موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 186 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10 ... 13  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 08, 2021 8:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121

قضاء أبى بكر الصديق رضى الله عنه



أخرج اليغوى عن ميمون بن مهران قال كان ابو بكر إذا ورد عليه الخصوم نظر فى كتاب الله فان وجد فيه ما يقضى بينهم قضى به وإن لم يكن فى الكتاب وعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذلك الأمر سينة قضى به فان أعياه خرج فسأل المسلمين وقال أتانى كذا وكذا فهل علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فى ذلك بقضاء فربما اجتمع عليه النفر كلهم يذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه قضاء فيقول أبو بكر الحمد لله الذى جعل فينا من يحفظ عن نبينا ؛ فان أعياه أن يجد فيه سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع رؤوس الناس وخيارهم فاستشارهم فانأجمع رأيهم على أمر قضى به

قضاء عمر



وكان عمر رضى الله عنه يفعل ذلك فان اعياه أن يجد فى القرآن والسنة نظر هل كان فيه لأبى بكر قضاء فان وجد أبا بكر قضى فيه بقضاء قضى به وإلا دعا رؤوس المسلمين فاذا اجتمعوا على أمر قضى به

يتبع أن شاء الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 09, 2021 8:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121



قضاء النقض والابرام والاستئناف فى العصر النبوى



وهذا قضاء النقض والابرام والاستئناف كان مشروعا فى العصر النبوى مما يدلك على ما بلغ اليه نظام القضاء فى الاسلام

ولما كانت هذه الوظيفة لها فى القضاء المكان الرفيع كانلا يتولاها إلا حضرة النبى صلى الله عليه وسلم بنفسه وإليها الرمز بالنظر فى المظالم قال المرجانى فىوفية الأسلام : النظر فى المظالم وظيفة أوسع من وظيفة القاضى . ممتزجة من السطوة السلطانية .... تقمع الظالم وتزجزالمعتدى وتمضى ما عجزالقضاة عن مضائه ، وينظر فيها فى البينات والتقرير واعتما القرائن والأمارات وتأخير الحكم إلى استجلاء الحق وحمل الخصم على الصحل واستحلاف الشهود ... قال الحافظ الكتانى ( 1 ص 271 ) هذه الوظيفة كان يليها المصطفى صلى الله عليه وسلم بنفسه لأنه كان يتفقد أحكام قضاته وعماله ويناقشهم .

قضايا استئنافية
حكم فيها الامام على عليه السلام



قال أبو طيبان شهدت عمر بن الخطاب أتى بامرأة قد زنت فأمر برجمها فذهبوا بها ليرجموها فلقيهم على فقال لهم ما بال هذه قالوا زنت فأمر عمر برجمها فانتزعها علىمن أيديهم فردهم فرجعوا إلى عمر فقالوا ردنا على قال ما فعل هذا إلا لشىء فأرسل إليه فجاءه . فقال مالك رددت هذه ؟ قال : أما سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول (رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يكبر وعن المبتلى حتى يعقل . قال : بلى . قال فهذه مبتلاة بنى فلان فلعله أتاها وهو بها قال له عمر لا أدرى . قال : وأنا لا أدرى فترك رجمها . ( أخرجه الامام الأحمد )

وأخرد ابن السمان فى الموافقة عن عبد الرحمن السلمى . قال أتىعمر بامرأة أجهدها العطش فمرت على راع فلستسقته فأبى أنيسقيها إلا أن تمكنه من نفسها ففعلت فشاور الناس فى رجمها فقال له على هذه مضطرة إلى ذلك فخل سليلها ففعل ، وعن زيد بن على عن أبيه عن جده قال أتى عمر بامرأة حامل قد اعترفت بالفجور فأمر برجمها فنقاها على فقال ما بال هذه قالوا عمر أمر برجمها فردها على وقال له هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما فى بطنها ولعلك اشهرتها اوأخفتها قال قد كان ذلك

قال أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا حد على معترف بعد بلاء إنه من قيد أو حبس أو تهدد فلا إقرار له فخلى سبيلها ، وعن عبد الله بن الحسن قال دخل على على عمر وإذا امرأة حبلى تقاد وترجم فقال ما شأن هذه قالت يذهبون بى ليرجمونى فقال يا أمير المؤمنين لأى شىء ترجم إن كان لك سلطان عليها فمالك سلطان على ما فى بطنها إلخ

يتبع إن شاء الله



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 10, 2021 1:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121




الامام على يمثل المستشار فى القضاء


جاء عمر علا رضى الله عنهما وقال له سائلا إن هؤلاء أصابوا بيض نعام وهم محرمون . قال على ألا أسلت إلى . قال عمر : أناأحق بأتيانك . قال على يضربون الفحل قلائص أبكارا بعدد البيض فما نتح منها اهدوه . قال عمر فان الابل تخدج . قال على : والبيض يمرض فلما أدبر قال عمر : اللهم لأتنزل بى شدة إلا وأبو حسن إلى جنبى ؛ لا أبقانى الله فى بلد لست فيه يا ابا الحسن .

التحقيق الجنائى فى القرآن الكريم



وقد حفل القرآن الكريم بالآيات التى تحث على العدل والأنصاف فى الأحكام وتحرير العقود وشهادة الشهود والنهى عن كتمان الشهادة والأمر بشهادة الحق وورد فيه للمرة الأولى لفظ القسطاس وسورة البقرة تتضمن قضية جنائية بأكملها وفيها وصفا شاملا فى كيفية الوصول إلى الدليل القاطع – وفى قضية سليمان عليه السلام تظهر بوضوح دلائل الذكاء ووجوب اتصاف القاضى بالحكمة والالمام بعلم النفس والاستعداد لتلقى الالهام من الله وواجب القاضى فى درس القضية وفحصها وتمحيصها وتفويض الأمر لله قبل النطق بالحكم وفى قضية داود عليه السلام يتجلى لك قواعدالحكم الأساسية وهى ضرورة سماع طرفى الخصومة

وفى قضية يوسف عليه السلام تجد شهود الاثبات وشهود النفى وخطأ القضاء فى الحكم وتلفيق التهمة واستئناف الحكم وإعادة النظر فى القضية والعفو عن البلاغ الكاذب وبراءة المتهم بعد طول الحبس الاحتياطى وتلفيق القضاء لقضية يقصدب بها إيصال خير للمتهم وهى قضية الصاع وتجد فيها أخوة يوسف وكيف دللوا منحيث لا يعلمون على قاعدة العدوى فى الاجرام وخضوع الاجرام لقواعد الوراثة ؛ وترى فى أقضية النبى صلى الله عليه وسلم حكمه فى عقوبة الاجهاض والقتل وحكمه بالدية تدفع من مال الدولة دفعا للفتنة وحكمه فى قضية التلبس فى جنحة الزنا وحكمه فى قتل المثل بالمثل وحكمه فى الجلد والنفى والتأديب وغير ذلك

يتبع ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 12, 2021 4:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121



قضاء الامام على عليه السلام



أخرج الامام أحمد والحاكم وغيرهما عن الامام على قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا وأنا حديث السن فقلت يا رسول الله تبعثنى إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا علم لى بالقضاء قال إن الله سيهدى قلبك ويثبت لسانك يا على إذا جلس اليك الخصمان فلا تقضى بينما حتى تسمع من الآخر فانك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء قال على فما اختلف على قضاء بعد ذلك

قواعد الحـــــــكم الاساسية
فى القضاء الاسلامى


فى هذه العبارة يقرر الرسول صلوات الله عليه قواعد الحكم الأساسية فى القضاء وهى سماع طرفى الخصومة التى بدونها لا يكون القضاء قضاء ، وكتب عمر بن الخطاب إلى أبى عبيدة بن الجراح وهو بالشام – إذا حضرك الخصمان فعليك بالبينات العدول والايمان القاطعة ، ثم أدن الضعيف حتى تبسط لسانه وتجترىء قلبه وتعد الغريب فانه إذا طال حبسه ترك حاجته وانصرف إلى أهله وإن الذى أبطل من لم يرفع بن رأسا وأخرص على الصلح مالم يستبن لك القضاء

دور المحاكم فى المدينة



وقد كان القضاء فى فجر الاسلام فى رحاب المسجد النبوى ثم أنشئت له دور خاصة ( محاكم ) أحدثها عمر وعثمان حينما كثر القضاء وخيف على المساجد من لغو الحديث وكانت هذه تجمع إلى دار القضاء . دار الشورى وولاية المظالم ( محاكم الجنايات )

وقد جرت على هذا المجرى بعض الدول الاسلامية كالدولة الموية فى الأندلس والبعض الآخر ألحقها بالمساجد الجامعة كمصر وغيرها ، ومن الدور التى عرفت فى المدينة للقضاء رحبة دار مروان التى عرفت برحبة القضاة ومصلى الجنائز بباب السلام ( خارج باب جبريل ) والبطحاء وهى الدار التى أنشأها عمر للقضاء ( انظر التراتيب الادارية )

يتبع


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 15, 2021 2:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121



قضاء الاسلام فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم



يتورط بعض الكاتبين فيذكرون ان العصر النبوى كان خاليا من قاض سوى حضرة النبى صلى الله عليه وسلم وهم حينما يذكرون ذلك إنما يذكرونه عنادا ولجاجا وإجحافا ومكابرة لكن أبى الله إلا أن يتم نوره ، فها هو التاريخ يستعرض لنا شخصيات هؤلاء القضاة الذين تولوا القضاء فى ذلك العهد الزاهر وقد فاضت بذكرهم الكتب والأوراق

وها نحن نذكر منهم ما استطعنا ذكره :

