري ومنتسب له وراض بحميد سعيه في دين الله، مثنٍ بكثرة العلم عليه غير شرذمة قليلة تضمر التشبيه، وتعادي كل موحد يعتقد التنزيه، أو تضاهي قول المعتزلة في ذمه، وتباهي بإظهار جهلها بقدر سعة علمه". اهـ [1]

وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله: " اتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري كان إماماً من أئمة أصحاب الحديث، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث. تكلم في أصول الدين على طريقة أهل السنة ،ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبـدع، وكان على المعتزلة والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة سيفا ًمسلولاً، ومن طعن فيه ،أو قدح ، أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة"اهـ.

ووصفه المؤرخ ابن العماد الحنبلي بالإمام العلامة البحر الفهامة المتكلم صاحب المصنفات، ثم قـال: "ومما بيض به وجوه أهل السنة النبوية ،وسود به رايات أهل الاعتزال ،والجهمية ،فأبان به وجه الحق الأبلج، ولصدور أهل ا لإيمان والعرفان أثلج، مناظرته مع شيخه الجبائي التي قصم فيها ظهر كل مبتدع مرائي " اهـ. [2]

وذكره القاضي شمس الدين بن خلكان في الأعيان ووصفه بقوله : " صاحب الأصول، والقائم بنصرة مذهب أهل السنة، وإليه تنسب الطائفة الأشعرية، وشهرته تغني عن الإطالة في تعريفه " اهـ. [3]

وقال الإمام أبو بكر بن قاضي شهبة في طبقاته : " الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري إمام المتكلمين في العقائد وناصر سنة سيد المرسلين، والذاب عن الدين" اهـ. [4]

ويكفي في بيان فضل أبي الحسن الأشعري ثناء الإمام الحافظ البيهقي عليه ،وهو محدث زمانه وشيخ أهل السنة في وقته ،فقال كلاماً أورده التاج السبكي بطوله ،و فيه ذكر شرف الإمام الأشعري علماً ،ونسباً، وحسن اعتقاد،وذكر فضله ،وكثرة أصحابه ، ثم قال البيهقي رحمه الله: "إلى أن بلغت النوبة إلى شيخنا أبي الحسن الأشعري فلم يحدث في دين الله حَدَثًا ولم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة شرح وتبيين "اهـ[5]

وقد صنف الشيخ العلامة ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر بن يوسف بن عمر القرطبي رسالة سماها "زجر المفتري على أبي الحسن الأشعري " رد فيها على بعض المبتدعة الذين تجاسروا على الإمام الأشعري ،ولما وقف عليها الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد قرظها تقريظاً مفيداً.

* فتوى الإمام ابن رشد في منتقص الأشاعرة .

سئل الإمام ابن رشد الجد المالكي رحمه الله تعالى الملقب عند المالكية بشيخ المذهب عن رأي المالكية في السادة الأشاعرة وحكم من ينتقصهم كما في فتاواه ( 2 / 802 ) وهذا نص السؤال والجواب .

السؤال:

ما يقول الفقيه القاضي الأجل , أبو الوليد وصل الله توفيقه وتسديده ،ونهج إلى كل صالحة طريقه ، في أبي الحسن الأشعري وأبي إسحاق الإسفراييني وأبي بكر الباقلاني وأبي بكر بن فورك وأبي المعالي ، ونظرائهم ممن ينتحل علم الكلام ويتكلم في أصول الديانات ويصنف للرد على أهل الأهواء ؟ أهم أئمة رشاد وهداية ،أم هم قادة حيرة وعماية ؟ وما تقول في قوم يسبونهم وينتقصونهم ، ويسبون كل من ينتمي إلى علم الأشعرية ،ويكفرونهم ويتبرءون منهم ، وينحرفون بالولاية عنهم ، ويعتقدون أنهم على ضلالة ، وخائضون في جهالة ، فماذا يقال لهم ويصنع بهم ويعتقد فيهم ؟ أيتركون على أهوائهم ، أم يكف عن غلوائهم ؟ ! .

فأجاب رحمه الله :تصفحت عصمنا الله وإياك سؤالك هذا ، ووقفت على الذين سميت من العلماء، فهؤلاء أئمة خير وهدى ، وممن يجب بهم الاقتداء ، لأنهم قاموا بنصر الشريعة ، وأبطلوا شبه أهل الزيغ والضلالة ، وأوضحوا المشكلات ، وبينوا ما يجب أن يدان به من المعتقدات ، فهم بمعرفتهم بأصول الديانات العلماء على الحقيقة ، لعلمهم بالله عز وجل وما يجب له وما يجوز عليه ، وما ينتفي عنه ، إذ لا تعلم الفروع إلا بعد معرفة الأصول ، فمن الواجب أن يعترف بفضائلهم ، ويقر لهم بسوابقهم ، فهم الذين عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ) . فلا يعتقد أنهم على ضلالة وجهالة إلا غبي جاهل ، أو مبتدع زائغ عن الحق مائل ، ولا يسبهم وينسب إليهم خلاف ما هم عليه إلا فاسق ، وقد قال الله عز وجل : (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا) . فيجب أن يبصر الجاهل منهم ، ويؤدب الفاسق ، ويستتاب المبتدع الزائغ عن الحق إذا كان مستسهلا ببدعة ، فإن تاب وإلا ضرب أبداً حتى يتوب ، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ المتهم في اعتقاده ، من ضربه إياه حتى قال: يا أمير المؤمنين إن كنت تريد دوائي فقد بلغت مني موضع الداء ، وإن كنت تريد قتلي فأجهز علي ، فخلى سبيله ، والله أسأل العصمة والتوفيق برحمته .قاله : محمد بن رشد . أهـ


* ملحق بأسماء بعض علماء الأشاعرة والماتريدية المشاركين في مختلف العلوم

علم القراءات:

ابن الجزري.
أبو عمرو الداني.
شهاب الدين القسطلاني.
الشاطبي.
أبو شامة المقدسي.

الفقه:

السبكي.
النووي.
الرافعي.
البلقيني.
زكرياالأنصاري.
الشبرملسي.
الفاكهي.
الطرطوشي.
ابن عابدين.
الشيخ نظام.
الغنيمي.

السيرة النبوية:

علي بن إبراهيم الحلبي.
ابن سيد الناس.
يوسف النبهاني.
القاضي عياض اليحصبي.

التاريخ:

السخاوي.
ابن خلدون.
ابن الأثير.
الخطيب البغدادي.
سبط بن الجوزي.
الفاسي.
التاج السبكي.
ابن قاضي شهبة.


الرقائق والزهد

القشيري.
الغزالي.
الرفاعي.
الجنيد.
الشيخ زروق.
أبو نعيم الأصبهاني

تعبير
الرؤيا:

النابلسي.
ابن المقري.


