موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 104 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:44 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6407

القباب الإسلامية

وأول نموذج كامل من هذا الوصف يتراءى لنا بوضوح فى قباب جامع عقبة بن نافع الفهرى بالقيروان ومن هذا النموذج أخذت القباب التى شيدت بعد ، وكانت رمزا للفن الإسلامى العربى ، هذا الشكل المضلع واتبعه الفاطميون فى بناء قبابهم ، كما نشاهد فى القباب الفاطمية القائمة بقرافة القاهرة .

منها قبة إخوة يوسف وقبة زينب بنت هاشم الحصواتى وقبة يحيى الشبيه وقبة مشهد رقية ، ثم قبة معاذ الحسينى .

وقد سارت القباب على هذا الشكل إلا النذر اليسير أحقابا طوالا من مدة الفاطمية ، ثم الأيوبيين ، ثم دولة المماليك الأولى ، إلا أنها فى هذه المدة كانت كلما تقادمت فى الزمن أخذ حجم ضلوعها يصغر نوما ما ، ومن هذا النوع قبة الميافارقينى ، المعروف بالقاصد ( 663هـ / 1264 م ) وقبة تكارباى خاتون 664هـ / 1265م ، قبتا علاء الدين أيدكين 683هـ / 1284 م ، قبة سنجر الصوابى 689 هـ / 1290 م .

ثم روعى فى القبة بعد ذلك تناسق الحجم والسعة فى الطول والعرف ، كما يتضح مما نشاهده من مجموهة القاب الأجريبة المضلعة ، ومنها قبة قراسنقر الجمالى 700هـ / 1300 م ثم قبتا سلار 703هـ / 1303 م وقبة مغلطاى الجمالى 730هـ / 1329 م ، ناصر الدين أمير آخور 732 هـ / 1331 م ، خانقاه قوصون 836 هـ / 1435م ن بلبان القرافى 736 / 1335 . الطوان قش 742 هـ / 1341م ، طاشتمر 742 / 1341 ، أم أم أنوك 744هـ / 1343م ، أصلم 745هـ / 1344م ، وهذه والتى قبلها تمتازان بطراز من الفضة يغطى رقبتيهما من الخارج ، قوام زخرفته كتابة قرأنية بيضاء على أرضية سوداء وزرقاء ، قبة تمارى 751هـ / 1350 م ، شيخو 756هـ / 1355 م ، تتر 761هـ / 1359 م ، طلبية 765/ 1363 ، كزل الناصرى 801/ 1368 وهذه القبة هى الأول والأخيرة التى بنيت على هذا الطراز

ثم روعى فى بناء هذه القباب جميعها الآجر والتضليع بأحجام متناسبة

ثم أخذت القباب تسلك طريقا آخر ؛ فبنيت من الحجر ظاهرا وباطنا ، بعد أن كانت تبى من اللبن او الآجر

وأظهر مثال لهذا النموذج الحجرى المضطلع نشاهده فى مجموعة القباب التى يصح تسميتها بالقباب التترية ؛ التى ابتدأت تظهر بمصر فى أوائل القرن الثامن الهجرى ، وكان لظهورها أثر فى تطور القباب تطورا آخر ، ظهر أثره فى أوائل القرن التاسع إلى أواخر عهد المماليك إلا نادرا

وقد كان ذلك التطور مدعاة لتحسن القبة تحسنا بلغ الغاية ؛ فبعد أن كانت القبة حالية من الزخارف الهندسية أصبحت فى هذا العصر بالغة فى الزخرفة والتنسيق مبلغا عظيما ، وربما غشى ظاهرها بالقاشانى الأزرق وأو الأخضر ، متجمعا او منفصلا ؛ كقبة مدرسة الغورى ؛ وقبة أزرمك الناشف وقبة سليمان باشا ؛ المعروفة بالشيخ سعود بسوق السلاح

وهذه ميزة امتازت بها القباب فى ذلك العصر ، وقد سبقتها إلى نفس هذه الميزة بعض القباب المتقدمة مثل قبة أم أنوك وقبة أصلم السلحدار

وبالرغم من هذا فتوجد قباب أخرى بعطس ذلك ؛ أمثال القباب الآجرية التى تسودها البساطة من الخارج ، وهى فى الداخل حافلة بشتى الزخارف والنقوش الكتابية وغيرها كقبتى يشبك الدوادار وقبة حسن الصنجق وقبة أزدمر وغيرها .

وثمة نوع من القباب ظهر فى اوائل القرن العاشر والحادى عشر ، وهى القباب الحجرية الصماء ، أمثال : قبة قرقماس 917هـ / 1511م ، وقبة ابراهيم البوسنوى ،وقبة شمس الدين عبد الباقى ، وقبة على كتخدا البركاوى ن وقبة الميرغنى ، ثم قبة عمر أغا 1063هـ / 1652م وغيرها

والقباب فى هذا العهد مزيج مما ذكر ؛ فتجد فى قبة المشهد الزينبى نموذجا من قباب أوائل واواسط القرن التاسع وقبة المشهد النفيسى أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العاشر وفى قبة عبد القادر باشا حلمى ومحمود باشا الفلكى أوائل القرن الحادى عشر

كما تج قبابا اخرى خرجت عن القاعدة الشائعة ؛ كتلك القباب الحديثة التى نشاهدها على مدافن الطبقة العليا ، ومنهاقبة شاهين باشا بشارع الامام الليث ، فإنك تجد فيها لونا غريبا هو تالك الأقبية التى تحيط بها ، ثم المآذن الأربع التى تكتنفها من جوانبها الأربع

وتذكرنا هذه القبة بالنظر إيها بقبة طاهر باشا ؛ مدير مصحلة الجمارك المصرية فى عهد محمد على باشا 1233هـ / 1817م بشارع العتريس رقم 8 قسم السيدة وهى قبة تركية لحمة وسدى ، ولها نظائر فى قباب أخرى فى مساجد كبيرة عثمانية

وأغرب منها ما نشاهده فى القبة التى بناها الشيخ أحمد سرى شيخ الخانقاه البكتاشية

فإنن هذه القبة مع غرابة فنها تجد فيها ضربا من الفن ، جمع ميزاتكثيرة منها تلك الأحزمة الحجرية التى تمنطق ظاهرها ، كذلك ظاهرها ، وإن كانت البساطة تسوده ، فإن ذلك التربيع الهندسى الظاهر أكسبه جمالا وروعة

كذلك مقرنصات باب القبة نفسه ثم هيئتها ...الخ

كل ذلك قد يعطينا فكرة عن دخول فن جديد فى هذه الآونة الى الفن الاسلامى المصرى لعله من ألبانيا الإسلامية

وثمة نوع من القباب ذات المناورة ، وليدينا منها قبة جوهر المدنى ثم قبة عبد الرءوف المناوى ثم قبة أخرى

ومنها نوع آخر صغير محمول على أسطوانات او دعامات ، وقد يكون مثلث الشكل فى بعض الأحيان كقبة سليمان الوكيل ، ومصطفى جالق ،والمزنى وعثمان كتخدا وغيرها ، وهذه القباب لا تمت الى العربية الاسلامية بشىء فيما يظهر ، ولها نظائر فى قباب تركستانية روسية وغيرها

ومنها نوع آخر تسوده البساطة من الخارج وتكثر فيه الزخارف من الداخل ، إلا أنه ذو شكل مخالف لما ذكره ، أمثال القباب القلاوونية السلطانية : كقبة المدرسة المنصورية ( القبة القائمة الآن حديثة بنيت عل ىنسق الأولى من النماذج الباقية من هذا النوع ( وقبة مدرسة الناصر حسن والأشرف خليل ، وهى أقدم ما وجد من هذا النوع ن وقد كان هذا النوع فيما يظهر مقصورا على القباب السلطانية ؛ فإنك لا تجد إلا فى بنايات الملوك ، أما الأمراء والوزراء فلا تجد فيها إلا القباب المضلعة الآجرية

ونستطيع ان نحول أنظار القارئ إلى ما سنذكره من مميزات كل قبة من هذه القباب على حدة فى ذكرنا للآثار التابعة له

وحسبنا هنا أ،نا بينا أصل فكرة القبة واتخاذها فى المساجد ومبدأ إقامتها على الأضرحة


(( يتبع ))



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 08, 2024 2:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6407

السيدة فاطمة الشقراء
( رشيد البهائي )
( جــــأمـــع المــــرأة )

( كريمة الجناب المعالى الملكي الأشرفى الجهة
المصونة الست فاطمة وتدعى شقرا – بتاريخ العشر
من شهر } جمادى الآخرة سنة سثلاث وسبعين
وثمانمائة {



هذا الجامع بشارع تحت الربع ( خط القشاشين سابقا )
أنشاؤه الحاج رشيد بن عبدالله الفهرى البهائى رئيس الخدم بالحرم النبوى على مشرفه أفضل الصلاة والسلام فى أوائل القرن التاسع الهجرى قبل سنة 812هـ / 1409م وتوفى بمكة المكرمة شرفها الله تعالى سنة 813هـ / 1410 م
وداخل المسجد قبر يلعوه صندوق من الخشب مليس بستر يقابله إلى الجهة الغر ب قبر يماثله ؛ يعزى القبر الأول إلى الست فاطمة شقراء مجددة هذا الجامع ويسميها العوام بالسيدة فاطمة النبوية لتجاهلهم اسمها الحقيقى والقبر الثانى رجل من المتسمين بالصلاح يعرف بالشيخ عبد الله المقشانى متأخر الوفاة وهو غير الشيخ عبد الله المقشانى الآخر المدفون بالمنزل رقم 3 حارة القشاشة ( المقشات ) بالدرب الأحمر


- رشيد بن عبد الله الحاج رشيد الدين الفهدى البهائى احد الفراشين فى الحرم النبوى الشريف ، سمع على العز بن جماعة جزء أقرأه عليه الشرف ابو الفتح المراغى فى سنة اثنتى عشرة وثمانمائة بمبرك الناقة النبوية من دار ابى أيوب الأنصارى المعروفة بالمدرسة الشهابين ؛ ووصفة بالشيخ الصالح الخير . ( السخاوى ج3/225-226)

- الآدر ( ربة الخدر ) الست فاطمة شقراء ابنة الأمير خير بك من حديد أو حتيت امير طلبخاناه الأشرفى المتوفى بمكة فى سنة 887هـ / 1482 م – كانت متزوجة بالأممير جانبك العلائى الأشرفى أمير اخور ثانى المتوفى سنة 893هـ / 1487م ودفن بالبرقوقية ماتت سنة 893هـ / 1487م – وهى المرأة الكاملة المصونة الكبرى المحجبة

- أمها هى الآدر خديجة بنت الأمير جرباش كرد المحمدى الناصرى أتابك العساكر فى عهد الملك الظاهر خشقدم المتوفى سنة 877هـ / 1472م ودفن بالبرقوقية

- جدتها لأمها هى الخوند ( أى الأميرة ) شقراء بنت الملك الناصر فرج بن الملك الظاهر برقوق المتوفاة فى رجب سنة 887هـ / 1482 م ودفنت بالبرقوقية أيضا

وسمى بجامع المرأة لقصة ذكرها السخاوى وحسن قاسم فى المزارات فى الجزء الرابع ص 158 وهذا نصها :
قد أكد لنا ان حادثة وقعت بهذا المسحد تتلخص فى أن شخصا من الجند اعتادى على امرأة كانت سائرة فى طريقها فى هذه المنطقة قبيل العشاء فا×ذها وأتى بها إلى هذا المسجد ن وقصد الدخوول بها غلى أحد المراحيض لقضاء حاجته معها ، فرآه الشيخ إبراهيم النبتيتى النساج المتوفى بلده سنة 1018هـ / 1609م وكان قد أقام بهذاالجامع بعد إقامته بجامع إسندر باشا بميدان باب الخرق فصاح عليه فأقبل إليه الناس من كل حدب وصوب وقبضوا على الجندى متلبسا بجريمته فأخرجوه مهانا وقدموه للمحاكمة وتحدث الناس بامر هذا الجندى حديثا ترك أثره حتى اليوم فى تسمية هذا الجامع بجامع المرأة وقد علقت هذه التسمية بالأذهان حتى اليوم

والشيخ إبراهيم النبتيتى هذا ( هو ) نزيل القاهرة المجذوب صاحب الكرامات والاحوال الباهرة ذكره المناوى فى طبقات الصوفية وقال فى ترجمته كان أولا حائكا فى نبتيت فأجنب يوما فدخل مكانا فيه ضريح الاولياء ليغتسل فيه فجذبه فخرج هائما وترك اولاده وأهله وقدم مصر فأقام بجامع أسكندر باشا بباب الخرق ( الخلق ) نحو عشرين سنة وبعضهم يسبه وبعضهم لمايرى منه من تقذير المسجد ثم تحول الى مسجد المره بقرب تحت الربع تحو تحول الى بلده نبتيت فسكنها الى ان مات وقيل له لم خرجت من مصر قال لم أجخلها الا بأذن صاحبها اذ لم يكن لفقير دخول بدون اذن أهلها ومن فعل حل به العطب فلما استقريت بها قدم زين العابدين المناوى فلم يأذن لى بالجلوس فتركته واياها فما كان لفقير يدخلها او يسكنها الا باذن منه خاص وكان له خوارق ومكاشفات اخبر عنه الشيخ العمدة على الحمصانى انه كان لابن اخته زوجة وله منها ولد فقعدت يوما تلاعبه بسطح الجامع وهو صحيح سليم فقال لها اتحبيه قالت له ملك وذاك قال ودعيه فانه يعد غد وقت العصر يموت وكان كذلك وله من هذا القبيل أشياء اخر وكانت وفاته فى سنة ثمان عشر بعد الالف ودفن ببلده وعمل له احد وزراء مصر قبة عظيمة والنبتيتى بنون مفتوحة ثم باء موحدة ثم تاء مثناة من فوق وبعدها مثناة من تحت ثم مثناة من فوق نسبة الى قرية من اعمال الشرقية .
( هكذا ذكر فى خلاصة الأثر ج 1/62 )






أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 09, 2024 9:27 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6407


مسجد المتبولى
عثمان الظاهرى

1381هـ / 1961 م


فى سنة 684هـ / 1284م أنشا المرحوم الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الظاهرى الحنفى الحلبى أحد علماء الحديث والمتصدرين للقراءات زاوية خارج باب البحر لدراسة الحديث والقراءات واستمر يحدث بها ويدرس حتى مات فى ربيع الأول سنة 696هـ / 1296م عن سبعين سنة ودفن بتربته التى انشأها خارج باب النصر

وكانت هذه الزاوية مثابة لطائفة من الناس يظدلفون اليها رجالا ونساء للدرس والتعليم واسماع ، واشتهر من خريجها العالمة الفاضمة عصمة الدين مؤنسة خاتون ابنة الملك العادل أبى بكر بن أيوب المتوفى سنة 693هـ / 1293م وقد خرج لهامنشىء هذه الزاوية جزء فى الأحاديث الثمانيات من سماعها عليه

وخلفه فى هذه الزاوية ولده المرحوم فخر الدين عثمان الظاهرى وتصدر بها كأبيه إلى وفاته فى رجب سنة 730هـ / 1330 م عن ستين سنة

قال المقريزى فىالسلوك _ ودفن بزاوية أبيه خارج باب البحر وقدترجم المقريزى لهذه الزاوية فى كتابه الخطط ووضعها خارج باب البحر ظاهر القاهرة على الخليج الناصرى ، وأفاد أنها كانت اولا تشرف طاقاتها على بحر النيل الأعظم فلما انحسر الماء عن ساحل المقس وحفر الملك الناصر محمد بن قلاوون الخليج الناصرى فى سنة 725هـ / صارت تشرف على الخليج المذور من بره الشرقى

وقد بقيت هذه الزاوية على ما ذكر المقريزى حتى تحول الخليج الناصرى الى ترعة عرفت بالترعة الناصرية أو البولاقية ثم الاسماعيلية أخيرا ، وكانت الزاوية تشرف عليها من برها الشرقى تجاه باب البحر وهوالباب الحديد بالمقس ، وكانت بعد ردم الترعة الاسماعيلية فى أواخر القرن المنصرم تشرف عل ىالشارع الذى حل محل الترعة ، وأدركنا موقع هذه الزاوية قبل سنة 1331هـ / 1913 م على قطعة الأرض الممتد عليها خط شركة ترام رثم 10-23 بين ميدان باب الحديد وبينى مبنى ثكنات البوليس الحربى الانجليزى ومبنى ادارة هندسة السكة الحديد وجوسق محطة الترام فى الجانب البحرى الغربى من الميدان ، وكانت عبارة عن مسجد صغير به ضريح يعرف باسم سيدى إسماعيل المتبولى وكان الشيخ محمد عاشور أحد من كان يتولى سدانة هذا الضريح بالوراثة الى حين وفاته فى سنة 1313هـ / 1895 م نيقول عن الشيخ إسماعيل هذا إنه جده لأبيه وقد قام بتجديد الضريح والزاوية مدة تنظر عليه من مال النذور التىكانت تبلغ من عشرين جنيها الى ثلاثين فى كل شهر

وقد خلف فى النظر على هذه الزاوية ولده الشيخ محمود محمد عاشور بتقرير مؤرخ فى 19 من جمادى الأولى سنة 1315هـ من مشيخة الطرق الصوفية ثم خلفه اخوه عبد الرؤوف وأحمد عاشور واستمر كلاهما إلى مارس سنة 1913م الى أن زاحمت شركة الترام الزاوية فأرادت هدم ونقل الضريح وتدخلت نظارة الاشغال فأخذت إقرارا من الشيخ محمود عاشور بقبول نقل جده فيما كان يزعم نظير إعطائه مبلغ 300 ج وقطعة أرض من الجهة الغربية على الجانب البحرى من مجرى الترعة الاسماعيلية ومبلغ ألف جنيها لبناء زاوية ورضريح للشيخ المنقول ، وكان هذا العرض مثار خلاف بين الإخوة الثلاثة فاستظهرت نظارة الاشغال بديوان الأوقاف فدلت التحريات التى قام بها قسم رابع أوقاف على أن الناظر المذكور وأولاده المستحقين فى الربع وهم ثسلاثة ذكور سوت إناث ليس بأيديهم تقرير شرعى ولا مستند يعلم منه شرك النظر على المسجد والضريح وموقوفاته غير تقرير مشيخة الصوفية الآنف الذكر ، فانتزع الديوان منهم المسسجد والضريح وأقصاهم عنه وأقام فى النظر عليه خديوى مصر عباس حلمى وأشرف الديوان عليه بعد ذلك

وحصل بعد ذلك ان اتفق الديوان ومصلخة التنظيم على هدم المسجد ونق لالضريح واعتمد لإتمام هذه العملية مبلغ 1100 ج فقامت مصلحة التظيم بالهدم ونقل الثاوى بالضريح الى قطعة أرض مساحتها الف متر فى جنوب موضع المسجد الحالى ورغب القائمون بالأمر فى ديوان الأوقاف بأن يشيدوا مسجد أخر يضم الضريح ورصدوا لهذا المشروع مبلغ 900 ج كبلغ أساسى للمشروع ، ولكن الأمر لم يتم لموانع حالت بين إتمامه وأدركنا الضريح يقوم على طرف من هذه الأرض خلف سوق الخضر والفاكهة داخل جوسق من الخشب فىمحيط حوالىعشرة أمتار وبقى الضريح على هذا الوصف الى سنة 1365 هـ / 1945م فقامتا وازارة الاوقاف بتنفيذ المشروع السابق فاختارت له قطعة أرض أخرىمساحتها 780م بين مستشفى الهلال الأحمر وبين قسم صيانة مجارى القاهرة وزادت المبلغ المعتمد له فى سنة 1331هـ / 1913م 400 ج وعهدت الى نصر الدين البيلى المهندس بالأوقاف بوضع تصميم الضريح المزمع إنشاؤه وقام المقاول حسن حسين بإشادته ، فظهر بعد ذلك عبارة عن حجر سعتها ثمانية أمتار مسقفة بالمسلح وفى الجهة الغربية والبحرية منها ست شبابيك بمغالق من الخشب النقىالمبخور ، وباب شرقى مرتفع عن الأرض بدرج له مغلاق بمصراعين من الخشب النقى المكلفت بالأصفر ، واحد الضريحين المنسوب إلى المتبولى يتوسط الحجرة والثانى غلىالجهة البحرية أسفل حنية صغيرة والضريحان عبارة عن صندوقين من حجر المزايكو ، وواجهة الحجرة من الحجر النقى يزخرفهما طراز مقدم بالخط الكوفى فى آيه قرآنية كريمة ، استمر الضريح على هذا الوصف وكان آية فى الجمال أبدع فيه المهندس حتى جعل منه منظرا عربيا خلابا وفى غضون السنوات الأخيرة من إقامته استولى عليه جماعة السنة المحمدية فاتخذت رحبته مصلى لهم

