اشترك في: الخميس يونيو 14, 2007 2:19 pm مشاركات: 5957
|
لفت نظرى فى مشاركة سابقة ذكر فيها السيد الشريف ان ابن تيمية تأثر بشخص يدعى ابن ملكا اليهودى, قال السيد الشريف:
المهم دون الدخول فى النيات
اقرأ " أخطاء ابن تيمية , والخصوصية , وحتى لا تحرم تدرك أمورا كثيرة بإذن الله
وترى اثر اليهود والنصارى فى تربية ابن تيمية
(ابن ملكا وغيره)
viewtopic.php?p=23578&highlight=#23578
و الحمد لله وجدت بعض النصوص للعلامة محمد زاهد الكوثرى يتكلم فيها عن تأثر ابن تيمية ببعض اليهود (ابن ميمون و ابن ملكا ) فى جانب العقائد و ها هى اليكم و يا ليت لو عند حضراتكم أى معلومات إضافية عن هذا الموضوع و لكم جزيل الشكر
يقول الامام الكوثرى فى كتابه "من عبرالتاريخ" ص 34-38 (ط د. الفتح)
[center][table=width:80%;][cell=filter:;] [align=center]موسى ابن ميمون اليهودى(*)[/align][/cell][/table][/center]
و ابن ميمون هو: ابو عمران موسى الاندلسى, تخرج فى الفلسفة على امثال ابن طفيل و ابن رشد, فجرى على تنزيه الله سبحانه عن الجسمية و مشابهة الحوادث مع تأويل نصوص كتب اليهود فى التشبيه الصريح, فأصبح رئيس طائفة منهم يتزعمهم.
و هو شديد التحامل على المتكلمين فى "دلالة الحائرين" , لكن ترى علماء الاسلام قليلى الاهتمام بالرد عليه , و لعل هذا التساهل منهم معه أتى من جهة سعيه الحثيث فى انتشال اليهود من ورطة التجسيم المتوارث بينهم, فوجدوا فى عمله هذا تخفيف الشر فى جانب اليهود, فكان هذا شفيعا له عندهم.
و تعرضه لفرق المسلمين لم يبالوا به لكونه سهل الرد عليه كقوله فى نقض المتكلمين فى نفى الجسمية عن الله من (احتياج المقدار الخاص مخصص, و المحتاج لا يكون قديما) بأن مقداره يكون واجبا لا يحتمل الزيادة و النقص, متغاضيا عن أن الكم المتصل القائم بالجسم عرض طارىء, حيث غفل عن أن مثل هذا الوجوب: مما يمكن ادعاؤه فى كل جسم يدعى قدمه, مع ان قدم الأجسام ليس من مذهبه, بل يذكر نحو خمس و عشرين مقدمة تنزه البارى تعالى عن الجسمية,
و قد أخذ الشيخ الحرانى فى (معقوله)(1) بكل أسف برأى ابن ميمون هذا فى وجوب المقدار الخاص فى محاولته الرد الآمدى فى تنزيه البارى جل جلاله عن الجهة مع ظهور سقوط رأى ابن ميمون فى المقدار الخاص بما أوضحته, كما أخذ برأى ابن ملكا فى تجويز تغير العلم و الإرادة المتعلقين بالمعلوم المتغير – مع أن التغير فى نفس الصفة يوجب حدوث الموصوف – حتى ادعى وجوب التنزيه عن هذا التنزيه!(2)
و هذا قياس منه للغائب على الشاهد, و تجويز لحلول الحوادث فى الله, المحال عند المتكلمين و الفلاسفة فى آن واحد , و حرص منه على استدامة تشبيه اليهود بعد تظاهره بالاسلام.
و قول القائل من المتكلمين بتغير التعلق غير القول بتغير الصفة كما هو مشروح فى موضعه.(3)
و قد وسع الشيخ الحرانى رأى ابن ملكا فى العلم و الإرادة إلى أن جعله يشمل الحرف, و الصوت, و المس, و المشى, و القعود, و الحركة, و الجد, و الجهة, و غير ذلك بكل وقاحة, فخرج عن الجادة خروجا بينا لا حجاب دونه.(4)
مع أنه لا تغير فى علم الله و لا فى إرادته, لأنهما ليسا بزمانيين و لا بمكانيين كما فى الشاهد, بل علم الله حضورى ليس له تقدم أو تأخر زمانى أو مكانى,لتعاليه سبحانه عنهما, و كذلك إرادته جل جلاله, و كل ما هو مبسوط على آنات الزمان و نقاط الخط الممدود فى المكان يعلمه تعالى علما وحدانيا ثابتا من غير تقدم و لا تأخر,فلا تغير فى علمه و إرادته سبحانه,
فالعمود الكبير مثلا إذا كان عليه أعلام ألوان عريضة متوازية فعند وضع النملة على لون منها تحسب انها تمشى فى صحراء من السواد مثلا, ثم فى صحراء من البياض, و هكذا, فإبصارهم فيه تقدم و تأخر لضعف باصرتها بخلاف باصرتنا فإننا نرى تلك الألوان بمرة واحدة بدون تقدم و لا تأخر, فكيف عند الله, و كل ما يتعلق بالله ليس له أى شبه بما عندنا, فلا يتصور التقيد بزمان و لا مكان, لا فى علمه و لا فى إرادته, و قد أخذ الشيخ الحرانى أسقط ما عند الرجلين من الزيغ المبين, و فى ذلك عبرة للمعتبرين.
