النيوزويك: دلتا مصر تغرق في البحر
http://europe.newsweek.com/egypts-nile- ... 6602?rm=eu
Egypt’s Nile River Delta Is Sinking Into the Sea
By Emily Crane Linn On 11/15/15 at 9:01 PM
عندما تزيد حرارة المحيط وتتسع المياه سوف ترتفع مياه البحر بدورها في مصر وسوف تغرق الأرض بمعدل 0.1 بوصة في العام وذلك بحسب ما أكده برنامج التكيف مع التغير المناخي في إفريقيا، وفي الوقت نفسه تستنزف عمليات الضخ المياه الجوفية بشكل أسرع من إمكانية مياه الأمطار لإعادة ملئها.
ولعقود طويلة حذر علماء المناخ والجيولوجيون من عملية تسرب المياه المالحة إلى دلتا النيل، لكن مصر دولة ممزقة بفعل الإضطرابات السياسية وتردي الأوضاع الإقتصادية، وهي أمور لا تعطي قضايا البيئة أي أولوية حكومية وهو ما يؤكده “حسان حسيني” – اخصائي إدارة المياه بمعهد بحوث البيئة المستدامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة قائلا: “تؤكد الدراسات أن التغيرات المناخية سوف تبدأ تأثيراتها الحقيقية بعد 20 عاما، لكن الحكومة لا تفكر في المستقبل”
لكن يبدو أن ارتفاع مستوى سطح البحر في منطقة شمال الدلتا لم يعد أمرا يخص المستقبل، فبشكل يومي يسحق البحر أماكن مكتظة بالسكان في مدن الأسكندرية ودمياط وبورسعيد، وإذا ارتفع سطح البحر بمعدل 20 بوصة فسوف يغرق نحو 30% من مدينة الأسكندرية التي يقطن بداخلها نحو 5 مليون شخص.
يستعد قادة العالم إلى قمة تغير المناخ في دورتها الحادية والعشرين التي سوف تنعقد في باريس حيث يأملون في تحقيق إجماع وسن مجموعة جديدة من القوانين واللوائح للحد من انبعاثات الغاز الدفيئة لتحل محل بروتوكول “كيوتو” والذي سينتهي العمل به في العام 2020، لكن يبدو أن تلك الإصلاحات القوية لن تستطيع فعل أي شيء لإنقاذ دلتا مصر؛ فحتى لو نجح زعماء العالم في الحد من الاحتباس الحراري بما يعادل ( 2 درجة مئوية) فوق مستويات البدان ذات الاقتصاد الانتقالي، سوف يستمر ارتفاع مستوى البحار لعقود وذلك وفقا لتقرير أعدته “الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي”.
وتتصدر موضوعات فقدان الأرض والدمار الناتج عن التغير المناخي أجندة القمة، لكن يبدو أنه من غير المرجح أن تتم مناقشة القضية المصرية بشكل خاص؛ ففي النهاية ترك برنامج إطار عمل الأمم المتحدة للتغير المناخي لكل دولة على حدا أن تطور من خطط تكيفها الوطنية التي تناسبها.
وقد قام رئيس الوزراء المصري بتشكيل “اللجنة الوطنية للتغير المناخي” في يوليو وذلك من أجل وضع وصياغة استراتيجية قومية مواكبة للتغيرات لمكافحة تلك المشكلة، لكن لم يتم حتى الآن الإعلان عن تلك الاستراتيجية ( وهذا مع فرض أنها صيغت من الأساس).
وفي تلك الأثناء، لا يبدو أن هناك أي ضغط دولي يُمارس على مصر من أجل تحديث استراتيجياتها القومية بشكل عاجل؛ إذ تميل معظم الانتقادات الدولية إلى التركيز على المشكلات الأمنية داخل الدولة، وانتهاكات حقوق الإنسان وافتقار الحكم الديمقراطي، وتبقى مشكلة التغير المناخي مجرد قضية في المرتبة الثانية.