وفى سنة 1959 م تقدمت الجمعية الى وزارة الاوقاف تطلب غقامةمسجد لها حول الضريح فاستجابت الوزارة لذلك الطلب وسمحت لها بالاستيلاء على جميع الأرضى التى تحيط بالضريح من جهاته الأربع وقامت الجمعية ببناء المسجد فى محل الضريح وما يتصل به من الأرض المحيطة وأشبع أن الجمعية نقلت مرة ثالثة رفات الثاوين بالضريح ولكن رئيس الجمعية وهو الشيخ محمد أمين أمتع الله به ، نفى ذلك وأخبر أنه محافظ على التعهد الذى اخذ عليه من الوزارة بعدم نقل رفات الثاوين بالضريح والمحافظة عليه إلا أنه لم يترك له أثر ظارها بالمسجد لاعتقاده كراهية وجودها بالمساجد وافتتح المسجد للصلاة فى سنة 1961م

وقد ألأطلنا النفس فى هذاالمسجد لمناسبة ما حدث له اولاوآهرا مما لم يحدث لمسجد آخر فى مساجد القاهرة ولانشغال الرأى العام به فى سنتى 1913-1914 م بسبب ما حدث فيها بشأنه وما حدث فى هذه السنوات الأخيرة ، وقد أدرك حسن قاسم مؤلف هذا الكتاب حوادث هذا المسجد وشاهد ما قام بشأنه ، وتحقق عندى أن الثاوى بهذا المسجد ليس هو إلا الشيخ عثمان الظاهرى المتقدم ذكره والثانى هو الأمير ناصر الدين المهاميزى ، وهذا كان له بهذهالمنطقة بستانا ومسجدا عرف أخيرا بالزهار ثم هدم ونقلت رفاته الى ضريح الشيخ الظاهرى هذا ، ويوم ان نقلت رفات الشيخ الظاهرى والمهاميزى كانت الرفات الأولى بم يمسها البلى بخلاف الرفاتالأخرى فكانت ذرات لا هيكل لها

وزاوية الظاهرى خارج باب البحر ظاهر القاهرة عند حمام طرغاى على الخليج النصارى كانت تشرف طاقاتها على بحر النيل الأعظم ؛ فلما انخسر الماء على ساحل المقس وحفر الملك الناصر محمد بن قلاوون الخليج الناصرى صارت تشرف على الخليج المذكور من بره الشرقى واتصلت المناظر هناك الى أن كانت الحوادث من سنة ست وثمانمائة فخربت وبيعت أنقاضها

أما أحمد بن محمد بن عبد الله أبو العباس جمال الدين الظاهرى كان أبو همحمد بن عبد الله عتيق الملك الظاهر شهاب الدين غازى وبرع حتى صار إماما حافظ وتوفى ليلة الثلاثاء لأربع بقين من ربيع الأول سنة ست وتسعين وستمائة بالقاهرة ودفن بتربته خارج باب النصر وابنه عثمان بن أحمد بن محمد بن عبد الله فخر الدين بن جمال الدين الظاهرى الحلبى الامام العلامة المحدث الصالح ولد سنة سبعين وستمائة واسمعه أبوه بديرا مصر والشام وكان مكثرا ، وماتبزاويته هذه الواردة بالحاشية السابقة فى سنة ثلاثين وسبعمائة




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 19, 2025 1:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6407

بسم الله الرحمن الرحيم

سبق أن تكلمنا عن مسجد سيدنا حضرة النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
والأن نكمل الحديث عنه


- توسعة حضرة سيدنا النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

صارت مساحة المسجد 50 × 50 م وأرتفاع السقف 5ر3 م

- توسعة سيدنا عمر رضى الله تعالى عنه
وسع رواقا فى الجنوب 5م ورواقين فى الغرب 10 م و 15 م في الشمال وفتح باب السلام والنساء وارتفاع سقفه 5ر5 م


- توسعة سيدنات عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه

وسع رواقا فى الجنوب 5 م ورواقا فى الغرب 5م وفى الشمال 5م وشارك البناء

- توسعة الوليد الأموى سنة 91 هـ

وسع رواقين فى الغ رب 10 م وثلاثة أروقة فى المشرق 15 م ووسع فى الشمال وبنى سقفين للمسجد والمحراب والمنائر الأربع وفتح 20 بابا

- توسعة المهدى سنة 165 هـ

وسع فى الشمال فقط ، وأقر المسجد على 20 بابا وبنى مقصورة على الصف الأول

- توسعة قايتباى سنة 888هـ

وسع 12ر1 م خلف المقصورة الشريفة شرقا وأعاد المسجد إلى سقف أرتفاعه 11م وبنى فوق الحجرة الشريفة قبتين وركب الشبابيك حول الحجرة الشريفة

- توسعة عبد المجسد الغثمانى سنة 1277هـ

وسع خلف المقصورة الشريفة 62ر2 م في الشرق ةجعل سقف المسجد قبابا من الحجارة عليها ألواح الرصاص والجزء الجنوبى من المسجد مازال على بنائه ومساحته 4056 متر مربع

- نوسعة الملك عبد العزيز سنة 1372 هـ

وسع 6024 متر مربع فى الشرق والشمال والغرب وارتفاع السقف 55ر12 م بتكلفة 70 مليون ريالا وموقعها شمالى البناء المجيدى

- توسعة الملك فهد 1414هـ

وسع 82000 متر مربع بحيث يستوعب تسعة أضعاف المسجد السابق وهو أكبر توسعة شهدها التاريخ يتكلفة 2ر72 مليار ريالا

- التوسعة السعودية الأولى مع البناء المجيدى ( 16326 متر مربع ويستوعب 28000مصلى )

- التوسعة السعودية الثانية الدور الأرضى ( 82000 متر مربع ويستوعب 167000مصلي )

- التوسعة السعةدية الثانية السطح ( 67000 متر مربع ويستوعب 90000 مصلى )

- ساحات مهيئة للصلاة ( 135000 متر مربع وتستوعب 250000مصلى )

إذن مجموع المصلين ( 535000 مصلي )

منائر المسجد



لم يكن للمسجد النبوى الشريف منائر فى عهد سيدنا حضرة النبى صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء الأربعة الراشدين وأول من بناها عمر بن عبد العزيز سنة 93 هـ فى أركان المسجد الأربعة بطول نحو 5ر27م ثم بنى قايتباى منارة خامسة عند باب الرحمة واستمر هذا العدد إلى أن هدمت المنائر الثلاثة في التوسعة السعودية الأولى وعوض عنها بمنارتين بطول 72 م وأضيف إليها ست منائر في التوسعة السعودية الثانية بطول 104م وارتفاع هلالها 6 م ووزنه 5ر4 طن ، فصار المجموع 10 منائر ـ علما بأن ارتفاع المنارة 53ر44 م ومنارة باب السلام 85ر38 م

موقف السيارات



تقع المواقف تحت الساحات المحيطة بالمسجد النبوى الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام من الجهة الجنوبية والغربية والشمالية على مساحة إجمالية تقدر 290000متر مربع تتكون من دورين وتستوعب 4444 سيارة وهناك وحدات تتكون من أربعة أدوار بها 6000 حنفيى للوضوء و 2000 دورة مياة علما بأن هناك دراسات للتوسعة

عدد القباب المتحركة 27 قبة
الذهب المستخدم لزخرفتها 68 ك
أعمدة الدور الأرضى 2174 عمود
النحاس المستخدم في تيجانها 1600 طن
أعمدة البدروم 2554 عمود
مساحة البدروم 79000متر مربغ
أعمدة السطح 550 عمود
السلالم المتحركة 4
السلالم الثابتة 18
وزن الباب الخشبى 5ر2 طن
عدد كاميرات المراقبة 543 كاميرا
مساحة ساحات المسجد 235000 مترمربع
الساحات المكسوة بالجرانيت الملون 45000 متر مربع
الساحات المكسوة بالرخام الأبيض 190000 متر مربع
عمق الأساس 4ر5 م
مساحة المقصورة الجنوبية 100×5 م
طول نفق التكييف 7 كم
عرض النفق 10ر6 م
ارتفاق النفق 10ر4
مساحة محطة التكييف والكهرباء 70000 متر مربع

فضل الروضة الشريفة


عن أى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة ، ومنبرى على الحوض ( صحيح البخارى رقم الحديث 1888)

قال السلف في شرح هذا الحديث : ما بين منبره وبيته صلى الله عليه وسلم حذاء روضة من رياض الجنة ، وقيل : إنه روضة حقيقية بأن ينتقل ذلك الموضع فى الآخرة إلة الجنة : إنه كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة وحصول السعادة بما يحصل من ملازمة حلق الذكر ( أخبار مدينة الرسول لأبن النجار ص 389 )

فضل المنبر


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن منبرى على ترعة من ترع الجنة ( قال الهيثمى : رجاله رجال الصحيح ، مجمع الزوائد 4/9 )

قال النبى صلى الله عليه وسلم : إن قوائم منبرى هذا رواتب فى الجنة ( حديث صحيح سنن النسائى ، باب فضل مسجد النبى صلى الله عليه وسلم )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حلف بيمين آثمة عند منبرى هذا فليتبوأ مقعده من النار ولو على سواك أخضر ( حديث صحيح سنن ابن ماجة رقم الحديث 2325 )

فضل الأسطوانة المخلقة



وهى الملاصقة للمحراب النبوى وقد اقيمت في موضع جذع ورد عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى إىل جذع إذا كان المسجد عريشا وكان يخطب إلى ذلك الجذع فقال رجل من أصحابه : هل لك أن نجعل لك شيئا تقوم عليه يوم الجمعة حتى يراك الناس وتسمعهم خطبتك ؟
قال صلى الله عليه وسلم : نعم

فصنع له ثلاث درجات ، فهى التى أعلى المنبر ، فلما وضع المنبر وضعوه فى موضع الذى هو فيه ، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يوقم الى المنبر مر إلى الجذع الذى كان يخطب إليه ، فلما جاوز الجذع خار ( صاح ) حتى تصدع وانشق فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده حتى سكن ثم رجع إلى المنبر فكان إذا صلى صلى إليه ، وفى رواية البخارى : فلما صنع له المنبر فكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار ( سنن ابن ماجة ، رثم الحديث 1414 ، صحيح البخارى رقم الحديث 3585 )

وكان الحسن البصرى رضى الله عنه إذا حدث بهذا بكى ، وقال : يا عباد الله الخشب تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه لمكانه ، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه ( شرح الشفا للقارى 3/63 )

فضل أسطوانة عائشة رضى الله عنها



سميت بذلك لأن السيدة عائشة رضى الله عنها اخبرت بتعين موقعها
عن السيدة عائشة رضى الله عنها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن فى المسجد لبقعة قبل هذه الأسطوانة لو يعلم الناس ما صلوا فيها إلا أن يطير لهم قرعة ، وعندها جماعة من أبناء الصحابة وابناء المهاجرين فقالوا : يا أم المؤمنين واين هى ؟
فاستعجمت عليهم ، فمكثوا عندها ثم خرجوا ، وثبت عبد الله بن الزبير ، فقالوا : إنها ستخبره فامقوه فى المسجد حتى ينظروا حيث يصلى ، فخرج بعد ساعة فصلى عند الأسطوانة التى صلى إليها ابنه عامر بن عبد الله ، فقيل لها : أسطوانة القرعة ( مجمع الزوائد 4/10 )

أسطوانة أبى لبابة رضى الله عنه



سميت بذلك لأن أبا لبابة رضى الله عنه ربط نفسه بها بعد أن أفشى السر لبنى قريظة حيث طلبوا من النبى صلى الله عليه وسلم لما حاصرهم أن ابعث إلينا أبا لبابة لنستشيره فى امرنا وقالوا له يا أبا لبابة ترى أن ننزل على حكم محمد صلى الله عليه وسلم قال : نعم واشار بيده إلى حلقة أنه الذبح ، قال أبو لبابة : فوالله ما زالت قدماى حتى عرفت أننى خنت الله ورسوله ، فلم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم وانطلق إلى المسجد وربط نفسه بسارية وقال : لا أبرح مكانى هذا ولا أذوق ذواقا حتى أموت أو يتوب الله عليه ، فمكث كذلك تسعة ايام حتى كان يخر مغشيا عليه من الجهد ، حتى أنزل الله توبته على النبى صلى الله عليه وسلم وهو فى بيت ام سلمة ، فضحك ، فقالت مم تضحك يا رسول الله أضحك الله سنك ؟ قال : تبت على أبىلبابة ، فقالت : أفلا أبشره قال : بلى إن شئت ، فقالت : يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك ، فثار الناس إليه ليطلقوه ، فقال : لا والله لا يحله منها إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، فحله ، فقال : يا رسول الله إنى كنت نذرت أن أنخلع من مالى صدقة ، فقال: يجزيك الثلث ان تصدقه

الحجرة الشريفة



حجرة أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها إحدى الحجرات الشريفة ، دفن بها حضرة سيدنا النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وهناك موضع قبر رابع يدفن فيه سيدنا عيسى عليه السلام

قصة التدفين


قالت السيدة عائشة رضى الله عنها : رأيت ثلاثة أقمار سقطن فى حجرى فقصصت رؤياى على ابى بكر الصديق
قالت : فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن فى بيتها قال لها أبو بكر : هذا أحد أقمارك وهو خيرها ، وعن مالك أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء وصلى الناس عليه أفذاذا ، ولا يؤمهم أحد ، فقال ناس : يدفن عند المنبر ، وقال آخرون يدفن بالبقيع ، فجاء ابو بكر الصديق رضى الله عنه فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما دفن نبى قط إلا فى المكان الذى توفى فيه ، فحفر له فيه فلما كان عند غسله أرادوا نزع قميصه فسمعوا صوتا يقول : لار تنزعو القميص ، فلم ينزع القميص وغسل وهو عليه ( موطأ مالك باب ما جاء فى دفن الميت 16/27 )

ثم لما توفى ابو بكر الصديق رضى الله عنه دفن فى حجرة عائشة إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد أوصى بذلك ، وهو ثانى الأقمار الثلاثة

ثم لما طعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال لأبنه عبد الله رضى الله عنه اذهب إلى أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها فقل : يقأ عمر بن الخطاب عليك السلام ثم سلها أن أدفن مع صاحبى ، قالت : كنتا اريده لنفسى فلأوثرنه على نفسى ، فلما أقبل قال : أذنت لك يا أمير المؤمنين ، قال : ما كان شىء أهم غلى من ذلك المضجع ( صحيح البخارى : رقم الحديث 1392 )

وعن عبد الله بن سلام رضى الله عنه قال : مكتوب فى التوراة صفة محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى ابن مريم يدفن معه ، قال أبو مودود : وقد بقى فىالبيت موضع قبر ( جامع الترمذى رقم الحديث 3696 )

نشكر من أمدنا بهذه المعلومات القيمة من كتاب تاريخ المدينة المنورة للدكتور محمدالياس عبد الغنى






أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 27, 2025 9:23 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6407

[size=200]



مسجد أبو السعود أبو العشائر الواسطى

يقول حسن قاسم فى كتابه :


هذا المسجد بشارع الشعرانى البرانى – ذكره المقريزى ونسب إنشاءه الى الشيخ أيوب السعودى ، من صحابة الشيخ أبى السعود أبو العشائر الواسطى ، وأرخ وفاته فى أول صفر سنة 624هـ / 1226م وكان هذا المسجد فيما ذكره الشعرانى فى ترجمة أبى العباس الخزرجى ، زاوية للشيخ أبى السعود بن أبى العشائر المذكور ، أقام بها إلى وفاته فى سنة 644هـ / 1246 م ودفن بالقرافة الكبرى ولاتزال هذه الزاوية قائمة فى موضعها الى اليوم وقد جددها جماعة من إخوان السنة واتخذوها منها مسجد تقام فيها الشعائر

هو الإمام الشيخ أبى السعود بن أبى العشائر بن شعبان بن أبى الطيب الواسطى الباذلينى توفى سنة 644هـ / 1246 م ، أصله من بلدة باذلين أو باذيين قرب واسط بالعراق ، جاء إلى مصر زمن الملك الكامل الأيوبى واصبح من أجلاء مشايخ مصر حتى أن السلطان الكامل ومن بعده السلطان نجم الدين الأيوبى كانا يسعيان لزيارته


****************

مسجد ابو السعود الجارحى



يقع هذا المسجد بالفسطاط شمالى جامعت عمرو بن العاص بمنطقة كان يقال لها كوم الجارح ،نسبة لأبى الحسن الصوفى على بن يعقوب بن عيسى الملقب بالجارحى ، وهى الآن تعرف بخرطة أبى السعود وكانت فيما غبر أول حدود مدينة العسكر .

