موقع د. محمود صبيح

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام الطيبين الطاهرين
أما بعد,
كنت أريد أن توضحوا لى موضوع عن ابن تيميه أنه أدعى أن الدعاء عند قبر النبى صلى الله عليه وسلم غير مستجاب....
فهل هذا صحيح
وهل هذا يصح مع جناب حضرة النبى صلى الله عليه وسلم
أريد أن توضحوا لى هذا فإن هذا الموضوع يشغل بالى كثيرا.
ولكم جزيل الشكر
والسلام علكم ورحمة الله وبركاته

يا اختي الكريمة ذكر ابن تيمية ان التوسل بالدعاء لغير الله لايجوز ومحرم لانه شرك بالله

الصلاه والسلام على رسول الله في قبره جائزة والنظر اليه جائز (الصلاه بمعنى الصلاه بالكلام اي السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست الصلاه بالركوع والسجود )

اما التوسل بالدعاء وماتسمونه بالمدد لغير الله هذه من البدع وغير جائزه والرسول صلى الله عليه وسلم انكرها لغير الله

ولكن دعاء الله عند قبر الرسول جائزة من غير ادخال التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وفي حديث ضعيف قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( مابين قبري ومنبري روضة من رياض الجنه ) حديث ضعيف اي ادعي الله اختي الكريمة لايوجد بينك وبين الله حاجز ادعي الله بنفسك ولاتتوسلي بغير الله واسالي الله وحده سبحانه وتعالى

وارجو فهم المقصد من كلامي وردي دعاء الله عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم جائزة ولكن من غير التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ومن غير التمسح بقبره او مثل هذه البدع والامور التي تؤدي الى الشرك بالله

اقرؤا كتب ابن تيمية وافهموها والازهر يؤيدها وهو المفتي الاول في بلادكم مصر وهل انتم من اتباع الازهر ؟ اتبعوا كتب السنه والجماعه واتحدا شيخكم هذا الصبيح في مناظره يقابلني فيها

والله على ما اقول شهيد

هاشمي من ارض الحرمين ........

_________________
ايها الرافضه الشيعه الله ورسوله بريء منكم

بسم الله الرحمن الرحيم ، الأخت المحترمة : مريم ، أما سؤالك أن ابن تيمية قال أن الدعاء عند القبر الشريف غير مستجاب ، فلم أقف له على قول بهذا اللفظ ، ولكنه قال فى الفتاوى (26\145) : ولا يقف عند القبر ـ يعنى قبر النبى صلى الله عليه وسلم ـ للدعاء لنفسه ، فإن هذا بدعة .اهـ
ـ وقال فى (27\117) : بل نص أئمة السلف على أنه لا يوقف عنده للدعاء مطلقاً ، كما ذكر إسماعيل بن إسحاق فى كتاب المبسوط وذكره القاضى عياض .اهـ
ـ أما قوله : وذكره القاضى عياض ، فيرد عليه القاضى عياض ، فقد روى رحمه الله تعالى في الشفاء بإسناده عن ابن حميد قال : ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك : يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد ، فإن الله تعالى أدب قوماً ، فقال : "لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي"وذم قوماً فقال : " إن الذين ينادونك من وراء الحجرات"، وانّ حرمته ميتاً كحرمته حياً ، فاستكان لها أبو جعفر ، وقال : يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو، أم أستقبل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك أدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة ، بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله تعالى ، قال الله تعالى :" ولو أنهم أذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله "( النساء /64) .
ـ وهذه القصة لا يكاد يخلو منها كتاب من كتب المالكية ، ينقلها خلف عن سلف ، حتى جاء ابن تيمية وادعى بطلانها.
ـ فهذا هو القاضى عياض يرد على ابن تيمية ، وعلى هذه الطريقة ـ طريقة ابن تيمية فى إطلاق الكلام على عواهنه والإسراع فى التبديع ـ يسير فى كل كتبه .
ـ وقال الإمام النووى فى رؤوس المسائل : روى عن مالك بن أنس رحمه الله تعالى أنه قال : إذا أراد الرجل أن يأتى قبر النبىصلى الله تعالى عليه وسلم فيستدبر القبلة ويستقبل النبىصلى الله تعالى عليه وسلم ويصلى عليه ويدعو .
وبسط هذا يا أختى له موضع آخر .