الحديث:

الدارقطني.
الإسماعيلي.
ابن حجر العسقلاني.
السيوطي.
ابن عساكر.
الدمياطي.
البيهقي.
البرهان الحلبي.
ابن الصلاح.

أصول الفقه:

ابن الحاجب.
القرافي.
البيضاوي.
علاء الدين البخاري.
البزدوي.
ابن الهمام.

علوم القرءان:

الزركشي.
الراغب الأصفهاني.
الماوردي.
الكافيجي.

الخلاف:

الدبوسي الحنفي.
الشيرازي.
القدوري.
ابن المنذر.

التوحيد:

الأشعري.
إمام الحرمين.
الباقلاني
المتولي.
الآمدي.
العز بن عبد السلام
البيجوري.

اللغة:

الزبيدي.
أبو حيان الأندلسي.
الفيومي.
الفيروزآبادي.
ابن منظور.

ونذكر طائفة من القادة والمجاهدين وأصحاب السياسة الأشعريين :

الوزير نظام الملك - القائد المجاهد نور الدين زنكي- فاتح القدس الناصر صلاح الدين الأيوبي - فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح وهو ماتريدي - أغلب قادة الدولة الأيوبية والمملوكية والسلجوقية والموحدية .] [6] اهـ

هوامـــش

1- طبقات الشافعية (2/245)
2- شذرات الذهب . (2 / 507 )
3- وفيات ا لأعيان (3/ 284-286) .
4- طبقات الشافعية (1/ 113) .
5- تبيين كذب المفتري 103، والطبقات الكبرى للتاج السبكي 3/ 397
6- من رسالة " درر الألفاظ العوالي في الرد على الموجان والحوالي " تأليف : غيث بن عبد الله الغالبي , ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع فعليه بمطالعة كتاب " تبيين كذب المفتري فيما نسب للإمام أبي الحسن الأشعري " وهو من تأليف الإمام الثبت حافظ الدنيا الإمام ابن عساكر رحمه الله تعالي .

يتبع إن شاء الله تعالى
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 27, 2007 10:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
2- من جرائم الوهابية في حق الأمة الإسلامية

يذكر المؤرخ الوهابي عثمان بن بشر في كتابه " عنوان المجد في تاريخ نجد ": في أحداث حصارهم لمكة المكرمة ( 1 / 135 ) :
"أن لحوم الحمير والجيف بيعت فيها بأغلى الأثمان ، وأكلت الكلاب ، وأخذ الناس يهجرونها نتيجة الخطر الجاثم على أطرافها ،فلم يبق فيها إلا النادر من الناس . " اهـ

ومن أحداث 1221 هـ الحادثة التالية ( ص 139 ) :
" فلما خرج سعود من الدرعية – وكان حاكما لها وهو من ناصر ابن عبد الوهاب في دعوته لتوسيع ملكه – قاصداً مكة أرسل فرَّاج بن شرعان العتيبي ، ورجالا معه … وذكر لهم أن يمنعوا الحواج التي تأتي من جهة الشام واسطنبول ونواحيهما ، فلما أقبل على المدينة الحاج الشامي ومن تبعه ، وأميره عبد الله العظم باشا الشام فأرسل إليه هؤلاء الأمراء أن لا يقدم وأن يرجع إلى أوطانه .

ويقول مفتخراً !! في ( 1/ 143 ) : ولم يحج في هذه السنة أحد من أهل الشام ومصر والعراق والمغرب ( أي بلاد المغرب العربي كله ) وغيرهم إلا شرذمة قليلة من أهل المغرب لا اسم لهم . " اهـ

يقول في ( 1 / 137 ) :" أجمعوا على حرب المدينة – يقصد مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم – ونزلوا عواليها ، ثمَّ أمر عبد العزيز ببناء قصر فيها فبنوه وأحكموه ، واستوطنوه ، وتبعهم أهل قباء ومن حولهم وضيَّقوا على أهل المدينة ، وقطعوا عليهم السوابل ، وأقاموا على ذلك سنين … ولما طال الحصار على أهل المدينة وقعت المكاتبات بينهم وبين سعود من حسن قلعي وأحمد الطيار والأعيان والقضاة وبايعوا في هذه السنة . " اهـ

يقول في ( 1 / 106 ) في أحداث 1210 هـ : "
فلما استووا على ركائبهم (أي الجند الوهابي) وساروا ثوروا- أي أطلقوا- بنادقهم دفعة واحدة ، فأظلمت السماء وأرجفت الأرض ، وثار عج الدخان في الجو ، وأسقط كثير من الحوامل في الإحساء ، ثم نزل سعود في الرقيقة … فأقام في ذلك المنزل يقتل من أراد قتله ، ويجلي من أراد جلاءه ، ويحبس من أراد حبسه ، ويأخذ من الأموال ، ويهدم من المحال ، ويبني ثغوراً ، ويهدم دوراً ، وضرب عليهم ألوفاً من الدراهم وقبضها منهم .. ثم يقول عن القتل وذلك بعد الاستسلام .. فهذا مقتول في البلد ، وهذا يخرجونه إلى الخيام ، ويضرب عنقه عند خيمة سعود ، حتى أفناهم إلا قليلا ، وحاز سعود في تلك الغزوة ما لا يحصى . "و يقول : " ثم دخلت السنة السادسة بعد المائتين والألف وفيها غزا سليمان بن عفيصان بأمر عبد العزيز بجيش من أهل الخرج وغيرهم ، وقصد قطر المعروف بين عمان والبحرين ، فصادف منهم غزواً نحو خمسين مطية فناوخهم ، فقاتلوا وهزمهم سليمان ، وقتلهم إلا القليل ، وأخذ ركبهم . " اهـ

يقول في ( 1/ 103 ) : عندما تحدث عن أحداث 1209 هـ :
" ثم سار بهم إبراهيم بن عفيصان فقصد ناحية قطر ، وأغار على أهله فأخذ إبلا كثيرة من بواديهم وأموالهم ، فأقبل بها وباعها في الإحساء . " اهـ

يقول في ( 1 / 88 ) : " كانت غزوة الشقرة وذلك أن سعوداً سار بالجيوش الكثيفة من جميع نجد الحاضرة والبادية ، وقصد ناحية جبل شمر ، وقد ذكر له قبائل كثيرة من البوادي من مطير وحرب وغيرهم ، وهم على الماء المعروف بالشقرة قريب من جبل شمر ، فعدا عليهم سعود وأخذهم جملة وحاز منهم أموالاً عظيمة ، الإبل أكثر من ثمانية آلاف بعير ، وأخذ جميع أغنامهم ومحلتهم وأمتعتهم ، وأكثر من عشرين فرساً ، قتل عليهم عدة رجال ، ثم رحل سعود بجميع تلك الغنائم وأخرج خمسها !! وقسم باقيها غنيمة في المسلمين – يقصد بالمسلمين أتباع ابن عبد الوهاب – للراجل سهم وللفارس سهمان . " اهـ