والذى أنشأ هذا المسجد هو الشيخ أبو السعود الثاوى به ، أنشأه كزاوية له ولأصحابه فى سنة 924هـ / 1518 م ووقف عليه أراض بحوطة المسجد ومسقفات وأمكنة بحجة وقف صادرة فى 24 صفر من هذه السنة ، ثم أضاف إليها موقوفات اخرى بحجة مؤرخة فى 22 صفر سنة 928هـ / 1521 م بأطيان زراعية بنواحة الزاوية الحمراء وترسا الفيومية مركز سنورس مديرية الفيوم حاليا ، وهى بلده ومسقط رأسه وبتاريخ السابع من شعبان سنة 967هـ / 1559 م ضم إلى هذا الوقف وقفا آخر صادرا من الشيخ زين الدين عبد الله بن شمس الدين محمد السعودى ، من علماء الشافعية بالأزهر ومن ذرية الشيخ أبى السعود المذكور ، وصدر عن هذا الوقف تصادق بين مستحقيه بتاريخ الثانى من شهر شعبان سنة 1200هـ / 1785 م وثابت هذا التصادق بدعوى شرعية فى المادة رقم 608 أمام القسم العسكرى ، ثم أعقبه وقف ىخر صادر من الشيخ شهاب الدين أحمد السعودى الجارحى بن احمد ، غرف بالحليق ، بتاريخ التاسع من شعبان سنة 969هـ / 1561م بأعيان فى دمياط موقوفة على الزاوية وعلى ذرية الواقف وقد اندثرت هذه الوقاف وانقرض مستحقوها ، واستمر مسجد الشيخ أبى السعود يتعاقبه اهالى الحى بالتجديد حتى جدده اخيرا المرحوم الأمير عبد الرحمن كتخدا فى سنة 1176هـ م 1762 م وثابت هذا التجديد فى بيت تاريخى من الشعر يعلو أسكفة باب المسجد فى عبارة هذا نصها :

وسيلة العبد للرحمن أرخها ** للجارحى مسجد يزهو لمن دخله
( 282 107 28 120 639 1176 )



ثم أعاد تجديد المسجد والضريح المرحوم محمد باشا طاهر القوله لى وابنه احمد باشا طاهر فى سنتى 1218 و 1248 هـ / 1803 م و 1832 ، وثابت هذا التجديد فيما هو مدون على الضريح وبالمسجد فى أبيات هذا نصها :

هذا مقام كرامات تصــوغ إذ
فيه الولى ( غنيم ) جل فى قطب
قد شاده لابتغاء الله ذو كـرم
أفعاله لم تزل من مرتضى الرب
عمت مآئره فضلا فيما تركت
لمجده كرم يعلو عـــلى السحب
وكم مقام رضا نادى مؤرخه
أنيب احمد باشا طـــــــاهر القلب



أبو السعود الجارحى والثاوى بهذا المسجد هو المرحوم الشيخ أبو السعود محمد غنيم بن عمران بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن القرشى المدينى الشافعى ، أصل أسلافه من مدينة حضرة سيدنا النبى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتدبروا مصر ، وظهر منهم الشيخ أبو السعود هذا وكان معتقد أهل عصره كما هو معتقد المصريين الآن ، ومات سنة 933هـ / 1526 م ودفن بزاويته هذه ، ترجم له الشعرانى فى الطبقات الكبرى والطبقات الوسطى

ومدون على باب الضريح نسب للشيخ أبى السعود هذا ، بيد أنه نسب غر معروف – فى النسب الصحيح – لانقطاعه ، ولأن عبد الله بن الامام محمد الباقر لم يعقب إلا من ولده إسماعيل وأخويه هاشم ومحمد الحبيب ، وليس له زيد المذكور فى النسب ، بل قال ابن عنبة الداودى فى عمدة الطالب : إن عبد الله بن الباقر لا عقب له وإن ذرية الباقر محصورة فى ابنه جعفر الصادق رضى الله تعالى عنه

[/size]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 27, 2025 2:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6407

جامع السلطان محمود خان

زاوية أثرية رقم 308

( 1164هـ / 1751م )



هذه الخانقاه بشار درب الجما ميز ( حاليلا شارع بور سعيد على يمين السالك لهذا الشارع بعد تقاطع أشارة مرور شارع بورسعيد بعد مستشفى أحمد ماهر ( امام جامع كريم الخلوتى )

أمر بإنشائها السلطان محمود خان بن مصطفى خان فى سنة 1164هـ / 1751 م وعهد بإنشائها إلى الامير بشير أغا وكيل دار الساعادة ،فأنشأها تكية للأتراك وبنى لهم بها مساكن وألحق بها سبيلا ومكتبا وإمامها عبد السلام بن أحمد الأرزجانى المتوفى سنة 1922هـ / 1778 م وكان يدرس بها العلوم الكونية ويؤخذ تاريخ إنشاء هذه الأثر من مذكرتين : احدهما بأسكفة الباب العمومى لهذه المدرسة والثانية بالسبيل ونصها :

أنشا هذا السبيل المبارك مولانا السلطان محمود
خان عز نصره فى سنة أربع وستين ومائة وألف



وهىمدرسة عظيمة ملحق بها سبيل مستدير فاخر ، وتعتبر مدرسة السلطان محمود خان ثانىمدرسة باقية فى مصر على الأسلوب العثمانى ، والأولى هى مدرسة السليمانية ( أو التكية السليمانية ) بشارع السروجية ( المغربلين على يمين القادم من شارع محمد على ذاهب إلى المغربلين ) ومدرسة السلطان محمود ذات فناء كبير مربع بوسطة حديقة تتوسطها ميضأة مربعة محمولة على أربعة أعمدة ، ومغطاة بقبة خشبية ملونة من الداخل ، ويطل على الفناء رواق من الجهات الأربع تتقدمه بائكة من خمسة عقود نصف دائرية ، عدا الجهة الشرقية التى يتوسطها مصلى على جانبه الجنوبى عقدان ، وعلى جانبه الشمالى عقد واحد وخلف كل رواق تقع غرف الطلبة وملحق بالمصلى غرفة من جهة الشمال كانت مكتبة وبالركن الشمالى الشرقي من فناء التكية باب من داخل الرواق الشمالى بداخله درج يهبط إلى دورة المياة والى مطبخ ومرافق وعلى ناصية مبنى المدرسة سبيل كبير مستدير متصل بمبنى المدرسة وله باب خاص به وأعلى هذا السيل كتاب مستدير وله مدخل خاص أيضا من جهة الجبانية


وفيما مضى كانت تستخدم كتاب لحفظ القرآن الكريم ثم بعد ذلك أتخذتها هيئة الآثار المصرية مكاتب لموظفيها



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 25, 2025 5:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6407



جامع الملكة صفية

أثر رقم 200 لسنة ( 1019 هـ / 1610 م )



هذا الجامع بشارع الملكة المتفرع من شارع محمد على ، أمرت بإنشائه الملكة صفية سرية السلطان مراد الثالث وأم ولده السلطان محمد الثالث ، وعهدت بإنشائه إلى احمد مماليكها المدعو عثمان أغا أولا ثم إل إسماعيل اغا ناظر أوقافها فى مصر أخيرا

وحيث إنه جهة الحبانية فى حارة الداوودية على يسار الذاهب من شارع محمد على إلى القلعة كما ذكره على مبارك فى الخطط التوفيقية

والسلطان محمد الثالث هذا تولى السلطنة ( العرش ) وهو فى التاسعة والعشرين من عمره فقام بقتل جميع إخوته وعددهم تسعة عشر حتى يضمن انفراد السلطنة ، توفى السلطان محمدالثالث نتيجة إصابته بسكنة قلبية

وقد يتسأل حسن عبد الوهاب فىكتابه تاريخ المساجد الأثرية عن علاقة الملكة صفية زوجة السلطان مراد الثالث بهذا المسجد ، وهى جاءت إلى مصر ويقول هذا ما لآ أظنه ولكن وقفية الجامع تحدثنا عن سبب نسبته إليها فقد تضمنت الوقفية أن المنئىئ لهذا الجامع هو عثمان أغا ابن عبد الله أغا دار السعادة مملوك الملكة صفية وقف عليه اراضى وعقارات ثم آل بطريق شرعى لسيدته ولما توفى عهدت الملكة صفية الى عبد الرازق أغا ابن عبد الحليم أغا درا السعادة برفع دعوى مضمونها أن عثمان أغا هذا هو عبد ومملوك لمولكته ، وأنه ليس مأذونا ببناء الجامع ولا بوقف أربعمائة فدان بزاوية تميم جهة منوف ولا باقى العقارات وأن هذا الوقف غير صحيح ويطلب الحكم به لموكلته لأنه مملوكها ثم قدم فتوى من شيخ الاسلام على جميع املاكه كسائر أمواله وقد دفع ذلك ويكل الوقف داود أغا بأن المرحوم عثمان أغا معتوق قبل وفاته وأنه بنى الجامع ووقف الأعيان وغيرها بإذن الملكة صفية معتقه ، فأنكر وكيلها حصول العتق وأنكر أذنها له فى بناء الجامع ووقف تلك الأعيان ، فطلبت البينة من داود أغا فعجز عن غقامتها وطلب تحليفها اليمين الشرعى ، فأرسل القاضى لها شاهدين عدلين فحلفت اليمين أمامهما على صحة دعواها ولما عادا واخبر القاضى بأنها حلفت اليمين حكم بأن الجامع والممتلكات ملك لها ، وحكم على داود أغا برفع يده عن تلك الأملاك وهنا تظهر شخصية جديدة وهو إسماعيل أغا الناظر الشرعى على الوقف الجديد الذى خصصته للجامع ومن المحتمل ان يكون المسجد لم يكمل فعهدت إليه بإتمامه فأتمه ثم كتب على لوحة تذكارية قبتها فوق الباب الأوسط للقبة نصها

( أنشأت هذا الجامع المبارك المعمور بذكر الله تعالى صاحبة الخيرات الأدر الشريفة والدة المرحوم مولانا السلطان محمد خان طاب ثراه ، على يد فخر الخواص المتقربين مولانا إسماعيل اغا الناظر الشرعى على الوقف المذكور ، وكان الفراغ من هذا البناء المذكور فى السابع والعشرين من شهر محرم الحرام من سنة تسع عشر وألف من الهجرة ثم حررت الوقفية الجديدة على المسجد وبها رواتب موظفى المسجد والقراء ومعمارى للإصلاح وأمين لحفظ المصاحف الشريفة ومن هذه الممصاحف مصحف بدار الكتب المصرية مجدول ومحلى بالذهب مكتوب عليه أنه وقف الموحومة صفية أم السلطان محمد خان فى سنة 1032هـ / 1622م

وتم إنشاؤه فى أول سنة 1019هـ / 1610 م وهو مثال كامل لأفخر المسجد العثمانية الممتازة التى لا يوجد لدينا منها فى القاهرة وظواهرها إلا بضعة مساجد

والمدخل إليه من بابين عموميين أحدهما غربى تجاه سويقة عصفور والثانى بحرى شارع فى الطريق العام المسمى بشارع الملكة صفية المتفرع من شارع محمد على وثمة باب ثالث بشارع بوابة القزازين ونصل من البابين المذكورية الى صحن مكشوف يحيط به أربع بلاطات سقفها أقبية معقودة ثم ندخل من باب غربى تعلوه مذكرة يقرأ فيها ما يأتى :

أنشأت هذا الجامع المعمور بذكر الله تعالى صاحبة
الخيرات الشريفة الأدر والده المرحوم مــــــــولانا
السلطان محمد خان طاب ثراه على يد فخر الخواص
المنصرين مولانا إسماعيل اغا الناظر الشرعى على
الوقف المذكور . وكان الفراغ من هذا البناء المذكور
فى السابع والعشرين من شهر محرم الحرم سنة تسع
عشرة وألف من الهجرة



وداخل المسجد على مثال المساجدالعثمانية وفيه تفاصيل كثيرة من جامع الغازى خسرو باشا بالبوسنة بيوغسلافيا ومنبرة من الرخام المسنون وفى جانبه الغربى سدة عثمانية وباعلى الباب القبلى إلى جهة الشرق تقوم المئذنة العثمانية الرشيقة

والشىء الذى يلفت النظر فى هذا الجامع هو سلالمه المستديرة وهى ميزة ينفرد بها دون سواه من المساجد العثمانية وله نظير فى بعض مساجد الآستانة وقد اقتبس المهندس المصرى فى سنة 1215 هـ / 1800 م هذا النظام المعمارى فأودعه فى سلالم مسجد الأمير كاشف بأسيوط يبد أنها جاءت أقل عددا واصغر حجما من هذه

ولم يطرأ على هذا المسجد ما يغير من معالمه شيئا بيد أن السور الذى كان يحيط به من جوانبه الثلاثة الغربى والقبلى والشمالى والأبواب التى كانت شارعة فى هذا السور قد دثرت جميها ولم يبق منها إلا الباب الغربى القائم على رأس شارع بوابة القزازين

وقد كان الجانب القبلى منه بستان يشغل كا هذا الجانب يتبعه ميدان فسسيح وقد طغت عليها مع المرور الزمى مجموعة من المبانى دثرتها أولا ثم حجبت المسجد عن النظار وبقى كذلك حتى أزيلت هذه المجموعة من المبانى فى آخر عمارة أجريت به فى سنة 1356هـ / 1937 م

والملكة صفية التى نسب إليها هذا الأثر كانت زوجا للسلطان مراد الثالث المتوفى سنة103هـ / 1594م وهى أم السلطان محمد الثالث ، وأفاد أحمد راسم فى التاريخ العثمانى الجزء الأول أنها من اسرة بافو المعروفة ببنى نبلاء البندقية ( دنديك ) أسرت فى حرب فى عهد السلطان سليم الثانى وكانت عذراء فدخلت القصر السلطانى ثم زوجت للسلطان مراد قبل أن يتوفى السلطنة ، لها ترجمة مطولة فى كتاب مشهورات النساء لمحمد ذهنى وأخرى فى التاريخ السياسى للدولة العثمانية لكامل باشا الصدر الأعظم الجزء الأول وهى معدودة من النساء اللاتى لعبن دورا هاما فى السياسة

تقول بعض الروايات إنها اختطفت عند خروجها فى رحلة بحرية وهى فى الثالثة عشر من عمرها وأن القراصنة باعوها فىالقسطنطينية حيث ألحق بالقصور السلطانية وقد كانت صفية على قدر كبير من الجمال وعم لجمالها على قربها من الأمير مراد بن السلطان سليم الثانى تسراها قبل تولية السلطنة وكان حاكما لمقاطعة صاروخان وبمخيم مدينة منسة انجبت صغير الأمير محمد الذى تولى السلطنة باسم محمد الثالث وعندما أعتلى السلطان مراد الثالث العرش بع وفاة والده السلطان سليم الثانى أصحبت الملكة صفية تحتل المكانة الثانية بين حريم قصر السلطان فقد كانت المكلة صفية ( خاصكى ) للسلطان بعد والدته ( نوربانو ) التى كانت تحتل المركز الأول كوالدة السلطان فلما توفيت حلت صفية محلها وقد امتازت الملكة صفية بذكاء مفرد وسرعة بديهة وقد تميزت بنفوذ كبير خاصة بعد وفاة السلطان مراد الثالث .

وقد كتبت فى كتابى فى المزارات الإسلامية من باب زويلة إلى شارع السيدة نفيسة عن هذا المسجد وهذه السيدة وقلت

المراة الداهية ( الملكة صفية )

( مسجد الملكة صفية )



هذا المسجد على يسار الذاهب من باب الخلق الى القلعة بشارع محمد على أو الخارج من شارع الداودية بالمغربلين تجد هذا المسجد ومثلما ترى فى الصور المسجد الآثرى وما فيه من عمارة جميلة رائعة فقد قمت بتصوير المسجد فى مدينة القاهرة ,اخذت بعض الصور لمدينة البسفور والبندقة وكوفو بتركيا ونأتى الآن الى قصة الملكة صفية وقصتها مع مصر

لم تكن الجارية الأولى التى يعشقها سيدها فيتزوجها لتصبح ملكة متوجة بل هى فى الأصل ملكة ، ولذا يخلدها التاريــــــــخ ويروى الرواه روايتها وحياتها ولم تكن الملكة الوحيدة التى جعـلت مـــن زوجها وأبنها ألعوبة فى يدها إنها السلطانة التى كانت فى الأصل جارية من بنات البنـدقية والتى بعد أن أسرها القراصنـــــــة إثناء رحلة بحرية باعوها إلى رجال السلطان ( مراد الثالث ) فضمهـــــا إلى صفوف زوجاته فأنجبت له ولدا أطلق عليه ( محمد فاتح القسطنطينية ) وكانت الملكــــــة صفية على قدر كبير من الجمال فكانت تشارك زوجـها السلطان فى القرارات والمحادثــات التى تهم أمور البلاد * وبعد دخـــــــول زوجها فترة الإحتضار وإثناء الأستعدادات لإعداد جثمانه للدفـــن سارعت الملكة إلى ولدها محمد خان تطلب منه الجلوس فى صدر العـرش لإستقبال الوفود لقبول العزاء وكان له ثمانية عشر أخ غير شقيق ولكن محمد لم يجد أحدا بجواره فأرسل إليهم للوقوف بجانبه لتلقى العزاء ولكن أخبرته والدته بأنهم سبقوا إلى المدافن لتجهيز عملية الدفن ،

لكن محمد خان لم يعلم إن أمه سبقت يدها إلى أخوته فأرسلت عدد من المماليك لخنقهم واحـــد يلى الأخـــر وأرسلت جثثهم إلى ضريح زوجهـــا ليدفنــــوا معه وقد أخبرت أبنها بذلك وقالت له ألا تعلم إن أباك السلطان مراد خان قد فعل ذلك من قبل مع زوجته اليهودية فقـتــل أخوته الخمسة حتى لا يزاحمونه على العرش بعد وفاة أبيه السلطان سليم الثانى *

لم يستغرب الأبن من فعل أمه لأنه يعلم إنها من عائلة (( يافو )) أحد دونقات البندقية الذين كانوا يخنقون أمراؤهم ومنافسيهم على السلطة وكان محمد خان يدرك ما يعنية

جده سليمان القانونـــى منشأ التكية السلمانية بدمشق فى قوله (إذا أردت خراب مملكـــة فسلط علي ملوكهـــــا النساء )


هذه حكاية السلطانة التى جعلت من زوجها وإبنها ألعوبة فى يدها لكنها لم تستطيع مع حفيدهــــا السلطان أحمد الذى تولى العرش بعد موت أبيه فرفض الأنقياد لأهواء جدته السلطانة أو الملكـــة صفية واضعا تحت تصرفها قصرا جميلا على ضفاف البوسفور تقضى فيــه حياتهـــــا بعيدا عن القصر وأمور البلاد فأرادت أن تبقى أثرا يذكره التاريخ فأوفدت أحد مماليكها إلـــــى مصر حيث نقش أسمها على لوح رخامى فى مسجد مبنى من الحجر الأحمر أدعت أنها شيدته ليبقــــــى بذكراها ويشد أنتباه كل المار بشارع محمد على ومنطقة الداودية ويقول ما أروع مسجــــد أنـــــه مسجد الملكة صفية ويعتبر هذا المسجد ثالث مسجدا على الطراز العثمـــــــانى فى مدينة أستنبول أولها مسجد سليمان باشا وثانتها مسجد سنان باشا وسوف نتعرض لهم فيمــــــــا بعد فقد بنى على طراز أحمد باشا بأستنبول ذكرها على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية فى الجزء الـخامس ص 39 و40

ووصفه وصفا دقيقا وهو من إنشاء عثمان أغا بن عبد الله أغــــــــــا ( دار السعادة ) وقد أخذته الملكة صفية بحجة إنه مملوكها بطريق شرعى كما جاء فى كتاب الوقف وعينت له عالم زاهد وخطيب كريم الخلق يخطب فيه على منوال الشرع فى الجمع والأعياد خطبة تناسب الأيام والفصول وليس له أن ينيب أحدا عنه بدون عزر شرعى وعينت فيه خدم منهم لحفظ المصاحف ومنهم لنظافة المسجد ومنهم للبخور ومنهم للإنارة ومنهم للتعمير ومنهم للزراعة ومنهم لتحفيظ القراءات ومنهم لقراءة القرآن والدعاء لها بطول العمر .

