مسجد الدود الجاشنكير (1)
تاج الدين الذاكر
يقع هذاالمسجد فىخطة كانت تسمى بخط حوض ابن هنس ، ظاهر القاهرة تجاه زقاق خان حلب ( منطقة الحلمية الجديدة ) داخل درب يعرف بدري النقيب ، وهو الآن يعرف بحارة الشماشرجى المتفرعة من شارع محمدعلى ( حى القلعة حاليا ) 2
والمسجد من منشآت أواسط القرن السابع الهجرى ، لم يذكره المقريزى فى الخطط وذكر الحمام المنسوبة إليه 3 فقال : هذه الحمام خارج باب زويلة فى الشارع تجاه زقاق خان حلب بجوار حوض سعد الدين مسعود بن هنس ، عرف بالأمي رسيف الدين ألدود الجاشنكيرى ، أحد أمراء الملك المعز أيبك التركمانى ، إلى أن قال ( وهذه الحمام إلى اليوم بيد ذرية ألدود ) وهذه الحمام لا تزال قائمة إلى اليوم بموضعها من شارع محمد على 4 ، وقد قمت بزيارة هذه المنطقة ووجد الحمام الآن مخزن بجور محلات كبابجى البيبانى بشارع محمد على وهو كاد ان يعفى أثره من شدة الإهمام
ومنشىء هذا المسجد هو لأمير سيف الدين ألدود الجاشنكير ( متذوق الطعام) ، مات سنة 656هـ / 1258م ودفن بالمسجد المذكور ، ووجدت مكتوبا على قبره 5 فى ستة أسطر
البسملة ، كل من عليها فان ويبقا وجه ربك ذو
الجلال والإكرام ، انتقل العبد الفقير إلى الله تعالى
راجى رحمة ربه الكريم المنان الأمير سيف الدين
ألدود من دار الفنا إلى دار البقا فى يوم الخميس
الثانى من ذى الحجة سنة ست وهمسين وست مائة ،
قدس اللهسره ونور ضريحه بمحمد وآله اجمعين
وقد أقام بهذا المسجد الشيخ تاج الدين عبد الوهاب بن محمدالمدينى ، الملقب بتاج الدين الذاكر ، اجتمع به الشعرانى وترجمه فى الطبقات ، ومات سنة 922هـ / 1516 م ، قال الشعرانى : ودفن بزاويته خلف حمام ألدود وقد تجدد هذا المسجد فى سنة 1272هـ / 1856م من قبل المرحوم حسين بك الشماشرجى الذى عرف الدرب بأسمه 6
حمام ألدود
والحمام المذكور انتقلت منملك ذرية ألدود بعد أنقراضهم إلى وقف السلطان الأشرف قايتباى ، صم حكرها فى هذا الوقف يوسف أصييل بن إبراهيم فى سنة 1176 هـ / 1762 م ثم انتقل ملكها أخرا غلىمصطفى حسن محمد الحمامى بحجة تمليك من الباب العالى محررة فى الرابع من ربيع الأول سنة 1305هـ / 1888م برقم 28 ج26 وقد ذكر بهذه الحجة أن بواجهة الحمام خمس حوانيب سفلية وربع ومكان ومستوقد ، وحدودها الغربى سفلا حانوت ، وعلوا شارع محمد لى ( القلعة حاليا )وفيه أبواب الحوانيب الخمس ، والشرقى منزل ملك ، والقبلى منزل ملك وباقية لحارة الشماشرجى ، والبحرى عطفة غير نافذة وفيها أبواب المكان والربع والمستوقد ، ومسطح الحمام 720 مترا ومسطح الساقية والشونة من لواحقه 115 مترا ن وقد مات المالك الأخير المذكور وانحصر ميراثه فى زوجته خديجة ابراهيم واولاده منها محمد ومحمود وعائشة وزبيدة وحميدة وفاطمة وقام محمد ابن المالك فى إدارة الحمام كأبيه ،وهذا ما حققته من سجل مبايعات الباب رقم 449 – 28 – 35 ----------------------------------------------------
1 – كتبها المؤلف ( ألدود الجاشنى كير )
2 – ذكر المقريزى أن حوض ابنهنس كان حوضا ترده الدواب فصارت الخطة تعرف به ، وهى تلى حارة حلب ، ويسلك إليها من جانبه ، وقد دخلت ارض خوض هنس فى شارع محمد على عند فتحة عام 1873 م ( المقريزى ج3/442
3 – ذكر على باشا مبارك أن هذا الحمام بشارع محمد على عند تقاطع الشارع من جهة الحلمية الجديدة على يسار الذاهب من السروحية طالبا المنشية ، وانها عامرة إلى زمانه يدخلها الرجال والنساء ( على مبارك 6/68
3 – نقلت هذه المذكرة لدار الاثار الإسلامية وسجلت برقم 13729
4 – الطبقات الكبرى للشعرانى
5، 6 – يعرف هذا المسجد الان بزاوية سيدى تاج الدين داخل حارة عمارة الشماشرجى المتفرعة من ش محمد على مقابل حمام الدود وقد زرت هذا الجامع وقد عفى أثره واثر سيدى تاج الدين الذاكر وبنى مكانه مسجد صغير مقيم الشعائر
ومثله مثل كثير من الأضرحة التى عفى عثرها سواء من جهة هيئة التنظيم للمنفعة العامة أو من جهة عامة الناس