يقول في ( 1 / 146 ) : " وفيها (أي سنة 1220 هـ) : " أمر سعود علىّ عبد الوهاب ورعاياه من عسير و المع وغيرهم وفهاد بن شكبان ورعاياه من بيشة وغيرها وعبيدة وأهل سنجان ووادعة وقراها وأهل وادي الدواسر ومن تبعهم ، قيمة ثلاثين ألف مقاتل وذكَّرَهم يصدون نجران لقتال أهله . فسار هؤلاء الجموع ونازلوا أهل بدر مدة أيام .وجرى بينهم وقائع وقتلى بين الفريقين . " اهـ

يقول في ( 2 / 117 – 118 ) : في غزو الحديدة – يسمي سفكه لدماء المسلمين بالغزوة – : " ثم أن إمام صنعاء (أي نائب الوهابية) سير عساكر عظيمة وحاصروا بندر الحديدة وأخذوه …فتجهز صالح المذكور إلى زبيد وجنوده وقومه فسار إليه بجيش عديد من قبائل عديدة حاضرة و بادية نحو ثلاثة الآف مقاتل فنازل أهل زبيد وأخذوه عنوة ونهبوا منها من الأموال والأمتاع شيئا كثيرا, ولم يمتنع إلا القلعة الأمامية وما تحميه ، وعزل صالح الأخماس وبعثها إلى الدرعية. " اهـ

وقد جاء في ( صـ97) من كتاب: " تاريخ نجد" نقله حسين بن غنام عن رسائل محمد بن عبد الوهاب , يقول محمد بن عبد الوهاب : " إن عثمان بن معمَّر - حاكم بلد عيينة - مشركٌ كافر ، فلما تحقق المسلمون من ذلك تعاهدوا على قتله بعد انتهائه من صلاة الجمعة ، وقتلناه وهو في مصلاه بالمسجد في رجب 1163 هـ . " اهـ

وقال المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في كتابه" عجائب الآثار "( 2 / 554 ) :
"وفي يوم الجمعة خامس عشره حضرت مكاتبات من الديار الحجازية يخبرون فيها عن الوهابيين انهم حضروا الى جهة الطائف فخرج إليهم شريف مكة الشريف غالب فحاربهم فهزموه فرجع الى الطائف وأحرق داره التي بها وخرج هاربا الى مكة فحضر الوهابيون الى البلدة وكبيرهم المضايفي نسيب الشريف وكان قد حصل بينه وبين الشريف وحشة فذهب مع الوهابيين وطلب من مسعود الوهابي أن يؤمره على العسكر الموجه لمحاربة الشريف ففعل فحاربوا الطائف وحاربهم أهلها ثلاثة أيام حتى غلبوا فأخذ البلدة الوهابيون واستولوا عليها عنوة وقتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال وهذا دأبهم مع من يحاربهم ." اهـ

وقال الإمام العلامة أحمد بن زيني دحلان مفتي السادة الشافعية بمكة المكرمة في كتابه " الدرر السنية في الرد على الوهابية "(صـ 155) :
"ولما ملكوا الطائف في ذي القعدة سنة ألف ومائتين وسبعة عشر قتلوا الكبير والصغير والمأمور والآمر ولم ينج إلا من طال عمره وكانوا يذبحون الصغير على صدر أمه ونهبوا الأموال وسبوا النساء وفعلوا أشياء يطول الكلام بذكرها ." اهـ

وقال (صـ 157 ) :" وحاصروا مكة حتى اشتد البلاء وعم الغلاء وأكل الناس الكلاب والجيف ." اهـ

وقال السيد الشريف عبد الله حسن فضل العلوي الحسيني عن هجومهم على الحجاز سنة 1342 هـ في كتابه " صدق الخبر في خوارج القرن الثاني عشر ( 1 / 147 ) :
" فأنهم قتلوا في بلدة الطائف وحدها ما يقرب من ألفي مسلم بينهم العلماء والصلحاء والنساء والأطفال . وقتلوا العالم الفاضل النسيب السيد : عبد الله الزواوي بصورة ما سبق لها مثال في الشناعة والقسوة , فقد ربطوا رجلي المشار إليه بجواد ثم تركوه يعدو وذلك العالم المسن يتقلب ورائه حتى تقطعت أوصاله . وقتلوا جملة من بني شيبة سدنة الكعبة المعظمة كانوا مصطافين في الطائف . " اهـ

يتبع إن شاء الله تعالى
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 28, 2007 10:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
3- من أقوال أئمة المسلمين في ابن عبد الوهاب وبيانهم لحقيقة بدعته .

1– خاتمة محققي المذهب الحنفي الإمام "ابن عابدين" يقول في كتابه "رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار" ( 4 / 262 ) :
"مطلب في أتباع محمد بن عبد الوهاب الخوارج في زماننا :كما وقع في زماننا في أتباع ابن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم عساكر المسلمين عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف ." اهـ

2- الشيخ محمد بن عبد الله ابن حميد النجدي الحنبلي : يقول في كتابه " السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة " (صـ 275 , 276 ) :
في ترجمة والد محمد بن عبد الوهاب : " عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي وهو والد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الأفاق لكن بينهما تباين مع أن محمدا لم يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عمّن عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان غاضبا على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته ويتفرس فيه أنه يحدث منه أمر .
فكان يقول للناس: يا ما ترون من محمد من الشر فقدر الله أن صار ما صار وكذلك ابنه سليمان أخو محمد كان منافيا له في دعوته ورد عليه ردا جيدا بالآيات والآثار وسمى الشيخ سليمان رده عليه ( فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب ) وسلمه الله من شره ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلا لقوله بتكفير من خالفه واستحلال قتله." اهـ مختصرا

3- الشيخ "سليمـان بن عبـد الوهـاب النجدي " شقيق " محمد بن عبد الوهاب يقول في كتابه " الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية " من صـ ( 32 ,33 ) :
"...حيث أجريتم الكفر والردة على أمصار المسلمين وغيرها من بلاد المسلمين وجعلتم بلادهم بلاد حرب حتى الحرمين الشريفين اللذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة الصريحة انهما لا يزالان بلاد الإسلام وانهما لا تعبد فيهما الأصنام وحتى الدجال في أخر الزمان يطأ البلاد كلها إلا الحرمين الشريفين كما نقف على ذلك إن شاء الله في هذه الرسالة فكل هذه البلاد عندكم بلاد حرب كفار أهلها لأنهم عبدوا الأصنام على قولكم وكلهم عندكم مشركون شركا مخرجا من الملة فإنا لله وإنا إليه راجعون فوالله أن هذا عين المحادة لله ولرسوله ولعلماء المسلمين قاطبة ."اهـ

وقال (صـ 35): هل قالوا مثل ما قلتم من فعل هذا فهو كافر ومن لم يكفره فهو كافر عياذا بك اللهم من قول الزور"اهـ