وتقول الدكتورة سعاد ماهر أستاذ الآثار الإسلامية : إنها سليلة عائلة (( يافو )) بالبند قيــــة وإن والدها كان حاكما على جزيرة (( كورفو )) وإنها أختطفت عند خروجها فى رحلة بحرية وهـى فى الثالثة عشر من عمرها وإن القراصنة باعوها فى القسطنطينية حيث الحقت بالقصـــــــــــور السلطانية فكانت على قدر كبير من الجمال فكانت موضع أهتمام أمراء القصور فتزوجها الأمير مراد بن السلطان سليم الثانى قبل تولية السلطة وكان عمره السادسة عشر وكان حاكما لمقاطعة أنجبت صفية الأمير محمد الذى تولى السلطة ( 974هـ - 1567 م ) 0

يافو وكورفو == مدينة يونانية وأنظر إلى جمالها من واقع الصــــــــــــــــــــور
مسجد الملكة صفية == بأول الداودية متفرع من شارع محمد على تجاه الحبانية
هذه قصة حياة ملكة متوجة جميلة بهرت السلطان والأمراء وجعلتهم ألعوبة الزمن
المراجع : مساجد مصر للدكتورة سعاد ماهر وهى أول من حصل على الدكتورا فى الأثار



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 27, 2025 2:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6407

جامع محمود محرم
( خاص بك – البقاعى )
أثر رقم 330


هذا المسجد بشارع حبس الرحبة ( رحبة باب العيد ) قسم الجمالية على يسار السالك من رأس شارع رحبةالعيد المشهور بشارع حبس الرحبة طالبا المشهد الحسينى مكتوب على بابه فى سطرين ما يأتى :

حاز العلى مسجد تأسيس بهجته
تقوى إلا له وفيه الذكر مشهود
زهاء بأشراف بانيه فأرخه
إحسانه جامع للخير محمود



وهذا المسجد قديم فى هذه المنطقة ؛ فقد أنشأه احد الأمراء الظاهرية المدعو عز الدين خاص بك الظاهرى ، وأنشأ إلى جانبه دار سكنها مدة حياته وقد تخربت الدار كما تخرب المسجد ، فقام العالم المشهور إبراهيم البقاعى بتجديده إثر سكناه بدرب خاص ترك المنسوب إلى منشىء المسجد المذكور ، وهو الدرب الذى يعرف بعضه بدرب الطبلاوى والآخر بدرب المسمط او النشارين سابقا، وبقى المسجد يعرف بالبقاعى ،حتى جدده الخواجا محمود محرم فى تلك السنة ن وبالرغم من اختفاء اسم البقاعى مجدده الأول فقد سمعناه من بعض الشيوخ وذكره على مبارك باشا بهذا الاسم ذاته بيد أنه لم يعرف عنه محمود محرم

وقد ترجم الجبرتى لمجدد هذا الجامع المذكور وافاد أنه كان من كبار تجار القاهرة ووصفه بالصدق والأمانة وحسن المعاملة والكرم وحب الخير ن قال : وعمر داره وزخرفها وجعل لها قاعة عظيمة وغرس حولها بستانا بديعا ن وعمر المسجد بجوار بيته قريبا من حبس الرحبة فجاء فى غاية الإتقان والبهجة ، ووقف عليه جهات برواتب فيه وظائف - والدرا التى يشير إليها الجبرتى لا تزال باقية الى اليوم حافظة لشكلها تلوح منها آثار البهدة والرونق ، وقد آلت هذه الدار إلى الخديو إبراهيم باشا بن العزيز محمدعلى سنة 1227هـ / 1812 م فسكنها مدة من الزمن وفيها ولد ولده الخديو إسماعيل ، ثم استخدمته الحكومة المصرية فى عهد الخديو إسماعيل دارا للضيافة وهى الآن لا يسكنها ساكن سوى خفرائها

البقاعى



والمنسوب إليه هذا المسجد هو برهان الدين إبراهيم ابن عمر بن حسن الرباط ولد سنة 809هـ / 1407م بقرية ( خربة روحا ) من أعمال البقاع وهى اليوم تابعة لراشيا من وادى التميم ( خربة روحا هى إحدى القرى اللبنانية منقرى قضاء راشيا فى محافظة البقاع ) وفى ليلة الأحد تاسع شعبان سنة 821هـ / 1418 م حصر فى هذه القرية ما يكون بين القبائل من الخصام والقتال فهاجم قرية المترجم جماعة يقال لهم بنو مزاحم وأعملوا السيف فى أهلها ، وكان ممن قتل ابو المترجم عمر وبقيت الحروب مستمرة بين اهل خربا روحا وبين مزاحم أكثر من ثلاثين سنة وكان فيها نحو مائة وقعة ، وذهب ضحيتها ما يقدر بألف قتيل وخرج المترجم مع جماعة من أقرابائه جريحا لا يلوى على شىء بعد أن أصيب بثلاثة ضربات بالسيف ؛ وسنه إذ ذاك اثنتا عشرة سنة

وبقى مع أقاربه مدة يتنقلون فى وادى التيم والعرقوب إلى أن انتقل إلى دمشق ، فشاهد معاهدها ومدارسها ، واندفعت نفسه إلى طلب العلم ، فدخل إحدى مدارسها وجدد حفظ القرآن الكريم وجوده وقرأ القراءات العشر ولما قدم شيخ قراء عصره الشمس بن الجزرى إلى دمشق سنة 827هـ / 1424م قرأ عليه أيضا واشتغل بالنحو والفقه والحديث وغير ذلك من العلوم العربية والشرعية ونظم شعراء وهو كشعر عصره الشهير بشعر الفقهاء وأخذ عن أساطين عصره كابن حجر وابن ناصر الدين وغيرهما وتولى مناصب كبيرة فى القاهرة وجرى بينه وبين علماء عصره كالسخاوى والجلال السيوطى وأضرابهما مهاترات ومناظرات رد عليهم وردوا عليه ومن أشهر تأليفه تاريخه عنوان البيان وتفسيره وسكن المترجم فى آخر حياته دمشق مبتعدا عن القاهرة بعد أن قامت عليه فيها حملات شديدة وتوفى فى دمشق ليلة السبت ثامت عشر رجب سنة 885هـ / 1480 م وصلى عليه بالمسجد الأموى ودفن بمقبرة الحميرية فى جهة حى ( قبر عاتكة ) بدمشق

ويعد هذا التفسير فى طليعة التفاسير ذات الشأن ، فقد ذكر صاحب كشف الظنون إنه كتاب لم يسبقه ( اىالبقاعى ) أحد إليه ، جمع فيه مؤلفه من أسرار القرآن الكريم ما تتحير فيه العقول ، وقال ابن حجر الهيثمى عن البقاعى رغم حقده عليه : كان من أكابر اهل العلم وله ذكاء مفرط وحفظ باهر فى سائر العلوم لا سيما علم التفسير والحديث وله كتاب فى مناسبات القرآن الكريم نحوا منعشرة أجزاء ، لا يعرفه إلا الخواص بالمساع ، وأما غيرهم فلا يعرفونه أبدا ، ولو كان لشيخنا زكريا الأنصارى أو غيره لكان يكتب بالذهب لأنه فى الحقيقة لم يوضع مثله ، ويمتاز بأن مؤلفه قد أفرغ جهده فى دراسة علاقات الآيات والسور بعضها ببعض وبين وجه النسب والارتباط بينهما فذكر السبب الذى جعل سورة آل عمران تأتى بعد البقرة مثلا واختلاف الآى فى التقديم والتأخير وهو مع ذلك يدرس الآيات والقصص المكررة فى القرآن الكريم أوسع دراسة ويبين الحكمة من تكرارها وصوغها فى أساليب عدة

ومنها أن مؤلفه قد ذكر فى تضاعيف الكتبا نصوص منقولة عن نسخيتن من التوراة والإنجيل اكتتبا باللغة العربية عثر عليهما المؤلف فى عصره 809هـ / 885م هـ ( 1407م – 1480 م ) ولا شك فى ان هذه النصوص قد يكون لها قيمة كبيرة عند من يعنى بتاريخها ، ومن هذا التفسير نسختان بالظاهرية بدمشق ويقول المؤلف فى آخر تفسيره :

أنه امضى فىتأليفه اثنين وعشرين سنة أبتدأ فيه بشعبان سنة 852هـ / 1448 م بمنزله الملاصف للمدرسة البادرائية بدمشق ؛ وانتهى منه يوم الثلاثاء سابع شعبان سنة 885هـ / 1480 م بمسجده من رحبة باب العيد بالقاهرة المعزية وهذا دليل على نسبة المسجد إليه ، وله شاهد من الضوء اللامع يؤيده ، وله غير هذا من الؤلفات اختصار كتاب الروح لابن القيم ، سماه سر الروح وعنوانه الزمان فى تراجم الشيوخ والأقران ( خط بكوبرى بالأستانة ) واختصره فى عنوان بأكسفورد والتيمورية وذيل إنباء الغمر لابن حجر فى إظهار العصر لأمراء أهل العبد ، وتحتفظ ظاهرية دمشق بكتابه نظيم الورد فى تناسب الآياب والسور فى 6 مجلدات

والبقاعى ( هو ) أبو الحسن إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط البقاعى الدمشقى الشافعى حفظ القرآن الكريم عن عمه احمد بن حسن ، ثم أخذ عن ابن الجزرى القراءات وأخذ عن ابن حجر العسقلانى وابن ناصر الدين الحديث ، قال عنه الشوكانى : الإمام الكبير من أوعية العلم المفرطين فى الذكاء الجامعين بين علمى المعقول والمنقول لا يخرج عن الكتاب والسنة وقال عنه الزكلى : مؤرخ وأديب وقال كحالة : عالم مؤرخ مفسر ومحدث ، من مؤلفاته الإتمام فى المنطق ، الأجوبة السرية عن الألغاو الحزرية ، الإدراك لفن الاحتباك ، وغيره ذلك من العديد والعديد من المؤلفات

الخواجا محمود محرم



ذكره الجبرتى فى الجزء الثانى من عجائب الآثار بقوله :

الخواجة المعظم ، والملاذ المقخم ن حائز رتب الكمال ، وجامع مزايا الأفضال ، سيدى الحاج محمود بن محرم أصل والده من الفيوم واستوطن مصر ، وتعاطى التجارة ، وسافر إلى الحجاز مرارا واستعت دنياه ، ولد له المترجم فتربى فى العز والرفاهية ، ولما ترعرع وبلغ رشده وخالط الناس ، وشارع وباع واشترى وأخذ وأعطى ، ظهرت فيه نجابة وسعادة حتى كان إذا مسك التراب صار فانجمع والده وسلم له قياد الأمور ، فاشتهر ذكره ونما أمره وشاع خبره بالديار المصرية والحجازية والشامية والرومية ، وعرف بالصدق والأمانة والنصح ، فأذعنت له الشركاء والوكلاء ووثقوا بقوله ورأيه ، وأحبه الأمراء المصرية وتداخل فيهم بعقل وحشمة وحسن سير وفطانة ومداراة وتؤدة وسياسة ولطف وأدب ، وحسن تخلص فى الأمور الجسيمة ، وعمر داره ووسعها وأتحفها وزخرفها وأنشأ بها قاعة عظيمة وأمامها فسحة مليحة الشكل ، وحول القاعة بستان بديع المثال وهى مطلة عليه من الوجهتين وزوج ولده سيدى أحمد الموجود الآن ،وعمل له مهما عظيما ، دعا إليه الأكابر والأعيان والتجار وتفاخر فيه إلى الغاية ، وعمر مسجدا بجوار بيته بالقرب من حبسة الرحبة فجاء فى غاية الإتقان والحسن والبهدة ، ووقف عليه بعض جهات ورتب فيه وظائف وتدريسا ، وبالجملة كان إنسانا حسنا وقورا مجتشما ، جميل الطباع مليح الأوضاع ظاهر العفاف ، كامل الأوصفا حج فى هذه السنة 1208 هـ من القلزم ورجع فى البر مع الحجاج ، فى إمارة عثمان بيك الشرفاوى على الحج فى احمال مجملة وهيئة زائدة مكملة ، فصادفتهم شوبة فقضى عليه فيها ، ودفن بالخيوف ، ولم يخلف فى بابه مثله ، رحمه الله تعالى وللعلامة مصطفى الصاوى مدائح فى المترجم فمن ذلك قوله فى التهنئة بالفرح

بشرى بأفراح المنى والمنن
لا حت علينا بالسرور الحسن
ومعاهد الأكوان فاحت بالشذا
مسكا وطيبا فى العلا والسكن
وزكا نسيم الأنس من نفحاته
فسرى إلى أرواحنا والبدن
وغصون أزهار الحظ فيها أشرقت
حتى أمالت مائسات الغصن
وطيور أرواح الهنا قد غردت
غنت بلحن ما به من لحن
يا صاح ذا داعى المسرة والهنا
قد صاح يشدو فى العلا بالمعلن
هى ساحة الجود الجواد المرتقى
للجود والكرم البهى والقمن



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 14, 2025 1:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6407


مسجد سليمان ميسو كاتب اليومية



بئر بيعة الحريريين ( تربيعة جانى بك ) كان مسجد قيما يعرف بالشيخ رضى الدين ، ثم جدده هذاالكاتب فى سنة 1181 هـ / 1767 م وأوقف عليه وقفا فى الثامن من محرم سنة 1182 هـ ( لا يزال هذا المسجد ( سليمان ميسو ) قائما بشارع التربيعة بجوار شارع الأزهر .

ولهذا الكاتب مآثر من فعل البر ، جدد مشهد ومسجد السيدة فاطمة النبوية بدرب بطوط بسوق الغنم ( الدرب الأحمر حاليا ) فى هذه السنة ، ورتب له وقفه ( 60000 ) ستين ألف نصف فضة ، كما له موقوفات أخرى طوتها كتب إيقافه الصادر أولها فى 22 من ربيع الأول سنة 1164هـ ، وكتب الضم الصادر فى 20 محرم سنة 1185هـ بأعيان بدرب اليانسية ، محكر بعضها من وقف يوسف اغا المعمار وزوجته آمنة خاتون بنت صفر اإا معمار باشى كان ، وحصته 12 ط فى نفس الحى من وقف الحرمين الشريفين ومرتبات بالرزنامة مبين مفرداتها بكتاب الوقف الأخير وحانوت بالدرب الأحمر تجاه المدرسة القجماسية من وقف رضوان المقدسى

وقد آل النظر على هذه الموقوفات إلى فاطمة السمراء عتيقى نفيسة المعروفة بزوجة شعبان أغا غلى موتها بناحية الجدديدة شرقية فى يناير سنة 1897م وبعد موتها وضع محمد نافع ابن زوجها جوهر يوسف يده على هذه الأعيان الموقوفة وادعى تملكها له ، ولكن وزراة الأوقفا استخلصتها منه وشلت وضع يده ، وهى تدير هذه الأوقاف الخيرية لحسا واقفها المذكور حنى الآن ، ( وكاتب اليومية وظيفة المنشىء ) خدمته فيها ربط الصرة المرادية مع صرة الحكومة التى ترسل سنويا مع حامل الصرة إلى الحرمين الشريفين لتوزيعها على فقراء مكة والمدينة ، من وقف السلطان مراد الرابع ، وقدرها 88 كيسا روميا 1177 نصف فضة ( يساوى ذلك من العملة الحالية 3381 جنيها و50 قرش ، هذا المبلغ كان يرسل مرة مع المحمل فى كل عام زائد دشيشة الغلال المرادية زائد دشيشة السلطان قايتباى والدشيشة المحمدية ، وقاد استمر ذلك غلى أن ألغى الاحتفال بالمحمل وألغيت مراسيمة )

والكيس الرومى 44 جنيها و220 نصف فضة والجنية يساوى 450 نصف فضة ، والنصف فضة عملة حالية تساوى 2 مليم ونصف الربع ، والريال 90 نصف فضة ، والقرش الرومى 8ر7 من 8 من القرش المصرى الحالى ، ومن اختصاص كاتب اليومية أيضا ربط دفاتر مرتبات ( جامكية ) العسكر الجهادية وتعدادها والوراد إليها يوميا ، وصرف مرتبات الأرامل من النساء والأيتام والمرتبات المقرر صرفها للفقراء والعجزة والعميان بالأزهر والفقراء من طلبته ، ويعاونه فى هذه الخدمة أربعة أفندية ، وعوائد ( مرتب ) هذا الكاتب يتقاضاه بنسبة مئوية مما يتحصل عنده من المال فى كل يوم مضافا إليه مرتب رمزى من باشا البلد .

************************************
زاوية نصر الله اللقانى
التاريخ : 13 هـ / 19 م


الموقع : كانت بشارع المهشد الحسينى ( 4 ميدان المشهد الحسينى )

وردت ضمن تقرير لجنة حفظ الآثار العربية رقم 385 ( عام 1908 ) على أ،ها أثر لا يدرج ضمن الآثار التى تحت عناية اللجنة ، إلا أن القسم الفنى للجنة لفت النظر إلى انها من عصر عبد الرحمن كتحدا ، ويقول صاحب الخطط أثناء الحديث عن شارع سيدنا الحسين ما يلى :

ثم زاوية نصر الله اللقانى التى جددها المرحوم خليل أغا باش أغا والدة الخديوى اسماعيل فعرفت له ووقف عليها الدكاكين التى أنشأها فى مساحة زاوية نصر الله شرف الدين التى هدمت عند فتح شارع السكة الجديدة ، وعلى هذا كانت هذه الزاوية تحتوى على أجزاء من عصر عبد الرحمن كتخدا بعد تجديد خليل أغا لها ، وقد أويلت ضمن ما أزيل فى ستينات القرن العشرين من حول المشهد الحسينى ، وحل محلها المبنى الجديد ذو البوائك بميدان المشهد الحسينى

وكانت الزاوية اولا فى مسار السكة الجديدة وعند فتح الشارع سنة 1262 هـ / 1846م قسمها فسمين أخذ القسم القبلى المرحوم خليل اغا ت والدة الخديوى اسماعيل وباعه ، والقسم البحرى الذى كان به المنبر والمصلى بناه أربع دكاكين والحقها بوقف نصر الله اللقانى الذى تحت يده وذلك بأمر من قاضى المسلمين وكتب له حجة مؤرخة بسنة ست وثمانين ومائتين وألف (1286هت ) وبنى فوق الدكاكين ربعا معدا للسكنى

ولهذا الأثر حجة أخرى رقم 1130 بتاريخ 9 ربيع الأول سنة 1290 الموافق 6/5/1873 م ( زاوية المرحوم نصر الله اللقانى الكائنة بخط سيدنا الحسين – تعلق زاوية نصر الله بن شرف الدين التى أزيلت بالشارع المستجد فى مصالح ومهمات زاوية نصر الله اللقانى المذكور حيث كانت هى أقرب زاوية للزاوية التى ازيلت

( الشيخ ابراهيم بن ابراهيم ين حسن بن على بن على بن على بن عبد البقدونس اللقانى ابن الوالى الشهير محمد بن هارون ينسب الى لقانة قرية من قرى مصر وهو الذى كان يقوم لوالد سيدى إبراهيم الدسوقى إذ من عليه ققول فى ظهره مولى يبلغ صيته المغرب والمشرق وهذا لمذكور هو الإمام أبو الأمداد الملقب ببرهان الدين اللقانى المالكى أحد الأعلام المشهورين اليه بسعة الاطلاع فى علم الحديث والتبحر فى الكلام وقد دفن بالمدرسة الشعبانية ( جامع السنهورى )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 15, 2025 6:33 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6407

مسجد بيبرس الفارقانى



قال حسن قاسم فى المزارات ج6

ظواهر القاهرة : كانت مساحة القاهرة عندما اختطت 340 فدان أى ما يساوى 142800 متر مربع ، يحيطها سور منجهاتها الأربع ، تمتد من باب زويلة وباب السلام أو الباب الجديد حتى باب النصر وباب الفتوح طولا ، ومن باب القراطين والبرقية حتى باب الفرج وسعادة عرضا وكانت ظواهرها بوادى وقفار ومستنقعات وبساتين مملوكة لأصحابها ، ويبتدى عمران هذه الظواهر منذ العهد الفاطمى ، ففى عصر الحاكم بأمر الله اخذت القاهرة تزداد فى الاتساع بضم ما كان خراجا عنها من جوانبها الأربعة ، وبذلك اتسعت رقعتها حتى امتدت الى الجبل الأحمر وصحراء الماس ( ألماظة ) والنيل والفسطاط ، فتدخل فى أحياء القاهرة ما كان معروفا من أحياء طواهرها

