[font=Tahoma][align=justify] يقول الإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه : [ الفتاوى الحديثية ( صـ 177 ) :
[مطلب: في تأويل قول أبي يزيد: خضنا بحراً وقف الأنبياء على ساحله]
[ومن ذلك ما نقل عن أبي يزيد : (خُضْنا بحراً وقف الأنبياء على ساحله).
ومعنى هذا أن الأنبياء وقفوا بسواحل بحار الشهوات والإرادات ونحوهما ينقذون أتباعهم من الغرق في البحار فهو غاية في مدحهم والثناء عليهم، وليس فيه شيء من الاعتراض إلا ما يتبادر من ظاهره على ما زعمه المعترض على المتكلمين بهذه الكلمة حيث زعم أنهم يفضلون الأولياء على الأنبياء، ومعاذ الله أن يصدر ذلك من أحد منهم لأنهم أعرف بالله وبأحكامه وبالأنبياء ومراتبهم من غيرهم.
وأجاب بعضهم عن تلك الكلمة بما يقْرب مما قدمته فقال:
معناها أنهم وقفوا بساحل السلامة ليتبعهم فيها عموم الناس لكونه ظاهراً مبلغاً محل السلامة من غير تعمق، وخاض الخواص في غوامضه وأدركوا منه أشياء من المعارف والأحوال لم يدركها من وقف من أولئك العامة بالساحل.
وأجاب بعضهم:
بأن المراد أن الأنبياء خاضوا بحر المعارف وقطعوه وأحاطوا بجميع أسراره ولم يبق عليهم منه شيء، وأما الأولياء فإنهم خاضوا شيئاً قليلاً منها بل أكثرهم غرق فيه وتاه، ولم ينج منه إلا القليل ممن سبقتْ لهم السلامة في علْم الله تعالى والبقية امْتُحنوا لعدم ضبط ظواهرهم، ومنْ ثمَّ زاغ كثير من الصوفية الذين لم يتأدبوا بآداب الشريعة إذْ الخير كله في اتباعه صلى الله عليه وسلّم والاقتداء بهديه، فمن قيد نفسه بأحكام الشريعة الظاهرة وعمَّر باطنه بالخشْية ونحوها مما مر، فقد اندرج في سلك القوم السالمين من اللوم ألحقنا الله بهم ونظمنا في سلكهم آمين.]اهـ[/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|