فمنهم عمر بن الخطاب ذكره الترمذى والشامى فى السيرة النبوية وأحمد بن حنبل فى المسند وابن العربى فى عارضة الأحوذى فى قضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث لقمان أنه قال لعبد الله بن عمر اذهب فاقض بين الناس فطلب أن يعافيه من القضاء قائلا له : افتعافنى يا أمير المؤمنين قال وما تكره من ذلك وقد كان أبوك يقضى ( قال أبو بكر بن العربى قول عثمان لعبد الله إن أباك كان قاضيا يعنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ) ومنهم على بن أبى طالب – ذكر قضاءه لرسول الله صلى الله عليه وسلم على اليمن ابن عبد البر فى الاستيعاب وغير واحد من المحدثين وثقات العلم – وقد جمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم آداب القضاء وشرائطه ومزاياه ونظمه وبرامجه فى كلمتين قالهما له حينما عينه القضاء وهما : اذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضى بينهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فانه أحرى ان يتبين لك القضاء – هاتان الكلمتان هما أس القضاء وهما رحاه فانالقاضى إذا انتظم له ما ذكر فى قضائه سلم مسلك العدل وهو معنى قوله تعالى ( وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ) ومحال ان يوفق القاضى للحكم بالعدل إلا إذا مهد له سبيل العدل ولا سبيل إليه إلا باتباع ذلك النهج القويم والصراط المستقيم

ومنهم معاذ بن جبل قاضى الجند من بلاد اليمن وقد جمعت له السلطتان التشريعية والقضائية وإدارة المرتبات الخيرية :

ومنهم أبو موسى الأشعرى تولى قضاء اليمن وإدارة المرتبات الخيرية مضافا إلى افتاء المدينة وتولى القضاء غير هؤلاء عبد الله بن مسعود وأبى بن كعب وزيد بن ثابت وأبوالدرداء .
وروى احمد وغيره عن معقل بن يسار أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقضى . قال إن الله مع القاضى ما لم يخص عمدا ، وجاءه صلى الله عليه وسلم خصمان فقال لعمر اقض بينهما وكذا قال لعقبة فى خصمين جاآه اقضى بينهما

يتبع


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 16, 2021 9:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121



الديمقراطية فى الاسلام
وعدل القضاء الاسلامى



الخليفة المأمون العباسى يحاكم أمامالقضاء ، ويسوى بينه وبين احد أفراد شعبه

وليس أدل على عدل القضاء الاسلامى من نوع هذه الحادثة التى سأذكرها هنا

دخل رجل على المأمون وفى يده رقعة فيها مظلمة من ( أمير المؤمنين ) فقال : أمظلمة منى ? فقال الرجل : افأخاطب يا أمير المؤمنين سواك ؟

قال المأمون . وما هى ظلامتك ؟ قال : إن سعيدا وكيلك اشترى منى جواهر بثلاثين ألف دينار قال : فاذا اشترى سعيد منك الجواهر تشكو الظلامة منى ? ! قال : نعم إذا كانت الوكالة قد صحت له منك

قال المأمون إنك قد عدمتالبينة ، فما يجب لك إلا حلفة ؛ ولئن حلفتها لأنا صادق إذ كنت لا أعرف لك حقا يلزمنى ، قال : فاذن ادعوك إلى القاضى الذىنصبته لرعيتك . قال نعم : يا غلام ؛ على بيحيى بن أكثم

فلما حضر ومثل بين يديه قال له المأمون : اقض بيننا ! فقال يحيى فى حكم وقضية ! قال : نعم قال : إنك لم تجعل ذلك مجلس قضاء قال : قد فعلت ، قال إنى ابدأ بالعامى أولا ليصلح المجلس للقضاء ، قال : افعل . ففتح الباب وجلس فى ناحية وأذن للعامة

ثم جعى بالرجل المتظلم فقال يحيى بن اكثم ما تقول ؟ قال : أريد أن تدعو بحصمى أمير المؤمنين المأمون ، فنادى المادى فاذاالمأمونقد خرج ومعه غلام يحمل مصلى حتى وقف على يحيى وهو جالس فقال له : اجلس ، فطرح الملصى ليقعد عليه فقال له يحيى : يا أمير المؤمنين ، لا تأخذ على خصمك شرف المجلس ، فطرح له مصلى آخر

ثم نظر فى جعوى الرجل ، وطالب المأمون باليمين فحلف

ووثب يحيى بعد فراغ المأمون من يمينه مقام على رجليه ،فقل له الخليفة ما أقامك ؟ فقال إنى كنت فى حق الله عز وجل حتى اخذته منك وليس الآن من حقى أن اتصدرعليك

وهنا أمر المأمون أن يحضر ما ادعى الرجل من المال ، وقال له . خذخ غليك والله ما كنا احلف على فجرة ن ثم أسمح لك فأفسد دينى ودنياى والله يعلم ما دفت إليك هذا المال إلا خوفا من هذه الرعية . لعلها ترى أنىتناولتك من وجه القدرة ،وأنها لتعلم ألان إنى ما كنا أسمح لك باليمين وبالمال .

يتبع


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 19, 2021 9:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121


الديمقراطية بين الاسلام وأوربا



هذه الحادثة ترينا صورة واضحة من الديمقراطية فى الاسلام ومبادىء الحرية والمساواة وترينا البون الشاسع بينها وبين اخلاق الأمم الأخرى ، وليست هذه الحادثة هى الأولى من نوعها بل هناك حوادث وحوادث مثلها سابقة ولا حقة وليست حادثة جبلة بن الايهم مع الفزارى وعلى بن أبى طالب مع خصمة اليهودى وحوادث عرم بن الخطاب وحادثة عبد الله بن عمرو بن العاص وغير ذلك إلا مرآة ناصعة لتلك المبادىء القويمة التى سار عليها الاسلام فكانت له عزته وله متعته وبذلك رهب جانبه

ويعجبنى هنا قول نفيس فى هذا المعنى نشرته بعض الجرائد لكاتب معاصر وفيه يستعرض صورة واشحة مما تعرفه الدول باسم الديمقراطية وبينه وبين الديمقراطية الحقة بون شاسع وأمد بعيد

يقول ذلك الكاتب ما خلاصته

منذ وضعت الحرب العطمى اوزارها ومعالم يشهد مصرع الأنظمة الديمقراطية فى بلاد كانت شعوبها أشد ما تكون تمكا بالنظم الحرة والكرامة الفردية ومبادىء العدل وقامت مكانها نظم طغيان مسلح واستبداد مطلق لا تؤمن بحق الفرد أو الشعبد تسيرهاالعوامل الحزبية والشهوات المذهبية ، وحرية الفكر وهى عنوان الكرامة الانسانية نكيت فى تلك البلاد بما لم تكن تحلم به فى عهود أشد الملكيات المطلقة اغراقا فى الاستبداد .

فهل أسرف العالم فى عبادة الحرية حتىتكيفت هذه الحركات الاستبدادية بفعل ذلك الاسراف ، أو هل أثبت النظام الديمقراطى الذى آمن به العالم أجمع منذ القرن الماضى – عدم أهليته ليكون الوسيلة الصحيحة لتنظيم المجتمعات الانسانية

الديمقراطية كلمة يونانية الأصل معناها قوة الشعب وهى مبدأ سياسى اجتماعى يقوم على المساواة بين الافراد فى الحقوق والواجبات وايته أن يحكم الشعب نفسه بنفسه

كانت وظيفة الحكومة فى المدنية القديمة وإلى عهد قريب أن تمد فى سلطان ممالكها ن وترفع شأنها ، مجدا وثروة وتحقق مطامع ملوكها أما الديمقراطية التى افتحلتها الشعوب منذ القرن الماضى فقد علمتها ان الدولة للأفراد فوظيفة الحكومة هى نشر العدل بين الناس وإيجاد العوامل التى تسهل على جميع الأفراد التمتع بالحقوق العامى فالسلطة تقوم لصيانة الحرية وهى لا تنحصر فى يد فرد واحد بل فى يد الجميع ممثلين فى شخصية الدولة .

وتتمثل الحريات العامة فى الحرية الشخصية – وحرية التفكير والعمل – والحريات السياسية

والحرية الشخصية هى أول ثمار الديمقراطية ،وأول مظاهر المدنية الحديثة ؛ فبالأمس كان الانسان يباع ويشترى فى الاسواق كالسلع ن ولم تتعارض هذه الفكرة الاستبداد مع اوضاع أىمدنية ( أوروبينة ) من المدنيات الغابرة بل اجازتها على أنها جزء من نظام الطبيعة ولكن المدنية الحديثة التى تعترف بالحريات العامى فضت على الرق ومحته ؛ وكفلت حرية التنقل وحرية الدفاع عن النفس امام القضاء وحرية المسكن وحرمته

أما حرية التفكير والاعتقاد والعمل على تحقيق ثمرة التفكير بالخطابة والتأليف والنشر على النحو الذى يريده الانسان فلا بد منها للتقدم واليها يرجع الفضل فى ازدهار العلم وانتشار الثقافة العامى ، وبقى الشعود ورسوخ الانظمة الحرة

أما الحريات السياسية فهى التى تقرر حق الشعب فى اختيار نظام الحكم الذى يروقه وحقه فى وضع القوانين التى يراد منه اطاعتها والخضوع لأحكامها ، فأن الحرية تستند إلى القانون وتحيا بأشرافه وحمايته وهذا هو معنى التوفيق بين الحرية والقانون أى بين الحرية والسلطة

لقد تبادر إلى الاذهان إذ قامت الحرب الكبرى أن النصر سيكون الديمقراطية فلما أن وضعت الحرب أوزارها انشئت جامعة المم تحقيقا لمبادىء المساواة بين الشعود والاحاء بين الناس علىأن يقوم البحث والتفاهم بدل العنف والسيف لحل المشاكل الدولية ولكن سرعان ما انفجرت فى اوروبا حركة استبداد مسلح فارها بعض أنحاء العاليم فى وقت تحرجت فيه الأزمة الاقتصادية العالمية