وقد لخص المقريزى ما ذكره عنها الشهاب الأوحدى فى خططه من ظاهر القاهرة ، فقال : إن القاهرة يحصرها أربع جهات وهى : الجهة الشرقية والجهة الغربية والجهة الشمالية التى تسميها أهل مصر البحرية والجهة الجنوبية التى تعرف فى أرض مصر القبلية ، فأما الجهة الشرقية فإنها من سور القاهرة فيه الآن باب البرقية والباب الجديد والباب المحروق ، وتنتهى هذه الجهة الى الجبل المقطم ، وأما الجهة الغربية فإنها فى سور القاهرة الذى فيه باب القنطرة وباب الخوخة وباب سعادة وتنتهى هذه الجهة إلى شاطىء النيل – وأما الجهة القبلية فإنها فى سور القاهرة الذى فيه باب زويلة وتنتهى هذه الجهة الى حد مدينة مصر ، وأما الجهة البحرية فغنها من سور القاهرة الذى فيه باب النصر وباب الفتوح وتنتهى هذه الجهة إلى بركة الجب التى تعرف اليوم ببركة الحاج

وبضم هذه الظواهر الى القاهرة وما ضم اليها فى أيامنا هذه أصحبت مساحتها ثلاثين ألف فدان أى ما يساوى 6999991260 مليون متر مربع وهو مسطحها الحالى أما مساحة ضواحيها الحالية فتبلغ ثمانية الآف فدان أى ما يساوى 60633666666 مليون متر مربع واصبحت حدودها بعد هذا الضم تمتد إلى منطقة كفر العلو جنوبا وإلى الخانكة ( خانقاة سرياقوس ) شمالا والى المقطم شرقا والى نهر النيل غربا وتدخل فى هذه الحدود مدينة مصر الفسطاط وضاحية العدوية اومنية السودان ( المعادى وبساتين الوزير المغربى ( قرية البساتين ) وضاحية حلوان ومعصرة شهران ( المعصرة ) وطراجان ( طرة ) وصحراء الماس ( الماظة ) وصحراء عين شمس ( مصرالجديدة ) ومنية مطر بن سالم ( المطرية والقبة ) وعين شمس ، وصحراء الأهليلج (شارع المأمون ) ومنية الأصبع أو الخندق ( عزبة الدمرداش ) وكوم الريش ( مهمشة والشرابية ) وأم دنين ( المقس ) ومنية الأمراء ( منية السيرج ) والزاوية الحمراء الى الأميمرية والخصوص ومسترد وبهتيم ومنطى وبجام وشبرا الخيمة ودمنهور شبرا ، وهذه البلاد تبع محافظة قليوب ، وإمبابة ومنية (ميت ) عقبة وبولاق الدكرور والدقى وصفط اللبن ومنشية البكارى ،وهذه البلاد تتبع محافظة الجيزة ومطار القاهرة الدولة ومستشفى الامراص الصدرية ومصر الجديدة وكفر العلو والتبين ، ولم تدهل الجيزة ضمن حدود القاهرة لاعتبارها محافظة مستقلة إلى غير ذلك مما ذكرناه بالتفصيل

ثم ذكر المقريزى ما عرف من أحياء ظواهر القاهرة مما بيناه فى مؤلفنا هذا فى محاله ، والمسجد المذكور يقع فى حى من أحياء القاهرة كان جزء من الشارع الأعظم الذى يبتدىء من ظاهر باب زويلة وقصبة الأمير رضوان الفقارى ، حتى ميدان السيدة نفيسة ، عرف بخط بستان سيف الاسلام ، وهو ظهير الدين سيف الاسلام طاغ تكين بن أيوب بن شادى بن مروان اليوبى ،أسفره اخوه صلاح الدين يوسف إلى بلاد اليمن لإخضاعها له ،فسافر وامتلكها ، ثمقدم إلى مصر فعينه ابن أخيه الملك العزيز عثمان فى نظارة ديوان الزكاة ومات فى شوال سنة 593هـ / 1197م بالمنصورة من بلاداليمن ، وله أثر بالقاهرة هو مدرسة المسماة بالسيفية بخط الملحيين ( مسجدعثمان ابن الخطاب ) بشارع بيبرس بالحمزاوى بالدرب الأحمر )

والخط المذكور يبتدى من تقاطعه بحدرة البقرة شارع المظفر حتى سوق الأساكفة وسويقة منعم ( شارع الصليبة )

والذى أنشأ هذا المسجد هو الأمير ركن الدين بيبرس الفارقانى الظاهرى فى سنة 808هـ / 1406م وتوفى سنة 810 هـ / 1407م ذكره المقريزى فى الخطط ووضعه تجاه المدرسة البندقدارية بحكر سيف الإسلام ( شارع السيوفية حاليا ) وهو مسجد معلق تجدد فى سنة 1052هـ / 1642م وسنة 1187هـ / 1773م ثم رممته وزارة الأوقاف فى سنتى 1335هـ / 1917م و 1350 هـ / 1931م وبأسفله حجرة فيها ضريح المنشاء

*********************************

الشهاب الأوحدى



هو شهاب الدين احمد بن عبد الله بن الحسن بن طوغان الأوحدى كتب مسودة كبيرة لخطط القاهرة ومصر تعب فيها واجاد وافاد وبيض بعضها وبيضها التقى المقريزى ونسبها لنفسه مع زيادات وله نظم كثيرة

وقال السخاوى فى الضوء اللامع ج1 / 358

( أحمد ) بن عبد اله بن الحسنبن طوغان بن عبد الله الشهاب الاوحدى – نسبة لبيبرس الأوحدى نائب القلعة لكون جده لما قدم من بلاد الشرق سنة عشرة وسبعمائة اتصل بخدمته وناب عنه بالقلعة فشهر به

القاهرى المقرىء الشافعى الأديب المؤرخ ، ولد فى المحرم سنة 761هـ وتلا بالسبع بل بالآربع عشر على التقى البغدادى وكذا لازم الفخر البلبيسى الامام فى ذلك اثنتى عشرة سنة ،وسمع الحديث وطاف على الشيوخ الحراوى وجويرية ثم ابن الشيخة وغيرهم وقرأ التيسير المدانى على السويداوى ، ورافق شيخنا فى بعض ذلك وكتب بخطه وبرع فى القراآت والأدب وجمع مجاميع واعتنى بالتاريخ وكان لهجابه ، وكتب مسودة كبيرة لخطط مصر والقاهرة تعب فيها وافاد وأجاد وبيض بعضها فبيضها التقى المقريزى ونسبها لنفسه مع زيادات ن وله نظم كثيرة قال شيخنا سمعت من نظمه وفوائده وأنشد عنه قوله :

انى إذا ما نابنى أمر نفى تلذذى واشتد منه جزعى وجهت وجهى للذى



قال وكتب عنه رفيقنا الصلاح الاقفهسى :

أعيد زاد فى تباعـــــــــده عنى فسقمى لأجله حاصل
مذ دام لى هاجرا بلا سبب مازلت حتى عملته واصل



ونظمه سائر ومنه :

رب قد ضافت المسالك طـــــــــــــرا واعترانى هم برانى ضرا
فأجرنى من الموم وهب لــــــــــــى يا إآلهى من عسر أمرى يصرا


وكانبزى الاجناد قليل ذات اليد ، مات فى تاسع عشرى جمادى الاولى سنة إحدى عشرة وثمانمائة

ذكره شيخنا فى معجمه وأنبائه وأثبت ابن الجزرى فى ترجمة الفخر البلبيسى منطبقات القراء له قراءة هذا عليه وكذا قرأت بخطه أنه يروى عن زينب ابنة محمد بن عثمان بن عبد الرحمن السكرى ابنة العصيدة وفى ترجمته من عقود المقريزى فوائد واعترف بانتفاعه بمسوداته فى الخطط وانه ناوله ديوان شعره قال وكان ضابطا متقنا ذاكرا لكثير من القراآت وتوجيهها وعللها حافظا لكثير من التاريخ سيما أخبار المصريين فأنه لا يكاد يشذ عنهمن أخبار ملوكها وخلفائها وأمرائاه وقلع حروبها وخطط دروها وتراجم أعيانها الا اليسير مع معرفة النحو والعروض والنظم الحسن والحفظ فى الفقه لمذهب الشافهى وكثرة التعصب للدولة التركية والمحبة لطريق الله عفا الله عنهما جميعا

كما ذكره ابن العماد فى شذرات االذهب فى سنة الوفاة

كما ذكره السيوطى فى حسن المحاضرة فى الجزء الأول

كما ذكر فى الأعلام للزركلى فى الجزء الأول وقال ولد سنة761هـ/ 1360 م وتوفى 811هـ / 1408 م

كما ذكر فى كتاب الولاة وكتاب القضاة لأبى عمر محمد بن يوسف الكندى المصرى ط : بيروت وصورة من المخطوط بخط يدة ص 689

كما ذكر فى انباء الغمر فى وفيات سنة 811 فى الجزء الثانى ص 406




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 21, 2025 7:21 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6407


جامع عمرو بالفسطاط ( أثر رثم 319 لسنة 21هـ / 642م )



يقول حسن قاسم فى المزارات الإسلامية والآثار العربية :

للوصول إلى هذا المسجد طرق ميسرة ، أقربها من محطة باب اللوق ، فيستقل الزائر القطار إلى محطة الفسطاط ( مارى جرجس ) ومنها يجتاز شمالا فشرقا ، حتى يصل إلى المسجد ، إذا وصلت إلى مدينة الفسطاط وجدت بين كيمانها وأكواخها ( مسجد عمرو ) ، ذلك المسجد الجامع الذى تطاول بنيانه على هذه المدينة فأكسبها جمالا وبهجة والذى ظل زهاء العشرة قرون مثابة لألوف من الناس ومطافا للعلماء من كل حدب وصوب وكعبة يحج إليها طلاب العلم ورواد الشرق .

والمسجد بوصفه القائم اليوم يدخل إليه من ثلاثة أبواب غربية يعلو الباب الأول منها مئذنة عثمانية الطراز ، ويلفت النظر فى المسجد إيوانه الشرقى ، وهو مؤلف من خمسة أروقة ، بكل رواق ثلاثة وعشرون أسطوانة من الرخام ، وبصدر الإيوان محرابان ، يكتنف كل محراب منها عمودان من الرخام ، وفى الزاوية الشرقية من هذا الإيوان ضريح عبد الله بن عمرو ، داخل مقصورة تعلوها قبة من الجص ، مرتكزة من حديها الشمالى والشرقى على جدار زاوية المسجد وفى الحد الغربى إلى الجنوب على أربع أسطوانات من الرخام وفى غرب المقصورة محراب قائم بذاته منسوب إلى السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور رضى الله تعالى عنهما المتوفاة سنة 208هـ / 823 م ، وكانت تغشاه أيام إقامتها بالفسطاط

وفى الزاوية الجنوبية الشرقية من الإيوان المئذنة الثانية ، وهى كالأولى يصعد فيها بسلم حلزونى الشكل يدور حول عمود من الصوان الأزرق ، وفى صحن الجامع حجرة مثمنة البناء يحيط به اإفريز من البلاط ، وبداخلها بئر فى جوارها حوض ماء تظهر فيه آثار صنابير حنفيات المياه التى كانت يتوضأ منها المصلون قديما ويعلو هذه الحجرة كوات معقودة من الخشب المنجور الخرط ، وسقفها مرتكز على ثمانى اسطوانات من الرخام ، وبالإيوان القبلى المحاذى للباب الغربى المجاور لدار الوضوء الحديثة عمودان أحاطتهما الحكومة بسياج من الحديد كما أحاطت العمود الذى يقابل المنبر بالإيوان الشرقى بمشبك من الحديد ، وذلك للقضاء على عادة كان يعتادها العامى فى هذه الأعمدة الثلاثة ، وتبلغ مساحة جامع عمرو أربعة عشر ألف واربعمائة متر مربع ومبانيه جميعه من الطوب الأحمر خلا بعض أجزاء منه بالحجر ن والمسجد حاليا ليس فيه من آثاره الأولى غير بقايا تبدأ منذ سنة 438هـ / 1046م من العصر الفاطمى تظهر فى اروقته وعمدة وأخشابه ، وبعض من كواته وقواعد منارتيه ، ثم فيه بقايا اخرى من عهد الملك الناصر صلاح الدين من سنة 568هـ / 1172م ، والملك الناصر محمد بن قلاوون من سنة 703هـ / 1303م وهذه أهمها محراب الملك الناصر محمد القائم بزاوية السادة المالكية بالرواق الغربى المنظور خارج المسجد ثم شبابيك جصية مزخرفة جنوب وشمال المسجد ، وأبواب ظهرت فى الجانب الشمالى الشرقى ، إلى جانب ىثار المرحوم أمير اللواء مراد بك محمد ، وهى ظاهرة فى منارتيه وأبوابه الغربية ويغلب القول عند علماء الآثار الإسلامية أن بالمسجد بقايا من آثار الخلافة العباسية يرجع عهدها إلى عصر عبد الله بن طاهر أى إلى سنة 212هـ / 827م ، بيد أن ما فيه من آثار الفاطميين أكثر مما فيه من آثار العباسيية ،

تاريخ إنشاء مسجد عمرو بن العاص :

كان موضع جامع الفسطاط قبل الفتح الإسلامة لمصر ، حدائق وجنانا ثم تحولت إلى أرض وأنشاب وكانت تشرف على النيل قبل انحسار زيادنه ، وأقطعها عمرو بن العاص بعد الفتح إلى قيسبة بن كلثوم التجيبى ، فبنى على بعضها دارا لسكناه ، فلما رغب المسلمون فى بناء المسسجد الجام بعد استيلائهم على مدينة الفسطاط ، اختاروا له هذه البقعة من الأرض ، فتنازل عنها قيسبة وجعلها وقفا على المسجد الجامع ، ولما شرع المسلمون فى بناء المسجد جعلوا طوله خمسين ذراعا فى عرض ثلاثين ، وأخلوه من جميع جوانبه الأربعة لتوفير النور والهواء فيه ، ووقع الفراغ من بنائه فى يوم الثلاثاء 23 من المحرم سنة 21هـ - أول يناير سنة 642م ، ثم ظهر المسجد بعد إعادة بنائه واتساع مساحته وبما أدخل عليه من تجديدات وتحسين إلى الشكل الذى نراه عليه الآن مما أسلفنا وصفه ، وقد كان ظهور مسطح المسجد الجامع إبان ظهوره كما تقدم القول ( 50 ذراعا طولا فى 30 ) وبلغت هذه الزيادة إلى ( 190 ذراعا طولا فى 150 عرضا )

زيادة مسلمة :

فزاد فيه مسلمة بن مخلد والى مصر فى عهد معاوية بن أبى سفيان فى سنة 53هـ / 672م زيادة كبيرة وحدد مآذنة وتناهى فى زخرفته


زيادة عبد العزيز بن مروان :

فى سنة 79 من الهجرة جدده عبد العزيز بن مروان حاكم مصر فى عهد أخيه الوليد فزاد فى ناخيته الغربية وداخل فيه رحبة مسلمة من الجهة البحرية .

عمارة عبد الله بن عبد الملك :

فى سنة 98 من الهجرة أصلح عبد الله بن عبد الملك والى مصر من قبل أخية الوليد ، سقف المسجد وزاد فى جوانبه .

عمارة قرة بن شريك :

فى سنة 92 من الهجرة أعاد تجديده ، الأمير قرة بن شريك العبسى ، والى مصر فى عهد الوليد بن عبد الملك ، فوسعه من الجهة القبلية والشرقية وأدخل فيه جزء من دارى عمرو بن العاص وابنه عبد الله واحدث به منبرا جديد ومحرابا ومقصورة ونمق بعض أساطينه

تجديد صالح بن على :

فى سنة 133 من الهجرة تولى على مصل ، صالح بن على بن عبد الله بن عباس ، وهو أول أمير لمصر فى عهد الدولة العباسية ، من قبل أخيه أبى العباس محمد بن على ، فزاد فى جناحه الغربى أربع أساطين ، وجدد أيوان المحراب ، وأحدث به بابا جديدا من ناحيته الشرقية وأصلح مقدم الباب القبلى .

زيادة موسى بن عيسى :

فى سنة 175هـ ، زاد فيه موسى بن عيسى الهاشمى ، أمير مصر فى عهد الخليفة هارون الرشيد زيادة شملت جزء من ناحيته البحرية .

زيادة عبد الله بن طاهر :

فى سنة 212 تولى على مصر عبد الله بن طاهر فى عهد الخليفة المأمون فأمر بتوسيع المسجد والزيادة فيه ، فشرع فى ذلك ولكنه لم يتم فى عهده ، فتم فى عهد عيسى بن يزيد الجلودى الذى تولى بعده ، وأصبحت مساحة الجامع فى ذلك الوقت ، تقدر بمائة وتسعين ذراعا طولا فى مائة وخمسين عرضا .

زيادة الحارث بن مسكين :

فى سنة 237 أمر الحارث بن مسكين قاضى مصر فى عهد المتوكل ببناء رحبة فى الجهة البحرية من المسجد وحول سلم المؤذنين الىالجهة الغربية من المسجد ، وقوى سقف المسجد ، وأحدث رحبة أخرى بجوار دار الضرب وبنى سقاية ماء .

زيادة ابن شجاع :

فى سنة 257 أحدث به أحمد بن محمد بن شجاع من موظفى ديوان الخراج فى مصر فى عهد أحمد بن طولون ، مراوح لجلب الهواء تخفيفا لوطأة الحر على المصلين ، وزاد فى بعض – رحبته ، وأدخل فيه جزء من بعض الدور التى كانت ملاصقة له

عمارة خماورية :

فى سنة 285 حدث حريق بالجامع ، فأتلفت جزء منه ، فأمر خماروية بن أحمد بن طولون بتجديد ما أتلفه الحريق وتنميق فى اساطينه وفى سنة 336 أحدث القاضى عمر بن حسن العباسى قاضى مصر فى العهد الأخشيدى ، غرفة للمؤذنين بسطح الجامع

زيادة الخازن :

فى سنة 357 ، أحدث به أبو بكر محمد بن عبد الله الخازن رواقا كاملا بمحراب ومنارة ومات قبل اتمامه فأتمه ابن على بن الخازن

زيادة ابن كلس :

فى سنة 378 أحدث فيه الوزير يعقوب بن كلس ، أول وزراء الدولة الفاطمية ، بأمر العزيز بالله الفاطمى ، فوارة ماء ، ووضع أزيارا من رخام لسقى الماء ، وأحدث به منبرا مكسوا لصناع الذهب

عمارة برجوان :

فى سنة 387 أمر الحاكم بأمر الله الفاطمى ، غلامه برجوان أن يبيبض المسجد وينمقه

عمارة الحاكم بأمر الله :

فى سنة 403 – إلى سنة 406 ، وجه الحاكم بأمر الله عنايته الى هذا المسجد فوضع فيه مجموعة كبيرة من المصاحف للقراءة منها ، وتنورا كبيرة الحجم ، واصلح رواقين من أروقيته ، وأبدل اساطينها الخشبية بأساطين رخامية واستبدل المنبر العزيزى بمنبر آخر أكبر منه حجما وأحكم صنعه وأكثر من كسوته الذهبية وجعل له غشاء مطرزا بخيوط الذهب ونقل المنبر الآخر بجامع عمرو بالاسكندرية

عمارة المستنصر :

وفى سنة 438 إلى 445 زاد المستنصر الفاطمى فى مقصورته فأوسعها عن قبل وكسى عمودى المحراب الكبير أطواق من الفضة ومنطق المحراب بها ، وبحلق الجدار القبلى وبالذهب وأحدث مقصورة خشبية ومحرابا من خشب الصندل . ( وفى هذا التاريخ ) جدد أحمد بن محمد بن زكريا قاضى مصر غرفة المؤذنين بسطح المسجد وفيه بنيت مئذنه

عمراة الافضل :

فى سنة 515 أمر الأفضل شاهنشاه وزير المملكة المصرية فى العهد الفاطمى بتجديد بناء المئذنة الكبيرة ومئذنة أخرى

عمارة صلاح الدين :

فى سنة 568 أمر الملك صلاح الدين أول ملوك الدولة الأيوبية فى مصر ، بتجديد ما أتلفه الحريق الذى وقع بالفسطاط عمدا فى سنة 564 ، فجدد قبلة المسجد ، وطلاه جميعه ، وأصلح رخامه وأساطينه وعمر منظره بأسفل المئذنة الكبيررة وألحق بها سقاية ماء وأحدث به قصبة ، وجدد غرفة ( لمنجاتة الكبيرة ( الساعة ) وأصلح آلات التوقيت ، وجدد المحراب الكبير وكتب عليه مذكرة تاريخية ، قرأها خالد بن عيسى البلوى الذى قدم الى مصر فى سنة 736 وله رحلة مشهورة برحلة البلوى ، موجودة بخط اليد بالمكتبة الزيتونية بتونس ، نصها :

بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر
النصر والفتح المبين لسيدنا ومولانا الإمام المستنصر بنور الله أبى محمد
الحسن أمير المؤمنين – 2 – أمر بتجديده الملك الزاهر الناصر .
المجاهد صلاح الدنيا والدين أبو المظفر يوسف وفقه الله
لطاعته فى سنة ثمان وستين وخمسما مائة



عمارة القاضى تاج الدين :

فى سنة 659 – إلى سنة 661 رسم القاضى تاج الدين عبد الوهاب بن بنت الاعز ، وزير الاوقاف الخيرية ، بتجديد المسجد وتقوية ما تشعث من مؤخرة ومن سوره البحرى وبأزالة الغرب الكثيرة التى كانت قد أحدثت بسطح المسجد فى اوقات مختلفة وابطال النافورة والزيادة فى بعض اساطينه وقامت الوزارة بنفقات هذه العمارة

عمارة بيبرس الأول ملك مصر :

فى سنة 666 أمر الملك الظاهر بيبرس الاول ملك مصر بالتماس رفع اليد من وزير الاوقاف المذكو والصاحب بهاء السيد على بن حنا وزير المملكة المصرية بتجديد الجامع ، فشمل هذا التجديد الجناح البحرى وزيد فى بعض اساطينه وجددت رواسمه وقواصره

عمارة المنصور قلاون :

فى سنة 687 أحد السلطان الملك المنصور قلاوون أمر بالتماس من هذا الوزير نفسه بتكملة العمارة السابقة وكلف لهذا الغرض الامير عز الدين الافرم ، فجدد فيه غرفة المنجاتة وبعض عمده وميضأته .

