#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
( 41 )
3 ـ كتب الإمام شمس الدين محمد بن الخضر بن المصري إلى الحافظ ابن حجر:
أسيِّدنا قاضي القضاة ومَنْ له
...علينا أيادٍ لا تَنَاهى تَعَدُّدَا
سؤال طرا: في أي موطنٍ قد أتت
...حياةٌ لميْتٍ بعدما كان مُلْحَدَا
بأمرِ الذي لولاه ما عُرِفَ الهدى
...ولا أتهَمَ السَّاري إليه وأنْجَدَا
وهذا "الشِّفا" فيه دليلٌ وإنَّما
...يَرُوم زيادات بحفظك يُقتَدَى
فبيِّنْ -رعاك اللَّه- يا حافظًا حوى
...مِنَ السُّنَّةِ الغَرَّاءِ صدرًا ومَوْرِدَا
فأجابه:
نعم عاش أمواتٌ بدعوَةِ مَنْ أتى
...مِنَ اللَّه للأحياء بالنُّور والهُدَى.
فمنها ابنُ مَنْ قَد هاجَرَت ودعت
...وقد قَضى عاشَ عَيْشًا حيًّا طيبًا ومُرْغِدَا
ومنها التي ماتت بوادٍ فخُيِّرَتْ
...ومنها ذراعُ الشَّاة تنهى عَنِ الرَّدى
فهذا الذي يحوي "الشفا"، وبغيره
...إعادةُ إبراهيمَ مِنْ بعدِ ما ارتدا
ومثلُ ذراعِ الشَّاة شاةُ الَّتي دعت
...إلى دارِها قالت: أُخذتُ بلا فدا
وأصرَحُ مِنْ كلٍّ شُوَيْهَةُ جابرٍ
...دعا فلقد كادت تُلَبِّي له النِّدا
وأصدَرها للبيتِ مِنْ بعدِ ذبحِها
...عليه سلامُ اللَّه مثنى وموحدا.
ثم قال السائل: فهذه سبعةُ أشياء ما بين بهيمةٍ تنطقُ بعد الموت وإنسانٍ كذلك، واحدٌ بالفعلِ وآخرُ بالقوَّة، وما بينَ مَنْ عاش بعد الموتِ، إمّا إنسانٌ وإمّا بهيمة، وشرحُ ذلك:
أما القصة الأولى، فذكرها عياضٌ عَنْ أنسٍ، أنَّ شابًا مِنَ الأنصار توفي وله أمُّ عجوزٌ عمياء. قال: فسجيناه وعزَّيناها، فقالت: مات ابني؟
قلنا: نعم. قالت: اللَّهُمَّ إن كنتَ تعلمُ أنِّي هاجرتُ إليك وإلى نبيك رجاءَ أن تُعينَني على كلِّ شدَّةٍ،، فلا تحملنَّ عليَّ هذه المصيبة. قال: فما بَرِحْنَا أن كشفَ الثَّوبَ عَنْ وجهه، فطَعِمَ وَطَعِمْنا.
يتبع بمشيئة الله تعالى
https://m.facebook.com/story.php?story_ ... 2964655833