[font=Tahoma][align=justify] المتمسلفة الخوارج لا يملون من التطاول بالتبديع والتكفير على جماهير الأمة .
ولم يسلم منهم أحد ، لا العلماء ولا الصالحين .
الكل يعلم بأقوالهم في الإمام البوصيري رضي الله عنه وأرضاه وفيمن ترنم أو استمع لدرته اليتيمة الموسومة بالبردة - قريبا جدا إن شاء الله وبعونه سأضع موضوعا موثقا من أقوال أحد أئمتهم يثبت ذلك الكلام في قسم الملفات السوداء ، رغم أنف المشتتين المستترين -
وهم يعتمدون على استغفال الغير وجهل من يخاطبونهم أو يتلقون عنهم هذه الفرى والأباطيل .
فتراهم يقولون : هذا شرك ، وهذا كفر ، ولا يقول بهذا أحد من العلماء ، ثم يستطرد قائلا :
وقد قال العلامة ابن ... في البردة كذا وكذا .
وقال ابن مش عارف مين كذا وكذا في البردة .
فيعتقد من يستمع لهذا الكلام من بسطاء الناس أن هذا هو الحق .
ولكن الحق عكس ما يقوله هؤلاء المتمسلفة تماما .
فإليكم من شرح البردة من أئمة المسلمين الأعلام ، ويا حبذا لو أتى أحد المتمسلفة وقال لنا ما هو الحكم الشرعي في هؤلاء المعينين من ارتضوا أقوال الإمام البوصيري بل وشرحوا قصيدته وأفردوا لذلك المؤلفات المتعددة .
واستبعد حدوث ذلك لأنه في هذه الحالة لن يتمكن المتمسلفة من استغفال الغير ، فأسماء العلماء موجودة والسؤال عنهم بأعيانهم ، فلن يستطيع أن يتهرب المتمسلف ساعتها ، وقد تواتيه الشجاعة ويعلنها صريحة .
والآن مع ذكر من قام بشرحه هذه القصيدة المباركة ، مسبوقا بنبذة مختصرة عن الإمام البوصيري .
[قال ا ابن حجر رحمه الله تعالى في "شرح الهمزية " [1: 105] :
[وإن أبلغ ما مُدح به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من النظم الرائق البديع ، وأحسن ما كشف عن شمائله من الوزن الفائق المنيع ، وأجمع ما حوته قصيدةٌ من مآثره وخصائصه ومعجزاته ، وأفصح ما أشارت إليه منظومة من بدائع كمالاته ، ما صاغه صوغ التبر الأحمر ونظمه نظم الدر والجوهر ، الشيخُ الإمام العارف الهمام الكامل المفنن المحقق ، والبليغ الأديب المدقق ، إمام الشعراء وأشهر العلماء ، وبليغ الفصحاء ، وأفصح البلغاء الحكماء ، الشيخ شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد بن حماد بن محسن بن عبد الله بن صنهاج بن هلال الصنهاجي الدلاصيري ، ثم اشتهر بالبوصيري ، قيل : ولعله بلد أبيه ، فغلب عليه . ولد سنة ثمان وست مائة(608هـ) ، وأخذ عنه: الإمام أثير الدين أبو حيان الغرناطي والإمام اليعمري أبو الفتح ابن سيد الناس ومحقّق عصره العز بن جماعة ، وغيرهم . توفي سنة ست أو سبع وستين وست مئة على ما قاله المقريزي ، لكن صوّب شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني أن وفاته سنة أربع وتسعين وست مائة(694هـ) . وكان من عجائب الدهر في النظم والنثر ، ولو لم تكن إلا قصيدته المشهورة بـ " البردة " التي ازدادت شهرتها إلى أن صار الناس يتدارسونها في البيوت والمساجد ، لكفاه شرفاً وتقدماً .