و موسى ابن ميمون توفى سنة 600 هـ أو 605 هـ بمصر, و الكلام فيه طويل.
قال أبو حيان الأندلسى فى (تفسيره) (7: 472) عن موسى بن ميون هذا: "رئيس اليهود فى زمانه فى مصر, و كان هذا اليهودى قد أظهر الإسلام و رحل من الأندلس.. فلمق قدم مصر – و كان ذلك فى دولة العبيديين و هم لا يتقيدون بشريعة – رجع إلى اليهودية, و أخبر أنه كان مكرها على الإسلام, فقبل منه ذلك, و صنف لهم تصانيف من كتاب (دلالة الحائرين), و إنما استفاد ما استفاد من مخالطة علماء الأندلس و تودده لهم. و الرياسة إلى الآن بمصر لليهود فى كل من كان من ذريته". اهـ.
[center][table=width:80%;][cell=filter:;] [align=center]ابو البركات ابن مالكا اليهودى(5)[/align][/cell][/table][/center]
و ابن مالكا هو : أبو الربكات هبة الله بن مالكا البغدادى, صاحب (المعتبر)(6), المتوفى سنة 547 هـ, قضى معظم عمره و هو يهودى, و لما سمع أن ابن أفلح هجاه بقوله -و تمثل به ابن التلميذ-:
لنا طبيب يهودى حماقته إذا تكلم تبدو فيه من فيه يتيه و الكلب أعلى منه منزلة كأنه بعد لم يخرج من التيه
تظاهر بالإسلام ابتعادا عن الهوان و الله أعلم بما بما فى قلبه.
و هو الفيلسوف الوحيد الذى وجد ابن تيمية بغيته عنده و اتخذه قدوة لنفسه فى القول بجواز حلول الحوادث فى الله سبحانه(7), تعالى الله عن إفك الأفاكين.
و قال أيضا الامام الكوثر ى ايضا فى تقدمته للمقدمات الخمس و العشرين ص 10
"و أفاض- ابن مالكا- فى الرد على القائلين بوجوب التنزيه عن تغير العلم, لكن بنوع من التعمية تهيبا من الوسط الإسلامى الذى يعيش فيه, مع أن حلول الحوادث فى ذات الله محال عند المتكلمين و الفلاسفة فى آن واحد , بل بحلول الحوادث فى العالم استدلوا على حدوث العالم, فكيف يستجاز ذلك فى مبدع العالم؟! جل جلاله,
و إن انخدع بكلام ابن ملكا: ابن تيمية فى "تلبيسه" و "تسعينيته" و "منهاجه" و "معقوله", بل وسع دائرة هذا التجويز إلى حد قبول الاستقرار المكانى و الحركة و الحد و المس و القعود و الكلام بالحرف و الصوت و نحوها م الأحداث فى جانب الله جل شأنه مع خطورة ذلك عند أهل الحق.." اهـ.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
*- انظر ترجمته فى (تاريخ الحكماء) للقفطى ص 317, و (عيون الأنباء) لابن أبى صبيعة و( تاريخ مختصر الدول) لابن العبرى ص 417, و (الوافى) للصفدى (القسم المخطوط), و غيرها.
1- يعنى ابن تيمية فى كتابه (بيان موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول), المسمى أيضا: (درء تعارض العقل و النقل) (4/269-272 ط د. رشاد سالم المحققة).
2- انظر قوله هذا فى كتابه (المعتبرفى الحكمة) (3/77), و قد نقله ابن تيمية فى (درء التعارض) (2/209 من ط د. رشاد سالم)
3- انظر : (الاقتصاد فى الاعتقاد) للإمام الغزالى ص 95-97 (فى أحكام الصفات: أنها قديمة), (شرح النسفية) للتفتزانى (1:114 بحواشيه), (شرح المقاصد) للتفتزانى (4/121), و غيرها.
4- انظر بعض نصوصه فى : (درء التعارض) (2/7 , 51 ط د. رشاد), (منهاج السنة) (2/256 ط د. لاشاد), (التسعينية) (2/491, 502 ط د. العجلان/ مكتبة المعارف بالرياض)
5- انظر ترجمته فى "تاريخ الحكماء" للقفطى ص 343-346, و "عيون الأنباء" لابن أبى صعيبة ص 347, و "تاريخ مختصر الدول" لابن العبرى ص 364, و "الأعلام" للزركلى (8/74) . ز انظر "وفيات الأعيان" (6/74).
6- فى الحكمة, طبعته دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد سنة 1358 هـ فى ثلاثة مجلدات. و فى "المعتبر" يقول للقفطى فى "تاريخ الحكماء" ص 343: "و هو أحسن كتاب صنف فى هذا الشأن فى هذا الزمان". لكن الإمام الكوثرى – واصفا المؤلف و المؤلف- فى تقدمته للمقدمات الخمس و العشرين ص 10: "و قد أوتى ذكاء و حسن بيان, مع مكر بالغ, و شغب ملبس, يدس بهما فى غضون كلامه ما ورثه من عقيدة التشبيه من نحلته الأصلية, فيروج تلبيسه على من لم يؤت بصيرة نافذة تجلو الحقائق, يتظاهر بالرد على الفلاسفة فى بعض مباحث المنطق و الطبيعيات و الإلهيات, فيكون ذلك سببا لرواج شغبه عند بعض محدثى الحشوية فى تجويز حلول الحوادث فى الله سبحانه..".
انتهى النقل مع اختصار فى النقل من هامش التحقيق -لإياد أحمد الغوج- لعدم الإطالة
|
|