يقول ابن تيمية فى مجموع فتاويه ( 27 / 117 )
( ومع هذا لم يقل أحد منهم أن الدعاء مستجاب عند قبره ، ولا أنه يستحب أن يتحرى الدعاء متوجهاً إلى قبره ، بل نصوا على نقيض ذلك ) . اهـ
قال أيضا فى الرد على البكرى ( 1 / 146 )
المرتبة الثانية : ( أن يظن أن الدعاء عند قبره مستجاب أو أنه أفضل من الدعاء فى المساجد والبيوت ، فيقصد زيارته لذلك أو للصلاة عنده أو لأجل طلب حوائجه منه ، فهذا أيضاً من المنكرات المبتدعة باتفاق أئمة المسلمين ، وهى محرمة وما علمت فى ذلك نزاعاً بين أئمة الدين ) . اهـ
وقال أيضاً فى مجموع فتاويه ( 27 / 116 )
( ولم يكن فى الصحابة والتابعين والأئمة والمشايخ المتقدمين من يقول أن الدعاء مستجاب عند قبور الأنبياء والصالحين لا مطلقا ولا معيناً ) . اهـ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الأمين سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الهداة الميامين والتابعين وتابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد .
فقد سألت الأخت الفاضلة سؤالها وأرادت من الحضرات أن يفكوا لها ما أشكل على بالها ولتكون على بصيرة من أمر دينها فجئت أنت لتزيد على طينها بلة وعلى ضيعها ضيعة أخرى ولبست عليها وجنيت على الأمة الغراء بنفيك التوسل وطلب المدد ودلست وأخفيت وافتريت على علماء الأزهر مدعيا أنهم يوافقون على ابن تيمية وخاصة في هذا الموضوع ، وإني أتحداك بإذن الله أن تأتي لنا بنص صريح من السنة أو من العلماء والمحدثين من الذين جاءو قبل ابن تيمية ولن تجد ذلك صريحا أو تلميحا منهم بل ستجد نقيض ذلك صريحا أو تلميحا. والحديث الذي ذكرت لنا (ما بين قبري ومنبري روض من رياض الجنة ) وعللت عليه بأنه حديث ضعيف فنعم هو كذلك لكن معنى الحديث صحيح. وهنا نتسائل ما هو الحديث الضعيف عند علماء الحديث؟
فنقول وبالله التوفيق
قال الحافظ العراقي في ألفيته:
أما الضعيف فهو ما لم يبلغ****مرتبة الحسن، وإن بسط بغي
ففاقد شرط قبول قسم*******واثنين قسم غيره وضموا
سواهما فثالث، وهكذا******وعد لشرط غير مبدوء فذا
قسم سواها ، زد غير الذي***قدمته ، ثم على ذا فاحتذي
وعده البستي فيما أوعى****لتسعة وأربعين نوعا اهــ
فهل تعلم ما هي هذه الأنواع التسعة والأربعين؟
قال الإمام الحافظ السيوطي في ألفيته:
هو الذي عن صفة الحسن خلا****وهو على مراتب قد جعلا
وهل تعلم هذه المراتب يا متجاسر؟
وقال البيقوني في منظومته:
وكل ما عن رتبة الحسن قصر****فهو الضعيف وهو أقسام كثر. اهــ
وهل تعلم هذه الأقسام يا بطل؟
قال الدكتور محمود الطحان في تيسيره ص. 60. ما نصه:
تعريف الضعيف - أ- لغة : ضد القوي ، والضعف حسي ومعنوي ، والمراد به هنا المعنوي.
ب - اصطلاحا : هو ما لم يجمع صفة الحسن ، بفقد شرط من شروطه
وقال في ص. 61: حكم روايته : أي الضعيف ،
يجوز عند أهل الحديث وغيرهم رواية الأحاديث الضعيفة ، والتساهل في أسانيدها من غير بيان ضعفها - بخلاف الأحاديث الموضوعة فإنه لا يجوز روايتها إلا مع بيان وضعها - بشرطين ، هما :
أ- ألا تتعلق بالعقائد ، كصفات الله تعالى..
ب- ألا تكون في بيان الأحكام الشرعية مما يتعلق بالحلال والحرام.
يعني تجوز روايتها في مثل الواعظ والترغيب والترهيب والقصص وما أشبه ذلك ، وممن روي عنه التساهل في روايتها سفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل..
وفي ص. 62 قال :
حكم العمل به
اختلف العماء في العمل بالحديث الضعيف ، والذي عليه جمهور العلماء أنه يستحب العمل به في فضائل الأعمال ، لكن بشروط ثلاثة ، أوضحها الحافظ ابن حجر وهي
أ- أن يكون الضعف غير شديد .
ب- أن يندرج الحديث تحت أصل معمول به .
ج- ألا يعتقد عند العمل به ثبوته ، بل يعتقد الإحتياط . اهــ
والسؤال المطروح هو ما صلة هذا الحديث الذي ذكرت وعللته بالضعف وما هي علاقته بالتوسل بالنبي وغيره منه وطلب المدد والتمسح بقبره بسؤال أختنا هذه التي تتمثل قول الله تبارك وتعالى : فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ؟ . لا أظنك تعمدت التلبيس والتخليط أو التقريب بين المشرقين فبئس القرين. فسؤال الأخت واضح جدا وهو جاء هكذا:
((كنت أريد أن توضحوا لي موضوع عن ابن تيمية أنه ادعى أن الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم غير مستجاب....فهل هذا صحيح ؟؟ وهل هذا يصح مع جناب حضرة النبي صلى الله عليه وسلم؟؟ أريد أن توضحوا لي هذا فإن هذا الموضوع يشغل بالي كثيرا. ولكم جزيل الشكر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته))
فهلا نقلت لها أقوال ابن تيمية في هذا المجال بدلا من أن تلف وتدور وتتدخل في ما لا يعنيك بتضعيف الحديث الذي ليس من صلب الموضوع ثم تفتري على علماء الأزهر الأبرياء من ابن تيمية وأعوانه بدعوى أن الأزهر يؤيدها ، فكلا وحاشا ثم ألف كلا وألف حاشا!!! يتبع إن شاء الله
تيرنو محمود عمر عطية السنغالي