وقال ( صـ42 ) :"ولكن والله مالكم مثل إلا عبد الملك بن مروان لما قال لابنه ادع الناس إلى طاعتك فمن قال عنك برأسه فقل بالسيف على رأسه هكذا يعنى اقطعه فإنا لله وإنا إليه راجعون " اهـ

وقال ص ( 45) :فانظر إلى هدى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة المسلمين لعل الله يهديك – يخاطب أخاه – إلى اتباع سبيل المؤمنين وينبهك من هذه البلية التي تزعمون أنها السنة وهى والله طريقة القوم – يقصد الخوارج – لا طريقة "علىّ" ومن معه رزقنا الله اتباع آثارهم" اهـ

وقال (صـ 57) :" بل والله كفرتم من قال الحق الصرف حيث خالف أهواءكم" اهـ

وقال (صـ 71 ) : " فيا عباد الله تنبهوا وارجعوا إلى الحق وامشوا حيث مشى السلف الصالح وقفوا حيث وقفوا لا يستفزكم الشيطان ويزين لكم تكفير أهل الإسلام وتجعلون ميزان كفر الناس مخالفتكم وميزان الإسلام موافقتكم فإنا لله وإنا إليه راجعون ." اهـ

4- الإمام العلامة أحمد بن زيني دحلان مفتي السادة الشافعية بمكة المكرمة قال في كتابه :" الدرر السنية في الرد على الوهابية "(صـ 145, 146 ) :
" وكان ينتقص – يقصد محمد بن عبد الوهاب – النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا بعبارات مختلفة ويزعم أن قصده المحافظة على التوحيد فمنها أن يقول إنه طارش وهو في لغة أهل المشرق بمعنى الشخص المرسل من قوم آخرين فمراده أنه صلى الله عليه وآله وسلم حامل كتب آي غاية أمره أنه كالطارش الذي يرسله الأمير أو غيره في أمر لأناس ليبلغهم إياه ثم ينصرف" ثم قال بعدها بأسطر " حتى إن بعض أتباعه كان يقول عصاي هذه خير من محمد لأنها ينتفع بها في قتل الحية ونحوها ومحمد قد مات ولم يبق فيه نفع أصلا وإنما هو طارش وقد مضى " اهـ

وقال (صـ 160):" فصار الأغبياء الجاهلون يستحسنون حالهم ويغفلون ويذهلون عن تكفيرهم المسلمين فإنهم كانوا يحكمون على الناس بالكفر من منذ ستمائة سنة وغفلوا أيضا عن استباحتهم أموال الناس ودمائهم وانتهاكهم حرمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بارتكابهم أنواع التحقير له ولمن أحبه وغير ذلك من مقابحهم التي ابتدعوها وكفروا الأمة بها"اهـ

5- القاضي الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني قال في كتابه : "شواهد الحق "(صـ33) :
"وذلك أن الوهابية قوم أهل بدعة ظهروا بها في بلاد نجد وانتشر مذهبهم إلى ما حواليهم من البلاد , ثم تقلص ظلهم وقلوا وذلوا وانحصروا في أرضهم , وهم مع كونهم حنابلة أنكر عليهم علماء مذهب الإمام أحمد ما هم عليه من الغلو في الدين وتضليل المسلمين " اهـ

6- السيد الشريف عبد الله حسن فضل الحسيني قال في مقدمة كتابه :"صدق الخبر في خوارج القرن الثاني عشر" :
" لما كانت الطائفة المسماة بالوهابية , المنسوبة إلى محمد بن عبد الوهاب الخارج في بلاد نجد ببدعته والتي هي موضوع هذا السفر – أي الكتاب – ... الخ " اهـ وهو كتاب مؤلف من ثلاثة أجزاء كتبه المؤلف ليكشف حقيقة ضلال الوهابية .

7- الإمام محمد زاهد الكوثري وكيل المشيخة الإسلامية بدار الخلافة العثمانية قال في كتابه : " مقالات الكوثري " (صـ 406 , 408 ) :
" على أن شيعة ابن عبد الوهاب صرحاء في معتقدهم في التشبيه والتجسيم .. والمجسم عابد وثن عند كثير من أئمة أصول الدين ... أفلا يكون من الغريب المستغرب جدا أن يعد زعيم المشبهة – يقصد ابن عبد الوهاب – في أواخر القرن الثاني عشر الهجري إمام الموحدين ... ثم شرحها – قصيدة للأمير الصنعاني – شرحا يكشف عن أحوال ابن عبد الوهاب من الغلو والإسراف في القتل والنهب ويرد عليه وسمى كتابه : إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال ابن عبد الوهاب ." اهـ مختصرا

8-الإمام محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق قال في تقديمه لكتاب " شفاء السقام " :
" ولما أن تظاهر قوم في هذا العصر بتقليد ابن تيمية في عقائده الكاسدة وتعضيد أقواله الفاسدة وبثها بين العامة والخاصة واستعانوا على ذلك بطبع كتابه المسمى بالواسطة ونشره وقد اشتمل هذا الكتاب على كثير مما ابتدعه ابن تيمية مخالفا في ذلك الكتاب والسنة وجماعة المسلمين فأيقظوا فتنة كانت نائمة فقياما بما يجب علينا كنا عزمنا على جمع مؤلف في الرد على ذلك الكتاب حتى لا يقع المسلمون بواسطة ابن تيمية ومن هم على شاكلته في مهواة الضلال والهلاك الأبدية , غير أنا وجدنا كتاب الإمام الجليل والمجتهد الكبير تقي الدين أبي الحسن السبكي المسمى ( بشفاء السقام في زيارة خير الأنام ) أو شن الغارة على من أنكر فضل الزيارة وافيا بالغرض المقصود ."اهـ
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 02, 2007 2:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
تتمة للموضوع

قال الإمام الحافظ يحيى بن شرف النووي في كتابه الأذكار (صـ 198 – 200 ) :[ فصل ] : " في زيارة قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأذكارها "

[ اعلم أنه ينبغي لكل من حجّ أن يتوجه إلى زيارة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سواء كان ذلك طريقه أو لم يكن فإن زيارته صلى اللّه عليه وسلم من أهمّ القربات وأربح المساعي وأفضل الطلبات .

فإذا توجَّه للزيارة أكثرَ من الصلاة عليه صلى اللّه عليه وسلم في طريقه فإذا وقعَ بصرُه على أشجار المدينة وحَرمِها وما يَعرفُ بها زاد من الصلاة والتسليم عليه صلى اللّه عليه وسلم وسألَ اللّه تعالى أن ينفعَه بزيارته صلى اللّه عليه وسلم وأن يُسعدَه بها في الدارين وليقلْ : اللَّهُمَّ افْتَحْ عَليَّ أبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَارْزُقْنِي في زِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ صلى اللّه عليه وسلم ما رزقْتَهُ أوْلِياءَكَ وأهْلَ طَاعَتِكَ واغْفِرْ لي وارْحمنِي يا خَيْرَ مَسْؤُول .

