#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(65)
فاحدقت الملائكة نحو القصر بالأعين وإذا في جوانبه أربعة أعين فقالوا: يا رب العزة قد تركنا المغني فما حقيقة هذا المعنى قال هذه العيون عيون أنهاره وسيوف أنصاره ومعالم سنته بحساب نسبته وأبواب علمه ومقر حكمه وزينة دينه وأعلام يقينه,
وأول عين هي عين التصديق والعين الثانية هي عين العدل والتحقيق والعين الثالثة هي عين النور والحياء والتوفيق والعين الرابعة عين العلم والتشريق فعين التصديق لصديقه وعين العدل لفاروقه وعين الحياء لصهره ورفيقه وعين العلم لأخيه وشقيقه فانظروهم بعين التبجيل والوقار وأكثروا لهم الدعاء والاستغفار فأنا الذي قلت فيهم: ( الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)
(آل عمران 17) ".
قال الولي العارف سهل التستري في تفسيره وقد سئل عن قوله: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قال: "إن الله تعالى قبل أن يخلق آدم عليه السلام قال للملائكة: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً وخلق آدم عليه السلام من طين العزة من نور محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ، وأعلمه أن نفسه الأمّارة بالسوء أعدى عدو له..".
قال العلامة ابن الجوزي الحنبلي في الوفا بتعريف فضائل المصطفى (1/268):" اعلم أن الله تعالى أنشأ النفوس مختلفة، فمنها الغاية في جودة الجوهرية، ومنها الكَدِر وفي كل رُتْبة درجات.
فالأنبياء هم الغاية، خُلقت أبدانهم سليمةً من العيب، فصَلُحت لحلول النفوس الكاملة، ثم يتفاوتون.
فكان نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم أصح الأنبياء مزاجاً، وأكملَهم بدناً، وأصفاهم روحاً.
وبمعرفة ما نذكره من أخلاقه وصفاته يبين ذلك.
ولذلك قدَّمه الله عزّ وجلّ على الكُلّ.
فمن ذلك خَلْقُ نفسه قبل خَلق نفوسهم.عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : «كُنْتُ أوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الخَلْقِ وآخِرَهُمْ فِي البَعْثِ» وقد ذكرنا كيف خُلقت طينته في أول الكتاب".انتهى
أما الحافظ ابن رجب الحنبلي فقسم ظهور الخلق إلى عدة مراتب
مرتبة العلم الإلهي مرتبة الكتابة, أي كتابة الأقدار
الانتقال من مرتبة العلم والكتابة إلى مرتبة الوجود العيني الخارجي ثم بعد أن أثبت الوجود الحقيقي لكنت أول النبيين في الخلق قال الحافظ ابن رجب:" ولا يقال: فقد خلق آدم قبله لأن آدم حينئذ كان مواتاً لا روح فيه ومحمد صلى الله عليه وآله وسلّم كان حياً حين استخرج ونبىء وأخذ ميثاقه فهو أول النبيين خلقاً..."
يتبع بمشيئة الله تعالى
https://m.facebook.com/story.php?story_ ... 2964655833