وقد تبين من ترحيب الشعوب والدكتاتوريات أنهم لم يفهموا بعد المبادىء الديمقراطية ولا يعرفون كيف يطبقونها ، فالحرية لم تكن قد توطدت بعد توطيدا كافيا ولا تأصلت جذورها فهل ينزع الانسان بطبيعته إلى زعامة قوية وحكم عنيف

الواقع أن تلك العشوب عقب ثوراتها التحريرية نقلت مبادىء الثورة الفرنسية والدستور الفرنسى ؛ بتعديلات ثانوية بينما لم تكن عقلية الجماهير قد هضمت بعد المبادىء التى قامت وقعدت لأجل تحقيقها

فكان أن تغير أشكال الحكومات من ملكيات مطلقة إلى ملكيات دستورية او جمهوريات طغت فيها الحزبية المنظمة فكان من السهل على زعيم قوى شديد أن يستأثر بالسلطة وتغير شكل نام الحظكم – أن الأكثرية البرلمانية ليست حقيقة فى البلاد التى لم تمارس النظم الديمقراطية عهودا طويلة ، إذ تستطيع أية حكومة حتى التى تؤيدها اقلية فى البلاد إذا استندت إلى أكثرية برلمانية منظمة وهى تحلل ذلك فبسهولة ، أن تنقذ مآربها كيفما شاءت ؛ وفى ظل هذا الحكم لمتنطر فى زى الديمقراطية نشأت دكتاتوريات وبه لا ضابط لها تستعمل بوحى نفسها سلطات تشريعية وتنفيذية قضائية فكانت شر مانكبت به المدنية الحديثة فى بلاد رامت التمتع بالحكم الديمقرطى على خير مظاهره ولكن الحقيقة أن شعوبها لم تكن قد مارست الديمقراطية وفهمتها فهما وافيا يحول دون وقوع او تهجم على الحريات العامى مهما كان صائبا

كان هم قواد الثورات للعمل على إيجاد حكومة برلمانية وتقل احدث الدساتير التى تكفل الحريات العامة ولكنها نسوا أن الشعود التى ستتمتع بتلك الحريات قد عاشت قرونا واجيالا فى ظل الاستبداد وصار لها تقاليد وأنظمة اجتماعية خاصة موروثة تبعا لذلك فمن السهل بعد حين رجوع عهد الطغيان وهذا ما تكرر حدوثه فى فرنسا طول القرن الثامن عشر

ونستطيع أن نحكم اليوم بالاستقراء أن الصعوبة فى نقل الشعوب من الحكم المطلق إلى الحكم الديمقراطى لم تكن فى انتزاعها فى حرياتها من أيدى الملوك والحكام بل فى تذوقها الحرية والتوفيق بينا وبين مقتضيات حاجاتها التى تقررها التقاليد الموروثة وفى إزالة آثار الماضى فان عدم احكام تنسيـــق النظام الاجتماعى هو الثغرة التى يظهر منها عادة دجالوا السياسة والطغاة
إن الفرد سواء فى حياته المادية أو الفكرية ينصب فى قالب المجتمع الذى يعيش فيه فلذلك يعسر معرفة العلاقة بين الفرد والمجتمع او تحديد مدى قدرة الفرد على التمتع بحريته الشخصية ومدى خضوعه لحكم الواجبات الاجتماعية ففى المجتمعات البسيطة تتكيف حياة الفرد بارادة القبيلة وبفعل تقاليدها حتى إن رأىأىانحراف من جانبه يستحق عليه أشد العقاب بينما يكون خضوع الفرد للجماعة مرنا كل المرونة عند الشعوب المتمدنة - معظم الناس يفهمونالحرية على أنها نظام الحكم الديموقراطى ويقصرون فهمهم على هذا المعنى الضيق دون أن يبسطو أفق تفكيرهم بسطا شاملا لكل صور الحرية وأشكالها دون أن يدركوا أن صورها هذه متراصة كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وأنها مهددة بخطر التفكك والتناوىء ولقد وجد طغاة الذين هدموا الحكومة الحرة فى أكثر من نصف أقطار أوروبا أن لا مناص من القضاء على الحريات العامى بالدريج وانتهوا إلى ممارسة السجن العرفى والاعدام بلا محاكمة بعد أن خنقت حرية الفكر بشتى مظاهرها

وإن منظق الديمقراطية الحديثة لا يعتبر القانون سياجا كافيا للحرية والحال أنه ضامنها الشرعى – إذا لم يكن الشعب حريا على حرياته العامى بصورها جميعا متيقظا لكل ما يدبر له من الخفاء والعلانية بحسن ممارسة حقوقه الانتخابية مستعدا لأسقاط اى زعيم لو أشتم منه رائحة الميل لدكتاتورية بأى شكل من أشكالها ، وهذا يستلزم تربية الشعب تربية ديمقراطية كافية

إن تقدير حرية الفرد هو أساس التقدم منذ انتشرت المدنية فالحرية هى التى خلقت أساليب المدنية ومسادئها وبعثت الرقى والحياة إلى العالم ، وهى التى أملت طريقة الحكم النيابى الصحيح فحددث ما بينها وبين الدولة تحديدا قصرت دونه المدنيات الغابرة

فاذا أريد للبلاد الازدهار والرقى الصحيح والوصول فى أقصر مدة إلى المكز اللأئق بها ، واتقاء الثورات العنيفة والحركات الهدامة ، وجب على زعامتها أن تسعى لغرس معانى الحرية الشخصية فى نفوس الشعب وتغذيتها بثمار حرية الفكر والنشر وصيانتها بتنظيم الحريات الاجتماعية والسياسية على أضمن القواعد القومية والنظم الحرة

يتبع إن شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 19, 2021 9:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121


الديمقراطية بين الاسلام وأوربا



هذه الحادثة ترينا صورة واضحة من الديمقراطية فى الاسلام ومبادىء الحرية والمساواة وترينا البون الشاسع بينها وبين اخلاق الأمم الأخرى ، وليست هذه الحادثة هى الأولى من نوعها بل هناك حوادث وحوادث مثلها سابقة ولا حقة وليست حادثة جبلة بن الايهم مع الفزارى وعلى بن أبى طالب مع خصمة اليهودى وحوادث عرم بن الخطاب وحادثة عبد الله بن عمرو بن العاص وغير ذلك إلا مرآة ناصعة لتلك المبادىء القويمة التى سار عليها الاسلام فكانت له عزته وله متعته وبذلك رهب جانبه

ويعجبنى هنا قول نفيس فى هذا المعنى نشرته بعض الجرائد لكاتب معاصر وفيه يستعرض صورة واشحة مما تعرفه الدول باسم الديمقراطية وبينه وبين الديمقراطية الحقة بون شاسع وأمد بعيد

يقول ذلك الكاتب ما خلاصته

منذ وضعت الحرب العطمى اوزارها ومعالم يشهد مصرع الأنظمة الديمقراطية فى بلاد كانت شعوبها أشد ما تكون تمكا بالنظم الحرة والكرامة الفردية ومبادىء العدل وقامت مكانها نظم طغيان مسلح واستبداد مطلق لا تؤمن بحق الفرد أو الشعبد تسيرهاالعوامل الحزبية والشهوات المذهبية ، وحرية الفكر وهى عنوان الكرامة الانسانية نكيت فى تلك البلاد بما لم تكن تحلم به فى عهود أشد الملكيات المطلقة اغراقا فى الاستبداد .

فهل أسرف العالم فى عبادة الحرية حتىتكيفت هذه الحركات الاستبدادية بفعل ذلك الاسراف ، أو هل أثبت النظام الديمقراطى الذى آمن به العالم أجمع منذ القرن الماضى – عدم أهليته ليكون الوسيلة الصحيحة لتنظيم المجتمعات الانسانية

الديمقراطية كلمة يونانية الأصل معناها قوة الشعب وهى مبدأ سياسى اجتماعى يقوم على المساواة بين الافراد فى الحقوق والواجبات وايته أن يحكم الشعب نفسه بنفسه

كانت وظيفة الحكومة فى المدنية القديمة وإلى عهد قريب أن تمد فى سلطان ممالكها ن وترفع شأنها ، مجدا وثروة وتحقق مطامع ملوكها أما الديمقراطية التى افتحلتها الشعوب منذ القرن الماضى فقد علمتها ان الدولة للأفراد فوظيفة الحكومة هى نشر العدل بين الناس وإيجاد العوامل التى تسهل على جميع الأفراد التمتع بالحقوق العامى فالسلطة تقوم لصيانة الحرية وهى لا تنحصر فى يد فرد واحد بل فى يد الجميع ممثلين فى شخصية الدولة .