وإذا أراد دخول المسجد استحبّ أن يقولَ ما يقوله عند دخول باقي المساجد وقد قدّمناه في أول الكتاب .

فإذا صلّى تحية المسجد أتى القبر الكريم فاستقبله واستدبر القبلة على نحو أربع أذرع من جدار القبر وسلَّم مقتصداً لا يرفع صوته فيقول : " السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللّه السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيرَةَ اللّه مِنْ خَلْقِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَعلى آلِكَ وأصْحابِكَ وأهْلِ بَيْتِكَ وَعَلى النَّبيِّينَ وَسائِرِ الصَّالِحِينَ أشْهَدُ أنَّكَ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ وأدَّيْتَ الأمانَةَ وَنَصَحْتَ الأُمَّةَ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا أفْضَلَ مَا جَزَى رَسُولاً عَنْ أُمَّتِهِ , وإن كان قد أوصاه أحدٌ بالسَّلام على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : السَّلام عليك يا رسولَ اللّه من فلان بن فلان .

ثم يتأخرَ قدر ذراع إلى جهة يمينه فيُسلِّم على أبي بكر ثم يتأخرُ ذراعاً آخرَ للسلام على عُمر رضي اللّه عنهما ثم يرجعُ إلى موقفه الأوّل قُبالة وجهِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيتوسلُ به في حقّ نفسه ويتشفعُ به إلى ربه سبحانه وتعالى ويدعو لنفسه ولوالديه وأصحابه وأحبابه ومَن أحسنَ إليه وسائر المسلمين وأن يَجتهدَ في إكثار الدعاء ويغتنم هذا الموقف الشريف ويحمد اللّه تعالى ويُسبِّحه ويكبِّره ويُهلِّله ويُصلِّي على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ويُكثر من كل ذلك .

ثم يأتي الروضةَ بين القبر والمنبر فيُكثر من الدعاء فيها فقد روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه :عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : " ما بَيْنَ قبري وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ " .

وإذا أراد الخروج من المدينة والسفرَ استحبّ أن يُودِّع المسجد بركعتين ويدعو بما أحبّ ثم يأتي القبر فيُسلّم كما سلَّم أوّلاً ويُعيد الدعاء ويُودّع النبيّ صلى اللّه عليه وسلم ويقول : " اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ هَذَا آخِرَ العَهْدِ بِحَرَمِ رَسُولِكَ وَيَسِّرْ لي العَوْدَ إِلى الحَرَمَيْنِ سَبِيلاً سَهْلَةً بِمَنِّكَ وَفَضْلِكَ وَارْزقْنِي العَفْوَ والعَافِيةَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ وَرُدَّنا سالِمِينَ غانِمِينَ إلى أوْطانِنا آمِنِينَ .

فهذا آخرُ ما وفّقني اللّه بجمعه من أذكار الحجّ . وهي وإن كان فيها بعض الطول بالنسبة إلى هذا الكتاب فهي مختصرة بالنسبة إلى ما نحفظه فيه واللّه الكريم نسأل أن يوفِّقنا لطاعته وأن يجمعَ بيننا وبين إخواننا في دار كرامته .وقد أوضحت في كتاب المناسك ما يتعلَّق بهذه الأذكار من التتمّات والفروع الزائدات واللّه أعلم بالصواب وله الحمد والنعمة والتوفيق والعصمة .

وعن العُتْبيّ قال : كنتُ جالساً عند قبر النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فجاء أعرابيٌّ فقال : السلام عليك يا رسول اللّه سمعتُ اللّه تعالى يقول : { وَلَوْ أنَّهُمْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جآءوك فاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ واسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً } [ النساء : 64 ] وقد جئتُك مستغفراً من ذنبي مستشفعاً بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :

يا خيرَ مَنْ دُفنتْ بالقاع أعظُمُه ... فطابَ من طيبهنَّ القاع والأكمُ
نفسي الفداءُ لقبرٍ أنتَ ساكنُهُ ... فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرَمُ

قال : ثم انصرفَ فحملتني عيناي فرأيت النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم في النوم فقال لي : يا عُتْبيّ الحقِ الأعرابيَّ فبشِّره بأن اللّه تعالى قد غفر له .] اهـ

قال الإمام الحافظ الحجة المجتهد شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في كتابه"شفاء السقام"( صـ 171 ) :

" اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى , وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين , المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين , وسير السلف الصالحين , والعلماء والعوام من المسلمين , ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان , ولا سمع به في زمن من الأزمان , حتى جاء ابن تيمية فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغمار , وابتدع مالم يسبق إليه في سائر الأعصار.....وحسبك أن إنكار ابن تيمية للاستغاثة والتوسل قول لم يقله عالم قبله وصار به بين أهل الإسلام مثلة وقد وقفت له على كلام طويل في ذلك رأيت من الرأي القويم أن أميل عنه إلى الصراط المستقيم ولا أتتبعه بالنقض والإبطال فإن دأب العلماء القاصدين لإيضاح الدين وإرشاد المسلمين تقريب الحق إلى أفهامهم وتحقيق مرادهم وبيان حكمه ورأيت كلام هذا الشخص بالضد من ذلك فالوجه الإضراب عنه . وأقول : إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز في كل حال , قبل خلقه وبعد خلقه , في مدة حياته في الدنيا وبعد موته , في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة . " اهـ مختصرا

قال الإمام الحافظ ابن حجر الهيتمي في كتابه" الجوهر المنظم"(صـ148) :

"من خرافات ابن تيمية التي لم يقلها عالم قبله وصار بها بين أهل الإسلام مثلة أنه أنكر الاستغاثة والتوسل به صلى الله عليه وسلم , وليس ذلك كما أفتى , بل التوسل حسن في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه في الدنيا والآخرة."

قال الإمام الفقيه الحجة تقي الدين الحصني في كتابه " دفع شبه من شبّه وتمرّد "( صـ 108 , 109 ) :

" وإذا كان عز وجل يستجيب لأعدائه – يقصد توسل اليهود به صلوات الله وسلامه عليه قبل بعثته – بالتوسل به صلى الله عليه وسلم إليه سبحانه مع علمه عز وجل بأنهم يكفرون به ويؤذونه ولا يتبعون النور الذي أنزل معه قبل وجوده وبروزه إلى الوجود وإرساله رحمة للعالمين فكيف لا يستجيب لأحبائه إذا توسلوا به بعد وجوده عليه الصلاة والسلام وبعثته رحمة للعالمين وإذا كان رحمة للعالمين فكيف لا يتوسل ولا يتشفع به . ومن أنكر التوسل به والتشفع به بعد موته وإن حرمته زالت بموته فقد أعلم الناس ونادى على نفسه أنه أسوأ حالا من اليهود الذين يتوسلون به قبل بروزه إلى الوجود . وإن في قلبه نزغة هي أخبث النزغات ." اهـ

