#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(370)
وعلق القسطلاني صاحب المواهب اللدنية على ذلك في شرحه للبخاري تعليقاً لم يعجبني, ولا ينبغي أن يكون هذا التعليق, قال:
"فإن قلت: ما وجه الدلالة من الحديث على الترجمة؟ أجيب: بأن ذلك من حفظ أنس لشعر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وتمنى عبيدة أن يكون عنده شعرة واحدة منه لطهارته وشرفه، فدل ذلك على أن مطلق الشعر طاهر، وإذا كان طاهراً فالماء الذي يغسل به طاهر، وتعقب بأن شعره صلى الله عليه وآله وسلّم مكرم لا يقاس عليه غيره. وأجيب: بأن الخصوصية لا تثبت إلا بدليل، والأصل عدمها وعورض بما يطول فالله أعلم".
وبالقطع الله أعلم, لكن لم يرد بما ينبغي.
القول بعدم طهارة شعر سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم طامة من الطامات, وكارثة من الكوارث, ما لهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ؟!! فما حفظوا لسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قدره, ولا سكتوا عما لم يحيطوا به علماً فجعلوا جسد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قضية يتدراسونها, أفهو تحت حكمكم أم أنتم تحت حكمه؟!! إن هذا لشيء عجيب!
أنتم تحت أحكامه, أما هو فلا أحد يقول حكمه إلا ربه الذي سجد له ورآه فكان قاب قوسين أو أدنى, لا جرم أن الجرأة في هذا الكلام إن لم تستأصل جزءاً من الدين فستستأصل درجات ودرجات.
فاحذر منهجية جَعْل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم تحت دائرة حصرك وعلمك وفهمك, فهي مزلة أقدام علماء أقوياء, فتجرأوا على الكلام بما رأيت.
يستغل الشيطان وقوع العلماء في هذه الفتنة فيحدث فتنة شديدة أيضاً وهي الإيحاء لبعض الناس أن علماء الظاهر فيهم وفيهم, فيتلقفهم بعض مدعي علم الباطن, فيكون المريد والسالك بين نارين: نار يرى فيها جفوة من بعض علماء الشريعة, ونار أخرى فيمن قد يرى معه بعض أمور الخير ولكن ليس على قواعد شرعية, فتكون فتن وفتن, فلا يجد الناس العارف بالله حقاً, ولا يجدون الفقيه الذي لا يتعدى حدوده.
واعلم أن لكل جواد كبوة, فعالم لا يقع في براثن القول بـ .... شعر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , ولكنه يقع في قول شديد مخيف, كما حدث من الحافظين ابن حجر والسيوطي من موافقة بعض السابقين على ما جاء في موضوع الغرانيق!
الشيطان يرضى من كل عالم بزلة, ثم ينسج نسيجاً كاملاً من شبكة عنكبوتية لا يخرج منها أحد سليماً أبداً, إلا ما شاء الله وهم نادر النادر, فما هو موضوع الغرانيق؟
يتبع بمشيئة الله تعالى
https://www.facebook.com/88810296465583 ... 242321893/