عمارة الامير سلار نائب السلطنة المصرية :

فى سنة 702 وقعت بمصر زلزلة عظيمة هدمت أركان المسجد وقوضت بعض حدوده ، وفصمت عمده عن بعضها ، فرسم الامير سيف الدين سلار نائب السلطنة بالمملكة العربية فى عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون ، إلى ناموسه الخاص ، بدر الدين بن خطاب ، بإصلاح ما اتلفه الزلزال فجود ذلك وزااد فى أبوابه ، واساطينه واصلح جناحه البحرى وطلاه جميعه رحبه ومحرابه وشرفاته

عمارة الصاحب تاج الدين :

فى سنة 696 أحدث به الصاحب تاج الدين بن حنا وزير المملكة المصرية سقاية ماءودورة مياة

عمارة البالسى :

فى حوالى سنة 776 أحدث محمد بن مسلم بن حسين بن مسلمة بن عبد الله البالسى المتوفى فى شوال من هذه السنة ، مطهرة كبيرة الى جوار الجامع .

عمارة برهان الدين :

فى سنة 804 صب إبراهيم بن عمر بن على المحلى – رئيس تجار الفسطاط المتوفى فى ربيع الأول سنة 806 قبلة المسجد وروسمه الخضر واساطينه وسقفه وطلاه جميعه

عمارة الحافظ بن حجر :

فى سنة 848 فى عهد السلطان الظاهر محمد أبو سعيد جقمق كان الحافظ ابن محمد العسقلانى يتولى الامامة والخطابة بهذا المسجد برتب قدره 1600 قرش وكان الناظر على هذا المسجد الأمير فيروز الركن الذى كان خزينة دار السلطان فبدا منه فى حق الإمام والخطيب وقومة المسجد وسدنته ، ما حمل الحافظ ابن حجر لأن يلتمس من السلطان إقالته من النظر على اوقاف المسجد فأجاب السلطان طلبته ، فأقاله وعين مكانه الحافظ بن حجر نفسه رغبة منه فى ذلك ويقول السخاوى فى البتر المسبوك ( 92-1 ) فأجيب وليس خلعه النظر لذلك فى يوم الخميس خامس الشهر ( ربيع الثانى سنة 848 ) الذى يليه ونزل الى مصر فى جميع عظيم من القضاة وغيرهم وكان يوم مشهودا فلما أستقر الحافظ ابن حجر فى نظارة المسجد باشره ( كما يقول السخاوى ) مباشرة حسنة من عمارة وبياط وجلاء مد وصرف لجميع المقررين فيه وجعل معلوم النظر ألفا واستمر حتى الآن

عمارة السلطان قايتباى :

فى سنة 876 – 878 ، أمر السلطان الملك الأشرف قايتباى بتجديده على نفقته الخاصة ، وكان ذلك بأثر زيادته له فى يوم ما فنقذ ذلك وقد شمل هذا التجديد ما تهدم من جوانبه وسقفه .

عمارة مراد بك :

من هذا التاريخ الى 1211 من الهجرة لم يلق هذا الجامع عناية جدية من تولى على مصر من الملوك أو من الأمراء أو من غيرهم كعنايتهم السابقة ، فبقى مهملا الى هذا التاريخ – فتصدى لعمارته الأمير مراد بك محمد فأقام بناينه وأصلح جدرانه واظهر ما انطمس من معالمه تحت الأثرية والكيمان ورفع سقفه وقوى أساطينه وطلاه جميعه وأقام مآذنه وافتتح رسميا بحضور الأمير وكبار المشايخ والأعيان فى رمضان سنة 1212

المذكرات التاريخية

والجامع على حالته التى هو عليها الآن ، أثر من آثار هذه العمارة ، وبأربعة مواضع منه أربع مذكرات تاريخية تشير إلى حدوث هذه العمارة

الأولــــى : بأعلى الباب الغربى ، أسفل المئذنة ونص ما عيها من الكتابة

احيى منار بنا ربيت لطاعتــــه
وكان من قبل مصباحا بها فطفى
وأنقضى بنيانه والمسلمون غدوا
قاصدين الباع فى اسق
لأنه من بقيا فرقة طهرت
أميرها عمرو السمى غير خفى
وفد أراد تعالى بالعمارة له
أنشأه مولى جواد بالمراد يفى
فصار يحكى البنا إحسانه بدا
وإنما يعمر الأيات فى الصحف
ونشوة العز قد قالت مؤرخة
يسمو العزيز مراد جامع الشرف
1211



والثانيـــــة : علو الباب الغربى الأوسط ونصها

بمسجد الفضل عن عمرو أجد بنا
قد فار بالخير من لله جدده
وإنما يعمر الايات شاهدة
له بنور ان الله أسعده
ونشوة السعد قد قالت مؤرخة
أنشأت حمدا مراد الحى مسجده
الثالثـــــة : علو المحراب الكبير الداخل بالمسجد
انظر لمسجد عمرو بعد ما درست
رسومه صار يحكى الكوكب الزاهى
نعم العزيز لله جدده
مير اللواء مراد الأمر الناهى
له ثواب جزيل غير منقطع
على الدوام بانظار وأشياء
لاقى القبول عليه حين أرخه
هذا البناء على مراد الله
1211




الرابعــــــة : بأعلا المحراب الصغيرالمحاذى للمحراب الاول من جهة اليسار

مسجد ابن العاص أضحى
بعد هدم قد أصابه
كعبة يسعى اليها
يرتجى فيه الاصابة
جمل التاريخ صحيح
قد بنى هذا الصحابة


تجديد محمد على باشا :

فى سنة 1236 أمر مؤسس الدولة العلوية بمصر محمد على باشا بإصلاح المسجد وإعداده للصلاة .

الخديو عباس الثانى :

فى سنة 1317 فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى ووزارة محمد على باشا زكى للأوقاف ، اصلح قسم الهندسة بالوزارة سقف المسجد وطلاه وعمده وقد شمل هذا الاصلاح الايوان الشرقى

وفى سنة 1323 – 1324 أجريت حفريات بهذا الجامع للكشف عما يكون من آثاره مطموسا للاهتداء بها فى تجديد بنائه ، وقد كشفت هذه الحفريات عن بعض اجزاء منها

وفى سنة 1329 أذيع مشروع تجديد جامع عرم بصورة عامة للاكتتاب فيه ثم حالت دون ذلك موانع

تجديد الملك فؤاد الأول

فى سنة 1347 فى عهد المغفور له الملك فؤاد الأول أصلح إيوان المحراب وقويت جدرانه بعض جزاء المسجد واظهر الكشف أبواب المسجد الشرقية وابواب الجناح الغربى وبعض شرفاته القديمة وباب حجرة الخطيب ومراق أخرى

منشىء هذا المسجد

هو الأمير عمرو بن العاص بن وائل السهمى أسلم فى السنة الثامنة من الهجرة 629 م ثم أوفده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمان وتولى فى عهد أبى بكر رضى الله عنه قيادة الحملة التى فتحت لصرى والسواحل الشامية ، ووجهه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه لفتح مصر فى سنة 20 هـ / 641م وهو أول امير تولى الحكم فى العهد الإسلامى ، ثم خلفه عليها غيره ثم تولاها مرة ثانية فى عهد معاوية وما برح حتى توفى فى يوم عيد الفطر سنة 42هـ / 662م ودفن بجبل المقطم من ناحية السفح ويروى عن حرملة التجيبى صاحب الشافعى أن القعة التى دفن فيها عقبة بن عامر ، فيها قبر عمرو بن العاص **

وإلى أبنه عبد الله بن عمرو ، يتنسب قبر عبد الله بن عمرو والكائن بالجهة الشرقية من المسجد ، لكن فى غير هذه البقعة يقينا وفى موته بمصر ودفنه بها خلاف كبير والمرجع أنه بمصر لاعتبارات ظاهرة

ضريح سيدى عبد الله بن عمرو


والثاوى بهذا المسجد هو أحد أجلاء الصحابة ، ترجمه ابن عبد البر فى الاستيعاب ن توفى بمصر فى منتصف جمادى الأولى سنة 65هـ / 684م وقال المقريزى ( فلم يستطع أحد ان يخرج بجنازته الى المقبرة لشغب الجند على مروان ، فدفن بالدار التى كانت لأبيه الملاصقة لداره الأخرى ، وأفاد فى المصدر ذاته أن دار عمرو الولى والثانية ودار عبد الله

دخلت جميعها فى زيادات المسجد التى أضيفت إليه فى عصر قرة بن شريك فى سنة 93هـ / 711 م ، قال المقريزى : وعوض ولد عمرو ما هو فى أيديهم اليوم من الرباع وأوضح مما ذكره أن هذه الدور الثلاثة كانت جميعها فى الجهة الغربية الشمالية من المسجد ، واقربها إلى جهة الغرب دار عبد الله بن عمرو التى دفن فيها ، وهذا يدل على أن عبد الله بن عمرو دفن فى داره التى أدخلت فى زيادة الجامع ، ووجود ضريخ له فى المسجد يدل من جهة أخرى على أنه لم ينتقل من داره إلى قبر آخر ، فيكون ضريح عبد الله بن عمرو بالمسجد تحقيقا ، بيد أنه ليس فى موضعه الحالى

وعبد الله بن عمرو المذكور هو أول من عنى بتدوين الحديث جميعا وتصنيفا وكانت له حلقة فى المسجد يدرس بها لعدد كبير من طلبة العلم الحديث متنا وشرحا وحلقة أخرى كان يعلم فيها الطلبة اللغة السريانية ، إذا كان عبد الله بن عمرو يحذق هذه اللغة قراءة وكتابة ، وفى هذه الجامعة العمرية وضع عبد الله بن عمرو كتابه فى الحديث وفيه ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم من الأحاديث وسماه ( الصادقة ) وكتابه الآخر أقضية الرسول ، وكتابه أشراط الساعة ، وكان إذا انتهى من دروسه فى المسجد ، يتابع دراسته للعلم فى حلقات خاصة بداره ، وكان يسميها دار البركة وقد حمل عنه اهل مصر علومه جمة .

السجد العمرى أول جامعة علمية فى مصر الإسلامية

وقد كان هذا المسجد الجامع نواة حركة عالمية كبرى تبوأت مركزا ساميا لا زال صداه يتردد فى انحاء العالم ، فقد استطاع المسلمون أن يجعلوا منه جامعة علمية كبرى ومعهد يدرس فيه العلوم وبشقيها للرجال فيه نصيب وللسناء فيه نصيب ، فكان يدرس فيه التفسير والفقه والحديث الى جانب ما يدرس فيه من مواد التاريخ والطب والرياضة والفلك والميقات وغير ذلك من العلوم الكونية وقد حصر التاريخ لنا عددا كبيرا ممن تخرج من هذه الجامعة العمرية الأولى وما كان لها من نهضة علمية .

ولما قدم الإمام محمد بن إدريس الشافعى إلى مصر ور اى فيها نضوج هذه النهضة العلمية وما بلغته من شأوه عمد عن آرائه هذه النهضة العلمية وما بلغته من شأو، عدل عن آرائه الأولى ،ووضع كتبه الحديث واتخذ له فى هذه الجمعة زاوية منها كانت هى أول مدرسة لتدريس الفقه الشافعى ، بعد أن رأى ما هله من النهوض بهذا المنحى العلمى الناضج ، فظلت جامعة عمرو فى مصر الاسلامية غنية بهذا التراث أحقابا طويلة ، فلما انقضت أولى مراحل هذه الجامعة وأقبلت المرحلة الثانية ، ظهر فقهاء الأمصار فتعلق بهم الناس واعتنقوا مذاهب الفقيها حقبة طويلة ؛ ثم قضت أسباب بانقراض البعض من هذه الذاهب ، وانتشار البعض الآخر منها ، وهى الحنفى ، والمالكى ، والشافعى ، والحنبلى

وكان اول من أدخل المذهب الحنفى هوالقاضى إسماعيل بن اليسع الكوفى ؛ رحل من العراق إلى مصر واتخذ من جامعتها الإسلامية الأولى مدرسة لتدريس فقه الإمام الأعظم ، وحذا حذوه عبد الرحيم بن خالد الجمحى وعبد الرحمن بن القاسم ، ثم مالك بن سعد الفارقى ، حتى بلغت النهضة العلمية فى الجامع مبلغا عاليا ، وزادت حلقات التدريس فيه إلى سبعمائة حلقة واربى عدد الطلاب فيه على الثمانية آلاف منهم اكثر من ألفى طالب ومتعلم من الأقطار الإسلامية

أما الوعظ فى الجامعة العمرية فكان بالغا فيها مبلغ الكمال ؛ ذلك لأن الوعظ يدرس عام يجتمع فيه من الناس طبقات مختلفة ، والناس احوج مت يكونون إلى من يقوم أعوجاجهم ، ويصلح لهم أمور دينهم ودنياهم ، لهذا كان لا يولى الوعط إلا من كان على مكنة من العلم والمعرفة ، حتى يكون لوعظه بالغ التأثير فى النفوس ن ومن أشهر علماء الوعظ فى الجامع القاضى سليمان بن عنز ، ثم الليث بن سعد وعبد الرحمن بن حجيرة وتوبة بن نمر الحضرمى وغير هؤلاء ؛ ومن واعظات النساء السيدة نفيسة بنت الحسن ، وفاطمة بنت عفاف ، وفاطمة بنت أبى بكر الخواص ، وعائشة بنت غلبون وغيرهن من النسوة اللاتى كن من واعظات الرعيل الأول فى هذه الجامعة العظمى

الم1كرات التاريخية بالمسجد

لا يوجد بالمسجد من المذكرات التاريخية الأولى سوى مذكرات المرحوم مراد بك محمد مجدد المسجد أخيرا ، وذكر المقريزى أنه كان يوجد بالمسجد نصر تاريخى لتجديد الناصر صلاح الدين للمسجد وفى هذا الصدد يقول : فلما استبد صلاح الدين بمملكة مصر بعد موت العاضد جدد الجامع العتيق بمصر فى سنة ثمان وستين وخمسمائة وأعاد صدر الجامع والمحراب الكبير ورخمه ورسم عليه اسمه

ووجدنا هذا النص فى رحلة خالد بن عيسى البلوى وأنها كانت باعلى المحراب الكبير ونصها

بسم الله الرحمن الرحيم – إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ، النصر والتمكين ، والفتح المبين ، لمولانا وسيدنا الإمام المستضيى بنور الله أبى محمد الحسن أمير المؤمنين ، أمر بتجديده الملك الزاهد الناصر المجاهد صلاح الدنيا والدين أبو المظفر يوسف وفقه الله لطاعته فى سنة ثمان وستين وخمسمائة


وكان الرحالة المذكور قد قدم إلى مصر فى سنة 736هـ / 1335م وزار المسجد ونقل هذا النص .