وتتمثل الحريات العامة فى الحرية الشخصية – وحرية التفكير والعمل – والحريات السياسية

والحرية الشخصية هى أول ثمار الديمقراطية ،وأول مظاهر المدنية الحديثة ؛ فبالأمس كان الانسان يباع ويشترى فى الاسواق كالسلع ن ولم تتعارض هذه الفكرة الاستبداد مع اوضاع أىمدنية ( أوروبينة ) من المدنيات الغابرة بل اجازتها على أنها جزء من نظام الطبيعة ولكن المدنية الحديثة التى تعترف بالحريات العامى فضت على الرق ومحته ؛ وكفلت حرية التنقل وحرية الدفاع عن النفس امام القضاء وحرية المسكن وحرمته

أما حرية التفكير والاعتقاد والعمل على تحقيق ثمرة التفكير بالخطابة والتأليف والنشر على النحو الذى يريده الانسان فلا بد منها للتقدم واليها يرجع الفضل فى ازدهار العلم وانتشار الثقافة العامى ، وبقى الشعود ورسوخ الانظمة الحرة

أما الحريات السياسية فهى التى تقرر حق الشعب فى اختيار نظام الحكم الذى يروقه وحقه فى وضع القوانين التى يراد منه اطاعتها والخضوع لأحكامها ، فأن الحرية تستند إلى القانون وتحيا بأشرافه وحمايته وهذا هو معنى التوفيق بين الحرية والقانون أى بين الحرية والسلطة

لقد تبادر إلى الاذهان إذ قامت الحرب الكبرى أن النصر سيكون الديمقراطية فلما أن وضعت الحرب أوزارها انشئت جامعة المم تحقيقا لمبادىء المساواة بين الشعود والاحاء بين الناس علىأن يقوم البحث والتفاهم بدل العنف والسيف لحل المشاكل الدولية ولكن سرعان ما انفجرت فى اوروبا حركة استبداد مسلح فارها بعض أنحاء العاليم فى وقت تحرجت فيه الأزمة الاقتصادية العالمية

وقد تبين من ترحيب الشعوب والدكتاتوريات أنهم لم يفهموا بعد المبادىء الديمقراطية ولا يعرفون كيف يطبقونها ، فالحرية لم تكن قد توطدت بعد توطيدا كافيا ولا تأصلت جذورها فهل ينزع الانسان بطبيعته إلى زعامة قوية وحكم عنيف

الواقع أن تلك العشوب عقب ثوراتها التحريرية نقلت مبادىء الثورة الفرنسية والدستور الفرنسى ؛ بتعديلات ثانوية بينما لم تكن عقلية الجماهير قد هضمت بعد المبادىء التى قامت وقعدت لأجل تحقيقها

فكان أن تغير أشكال الحكومات من ملكيات مطلقة إلى ملكيات دستورية او جمهوريات طغت فيها الحزبية المنظمة فكان من السهل على زعيم قوى شديد أن يستأثر بالسلطة وتغير شكل نام الحظكم – أن الأكثرية البرلمانية ليست حقيقة فى البلاد التى لم تمارس النظم الديمقراطية عهودا طويلة ، إذ تستطيع أية حكومة حتى التى تؤيدها اقلية فى البلاد إذا استندت إلى أكثرية برلمانية منظمة وهى تحلل ذلك فبسهولة ، أن تنقذ مآربها كيفما شاءت ؛ وفى ظل هذا الحكم لمتنطر فى زى الديمقراطية نشأت دكتاتوريات وبه لا ضابط لها تستعمل بوحى نفسها سلطات تشريعية وتنفيذية قضائية فكانت شر مانكبت به المدنية الحديثة فى بلاد رامت التمتع بالحكم الديمقرطى على خير مظاهره ولكن الحقيقة أن شعوبها لم تكن قد مارست الديمقراطية وفهمتها فهما وافيا يحول دون وقوع او تهجم على الحريات العامى مهما كان صائبا

كان هم قواد الثورات للعمل على إيجاد حكومة برلمانية وتقل احدث الدساتير التى تكفل الحريات العامة ولكنها نسوا أن الشعود التى ستتمتع بتلك الحريات قد عاشت قرونا واجيالا فى ظل الاستبداد وصار لها تقاليد وأنظمة اجتماعية خاصة موروثة تبعا لذلك فمن السهل بعد حين رجوع عهد الطغيان وهذا ما تكرر حدوثه فى فرنسا طول القرن الثامن عشر

ونستطيع أن نحكم اليوم بالاستقراء أن الصعوبة فى نقل الشعوب من الحكم المطلق إلى الحكم الديمقراطى لم تكن فى انتزاعها فى حرياتها من أيدى الملوك والحكام بل فى تذوقها الحرية والتوفيق بينا وبين مقتضيات حاجاتها التى تقررها التقاليد الموروثة وفى إزالة آثار الماضى فان عدم احكام تنسيـــق النظام الاجتماعى هو الثغرة التى يظهر منها عادة دجالوا السياسة والطغاة
إن الفرد سواء فى حياته المادية أو الفكرية ينصب فى قالب المجتمع الذى يعيش فيه فلذلك يعسر معرفة العلاقة بين الفرد والمجتمع او تحديد مدى قدرة الفرد على التمتع بحريته الشخصية ومدى خضوعه لحكم الواجبات الاجتماعية ففى المجتمعات البسيطة تتكيف حياة الفرد بارادة القبيلة وبفعل تقاليدها حتى إن رأىأىانحراف من جانبه يستحق عليه أشد العقاب بينما يكون خضوع الفرد للجماعة مرنا كل المرونة عند الشعوب المتمدنة - معظم الناس يفهمونالحرية على أنها نظام الحكم الديموقراطى ويقصرون فهمهم على هذا المعنى الضيق دون أن يبسطو أفق تفكيرهم بسطا شاملا لكل صور الحرية وأشكالها دون أن يدركوا أن صورها هذه متراصة كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وأنها مهددة بخطر التفكك والتناوىء ولقد وجد طغاة الذين هدموا الحكومة الحرة فى أكثر من نصف أقطار أوروبا أن لا مناص من القضاء على الحريات العامى بالدريج وانتهوا إلى ممارسة السجن العرفى والاعدام بلا محاكمة بعد أن خنقت حرية الفكر بشتى مظاهرها

وإن منظق الديمقراطية الحديثة لا يعتبر القانون سياجا كافيا للحرية والحال أنه ضامنها الشرعى – إذا لم يكن الشعب حريا على حرياته العامى بصورها جميعا متيقظا لكل ما يدبر له من الخفاء والعلانية بحسن ممارسة حقوقه الانتخابية مستعدا لأسقاط اى زعيم لو أشتم منه رائحة الميل لدكتاتورية بأى شكل من أشكالها ، وهذا يستلزم تربية الشعب تربية ديمقراطية كافية

إن تقدير حرية الفرد هو أساس التقدم منذ انتشرت المدنية فالحرية هى التى خلقت أساليب المدنية ومسادئها وبعثت الرقى والحياة إلى العالم ، وهى التى أملت طريقة الحكم النيابى الصحيح فحددث ما بينها وبين الدولة تحديدا قصرت دونه المدنيات الغابرة

فاذا أريد للبلاد الازدهار والرقى الصحيح والوصول فى أقصر مدة إلى المكز اللأئق بها ، واتقاء الثورات العنيفة والحركات الهدامة ، وجب على زعامتها أن تسعى لغرس معانى الحرية الشخصية فى نفوس الشعب وتغذيتها بثمار حرية الفكر والنشر وصيانتها بتنظيم الحريات الاجتماعية والسياسية على أضمن القواعد القومية والنظم الحرة

يتبع إن شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 20, 2021 9:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121



مصرع الديمقراطية فى أوروبا



كان اول مصرع من مصارع الديمقراطية فى أوروبا قيام الفاشيستية فى أيطاليا وسحق الديمقراطية فيها ، ولم تلبث أن صدعت تباعا فى بولونيا حيث تقوم حكومات تستتر وراء الجمهورية ،اما مصرعها فى ألمانيا فحسبنا قيام النازية أو الهتلرية تلك التى نظمت أعظم طغيان عرفه التاريخ الحديث وقضت على الديمقراطية قضاء لا أمل لعودته وفى النمسا قامت الاحزاب الفاشيستية فقصمت الديموقراطية وقلبتها رأسا علىعقب ، وفى روسيا قام نظام استحدثه البلاشفة فطغى طغيانه الشنيع متسترا تحت سيادة الطبقات العاملة كذلك لم تلبث الجمهورية التركية الناشئة أن تحولت إلى طغيان عسكرى مطلق يستبد تحت نظام جمهورى صورى وها هى البانيا تأثرت بالمجاورة فجرف ديموقراطيتها تيار ذلك الجارف وها هى اسبانيا تحاول ان تبدى للعالم ظاهرة جديدة ولكنها لم تظفر بعد وإن ما ظفرت به من قبل من سحق الملوكية الطاغية القديمة كان ظفرا محليا محدودا فلما تجاوز حده انقضى سراعا كأن لم يكن

وأما فرنسا فان وثبتها الأخيرة التى نهضت بها تطلب القضاء على الارستقراطية وتضع محلها مبادىء الحرية والمساواة لم تلبث أن تغلبت عليها أجواء مظلمة وها هى ذى تلقى مصرعها بين احضان النبلاء وليس لها من ناصر ولا ظهير .

فلا وربك ستظل الديموقراطية متقربة هكذا بعيدة عن هاته الدول وليس لهم مطمح فى نوالها ولا مطمع فى الحصول عليها إلا إذا كانت هناك حرية ومساواة بمعناها الصحيح وطالما كان فى النفوس بقية من بقايا تلك القرون الماضية فلن تظفر أوروبا بديمقراطية صحيحة أما الاسلام أما دولة فستظل هكذا ترتع فى بجبوحتهاعلى مبادىء تعاليمه السامية ما شاء ربك وغنى لذكر مصالا قريب العهد بنا


وعلى ذكر الديمقراطية هنا نأتى بنص حديث فى هذا الموضوع للأستاذ عبد المجيد نافع المحامى أجاد فيه كل الاجادة ثم نقفيه بكلمة عن المساواة فى الاسلام لحضرة أستاذنا الكبير الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور شيخ الاسلام المالكى فى تونس
أحببت أن أتكلم عن الاسلام والديمقراطية لأنى رأيت بعض الصحف الاجنبية كلما تعرضت للنظم فى مصر قالت . ليست الديمقراطية مادة للتصدير وهى تقصد انها لا تصلح لنا ولا نصلح لها وما علمت أن قوما يدينون بالاسلام حرام أن نضيع الديمقراطية بينهم


يتبع ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 21, 2021 9:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121



الاسلام دين الديمقراطية



وغذا ناديت أن الاسلام دين الديمقراطية فأنى استوحى التنزيل الحكيم ، وأستلهم الحديث الشريف وأستهدى المأثور من أقوال أعلام الاسلام وأحكم فى ضوء الأعمال الخالدة فى تاريخ الاسنانية ليتم لى القول أندين محمد قد كتب للحرية أجل الصفحات وأروعها وقرر من مبادىء الأخاء أسماها ومن قواعد المساوة أعلاها ، فكان دين الديمقراطية من الوجهتين النظرية والعلمية وكانت خير ديمقارطية اخرجت للناس .