وأما من روى هذه القصيدة[البردة] ، و" الهمزية " من العلماء الأعلام ، ومصابيح الظلام ، فخلق لا يُحصوْن ، منهم ما ذكره ابن مرزوق ، شارح " البردة " بمجلدين كبيرين .[1]
قال-ابن حجر- : وقد حصلت لي رواية هذه القصيدة ، من ذلك : أني سمعتها بقراءة الشيخ [ العلامة ] المحدث المكثر الحافظ شهاب الدين أبي العباس أحمد الرشيدي المكي سنة اثنتين وتسعين وسبع مائة ، على الإمام العلامة الشهير المكثر الرحال المحدث الراوية ذي الفنون الغريبة والتآليف العجيبة مجد الدين الفيروز أبادي العراقي صاحب " القاموس " نزيل مكة المشرفة ، وأخبرنيها عن الإمام العلامة قاضي القضاة عز الدين أبي عمرو عبد العزيز بن الإمام العلامة قاضي القضاة بدر الدين أبي عبد الله محمد بن جماعة الكناني المصري الشافعي ، عن الناظم .
(ح) وحدثني بها إجازة عن ابن جماعة المذكور غيرُ واحد من أشياخي الأعلام ، منهم : الأئمة الثلاثة المصريون حُجج الإسلام وحاملو راية سنة النبي عليه وآله الصلاة والسلام : أبو حفص عمر بن رسلان بن نصر بن صالح البلقيني ، وعمر بن على بن أحمد بن محمد الأنصاري – الشهير بابن الملقن - ، ووحيد دهره وفريد عصره زين الدين بن العراقي .
(ح) وحدثني بها إجازةً العلامةُ النحوي ، أحد النحاة بالديار المصرية ، شمس الدين أبو عبد الله محمد الغمّاري ، عن أبي حيان ، عن الناظم .
(ح) وحدّثني بها إجازة الشيخ الفقيه الإمام النحوي اللغوي الأعرف ، الحافظ المتقن الرواية الصالح العارف ، أبو العباس أحمد بن محمد الأزدي – الشهير بالقصّار – وله على القصيدة شرح ذكر فيه نبذاً من اللغة والإعراب ، عن الشيخ المحدث الشهير الرحال محمد بن جابر القيسي الواد آشي ، بحق سماعه من ناظمها ،والحمد لله حق حمده .
و قال أيضا رحمه الله تعالى : "وقد حصلت رواية هذه القصيدة وغيرها من شعر الناظم من طرق متعددة ، منها – بل أعلاها [2] - : [ أني ] أرويها عن شيخنا شيخ الإسلام وخاتمة الحفاظ ، أبي يحيى زكريا الأنصاري الشافعي ، عن العز [ أبي محمد ] بن الفرات ، عن العز بن بدر بن جماعة ، عن ناظمها.
وعن حافظ العصر ابن حجر العسقلاني – يعني شارح "البخاري" – عن الإمام المجتهد السراج البلقيني ، والسراج ابن الملقن ، والحافظ زين الدين العراقي عن العز بن جماعة عن ناظمها.
وأرويها أيضاً عن مشايخنا ،عن الحافظ السيوطي عن جماعة منهم : الشمني الحنفي ، بعضهم قراءة ، وبعضهم إجازة ، عن عبد الله بن علي الحنبلي . كذلك عن العز بن جماعة ، عن الناظم .]. انتهى كلام ابن حجر رحمه الله. قلت:
وقد اشتملتْ هذه الأسانيد على جملة من أساطين العلماء الأعلام المقتدى بهم في الدين .
وأما غير هؤلاء ، فمما لا يُحصى كثرة ، لأنها من زمان مؤلفها إلى هذا الآن ، مَن رواها ألوفٌ مؤلّفة لا يدخلون تحت الحصر من أكابر العلماء وغيرهم .
