اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am مشاركات: 35942
|
#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية (3) المؤمن يخلق الله في قلبه حنيناً إلى سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم, فهو لم يتلوث كثيراً بما يقوله قساة القلوب الذين لم يشربوا من حنان سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم, المؤمن يبدأ رحلة البحث عن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم , فأول ما يصطدم به هي نظرته القديمة القاصرة في مفهوم لا إله إلا الله محمد رسول الله, ثم يأخذه الشوق والحنين إلى غير ما هو مكتوب في كتاب أو مسطور في أوراق, يخرج من مرحلة العلم إلى مرحلة الإيمان, فمن لا يعلم حديث الآن يا عمر؟ عن عَبْد اللهِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: «كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم : لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: الآنَ يَا عُمَرُ».( ), سبحان الله, ما أشد قوة سيدنا عمر, في أقل من لحظة يملك كله, نفسه وعقله وروحه وكل شيء ويأخذ قراراً في الظاهر والباطن بأن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحب إليه من نفسه, وسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحكم له بأنه فعلاً حدث ذلك, مراحل رجولة لا تتسنى إلا لكبار الرجال الذين غذاهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالنظر إليهم وملامستهم ووجوده بينهم, غذاهم بأنفاسه الطاهرة. العلم شيء, والإيمان شيء وحدوث ما تؤمن به وتأثيره في باطنك وظاهرك شيء آخر, ما يحدث في باطنك هو الحقيقة, أما ما عدا ذلك فعليك لا لك, من منا أيضاً لا يعلم حديث أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».( ) سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدلنا على أنك لا بد أن يتخلل حبه فيك حقاً حتى تحبه صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من ثلاثة أنواع من الحب, حب والدك الذي هو أصلك وسبب وجودك بإذن الله, وحب ولدك الذي أنت سبب وجوده, فترى فيه امتدادك، وجعلك الله فطرياً تحوطه وترعاه وتنعم عليه وتتجاوز عنه وتتذكر كيف أحب الله الآدميين وكيف سماحه لهم, وأنعم عليك بفهم معنى رب البيت ورب الأسرة. والحب الثالث هو جميع أنواع الحب النابع من الخلق تجاه بعضهم، حب الإعجاب, والتقدير والاحترام, والتعلق والألفة, وحب النساء وحب النكاح, وحب النظر إلى أناس بذاتهم, وكل ما شاكل ذلك. سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول ما معناه, اجعلني عندك كل شيء بدلاً من البشر أجعلك شيئاً عظيماً بإذن الله. إذا أحببت سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم هكذا, فإن الأنوار تتخللك وتسري إلى كل عروقك, ألم ترَ قول سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمار بن ياسر! قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مُلِئَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ» ( ) سرى الإيمان إلى مشاشه والمشاش هو الغضاريف وما يماثلها من تكلسات بين العظم واللحم والعصب, يعني أن الإيمان لم يصل فقط إلى اللحم والدم والعظام, ولكن وصل إلى المشاش, ولم يصل فقط, بل ملأ المشاش. وقر الإيمان في القلب واستقر ثم تم ضخه وتشعب في كل أنحاء جسم الإنسان حتى وصل إلى كل العروق والمشاش. هذا الحب, استدعاه نوع إيمان نوراني فطرد ظلمات النفس, وأثر في النفس وحولها من عاصية متمردة أمارة بالسوء إلى نفس لوامة تلوم صاحبها حتى يفعل الخير, وها هي على أعتاب التغير وتترقى من نفس لوامة إلى نفس ملهمة ببركة وقوفها على الأعتاب المحمدية. فحُب ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم عتبة من الأعتاب, فيا سعد من أحب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصدق. لكن هناك مشكلة حقيقية وهي أن سيدنا عمر وسيدنا عماراً وسيدنا أنساً حظوا بالوقوف بين يدي الحضرة المحمدية, فلا شيطان يوسوس ولا دنيا تفتن ولا هوى متبع ولا نفساً أمارة بالسوء كلهم يفر من أمام نور سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكانت تلين قلوب المؤمنين له كما يلين الذهب في النار فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: " يَا أَبَا أُمَامَةَ، إِنَّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ يَلِينُ لِي قَلْبُهُ» ". يتبع بمشيئة الله https://www.facebook.com/drmahmoudsobie ... 4828498979
_________________
مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم
|
|