إذا اعتبرنا ميلاد الديمقراطية الغربية إعلان حقوق الانسان فى الانقلاب الفرنسى الكبير عام 1789 فان اسلام قد سجل مبادئها قبل مولدها فى أوروبا بأكثر من ألف ومائتى عام وإذا كان القضل للمتقدم – فالفضل للأسلام فى تحرير الانسانية من ربقة الاستعباد ، وخلاصها من أعلال الاوهام

جاء الاسلام فوضع قواعد الديمقراطية فى غري ما جلبة ولا ضوضاء ، ودون أنيحث هزة عنيفة فى كيان الأمة العربية ، بل دون أنيريق قطرة واحدة من الدماء ، علىحين أن الروم الديمقراطى لم يستطع أن يتنفس فى جو أوروبا ، وبذور المساواة لم تنبت فى البيئة الغربية – إلا بعد قرون ثلاثة حافلة بالثورات – وصراع دموى بين طبقة الأشراف وطبقات الشعب صبغ أرض أوروبا بالدماء
وسترون ان الاسلام جاء بالأخاء الصحيح والمساواة الحقة فى حين أن الديمقراطية العصرية ، باعتراف أنصارها وخصومها على السواء ، لم تبرأ من شوائب النظم البالية العتيقة

الديمقراطية فى اصطلاح العلوم السياسية ، هى النظام الذى يحكم الشعب فيه نفسه بنفسه ، إما مباشرة أو بواسطة ممثلين يختارهم عنه

على أنى أسارع إلى القوم بأن مدلول عبارة الديمقراطية قد استع اليوم نظاقهبحيق أصبح يشمل النظم الاجتماعية والاقتصادية فوق اشتماله على النظام السياسى ،ولو شئنا أن نستغنى بالاجمال عن التفصيل لقلنا فى كلمة ، إن الديمقراطية هى النظام او مجموعة النظم التى تحقق مبادىء الحرية والمساواة بين الناس بقدر ما يمكن أن يكون الانسان حرا – وبالقسط من المساواة الذى لا يصطدم مع النواميس الطبيعية

ورأيتالناس مشقوفين مكلفين بالديمقراطية حتى لأجدهم يسرفون فى استعمالها فيقولون الأدب الديمقراطى والفن الديمقراطى ، بل أراهم لا يقتصدون فى التبرع بها حتى يخرجوا بها من معناها الاصلى فالرجل المتواضع فى عرفهم رجل ديمقراطى ،وغن كان للديمقراطية من ألد الخصام

عرف أرسطو الديمقراطية بأنها نظام الحكم الذى تنتقل السلطة فيه إلى أيدى طائفة من المواطنين الأحرار المتساوين عند طبقة الارستقراطية

يخلص لنا من هــــــــذا التعريف ان الحرية والمساواة هما الدعامتان اللتان يقولم عليهما صرح الديمقراطية

إن من ينعم النظر فى أقوال أرسطو يجد أن حكيم اليونان كان متبرما بالنظام الديمقراطى فى عصره لا لأنه كان يتنكر لمبادىء الحرية أن يخصم تعاليم المساواة أو يضيق صدرا بتوسيع دائرة اشتراك الشعب فى إدارة شئون الدولة بل لأن النظام الديمقراطى فى عهده قد ساء حتى تردت اليونان فى هاوية الفساط والفوضى

كلما أتسع أفق المعارف الانسانية شعر الناس بالكرامة وأحسن العقل البشرى بالعزة فتطلعوا إلى تحقيق المثل العليا وطمحوا إلىتوسيع قاعدة اشتراكهم فى إدارة دقة الشئون العامة والهيمنة والاشراف على أمور الدولة ، لذلك كان النضال حادا عنيفا بين الشعود الطامحة إلى الحرية ، والطغاة المستبد من الذين يصدونهم عن سبيل الله ،والتطاحن شديدا بين طبقة الشراف التى تنعم بالامتيازات وطبقات الشعب التى تتطلع إلى تحقيق مبادىء المساواة وإذن فمن الحن أنيقال ان تاريخ الدميقراطية هو تاريخ الحضارة الانسانية

وما أنصف كارل ماركس الحقيقة والتاريخ حين صاح بان البطون هى مصدر الانقلابات فى كل أدوار التاريخ ،وأن الناس حين هبوا يسفكوندمائهم ، ويزهقون أرواحهم ،فأنما كانت بتهم للخبز لا للحرية ؛ وقورتهم فى سبيل اغراض مادية لا لتحقيق المثل العليا والسعى وراء الكمال الانسانى .

وما أنصف من قبله بعض من قادة الفكر فى روما حين قالوا بأن الشعب الرومانى يجتزىء بالخبز والملاهى عن الحرية السياسية والاشتراك فى تسيير اداة الحكم

وإذا كان قد ايتح لفريق من الرومان أن يقولواساخرين متهكمين : لدى الشعب أصوات انتخابية وليس لديه خبز ح فقد كان ذلك من جراء فساد النظم ، وانحطاط أداة الحكم ، لا من جراء مسخ الطبيعة البشرية

تميز تاريخ روما القديمة بسلسلة من المناضلات متصلة الحلقات بين جماعة الاشراف وطبقات الشعب لتحقيق مبادىء المساواة

على أنتربة روما لم تكن صالحة لنمو بذور الديمقراطية ، وكلما اتسع ملك الرومانيين وبسطوا سلطانهم فى الأرض طلقوا مبادىء الديمقراطية ، واعتنقوا روح الاستعمار ؛ واقاموابناء امبراطوريتهم على الغلبة والقهر ، واصبحت الأمم المغلوبة على أمرها أسلابا تقتنى وضياعا تستغل

كان المسلمون إذافتحوا بلدة تركوا لأهلها حرية العقيدة وحرية العبادة وخلوا بينهم وبين أملاكهم وضمنوا لهم أمنهم وأرواحهم وسووا بينهم فى المعاملة وهنفوا فيهم بذلك المبدأ القويم : لهم ما لنا وعليهم ما علينا

وكذلك كان الاسلام كلما دخل بلدة حمل معه بذور الأخاء والمساواة

اود أن أضع تحت الانظار صورتين متباينتين لأمة اليونان القديمة ،وأمة العرب قبل بزوغ فجر الاسلام ، لتروا بأعينكم وتلمسوا يأيديكم إلى أىحد وفق دين الهدى والحق إلى صبغ جزيرة العرب بالصبغة الديمقراطية وطبع أهلها بطابع المساواة

كانت اليونان القديمة بطبيعة تكوينها ومزاج أهلها مهدا صالحا للديمقراطيرة فقد كان يقيمون بالمدن ولا مشاحة فى أنالمدن هى مواطن الديمقراطية ؛ وطانت ميول اليونانيين متجانسة ، ومشاعرهم منسجمة ؛ ومصالحهم متحدة غير متنافرة تجمعهم ذكريات تاريخية مشتركة ، وتؤلف بين قلوبهم مثل عليا واحدة

على النقيض فى ذلك تماما تجد سكان الجزيرة ، فقد كان العرب يسكنون مضارب الخيام ، وانفسموا إلى شيع وقبائل وكانت أهواؤهم متفرقة ، ومصالحهم متنافرة بل كانت المنازعات بينهم سلاسل متصلة الحلقات ، والحروب متواصلة الضروب

ومن ينكر اعتزاز العرب بالعصبية ! ومن ينسىى تطاولهم بالاحساب والانساب !

ومن ذاالذىلم يملأ سمعيه بأخبار مفاخرتهم ومكاثرتهم ومنافرتهم !

فأنت ترىمن هذه الصورة ان جزيرة العرب لم تكن المهاد الصالح لنمو شجرة الديمقراطية والعرب لم يكونوا القوم المستعدين لاساغة تعاليم الديمقراطية وهضمها

وجاء الاسلام فنشر رايته الديمقراطية – وبث مبادىء الأخاء والمساواة ، لا لأن الجو كان مهيئا لها ،ولا لأن العقول كانت مستعدة لهضمها ؛ ولا لأن الاسلام شاء أن يتمشى مع العرب فى رغباتهم ومنازع نقوسهم لضم الأولياء ويكسب الأنصار ،ولكن الاسلام جاء فألقى بذور الديمقراطية – لأنه دين الفطرة ، لأنه دين الانسانية الطامحة إلى الكمال ، لأنه الدين الذى أخذ نفسه لبص أحكم المبادىء ،وغرس أقوم الاحكام

أجل : لقد حمل الاسلام راية الأخاء وأهاب بأتباعه ؛ إنما المؤمنون إخوة ،والمؤمنون بعضهم أولياء بعض ، وعبيدكم الذين ملك يمينكم إخوانكم فى الدين

نعم ك لقد رفع الاسلام لواء الاخاء وأذن فى أنصاره ، لا فضل لعربى على عجمى إلا بالتقوى ، والناس سواسية كأسنان المشط

ولم يقف الاسلام عند حد تلقين أتباعه مبادىء الأخاء والمساواة نظريا ، بل راضهم عليهاعمليا ، فشرع لهم الأحكام القائمة على الأخاء والمساواة حتى صاح اعرابى فى وجه عمر صيحته التاريخية الخالدة ، ولم يتعثر ولم يتلجلج : لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا

انطفأت شعلة الديمقراطية فى عصور الظلمات فى أوروبا ، وخبافور الحرية ، واندثرت معالم المساواة وانشطر المجتمع الاوروبى إلى ثلاث طبقات ، فريق الاشراف ح وجماعة الاكليروس ، وطبقة الشعب –

وكان التاريخ الغربى صفحة دامية من النظال بين الشعوب المهضومة الحقوق والطغاة المستبدين الذين يتنكرون لتلك الحقوق فينكرونها ، واتصل التطاحن بين الطبقات ، فأما الأشراف فكانوا يحرضون على امتيازاتهم ،وأما رجال الدين فكانوا يضنون بأنفسهم أن يهبطوا إلى مستوى الشعب ، وأما الشعب الطامع فى رد اعتبار الكرامة البشرية ووضع حد لاستهان العقل الانسانىفلم يضن بأية تضحية يبذلها فى سبيل الحرية والمساواة ، فبذل دماء المجاهدين بسخاء

كانت الحرية السياسية منعدمة ؛ والحرية الشخصية كلمة جوفاء ،والحرية الدينية خيالا متلاشيا ، والمساواة عبارة ذاهبة فى الهواء

وكان الملوك المستبدون يستمدون عناصر طغيانهم مماأسموه ( الحق الالهى ) وكان الأشراف يلتمسون أسباب تميزهم من اختلاف المولد ، ورجال الدين يتوسلون إلى التمتع بالامتيازات بماتأولوه من نصوص الدين وصبرت الشعوب حتى عقد النصر بلوائها على تلك القوى مجتمعة

تيبع ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 22, 2021 4:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121

قاعدة الحكم النيابى

فى الاسلام



وشاورهم فى الأمر : وأمرهم شورى بينهم : وكذلك وضع الاسلام قاعدة الحكم النيابى .