قال الإمام شمس الدين الرملي في كتابه " حاشية الفتاوى الكبرى " ( 4 / 382 ) :

" بأن الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين , عليهم الصلاة والسلام والأولياء والعلماء والصالحين جائزة , وللرسل والأنبياء والأولياء والصالحين إغاثة بعد موتهم , لأن معجزة الأنبياء وكرامات الأولياء لاتنقطع بعد موتهم , وأما الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار وتكون الإغائة منهم معجزة لهم , والشهداء أيضا أحياء شوهدوا نهارا جهارا يقاتلون الكفار , وأما الأولياء فهي كرامة لهم فإن أهل الحق مجمعون علي أنه يقع من الأولياء بقصد وبغير قصد أمور خارقة للعادة يجريها الله تعالى بسببهم والدليل على جوازها أمور ممكنة , لا يلزم من وقوعها محال وكل ما هذا شأنه فهو جائز الوقوع . " اهـ

قال ابن مفلح الحنبلي في " الفروع " ( 1/ 595 ) :

" ويجوز التوسل بصالح وقيل : يستحب . قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروزي : إنه يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه , وجزم به في المستوعب وغيره . " اهـ

قال الإمام الحافظ عبد الرءوف المناوي في كتابه " فيض القدير شرح الجامع الصغير " ( 2 / 135 ) :

" قال ابن عبد السلام : ينبغي كون هذا – أي الإقسام على الله – مقصورا على النبي لأنه سيد ولد آدم وأن لا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة والأولياء لأنهم ليسوا في درجته وأن يكون مما خص به تنبيها على علو رتبته وسمو مرتبته . قال السبكي : ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه ولم ينكر ذلك أحد من السلف ولا من الخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يقله عالم قبله وصار بين أهل الإسلام مثله . " اهـ

قال الإمام محمد زاهد الكوثري في كتاب " مقالات الكوثري " ( صـ 409 ) "

: إني أرى أن أتحدث هنا عن مسألة التوسل التي هي وسيلة دعاتهم إلى رميهم الأمة المحمدية بالإشراك , وكنت لا أحب طرق هذا البحث لكثرة ما أثاروا حوله من جدل عقيم مع ظهور الحجة واستبانة المحجة , وليس قصد أول من أثار هذه الفتنة سوى استباحة أموال المسلمين ليؤسس حكمه بأموالهم على دمائهم باسم أنهم مشركون , وأنـّا يكون للحشوية صدق الدعوة إلى التوحيد ؟! .وهم في إنكارهم التوسل محجوجون بالكتاب والسنة والعمل المتوارث والمعقول ." اهـ

وقال في ( صـ 410 ) : " وعلى التوسل بالأنبياء والصالحين أحياء وأمواتا جرت الأمة طبقة فطبقة . " اهـ

وقال في ( صـ 412 , 413 ) : " وأما من جهة المعقول فإن أمثال الإمام فخر الدين الرازي والعلامة سعد الدين التفتازاني والعلامة السيد الشريف الجرجاني وغيرهم من كبار أئمة أصول الدين يفزع إليهم في حل المشكلات في أصول الديانة قد صرحوا بجواز التوسل بالأنبياء والصالحين أحياء وأمواتا . وأي صفيق يستطيع أن يرميهم بعبادة القبور والدعوة إلى الإشراك بالله , وإليهم تفزع الأمة في معرفة الإيمان والكفر , والتوحيد والإشراك والدين الخالص ؟! اهـ

قلت : ومن أراد الاستزادة من تقريرات هؤلاء الأئمة الأعلام في هذه المسألة فعليه بمطالعة :

1- " المطالب العالية " للإمام فخر الدين الرازي في الفصل: العاشر والخامس عشر والثامن عشر من المقالة الثالثة من الكتاب السابع منه .

2- " شرح المقاصد " للعلامة المحقق السعد التفتازاني ( 2 / 32 , 150 ) .

3- أوائل حاشية العلامة السيد الشريف الجرجاني على ( المطالع ) .

وقال في ( صـ 428 ) : " وبتلك الأحاديث والآثار يظهر أن من ينكر التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين أحياء وأمواتا ليس عنده أدنى حجة , وأن رمي المسلمين بالإشراك بسبب التوسل ما هو إلا تهور يرجع ضرره إلى الرامي نسأل الله السلامة . " اهـ

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 03, 2007 1:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
استدراكات وتصويبات

أثناء عملية كتابة ووضع الموضوع على الموقع المبارك حدثت بعض الأخطاء والتي تبينت بعد عملية الكتابة والنقل للموضوع , وهذا تصحيح لما ظهر لي أثناء عملية المراجعة .

فبرجاء من الأخوة القراء الأعزاء التنبيه على ما يظهر لهم من أخطاء كتابية أو سقط لبعض الهوامش , وجزاكم الله خيرا .

1- في أول الصفحة الثانية من الموضوع , في تقريرات أئمة الحنابلة , صواب ما قاله الإمام ابن قدامة في كتابه المغني هو الآتي :

- الإمام ابن قدامة المقدسي في المغني (3/ 599) :

" فصل : ويستحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لما روى الدارقطني بإسناده عن ابن عمر قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي ] وفي رواية [ من زار قبري وجبت له شفاعتي ] رواه اللفظ الأول سعيد ثنا حفص سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر وقال أحمد في رواية عبد الله عن يزيد بن قسيط عن أبي هريرة [ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من أحد يسلم علي عند قبري إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ] وإذا حج الذي لم يحج قط يعني من غير طريق الشام لا يأخذ على طريق المدينة لأني أخاف أن يحدث به حدث فينبغي أن يقصد مكة من أقصر الطريق ولا يتشاغل بغيره ويروى عن العتبي قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :

( يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم )
( نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم )

ثم انصرف الإعرابي فحملتني عيني فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال :يا عتبي الحق الإعرابي فبشره أن الله قد غفر له ...ثم تأتي القبر فتولي ظهرك القبلة وتستقبل وتقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وعبدت الله حتى أتاك اليقين فصلى الله عليك كثيرا كما يحب ربنا ويرضى . اللهم أجز عنا نبينا أفضل ما جزيت أحدا من النبيين والمرسلين وابعثه المقام المحمود الذي وعدته يغبطه به الأولون والآخرون , اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد .اللهم إنك قلت وقولك الحق : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد أتيتك مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته . " اهـ

في الصفحة الثانية من الموضوع , الفصل الخامس , قي شبهات أخيرة يتمسح بها أهل الباطل , الشبهة الأولى , توسل سيدنا عمر بسيدنا العباس رضي الله تعالى عنهما , حدث سقط للفقرة التالية أثناء نقلي للموضوع على الموقع , وهي كالتالي – مع النقل في بدايتها للسطر السابق لها والموجود بالموضوع حتى يتسنى للقارئ معرفة موقع هذه الفقرة - :

فترك سيدنا عمر للتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم داخل في إطار هذه القاعدة , و لا دلالة فيه أصلا على منع التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد انتقاله للرفيق الأعلى

كما أن أصحاب هذا الفهم الخاطئ وجهوا معنى كلام الفاروق عمر رضي الله عنه – كنا نتوسل إليك بنبيك – وجهة خاطئة وحمّلوا كلامه أكثر مما يحتمل , وقصروا فهمه على وجهة واحدة , وتوهموا أمورا تدل على قصور فهمهم وسخا فة منطقهم وتوضح بجلاء ما يعتريهم من انتكاس للفهم والفطرة .

