بالفيديو والصور..الجامع الأقمر ..من أقدم المساجد الفاطمية







يعد الجامع الأقمر واحدا من المساجد الفاطمية الرائعة بالقاهرة حيث يقع في شارع النحاسين بامتداد شارع المعز لدين الله,وهو أول جامع في القاهرة تحتوي واجهته علي تصميمًا هندسيًا خاصًا,ويروي المقريزي أن المسجد بنى في مكان أحد الأديرة التي كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحوي عظام بعض شهداء الأقباط,وسمي المسجد"الأقمر"نظرًا للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر.





وأجمل شيء في هـذا الجامع واجهته التي لا يضارعها في زخارفها البديعة واجهة أخرى في جوامع القاهرة ويرى في مدخله لأول مرة في عمارة المساجد العقد المعشق الذي انتشر في العمارة المملوكية في القرن الخامس عشر الميلادى وفوق هـذا العقد يوجد العقد الفارسي شكل مروحة تتوسطها دائرة في مركزه,وأهـم ميزة في تصميم الجامع استعمال المقرنصات ولم تستعمل قبل ذلك الا فى مئذنة جامع الجيوشى,وهذه الزخرفة انتشرت في جميع العمارة الإسلامية تقريبا بعد هـذا الجامع.





بناه الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله أبو علي المنصور بن المستعلي الخليفة السابع من خلفاء الدولة الفاطمية في مصر ، وهو جامع صغير . تم بناء الجامع سنة 519هـ (1125م) وأشرف على البناء الوزير أبو عبد الله محمد بن فاتك البطائحي المعروف باسم المأمون البطائحي ، وقد أُنشئ الجامع بالنحاسين فى مكان دير قديم يُسمى دير العظام “أو العظم” بالقرب من مواقع القصور الفاطمية،

وقد دون ابن فاتك اسمه إلى جانب اسم الخليفة الآمر في النصوص الكتابية التسجيلية بالخط الكوفي الدقيق على واجهة المسجد. لم يكن في أول أمره مسجداً جامعاً، ولم تلق على منبره خطبة الجمعة الا في رمضان سنة 799هـ (1396م) بعد أن أصلحه وجدده الامير يلبغا السالمي,وفي أعقاب الحملة الفرنسية تصدع الجامع وأصلحه سليمان أغا السلحدار. وفي نهاية القرن 19 كان في حالة متخربة .

واجهة الجامع مبنية كلهّا بالحجر،وباقي الجامع مبني من الداخل بالطوب والواجهة منحرفة لتساير خط تنظيم الشارع. ويمتاز جامع الاقمر بجمال زخرفة الواجهة التي تعتبر أول واجهة مزخرفة في المساجد القاهرية. ويشاهد في زخارفها أول استعمال للمقرنصات كعنصر من عناصر الزخرفة المعمارية الاسلامية.



جامع الأقمر وإن كان من أصـغر مسـاجد القـاهرة ولكنه تحـفة معمـارية أصيلـة، وهو المسجد الوحـيد الـذى ينخفـض مستـواه عن سطح الأرض، وهو أول جامع توازي واجهته خط تنظيم الشارع بدل أن تكون موازية للصحن ذلك لكى تصير القبلة متخذة وضعها الصحيح ولهذا نجد أن داخل الجامع منحرف بالنسبة للواجهة.

وأهم ملامح الجامع هي واجهته المبهرة التي يرى الكثيرون إنها تحمل العديد من الرموز. واجهة الجامع مصنوعة من الطوب والحجر وكان الجزء الأيمن منها، قبل ترميم طائفة البهرة له في الثمانينيات، قد تدمر بسبب مبان أخرى طغت عليه. عندما رممه البهرة، لجأوا إلى الاعتقاد السائد بأن النصف الأيمن من الواجهة كان لابد مطابقاً النصف الأيسر ولذلك تبدو الواجهة المرممة حالياً متطابقة الجانبين على محور المنتصف.

وفي منتصف الواجهة، فوق الباب، عقد مزين بدائرة زخرفية تخرج منها أضلع بارزة يراها البعض كما لو كانت الشمس وأشعتها. في منتصفها دائرة أخرى تحمل مكتوب فيها “محمد وعلي” وحولها دائرة أخرى زخرفية ثم دائرة تحمل الآية القرآنية المتكررة بكثرة في الآثار الفاطمية: “بسم الله الرحمن الرحيم إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.” ثم الإطار الأخير دائرة زخرفية

وقد أجريت اعمال تجديد تالية على الجامع قام بها الأمير سليمان اغا السلحدار سنة 1821 في أيام محمد علي باشا. وقد قامت لجنة حفظ الآثار العربية بترميم الجامع وتجديده والحفاظ على زخارفة في الفترة من سنة 1928. كما قام المجلس الأعلى للآثار بتجديده وازالة المباني التي كانت أمام واجهته بحيث ظهرت زخارف الواجهة كاملة. والأقمر من الجوامع المعلقة فعندما بنى كان تحت حوانيت، ويعد من مفاخر العمارة الإسلامية الفاطمية. يقع الجامع حالياً في شارع المعز لدين الله بالنحاسين بقسم الجمالية. ويتبع منطقة آثار شمال القاهرة، أثر رقم 33 .

ويذكر أنه بنى سميكة باشا متحف الفن القبطي عام 1910. واجهة المتحف تشبه واجهة الجامع الأقمر بشدة وتستبدل الرموز الإسلامية بالصلبان مثلاً .

- See more at: http://www.el-balad.com/676230#sthash.6WRBi5pJ.dpuf