وما كان على الاسلام ان يضع غير الأصول والكليات والقواعد العامى ، فأما الصور والأشكال التى يتحقق بها معنى الحكم النيابى فمن الطبيعى أن يترك اختيارها للقائمين بالتنفيذ .

ولا تحسبوا أن الحكم النيابى لا يوجد إلا حيث يوجد مجلس نواب ومجلس شيوخ .ففى مدن اليونان القديمة كان الشعب يحكم نفسه بنفسه مباشرة بغير واسطة نواب أو ممثلين ، وكذلك الشأن اليوم فى بعض المقاطعات السويسرية حيث يحصل استفتاء الشعب فى جميع الشئول التى تمس حياته العامة ؛ ولقد يوجد التمثيل النيابى وعلى الرغم من وجوده تنعدم سلطة الأمة وتصبح خيالا مثلاشيا ، ثم ألا ترى أنصار الحكم النيابى وخصومه على السواء فى أوربا يشكون من اضطهاد الأغلبيات للأقليات وتراهم يحاولون أن يطبوا لهذا الداء بواسطة التمثيل النسبى


يتبع


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 24, 2021 4:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121



الشورى فى الاسلام



الشورى إذن هى قوام الحكم النيابى وهى دعامته وروحه دون اعتبار بالصور والاشكال

فى الصدر الأول من الاسلام كان يطبق مبدأ الشورى تطبيقا دقيقا

أيقن عمر بن الخطاب رضى الله عنه بأنه لم تعد للمسلمين مندوحة عن حرب الفرس ، وأنه إذا دانت لهم تلك البلاد خفقت راية الاسلام فى ربوع الشعب

لم يشأ ابن الخطاب أن يستبد بالأمر أو يستأثر بالرأى وهو من تعلم بعد نظر وصواب فكر وقوة حزم وعزم ، بل أراد أن ينزل على رأى المسلمين فيمن يصلح لتولى القيادة ، وأراد أن لا يضيق دائرة الاستشارة او يقصرها على فريق دون فريق فاستشار العامة والخاصة معا ؛ فأما العامة فأشاروا عليه ان يكون بنفسه على رأس الجيش إذ كان الناس اشد تعلقا به ، وأكثر طاعة له ،و

أما الخاصة فأشاروا عليه بأن يسلم القيادة لغيره وأن يبقى هو بالمدينة ضنا بحياته وحرصا على بقائه يدير دفة الشئون ، ثم ارتأوا أن يكون سعد بن أبى وقاص على رأس الجيش ، فنزل عمر على إرادتهم وولاه القيادة :

وضع الاسلام دعائم الحكم النيابى وطبق ابو بكر وعمر مبدأ الشورى تطبيقا دقيقا .

لكن واأسقاهما لبث دولة بنى مروان أن احتك خلفاؤها بالفرس والروم فرأوا مبلغ بسلط الحكومة على الرعية ، وإذعان المحكومين لسلطان الحاكمين ، فجنحوا للاستبداد ، وضربوا بمبدأ الشورى عرض الأفق ، ذلك بأن النفس البشرية نزاعة إلى الاستبداد بفطرتها ، وللبيئة فى طبع النفوس بطابعها أثر أى أثر .

ولو أن بنى مروان لم ينزعوا إلى الاستبداد لما وجدت دعاية بنى العباس ضدهم سميعا ولا مجيبا .

كان النبى صلى الله عليه وسلم فى سفر فأمر بأصلاح شاة فقال رجل : يا رسول الله على ذبحها ، وقال آخر – على سلخا . وقال ثالث ن على طبخها . فقال صلى الله عليه وسلم وعلى جمع الحطل . فقالوا : يارسول الله نحن نكفيك ذلك ، فقال قد علمت ولكنى اكره أن أتميز عليكم ؛ فان الله يكره من عبده أن يراه متميزا بين أصحابه وقام فجمع الحطب

ولا أريد أن أشوه جلال هذا المثل الرائع بمحاولة التعليق عليه ؛ وبما استقرت الخلافة إلى ابى بكر وذلك سنة إحد عشر صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم فان أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى

ومما يروى عن زهده وضاه بالكفاف من العيش أن زوجته اشتهت حلوا ، فقال . ليس لنا ما نشترى به : فقالت . أنا أستفضل من نفقتنا فى عدة أيام ما نشترى به : قال : افعلى ففعلت ذلك فاجتمع لها فى ايام كثيرة شىء قليل ، فلما عرفته ذلك ليشترى به حلوا أخذه فرده إلى بيت المال قال . هذا يفضل عن قوتنا ،وأسقط من نفقته بمقدار ما نقصت كل يوم وغرمه لبيت المال من ملك كان له

ولما ولى الخلافة رأى أن يستمر على استغلال ملكه والارتزاق من وراء عمل يده ولا ينفق على نفسه من بيت مال المسلمين شيئا ، واصبح يوما وعلى ساعده أبراد وهو ذاهب إلى السوق فلقيه عمر فقال : أين تريد ? قال . غلى السوق . قال : أتصنع هذا وقد وليت أمر المسلمين ؟ قال : فمن أين أطعم عيالى . ! فقال انطلق يفرض لك أبو عبيدة ، فانطلقا إلى أبى عبيدة فقال أفرض لى قوت رجل من المهاجرين ليس بأفضلهم ولا بأكيسهم كسوة الشتاء والصيف إذاأخلفت شيئا رددته وأخذت غيره ففرضا له كل يوم نصف شاه وما كساه من الرأس والبطن

وأخرج ابن سعد عن ميمون قال . لما استخلف أبو بكر جعفوا له ألفين فقال : زيدونى فان لى عيالا وقد شغلتمونى عن التجارة ، فزادوه خمسمائة

وخطب عمر بن الخطاب يوما فقال : أيها الناس من رأى منكم فى اعوجاجا فليفومه . فقام رجل فقال : والله لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا فقال عمر الحمد لله الذى أوجد فى المسلمين من يقوم اعوجاج عمر بسيفه

أراد أحد ملوك الروم أن يتعرف شخصية عمر العظيمة ويتبين العوامل التى جعلت حفنة من العرب بدوخ الممالك وتبسط سلطانها على الامبراطوريات الضحمة العظيمة فبعث برسول فتلمس الرسول طريقه إلى عمر ،وإذ سأل الناس عنه أشاروا إلى رجل نائم إلىجانب جدار وهو يتوسد عصاه . فقال : عدلت فأمنت فنمت يا عمر .

ولما سير العرب جيوشهم على مصر وعلى رأسسها عمرو بن العاص أرسل ملك مصر من يستطع تلك الحملة ؛ فما راعه إلا أن يرىعمرا القائد للجيش يتبسط فى تناول الطعام مع جنوده على الأرض فلما ارتد الرسول فأعطى الملك تلك الصورة الرائعة قال : إن قوما ذلك شأنهم ، وتلك حال كبارهم مع صغارهم ، محال أنتجد الهزيمة إلى صفوفهم سبيلا .

يجترىء ، خصوم الاسلام على الدعوى بأن مجد الاسلام قام على السيف ، وتلك دعوى باطلة تضافر العدل والحق على هدمها من أساسها وكيف يجوزفى عقل عاقل أن حفنة من الرجال تقوى على هدم امبراطوريتى الرومان والفرس إذا لم تكن عدتها إلا السيف ? إين قوة العرب المادية من قوة الفرس والرومان ? وأين مواردهم من مواردهم ?