فقد ورد في " فتح الباري شرح صحيح البخاري " للإمام ابن حجر العسقلاني ( 2 / 494 ) :

" وكذا ليس في قول عمر أنهم كانوا يتوسلون به – أي النبي صلى الله عليه وسلم – دلالة على أنهم سألوه أن يستسقي لهم إذ يحتمل أن يكونوا في الحالين طلبوا السقيا من الله مستشفعين به صلى الله عليه وسلم .وقال ابن رشيد يحتمل أن يكون أراد بالترجمة – يقصد بالترجمة وضع الإمام البخاري للحديث تحت باب :سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا – الاستدلال بطريق الأولى لأنهم إذا كانوا يسألون الله به فيسقيهم فأحرى أن يقدموه للسؤال . " اهـ

يقول الإمام الكوثري في كتاب " مقالات الكوثري " (صـ 418 ) تعليقا على هذا الكلام :

[ وكلام الحافظين – ابن حجر وابن رشيد – يقضي على وهم من يهم قائلا : إن التوسل به صلى الله عليه وسلم هو طلب الدعاء منه , وأين التوسل من الدعاء ؟ نعم قد يدعو المتوسَل به للمتوسِل لكن ليس هذا مدلولا لغويا ولا شرعيا للتوسل .] اهـ

في الصفحة الثانية من الموضوع , الفصل الخامس , قي شبهات أخيرة يتمسح بها أهل الباطل , الشبهة الأولى , توسل سيدنا عمر بسيدنا العباس رضي الله تعالى عنهما , صحيح ما قاله الشوكاني في كتابه تحفة الذاكرين هو الآتي :

- يقول الشوكاني في كتابه " تحفة الذاكريـن " بعدة الحصن الحصين (صـ 59 ) :

من فصل آداب الدعاء [ قوله ( ويتوسل إلى الله سبحانه بأنبيائه والصالحين ) أقول : ومن التوسل بالأنبياء ما أخرجه الترمذي وقال : حسن غريب . والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال : صحيح على شرط البخاري ومسلم . من حديث عثمان بن حنيف أن أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ادع الله أن يكشف لي عن بصري . قال : أو أدعك فقال :يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد شق عليّ ذهاب بصري . قال : فانطلق فتوضأ فصل ركعتين ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بمحمد نبي الرحمة ... الحديث . وسيأتي هذا الحديث في هذا الكتاب عند ذكر صلاة الحاجة . وأما التوسل بالصالحين فمنه ما ثبت في الصحيح أن الصحابة استسقوا بالعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عمر : اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبينا . ] اهـ

وفي صلاة الضر والحاجة ( صـ 207 ) من نفس الكتاب قال :
[ يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يدعو : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة .... الحديث .ثم قال وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل . ]اهـ

في بداية الصفحة الثالثة للموضوع , الفصل الخامس , خاتمة لهذا الموضوع , سقط هامش رقم[1] وهو كالتالي :

1- من كتاب " حتى لا تحرم من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام " إعداد وتأليف السيد الشريف دكتور محمود السيد صبيح ( صـ 570 – 572 ) .

وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا إلى ما فيه رضاه ، وأن يمن علينا بالثبات على الحق و أن يجنبنا أهل الزيغ والضلال .

وصل اللهم وبارك على سيدنا ومولانا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم والله ولي التوفيق وعليه فليتوكل المؤمنون والحمد لله رب العالمين .

تم بحمد الله

يتبع إن شاء الله بقائمة المراجع .
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 04, 2007 1:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
المراجــــــــــــــع

1- صحيح الإمام البخاري – للإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري
دار المنار – القاهرة – 1422 هـ - 2001 م

2- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج – للإمام الحافظ يحيى بن شرف النووي
دار البيان العربي – القاهرة – 2006 م

3- المصباح المنير- أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي
المكتبة العلمية – بيروت –

4- البيان لما يشغل الأذهان - فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية
المقطم للنشر والتوزيع – القاهرة – 1426 هـ - 2005 م

5- معالم التنزيل -الإمام الحسين بن مسعود الفراء البغوي أبو محمد
دار المعرفة – بيروت –

6- أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته – السيد الشريف دكتور محمود السيد صبيح
دار الركن والمقام – القاهرة – الطبعة الأولى – 1423 هـ - 2003 م

7- الجامع لأحكام القرآن " تفسير القرطبي "- الإمام محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي
دار الشعب – القاهرة –

8- الجواهر الحسان في تفسير القرآن " تفسير الثعالبي " - الإمام عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي
مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – بيروت –

9- تفسير القرآن العظيم - الحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبو الفداء
دار الفكر – بيروت –

10- تفسير النسفي – الإمام النسفي –

11- الدر المنثور في التفسير بالمأثور – الإمام عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين السيوطي
دار الفكر – بيروت – 1993م

12- شرح فتح القدير – للإمام الكمال بن همام
دار الفكر – بيروت –

13- نور الإيضاح – للإمام أبي الإخلاص الشرنبلالي
دار الحكمة – دمشق –

14- الشفا بتعريف حقوق المصطفى – للإمام الحافظ القاضي عياض بن موسى اليحصبي
دار الحديث – القاهرة – 1425 هـ - 2004 م

15- الذخيرة – للإمام الشهاب القرافي
دار الغرب الإسلامي – بيروت –

16- المدخل – للإمام محمد بن محمد العبدري ابن الحاج المالكي
دار التراث – بيروت –

17- شعب الإيمان - للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي
دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولى – 1410 هـ

18- إحياء علوم الدين – للإمام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي
دار الوثائق – القاهرة – الطبعة الأولى – 1420 هـ - 2000 م

19- المجموع – للإمام الحافظ يحيى بن شرف النووي
دار الفكر – بيروت –

20- شفاء السقام في زيارة خير الأنام – للإمام الحافظ شيخ الإسلام تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي
دار كنز السعادة – القاهرة – 1998 م

21- غاية السول في خصائص الرسول – للإمام ابن الملقن
دار البشائر الإسلامية –

22- الجوهر المنظم في زيارة القبر الشريف النبوي المكرم – للإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي
دار جوامع الكلم – القاهرة – 1993 م

