وجدت هذه المقالة على أحد المواقع الإلكترونية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المخلوقات الفضائية بين الحقيقة والوهم .... الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد كثرت الأخبار في الأيام المنصرمة عن وجود مخلوقات فضائية عاقلة في وسائل الإعلام المختلفة بل بلغ الأمر إلى تعيين مندوب في الأمم المتحدة للتحدث باسم سكان الأرض في حال قدوم مخلوقات فضائية من خارج الأرض ! وكذالك ظهرت تقارير إعلامية تؤكد أن ثمة مخلوقات فضائية مهتمة بالمنشات النووية وتتواجد حولها بل وعطلت الصواريخ النووية في بعض المنشات الأمريكية ! وغير ذالك من عشرات الأخبار عن الأطباق الطائرة بأشكالها المختلفة والتي تواتر خبر ظهورها ومشاهدة الناس لها وهذه الظاهرة حيرت العلماء ولا يوجد تفسير منطقي لها حتى الآن بل تضاربت أقوال الناس فيها وتفسيرهم لها . والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل هناك فعلا مخلوقات أخرى غير الجن والإنس تعيش في الفضاء الخارجي ؟ وهل هناك بعض النصوص التي تشير إلى وجود مخلوقات أخرى خارج الأرض ؟ وما سر ظهور مثل هذه الأخبار في هذا التوقيت بالذات ؟ . ولماذا رفع الحظر عن المعلومات السرية التي تؤكد وجود هذه المخلوقات في الفضاء والأطباق الطائرة ؟ أسئلة كثيرة أيها الإخوة تتبادر إلى الذهن وتحتاج إلى وقفات جادة لمعرفة حقيقة هذه الأمور وهل عند الغرب ما يخفونه من معلومات وحقائق حول هذه الأمور وهل يحضرون الرأي العام لتقبل هذه الأمور في المستقبل القريب عندما تصبح واقعا ملموسا ؟ أما بالنسبة أيها الإخوة للنصوص الشرعية فهناك إشارات في بعض النصوص تبين وجود مخلوقات مبثوثة في السموات والأرض , يقول الحق جل وعلا ( ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ) . فظاهر هذه الآية يدل على وجود دواب مبثوثة في السموات والأرض وأنها من آيات الله , ولكن يبقى السؤال عن مدى إمكانية اتصال هذه الدواب بأهل الأرض وعن طبيعة هذه الدواب وهل هي عاقلة أم لا ؟ نحن نؤمن بما اخبرنا الله به من أمور الغيب فيما يخص المخلوقات التي اخبرنا الله عنهم بأعيانهم فنؤمن بالملائكة والجن وذالك لاستفاضة النصوص من الكتاب والسنة بوجود الملائكة والجن ونؤمن أن الجن مكلفون مثل الإنس وأنهم مخلوقون لعبادة الله وحده هذه حقائق لا تقبل المراء . ولو نظرنا إلى الآية لوجدنا أن الله قال ( من دابة ) ! إذن هي دواب مبثوثة ولو رجعنا إلى اللغة لمعرفة ما هو المقصود بالدابة وذالك لمعرفة حقيقة هذه الدواب المبثوثة التي اخبر الله عنها . قال في لسان العرب : والدَّابَّة اسمٌ لما دَبَّ من الحَيَوان، مُمَيِّزةً وغيرَ مُمَيِّزة. وفي التنزيل العزيز: واللّه خلق كلَّ دابَّةٍ مِنْ ماءٍ، فَمِنْهُم مَنْ يَمْشِي على بَطْنِه؛ ولـمَّا كان لِما يَعقِلُ، ولما لا يَعْقِلُ، قيل: فَمِنْهُم؛ ولو كان لِما لا يَعْقِلُ، لَقِيل: فَمِنْها، أَو فَمِنْهُنَّ، ثم قال: مَنْ يَمْشِي على بَطْنِه؛ وإِن كان أَصْلُها لِما لا يَعْقِلُ، لأَنـَّه لـمَّا خَلَط الجَماعَةَ، فقال منهم، جُعِلَت العِبارةُ بِمنْ؛ والمعنى: كلَّ نفس دَابَّةٍ. وقوله، عز وجل: ما تَرَكَ على ظَهْرِها من دَابَّةٍ؛ قيل من دَابَّةٍ من الإِنْسِ والجنِّ، وكُلِّ ما يَعْقِلُ؛ وقيل: إِنَّما أَرادَ العُمومَ؛ يَدُلُّ على ذلِكَ قول ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كادَ الجُعَلُ يَهْلِكُ، في جُحْرِهِ، بذَنْبِ ابنِ آدمَ. ولما قال الخَوارِجُ لِقَطَرِيٍّ: اخْرُجْ إِلَيْنا يا دَابَّةُ، فأَمَرَهُم بالاسْتِغْفارِ، تَلَوا الآية حُجَّةً عليه. والدابَّة التي تُرْكَبُ؛ قال: وقَدْ غَلَب هذا الاسْم على ما يُرْكَبُ مِن الدَّوابِّ، وهو يَقَعُ عَلى الـمُذَكَّرِ والـمُؤَنَّثِ، وحَقِيقَتُه الصفَةُ. وذكر عن رُؤْبة أَنـَّه كان يَقُول: قَرِّبْ ذلك الدَّابَّةَ، لِبِرْذَوْنٍ لهُ........... انتهى وفي القاموس المحيط : والدَّابَّةُ: ما دَبَّ من الحَيَوانِ، وغَلَبَ على ما يُرْكَبُ، ويقعُ على المُذَكَّرِ. ... انتهى وفي مقاييس اللغة : وكلُّ ما مَشى على الأرض فهو دابة. .... انتهى فالحاصل هنا أيها الإخوة أن الدابة تطلق على كل ما مشى ودب وتطلق على ما يعقل وما لا يعقل ! والآية تشير إلى أن ثمة دواب مبثوثة في السموات والأرض وأنها من آيات الله , فهنا يبقى احتمال أن هذه الدواب عاقلة أو غير عاقلة , العلم عند الله في ذالك . إذن هذه ناحية ومن ناحية أخرى هل يمكن أن يكون للجن يد في هذه الأمور وأنها تتلاعب بهؤلاء المشركين وتضلهم وتغويهم وتزين لهم ؟! فالجن أعطاهم الله من القدرات ما لم يعطه للإنس وقد سخر الله لسليمان الجن فعملوا له الأعاجيب وقد ذكر الله طرفا من ذالك في كتابه . قال الحق جل وعلى ( إنا سخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب , والشياطين كل بناء وغواص , وآخرين مقرنين في الأصفاد ) وقال ( يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ) وقال ( ومن الشياطين من يغوصون له ويعلمون عملا دون ذالك ) . فالجن لديهم قدرات مختلفة عن قدرات البشر وإمكانياتهم ولكن تسخير الشياطين إنما كان لسليمان عليه السلام ولا ينبغي ذالك لأحد من بعده . ولا يمكن للشياطين أن تعمل لأحد وتعينه إلا للسحرة بعد أن يكفروا بربهم ويكونون تحت سيطرة الشياطين التامة . أما الجن المسلم فيمكن أن يعينوا بعض الناس وهذه المسالة قد ذكرها العلماء وان هذا يمكن لكنه في اطر معينة ووفق ظروف خاصة . فالحاصل هنا انه يمكن أن يكون للشياطين يد في هذه الظواهر التي تحدث في بلاد المشركين , كما انه يمكن أن يكون ما يقولوه حقا , فالأمر يحتاج إلى تمحيص وعرضه على الشرع فما وافق الشرع كان حقا وما نفاه الشرع يكون باطلا . أضيفوا إلى ذالك احتمال أن يكون هذا من تخطيط الدجال وعمله إن صح انه من المنظرين وانه هو السامري المذكور في القران الكريم , وانه له دور في الإغواء والإفساد كما أغوى بني إسرائيل من قبل وزين لهم عبادة العجل من دون الله . على كل حال أيها الإخوة فان هذه الأخبار واستفاضتها في وسائل الإعلام اليوم ليدل على أمر قد قضي بليل وانه هناك أمرا ما يوشك أن يصبح حقيقة وواقعا . ونحن نعلم مكر الغرب وما يخططون له من اجل البقاء في الصدارة وان يبقى العالم الإسلامي معتمدا عليهم في شتى المجالات , فهم يرمون علينا زبالة حضاراتهم ويحرصون ألا يحصل المسلمون من أسباب الحضارة ما يضمن لهم التفوق على الغرب . فهم يحرصون دائما أن يسبقونا في الحضارة بعشرات السنين وان يكونوا في المقدمة وان يبقى العالم الإسلامي عالة عليهم وخصوصا دول النفط - الذي يعتمد الاقتصاد العالمي عليه - . ولذالك يجب الحذر مما هو قادم وتمحيص ما يذكره الغرب ويعلنوه للناس بخصوص الأطباق الطائرة والمخلوقات الفضائية وعرض كل ما يذكرون على ميزان الشرع وعدم الاستعجال في تصديق ما يذكرونه ويروجون له أو تصديق رواياتهم وتفسيراتهم للأمور , وكذالك عدم رد ما يذكرونه بالجملة من غير تمحيص ولا تدقيق . والله اعلم . ـــــــــــــــــــــــــــــ ا.هـ
_________________ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33 
|