وكيف استطاع المسلمون ان يفتحوا فى ثمانين سنة ما فتحه الرومان فى ثمانمائة ؟ فامتد رواق الملك العربى من الأندلس الى حدود الهند ، وخفقت راية الاسلام فوق تلك الربوع جميعا ?
عندى أن لمبادىء الحقة العادلة هى التى مهجت للمسلمين السبيل الى بسط ملكهم فى الأرض

يتبع


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 28, 2021 1:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121


ثلاثة قرون كاملة حفلت بالثورات الدموية فى سبيل تقرير قواعد الديمقراطية العصرية فى أوربا ، شهدت انجلترا انقلابين فى سنة 1642 و 1688 وفى عام 1766 وقعت حرب الاستقلاق اميركا لخلع نير الاستعباد البريطانى . واضطرمت نيران الثورة فى فرنسا فى عام 1789 . وكأن شجرة الحرية كانت لا تزال فى حاجة لدماء لثرويها ، والديمقراطية لضحايا وشهداء لتغليها ، فتأججت نيران الثورة فى 1830 و1848 ؛ وتواصلت الثورات فى أوربا بين 1906 و 1920

وفى أواسط القرن الثامن عشر فى فرنسا لم تكن حرية سياسية ولامساواة اجتماعية حتى هب فولتير وروسو يبشران بمبادىء الحرية والمساواة – وتشبع لا فايت بتعاليم الديمقراطية ، فلما عاد ورفاقه إلى فرنسا حملوا إليها بذورها الصالحة

وجعل روسو براعة الاستهلال فى كتابه ( العقد الاجتماعى ) ولد الانسان حرا على أن نراه فى كل مكان يرسف فى القيود

وأعلنت الثورة الفرنسية حقوق الانسان فى عام 1789 وجرت المادة الأولى من إلان الحقوق : يولد الناس أحرارا ويبقون أحرارا ومتساوين

ورأيتم أن الحرية والمساواة هما الدعامتان اللتان يقوم عليهما صرح الديمقراطية

ولقد جاء الاسلام فأعلن حقوق الانسان قبل الثورة الفرنسية بأكثر من 1200 سنة

أتى رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب فقال . يا أمير المؤمنين عائذ من الظلم ، قال / عذت معاذا ، قال سابقت ابن عمرو بنالعاص فسبقته فجعل يضربنى بالسوط ويقول أنا ابن الأكرمين – فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه ويقدم بابنه عليه فقدم : فقال عمر : أين المصرى ? خذ السوط فاضرب – فجعل يضربه بالسوط ، ويقول : عمر اضرب ابن الأكرمين – ثم قال للمصرى ، ضعه على صلعة عمرو ، قال : يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذى ضربنى وقد اشتفيت منه فقال عمر لعمرو . مذكم تعبدتم الناث وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ? قال : يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتنى يعنى المصرى

رأى عمر مرة يهوديا ممسكا برسول الله يطالبه بدين له ، فعظم ذلك عليه وأخذ يخناق اليهودى وقال . دعنى أقتله يارسول الله ، فقال : دعه يا عمر إن لصاحب الحق مقالا

وخطب أبو بكر فقال : القوى فيكم ضعيف عندى حتىآخذ منه الحق ، والضعيف فيكم قوى عندى حتى آخذ له الحق إن شاء الله تعالى

واختلف عمر مع إعرابى فاحتكما إلى أبى بكر فقال : قف بجانب خصمك وقص يا ابن الخطاب قصتك فقال عمر وعلى وجه أثر الامتعاض ، فقال له أبو بكر : أيسوؤك أن تقف بجانب خصمك ? قال : لا ولكن ساءتى أن كنيتنى وفى الكنية تعظيم

ولما أسلم جبلة بن الأيهم ملك غسان وفد على عمر بنالخطاب بأبهة الملك وحشمه فلقاه عمر بالترحيب وبينما هو يطوف يوما وملىء على إزاره اعرابى فضربه على وجهه ، فشكاه الاعرابى إلى أمير المؤمنين فاستدعى عمر جبلة وقال له إما أن ترضيه وإما أن يضربك كما ضربته ، فكبر ذلك على جبلة وقال : ألا تفرقون بين الملك والسوقة ? قال : لا . قد جمع بينكما الاسلام ، فاستمهله إلى الغد ثم أخذ قومه وفر بهم ليلا ، ولحق بالامبراطور هرقل بالقسطنطينية

وعزل عمر بن الخطاب خالد بن الوليد من قيادة الجيش وقال له : ما عزلتك لريبة فيك ، ولكن افتتن بك الناس فخفت أن تفتتن بالنا س

على أن نفس خالد كانت متشبعة بمبادىء المساواة ، فارتضى أن يهبط من القيادة إلى مصاف الجندية وأن يكون فى الجهاد جنديا بسيطا

ون شئت أن ترى آية من آيات المساواة فى الاسلام فأنهم النظر فى كتاب عمر إلى أبى موشى الأشعرى فى القضاء حيث يقول آس بين الناس فى مجلسك ووجهك حتى لا يطمع شريف فى حيفك ولا يخاف ضعيف من جورك

وكذلك كان يبغى عمر العدالة ومظاهر العدالة

وجمع عمر الناس بالمدينة حين انتهى إليه فتح القادسية ودمشق فقال : إنى كنا امرأ تاجرا وقد شغلتمونى يأمركم هذا فماذا ترون أن يحل من هذا المال ? فأكثر القوم وعلى رضى الله عنه ساكت . فقال : يا على ما تقول ? قال : ما صلحك ويصلح عيالك بالمعروف ليس لك من هذا الأمر غيره ، فقال القول ما قال على بن أبى طالب .

وما كان المسلمون يأنفون من العمل الحر الشريف ، فقد كان أبو طالب يبيع العطر وربما باع البر : وكان أبو بكر الصديق رضى الله عنه بزازا ( نساجا ) وكانعثمان بزازا ، وكان طلحة بزازا وكان عبد الرحمن بن عوف بزازا وكان سعد بن أبى وقاص يبرى النبل ، وكان العوام بن االزبير خياطا ، وكان الزبير قصابا ، وكان عمرو بن العاص قصابا

يفاخرنا الغربيون بعظمائهم الذين خرجوا من صفوف العمال وأولئك بناة مجد الاسلام قد خرجوا من جميع البيئات ، ونبتوا فى كل الطبقات

وما سقت لك تلك الأمثال عبثا ، وإنما أردت أن أدلك على أن المساواة فى معناها الصحيح وفى كافة مظاهرها ومختلف صورها لم تتحقق يوما كما تحققت فى الصدر الأول من الاسلام
مساواة أمام القانون ؛ فد شرع للناس كافة لا فرق بين عظيم وحقير ، وغنى وفقير ؛ وقوى وضعيف

ومساواة امام القضاء ، ولقد اطلعتك على جانب منها فى أروع مظاهره واسمى معانية

مساواة فى الوظائف العامة ؛ فقد رأيت كيف ينشأ الرجل منهم فى البيئة الصغيرة ثم يصل إلى أسمى مناصب الدولة

مساواة فى الضرائب ، فما كانوا يرهقون أحدا أو يظلمون فتيلا

وعلى الجملة فقد كانت مساواة فى الحقوق والواجبات

حقق الاسلام مبدأ المساواة السياسية والمساواة المدنية

على أنه لم يشأ أن يمنة أتباعه بالمساوة الاقتصادية أو بعبارة أوضح بالمساواة فى الرزاق ، ذلك بأنه دين الفطرة

ويكف السبيل إلى المساواة الاقتصادية ، وفى الناس العملاق والقزم والقوى والضعيف وجبار العقل والبله المعتوه

إن نواميس الطبيعة تأبى المساواة الاقتصادية ؛ ولئن جاز أن تكون فى هذا الميدان مساواة فأولى بها أن تكون مساواة فى البؤس والشقاء

رأى الاسلام أن المساواة الطبيعية مستحيلة ، فقال تعالى فى محكم كتابه ( وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات )

وشاء الاسلام أن يلطف بفسوة قوانين الطبيعة فشرع الزكاة ، وعندى لو أن نظام الزكاة طبق على وجهه الصحيح لوجدنا السبيل إلى المسألة الاجتماعية التى عجز إلى اليوم عن حلها فطاحل علماء الاجتماع فى اوروبا ، تلك المسألة التى كانت مثار النضال بين الطبقات ؛ ومبعث المذاهب المتطرفة والنظريات الهدامة

وإذن فليس من الاسراف فى القول أن يقال إن الاسلام هو الحصن الذى يرد غزوة المذاهب الهدامة التى تهز كيان المجتمع الأوربى أعنف الهزات ، وتهدد الحضارة الأوروبية بالتلاشى والفناء

لم تعرف أوروبا بالمساواة فى القرون الوسطى فقد انقسمت الشعوب إلى طبقات ممتازة وطبقات محرومة من الامتيازات ؛ وكان للاشراف قوانينهم ومحاكمهم الخاصة وعقوباتهم الخاصة وضرائبهم الخاصة ! وكانت المدارس الحربية يحرم دخولها على طبقا الشعب وكات المناصة الكبرى فى الدولة وفقا على طبقات الأشراف

وهل تحققت المساواة بمعناها الصحيح فى أوربا اليوم ، ولاتزال هناك مراحل كثيرة لا يزال على أوربا اجتيازها قبل ترشيخ قواعد المساواة

أو ليس النظام فى فرنسا مزيجا من النظم الديمقراطية ، والاوضاع الملكية والأشكال الأرستقراطية ?

وانجلترا التى تقولون إنها مهد النظام الدستورى ومعقل الديمقراطية أو ليس فيها إلى اليوم لوردات ومجلس لأولئك اللوردات ?

أثار كاتب فرنسى الشكوك حول تحقيق مبدأ الحرية السياسية فى فرنسا فاسترعى النظر إلى أن رأى الأمة الفرنسية لأ يؤخذ فى أمس الشئوون بحياتها واشدها تعلقا بمصيرها كحالة الحرب مثلا

واستلفت ذلك الكاتب الأنظار أيضا إلى أن القضاة فى فرنسا يؤخذون من بينات خاصة والمحلفين من طبقات عليها مسحة الأرستقراطية ، واختلاف العقوبة حين يرتكب الفعل الواحد غنى أو فقير
والحكم مع إيقاف التنفيذ ، أفلا يكاد يستأثر به الغنى دون الفقير مع أن الغنى قد يكون اختلس مبالغ طائلة أو بدد أموالا كثيرة ?

أفلا يسخر المداره المقاويل من كبار المحامين بلاغتهم فى انتزاع الأغنياء دون الفقراء من برائن العدالة ?

وهل يتاح للفقير ما يتاح للغنى أنيبقى بملابسه فلا يرتدى ملابس السجن ، ويأكل من بيته فلا يأكل من طعام السجون حين يكون سجينا تحت التحقيق مقابل جعل بسيط تتقاضاه منه إدارة السجن ?

وأين المساواة إذا كنتم أيها الغربيون تسلحون الأغنياء بأسحلة العلم العالى وتجردون منه الفقراء الذين لا يكادون يجدون السبيل إلى ثمن الخبز فضلا عن أجر التعليم ?