23- دفع شبه من شبه وتمرد – للإمام الحجة تقي الدين أبي بكر الحصني
المكتبة الأزهرية للتراث – القاهرة – 2003 م

24- نهاية الزين – للإمام الجاوي
دار الفكر – بيروت –

25- الغنية لطالبي الحق في الأخلاق والتصوف والآداب الإسلامية – للإمام عبد القادر بن موسى بن عبد الله الجيلاني
المكتبة التوفيقية – القاهرة –

26- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم – للحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي
دار صادر – بيروت – الطبعة الأولى – 1358 هـ

27- المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني – للإمام عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي
دار الفكر – بيروت – الطبعة الأولى – 1405 هـ

28- الشرح الكبير – للإمام عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي
دار الكتاب العربي – بيروت – 1392 هـ - 1972 م

29- المستوعب – للإمام نصير الدين السامري الحنبلي
مكتبة المعارف للنشر والتوزيع – الرياض – الطبعة الأولى – 1993 م

30- المبدع – لابن مفلح الحنبلي
المكتب الإسلامي – بيروت –

31- كشاف القناع – لمنصور البهوتي
دار الفكر – بيروت – 1402 هـ

32- الكامل في التاريخ – للإمام ابن الأثير
دار الكتب العلمية – بيروت –

33- وفيات الأعيان – للقاضي ابن خلكان
دار الثقافة – بيروت –

24-البداية والنهاية – للحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبو الفداء
مكتبة المعارف – بيروت –

35- مفاهيم يجب أن تصحح – للأستاذ الدكتور محمد علوي المالكي الحسني
دار جوامع الكلم – القاهرة – 1993 م

36- حتى لا تضيع الهوية الصوفية – للسيد الشريف دكتور محمود السيد صبيح
دار الركن والمقام – القاهرة – الطبعة الأولى – 1428 هـ - 2007 م

37- رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة – للمحدث الأستاذ الدكتور محمود سعيد ممدوح
المكتبة الأزهرية للتراث – القاهرة – 2006 م

38- التأمل في حقيقة التوسل – للدكتور عيسى عبد الله مانع الحميري
دار قرطبة – بيروت – الطبعة الأولى – 1422 هـ - 2001 م

39- الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة – للإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي
مكتبة القاهرة – القاهرة –

40- الأذكار من كلام سيد الأبرار – للإمام الحافظ يحيى بن شرف النووي
مكتبة الرحاب – القاهرة – الطبعة الأولى – 1427 هـ - 2006 م

41- فيض القدير شرح الجامع الصغير- للإمام الحافظ عبد الرءوف المناوي
المكتبة التجارية الكبرى – مصر – الطبعة الأولى – 1356 هـ

42- مقالات الكوثري – للإمام محمد زاهد الكوثري
دار الأحناف – الرياض – الطبعة الأولى – 1414 هـ - 1993 م

43- إتقان الصنعة في تحقيق معنى البدعة – للحافظ أبي الفضل عبد الله الصديق الغماري
مكتبة القاهرة – القاهرة – 1997 م

44- الدرر السنية في الرد على الوهابية – للإمام العالم العلامة أحمد بن زيني دحلان
دار جوامع الكلم – القاهرة – 1991 م

45- فتح الباري شرح صحيح البخاري – للإمام الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني
دار المعرفة – بيروت – 1379 هـ

46- الرد المحكم المتين – للحافظ أبي الفضل عبد الله الصديق الغماري
مكتبة القاهرة – القاهرة – الطبعة الثالثة – 1406 هـ - 1986 م

47- حقيقة التوسل والوسيلة على ضوء الكتاب والسنة – للأستاذ موسى محمد علي
دار التراث العربي – القاهرة – الطبعة الثانية – 1410هـ - 1990م

48- حتى لا تحرم من رؤية النبي صلى الله علبه وسلم في المنام – للسيد الشريف دكتور محمود السيد صبيح
دار الركن والمقام – القاهرة – الطبعة الأولى – 1426 هـ - 2006 م

49- تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين – لمحمد بن علي المشهور بالشوكاني
دار التقوى – مصر – 2005 م

50- السيوف الصقال في رقبة من ينكر كرامات الأولياء بعد الانتقال – للعالم العلامة عبد الباقي المقدسي الحنفي
دار جوامع الكلم – القاهرة – 1425هـ - 2004م

51- نفحات القرب والاتصال بإثبات التصرف لأولياء الله تعالى بعد الانتقال – لشيخ الإسلام خاتم المحققين شهاب الدين أحمد الحموي الحسيني
دار جوامع الكلم – القاهرة – 1423 هـ - 2003م

52- الكواكب الزاهرة في اجتماع الأولياء يقظة بسيد الدنيا والآخرة –لأبي الفضل عبد القادر بن الحسين بن مغيزيل الشاذلي
دار جوامع الكلم - القاهرة – 1420هـ - 1999م

53- شرح جوهرة التوحيد – للإمام شيخ الإسلام برهان الدين إبراهيم الباجوري
المكتبة الأزهرية للتراث – القاهرة – الطبعة الأولى – 2002م

54- الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية – الشيخ سليمان بن عبد الوهاب النجدي
دار الإنسان – القاهرة – الطبعة الأولى – 1407هـ - 1987م

55- كشف الشبهات – محمد بن عبد الوهاب النجدي
دار الحديث – القاهرة –

56- العقيدة الصحيحة- عبد العزيز بن باز
مؤسسة الممتاز- الرياض –

57 - التوسل أنواعه وأحكامه- محمد ناصر الدين الألباني
الطبعة الثانية – 1397هـ -

58 - منهاج الفرقة الناجية – محمدبن جميل زينو
دار الحرمين - القاهرة –

59- تطهير الجنان والأركان- أحمد بن حجر آل بو طامي
مكتبة السنة – القاهرة – الطبعة الأولى – 1419هـ - 1999م

60- التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني – جماعة من العلماء

61- الدين الخالص – للشيخ محمود محمد خطاب السبكي
المكتبة المحمودية السبكية – الطبعة الخامسة – 1411هـ

62- إحياء المقبور من أدلة جواز بناء المساجد على القبور – للحافظ أحمد عبد الله الصديق الغماري
مكتبة القاهرة – القاهرة – الطبعة الثالثة – 1426هـ - 2005م

63- السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة – للشيخ محمد بن حميد النجدي الحنبلي
مكتبة الإمام أحمد – الطبعة الأولى -

64- الحاوي للفتاوي – للإمام العلامة جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
دار الكتب العلمية - بيروت – الطبعة الأولى- 1421هـ - 2000م

روابــــــــــط :

viewtopic.php?t=719&start=0

viewtopic.php?t=2338

http://al7ewar.net/forum/showthread.php?t=2829
























[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: التوسل سنة مفترى عليها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 23, 2015 10:02 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723

صورة


_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 44 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 10 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط