أتابع معكم ... بذكر ترجمة لطيفة سريعة للعلامة محمد زاهد الكوثرى .. رحمه الله ورضى عنه .
ترجمة العلامة الإمام محمد زاهد الكوثري
هو الإمام محمد زاهد بن الحسن بن علي الكوثري (1296- 1371 هـ = 1879- 1952 م)
فقيه حنفي ، جركسي الأصل ، له اشتغال بالأدب والسير.
ولد ونشأ في قرية من أعمال (دوزجة) بشرقي الآستانة ، وتفقه في جامع (الفاتح) بالآستانة ، ودرس فيه , وتولى رياسة مجلس التدريس .
ثم أصبح رئيسا للمدرسين فيه وعيّن وكيلا للمشيخة الإسلامية في دار الخلافة العثمانية
وكان الشيخ الكوثري من نشطاء الشراكسة القوميّين في استانبول حيث كان من مؤسِّسي جمعية التعاون الشركسية عام 1908 م في استانبول .
واضطهده (الاتحاديون) – أصحاب حزب الإتحاد والترقى العلمانى - في خلال الحرب العامة الأولى ، لمعارضته خطتهم في إحلال العلوم الحديثة محل العلوم الدينية، في أكثر حصص الدراسة.
ولما ولي (الكماليون) – أتباع كمال أتاتورك - وجاهروا بالالحاد ، أريد اعتقاله ، فركب إحدى البواخر إلى الاسكندرية (سنة 1341 هـ = 1922 م) .
وتنقل زمنا بين مصر والشام ، ثم استقر في القاهرة ، موظفا في (دار المحفوظات) لترجمة ما فيها من الوثائق التركية إلى العربية .
وكان مرجِعا في الحديث النبوي الشريف ورِِجاله وحُجّة في المراجع والمكتبات العامة والخاصة في العالم العربي والإسلامي .
وكان يجيد العربية والتركية والفارسية والجركسية ، وفي نطقه بالعربية لكنة خفيفة .
وله تعليقات كثيرة على بعض المطبوعات في أيامه، في الفقه والحديث والرجال.
وله تآليف كثيرةو منها :
(تأنيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الاكاذيب - ط) ويعني بالخطيب صاحب تاريخ بغداد . و (النكت الطريفة في التحدث عن ردود ابن أبي شيبة على أبي حنيفة - ط) و (الاستبصار في التحدث عن الجبر والاختيار - ط) ورسائل في تراجم (الامام زفر) و (أبي يوسف القاضي) و (محمد بن الحسن الشيباني) و (البدر العيني) و (الامامين الحسن بن زياد ومحمد بن شجاع) و (الطحاوي) كلها مطبوعة . و( الإشفاق على احكام الطلاق ) ورسالة ( إحقاق الحق وإبطال الباطل ) و ( مُغيث الخلق في ترجيح القول الحق ) وله كتاب ( التعليقات المهمة على شروط الأئمّة ) وتخريج كتاب ( التبصرة في الدين ) وتكملة كتاب ( السيف الصقيل ) للسبكي والعشرات من المقالات المختلفة في المجلات والصحف العربية.
وصحّح الجزء الخاص عن الشراكسة في دائرة المعارف الإسلامية وعلّق عليه وشارك الاستاذ حسن قاسم في كتابة الجزء الخاص بالشراكسة في مؤلفه الكبير ( المزارات والآثار الإسلامية في مصر والقاهرة ) .
ووضع رسالة مُطوّلة تبحث في تاريخ الشراكسة في مصر وهي ما تزال مخطوطة متداولة بانتظار النشر ، وفيها تفنيد للكثير من المُغالطات والتجنِّيات التاريخية بشأن دولة السلاطين الشراكسة في مصر . وله نحو مائة مقالة جمعها السيد أحمد خيري في كتاب (مقالات الكوثري - ط) وتناوله بعض الفضلاء بالنقد، في كتاب (الكوثري وتعليقاته - ط) .
توفي في القاهرة في 10 اب 1952 م , ودفن في مقبرة الامام الشافعي بعد حياة حافلة بالعطاء اوقفها على خدمة العلم والعلماء .
انظر : الأعلام للزركلي (6/129) وغيره .
يقول العبد الفقير مريد الحق : وقد كان الشيخ الكوثرى حنفى المذهب – كما مر – متعصبا له .. شديد اللسان على المخالفين ... صادعا بالحق .. لايخشى أحدا فى الله ..
وكان كثير الحط والنقد اللاذع لابن تيمية وابن القيم ... وذلك أورث أتباع ابن تيمية المنحرفين الخوارج السخط على الكوثرى .. قبحهم الله .
أردت ذكر ذلك .. حتى لايفاجأ أحد بنقد موجه للكوثرى .. فينزعج .. ولكن ليعلم .. أن ناقده إن كان من أهل السنة المحترمين .. فليعلم أن النقد سببه شدة لسان الإمام الكوثرى .. خاصة فيمن ينتقد المذهب الحنفى ...
وإن كان النقد موجه من الخوارج المنحرفة أتباع ابن تيمية .. فليعلم أن السبب هو نقد ونقض الكوثرى لشيخهم ابن تيمية . والله أعلم
وصل اللهم على سيدنا ومولانا رسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين وسلم , وعظم وشرف وكرم .
|