ليس عجيبا إذن أن يهاجم الديمقراطية خصومها تارة باسم العلم وطور باسم الواقع

وليس بدعا أن يصبح نصائح : المجتمع الأوربى يسعى للمساواة ولا يجد السبيل إليها ، شأنه فى ذلك شأن الانسانية التى تجد فى طلب السعادة والحقيقة فلا تظفر بهما كما أعيا طلابهما فوست حميته

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 01, 2021 10:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121



التسامح الدينى فى الاسلام



التسامح الدينى فى الاسلام يقابله الاضطهاد الدينى فى أوربا فى عصور الظلمات ، وإذا ذكرنا اضطهاد

محاكم التفتيش وفظائعها
فى القرون الوسطى



تلك الى طالما استعانت بها الكنيسة فى القصور الوسطى للقضاء على حركات الملحدين كما استخدمها البابا أفسفت الثالث فى أوائل القرن الثالث عشر فى سحق حركة الألبيجنس جنوبى فرنسا فكان طبيعيا أن تلجأالكنيسة الى استعمال هذه المحاكم كسلاح مرهق ضد من يثور عليها بحق او بغير حق كما حصر لاتباع لوتر وكلفن

وقد كانت هذه المحاكم دينية تستمد سلطتها من البابا مباشرة ولادخل للحكومات فى تصرفاتهما اللهم إلا قيامها بتنفيذ أحكامها أما قضاتها فكانوا من رجال الدين المعروفين بتعصبهم للكاثوليكية وكانت المحاكم فى هذه المحاكم سرية ومن واجباتها مراقبة المطبوعات والمدارس وتقرير الكتب التى يسمح بتداولها وإحراق الكتب التى لا تتفق مع المذهب الكاثوليكى ومن وظيفتها التجسس بكل الطرق على من يشبه فى عقيدتهم والقبض عليهم ومحاكمتهم فى جلسات سرية وتعذيبهم بمختلف الطرق القاسية حتى تكرههم على الاعتراف بالالحاد وحينئذ يوقع عليهم العقاب بالاحراق او بالسجن المؤبد وبمصادرة أملاكهم حتى الثابتون منهم كانوا يسجنون طول حياتهم تطهيرا لحم من جريمة الالحاد وكان لهذه المحاكم شأن بهم وأثر خالد فى إيطاليا وفى إسبانيا حيث كان قيليب الثانى الذى كان همه تضحية كل شىء فى سبيل الكنيسة بتعذيب الأبرياء من الناس فى تلك المحاكم ، ولقد أتت محاكم التفتيش بعكس ما كانت ترمى إليه حتىأنها تغضت إلى الناس حكم اسبانيا فثاروا عليها وصاروا يحاربونها ويذكر التاريخ هذه المحاكم بالسخط والويل والثبور لما جرته على الشعوب البرئية من الويلات والحروب

وفى الحق لم تشهد الانسانية قضاء أشد نزوعا إلى الظلم وأكثر جنوحا إلى القسوة من قضاء محكمة التفتيش

نهضت تلك المحاكم لتصد عن الكنيسة تبار الالحاد المتدفق فلئن كانت دينية فى نشأتها فان العصب قد سخر العدالة فى سبيل تحيقي لبانته وغايته

وفوق ذلك فقد وقفت تناهض كل حركة فكرية وعلمية ولعل من أرز ضحاها غاليليو الرياضى الفلكى الشهير ، أحدث ذلك العالم ثورة فى العلوم الفلكية ولبص ردحا من الزمن يواصل العمل فى بث نظرياته فى دروان الأرض ، فأصدرت البابوية ، وفاقا لأراء أحبار محكمة التفتيش قرارا بنقض تلك النظريات وتحريمها ، واعتبارها تحديا للنصوف المقدسة ونضح البابا لغاليليو بالكف عن نشر دعاويه فلم يأبه الرجل لقرار التحريم ، ولم يحفل بذلك النصح ، ومضى فى خدمة العلم والحقيقة ، وفى عام 1632 نشر كتاب ( محادثات عن الأصول العالمية ) فأحدث صدوره رجه عظيمة واستقبلته دوائر العلم والفكر فى أوربا استقبالا حماسيا منقطع النظير ، وهنا ثارت ثائرة الكنيسة وحرمت بيع الكتبا فى الحال ، ودعى غاليلو للمثول امام محكمة التفتيش فى روما ، فعتذر بشيخوخته وضعفه وكان قد نيف على السبعين ، فاستشاط البابا غضبا وعد تخلفه عصيانا ، فأجاب الدعوى واعتقل فى قصر محكمة التفتيش فى ابرايل من عام 1633 ، حقق معه وعذب ولم ترحم محكمة التفتيش شيخوخته وضعفه ، وكانوا كلما أمتنعوا فى تعذيبه ، ولجوا فى التنكيل به ، أمعن هو فى التشبث بالحق ،والاصرار على الحقيقة ن فاذا زادوه نكالا صاح فى وجوههم : ومع ذلك فان الأرض تدرو !

لم يقض الاسلام بالقاء أحد طعمة للثار لمجرد الزيغ فى عقيدته ولم يضطهد حرية الفكر والاعتقاد ولم ينكل بغير معتنقيه ولم يطارد العلماء والفلاسفة بل اتسع صدره للعلم والفلسفة
وهنا لا نرى مندوحة عن أن تبدد وهما ، نسارع إلى القول بأن حروب الخوارج لم تكن له صبغة دينية على الاطلاق ، بل كانت حروبا سياسية بحتى

نعم ، لم يكن مثار تلك الحروب الخلاف فى العقائد ، وإنما أشعلتها الآراء السياسية فى طريقة الحكم ، وما امتثل الخوراج مع الخلفاء لينصروا عقيدة ، ولكن سعيا وراء قلب نظام الحكم وتغيير شكله

وما اضطرمت نيران الحرب بين المويين والهاشميين لشىء غير الخلافة ، وبذلك كانت حروبا سياسية لا دينية

وكان المسلمون إذا هموا بفتح بدلة خيروا أهلها بين الاسلام أو الجزية أم الحرب وذلك هو أقصى ما يبلغ اليه التسامح

فاذا أدهل الاسلام بلدا تحت ظلاله خلى بين المحكومين وبين حريتهم الدينية ، وما يكلفهم لا يجزية يؤدونها صيانة لنفسهم ومحافظة على أمنهم فى ديارهم وذودا عن عقائدهم ومعابدهم

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( حسن محمد قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 02, 2021 3:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121

( شعار الاسلام فى معاملة الذميين )



لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، ومن آذى ذميا فليس منا ، إن المسلمين يسعى بذمتهم أدناهم ذلك هو شعار الاسلام فى معاملة الذميين

روىالبلاذرى فى فتوح البلدان أنه لما جمع هرقل المسلمين الجموع ، وبلغ المسلمين إقبالهم اليهم لوقعة اليرموك ردوا على أ÷ل حمص ما كانوا أخذوا منهم من الخراج ، وقالوا قد شغلنا عن نصرتكم والدفاع عنكم فأنتم على أمركم ، فقال أهل حمص : لولا يتكم وعد لكم أحب الينا مما كنا فيه من من الظالم والغشم ولندفعن جند هرقل عن المدينة مع عاملكم ونهض اليهود وقالوا : والتوراة لا يدخل عامل هرقل مدينة حمص إلا أن تغلب وتجهد . فألقوا الأبواب واحرسوها ، من ذلك ترون أن الحرية كانت تؤخذ مقابل الدفاع يقولون إنا فى عصر عملى يكره الأحلام والحاليمن
بل نحن فى عصر هادىء فترب فيه حرارة الناس فى التعلق بالمثل العليا وانعدام إيمانهم بالمبادىء السامية أو كاد وأصبح من يتشبث فيهم بتلك المبادىء يسمى خياليا يعيش فى السحاب
ترى خصوم الديمقراطية يهاجمونها بعنف وشدة ، فهذا يهاجمها باسم العلم وذاك يهاجمها باسم لواقع وغيرها يتكلم عن أزمة الديمقراطية ، ورابع بخوض فى حديث إفلاسها

ويقولون إن النواميس الطبيعية لا نعرف المساواة ؛ وأن الارستقراطية هى دعامة الحضارة والرقى وإن من الناس من يجب ان يعمل بيده ومنهم من يجب أن يتوافر على الأعمال العقلية ، وإن حكماء اليونان كان لهم بعض العذر حين ذهبوا إلى تبرير الرق بضرورة أن ينفرغ الحكماء لادارة شؤون الدولة

ولا شك أن الديمقراطية تعانى اليوم أزمة شديدة بدليل ان الدكتاتورية قد غلبتها على أمرها فى بعض الأمم

على أن البقاء للأصلح من المبادىء الفووز معقود بلواء الديمقراطية فى النهاية إن شاء الله ، فالذين بنوا الحضارة هم من الطبقات الشعبية لا من طبقات الأشراف ، والمشاهد الملموس فى أوربا أن طبقات الأشراف تفنى سراعا

والمذاهب المتطرفة التى تغزو موجتهها أوربا اليوم لا يلبث أن يتجلى زيغها حين يتبين للناس انها تبنى لهم قصورا من الورق أو قصورا فى اسبانيا

والاسلام الذى وقف طوال العصور فى وجه العواصف الهوج كالحبل الأشم والاسلام الذى يقف اليوم معقلا حصينا يرد عن العالم الاسلامى عادية خصوم الديمقراطية ، وعدوان دعاة المذاهب الهدامة

فاذا دعونا اليوم للتشبث بمبادئه والتعلق بتعاليمه فانما ندعو إلى الاحتفاظ بمعقل الديمقراطية ، إنما ندعو إلى الذود عن دين الحية والأخاء والمساواة

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 186 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10 ... 13  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 8 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط