بسم الله الرحمن الرحيم من الأمور المسنونة التي جعلها أهل البدع " بدعة " ( الصلاة على حضرة النبي صلى الله عليه و اله و سلم بعد الأذان ) فإذا أمعنا النظر في هذه المسألة نجد أنها من السنن الحسنة و هي من سنن الرسول صلى الله عليه و اله و صحبه و سلم . و التي لا جدال فيها شاء المتنطعون أم أبو , و قد قال تعالى : ( يا أيها الذين امنوا صلوا عليه و سلموا تسليما ) . فهذه تأمر بالصلاة على النبي من غير تقييد بعمل , و لا بوقت , و لا بحال , ولا بشأن , و لا إذا كانت جهرا , أو سراً, أو بصيغة معينة . وقد قال صلى الله عليه و اله وصحبه و سلم : ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي ) . البخاري و مسلم . فالصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلام بعد الأذان سنة حسنة لا جدال فيها كما ذكر العلامة الألوسي في تفسيره ( روح المعاني ) " أن قوله تعالى : ( صلوا عليه و سلموا تسليما ) أن المؤذن داخل تحت هذا الأ مر لأن الأمر في الأية للوجوب " . ويجوز التنويع في صيغ الصلاة لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه و سلم تحديد صيغة معينة . و في كتب الفقه على المذاهب الأربعة بتحقيق علماء المذاهبوطبع وزارة الأوقاف المصرية ما نصه : ( زاد بعض الخلف عقب الأذان و قبله أمورا منه الصلاة على النبي بعد الأذان و منها التسابيح و الإستغفار قبله بالليل و هي بدع مستحسنة لأنه لم يرد في السنة ما يمنعها وعموم النص يقتضيها . وفي شرح الإمام النووي على صحيح مسلم : ذكر أن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم لا بأس بها للتنبيه أي ليصلي عليه الغافل من لا يعلم بطلب الصلاة عليه بعد إجابة المؤذن في قوله صلى الله عليه و سلم : " ثم صلوا علي " . وعن الشافعية و الحنابلة أن الصلاة و السلام على النبي صلى الله عليه و سلم بعد الأذان سنة . قال محشية بن عابدين : كذا في النهر عن حسن المحاضرة للسيوطي قال في النهر إنها بدعة حسنة يؤجر عليها بحسن نية . وقد استحسن هذا شيخ الإسلام ابن حجر في ( الدر المنضود ) ونقله العلامة الشيخ سليمان بن الجمل عن البرماوي الشافعي في حواشي ( شرح المنهج ) وكذلك أقره العلامة الصاوي المالكي و الكثير من العلماء . وصلى اللهم على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم .
_________________ يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
فيه العفاف وفيه الجود و الكرم
|