مذكرات الأمير مراد

الأولى : بأعلى الباب الغربى أسفل المئذنة ونصها

أحيا لنا ربنا بيتا لطاعته
وكان من قبل مصباحا بها فطفى
وانقض بنيانه والمسلمون غدوا
من أجله قاصرين الباع فى أسف
لأنه من بقايا فرقة ظهرت
اميرها عمرو السهمى غير خفى
ومذ أراد تعالى بالعمار له
أنشأه مولى حوادا بالمراد يفى
فصار يحكى البنا إحسانه أبدا
وإنما يعمر الآيات فى الصحف
ونشوة العز قد قالت مؤرخة
يسمو العزيز مراد جامع الشرف
( سنة 1211 125 245115 611 )


المذكرة الثانية وتلعوا الباب الغربى الأوسط ونصها :

بمسجد الفضل عن عمرو أجدبنا
قد فاز بالخير من لله جدده
وإنما يعمر الآيات شاهدة
له بفوز وأن الله أسعده
ونشوة السعد قد قالت مؤرخة
أنشأت حمدا مراد الحي مسجده
( سنة 1211 1124924575253 )



المذكرة الثالثة وتعلو المحراب الكبير بإيوان بيت الصلاة ونصها :

انصر لمسجد عمرو بعدما درست
رسومه صار يحكي الكوكب الزاهى
نعم الوزير الذى لله جدده
مير اللواء مراد الآمر الناهى
له ثواب جزيل غير منقطع
على الدوام بأنظار وأشباه
( سنة 1211 6624511085706 )


المذكرة الرابعة باعلى المحراب الصغير المحاذى للمحراب الأول فى جهة الجنوب ونصها :

مسجد ابن العاص أضحى
بعد هــــــدم قد أصــــــابـــه
كعبـــــة يسعــــى إليهــــا
يرتجى فيه الإجابــــــــــــــة
جمل التاريخ رجـــــــــح
قد بنى هذا الصحابة
( 1211 211 13770653104 )



الأمبر مراد بك

والأمير المذكور هو أحد الأمراء القازدوغليه من بقايا أمراء الجراكسة الفقارية ، تولى إمارة مصر وله مواقف محمودة فى الدفاع عن الوطن ، وقف فى وجه الاحتلال الفرنسى لمصر موقفا مشرفا محمودا ن لولا أن بطانته قد تمالأوا عليه فلذا فشلت حركته ، ففر إلى الصعيد ولم يلبث أن مات سنة 1215هـ / 1800 م ودفن بمسجد العارف بسوهاج ، ترجمه الجبرتى فى وفيات هذه السنة وترجع فكرة تجديده مسجد عمرو إلى اقتراح الشيخ عبد الله الشرقاوى له ، فقبل مقترحه وجدده ، عهد بالاشراف على عمارته الىقريبه الامير قاسم الموصلى ولما تكامل صلى به الجمعة فى حشد حافل فى آخر رمضان سنة 1212هـ /1797 م وبعد الصلاة عقد الشيخ الشرقاوى مجلسا أملى فيه حديث من بنى لله مسجدا ، وقد صارت سنة صلاة الجمعة فى آخر رمضان من كل سنة عادة متبعة منذ هذا الوقت إلى يومنا هذا

كما يوجد نقش بمسجد العارف بالله بسوهاج بعد دفن الأمير مراد وهى كتابه حديثه منقوشة لى لوح رخامى بالخط الفارسى الكبير مقاسها 60×60 تحمل هذا النص للامير مراد بك :
( دفن فى هذه البقعة الأمير الباسل مراد بك الذى حارب الجيش الفرنسى فى إمبابة وفى أنحاء الصعيد بكل ما استطاع من قوة ووسائل وانتهى اليه إدارة الوجه القبلى جنوبى أسيوط أنثاء الاحتلال الفرنسى واتخذ سوهاج مقر الإدارة وقد توفى بالطاعون فى اليوم الرابع فى شهر ذى الحجة سنة ألف ومائتين وخمسةعشر هجرية ودفن هنا عند سيدى العارف بالله نشأل الله له المغفرة والرحمة ، وضعت إدارة حفظ الآثار العربية هذا اللوح فى شهر رجب سنة 1367 بنا ء على إشارة سعادة احمد شفيق غرباك بك وكيل وزارة المعارف

مسجد العارف بسوهاج


1 - ذكرناه فى أعلام الصعيد ( محافظة سوهاج )
العارف بالله تعالى هو : الشيخ أحمد أبو النجا من رجال القرن العاشر الهجرى

أقوال :

2 - سيدي العارف بالله سيدي أحمد بن زروق النسب الصحيح لسيدنا العارف بالله هو سيدي احمد بن زروق
كما قال سيدي فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبدة البرهاني
وليس العارف بالله السوهاجي كما قالوا
المشهور بسيدي العارف بالله ولد في ٤ ذي القعده سنه ٧٢٤ هجريه
مدد ونظره سيدي العارف بالله
كـــرامة سيدى العارف بسوهاج مع قطاع الطرق
سيدى العارف بسوهاج وكرامته مع قطاع الطرق فى مطلع القرن الماضى
وللعلم فإن سيدى العارف بسوهاج رضى الله عنه هو ذاته سيدى أحمد بن زروق العالم المالكى العظيم وحامل عهد وطريق سيدى إبراهيم البرهانى إلى أن وصل الإذن بنشر الطريق على أيدى الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى
أما الذى فى ليبيا فهو مشهد فقط ولكن مصر شرفت فعلا بسيدى أحمد بن زروق الذى هو سيدى العارف وهذا منقول عن الإمام فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنه
نعود لذكر الكرامة
كانت سوهاج فى مطلع القرن الماضى كعاصمة عرضة لبعض قطاع الطرق والمطاريد وكان فريقا من هؤلاء القطاع لايعرفون أولياء ولايرحمون احداً
فعبروا النيل إلى سوهاج وأرسلوا رسولاً منهم إلى كاشف سوهاج أنذاك طالبين منه أموالاً وتمويناً وسلاحاً ميرى والا قاموا بالهجوم على ميدان سيدى العارف وقتلوا من قابلهم وفتحوا الدكاكين الى اخره من افعال الافساد
فكان رد كاشف سوهاج عليهم
إستعنا بالله ورسوله وسيدى العارف عليكم إتقوا الله فى بلد سيدى العارف
فكان رد هؤلاء القطاع ان قاموا بسب سيدى العارف رضى الله عنه وقرروا الهجوم على المدينة
فإرتعد الناس لقرب حلول المغرب وهو موعد دخولهم الميدان
فجاء سيدى العارف للكاشف فى رؤياه وقال له لايخرج منكم احدا للميدان وقت المغرب وسوف ينتهى امرهم فى ميعاد مجيئهم
فلما حل موعد المغرب ودخل القطاع الميدان وكان خاليا من الناس كل فى بيته وشرعوا فى دخول مسجد سيدى العارف
لوحظ تطاير الرؤس الواحد تلو الأخر وكانوا اربعة عشر مسلحا وكل رأس ترمى على عتبة المسجد فإذا بفارس ملثم على فرسه الأبيض ممسكا بسيفا لامعا بالكاد تلاحظ ملامحه من سرعته فقد كان كما هو مذكور كالبرق فى حركته
فعلم الناس انه هو ذاته سيدى العارف رضى الله عنه
وقد حملت الجثث فألقيت فى النيل على مرتين ليراها الناس انذاك
وهه الكرامة قد إطلعت على مخطوطها وتواقيع مشايخ النواحى والعمد وشهادة الرجال والعلماء على حصولها من ثانى يوم وقوعها
توفي رضي الله عنه في يوم الجمعه ٢ رجب ٧٩٥ هجريه

3 - لعارف بالله هو لقب أطلق عليه، أما الاسم الحقيقي له فهو إسماعيل بن علي بن عبد السميع بن عبد العال اليماني الملقّب بحسين أبو طاقية والملقب أيضا بفحل الرجال وولد بقرية دندرة بقنا في يوم 4 ذي القعدة سنه 724 هجرية[2]، ثم انتقل إلى سوهاج، وهو من عائلة الأشراف وله أشقاء ثلاثة هم: الشريف عبد الظاهر، وشهاب الدين، والشيخ عبد الكريم ولكل منهم مقام بقنا.

4 - العارف بالله، وهو لقب أطلق عليه، أما الاسم الحقيقى له فهو إسماعيل بن على بن عبد السميع بن عبد العال اليمانى، الملقب بحسين أبو طقية، والملقب أيضا بفحل الرجال وولد بقرية دندرة بقنا، ثم إنتقل إلى سوهاج، وهو من عائلة الأشراف وله أشقاء ثلاثة هم الشريف عبد الظاهر وشهاب الدين والشيخ عبد الكريم، ولكل منهم مقام بقنا والشيخ العارف بالله ولد يوم 4 ذى القعدة سنة 724 هـ بتلمسان بدولة المغرب وحفظ القرآن الكريم وهو إبن 7 سنوات، وكان عالما فى علوم الفقه والحديث والسنة وكان له مريدون من عموم مصر والدول الإسلامية وتوفى يوم الجمعة 2 رجب 795 هـ، والشيخ العارف بالله حكم مديرية جرجا قرابة 23 عاما، ويشير إلى أن سوهاج كانت تابعة لمديرية جرجا، والشيخ العارف بالله له ثلاثة ذكور وأنثى وكل عام يقام إحتفالا بمولد سيدى العارف، حيث يشارك فى الاحتفالات أكثر من 70 طريقة من الطرق الصوفية ويحضر إليه مريدين من كل المحافظات المصرية.

5 – الخطط التوفيقية لـ على مبارك باشا ج12/66
مسجد العارف بالله بسوهاج به ضريح العارف بالله غاية فى الشهرة قال الجبرتى : كان للشيخ العارف رزقة مرصدة ستمائة فدان يزرعها وينفق منها على الفقراء والسمتحقين كاهل العلم والمتعليمن ونحوهم وكان مشهورا كأسلافه معتقدا فى تلك الناحية وغيرها ومنزله محط الرجال الوافدين والقاصدين من الاكابر والاصاغر والفقراء والمحاجين

والعارف بالله لقب لولي من أولياء الله الصالحين، أما اسمه الحقيقى فهو إسماعيل بن على بن عبدالسميع، ويمتد نسبه إلى سيدنا على بن أبى طالب والسيدة فاطمة الزهراء أم المؤمنين رضى الله عنهما.
وولد الشيخ العارف بالله يوم 4 ذى القعدة سنة 724هـ بتلمسان بالمغرب وحفظ القرآن وهو أبن 7 سنوات وهو من أولياء الله الصالحين وكان عالما فى علوم الفقه والحديث والسنة وكان له مريدون كثيرين من مديرية جرجا وغيرها من عموم مصر والدول الإسلامية وتوفى يوم الجمعة 2 رجب 795 هـ وحكم مديرية جرجا 23 عاما بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويحوى المسجد ضريح سيدى العارف بالله وهو من اصحاب العلم ومن رجال الدين المعروفين فى عصره يوجد بجوار المسجد مدافن للأمراء وقبر مراد بك بجوار ضريحه، ويعقد فيه المصلون مجالس الذكر ويتوجه زوار العارف بالله إلى زيارة الضريح حبا منهم فى هذا الولى الذى عرف بورعه وولايته وكرامته. وفى زيارة سريعة لمدينة سوهاج لزيارة سيدى العارف بالله رضى الله تعالى عنه وذلك يوم الخميس الموافق 21مارس سنة 2018 ىالموافق 3 من رجب سنة 1439هـ

6 - نسب العارف بالله بسوهاج ( هذا ما ذكره النسابون فى منتداهم)


هو الشريف اسماعيل ولقبه فحل الرجال بن على بن عبد السميع الملقب حسين ابو طاقية بن عبد المتعال اليمانى بن علوان بن يعقوب بن عبد المحسن بن عبد البر بن محمد وجيه الدين بن موسى بن حماد بن داود ابىيعقوب المنصورى بن تركى بن قرشلة

ولد رضى الله عنه بقرية دندرة ثم ارتحل الى سوهاج ومقامه بها ظاهر يزار وله مولد يقام كل عام

وهو شقيق الشريف عبد الظاهر مقامه بقوص وعم كمال الدين بن عبد الظاهر ومقامه بأخميم جد اشراف اخيميم وسيدى العارف بالله شقيق الشريف شهاب الدين بمحافظة قنا والشيخ عبد الكريم بقنا

اولاده / اعقب محمد ولقبة احمد العارف بدندرة والشيخ عبد الفتاح العارف جد ال العارف بسوهاج ودفن قمام والدة والشيخ عبد الكريم ومقمة بادفا بسوهاج

7 - وفى الطبقات الوسطى للشعرانى ( ترجمة 431 ط : دار الاحسان ) يقول فى ترجمة الشيخ العارف بالله تعالى احمد المنياوى المغربى رضى الله تعالى عنه والمتوفى سنة ستة وأربعين وتسعمائة أنه صحب الشيخ أبو النجا السوهاجى بنواحى الصعيد

8 - وفى المزارات لحسن قاسم ج2 ص 14 فى الكلام عن جامع عمرو بن العاص : هو العارف بالله الشيخ أحمد أبو النجا السوهاجى من رجال القرن العاشر الهجرى ذكره الشعرانى فى الطبقات الصغرى ( عندما فى هذا المسجد الأمير مراد بك المتوفى سنة 1215هـ / 1800 م )

9 - ويوضح «عبدالفتاح» أن المسجد يحتوى على ضريح سيدى العارف بالله، وهو مقصد ليس لأبناء وأهالى المحافظة فقط، بل كافة المحافظات خاصة فى بداية ذكرى مولده فى نهاية شهر شوال، وتكون الليلة الختامية فى اليوم الخامس من شهر ذى القعدة، وفى تلك الفترة من كل عام تأتى أعداد كبيرة إلى المسجد، ويكون هناك استعدادات خاصة للترحيب بآلاف الزوار، وقامت مديرية الأوقاف فى العام الماضى بتنظيم احتفالية لمدة 3 أيام،


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 22, 2025 1:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6407



الفسطاط



الفسطاط اسم علم على المدينة العربية المقدسة أولى العواصم المصرية بعد الإسلام اختطها العرب على أنقاط مدينة الحمراء الدنيا ، والتى كان يقال لها مدينة الجبت لسكن طوائف من الجبت خلفاء المصريين القدامى بها ( عن تأسيس الفسطاط وخططها ؛ كيف كانت قبل الاسلام وحدودها ، ومعنى الفسطاط انظر المقريزى الخطط المقريزية ج2/4-6/32 -39 ؛

A.R.Guest , The Foundqtion of Fustat and the Khittahs on that Town’’ The Journal of the Royal Asitatic of Society of Great Britain and Ireland ( January 1907 : 49-83 )

وقبل أن نتكلم عليها فى العصر الإسلامى نقول : إن هذه المدينة كان اسمها قبل الإسلام الحمراء الدنيا ( أى القريبة ) ، أطلق عليها مدينة الجبت لسكنى طوائف من الجبت بها بعد العصر الرومانى ، وهذا الاسم هو الذى أطلق على الإقليم المصرى سفله وعاليه ، ومأتاه عبادة أشعة الشمس معتقد المصريين القدماء ؛ إذ كانت الشمس عبادتهم يؤلهونها ويسجدون لها من دون الله ، والجبت هو اللقظ الذى أطلقه القرآن الكريم على عباد الشمس ، كما أطلق لفظ الطاغوت على عباد النار ، وقد بقى لفظ الجبت علما على مصر وأهلها فكان يقال للمصرى جبتي ، فلما دخلت الديانة البولسية مصر فى 381م على عهد القيصر تيودوس الرومى 379 – 395م ، واصدر أوارمه بإبطال ديانة الجبت ،وإغلاق معابد الشمس ، ما كان منها فى مصر السفلى والعليا ، وألزم كل جبتي باعتناق الديانة النصرانية الجديدة ، اعتنقها الكثير من الجبت ولفظوا عباد الشمس ، وقد بقى لفظ الجبت علما على الإقليم المصرى فى اللسان الإنجليزى الى يومننا ( إيجبت ) وهو لفظ مركب من مقطعين ( أون يعنى مدينة ) وجبت اسم المدينة وهى مصر ، كما بقى أيضا لفظ الجبت منطوقا بلفظ القبط علما على كل من اعتنق الديانة النصرانية من الجبت خلفاء المصريين القدماء وقد بقيت المدينة المعروفة بهذا الاسم وبالحمراء منذ خطعت مصر لحكم الدولة الرومانية ، فلما أسند الحكم إلى القيصر طراجان فى سنة 98 م وبعد أن قضى على الفتنة اليهودية وأجلى اليهود عن مصر ، أمر بعمل تخطيط جديد لهذه المدينة ، فجدد أبوابها وحصنها تحصينا محكما ، وأنشأ فى ظاهرها من الناحية القبلية قاعدة عسكرية ، بين وادى دجلة ( العدوية ) وبين شهران ، وأطلق عليها اسمه ، وهذه القاعدة هى الضاحية المعروفة باسمه حتى اليوم ( طرا )

(( وطرا هذه من القرى القديمة وهى واقعة على الجانب الشرقى للنيل ، شهيرة بمحاجرها الى تخرج الحجر الأبيض وردت فى معجم البلدان ( طرا ) قرية فى شرقى النيل قريبة من الفسطاط من ناحية الصعيد ، وفى قوانين الدواوين وتحفة الإرشاد والتحفة طرا من الأعمال الأطفيحية ، وردت فى الخطط بأسم ( طرى ) ويقال لها اليوم طره البلد – تكلم عنها محمد رمزى ، القاموس الجعرافى القسم 2، ج3 ))

وأنشأ بالغمارية ( شارع قصر الشمع ) قصرا جعله قصرا للقيادة العسكرية ) وأقم به الأبراج الرومانية التى نرى مخلفاتها اليوم أمام كنيستى المعلقة ومارى جرجس ، وقسم المدينة إلى ثلاث مناطق ،

المنطقة الأولى : حدها القبلى كوم بنى وائل وبركة الحبس وقرنة المقطم ودير الطين ( دار السلام ) واصطبل قرة أو عنتر والطواجين الناصرية وكل هذه المعالم من أرض وادى دجلة ، والحد الشرقى عين الصيرة والقرافة الصغرى ، والحد البحرى درب هاني ودرب الصفا والجيارة ؛ حيث السور البحرى لمدينة مصر ، والحد الغربى ساحل النيل القديم وهذه هى حدود الفسطاط


(( بالنسبة لـ ( دار السلام ) هى من القرى القديمة على شاطىء النيل فى طريق الصعيد ، قرب الفسطاط متصل ببركة الحبش ، ورد اسمه فى الأنتصار ضمن الأديرة والكنائس التى بمصر القديمة وورد فى كشف الأسقفيات أن هذا الدير كان لرهبان الحبش الذين تنسب إليهم بركة الحبش ، وكانت الأراضى الزراعية التابعة لهذه القرى مقيدة فى دفاتر الممتلكات والأموال بسام بركة الحبش ، وفى تاريخ سنة 1228هـ / 1832م قسم زمام بركة الحبش وأصبحت دير الطين والبساتين ، وبذلك اختفى اسم بركة الحبش وأصبحت دير الطين ناحية قائمة بذاتها وسبب تسميتها راجع لبناء الدير فى أول الأمر بالطين ، أى بالطوب اللبن بدلا من الآخر ))

ثم عهد إلىمهنسة المهندس أبو لو دور السورى بتحصين مدخل مصر العليا لصد هجمات المغرين ، فحصنها تحصينا محكما مما نرى آثار اليوم بالصحراء الغربية وسيناء والسواحل ، ثم رسم إليه بتجديد حفر الخليج ووصله بالمخاريق الكبرى ولما تم له إنشاء هذه الحمراوت الثلاث أسكن بها الجند لحماية المدينة واليس كل حامية زياخاصا كما هى عادة الروم فى تشكيل حيوشها بالأزياء الخاصة ، وأقام بالمدينة محارس ومناظير ليشرف جند الحراسة منها على المدينة ، وأمر بتطهير ترعة فرعون رمسيس الثانى ( الترعة الفرعونية ) وعمقها ووسعها ، وكانت تمتد من حوف رمسيس ( الخوف ) حتى وادى دجلة ( العدوية ) – المعادى حاليا ، وهكذا نفذ طراجان كل مشاريعه فى هذه المدينة وفى الإقليم المصرى عامة ، وقد بقى لنا من آثاره فى هذه المدينة الحسن الرومانى المنظور بشارع مارى جرجس ، والباب القبلى للمدينة ،والذى يقال له ( باب أون ) أى باب المدينة ، والمنطوق على ألسنة العامة ( بابليون ) (( وقد ذكره القريزى فى الخطط المقريزية ج2/6-10 )) وقد أدرك العرب الفاتحون ما تخلف من المحارس التى أقيمت بالمدينة ، فاستعملوها دور إمارة للحكام العرب ، وقد كشف حفريات مدينة الفسطاط عن وجود أبنية عليها نقوش تصويرية بقلم الطير ، مما يؤكذ أن طراجان استخم فى إقامة مبانية بهذه المدينة مواد مصرية قديمة من أحجار وغيرها

ولم تلبث مدينة الحمراء او الجبت على هذ االتخطيط الجديد مدة حكم طراجان إلىموته فى سنة 117م ومن جاء بعده من حكام الرومان أهمل المدينة ، فتطرق إليها الخراب ودثرت أبنيتها ولمي يبق منها إلا مخلفات طفيفة ، فلما حل العرب الفاتحون بمصر ، وبعد أن تم الاتفاق بين عمرو بن العاص وبين المقوقس فى صلح بابليون الأول على تسليم المدينة ، أخذ عمرو بن العاص فى تمصيرها فجدد أبوابها ،وأراد عليها أسوارا ضيقة من جهاتها الأربع وخطط فيها مساكن للجند ودور السكنى ، وأنشأ المسجد الجامع ، وأبقاها على نفس حدودها ، فلما أتم كل مرافقها ومنازلها سماها الفسطاط ، والفسطاط لفظ عربى عريق فى العربية ومعناه المدينة الجامعة ، وقد ورد بعذا المغنى فى حديث صحيحيرويه سعيد بن عبد العزيز بن الساعى أحد قضاة دمشق وبعلبك المتوفى فى سنة 194هـ / 809 م عن النعمان بن المنذر الغسانى الدمشقى احد الثقات مات سنة 132هـ / 749 م عن مكحول بن أبى مسلم بن شهاب الدمشقى نزل دمشق ، قال أبو حاتم فيه : ( ما أعلم بالشام أفقه منه ) مات سنة 113هـ / 731م عن أبى هريرة رضى الله عنه قال ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) عليكم بالجماعة فإن يد الله على الفسطاط ، أخرجه أصحاب السنن ، فهذا النص النبوى الكريم وما قدمناه عن هذه المدينة يطرح كل ما قيل فى سبب تسميتها بالفسطاط ويهوى به كما يطرح كل وهم قيل فى إنشائها قبل الاسلام وبعده (( عن الفسطاط أقراء الانتصار لآبن دفماق )) (( وقد ذكر المقريزى الفسطاط بمعنى الخيمة ، وهى الخيمة التى أقامها عمرو بن العاص فى موضع الفسطاط وتركها لفتح مدينة الإسكندرية ثم عاد إليها مرة ثانية وقد ذكرها المقريزى فى ج2/30-32 )