فائدة :
فقد شرح هذه البردة جملةٌ من أكابر العلماء ،منهم : الشيخ ابن مرزوق التلمساني المالكي ، الإمام المحقق المحدث شرحين: كبيرٌ وصغير ، ذكر في الكبير أنواعاً من العلوم . [3]
وشرحها أيضاً العلامة المدقق المحقق جلال الدين المحلّي المفسر للقرآن وشارح " جمع الجوامع " " والمنهاج" في الفقه. [4]
وشرحها الحافظ الحجة الشيخ زكريا الأنصاري شيخ الإسلام .[5]
وشرحها الإمام المحدث شهاب الدين القسطلاني شارح "البخاري" ، واستعملها في كتابه ( المواهب اللدنية ) وطرّز كتابه هذا بها [6] ، واستعملها في " سيرته " العلامةُ الحلبي مع " الهمزية " .
وشرحها العلامةُ الثاني السعد التفتازاني قُدّس سره النوراني صاحب التآليف السائرة في الآفاق .
وشرحها العلامة النحوي الشيخ خالد الأزهري صاحب "الأزهرية " وشرح "القواعد" و "التصريح "[7]
وشرحها العلامةُ المحقق شيخ زاده الرومي الحنفي صاحب " حاشية البيضاوي " في عدة مجلدات . [8]
وشرحها السيد الغبريني المقرئ – ذكره الشهاب الخفاجي في " ريحانته " – .
وشرحها علامة الروم الخادمي . [9]
وشرحها العلامة عبد السلام المراكشي المالكي وذكر خواصّ أبياتها.
وشرحها العلامة القباني البصري
ورأيت لها ثلاثة شروح في الفارسية .
وفي شرح العلامة ابن مرزوق ما يدل أن لها شروحاً كثيرة ينقل عنها ولم يسمّها .
وأما من خمّسها فكثيرون جداً ، وسبّعها -على ما شُهر- العلامةُ الإمام البيضاوي صاحب التفسير المشهور.
فهل ترى أن كل هؤلاء الأكابر من العلماء لم يعلموا أن فيها شركاً وكفراً أو خطأ ، وأنت أيها الجاهل علمته ونبهتَ عليه ، و هم غفلوا عنه وما نبهوا ؟!! أم علموا ذلك وغشّوا الناس .. !!
فما هذا- ورب الناس- إلا خناس يوسوس في صدور هؤلاء الأرجاس . وسيأتيك من الحجج القاطعة لاعتراض هؤلاء الأنجاس ما يكشف عن قلبك لباس الالتباس .] اهـ
من كتاب : [ نحت حديد الباطل وبرده بأدلة الحق الذابة عن صاحب البردة (17- 21 ) وهوامش التحقيق ] .
هامش
1_ سماه : " إظهار صدق المودة في شرح البردة " ويقع ( 297 ) لوحة ، وله شرح آخر مختصر من هذا الشرح سماه : " الاستيعاب لما في البردة من المعاني والبيان والبديع والإعراب " . 2 " المنح المكية في شرح الهمزية " لابن حجر الهيتمي 1 : 109 . 3- تقدم ذكرهما . 4- سماه : " تعليق لطيف على بردة المديح " وفي بعض المصادر بعنوان : " الأنوار المضية في مدح خير البرية ". 5- _ سماه : " الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة " . 6- سماه : " مشارق الأنوار المضية في شرح الكةاكب الدرية " . 7- سماه : " الزبدة في شرح قصيدة البردة " . ( مطبوع ) . 8- وشرحه مطبوع مع شرح الإمام عمر بن أحمد الخربوتي باسم عصيدة الشهدة شرح قصيدة البردة . 9- سماه : " نشر الكواكب الدرية " . 10- يعتبر هذا الشرح من أبسطها وأخصرها ، يقع في أربع لوحات . وقد ضمن الشيخ خالد الأزهري هذا الشرح وما ذكره المصنف من خواص ، شرحه للبردة المسمى : " الزبدة في شرح قصيدة البردة ". 11- طبع بعنوان : " الكواكب الدرية تسبيع البردة البوصيرية في مدح خير البرية " .[/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|