حدود الفسطاط الحديثة

وحدود الفسطاط الحديثة هى نفس حدودها القديمة التى ذكرناها آنفا ، بيد أنها دخلت فى حدود قسم شرطة مصر القديمة ، وهذا التحديد الجديد واراد فى المسح الاجتماعى الذى قام بعمله مكتب البحوث الاجتماعية بتكلف من وزارة الشئون الاجتماعية ، وقد ورد تقسيم هذا الحى الى عشر شياخات مساحتها جميعا 11 كم ، 808 من الكيلو بما فيها شياخة المنيل والروضة وشوارعها 5768 بما فيها الدروب والأزقة والحارات وبها من المساجد الجامعة 24 مسجدا ومن الكنائس 16 جنيسة ،واقدس ما يقدس مدينة الفسطاط جامعها الأعظم الذى اشترك فى إقامته أكثر من ثمانين صحابيبا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقد زادها تقديسا وجود جثمان كل من الصحابى الجيل عبد الله بن عمرو واصحابى الآخر مسلمة بن مخلد بن الصامت الأنصارى ولد عام الهدرة 622 م وعاصر الفتح العربى وأسندت إليه ولاية مصر ، ومات بها سنة 62هـ / 681م فى شهر ذى القعدة واتفق من ترجم له من المؤرخين كانب سعد فى الطبقات وغيره أنهدفن بمصر فى الموضع المعروف بمذبج الجمل نوهذا الموضع لا يزال يحمل اسمه حتى اليوم ممتدا الى أرض بستان العالمة ( أرض السادات )

مدينة العسكر

فى شمال مدينة الفسطاط ، عرفت بالحمراء القصوى (( والحمراء القصوى يذكر المقريزى أنها كانت خط بنى الأزرق وبنى روبيل وبينى يشكر بن جزيلة ، ثم دثرت هذه الخطة بعد العمارة بتلك القبائل حتى صاربت صحراء ، فلما قدم مروان بن محمد آخر خلفاء بنى أمية منهزما إلى مصر نزلت جند صالح ابن على فى هذه الصحراء حيث جبل يشكر أمر أصحابه بالنباء فيه وكان ذلك فى سنة 1333هـ / 750 م ويحدد على مبارك باشا الحد الشرقى للحمراء القصوى ألى جامع أحمد بن طولون ، فيكون فيه خط الجامع وخط الكبش والحد القبلى التلال الممتدة من الكبش الى شارع مصر القديمة التى بها قبر زين العابدين والشرقى هو الشارع ، والغربى الخليج المصرى من قناطر السباع إلى قنظرة السد ))

وقد قسم حسن قاسم فى أخبار الزينبيات الحمراوت إلى ثلاثة هم :

قال المقريزى فى الخطط نقلا عن الكندى : كانت الحمراء على ثلاثة بنو نبه وقضاعة وروبيل والأزرق وكان ممن سارمع عمرو بن العاص من الشام إلى مصر ممن كان رغب فى الاسلام من قبل اليرموك ومن أهل قيسارية وغيرهم
( فأول ) ذلك الحمراء الدنيا خطة يلى بن عمر بن الحاف بن قضاعة ( والحمراء الوسطى ) خطة بنى نبه وهم قوم من الروم حضر افتح منهم مائة رجل
( والحمراء ) القصوى وهى خطة بنى الأزرق وبنى روبيل وهم الروم ( فأما ) الأولى فتجمع جابر الأوز وعقبة العداسين وسوق وردان وخطة الزبير الى نقاشى البلاط طولا وعرضا ( وأما ) الوسطى ممن درب نقاش البلاط إلى درب معانى إلى القناطر الظاهرية يعنى قناطر السباع وهى حد ولاية مصر من القاهرة وكانت هذه الحمراوات جل عمارة مصر فى زمن الروم ))

مدينة العسكر

فى شمال مدينة الفسطاط ، عرفت بالحمراء القصوى ، اتخذ أبو عوف عبد اللمك بن يزيد – قائد الحامية التى كان مروان بن محمد جردها لقتال بنى العباس ولم يظفر فيها ، وعادت جيوشه مهزومة - من الحمراء القصوى مساكن ومنازل ، أعدها لنزول الجند المقاتل فيها وذلك فى سنة 133هـ / 750 م فعرفت المنطقة من حينئذ بالعسكر ، حدها القبلى كوم الجارح ( خرطة ابى السعود ) والبحرى درب معانى والجيارة ودرب الصفا ثم مع مرور الأيام أتسعت العسكر وصارت مدينة آهلة بالسكان ، وامتدت إلى ما بعد درب الصفا ( شارع مجرى العيون ) حتى خط المخاريق الكبرى ( قناطر السباع أو السيدة ) حيث كانت امتداد الحمراء القصوى ، وتدخل فيها تلال جبل يشكر وهى التلال التى ترى بقاياها إلى اليوم ممتدة من صحراء المراغة تجاه المشهد النفيسى حتى نهاية الدرب المسدود خلف مشهد الست رقية - وقد جرفت مصلحة التنظيم فيها السلسلة التىكانت تواجه الميدان النفيسى وشقت فى وسطها طريقا يصل الميدان بمساكن زينهم ، وأقيم على سلسلة منها مبنى مستشفى المقطم واستمرت العسكر مدينة آهلة بالسكان حتى بنى أحمد بن طولون قطائع على الجزء البحرى منها ، وقد دخل فى هذه القطائع خط دار الخلافة ( شارع الأشرف والسيدة سكينة ) وخط القبيبات ( شارع البقلى ) والمراغة ( القبر الطويل ) والدر المسدود ، وحدرة ابن قميحة ( شارع الخضيرى ) وسوق الأسكافة ( شارع الصليبة ) وسويقة منهم ( شارع شيخون أو ميدان صلاح الدين ) وعرضه القمح ( شارع السيدة عائشة ) وحوش العرب ( الرماح ودرب الحصر ) وقلعة الكبش ، والسبع سقايات ( حارة السيدة ) وجزيرة ابن غيم ( شارع مراسينا عبد المجيد اللبان ) ومازالت هذه الأحياء وما جاروها حتى الحد الشرقى لها الذى ينتهى بالصوة والمصنع وقلعة القاهرة ن وهذه المناطق جميعها اليوم جزءا لا يتجزأ من مدينة القاهرة بما أدى عليه التطور الزمنى



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 25, 2025 10:27 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6407
[size=200]

جامع احمد بن طولون

أثر رقم 220 لسنة 263هـ / 876 م



إنشاء جامع ابن طولون
ابتدأ الأمير احمد بن طولون فى إنشاء مسجده هذا فى سنة 263هـ / 876م إلى سنة 265هـ / 878م ، وقد أنشأ على نظام المساجد الإسلامية الجامعة ، وحاكى فى بنائه بناء جامع ساممرا الذى بناه الخليفة المعتصم محمد بن هارون العباسى فى سنة 220هـ / 835م فظهر المسجد فى تصميمه ونظامه بما فيه منارته الملوية صورة مطابقة للأصل من مسجد سامرا ، وقد اكد ذلك المقريزى فى الخطط وهو ينقل ما ذكره القضاعى صاحب الخطط المتوفى سنة 399هـ / 1008 م ، وقد ابت هذه الجملة عن الكثير ممن كتب عن هذا الآثر ، ولو تفطن إليها أحدهم لما ثار هذا الخلاف ، وبينهم فى شأن النظام الذى بنى عليه المسجد ولا فى طابعه

وقد بنى هذا المسجد على الجزء البحرى فى سلسلة تلال جبل يشكر اللخمى ، وكانت تمتد من هذه المنطقة إلى الجنوب حتى تواجه مدينة العسكر وقد بقى لنا من هذه التلال ما تراه منها بنهاية الدرب المسدود الأرض الصفراء ( حى زينهم ) إلى القناطر الظاهرية ، وقد جرفت منها مصلحة التنظيم ما انكشف عنه ميدان السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها وما انشق عنه من الطرق التى تؤدى إلى حى زينهم والقناطر ويشكر الذى ينسب إليه هذه الجبل من رجال الفتح العربى من لخم .

وقد استخدم فى بنائه الجير والرماد والآجر الأحمر القوى النار ن ونزهه عن كل ما يشوبه ، وفى هذا الصدد يقول المقريزى على لسان أحمد بن طولون ( وأما العبد قإنى بنيت هذا الجامع من مالى حلالوهو الكنز وما كنت لأشوبه بغيره ، وهذه العمد إما أ ن تكون من مسجد أو كنيسة فنزهته عنها ، ولهذه المقالة الصادرة عن منشىء المسجد نفسه تؤيد ما نذكره فيما بعد عن مهندس المسجد والداخل الى المسجد هذا يجد منظرا من المساحد الاسلامية الأولى تنشرح له الصدر وتثلج لها الأفئدة ويملأ النظر إليه ذلك المجال الذى يتجلى فى كل كبيرة وصغيرة من مفرداته وهو يقوم على مسطح من أرض جبل يشكر تقدر بـ 6 أفدنة / 26325 مترا مربعا وبلغت نفقاته ما يزازى 55000 جينة واعجب ما فى هذا الأثر تلك المئذنة الفريدة وهى الثانية من المآذن التى تأخذ هذا الطابع بعد السامرى ، وكان مركبا عليه عشارى من النحاس لإطعام الطيور والجوارح ، وبقى هذا العشارى إلى سنة 1105هـ / 1684 م ثن سقط ، قال الجبرتى فى الجزء الاول من تاريخه ( وفى ثانى عشر رمضان سنة خمس ومائة الف هبت ريخ شديد وتراب أظلم منه الجو ، وسقطت المركب الالتى على منارة جامع طولون وهدمت كثيرا )

يحيط بصحن المسجج أربعة بلاطات أكبرها البلاط الشرقى سقفه مرتكز على دعائم حجرية مبنية بالطوب ومبيضة ، ويواجهة كل بلاط زخرفةجصية تشبه ما وجد نوعها من بقايا جامعسر من رأ ( سامرت ) ويقدر عدد الدائم الموجودة بالمسجد بمائة وستين دعامة كاملة وثمانى عشرة نصفية ، وفيها من العمد المذكور ( 674 ) عمودا ومقاس قاعدة كل دعامة 60 ر2 × 30 ر1 م
أما ابواب المسجد فكثيرة بالنسبة لاتساعه وعظمه بلغ عددها إلى ثلاثة وعشرين بابا ، بقى منها ما هو مفتوح إلى اليوم وعددها خمسة ، ومنها باب السر فى الجدار الشرقى من البلاظ الشرقى كان أحمد بن طولون يسلك منها إلى دار الإمارة ، وكان يوسط الصحن سقاية ماء تعلوها قبة ترتكز على عشرة أعمدة مذهبة يدور عليها ستة عشر عامودا أخرى ، وفى وسطها فوارة سعة حوضها أربعة أذرع وفوق سطح القبة اجار من خشب الساج ، وقد احترقت هذه السقاية فى جمادى الأولى سنة 378هـ / 908 م ، فأبدلتها السيدة تغريد أم العزيز بالله الخليفة الفاطمى باخرى فى شهر المحرم سنة 385هـ / 995م وهى السنة التى توفيت فى سلخ ذى القعدة منها وقد بنيت هذه الفوارة بأمر العزيز بالله على يد راشد الحنفى ، وتولى عمارتها ابن الرومية وابن البناء

وللمسجد مئذنتان إحداهما الكبرى ذات السلم الخارجى ، وهى خارج البلاط الغربى طول كل درجة منها 63 ر1 وهى مكونة من قاعدة مستطلية ثم من جزء أسطوانى يلتف حول السلم الخارجى يعلوه جزء آخر ثمانى الأضلاع ينتهى بقمة المنارة ، ثم تليا مئذنة أخرى من المآذن المستديرة وقد ظهر المسجد بعد نشأته الأولى مثابة للناس حينا من الزمن

(( يتبع ))


[/size]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 28, 2025 2:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6407


موقعه وتأسيسه :

هذا الجامع واقع فى القسم الجنوبى لمدينة القاهرة بشارع ابن طولون ، أسسه الأمير احمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية بمصر فى سنة 263-265هـ / 876 – 878 م – وقد أنشأه على نظام بناء الماسجد الاسلامية الجامعة ، وأمر أن تبنى مئذنته على نظام مئذنة جامع سامرا ( سر من رأى ) الذى بناه المعتصم محمد بن هاورن فى سنة 220 هـ / 835 م وهى المئذنة الى أشرنا إليها فى صدر هذا الكتاب التى تعرف فى بغداد اليوم بالملوية ، وهذا هو القول الفصل والأول والأخير فى بناء هذه المئذنة بخلاف من يذهب فيه إلى قول آخر ، أمثال هرتسسفيلد الألمانى وغيره

عمارة العزيز بالله الفاطمى

وقد ظل هذا المسجد حافظا لرونقه حتى أصابه حريق فى سنة 376هـ / 986 م فأحترقت منه النافورة التى كانت بوسط الصحن ، والقبة التى تعلوها فأمر العزيز فى سنة 385هـ /995 م بتجديدها وإعادتها كما كانت ، وقد بنيت هذه الفوارة بامر من العزيز بالله على يد راشد الحنفى ، وتوفى عمارتها ابن الرومية وابن البناء

عمارة المستنصر :

وفى سنة 470هـ / 1077م رسم الخليفة المستنصر إلى وزيره بدر الجمالى بتجديد ما وهى من جدرانه ؛ وفى هذه السنة أو بعدها أحدث فيه المحراب المستنصرى الذى لا زال به إلى اليوم ( وقد كان المسجد قد تخرب أكثره وما حوله فى أيام الشدة المستنصرية وصارت المغاربة تنزل فيه عند مرورها بمصر للحج وتشعث واحترق ؛ نتيجة عصيان الجنود الأتراك وحروبهم مع العبيد ، سنة 461هـ / 1068 م )

عمارة الحافظ

وفى سنة 526هـ / 1132م أمر الحافظ لدين الله الفاطمى بعمل تقوية لجدارن الجامع وإصلاح بعض أجزائه

عمارة حسام الدين لاجين

وفى سنة 696هـ / 1297 م أمر ملك مصر السلطان حسام الدين لاجين المنصورى بتجديد هذا المسجد وعمارته وإصلاحه وذكل وفاء بنذره فجدد منه الجناح القبلى وأحجث به سقاية ماء ، ووضع منجانه وألات للتوقيت وجدد قبة النافورة ، والجزء العلوى فى المئذنة الكبيرة ، واحدث به منبرا فخما لا زال بالجامع إلى اليوم ، حافظا لمعظم اجزائه ( ويذكر المقريزى أن المنصور لاجين قد عهد إلى الأمير علم الدين سنجر الجاولى الدوادارى ، الذى أقامه فى نيابة دار العدل ، بشراء الأوقاف على الجامع الطولونى ، وصرف ما يحتاج إليه فى العمارة ، وتوفى النصر فى أمور الجامع الطولونى ، بينما يذكر ابن تغرى بردى أن المنصور لاجين رتب الأمير علم الدين أبا موسى سنجر بن عبد الله الصالحى النجمى الدوادارى المعروف بالبرنلى احد أمراء الألوف شاد العمائر لتجديد وعمارة جامع أحمد بن طولون

عمارة البازدار

وفى سنة 792هـ / 1390 م فى عهد ملك مصر الظاهر برقوق ؛ أحدث به عبيد الله بن محمد البازدار ( أمير الطير ) رواقا بالجهة الغربية بلصق المئذنة الكبرى ( وقد قام الحاج عبيد كذلك بتجديد ميضأة إلى جوار الميضأة القديمة ،وكان يتولى وظيفة البازدار ، ثم ترقى حتى صار مقدما للدولة سنة 792هـ / 1390 م ثم ترك زى المقدمية وتزيا بزى الأمراء وحاز نعمة جليلة وسعادة ظائلة حتى مات فى سنة 793هـ / 1390م )

عمرة شرف الدين المدينى

وفى سنة 930 هـ / 1524 م أحدث به الشيخ شرف الدين المدينى أحد مدرسيه فى القرن العاشر الهجرى ، مصلى وبنى إلى جانبها مدفنا يدفن فيه بعد وفاته

عمارة الملك فؤاد الأول ملك مصر

كانت الحكومة المصرية فى حوالى سنة 1280هـ / 1863 م قد وضعت مشروعا بتخلية الواجة الشرقية لهذا الجامع – بعرض خمسة عشر مترا

وفى سنة 1330 هـ / 1912 م وضعت مشروعا آخر لنزع ملكية المنازل المحيطة بالمسجد من جميع جهاته ؛ وتلا ذلك فى السنة التىبعدها تقرير نزع ملكية المنازل الحاجبة للواجهة الشرقية ، فلما تولى المغفور له الملك فؤاد الأول ملك مصر ؛ أمر فى سنة 1336هــ/ 1918 م بإقامة الشعائر فى المسجد ؛ فأعد لذلك بهذه المناسبة ،وانتزعت ملكية المبانى الحاجبة للواجهة القبلية ، فظهرت الواجة القبلية للسمجد كما ظهر سلم المسجد الأصلى

وفى سنة 1340هـ / 1921م اتخذت الإجراءات الرسمية لنزع ملكية المبانى الملاصقة للجدار الشرقى من خارج المسجد وفى هذه السنة الى سنة 1345هـ / 1926 م تم تزع ملكية هذه المبانى جميعها ، ولذلك أصبح الجامع خاليا من كل جهاته الأربع ، واستوى مسطحه بمستوى مسطح الأرض المحيطة به ، وجعل وفقا للمشروع بوسط الميدان بعرض عشرين مترا من كل جهة ؛ نوفتح أمام أبوابه العموميةميادين وكشفت واجهات الجامع من كل نواحية ، وغرس أمام ابوابه القبلى الى بابه العمومى يمينا ويسارا ، مزروعات وبساتين

وفى سنة 1346هـ / 1927 م نصدر مرسوم ملكى بنزع ملكية القسم الأول من الأرض اللازمة لهذا المشروع من الجهة البحرية ، ثم صدر فى السنة التالية مرسول ىخر بنزع ملكية الجزء الثانى ، وقدرت نفقات ذلك بمبلغ 45000 جنية مصرى ، أرصد منها بإقرار من مجلس الورزاء مبلغ اربعة الأف جنيها ثم أضيفت بعد ذلك مبالغ أخرى ، وقد تناولت هذه العمارة عدا ما ذكر ؛ داخل الجامع بإلاصلاح والتجديد وشملت أواوينه الأربع وسقفه ودعاماته وقبة الصحن وحدوده الأربع والمنازل الأثرية المجاورة له ، كمنزل قايتباى وغيره ، وهكذا كان من توجيه عناية المنعم الملك فؤاد الأول ملك مصر رحمه الله بهذا الجامع ؛ أناسترد سابق مجده وعادت إليه حياته الأولى بعد أن مضت عليه الحقب الطوال متخربا مهجورا لا تقام فيه الشعائر

( يتبع )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 104 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 6 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط